د. محمد إياد العكاري
28-02-2009, 09:41 PM
أنشودة الإحياء
إليْكِ اشتياقُ الحُرِّ والرُّوحُ تُعرِِبُ = بأنَّ ارتقاءَ المجدِ وعرٌ ومطلبُ
وأنَّ بلوغَ الأمنياتِ معارجٌ = لها الهمَّةُ العلياءُ والعزمُ مذهبُ
وأنَّ بريقَ الفجر آتٍ تبرُّجاً = فقد دارتِ الأيَّامُ والحقُّ أشهبُ
***
سنونٌ عِجافٌ والحصارُ أخو الرَّدى = وشعبٌ بمرِّ القهر يحيا ويُنكبُ
وظلمٌ تردَّى والظَّلام رداؤهُ = وإنكارُ حقٍ واحتلالٌ مركَّبُ
وذاك جدارٌ يفصِلُ الرُّوحَ والعُرى = يقطِّعها أشلاءَ والقُدسُ تُغصبُ
وماتتْ حقوقٌ واسْتحالتْ كجيفةٍ = بِسِلمٍ بِنَقْعِ الذُّلِّ يَهْذي ويخطُبُ
***
فبعضُ بني قومي تبلَّدَ حسُّهُ = وخابتْ به الدُّنيا وبالدِّينِ يلعبُ
يُداري بني صهيونَ ينسلُّ نحوها = ويُقصي دعاةَ الحقِّّ للشَّرِّ يحطِبُ
تغرَّبَ والآمالُ فيه تفسَّختْ = يُتاجرُ بالأقداسِ للحُرِّ يشطبُ
***
وغَزَّةُ من سُودِ الرَََزايا تفطرَّت = وغزَّةُ من هوْلِ الدَّواهي تُعذَّبُ
تعاظمتِ الجُلَُى عليها ولاصَدَى = تصعَََّدتِ اللأواءُ والحالُ مُرعبُ
وكلُّ جحيمِ القاذفاتِ نصيبُها = وأفتكُها بالمهلكاتِ يُجرَّبُ
مذابحُ نارُ الحِقدِ فيها تَسعَّرتْ = تصيحُ المآسي والمنايا تَلهًّبُ
وترتجفُ الدُّنيا ويهتزُّ عالمٌ = برؤيةِ ذا الطغيان والشّرُّ يَجلِبُ
معالمُ هُدَّت ،والمدائن هُدِّمت = تناثرت الأشلاءُ، والجوُّ غيهبُ
وزلزتِ الأصقاعُ ،والقصف ماردٌ = يُقَهْقِهُ فوقَ الآمنين ويُرهِبُ
مجازرُ تترا والرَّّدى يتبعُ الرَّدى = وذا الحال تشييعٌ وللموت مَرْكبُ
وللخزي آذانٌ، وللعارِ أعينٌ = وللذُّلِّ أنفاسٌ ، وللصَّمت مَوْكبُ
فمحرقةٌ عظمى بغزّةَ أسفرتْ = لها الأرضُ تندى، والسَّماء تُقطِّبُ
ويشهقُ كلُّ الكونِ من هولِ ما يرى = وتبكي أحاسيسُ الزَّمانِ وتغضبُ
***
ومجلسنا أعمى ويُغضي سَفَاهةً = يُقادُ كما صهيونُ يُوصي ويرغبُ
أصمُّ لآمال الشُّعوبِ وأبكمٌ = يكيلُ بمكيالينِ، للحقِّ يسلبُ
وعالمنا لاهٍ وأقطابُهُ سُدىً = وذا الغربُ أفعى والأفاعيلُ عقربُ
وقِمَّةُ توحيدِ الصُّفوف تسطَّحتْ = وخابَ أمينُ القوم والجمعُ أخْيَبُ
وماثارَ فينا بالبطولةِ فارسٌ = ولا عادَ مِنَّا للحميَّةِ يَعْرُبُ
تدورُ رَحَى الأحداثِ فوقَ رؤوسنا = ومطلَبُنا سِلمٌ وللصلح نرقُبُ
ولا حِسَّ عنها ،والبيان مُؤَطَّرٌ = وغزةُ بلَْهَ القدسُ أمرٌ مُغَيَّبُ
لترفعَ شكواها إلى اللهِ ربِّها = فأيُّ حصارٍ بالعقابيل ينشَبُ
وأيُّ اجتياحٍ فاقَ كلَّ تصوُّرٍ = فلا عُرفَ تلقى، والمواثيقُ تُصلبُ
وظلمُ البرايا للبرايا جريمةٌ = وظلمُ ذوي القربى أشدُّ وأغربُ
