المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جمرُ النّواة (إلى سمير العمري)



عبد القادر رابحي
04-03-2009, 08:36 PM
جمر ُ النَّوَاة
* * * * * * *

(إلى سمير العمري)






لاَ يَنْفَعُ البَجَعَاتِ البِيضَ إِنْ رَقَصَتْ=فِي غَيْرِ مَا تَنْزِفُ الأَحْزَانُ تَلْمِيعُ
سَجِيَّةٌ فِي حُرُوفِ المَاءِ نَائِمَةٌ=فَهَلْ يَلِيقُ بِنَبْعِ المَاءِ تَرْوِيعُ ؟
فَالحَرْفُ إِنْ لَمْ يَذُبْ فِي مِلْحِ تُربَتِهِ=فَلَيْسَ يَنْفَعُهُ سَبْكٌ وَ تَطْوِيعُ
وَ الرَّسْمُ أَسْبَقُ مِنْ تَنْقِيطِ صُورَتِهِ=مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقْطُنَ الأَفكَارَ تَشْرِيعُ
وَ الشَّكْلُ لَوْ لَمْ يَدُرْ جَمْرُ النَّواةِ بِهِ=لَمَا تَيَسَّرَ تَدُوِيرٌ وَ تَقْطِيعُ
وَ هَلْ تَضِيقُ بِكَسْرٍ عَابِرٍ سَعَةٌ=فَلَمْ يَسَعْهَا بِهَذَا الكَوْنِ تَطْبِيعُ ؟
وَ هَلْ يَكُونُ لِبَابِ السَّهْوِ مَنْزِلَةٌ=عِنْدَ النُّحَاةِ إِذَا عَادَاهُ تَرْقِيعُ ؟
وَ الأَصْلُ أَنَّ نَوَاةَ القَلْبِ وَاحِدَةٌ=أَمَّاالحُرُوفُ. .فَتَأْثِيثٌ وَ تَصْنِيعُ










و أنا أدخل قبل قليل إلى الواحة، وجدت أخي الكريم الدكتور الشاعر سمير العمري قد تفضل بردٍّ على قصيدتي "فيزياء" و تعليقٍ على أمورٍ وردت في القصيدة طلب مني أن أوضحها..
و أنا إذ أشكر مروره الكريم و سائر الإخوة الأعزاء و تعليقه النبيه عليها ،أود أن أستسمحه و أستسمح الإخوة بالردّ عليه خارج قصيدة "فيزياء" بهذه الأبيات مداعبة لأفكاره و محاولة مني للرد بالمقاربة الشعرية البحتة..فأرجو المعذرة منه و من الإخوة الكرام في الواحة.. و أتمنى أن تروقه و تروق الجميع..
كما و أنني فهمت بدايةَ حديثه عن "بحيرة البجع" التي راقته لأنها عمودية قصيدتي"رقصة البجع" إن لم أكن مخطئا، و هي المقصودة في بداية هذه الأبيات، و ليس "بحيرة البجع" التي هي سنفونية مشهورة للموسيقار الروسي تشايكوفسكي..
و شكرا

محمود موسى
04-03-2009, 09:07 PM
وَ الشَّكْلُ لَوْ لَمْ يَدُرْ جَمْرُ النَّواةِ بِهِ

لَمَـا تَيَسَّـرَ تَدُوِيـرٌ وَ تَقْطِيـعُ




المتميز دوما / عبد القادر رابحى

تحياتى لقلمك

مجذوب العيد المشراوي
04-03-2009, 09:42 PM
أخي عبد القادر هيَ مقطوعة حميمية مع أستاذنا سمير فيها رؤى وقناعات لك في الشعر نرجو أن نستمدّ من َ الشّعراء الآخرين هنا ما يرون لأنه مهم جدا أن نعرف منطلقات كل ّ شاعر ..

د. سمير العمري
05-03-2009, 01:49 AM
بوتقة=

الشَّكْلُ لِلعَقْلِ وَالتَّشْكِيلُ تَنْوِيعُ=وَالطِّفْلُ لِلنَّسْلِ إِمَّا صَانَ تَشْرِيعُ
وَالمَاءُ وَالجَمْرُ كُلٌّ وفْقَ غَايَتِهِ=وَالعَزْفُ وَالنَّزْفُ إِقْبَالٌ وَتَودِيعُ
وَالزَّهْرُ إِنْ هَلْهَلَتْهُ تُرْبَةٌ سَبَخَتْ=فَمَا يَجُوزُ لِبَاقِي الجِنْسِ تَقْلِيعُ
وَإِنْ تَجَرَّدَ بَعْضُ الأُسْدِ مِنْ مُثُلٍ=فَمَا تَدُلُّ عَلَى الأُسْدِ الجَرَابِيعُ
إِنْ كَانَ حَرْفُ الرُّبَى مِنْ مِلْحِ تُرْبَتِهِ=زَهَا وَفَاحَ بِمَا تُثْرِي وَتَسْطِيعُ
وَإِنْ أَرَاهُ نَسِيمُ البَوْحِ نَشْوَتَهُ=تَرَاقَصَ الرَّأْسُ حِينًا وَالأَصَابِيعُ
هِيَ الحُرُوفُ دَمٌ وَالقَلْبُ بَوْتَقَةٌ=وَالعَقْلُ يَصْهَرُ مَا تُوحِي المَوَاضِيعُ
فَالشِّعْرُ يَحْيَا إِذَا انْسَاقَتْ عَلَى نَسَقٍ=وَالنَّثْرُ يَحْيَا إِذَا مَا كَانَ تَرْصِيعُ
وَمَا أَرَى مِنْ مَذَاقِ الرَّشْفِ لِذَّتَهُ=إِلا بِنَكْهَةِ مَا تَسْقِي اليَنَابِيعُ
إِنَّا أَرَدْنَا بِنُصْحٍ كَشْفَ مُبْهَمَةٍ=فَهَلْ يَكُونُ بِهَذَا النُّصْحِ تَقْرِيعُ؟
إِنْ كُنْتَ بِالبَجَعَاتِ البِيضِ مُنْتَجِعًا=فَإِنَّ قَلْبِي بِسُودِ الخَيلِ مَنْجُوعُ
وَإِنْ سَكَبْنَا حُرُوفَ الشِّعْرِ مَحْضَ هَوَى=مِنْ كَأْسِ غَرْبٍ بِلا رَأْيٍ فَتَضْيِيعُ
لَوْ اسْتَقَرَّ عَلَينَا الأَمْرُ مَعْذِرَةً=لَكَانَ مِنَّا لِهَذَا الأَمْرِ تَوسِيعُ




الأخ الحبيب والشاعر الأريب والأديب الكبير عبد القادر:

أشكر لك النص وأشكر منك الإهداء ، وأهلا برأيك معارضا أو موافقا فنعم الأخ أنت ونعم الرأي مهما كان رأيك.

