مشاهدة النسخة كاملة : فلسفة المفاهيم..قصيدة /فيزياء/عبد القادر رابحي..
معروف محمد آل جلول
01-03-2009, 07:50 AM
مدخل:
البدعة ..هي الخروج عن الأصل..
والفعل المزيد ابتدع..تعني في الأدب ..استقطاب الجديد..
ولكنه مهما حاول الأديب اختراق المألوف فإنه لن ينجو من تقليد..حتى سئم النقد من المصطلح ؛وحاول استبداله بـ / التناص/..
والبحث عن اللامطروق هو عينه دافع المبدعين إلى تجاوز معهود معاني اللغة ..إلى ما ورائها من احتمال انحرافية المدلول لأداء معنى جديدا ؛بتناسقيته داخل نسيج وانسجام الألفاظ وتكامل مفاهيمها ؛وتنافذها مع مثيلاتها عبر علائق السياق..لتبعث الإثارة ..وترسل المشاعر النائمة من مرقدها..فـ تنفض الخمول ..وتنعش الوجدان..
إنك أمام شعر عبد القادر..تنطلق من مجرّدات أفكاره ..إلى محسوس صوره..فترتسم أمامك المشاهد الفنية البديعة ..
وتهمنا هنا صورة لوحة بديعة كبيرة مستديرة الشكل..منطلقها..منتهاها / الفيزياء/..شكّلها أربعة مشاهدجزئية لكنها مرتبة منطقيا..لنسجل توترات فكرية وجهت وسيطرت على الأهواء العاطفية ..ونظمت شوارد الوجدان....والعجيب أن العنوان هو المشهد العام نفسه ..في قصيدته /فيزياء/..
ولم ترد العناوين اعتباطية بل لها مقصديتها المحسوبة لتنتهي إلى المرامي المتعددة المستهدفة..
نكتفي هنا بعتبة العنوان ..والعناوين الرئيسية للمقاطع..
وبعد الانطلاقة النواتية الصحيحة ..يصطدم بالزوايا..فـينكفئ على السكينة..وتلتحم نفسه في كتلة..
1ـ النواة :وهي لب الشيء ..ومنشأه..
وإذا به يحدثنا عن نفسه التي تأبى إلا تجاوز القشور والتوغل في اللب ..لكل قضية مطروحة أمامه..يتصفحها في ذهنه ويقلبها حتى يقف على كنهها ..فيدرك معطياتها ..أبعادها ..وحلول العالق منها..فـيلفتنا إلى بلوغه قمة الرشاد الفكري1..
وإذا به في إحالة مركزية ينقلنا إلى سرِّ وجودنا ..توحيد الله ..وهو نواة خلقنا..فـ الأمانة التي حملها الإنسان وخشيتها الجبال هي ..لاإله إلا الله محمد رسول الله..
/ وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون/..2
والنواة هي محور دراسة كل العلوم ـ بدون استثناء ـ إنسانية وتجريبية ..إذ لكل شيء نواة..حسيا ومعنويا..
لتتسع معاني القصيدة باتساع دلالات النواة وأهميتها في حياة كل شيء..
وكأنه ـ في النهاية ـ يريد أن يتطابق عقله الراشد مع العبادة الصادقة ليبلغ مستوى الرسالة الموكلة إلينا جميعا ..فـ يسجل سموا روحيا بالفن متوافقا مع الدين ..وهي قمة ما يبتغيه شاعر مؤمن..
وبعد الانطلاقة النواتية الصائبة الصحيحة ..يعارك الزوايا..ولكنها زوايا ..لاينفع معها إلاّ الانحراف والانزياحية..فنيا؛وسلوكيا..
2ـ الزوايا:وهي تقاطع الأضلع في الشكل الهندسي..ليصدمنا بالوقوف على عتبات الرياضيات..
ومفردها أيضا زاوية ..ومنها مكان ينزوي فيه الإنسان..يقيم مدة..أو ينقطع للعبادة..فتشاكلت مع زاوية المربع المقصود..وكأنها توقُّفُ مسار..وهنا التقى انزواء الإنسان بانزواء الأشكال الهندسية..تناغم آثره الشاعر في إطار تناسب وتماهي المعاني الوجودية في الإنسان..وهنا الذات الشاعرة..
وكأني أتحسسه يتلفظ بالعقبات التي تواجه الإنسان ..سواء في العبادة ..أو في تنفيذ المفيد من الأفكار..تقف الآلتواءات والمنعرجات والعقبات ..موانع تفرض عليه الانزواء..فيجنح إلى السكينة ..بعد محاولة وتعب وعجز..ليرفع عن نفسه اللوم ..ويثبت النية ..في يوم لاينفع المال والبنون..
/ ألم أحسب الناس أن يُتْركوا أن يقولوا آمنّا وهم لايفتنون؛ولقد فتنا الذين من قبلهم؛ فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين/3
وبعد الإصرار على مواصلة الطريق الشائك ..لاتثريب عليه ..ينطوي على نفسه بعد انفتاح على القضية ومغالبتها والانتصار عليها ولو بالمحاولة والثبات..
إنه يتنسم طعم السكينة..
3ـ السكينة :الحقيقية لايتذوق المؤمن طعمها إلاّ إذا شعر برضى الله ورسوله عنه.ولايبلغ ذلك إلا إذا اجتنب مختلف المعاصي وأدى جميع الفرائض والواجبات
والسكينة مدعاة الأمن والاستقرار..ورأس سنامها التوكل المطلق على الله دون سواه وهي قمة العبادة..والخشوع التام ..والرضى الكامل بقضائه وقدره..
وهنا يستجمع قواه ..ويلج نفسه يفتش عن موقعه من السكينة..ويرتاح..وهو في هذه القصيدة يختلف عن شخص عرفناه مضطربا منزعجا من هالات المصائب الدنيوية التي يتحملها مكان العامة ..
وإذا بالانزواء سكينة ..والسكينة تأتي بعد الاضطراب والتعب..
وننتهي إلى المشهد العام المهندس للوحدات ..نواة..زوايا..سكينة..
وحدة الكون..تعدد أجزائه..تناسقها..
4ـ الكتلة:وهي مجمع الأجزاء..
وإذا بالانطلاق من النواة المركزية ..يتجه نحو الزوايا ..باحثا عن منفذ لبلوغ هدف سطرته الأقدار ..تحقق أم لا..لايهم ـ التأمل الفلسفي ـ فيه إلا الراحة والسكينة..المهم محاولة ..اجتهاد وما يترتب عنه من جزاء..