***
وغزّةُ تسعى للحياةِ كريمةً = وإنْ جارَتِ الدُّنيا عليها و نُوَّبُ
وغزَّةُ دارُ العزِّ تختطُّ دربَها = على العزّةِ القعساء لا دربَ أصعبُ
لِتَصْمُدَ دونَ الأرض والعرضِ هامةً = ومن يطلبِ العلياءَ لا يتهيَّبُ
هنا انداحتِ الأنوار والنَّارُ حولَها = وأشرقتِ الآيات والأمرُ أعجبُ
هنا الشُّمُّ والصِّيدُ الأُباةُ تعاهدوا = على وقْعِ نقعٍ بالرَّدى يتصبَّبُ
هنا ترتقي الهامات والمِسْك فوحُها = بسبابةِ الأبطال لمّا تأوَّبوا
هنا الهديُ باقٍ والبقيَّةُ هاهنا = كما أخبرَ المصدوقُ والحالُ يُقلبُ
هنا وقعةُ الفرقانِ بالبِشْرِِِ تنجلي = فقوسَ انتصارٍ قد رأيناهُ يخلِبُ
تجلّى على الآفاقِ فوق جبينها = بإكليلِ غارٍ والبشائرُُ تُسْكَبُ
فرغمَ الرّدى والقصفِ فاللطفُ بيّنٌ = ورغم الأسى والبأسِ فالأرضُ تحدُبُ
وتهمي عيونُ المُزْنِ والجوُّ حالكٌ = وذا البدرُ مكلومٌ وللحال يشجُبُ
وغزّةُ تُبدي بالصُّمود ملاحماً = تحارُ لها الألبابُ والغيثُ صَيِّبُ
ليشهدَ أهلُ الأرضِ ما أفْقَدَ الحِجى = فأيُّ صمودٍ بالميادينِ أهْيَبُ
وأيُّ اقتدارٍ فاقَ نارَ فُجُورهم = وأيُّ دروسٍ في الكرامةِ تُضربُ
وأيُّ سُطُورٍ بالدماء تضرَّجت = ويا روعةَ الأسفار لمّا تُخضَّبُ
كتائبُ باعتْ للإله نفوسَها = ويا هيبةَ الحُفَّاظِ لمّا تأهَّبوا
ويا عزّةَ الفُرْسانِ لمّا ترجَّلوا = وللرُّوح أهدوها،وللنَّصر قرَّبوا
فأسطورةُ الجيشِِ العتيدِ تحطَّمتْ = تبخَّرتِ الأهدافُ والأمنُ خُلَّبُ
وصورتُهُ اهتزَّت ،وبالعار لُطِّختْ = تجلى سرابُ القاعِ والقاعُ مُجدِبُ
وألقى عليه الرعب ظُلَّةَ بأسهِ = وخابَ بنو صهيون والحالُ تُنْدَبُ
***
سنونٌ هي الأدهى وغزّةُ للعُلا = وأنشودةُ الإحياءِ بالبذلِ تُطربُ
وسرُّ صمودِ القوم نسغُ عقيدةٍ = عليها رِباطُ الخيل والنَّارُ تُعْرِبُ
وغزّةُ عادت رغمَ عمقِِ جراحها = أشدُّ وأقوى والشَّكيمةُ أصلبُ
وللحقِّ سُلطانٌ ،وللبغيِ ظُلمةٌ = ويا روعةَ الإشراقِ والشمسُ تُرقَبُ
ويا دهشة البشرى بتمكين عصبةٍ = فمنْ رَحِمِ الأفلاكِ يُؤْذِنُ كَوْكَبُ
***
فطُوبى وطُوبى فالفضاءاتُ تُعرِبُ = وتُعْلِنُ أنَّ النَّصرَ ذيّاكَ أقْرَبُ
ونجمَ بني صهيون لابُدَّ آفِلٌ = وتلكَ الليالي الحالكاتُ ستغرُبُ
وما خطَّهُ الفاروقُ والعهدُ عُهْدَةٌ =وماكان في حِطِّينَ والدَّرسُ يُكتَبُ
وراياتُ توحيدٍ بها الآيُ والهُدى=وتوحيدُ راياتٍ بها الصَّدعُ يُرْأَبُ
ليفترَّ ثغرُ القُدْسِ يبدو جُمانُها = ويأتلقُ الأقصى وفينا يُرحِّبُ
ِ
د/محمد إياد العكاري