وأما الخلط بين بحيرة البجع ورقصة البجع فلا أراه إلا دليلا آخر على روعة سيمفونيتك تلك ، ودليل آخر على أن للسهو فوائده المدهشة.

هذا ردي قدح فكر بفكر ورد شعر بشعر ويبقى لك الود عامرا.



تحياتي

فتحي علي المنيصير
05-03-2009, 06:49 AM
فَالحَرْفُ إِنْ لَمْ يَذُبْ فِي مِلْحِ تُربَتِهِ

فَلَيْسَ يَنْفَعُـهُ سَبْـكٌ وَ تَطْوِيـعُ




بيت حكمة

اسجل مروري واعجابي



محبتي الصادقة

الطنطاوي الحسيني
05-03-2009, 07:49 AM
وَمَا أَرَى مِنْ مَذَاقِ الرَّشْفِ لِذَّتَـهُ

إِلا بِنَكْهَـةِ مَـا تَسْقِـي اليَنَابِيـعُ

ألمح هنا توافق لا أختلاف


فَالشِّعْرُ يَحْيَا إِذَا انْسَاقَتْ عَلَى نَسَقٍ

وَالنَّثْرُ يَحْيَا إِذَا مَا كَـانَ تَرْصِيـعُ

وهنا حكمة بالغة



إِنَّا أَرَدْنَا بِنُصْـحٍ كَشْـفَ مُبْهَمَـةٍ

فَهَلْ يَكُونُ بِهَذَا النُّصْـحِ تَقْرِيـعُ؟

لَوْ اسْتَقَرَّ عَلَينَـا الأَمْـرُ مَعْـذِرَةً

لَكَانَ مِنَّـا لِهَـذَا الأَمْـرِ تَوسِيـعُ


أما هنا روح شباب ومشاكسات الكبار وحب الاستزادة من حبيبك استاذنا الرابحي فيا ليت يكون سجال


وَالمَاءُ وَالجَمْرُ كُلٌّ وفْـقَ غَايَتِـهِ

وَالعَزْفُ وَالنَّزْفُ إِقْبَـالٌ وَتَودِيـعُ

أما هنا تقديم واضافة كل إلي كنهه


رائع ايها الحبيب د سمير العمري شاعرنا الباهر المبهر

وحبيبنا عبدالقادر الرابحي شاعر النواة يستأهل كل خير وليس مشكلة ابدا ان يختلف الاحبة في الاراء فالله خلقنا مختلفين وهذا من رحمة الله


دمتم بكل جمال واناقة وسلاسة وحب واندفاق جمال


مررت لاسجل اسمي واشرفه بكم ايها الكبار

الطنطاوي الحسيني
05-03-2009, 07:57 AM
جمر ُ النَّوَاة

* * * * * * *

(إلى سمير العمري)




[gasida= font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="https://www.rabitat-alwaha.net/mwaextraedit2/backgrounds/21.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

لاَ يَنْفَعُ البَجَعَاتِ البِيضَ إِنْ رَقَصَتْ=فِي غَيْرِ مَا تَنْزِفُ الأَحْزَانُ تَلْمِيعُ
سَجِيَّةٌ فِي حُرُوفِ المَاءِ نَائِمَةٌ=فَهَلْ يَلِيقُ بِنَبْعِ المَاءِ تَرْوِيعُ ؟
فَالحَرْفُ إِنْ لَمْ يَذُبْ فِي مِلْحِ تُربَتِهِ=فَلَيْسَ يَنْفَعُهُ سَبْكٌ وَ تَطْوِيعُ
وَ الرَّسْمُ أَسْبَقُ مِنْ تَنْقِيطِ صُورَتِهِ=مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقْطُنَ الأَفكَارَ تَشْرِيعُ
وَ الشَّكْلُ لَوْ لَمْ يَدُرْ جَمْرُ النَّواةِ بِهِ=لَمَا تَيَسَّرَ تَدُوِيرٌ وَ تَقْطِيعُ
وَ هَلْ تَضِيقُ بِكَسْرٍ عَابِرٍ سَعَةٌ=فَلَمْ يَسَعْهَا بِهَذَا الكَوْنِ تَطْبِيعُ ؟
وَ هَلْ يَكُونُ لِبَابِ السَّهْوِ مَنْزِلَةٌ=عِنْدَ النُّحَاةِ إِذَا عَادَاهُ تَرْقِيعُ ؟
وَ الأَصْلُ أَنَّ نَوَاةَ القَلْبِ وَاحِدَةٌ=أَمَّاالحُرُوفُ. .فَتَأْثِيثٌ وَ تَصْنِيعُ











السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا استاذنا الرابحي ظننت اني في الرد لا في البدع
اخي الفاضل واستاذي الكبير رابحي
ايها الحبيب نعم المهم القلب وهو نواة كل شيئ وان قلنا كما دلنا الحبيب صلى الله عليه وسلم
(النية) أو النواة كما سميتها ايها الجميل
واما ما تفضل اخي د سمير العمري في مداخلته على قصيدة فيزياء فلا اراه يريد الا الكمال لكم واعلم انكم تفهمونه جيدا وأنت البديع الدفاق لكل جمال فكر وابداع رؤية
جمال هي القطفة البهية وفعلا

سَجِيَّةٌ فِي حُرُوفِ المَـاءِ نَائِمَـةٌ

فَهَلْ يَلِيقُ بِنَبْعِ المَـاءِ تَرْوِيـعُ ؟

و لآن حروف الماء رائقة من نبعها فلا يصح لي أن أعكر صفوها
دمت بجمال بهاءك وادام الله الحب بين قلبيكما
وياليتنا نحظى بغير هاتين الجميلتين من قامتين سامقتين
دمت بقلب أخيك ومحبك

مجذوب العيد المشراوي
05-03-2009, 12:36 PM
الله ...