وإذا بالروح المبعثرة ؛المنشغلة بهمِّ مغالبة التنفيذ ..تلتئم جراحاتها ..وتجتمع مشكِّلة كتلتها الواحدة..اتحاد عناصر الروح..كما تتحد عناصر الطبيعة فـ تشكل كتلة صلدة غير قابلة للتفكيك..
خلاصة:أخيرا ..العناوين الجزئية كـ عتبات لطبقات متن المقاطع..شكلت وحدات رئيسية لايمكن الاستغناء عنها لحتمية وجود كل عنصر..كما لايجوز بعثرتها..للدلالة على الوحدة العضوية للقصيدة..وتناسق أشكال الصياغة اللغوية مع المضامين..وتضمينها إيحاءات بفنية جمالية راقية..
وفضلا عن جديّة المعاني المبتكرة ..المخترقة لحدود الإطار الزمكاني..والتي ركبت لغة جديدة داخل النسق الشعري..
هناك التوظيف الأدبي للمصطلحات العلمية..نواة.. زوايا.. سكينة..كتلة..واستخدامها كـ رموز..من العلوم التجريبية التجريدية ..إلى باطن النفس ..وسلوك البشر..
للتتنافذ مع العنوان الرئيسي للقصيدة/ فيزياء/..
وإذا بالحياة الحقيقية لاتنبعث إلاّ من رحم العلم بها ..بدقة ..وحكمة..
وإذا بالإنسان لايفلح بمفهوم فلاح الدين إلا بنهج سلوكات علمية بصيرة ..دقتها من دقة الفيزياء..
رمزية زخرفها الغموض الفني..لوحة بديعة..
إحالات:1ـيراجع مراتب العقل عند العقاد/ التفكير فريضة إسلامية.
2ـ سورة الذاريات..الآيتين..56/57
3ـ سورة العنكبوت..1.
عبد القادر رابحي
02-03-2009, 07:30 PM
أخي الكريم معروف آل جلول ..
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته..
يشرفني كثيرا أن تكون كلماتي محل اهتمام لديكم ،و أن تكون الرؤية المتواضعة التي أحاول أن أمررها عبر هذه القصائد في صميم ما ترونها جديرا بالتحليل و المناقشة..
و حتى و إن كان الكلام على الكلام صعب كما يقول ابو حيان التوحيدي ، فإن مجرد أن يجد كلامي عندكم صدى فهذا يعنى أن فيه من الصبر عليه ما بإمكن الصابر ان يضيف عليه.. و أنت تعرف أن الكتابة صبرٌ لا يحرك آليته إلا الهاجس القوي الذي يجعل القارئ صابرا على انغلاق النص حول نفسه- و كل نص منغلق على نفسه- فيتأتّى له بصبره ما يفتح شهية القراءة و الإضافة و البناء .. و إذا بنى احدهم على نص .. فهذا يعنى ان النص فيه شيء من رسوخ يستطيع الباني أن يضيف عليه.. أو يضيف له... و أنا فخور يا صديقي بأن تجد هذه القصائد ما تكون به محل إضافة و بناء لا محل نقصان .. و انتهاء..
كل نص هو ابتداء من نقطة انتهى عندها نص آخر.. و لا يمكن ان يكون النص -أي نص- منطلقا من نفسه منتهيا إليها، حتى و إن بدا للناس منغلقا .. معقدا.. صعبَ المراس و الفهم.. و لأن بداية النص/الذات هي انتهاء النص/ الآخر، فإن النص الآخر يحيل بالضرورة إلى النص/الذات و يرتبط به ارتباطا جذريا .. لا نصَّ يأتي من العدم إذن.. و كل نص له معنى و دلالة ، حتى و إن بدا غير مفهوم أو غامضا أو صعبَ المراس..
تكمن المقاربة التي تفتحها النصوص الغامضة في كونها تعطي للقراءة شحذا و وقودا كافيين لاستدراج معالم التخفي التي أسس لها الغموض المُخطِّئ.. أي الغموض الذي يدفع القارئ(يُبعدهُ) عن أن يصل إلى جوهر النص و نواته.
و ما جوهر النص أو نواته إلا بابٌ مشرع أمام القارئ المعاين لأليات بناء النص التي من المفروض أن تكون محكمة الإغلاق..
و من هنا فإن النص بقدر ما يكون مغلقا - و هكذا يبدو للبعض-، بقدر ما تكون بوادر الوصول إلى جوهره و نواته في متناول من يقف مع النص وقفة الند للند.. ذلك أنه يكتم بقدر ما يخبر، و يخفي بقدر ما يظهر، و يتمادى في الاستعصاء على الأسر بقدر ما يتهادى إلى صاحبه كأنه الولدُ طائعًا صاغرًا..
و لعل جدلية النص و تحليله تكمن في هذه الثنائيات منذ أن كان النص نصًّا و منذ أن صار النقد نقدًا . و ذلك بغض النظر عن سيرورة الآليات التي تتلبس في كل عصر رؤيةً و منهجا و طريقا..
و الغالب أننا أقرب إلى مناهج العصر منها إلى ما هو أقدم منها.. تلك حكمة بالغة.. على الرغم من أن ما في القديم ما يجعل الجديد قديما..و كل ما في الأمر أن الإبداع البحت/الخام إذا كان يخضع لنواميس تليق به، فإن تحليل الابداع و فهمه يخضع هو الآخر لنواميس و قوانين لا تغيب على ممارس للكتابة..
و منها أن النقد كلما كان مؤطَّرا كان يحمل رؤية واضحة،
و كلما كان ممنهجًا كان يحمل آلية قوية و صلبة لتوضيح الرؤية،
و كلما كان موثقا كان يحمل دليل صحة الرؤية المراد الوصول إليها..
و لذلك ،كان النقد الأكثر خطورة و الأكثر إقناعا هو النقد المنهجي ..لأن الأفكار مطروحة في الطريق على حد تعبير الجاحظ، و هي في متناول جميع الناس.. و إنما الذي يعطيها صبغة التجدد و التفرد هو هذا الإطار المنهجي الذي يبنى به البناء وتتوضح به الفكرة و يصل به السهم إلى الهدف..
شكرا لك على هذا العطاء ..
تقبل مروري و تحياتي
أخوك عبد القادر
نادية بوغرارة
02-03-2009, 09:35 PM
هكذا تقولوا فنستفيد ، و تحللوا فيتوقد فهمنا ،
و لهذا أتينا إلى أحضان الواحة ،
ننهل من أدبكم الرفيع و أسلوبكم المدرسة .
هنيئا لكم ببعضكم البعض .
بوركتم .