الجمعة 18/2/1430 هـ 13/2/2009م
إليْكِ اشتياقُ الحُرِّ والرُّوحُ تُعرِِبُ = بأنَّ ارتقاءَ المجدِ وعرٌ ومطلبُ
وأنَّ بلوغَ الأمنياتِ معارجٌ = لها الهمَّةُ العلياءُ والعزمُ مذهبُ
وأنَّ بريقَ الفجر آتٍ تبرُّجاً = فقد دارتِ الأيَّامُ والحقُّ أشهبُ
***
سنونٌ عِجافٌ والحصارُ أخو الرَّدى = وشعبٌ بمرِّ القهر يحيا ويُنكبُ
وظلمٌ تردَّى والظَّلام رداؤهُ = وإنكارُ حقٍ واحتلالٌ مركَّبُ
وذاك جدارٌ يفصِلُ الرُّوحَ والعُرى = يقطِّعها أشلاءَ والقُدسُ تُغصبُ
وماتتْ حقوقٌ واسْتحالتْ كجيفةٍ = بِسِلمٍ بِنَقْعِ الذُّلِّ يَهْذي ويخطُبُ
***
فبعضُ بني قومي تبلَّدَ حسُّهُ = وخابتْ به الدُّنيا وبالدِّينِ يلعبُ
يُداري بني صهيونَ ينسلُّ نحوها = ويُقصي دعاةَ الحقِّّ للشَّرِّ يحطِبُ
تغرَّبَ والآمالُ فيه تفسَّختْ = يُتاجرُ بالأقداسِ للحُرِّ يشطبُ
***
وغَزَّةُ من سُودِ الرَََزايا تفطرَّت = وغزَّةُ من هوْلِ الدَّواهي تُعذَّبُ
تعاظمتِ الجُلَُى عليها ولاصَدَى = تصعَََّدتِ اللأواءُ والحالُ مُرعبُ
وكلُّ جحيمِ القاذفاتِ نصيبُها = وأفتكُها بالمهلكاتِ يُجرَّبُ
مذابحُ نارُ الحِقدِ فيها تَسعَّرتْ = تصيحُ المآسي والمنايا تَلهًّبُ
وترتجفُ الدُّنيا ويهتزُّ عالمٌ = برؤيةِ ذا الطغيان والشّرُّ يَجلِبُ
معالمُ هُدَّت ،والمدائن هُدِّمت = تناثرت الأشلاءُ، والجوُّ غيهبُ
وزلزتِ الأصقاعُ ،والقصف ماردٌ = يُقَهْقِهُ فوقَ الآمنين ويُرهِبُ
مجازرُ تترا والرَّّدى يتبعُ الرَّدى = وذا الحال تشييعٌ وللموت مَرْكبُ
وللخزي آذانٌ، وللعارِ أعينٌ = وللذُّلِّ أنفاسٌ ، وللصَّمت مَوْكبُ
فمحرقةٌ عظمى بغزّةَ أسفرتْ = لها الأرضُ تندى، والسَّماء تُقطِّبُ
ويشهقُ كلُّ الكونِ من هولِ ما يرى = وتبكي أحاسيسُ الزَّمانِ وتغضبُ
***
ومجلسنا أعمى ويُغضي سَفَاهةً = يُقادُ كما صهيونُ يُوصي ويرغبُ
أصمُّ لآمال الشُّعوبِ وأبكمٌ = يكيلُ بمكيالينِ، للحقِّ يسلبُ
وعالمنا لاهٍ وأقطابُهُ سُدىً = وذا الغربُ أفعى والأفاعيلُ عقربُ
وقِمَّةُ توحيدِ الصُّفوف تسطَّحتْ = وخابَ أمينُ القوم والجمعُ أخْيَبُ
وماثارَ فينا بالبطولةِ فارسٌ = ولا عادَ مِنَّا للحميَّةِ يَعْرُبُ
تدورُ رَحَى الأحداثِ فوقَ رؤوسنا = ومطلَبُنا سِلمٌ وللصلح نرقُبُ
ولا حِسَّ عنها ،والبيان مُؤَطَّرٌ = وغزةُ بلَْهَ القدسُ أمرٌ مُغَيَّبُ
لترفعَ شكواها إلى اللهِ ربِّها = فأيُّ حصارٍ بالعقابيل ينشَبُ
وأيُّ اجتياحٍ فاقَ كلَّ تصوُّرٍ = فلا عُرفَ تلقى، والمواثيقُ تُصلبُ
وظلمُ البرايا للبرايا جريمةٌ = وظلمُ ذوي القربى أشدُّ وأغربُ