عبد القادر ذهب إلى اللّبّ وسمير ذهب إليهما مضَمِّنًا الإحتراس ... أراكما تكاملتما لتأسيس نظرية الشعر الحقيقية .
أرجو ألا يضيف َ أي ّ منكما هنا شيئا .. دعا الرّؤى الأخرى فقد أتيتما على ما في عصارة المطلوب وإن أضفتما أفسدتما هذا الذهب ..

حازم محمد البحيصي
05-03-2009, 02:27 PM
روعة المعانى وقشابة الحروف و تمكن التمكن هنا
دمتما

إِنَّا أَرَدْنَا بِنُصْـحٍ كَشْـفَ مُبْهَمَـةٍ
فَهَلْ يَكُونُ بِهَذَا النُّصْـحِ تَقْرِيـعُ؟

هنا انت سمير الانسان وكل المحبة للشاعر
عبد القادر رابحى


دمتما بخير

العمودي
05-03-2009, 03:16 PM
النقد للنقد إسهاب وتفريع = والحب يتحفه وصل وتقطيع
ورب عين دهاها الماء فانبحست = بمشرب فيه تشكيل وتنويع
بضربة من عصا نقد تجود بها= ذراع من بويعوا للشعر لابيعوا
تزوره البجعات البيض إن عطشت= وقدتخلًج فيه الصيت والذيع
وتستطيع إذا شاءت تقبًله= لقوة فيه أو ضعف فتسطيع

عبدالملك الخديدي
05-03-2009, 03:18 PM
الأخ الشاعر القدير : عبد القادر رابحي

بور فيك وفي شاعرنا الكبير الدكتور سمير العمري

فقد استمتعنا معكما بهذه المعارضة وهذا الفكر والمداخلات الشعرية الجميلة.

لكما أجمل التحية

محسن شاهين المناور
05-03-2009, 04:02 PM
الأخ الحبيب الرابحي
الدكتور سمير العمري
أدام الله المحبة . . . ومنكما نستفيد
لقد جنينا ثمار هذه المعارضة الحميمية
وسعدنا بهذا التواصل الجميل الذي نتمنى أن
يتكرر لزيادة الفائدة . . دمتما بخير

عبد القادر رابحي
05-03-2009, 09:02 PM
وَ الشَّكْلُ لَوْ لَمْ يَدُرْ جَمْرُ النَّواةِ بِهِ


لَمَـا تَيَسَّـرَ تَدُوِيـرٌ وَ تَقْطِيـعُ



المتميز دوما / عبد القادر رابحى








تحياتى لقلمك


الشاعر الكريم الأخ محمود مرسي

شكرا لك على المرور والإطراء

خالص تحياتي لكلماتك الطيبة


عبد القادر رابحي

عبد القادر رابحي
06-03-2009, 08:54 PM
أخي عبد القادر هيَ مقطوعة حميمية مع أستاذنا سمير فيها رؤى وقناعات لك في الشعر نرجو أن نستمدّ من َ الشّعراء الآخرين هنا ما يرون لأنه مهم جدا أن نعرف منطلقات كل ّ شاعر ..

أخي الكريم مجذوب...

شكرا على المرور الكريم..

و على تعليقك النبيه ..

و ودننا كما قلت لو ان الشعراء الآخرين في الواحة أدلولوا بدلوهم..

شكرا لك

و دامت المحبة للدكتور سمير العمري الذي فتح بابا في الشعر ما كان ليفتح لولاه..


أخوك عبد القادر

عبد القادر رابحي
06-03-2009, 08:59 PM
أخي عبد القادر هيَ مقطوعة حميمية مع أستاذنا سمير فيها رؤى وقناعات لك في الشعر نرجو أن نستمدّ من َ الشّعراء الآخرين هنا ما يرون لأنه مهم جدا أن نعرف منطلقات كل ّ شاعر ..

أخي الكريم مجذوب...

شكرا على المرور الكريم..

و على تعليقك النبيه ..

و ودننا كما قلت لو ان الشعراء الآخرين في الواحة أدلولوا بدلوهم..

شكرا لك

و دامت المحبة للدكتور سمير العمري الذي فتح بابا في الشعر ما كان ليفتح لولاه..


أخوك عبد القادر

وفاء شوكت خضر
06-03-2009, 11:20 PM
هنا أدب الشعراء وشعر الأدب قد اكتملا ..

جمال يقابله جمال ..
ومثلنا يتطفل على عالمكم كيما يتعلم منكم ..


دمتما بخير وألق ..

ماجد الغامدي
07-03-2009, 07:48 AM
تحية إعجاب وإجلال لشاعرين كبيرين جمعتهما الإخوة وتلاقيا عند قمة الإبداع واستسقيا ديمة التميّز

عاطف الجندى
07-03-2009, 08:26 AM
بارك الله فيك أخى عبد القادر
كتبت فأبدعت
و تحية لشاعرنا الكبير د سمير العمري
دمتما فى خير

عبد القادر رابحي
07-03-2009, 11:22 PM
[gasida= font="traditional arabic,7,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