راضي الضميري
03-03-2009, 03:17 PM
أقف بينكم هنا في محاولة جادة للاستفادة من هذا الطرح الرائع لأفكار شاعر كبير وقلم أديب قدير ، فأقرأ ما لم أقرأه في قصيدة سبق لي وأنْ قرأتها ، فثمّة أمور أخرى تكشفت لي بعد القراءة الثانية حول هذا النصّ الممتع.
إنّ الشغل على نصّ ما يعني أولًا أنّ نقرأ ونفهم هذا النص ّ لكي نعرفه حقّ المعرفة ، و هنا قرأنا تحليلًا وتعقيبًا فوجدنا غايتنا المنشودة والتي تتلخص في فهم آلية الكتابة والظروف التي تصاحبها وذلك الغموض الذي يكتنف نصوصًا نبتعد عنها ونحملها مسئولية عدم فهمنا لها ونلصق بها تهمة الغموض والعجز والقصور في إيصال فكرتها ، ولكن الواقع المنصف يقول ؛ لكي تشتغل على نص ما يجب أنْ تقرأه وتعرفه ، وبعضنا يقرأ ولكنه لا يعرف أنّه لا يعرف ؛ لأنّه لم يقرأ ما بين السطور، وهنا كانت الاستفادة من أساتذة نحترم علمهم وخبرتهم.
أشكركم جميعًا على هذا اللقاء الأدبي المفيد حقًا .
تقديري واحترامي للجميع
صباح حميدو لخضاري
03-03-2009, 04:35 PM
القراءة و الإضافة و البناء .. و إذا بنى احدهم على نص .. فهذا يعنى ان النص فيه شيء من رسوخ يستطيع الباني أن يضيف عليه.. أو يضيف له... و أنا فخور يا صديقي بأن تجد هذه القصائد ما تكون به محل إضافة و بناء لا محل نقصان .. و انتهاء..
كل نص هو ابتداء من نقطة انتهى عندها نص آخر.. و لا يمكن ان يكون النص -أي نص- منطلقا من نفسه منتهيا إليها، حتى و إن بدا للناس منغلقا .. معقدا.. صعبَ المراس و الفهم.. و لأن بداية النص/الذات هي انتهاء النص/ الآخر، فإن النص الآخر يحيل بالضرورة إلى النص/الذات و يرتبط به ارتباطا جذريا .. لا نصَّ يأتي من العدم إذن.. و كل نص له معنى و دلالة ، حتى و إن بدا غير مفهوم أو غامضا أو صعبَ المراس..
تكمن المقاربة التي تفتحها النصوص الغامضة في كونها تعطي للقراءة شحذا و وقودا كافيين لاستدراج معالم التخفي التي أسس لها الغموض المُخطِّئ.. أي الغموض الذي يدفع القارئ(يُبعدهُ) عن أن يصل إلى جوهر النص و نواته.
و ما جوهر النص أو نواته إلا بابٌ مشرع أمام القارئ المعاين لأليات بناء النص التي من المفروض أن تكون محكمة الإغلاق..
و من هنا فإن النص بقدر ما يكون مغلقا - و هكذا يبدو للبعض-، بقدر ما تكون بوادر الوصول إلى جوهره و نواته في متناول من يقف مع النص وقفة الند للند.. ذلك أنه يكتم بقدر ما يخبر، و يخفي بقدر ما يظهر، و يتمادى في الاستعصاء على الأسر بقدر ما يتهادى إلى صاحبه كأنه الولدُ طائعًا صاغرًا..
و لعل جدلية النص و تحليله تكمن في هذه الثنائيات منذ أن كان النص نصًّا و منذ أن صار النقد نقدًا . و ذلك بغض النظر عن سيرورة الآليات التي تتلبس في كل عصر رؤيةً و منهجا و طريقا..
و الغالب أننا أقرب إلى مناهج العصر منها إلى ما هو أقدم منها.. تلك حكمة بالغة.. على الرغم من أن ما في القديم ما يجعل الجديد قديما..و كل ما في الأمر أن الإبداع البحت/الخام إذا كان يخضع لنواميس تليق به، فإن تحليل الابداع و فهمه يخضع هو الآخر لنواميس و قوانين لا تغيب على ممارس للكتابة..
و منها أن النقد كلما كان مؤطَّرا كان يحمل رؤية واضحة،
و كلما كان ممنهجًا كان يحمل آلية قوية و صلبة لتوضيح الرؤية،
و كلما كان موثقا كان يحمل دليل صحة الرؤية المراد الوصول إليها..
و لذلك ،كان النقد الأكثر خطورة و الأكثر إقناعا هو النقد المنهجي ..لأن الأفكار مطروحة في الطريق على حد تعبير الجاحظ، و هي في متناول جميع الناس.. و إنما الذي يعطيها صبغة التجدد و التفرد هو هذا الإطار المنهجي الذي يبنى به البناء وتتوضح به الفكرة و يصل به السهم إلى الهدف..
شكرا لك على هذا العطاء ..
تقبل مروري و تحياتي
أخوك عبد القادر
السلام عليكم
أخي عبد القادر رابحي ، أثمن مداخلتك فهي بالفعل تنم عن روح ناقدة تعي جيدا معنى القراءة الممنهجة
التي نحن في أمس الحاجة إليها.
صباح حميدو لخضاري
03-03-2009, 04:42 PM
مدخل:
البدعة ..هي الخروج عن الأصل..
والفعل المزيد ابتدع..تعني في الأدب ..استقطاب الجديد..
ولكنه مهما حاول الأديب اختراق المألوف فإنه لن ينجو من تقليد..حتى سئم النقد من المصطلح ؛وحاول استبداله بـ / التناص/..
والبحث عن اللامطروق هو عينه دافع المبدعين إلى تجاوز معهود معاني اللغة ..إلى ما ورائها من احتمال انحرافية المدلول لأداء معنى جديدا ؛بتناسقيته داخل نسيج وانسجام الألفاظ وتكامل مفاهيمها ؛وتنافذها مع مثيلاتها عبر علائق السياق..لتبعث الإثارة ..وترسل المشاعر النائمة من مرقدها..فـ تنفض الخمول ..وتنعش الوجدان..
إنك أمام شعر عبد القادر..تنطلق من مجرّدات أفكاره ..إلى محسوس صوره..فترتسم أمامك المشاهد الفنية البديعة ..
وتهمنا هنا صورة لوحة بديعة كبيرة مستديرة الشكل..منطلقها..منتهاها / الفيزياء/..شكّلها أربعة مشاهدجزئية لكنها مرتبة منطقيا..لنسجل توترات فكرية وجهت وسيطرت على الأهواء العاطفية ..ونظمت شوارد الوجدان....والعجيب أن العنوان هو المشهد العام نفسه ..في قصيدته /فيزياء/..