***
وغزّةُ تسعى للحياةِ كريمةً = وإنْ جارَتِ الدُّنيا عليها و نُوَّبُ
وغزَّةُ دارُ العزِّ تختطُّ دربَها = على العزّةِ القعساء لا دربَ أصعبُ
لِتَصْمُدَ دونَ الأرض والعرضِ هامةً = ومن يطلبِ العلياءَ لا يتهيَّبُ
هنا انداحتِ الأنوار والنَّارُ حولَها = وأشرقتِ الآيات والأمرُ أعجبُ
هنا الشُّمُّ والصِّيدُ الأُباةُ تعاهدوا = على وقْعِ نقعٍ بالرَّدى يتصبَّبُ
هنا ترتقي الهامات والمِسْك فوحُها = بسبابةِ الأبطال لمّا تأوَّبوا
هنا الهديُ باقٍ والبقيَّةُ هاهنا = كما أخبرَ المصدوقُ والحالُ يُقلبُ
هنا وقعةُ الفرقانِ بالبِشْرِِِ تنجلي = فقوسَ انتصارٍ قد رأيناهُ يخلِبُ
تجلّى على الآفاقِ فوق جبينها = بإكليلِ غارٍ والبشائرُُ تُسْكَبُ
فرغمَ الرّدى والقصفِ فاللطفُ بيّنٌ = ورغم الأسى والبأسِ فالأرضُ تحدُبُ
وتهمي عيونُ المُزْنِ والجوُّ حالكٌ = وذا البدرُ مكلومٌ وللحال يشجُبُ
وغزّةُ تُبدي بالصُّمود ملاحماً = تحارُ لها الألبابُ والغيثُ صَيِّبُ
ليشهدَ أهلُ الأرضِ ما أفْقَدَ الحِجى = فأيُّ صمودٍ بالميادينِ أهْيَبُ
وأيُّ اقتدارٍ فاقَ نارَ فُجُورهم = وأيُّ دروسٍ في الكرامةِ تُضربُ
وأيُّ سُطُورٍ بالدماء تضرَّجت = ويا روعةَ الأسفار لمّا تُخضَّبُ
كتائبُ باعتْ للإله نفوسَها = ويا هيبةَ الحُفَّاظِ لمّا تأهَّبوا
ويا عزّةَ الفُرْسانِ لمّا ترجَّلوا = وللرُّوح أهدوها،وللنَّصر قرَّبوا
فأسطورةُ الجيشِِ العتيدِ تحطَّمتْ = تبخَّرتِ الأهدافُ والأمنُ خُلَّبُ
وصورتُهُ اهتزَّت ،وبالعار لُطِّختْ = تجلى سرابُ القاعِ والقاعُ مُجدِبُ
وألقى عليه الرعب ظُلَّةَ بأسهِ = وخابَ بنو صهيون والحالُ تُنْدَبُ
***
سنونٌ هي الأدهى وغزّةُ للعُلا = وأنشودةُ الإحياءِ بالبذلِ تُطربُ
وسرُّ صمودِ القوم نسغُ عقيدةٍ = عليها رِباطُ الخيل والنَّارُ تُعْرِبُ
وغزّةُ عادت رغمَ عمقِِ جراحها = أشدُّ وأقوى والشَّكيمةُ أصلبُ
وللحقِّ سُلطانٌ ،وللبغيِ ظُلمةٌ = ويا روعةَ الإشراقِ والشمسُ تُرقَبُ
ويا دهشة البشرى بتمكين عصبةٍ = فمنْ رَحِمِ الأفلاكِ يُؤْذِنُ كَوْكَبُ
***
فطُوبى وطُوبى فالفضاءاتُ تُعرِبُ = وتُعْلِنُ أنَّ النَّصرَ ذيّاكَ أقْرَبُ
ونجمَ بني صهيون لابُدَّ آفِلٌ = وتلكَ الليالي الحالكاتُ ستغرُبُ
وما خطَّهُ الفاروقُ والعهدُ عُهْدَةٌ =وماكان في حِطِّينَ والدَّرسُ يُكتَبُ
وراياتُ توحيدٍ بها الآيُ والهُدى=وتوحيدُ راياتٍ بها الصَّدعُ يُرْأَبُ
ليفترَّ ثغرُ القُدْسِ يبدو جُمانُها = ويأتلقُ الأقصى وفينا يُرحِّبُ
ِ
د/محمد إياد العكاري
الجمعة 18/2/1430 هـ 13/2/2009م