بوتقة=

[gasida= font=",5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
الشَّكْلُ لِلعَقْلِ وَالتَّشْكِيلُ تَنْوِيعُ=وَالطِّفْلُ لِلنَّسْلِ إِمَّا صَانَ تَشْرِيعُ
وَالمَاءُ وَالجَمْرُ كُلٌّ وفْقَ غَايَتِهِ=وَالعَزْفُ وَالنَّزْفُ إِقْبَالٌ وَتَودِيعُ
وَالزَّهْرُ إِنْ هَلْهَلَتْهُ تُرْبَةٌ سَبَخَتْ=فَمَا يَجُوزُ لِبَاقِي الجِنْسِ تَقْلِيعُ
وَإِنْ تَجَرَّدَ بَعْضُ الأُسْدِ مِنْ مُثُلٍ=فَمَا تَدُلُّ عَلَى الأُسْدِ الجَرَابِيعُ
إِنْ كَانَ حَرْفُ الرُّبَى مِنْ مِلْحِ تُرْبَتِهِ=زَهَا وَفَاحَ بِمَا تُثْرِي وَتَسْطِيعُ
وَإِنْ أَرَاهُ نَسِيمُ البَوْحِ نَشْوَتَهُ=تَرَاقَصَ الرَّأْسُ حِينًا وَالأَصَابِيعُ
هِيَ الحُرُوفُ دَمٌ وَالقَلْبُ بَوْتَقَةٌ=وَالعَقْلُ يَصْهَرُ مَا تُوحِي المَوَاضِيعُ
فَالشِّعْرُ يَحْيَا إِذَا انْسَاقَتْ عَلَى نَسَقٍ=وَالنَّثْرُ يَحْيَا إِذَا مَا كَانَ تَرْصِيعُ
وَمَا أَرَى مِنْ مَذَاقِ الرَّشْفِ لِذَّتَهُ=إِلا بِنَكْهَةِ مَا تَسْقِي اليَنَابِيعُ
إِنَّا أَرَدْنَا بِنُصْحٍ كَشْفَ مُبْهَمَةٍ=فَهَلْ يَكُونُ بِهَذَا النُّصْحِ تَقْرِيعُ؟
إِنْ كُنْتَ بِالبَجَعَاتِ البِيضِ مُنْتَجِعًا=فَإِنَّ قَلْبِي بِسُودِ الخَيلِ مَنْجُوعُ
وَإِنْ سَكَبْنَا حُرُوفَ الشِّعْرِ مَحْضَ هَوَى=مِنْ كَأْسِ غَرْبٍ بِلا رَأْيٍ فَتَضْيِيعُ
لَوْ اسْتَقَرَّ عَلَينَا الأَمْرُ مَعْذِرَةً=لَكَانَ مِنَّا لِهَذَا الأَمْرِ تَوسِيعُ






الأخ الحبيب والشاعر الأريب والأديب الكبير عبد القادر:


أشكر لك النص وأشكر منك الإهداء ، وأهلا برأيك معارضا أو موافقا فنعم الأخ أنت ونعم الرأي مهما كان رأيك.


وأما الخلط بين بحيرة البجع ورقصة البجع فلا أراه إلا دليلا آخر على روعة سيمفونيتك تلك ، ودليل آخر على أن للسهو فوائده المدهشة.


هذا ردي قدح فكر بفكر ورد شعر بشعر ويبقى لك الود عامرا.





تحياتي

أخي الكريم الشاعر سمير العمري..
شكرا على التعليق..
و التفاعل

و المرور..

فعلا أخي..فإن للسهو فوائده المدهشة..

بارك الله فيك..


عبد القادر رابحي

عبد القادر رابحي
07-03-2009, 11:39 PM
فَالحَرْفُ إِنْ لَمْ يَذُبْ فِي مِلْحِ تُربَتِهِ




فَلَيْسَ يَنْفَعُـهُ سَبْـكٌ وَ تَطْوِيـعُ




بيت حكمة
اسجل مروري واعجابي



محبتي الصادقة


أخي الكريم الشاعر الطائر فتحي علي المنيصير


شكرا لمرورك الكريم..

مع بالغ الشكر و التقدير


أخوك عبد القادر

عبد القادر رابحي
08-03-2009, 10:43 PM
وَمَا أَرَى مِنْ مَذَاقِ الرَّشْفِ لِذَّتَـهُ


إِلا بِنَكْهَـةِ مَـا تَسْقِـي اليَنَابِيـعُ
ألمح هنا توافق لا أختلاف


فَالشِّعْرُ يَحْيَا إِذَا انْسَاقَتْ عَلَى نَسَقٍ

وَالنَّثْرُ يَحْيَا إِذَا مَا كَـانَ تَرْصِيـعُ
وهنا حكمة بالغة



إِنَّا أَرَدْنَا بِنُصْـحٍ كَشْـفَ مُبْهَمَـةٍ



فَهَلْ يَكُونُ بِهَذَا النُّصْـحِ تَقْرِيـعُ؟



لَوْ اسْتَقَرَّ عَلَينَـا الأَمْـرُ مَعْـذِرَةً



لَكَانَ مِنَّـا لِهَـذَا الأَمْـرِ تَوسِيـعُ



أما هنا روح شباب ومشاكسات الكبار وحب الاستزادة من حبيبك استاذنا الرابحي فيا ليت يكون سجال


وَالمَاءُ وَالجَمْرُ كُلٌّ وفْـقَ غَايَتِـهِ

وَالعَزْفُ وَالنَّزْفُ إِقْبَـالٌ وَتَودِيـعُ
أما هنا تقديم واضافة كل إلي كنهه


رائع ايها الحبيب د سمير العمري شاعرنا الباهر المبهر
وحبيبنا عبدالقادر الرابحي شاعر النواة يستأهل كل خير وليس مشكلة ابدا ان يختلف الاحبة في الاراء فالله خلقنا مختلفين وهذا من رحمة الله


دمتم بكل جمال واناقة وسلاسة وحب واندفاق جمال



مررت لاسجل اسمي واشرفه بكم ايها الكبار


أخي الكريم الشاعر الرقيق
الحسيني الطنطاوي..

السلام عليكم..

شكرا لك أولا على سبقك الدائم في المرور..

و شكرا على كلماتك الرقيقة
وعلى بياض فطرتك و سلامة قلبك..

و لا يهم على من ترد ومن تسبّق في الرد
فالنيّة أسبق...