ولم ترد العناوين اعتباطية بل لها مقصديتها المحسوبة لتنتهي إلى المرامي المتعددة المستهدفة..
نكتفي هنا بعتبة العنوان ..والعناوين الرئيسية للمقاطع..
وبعد الانطلاقة النواتية الصحيحة ..يصطدم بالزوايا..فـينكفئ على السكينة..وتلتحم نفسه في كتلة..
1ـ النواة :
وهي لب الشيء ..ومنشأه..
وإذا به يحدثنا عن نفسه التي تأبى إلا تجاوز القشور والتوغل في اللب ..لكل قضية مطروحة أمامه..يتصفحها في ذهنه ويقلبها حتى يقف على كنهها ..فيدرك معطياتها ..أبعادها ..وحلول العالق منها..فـيلفتنا إلى بلوغه قمة الرشاد الفكري1..
وإذا به في إحالة مركزية ينقلنا إلى سرِّ وجودنا ..توحيد الله ..وهو نواة خلقنا..فـ الأمانة التي حملها الإنسان وخشيتها الجبال هي ..لاإله إلا الله محمد رسول الله..
/ وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون/..2
والنواة هي محور دراسة كل العلوم ـ بدون استثناء ـ إنسانية وتجريبية ..إذ لكل شيء نواة..حسيا ومعنويا..
لتتسع معاني القصيدة باتساع دلالات النواة وأهميتها في حياة كل شيء..
وكأنه ـ في النهاية ـ يريد أن يتطابق عقله الراشد مع العبادة الصادقة ليبلغ مستوى الرسالة الموكلة إلينا جميعا ..فـ يسجل سموا روحيا بالفن متوافقا مع الدين ..وهي قمة ما يبتغيه شاعر مؤمن..
وبعد الانطلاقة النواتية الصائبة الصحيحة ..يعارك الزوايا..ولكنها زوايا ..لاينفع معها إلاّ الانحراف والانزياحية..فنيا؛وسلوكيا..
أخي الفاضل محمد معروف آل جلول ، تحية طيبة
أتمنى لك المزيد من العطاء الأدبي، كنت اتمنى أن تعرفنا على قصيدة فزياء قبل أن تقوم بتشريح مفاهيمها الفلسفية والعلمية.
سعدت بالقراءة لك.
أختك صباح لخضاري
الطنطاوي الحسيني
03-03-2009, 05:30 PM
أخي المفكر معروف أل جلول[
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كبير يحلل أعمال الكبار فننضج من قرائتهما
لك الله اخي جلول على ابداعك الميتا فيزيقي هذا
اوافقك في اغلبه واشذ عنك في بعضه لعله قصور الفهم عندي او اتساع الفهم والروح عندك
أخونا الكبير الشاعر ذو الثقل عبدالقادر الرابحي استاذ في كل شيئ
عاطفة وتشكيل وفيزياء وروح
وهو أهل لكل جمال وخير ونحن نتعلم من جهابذة الشعر الجميل حتى نتجدد وننتج ونورق
دمتما بكل جمال وبهاء وتعاون على الخير والصبر والجمال
اخوكما طنطاوي
معروف محمد آل جلول
15-03-2009, 06:49 PM
أخي الكريم معروف آل جلول ..
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته..
يشرفني كثيرا أن تكون كلماتي محل اهتمام لديكم ،و أن تكون الرؤية المتواضعة التي أحاول أن أمررها عبر هذه القصائد في صميم ما ترونها جديرا بالتحليل و المناقشة..
و حتى و إن كان الكلام على الكلام صعب كما يقول ابو حيان التوحيدي ، فإن مجرد أن يجد كلامي عندكم صدى فهذا يعنى أن فيه من الصبر عليه ما بإمكن الصابر ان يضيف عليه.. و أنت تعرف أن الكتابة صبرٌ لا يحرك آليته إلا الهاجس القوي الذي يجعل القارئ صابرا على انغلاق النص حول نفسه- و كل نص منغلق على نفسه- فيتأتّى له بصبره ما يفتح شهية القراءة و الإضافة و البناء .. و إذا بنى احدهم على نص .. فهذا يعنى ان النص فيه شيء من رسوخ يستطيع الباني أن يضيف عليه.. أو يضيف له... و أنا فخور يا صديقي بأن تجد هذه القصائد ما تكون به محل إضافة و بناء لا محل نقصان .. و انتهاء..
كل نص هو ابتداء من نقطة انتهى عندها نص آخر.. و لا يمكن ان يكون النص -أي نص- منطلقا من نفسه منتهيا إليها، حتى و إن بدا للناس منغلقا .. معقدا.. صعبَ المراس و الفهم.. و لأن بداية النص/الذات هي انتهاء النص/ الآخر، فإن النص الآخر يحيل بالضرورة إلى النص/الذات و يرتبط به ارتباطا جذريا .. لا نصَّ يأتي من العدم إذن.. و كل نص له معنى و دلالة ، حتى و إن بدا غير مفهوم أو غامضا أو صعبَ المراس..
تكمن المقاربة التي تفتحها النصوص الغامضة في كونها تعطي للقراءة شحذا و وقودا كافيين لاستدراج معالم التخفي التي أسس لها الغموض المُخطِّئ.. أي الغموض الذي يدفع القارئ(يُبعدهُ) عن أن يصل إلى جوهر النص و نواته.
و ما جوهر النص أو نواته إلا بابٌ مشرع أمام القارئ المعاين لأليات بناء النص التي من المفروض أن تكون محكمة الإغلاق..
و من هنا فإن النص بقدر ما يكون مغلقا - و هكذا يبدو للبعض-، بقدر ما تكون بوادر الوصول إلى جوهره و نواته في متناول من يقف مع النص وقفة الند للند.. ذلك أنه يكتم بقدر ما يخبر، و يخفي بقدر ما يظهر، و يتمادى في الاستعصاء على الأسر بقدر ما يتهادى إلى صاحبه كأنه الولدُ طائعًا صاغرًا..
و لعل جدلية النص و تحليله تكمن في هذه الثنائيات منذ أن كان النص نصًّا و منذ أن صار النقد نقدًا . و ذلك بغض النظر عن سيرورة الآليات التي تتلبس في كل عصر رؤيةً و منهجا و طريقا..