بارك الله فيك
و في كلماتك

اخوك عبد القادر

سالم العلوي
09-03-2009, 09:48 AM
يا رابحي المعاني أنت ينبوع=وشعرك الزاد إن أضناني الجوعُ
تَسَّابَقُ الأحرف الصَّمَّاءُ كيف لها=في عذب شعرك تشريف وتصريعُ
تصبُّ للأدب الرقراق خمرته=وما به لصفاء الروح تصديعُ
في واحة الخير صافحنا مشاعرَكمْ=الشعرُ فيها بصَفْوِ النُّصحِ مشفوعُ
أرخِ العَنانَ لسحرِ الغربِ يمتِعُنا=إِنَّ التَّمَتُّعَ بالأشعارِ مشروعُ



كل التحية لك أخي الشاعر والأستاذ القدير / عبدالقادر رابحي
والتحية موصولة لأستاذنا وكبيرنا وحبيب قلوبنا الدكتور العمري
سلمكما الله جميعا وحفظكما
ودمتما بخير وعافية

يحيى سليمان
09-03-2009, 02:32 PM
(سمير العمري)
(عبد القدار رابحي)
تقدمان فسحة من اللغة على جميع مستويات الشعر لغة وإبقاعا وقافية وإمتاعا وموضوعا
اعذراني فما وجدت ألقابا تليق بكما
لكما الاحترام والتقدير كما يليق
من القلب ألف وردة لكما

مصطفى بطحيش
10-03-2009, 09:10 PM
الشاعر القدير عبد القادر رابحي

ابيات جميلة وجديرة بالقراءة والتوقف
لما تجرأت القصيدة العمودية من الاقدام على مضمار لم تعرفه وسادت وبزت !
العبرة ليست في القدم والحداثة با صديقي
فالفرس هي هي انما هو الفارس يا صديق الحرف !

لك من اخيك بطاقة حب و تقدير

الطنطاوي الحسيني
10-03-2009, 09:43 PM
سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته
أيها الاحباب
الكبير الرقيق اخانا واستاذنا عبدالقادر الرابحي
والحصيف الاريب اخانا د سمير العمر
اخونا مجذوب كان يسأل عن أجمل بيت في قصيدة د سمير العمري وانا اضيف له وما هو اجمل بيت في قصيدة شاعرنا الكبير الرابحي وحسب رغبته في المثبته نضيفه
وأكون أول المشاركين وأسأل الله التوفيق
في قصيدة اخانا الرابحي الشاعر الكبير والله اعلم

وَ الأَصْلُ أَنَّ نَوَاةَ القَلْـبِ وَاحِـدَةٌ=أَمَّاالحُرُوف ..فَتَأْثِيـثٌ وَ تَصْنِيـعُ
أما في قصيدة الرد لد .سمير العمري
اراه هذا

هِـيَ الحُـرُوفُ دَمٌ وَالقَلْـبُ بَوْتَقَـةٌ=وَالعَقْلُ يَصْهَرُ مَا تُوحِـي المَوَاضِيـعُ
والله أعلى وأعلم
وليبدأ الآخوة باختيار احسن بيت في كل قصيدة
باسم الله على بركة الله

أحمد وليد زيادة
12-03-2009, 10:57 AM
جميلة هذه وتلك


وجميلان أنتما

عبد القادر رابحي
12-03-2009, 11:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا استاذنا الرابحي ظننت اني في الرد لا في البدع
اخي الفاضل واستاذي الكبير رابحي
ايها الحبيب نعم المهم القلب وهو نواة كل شيئ وان قلنا كما دلنا الحبيب صلى الله عليه وسلم
(النية) أو النواة كما سميتها ايها الجميل
واما ما تفضل اخي د سمير العمري في مداخلته على قصيدة فيزياء فلا اراه يريد الا الكمال لكم واعلم انكم تفهمونه جيدا وأنت البديع الدفاق لكل جمال فكر وابداع رؤية
جمال هي القطفة البهية وفعلا

سَجِيَّةٌ فِي حُرُوفِ المَـاءِ نَائِمَـةٌ

فَهَلْ يَلِيقُ بِنَبْعِ المَـاءِ تَرْوِيـعُ ؟

و لآن حروف الماء رائقة من نبعها فلا يصح لي أن أعكر صفوها
دمت بجمال بهاءك وادام الله الحب بين قلبيكما
وياليتنا نحظى بغير هاتين الجميلتين من قامتين سامقتين
دمت بقلب أخيك ومحبك

أخي الكريم الحسيني الطنطاوي السلام عليكم

شكراالمرور ثانية
و الرد و التعليق

و بارك الله فيكم

دمتم

اخوك عبد القادر رابحي

إدريس الشعشوعي
13-03-2009, 06:30 PM
قصيدة رائعة ... و ابيات قويّة ... أستاذنا رابحي .

و لعلّ من يقرأ تفصيلَ و اسباب ورودها في صفحة قصيدة فيزياء يدرُك ذلك .. و حبّذا للشاعر رابحي أن يضع التفصيل و الرّد الذي أورده في قصيدة فيزياء في شرح هذه القصيدة هنا .. فذلك يزيدُ وضوحها و أسباب قوّتها ، و قوف كلّ جملة منها على فكرته القويّة . و الله أعلم .

----------

و لا ينفي روعتها روعة مقابلتها للاستاذ العمري ...

و لا أجدُ اختلافا كبيرا ، بل الفكرتين متكاملتين .

و لا يخدُشُ الصّرحُ المبدع المتميّز وجودُ بعضُ الهنّات به ، إن وُجدتْ ...

فالفكرة أنّها موهبة و قابلية و بذرة و نواة اوّلا ، ثمّ ما زالتْ تتجدّد و تتسدّد و تتطوّرُ و تكبُر و تنضج ... فالنّواةُ أصلٌ و الفروعُ الأخرى أدواتٌ و فروعٌ بهم تأخذ النّواة كمالها و مظهرها اللاّئق .

بورك الإبداع ... صفحة يشرّفني التواجد فيها و قد شهدها الأكابر و المبدعون .