و الغالب أننا أقرب إلى مناهج العصر منها إلى ما هو أقدم منها.. تلك حكمة بالغة.. على الرغم من أن ما في القديم ما يجعل الجديد قديما..و كل ما في الأمر أن الإبداع البحت/الخام إذا كان يخضع لنواميس تليق به، فإن تحليل الابداع و فهمه يخضع هو الآخر لنواميس و قوانين لا تغيب على ممارس للكتابة..
و منها أن النقد كلما كان مؤطَّرا كان يحمل رؤية واضحة،
و كلما كان ممنهجًا كان يحمل آلية قوية و صلبة لتوضيح الرؤية،
و كلما كان موثقا كان يحمل دليل صحة الرؤية المراد الوصول إليها..
و لذلك ،كان النقد الأكثر خطورة و الأكثر إقناعا هو النقد المنهجي ..لأن الأفكار مطروحة في الطريق على حد تعبير الجاحظ، و هي في متناول جميع الناس.. و إنما الذي يعطيها صبغة التجدد و التفرد هو هذا الإطار المنهجي الذي يبنى به البناء وتتوضح به الفكرة و يصل به السهم إلى الهدف..
شكرا لك على هذا العطاء ..
تقبل مروري و تحياتي
أخوك عبد القادر
الاستاد عبدالقادر ..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
دكرتكم في متصفح القصيدة بالمجاملة..
ولم أقرأها لكم مرة في ردودكم..بل ردودكم حمولة حس ناقد متمرس..
وكان قصدي أن تبلغوا منتهى الموضوعية في نصحي..
فـ لكم جزيل الشكر..
وقد كان همي ساعات بعد نشر القصيدة ..جمع ه>ه الأفكار المبعثرة ؛وتصفيفها ؛ولملمتها ؛كـ بعد ما ورائي للنص..والفضل لله..
وبعدها يسهل علي تسييج محيطها بسياج من دهب..وتعبيد الطريق للوصول إليها ..وما التوثيق إلا تأصيل للعمل..
فت يا أيها الأخ الغالي ..
لك بالغ التقدير ووافر الشكر..
سأواصل..بعد أيام..
إدريس الشعشوعي
15-03-2009, 07:17 PM
الله
قراءةٌ رائعة ممتعة و عميقة للنّص ، و الوقوف على توريات القصيدة ...
ههنا مفاتيح و معطيات في التعامل مع غموض بعض النّصوص ، و الجميل ردّ شاعرنا الكبير الذي أضاف عنصر نجاح النّص و تميّزه بكونه مصدرا للإضافة و الانفتاح .
تشرفنا بالمرور هنا و دام هذا الفكر الجميل و العطاء الكريم ..
معروف محمد آل جلول
19-03-2009, 02:02 PM
أخي الكريم معروف آل جلول ..
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته..
يشرفني كثيرا أن تكون كلماتي محل اهتمام لديكم ،و أن تكون الرؤية المتواضعة التي أحاول أن أمررها عبر هذه القصائد في صميم ما ترونها جديرا بالتحليل و المناقشة..
و حتى و إن كان الكلام على الكلام صعب كما يقول ابو حيان التوحيدي ، فإن مجرد أن يجد كلامي عندكم صدى فهذا يعنى أن فيه من الصبر عليه ما بإمكن الصابر ان يضيف عليه.. و أنت تعرف أن الكتابة صبرٌ لا يحرك آليته إلا الهاجس القوي الذي يجعل القارئ صابرا على انغلاق النص حول نفسه- و كل نص منغلق على نفسه- فيتأتّى له بصبره ما يفتح شهية القراءة و الإضافة و البناء .. و إذا بنى احدهم على نص .. فهذا يعنى ان النص فيه شيء من رسوخ يستطيع الباني أن يضيف عليه.. أو يضيف له... و أنا فخور يا صديقي بأن تجد هذه القصائد ما تكون به محل إضافة و بناء لا محل نقصان .. و انتهاء..
كل نص هو ابتداء من نقطة انتهى عندها نص آخر.. و لا يمكن ان يكون النص -أي نص- منطلقا من نفسه منتهيا إليها، حتى و إن بدا للناس منغلقا .. معقدا.. صعبَ المراس و الفهم.. و لأن بداية النص/الذات هي انتهاء النص/ الآخر، فإن النص الآخر يحيل بالضرورة إلى النص/الذات و يرتبط به ارتباطا جذريا .. لا نصَّ يأتي من العدم إذن.. و كل نص له معنى و دلالة ، حتى و إن بدا غير مفهوم أو غامضا أو صعبَ المراس..
تكمن المقاربة التي تفتحها النصوص الغامضة في كونها تعطي للقراءة شحذا و وقودا كافيين لاستدراج معالم التخفي التي أسس لها الغموض المُخطِّئ.. أي الغموض الذي يدفع القارئ(يُبعدهُ) عن أن يصل إلى جوهر النص و نواته.
و ما جوهر النص أو نواته إلا بابٌ مشرع أمام القارئ المعاين لأليات بناء النص التي من المفروض أن تكون محكمة الإغلاق..
و من هنا فإن النص بقدر ما يكون مغلقا - و هكذا يبدو للبعض-، بقدر ما تكون بوادر الوصول إلى جوهره و نواته في متناول من يقف مع النص وقفة الند للند.. ذلك أنه يكتم بقدر ما يخبر، و يخفي بقدر ما يظهر، و يتمادى في الاستعصاء على الأسر بقدر ما يتهادى إلى صاحبه كأنه الولدُ طائعًا صاغرًا..
و لعل جدلية النص و تحليله تكمن في هذه الثنائيات منذ أن كان النص نصًّا و منذ أن صار النقد نقدًا . و ذلك بغض النظر عن سيرورة الآليات التي تتلبس في كل عصر رؤيةً و منهجا و طريقا..
و الغالب أننا أقرب إلى مناهج العصر منها إلى ما هو أقدم منها.. تلك حكمة بالغة.. على الرغم من أن ما في القديم ما يجعل الجديد قديما..و كل ما في الأمر أن الإبداع البحت/الخام إذا كان يخضع لنواميس تليق به، فإن تحليل الابداع و فهمه يخضع هو الآخر لنواميس و قوانين لا تغيب على ممارس للكتابة..
و منها أن النقد كلما كان مؤطَّرا كان يحمل رؤية واضحة،
و كلما كان ممنهجًا كان يحمل آلية قوية و صلبة لتوضيح الرؤية،
و كلما كان موثقا كان يحمل دليل صحة الرؤية المراد الوصول إليها..
و لذلك ،كان النقد الأكثر خطورة و الأكثر إقناعا هو النقد المنهجي ..لأن الأفكار مطروحة في الطريق على حد تعبير الجاحظ، و هي في متناول جميع الناس.. و إنما الذي يعطيها صبغة التجدد و التفرد هو هذا الإطار المنهجي الذي يبنى به البناء وتتوضح به الفكرة و يصل به السهم إلى الهدف..