اعتذراي على التعقيب ، و تحياتي و تقديري

عبد القادر رابحي
13-03-2009, 07:58 PM
قصيدة رائعة ... و ابيات قويّة ... أستاذنا رابحي .
و لعلّ من يقرأ تفصيلَ و اسباب ورودها في صفحة قصيدة فيزياء يدرُك ذلك .. و حبّذا للشاعر رابحي أن يضع التفصيل و الرّد الذي أورده في قصيدة فيزياء في شرح هذه القصيدة هنا .. فذلك يزيدُ وضوحها و أسباب قوّتها ، و قوف كلّ جملة منها على فكرته القويّة . و الله أعلم .
----------
و لا ينفي روعتها روعة مقابلتها للاستاذ العمري ...
و لا أجدُ اختلافا كبيرا ، بل الفكرتين متكاملتين .
و لا يخدُشُ الصّرحُ المبدع المتميّز وجودُ بعضُ الهنّات به ، إن وُجدتْ ...
فالفكرة أنّها موهبة و قابلية و بذرة و نواة اوّلا ، ثمّ ما زالتْ تتجدّد و تتسدّد و تتطوّرُ و تكبُر و تنضج ... فالنّواةُ أصلٌ و الفروعُ الأخرى أدواتٌ و فروعٌ بهم تأخذ النّواة كمالها و مظهرها اللاّئق .
بورك الإبداع ... صفحة يشرّفني التواجد فيها و قد شهدها الأكابر و المبدعون .
اعتذراي على التعقيب ، و تحياتي و تقديري

شكرا جزيلا أخانا الكريم إدريس على مقترحه
و جازاك الله خيرا
و سأعود للرد على مرورك و أفكارك
وها هو التعليق الذي ارتايت أن يكون هنا
شكرا لك..
عبد القادر رابحي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
القاعدة النحوية والتبرير الشعري
رؤية في إشكالية السهو و درامية الترقيع
أخي الكريم الشاعر الدكتور سمير العمري..
السلام عليكم
يسعدني مرورك أيما سعادة على قصيدتي"فيزياء".كما يسعدني حرصك على أن تكون النصوص المنشورة في الواحة راقية أسلوبا و صحيحة لغة و صادقة مبدأ و شعورا.. و لعلك(و لعل هنا للتوكيد) تقول ذلك صادقا و تبدى رأيك منصفا للحق لا مجاملا و لا كاتما عيوبا..
و لا أراك هنا قد خرجت عن هذا المنحى الصادق لأن الأدب على عكس الخبر لا يحتمل إلا الصدق و لا يجاهر إلا بالحقيقة و ما عاداه فهو لغير غرضٍ هادفٍ كان و صار..
ولذلك فأنا أشكرك أخي أيما شكر على ما أبديت من ملاحظات حول قصيدتي"فيزياء" و طلبت مني أن أجيبك عنها..
و لأنك تعرف قبل الكثير أن الأصل في الشيء هو الصواب لا الخطأ و الحق لا الباطل، فإنني آثرت أن أجيب عن سؤالك بما أعتبره أقرب مني و أيسر لي لا بما لم تقربني منه الظروف فأنا أجهل النّاس به.. وهذا الأقرب مني هو الشعر و ليس النحو ..فأنا أجد نفسي في الردّ بالتبرير الشعري لا البرهنة النحوية و اللغوية البحتة و لعلها حجة من هو أجهل بالنحو من غريب أو أعجمي..
و من هنا ارتأيت أن أكتب تلك الأبيات و سميتها "جمر النواة" ضمنتها ردي عن سؤاليك بما توفر لي من الحجة الشعرية لا النحوية و ما تيسر لي من الحجة البلاغية لا الإعرابية..
فبخصوص سؤالكم الأول:
سعة رأيتك تكتبها مكسورة السين وأزعم أنها مفتوحة فهل هذا من باب السهو أم أنه الصواب؟؟
فأقول لأخي إن ما ورد في لسان العرب الفتحة على سين السعة و ليس الكسرة.وكذلك وردت في القاموس المحيط .و لا أحسبها خرجت عن هذه الحال فيما عدا هذين من المعاجم..
إذن المسألة متوقفة على كتابتها بالكسرة ..و تسقط هنا كل المبررا ت الكيبوردية و غيرها و يبقى فقط المبرر الشعري الذي قصدنا من خلاله هذا الرأي نفسه فيما يلي من قصيدة "جمر النواة":
وَ هَلْ تَضِيقُ بِكَسْرٍ عَابِرٍ سَعَةٌ=فَلَمْ يَسَعْهَا بِهَذَا الكَوْنِ تَطْبِيعُ ؟
و كأن البيت هنا يلتمس من حرصكم سَعَة تستطيع بموجبها السِّعَةُ أن تحول الكسرة نصبة فتكون المسألة بذلك قد دخلت دائرة التطبيع و زال الإشكال. و في ذلك سعةُ حكمة توصد باب الخلاف بلطف.. ثم أن علماء العربية قد أفردوا لكلام العرب أكثر من سَعة و فتحوا له أكثر من معنى و سياق فحوّلوا (أي قلبوا)الألف ياءً و الواو ياءً و غيرها مما أحصاه اللغويون مما يدخل من تغييرات على كتابة الكلمة بما يقتضيه واقع حال المعنى و أحقية بنائها بمراعاة قوانين نحوها و صرفها العامين على مجمل ما سمعوها..
كما حوّلوا (أو قلبوا)نظرًا لمقتضى الحال الكسرةَ إلى سكون و السكون إلى فتحة أو كسرة و ما إلى ذلك مما يستوجبه سياقا الكلمة الصوتي و الدلالي..
و هم في حقيقة الأمر لا يريدون بذلك التضييق على القارئ المتعلم ولا المزايدة على القاعدة النحوية التي طالما أخضعها الشاعر إلى سيرورة دوران نواته الفكرية و نضوح منابعه الجمالية.. فأضاف بذلك بابا في البلاغة و إلى البلاغة انفردت بالتنظير له و الدلالة عليه موهبته المنتفذة و سليقته الرّاسخة فانشغل بعده المنشغلون بالتقعيد و سمّوا هذا الباب:"الضرورة الشعرية". فكان لهذا الباب ما كان من اجتهادات و تأويلات و تفسيرات زادت إلى بحر اللغة رافدا و إلى باب العَروض ضيفا موسيقيا و نحويا وافدا.
و حتى و إن كان كسرُ سين السَّعة لا يدخل بالضرورة في هذا الباب إلا أننا أردنا أن نقول هذه الفكرة بالذات من خلال بيت من قصيدة الردّ "جمر النواة" هو:

وَ هَلْ يَكُونُ لِبَابِ السَّهْوِ مَنْزِلَةٌ=عِنْدَ النُّحَاةِ إِذَا عَادَاهُ تَرْقِيعُ ؟
ذلك أننا اعتبرنا أن أخف التبريرات وصولا للقارئ لدرأ الإشكال تجازوا لا اقتناعا هو أن هذا الأمر إنما هو من باب السّهو، و لا يمكن للسهو أن يصوَّب إلا بالترقيع بناء على قاعدة نفيسة عند الفقهاء هي ترقيع صلاة السهو لا إعادتها.. حتى أن الترقيع محبب و فيه بركة لا تكون بالإعادة ..و من هنا فإن منزلة السهو عند الفقهاء إنما تكون بالترقيع.. و لعله هنا المعنى المضمن الذي حاولنا أن نسقطه على السهو الذي لا منزلة له في اللغة إلا بالترقيع، أي بالتصحيح..وإذا كانت ثمة معاداة بينهما فلا منزلة للسهو و لا قيمة. و يكون بذلك دليلا على جهل السّاهي وتعنته في الصد عن الصواب. و الصواب حق. و من صد عن الحق فقد زاغ إلى غيره و العياذ بالله...
و هي على كل حال محاولة استلطاف لسماحة صدر من يحملون الحق، أي الصواب ، في صدورهم. فيكون بينهم و بين من سها طريقَ نجاة له و بابَ حِلم منهم.
ثم جاء في سياق تعليقكم الثمين وملاحظاتكم النيّرة الملاحظة الثانية كما يلي:
ثم إني لاحظت أنك ترسم التاء المربوطة الساكنة هاء ساكنة وإخال أن السكون يجعل اللفظ مشابها لا الرسم فهلا أفدتنا أيها الأديب المبدع؟؟
فأراني هنا مضطرا لأقول لكم – أخي الكريم – إن المسألة تتعلق هنا بالجانب الصوتي السماعي العروضي.. بمعنى أن القراءة الشعرية الصحيحة هي القراءة التي تراعي سلامة المخارج الصوتية للحروف و هي بذلك تراعي سلامة النطق الذي هو قاعدة أساسية لإيصال الدلالات التي يحدث بموجبها الفهم.
و إذا كان سؤالكم يرتكز على الجانب النحوي الذي يبحث عن التبرير النحوي في صحة حذف نقطتي التاء المربوطة فتصبح بذلك هاء..ثم تسكين الهاء بوضع علامته على الرسم .. و كأننا بذلك نضع هاء فوق هاء..
فالمسألة هنا مسألتان.. و أخالني أرجح باب ما تستوجبه القراءة الشعرية عموما فيما تخلقه من تراتبية توضيحية لا يمكن أن تتم إلا بالنطق الصحيح عموما،و ما تستوجبه القراءة الشعرية في تطور تاريخيتها المتعلقة بتطور تاريخية الشعر العربي على الخصوص.. فمثلما أن للشعر العربي القديم- أي العمودي- قواعد نطقية صوتية متعلقة ببنيته الموسيقية العروضية. فإن للشعر العربي المعاصر قواعد نطقية صوتية اقتضاها تطور بنيته الشكلية الموسيقية التي أنتج العروضيون المعاصرون من خلال اكتشاف قواعدها عروضا جديدا يخضع لخصوصيات العصر و تطور حيثياته الفنية و الجمالية..فمثلما أن للعروض دوائر لا يستخرج منها العروضي البحور إلا من خلال التدوير، فإن للعروض المعاصر تدويرا لا تتم من خلاله القاعدة الموسيقية -التي قد تقبل التسكين أو ترفضه-، إلا من خلال تدوير الأبنية الشكلية التي أنتجتها روح العصر و أصبحت تسمى شعرا حرا أو مرسلا ..و كأن الأصل في الشعر هو دوران جمرة الإبداع التي تسبح من خلالها الأشكال فتقد بذلك تيسيرا كبيرا للمقعدين في بحثهم عن القاعدة و قوانينها واكتشافهم لها . فقلنا بهذا المعنى:
وَ الشَّكْلُ لَوْ لَمْ يَدُرْ جَمْرُ النَّواةِ بِهِ=لَمَا تَيَسَّرَ تَدُوِيرٌ وَ تَقْطِيعُ
و لم تكن العرب لتجعل من الخطأ قاعدة لصحة نطق الشعر وكتابته إذا كان هذا الخطأ يتجاوز بنيات اللغة النحوية و الصرفية و التركيبية التي تتم بموجبها صحة المعنى.
و الأساس أن البحور الشعرية المعاصرة عادة ما تتوقف على تسكين التاء دون التوقف نطقا و صوتا على ساكنها، فتنقلب التاء هاء مسكنةً في آخر الكلمة كما جرت العادة في الكلام الشائع الذي لا يراعي إعراب أواخر الكلمات و يجعلها معلقة غير واضحة فيتفادى القائل بذلك حالة الإعراب نقطا في الحرف الأخير كأن نقصد "الجُمْهُوريَةَ"برسم التاء منصوبةً ،فنقولُ" الجُمْهُوريّهْ" فنتوقف عند الهاء المُسكّنة.. و العلة هنا في النّطق إذا كان الكلام عاديا حتى و إن وصل المقصود واضحا للسّامع.
أما إذا كان الكلام غير عاديّ –أي كان شعرا-، فإن الشعر في هذه الحالة يخضع لقواعد موسيقية استنتج الشاعر تبريرها العروضي و النحوي من المسوّغ الجمالي و الرؤية الفنية اللتين تجعلان من النص المقروء خاضعا لبنية صوتية مرتبطةٌ جُمَلُها بعضُها ببعضٍ ارتباطا مدروسا من الوجهة الموسيقية و لكنه لا يمكن أن يخرج بأية حال من الأحوال عن القاعدة النحوية في أصولها و تمظهراتها
و عهدنا بالهاء المسكنة في العروض المعاصر خروجا موسيقيا للفقراتِ الشعرية تنتهي بها فتُحدثُ في النص جمالا صوتيا و موسيقيا موحدا حتى و إن اختلفت حالات الهاء في الكلمات و اختلفت توجهاتها في النص إعرابا و نحوا. و لعلنا قصدنا بذلك في ردنا شعرا هذا الكلام فقلنا:
فَالحَرْفُ إِنْ لَمْ يَذُبْ فِي مِلْحِ تُربَتِهِ=فَلَيْسَ يَنْفَعُهُ سَبْكٌ وَ تَطْوِيعُ
و كأن الحرف أداة خاضعة لقوة عمل الشاعر لا يذوب في ملح تربته وينسجم و يتداعى فيمتصه المعنى،فلا ينفعه سبك و لا تطويع ..و قديما فرقت العرب بين الفطرة و الصنعة فقالت على لسان أحد شعرائها:
و لستُ بنحويٍّ يلوك لسانه= و لكن سلِيقيٌّ يقول فيعربُ
ثم أننا سننظر إلى المسألة من باب آخر ربما لم يتبادر إلى الذهن من أول وهلة و هو أن اللغة العربية إنما كانت في صورتها ألأولى غير منقوطة تماما و برزت في بعض الرسائل المخطوطة و المصكوكات النقدية بغير نقاط ولا تشكيل ..مرسومة هكذا عارية من كل دالٍّ إشاريٍّ لحالة إعرابِها
أو بنائها ..تتقاطر معنى نديا موصولا بقلب المتشرّب لا تخفى عليه كيفية نطقها و لا شواهد نصبها أو رفعها أو جرّها. و كأن الأصل في اللغة هو الحروف مرسومة يقولها المتشرب للغة مُعربةً لا يفيد جاهلها ظهورها و لا يضر متعلمها اختفاؤها.
و لعلنا قصدنا هذا المعنى بقولنا:
وَ الرَّسْمُ أَسْبَقُ مِنْ تَنْقِيطِ صُورَتِهِ=مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقْطُنَ الأَفكَارَ تَشْرِيعُ
فأردنا أن نبين أن رسم الحروف أسبق مما لحق به من تشريعات صرفية و نحوية اقتضتها تغيرات حال اللغة بتغير حال أهلها فلم يعد فيهم من يجيدها بدون تنقيط.
في حين أن العرب رستمها كذلك عندما بدأت تتأقلم مع الكتابة بظهور الوافد الجديد الذي هو الورق وانتشاره. و عندما كانت العرب أكثر سليقية في لغتها ومع لغتها لا تتعامل معها بوصفها كائنا آليًّا بدون روح كما هو الحال بالنسبة للمتأخرين الذين هم نحن ومن جاورهم ممن إذا غابت عنهم الشواهد النحوية و الأدلة الإعرابية هرعوا إلى تقية صالحة لكل زمان و مكان يتخفون وراءها هي قاعدة ما كان يقوله الطلبة الأزهريون عندما يخشون السقوط في الخطأ الإعرابي نطقا أمام مشايخهم فيعممون جملة تحذيرية على زملائهم أصبحت مشهورة هي: "سكِّن تسلم".
- ولعل الأستاذ الكريم قد أشار إلى قصيدة "رقصة البجع" بقوله:"بحيرة البجع" فوقع في سهو جميل ذكرنا من خلاله –كما أشار إلى ذلك لاحقا- بـ"بحرية البجع" التي هي سنفونية مشهورة للموسيقي الروسي تشايكوفسكي. فأردنا أن نشير إلى حالة التذكير التي كانت قبلها البحيرة هادئة في نبع مائها والبجعات نائمة تسبح في البحيرة فإذا بأخينا الدكتور سمير يرمي في البركة سهوه فأيقظ به البركة و ذكّر البجعات البيض بما جرى لهن في أحد مقاطع السنفونية المشهورة . والمعروف عن البجعات أنّهن لا يرقصن إلا لحادث جلل حزين كما تقول الأسطورة . فأشرنا إلى كل ذلك بقولنا:

لاَ يَنْفَعُ البَجَعَاتِ البِيضَ إِنْ رَقَصَتْ=فِي غَيْرِ مَا تَنْزِفُ الأَحْزَانُ تَلْمِيعُ
سَجِيَّةٌ فِي حُرُوفِ المَاءِ نَائِمَةٌ=فَهَلْ يَلِيقُ بِنَبْعِ المَاءِ تَرْوِيعُ ؟
هذا كان مبتدأ الرد على ملاحظات أخينا الدكتور سمير العمري شعرا. أما خاتمته فأردنا أن تكون سليقية كما ابتدأت صادقة النيّة صافية القصد كالنواة هي أصل كل شيء وكل عمل .. أما الحروف فهي تحمل في كل يوم ما يبتكره الإنسان من مدلولات تدل على نوايا صاحبها و مقاصده..فختمنا قصيدتنا بهذا المعنى:
وَ الأَصْلُ أَنَّ نَوَاةَ القَلْبِ وَاحِدَةٌ=أَمَّاالحُرُوفُ. .فَتَأْثِيثٌ وَ تَصْنِيعُ
و ما أردنا من وراء ذلك لا تكبرا و لا خلافا و لا معارضة كما قد يشعر بعضنا من خلال قراءة ما تلا قصيدة "فيزياء" من ردود و قصائد. ولعلي سأضيف إلى هاتين القصيدتين قصيدة ثالثة حول حال الحرف و تغيراته تعبث بالشاعر و يعبث بها الشاعر أحيانا كيفما اتفق ..
وأشكر لأخي هذه الفرصة في النقاش،و لكل الإخوة المتدخلين بنقاشاتهم وتعليقاتهم.. والباب مفتوح لهم ..والله من وراء القصد
و شكرا
عبد القادر رابحي

عبد القادر رابحي
15-03-2009, 07:19 PM
الله ...

عبد القادر ذهب إلى اللّبّ وسمير ذهب إليهما مضَمِّنًا الإحتراس ... أراكما تكاملتما لتأسيس نظرية الشعر الحقيقية .
أرجو ألا يضيف َ أي ّ منكما هنا شيئا .. دعا الرّؤى الأخرى فقد أتيتما على ما في عصارة المطلوب وإن أضفتما أفسدتما هذا الذهب ..

شكرا لك أخي المجدوب على المرور

و التعليق ..

لك الحق في الرأي

و في طلب عدم الإستزادة

ذلك من حسك الرهيف و رؤيتك الحكيمة

شكرا لك