شكرا لك على هذا العطاء ..
تقبل مروري و تحياتي
أخوك عبد القادر
أخي الحبيب عبد القادر..
ايها الشاعر المبدع ..والناقد المُجيد..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
أشكرك على الشرح المستفيض الذي وضّح المعالم..
المنهج أدوات إجرائية تحلل الظاهرة ..والأدوات هي المفاهيم والمصطلحات المستخدمة ..والأدوات تحدد زاوية دراسة الظاهرة ؛والمسلك في الفهم والتحليل والاستيعاب لجوانب الموضوع..
المنهج ـ إذا ـ هو أدوات تحدد مسار البحث..وتجاوز هذا المنهج أو ذاك لايمكن إلا عبر تبيان عجز بعض أدواته عن وعي الظاهرة ..مالم يحدث ذلك فـ المنهج يبقى قائما حتى وإن لم نتبناه ..
وقد كان منهجنا هو الوقوف فقط على العنوان الأساس كـ عتبة للنص ..يستحيل فصله هنا عن مضامين النص ..وقد انزاح يتضوع روائح شذية عبقة عبر كل كلمة في النص ..تتكاثف نسماته أو تضمحل..
ثم استوقفتنا عتبات الغرف داخل قصر / الفيزياء/ كـ طبقات لمتن النص ـ نواة ـ زواياـ سكينة ـ كتلة ..
ونحن نعتمد أدوات منهجية التأويل الذي ضبطته عتبات المقاطع كـ قرائن لغوية ؛وحددت فضاءه الفسيح؛ وحصرت مساحته الواسعة ..ذات الدلالات اللا متناهية ..وقفنا فقط عند سر الوجود..وجود الإنسان ككائن مبتلى ؛وشروط تحقيقه..وآليات أداء رسالته في الحياة الدنيا لينتقل مطمئنا إلى الحياة الأبدية ..فـ هي فلسفة مفاهيم..تناولتها قصيدة بديعة فريدة شكلت لوحة فنية بارعة..
// والمعرفة الحدسيةـ من هذه الزاوية ـتمثل القراءة البصرية للمنظور ؛وتبحث من خلال التشاكلات؛والتنافرات عن شبكة العلاقات المتداخلة بين وحداته وأجزائه؛حتى يتبدى أمامها النسيج في أطواله وأعراضه ؛يحتل كل جزءمكانه في هندسة المعنى /الشكلي/ الذي سيفضي حتما إلى هندسة المعنى على مستوى الفكرة الكامنة وراءه//1.
وقد وقفنا على تناسق عجيب؛يعكس عبقرية شاعرة في أسقاطات الأشكال على المضامين ..تفرض بدقة معارفها ؛وكذا فنية أدبية التأمل ..والتجرد..وفوق ذلك يحفظ الجو النفسي للقارئ؛ويثير عواطفه بإيقاع التفعيلة الذي وفر التناغم والتجانس الوجداني والفكري....
هذه الإثارة التي يصطدم بها القارئ هي من دعت أول قارئ إلى تثبيت القصيدة ..وهي حدسية أيضا دالة على وعي الشاعر المثبت....وكان التأمل يتطلب منه وقتا ..ولذلك أعلن العودة ....كل ذلك دون أن يفك ألغازها وهذا لحسه الفني الراقي؛وهي نفسها التي دعتني إلى محاولة السباحة على شواطئها ..بالوقوف عند العناوين فقط..ثم ممارسة التأويل..
//ماطريقه التأويل يتفاوت تفاوتا شديدا ؛فـمنه ما يقرب مأخذه..ومنه ما يحتاج فيه إلى قدر من التأمل ؛ومنه ما يدق ويغمض حتى يحتاج في استخراجه إلى فضل رويّة وفكرة//..2.
ما كانت الأفكار لولا الفكر ..وما كانت لتصطف وتعطي تفسيرا موحدا منسجما لولا منهجية ..وما فكري المتواضع هنا إلا صدى قصيدة وجهت وفرضت..
والقراءات التأويلية هنا تتعدد بتعدد وتواجد عناوين المقاطع في كل شيء في الوجود..والقراءات كما تشهد الردود هنا طبقات..
والأهم أنها مهما تعددت القراءات ..يستحيل أن تخرج عن إطار التصور الإسلامي الشامل عند ربطها بالمفهوم الإنساني لدى المسلم والسكينة أكبر دليل في القصيدة ..حيث لاطمأنينة نفسية حقيقية خارج التقوى ..
وينطبق هذا القول على كل إنسان في العالم ..يجد تلاحما بين المصطلحات/الرموز/ والنفسية البشرية ..
وهذا ما يعطي القصيدة ..الصبغة العالمية ..
هذا الفكر الثاقب ؛وهذا المراس الشعري الحصيف؛المتبصر ..نحييك عليه أيها الشاعر ويعكس لقب شاعر كبير..بصدق..فـ هنيئا لكم..
وهذا سبب دعوتنا القارئ إلى قراءة أشعاركم وتوثيقها لتعطى طابعها الأكاديمي..
أما أنا ..الصعب عندي هو المادة الخام..أما التوثيق فـما أبسطه..
أخي عبد القادر..
تقبل أسمى التحايا..
ملاحظة:
الرد هنا غير مكتمل..
كتبت هذه القراءة المتواضعةـ ساعات بعد نشرهاـ بعد أن أدركت أن معظم المتدخلين لايجدون مفاتيح ولوج القصيدة..
1ـ نظريات القراءة في النقد المعاصر:أ/د/حبيب مونسيمنشورات دار الأديب 2007ص:99
2ـ أسرار البلاغة :عبد القاهر الجرجاني ص83.
معروف محمد آل جلول
21-03-2009, 01:59 PM
هكذا تقولوا فنستفيد ، و تحللوا فيتوقد فهمنا ،
و لهذا أتينا إلى أحضان الواحة ،
ننهل من أدبكم الرفيع و أسلوبكم المدرسة .
هنيئا لكم ببعضكم البعض .
بوركتم .
يا أيتها المغربية الوقورة ..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
وعلى كل إخواننا المغاربة الذين نحبهم في الله ..وقد أوصى ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الجار..
ونحن هنا كلنا مسلمون..
رائع أختي الكريمة حرفك في مداخلتك..
صدقيني ..أنا من النوع الذي لايبخل بشيء عن المؤمنين متى استطاع..
والشاعر الفذ..عبد القادر..يستحق شعره أن يقرأ..
بالغ تقديري..
دمت مبدعة محترمة ..متى سنحت لنا الفرصة سنقرأ لك ولأمثالك..
معروف محمد آل جلول
21-03-2009, 07:50 PM
أقف بينكم هنا في محاولة جادة للاستفادة من هذا الطرح الرائع لأفكار شاعر كبير وقلم أديب قدير ، فأقرأ ما لم أقرأه في قصيدة سبق لي وأنْ قرأتها ، فثمّة أمور أخرى تكشفت لي بعد القراءة الثانية حول هذا النصّ الممتع.
إنّ الشغل على نصّ ما يعني أولًا أنّ نقرأ ونفهم هذا النص ّ لكي نعرفه حقّ المعرفة ، و هنا قرأنا تحليلًا وتعقيبًا فوجدنا غايتنا المنشودة والتي تتلخص في فهم آلية الكتابة والظروف التي تصاحبها وذلك الغموض الذي يكتنف نصوصًا نبتعد عنها ونحملها مسئولية عدم فهمنا لها ونلصق بها تهمة الغموض والعجز والقصور في إيصال فكرتها ، ولكن الواقع المنصف يقول ؛ لكي تشتغل على نص ما يجب أنْ تقرأه وتعرفه ، وبعضنا يقرأ ولكنه لا يعرف أنّه لا يعرف ؛ لأنّه لم يقرأ ما بين السطور، وهنا كانت الاستفادة من أساتذة نحترم علمهم وخبرتهم.
أشكركم جميعًا على هذا اللقاء الأدبي المفيد حقًا .
تقديري واحترامي للجميع
أخي راضي..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
شكرا أخي الكريم على التقييم الدال على روح واعية ..تستقطب الجديد ..
وتبحث ..وتنهل من مختلف المعارف..
اللحمد لله أن حروفنا السريعة البسيطة هذه كانت لها فائدة..
بالغ تقديري..
معروف محمد آل جلول
22-03-2009, 07:49 AM
الأديب الأريب أخي الحبيب معروف محمد آل جلول
كما عهدتك في كل مواضيعك الإبداعية منها و النقدية
مميز دائما ..
اختيار موفق من أديب سامق لقصيدة سامقة لشاعر سامق
و دراسة نقدية إبداعية فيها من التجديد ما أعطى حياة جديدة للنص
وهكذا النقد فهو للنص كالماء للسمكة لا تحيا إلا به ..
بارك الله فيك و أدام قلمك المبدع سيالا في واحة الخير ..
تحيتي و تقديري
أخي جلال..
أيها الحبيب ..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
أسعد كثيرا لحظات الرد عليكم ..
بل الذائقة السامية..والفكر الراقي ..
هو الذي يدرك كنه الأشياء ويقف على حقائقها..
ويميّز الرفيع من ..الوضيع..
شعركم أيضا بحاجة إلى قراءات جادة ودقيقة ..
سنفعل يوما ..
بالغ تقديري أخي جلال..
خالص التحايا..
معروف محمد آل جلول
24-03-2009, 02:15 PM
أخي الفاضل محمد معروف آل جلول ، تحية طيبة
أتمنى لك المزيد من العطاء الأدبي، كنت اتمنى أن تعرفنا على قصيدة فزياء قبل أن تقوم بتشريح مفاهيمها الفلسفية والعلمية.
سعدت بالقراءة لك.
أختك صباح لخضاري
الأستاذة المحترمة ..صبَاح..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
يظهر التخصص جليا وجليلا في ردك القيِّم..
وكنت مُحِقَّّة كثيرا حينما طلبت التعريف..
وكان علي فعل ذلك ..والأهم الذي أراه فيه هو الحديث عن الإيقاع الموسيقي النابع عن تفعيلة القصيدة..
هذا الإيقاع الذي تطوّر تلقائيا مع تطور الذائقة العربية ..
وليس مجرد أثر غربي..
فلم يعد العربي خاضعا لترنيمة واحدة معتادة ..
بل هذه الذائقة تنمو ..تتطور..تتغير ..يعاد تشيكلتها وفق نمطية العصر بظروفه وتأثيراته..
أما المنهجية ..فأشكرك كما شكرت أستاذي الكريم عبد القادر..
كل عمل غير ممنهج ..غير موثق..فهو عمل ثقافي متحرر ..لاعلاقة له بالطابع الأكاديمي..
لكن مشكلتي كانت في ..سرعة توجيه المعاني ..بعد التصريح بالغموض ..وظنه عيبا..
وكانت الثمار كثيفة متعددة ..كما تلاحظين..كنت على وعي بما أفعل..
ثم القراءة كانت سريعة ..في يوم نشر القصيدة..
لاأملك لك أختي صبَاح ..
سوى الشكر ومطالبتك بمتابعتي ..
ثقة في ثقافتك العالية ..وتخصصك..
بالغ تقديري ..
خالص التحايا..
معروف محمد آل جلول
27-03-2009, 04:16 PM
أخي المفكر معروف أل جلول[
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كبير يحلل أعمال الكبار فننضج من قرائتهما
لك الله اخي جلول على ابداعك الميتا فيزيقي هذا
اوافقك في اغلبه واشذ عنك في بعضه لعله قصور الفهم عندي او اتساع الفهم والروح عندك
أخونا الكبير الشاعر ذو الثقل عبدالقادر الرابحي استاذ في كل شيئ
عاطفة وتشكيل وفيزياء وروح
وهو أهل لكل جمال وخير ونحن نتعلم من جهابذة الشعر الجميل حتى نتجدد وننتج ونورق
دمتما بكل جمال وبهاء وتعاون على الخير والصبر والجمال
اخوكما طنطاوي
أخي الكريم ..الطنطاوي..
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته..
شكرا أخي الكريم ..على الرد القيم الكريم..
ومازلت أتمنى أن تتفضل بطرح ماشذ لديكم ..
قصد مناقشته نقاشا أخويا ..
لنهتدي معا ..
أغلب الظن أنه يمكن أن أخطئ..
وتصيحي ..واجب شرعي..
قبل أن يكون ثقافي..
أخي طنطاوي ..
خالص تحياتي ..
وبالغ تقديري..
معروف محمد آل جلول
28-03-2009, 03:58 PM
الله
قراءةٌ رائعة ممتعة و عميقة للنّص ، و الوقوف على توريات القصيدة ...
ههنا مفاتيح و معطيات في التعامل مع غموض بعض النّصوص ، و الجميل ردّ شاعرنا الكبير الذي أضاف عنصر نجاح النّص و تميّزه بكونه مصدرا للإضافة و الانفتاح .
تشرفنا بالمرور هنا و دام هذا الفكر الجميل و العطاء الكريم ..
أخي الكريم ..إدريس..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
شكرا على المرور الكريم ..
والتقييم النزيه ..الحكيم..
بالغ تقديري..
خالص التحايا..
الطنطاوي الحسيني
28-03-2009, 04:37 PM
أخي الحبيب المفكر معروف أل جلول
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب واستاذي
ليس ثمة شذوذ في الرؤيا ولكن كما قلت لك قد يكون ضيق أفق يتبعه عدم فهم لبعض مفرداتكم
أو سعة رؤيا وتنبؤ واستكناه لما في باطن النص وتركيبة وتربية الاخ قائل النص لم أصل لها بعد
ففعلا أنا حين أقرؤك أفهمك ولكن مجرد لحظة وأنسى بعض ما قلت لا لشيئ ولكننا ننظر بنظرات متكاملة لشيئ واحد فأنا أنظر للنص من الناحية الجمالية والفكرية والعروضية وما إلي ذلك
أما أنتم أستاذي فتنظر لمنطلقات النص وماهية تأثيره وأشياء كثيرة قد تنطلق نحو المستقبل فنفهم منها في زمن ما لم نفهمه الآن كعادة المفكرين والفلاسفة
استمتعت فعلا بالتحليل والذي يسبر أغوار النفس البشرية وابداعاتها
اخوك طنطاوي
محمد الأمين سعيدي
29-03-2009, 09:55 PM
الأستاذ معروف
أشكرك على هذه القراءة التي كشفتْ كثيرا من عوالم القصيدة وقربتها من القارى ، لأن مثل هذه القصائد التي يكتبها الأستاذ عبد القادر ، تتطلب قارئا يغوص في الأغوار ويُحلق في الآفاق مزودا بالثقافة والفكر ، أو باحثا عن الثقافة والفكر.
والحق أني كتبت دراسة عن قصيدة "فيزياء" من وجهة نظر أخرى ترتبط أكثر بنظرية التلقي ، وسيأتي وقتها حتى أنشرها.
تقبل تحياتي مع خالص التحية.
معروف محمد آل جلول
31-03-2009, 12:40 AM
أخي الحبيب المفكر معروف أل جلول
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب واستاذي
ليس ثمة شذوذ في الرؤيا ولكن كما قلت لك قد يكون ضيق أفق يتبعه عدم فهم لبعض مفرداتكم
أو سعة رؤيا وتنبؤ واستكناه لما في باطن النص وتركيبة وتربية الاخ قائل النص لم أصل لها بعد
ففعلا أنا حين أقرؤك أفهمك ولكن مجرد لحظة وأنسى بعض ما قلت لا لشيئ ولكننا ننظر بنظرات متكاملة لشيئ واحد فأنا أنظر للنص من الناحية الجمالية والفكرية والعروضية وما إلي ذلك
أما أنتم أستاذي فتنظر لمنطلقات النص وماهية تأثيره وأشياء كثيرة قد تنطلق نحو المستقبل فنفهم منها في زمن ما لم نفهمه الآن كعادة المفكرين والفلاسفة
استمتعت فعلا بالتحليل والذي يسبر أغوار النفس البشرية وابداعاتها
اخوك طنطاوي
أخي الحبيب طنطاوي..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
لعلك من الذين خاصة المصيرية أيها الحبيب..
المؤمن مثلك عزيز على الله ورسوله ـ صلى الله عليه ويلم ـ ..
همنا بالدرجة الأولى هو ..
أن نحصر المبدع المسلم في التصور الإسلامي ..
وهو تطابق الفكر مع التوجهات الإسلامية ..
ولعلك قرأت سيد قطب ـ رحمه الله ـ وغيره ..أمثال الشيخ متولي شعراوي ـ رحمه الله ـ
وكيف حدد هؤلاء زاوية المنظور الإسلامي للإبداع ..
إن الفضاء العام للإسلام يأتي بداخله كل عمل إبداعي محض..بكل جمالياته وإثارته وما يبعثه من دهشة داخل المتلقي ..الإبداع دائما خروج عن المألوف في التركيب والصور والغريب ..
ولكن دائما ضمن المنظومة الإسلامية ..
خالص التحايات أيها الحبيب ..
دمت شاعرا معطاء مبدعا قويا ..
معروف محمد آل جلول
31-03-2009, 04:10 PM
الأستاذ معروف
أشكرك على هذه القراءة التي كشفتْ كثيرا من عوالم القصيدة وقربتها من القارى ، لأن مثل هذه القصائد التي يكتبها الأستاذ عبد القادر ، تتطلب قارئا يغوص في الأغوار ويُحلق في الآفاق مزودا بالثقافة والفكر ، أو باحثا عن الثقافة والفكر.
والحق أني كتبت دراسة عن قصيدة "فيزياء" من وجهة نظر أخرى ترتبط أكثر بنظرية التلقي ، وسيأتي وقتها حتى أنشرها.
تقبل تحياتي مع خالص التحية.
أخي الأمين..
شكرا على التدخل الكريم ..
والتقييم الحكيم..
استنار متصفحي..
بالغ تقديري..
محمد ياسمينة
08-04-2009, 11:07 PM
دعامات عدّة في فيزياء الحرف ونواة الإبداع وبركة ذلك في الهداية .. إن شاء الله ..
إنّ القراءة هنا يجب أن تنبع من طبيعة ما يقرأ الشاعر ويسيطر عليه إنّ الحرف وفزيائية النص أقلقت الشاعر جدّا ..
روعة في القصيد ..
معروف محمد آل جلول
18-05-2009, 02:48 AM
دعامات عدّة في فيزياء الحرف ونواة الإبداع وبركة ذلك في الهداية .. إن شاء الله ..
إنّ القراءة هنا يجب أن تنبع من طبيعة ما يقرأ الشاعر ويسيطر عليه إنّ الحرف وفزيائية النص أقلقت الشاعر جدّا ..
روعة في القصيد ..
هي مجرد قرءة بسيطة سريعة ..
تعبر عن رؤيتي الخاصة ..
أردت أن أتطفل وأفك بعض المغلقات ..
بالغ تقديري ..
أخي الكريم..
معروف محمد آل جلول
06-06-2009, 04:26 PM
هذه مجرد قراءة تأويلية ..
مُقارِبة لعمق القصيدة ..
تلتقي فيها نظرية التلقي بنظرية السيميايئة..
تخلو هنا من منهجية أكاديمية مؤسسة مضبوطة ‘ومن التوثيق العلمي..
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir