د. عمر جلال الدين هزاع
09-03-2009, 12:57 AM
أَرَق ..
( إِلَى حَبِيبَةٍ تَغارُ مِنها كُلُّ مَحبُوباتِي )
..
أَرِقتُ أَكثَرَ مِمَّا يَأمَلُ الأَرَقُ=وَ هاجَ بِالأُمنِياتِ الشَّوقُ ؛ فَالشَّبَقُ
يَعدُو بِيَ السَّهرُ المَوصُولُ نَحوَ غَدٍ=صَباحُهُ - مِثلَ لَيلِ البُعدِ - يَختَنِقُ
فَتَنثُرُ الأَمَلَ الأَشجانُ ؛ وَيحَ يَدِي=تَشُدُّهُ بِعُرَىً , طَورًا فَيَنفَتِقُ
وَ تارَةً , لَا يَكادُ الحُلمُ يُمسِكُهُ=إِلَّا تَبَعثَرَ ؛ فِي كَفَّيَّ يَنسَحِقُ
عَلَى اصطِبارِيَ تَبغُ الصَّبرِ أُشعِلُهُ=لَفائِفًا ؛ فِي وُجُومِ الوَقتِ تَحتَرِقُ
وَ أَنبُشُ الوَجَعَ المَخزُونَ فِي لَهَفِي=فَيَقصِفُ التَّوقُ حُسبانًا ؛ فَأَنصَعِقُ
رُؤَى الفَناجِينِ مُذْ نامَتْ عَلَى رَهَقٍ=كَرَّتْ عَلَيها خُيُولُ السُّهدِ ؛ تَستَبِقُ
فَأَينَ وَجهُكِ ؛ عَنْ أَفكارِ أَخيِلَتِي ؟=وَ أَينَ ثَغرُكِ ؟ فِي ضِحكاتِهِ الشَّفَقُ !
طُيُوفُ عَينَيكِ فِي أَنقاضِ ذاكِرَتِي=تَمُرُّ عَجلَى , فَيَحبُو إِثرَها الرَّمَقُ
عَلَى حَدِيدَةِ سَيفٍ ؛ شَفرَةٍ صَلَمَتْ=مَلامِحَ الرُّوحِ ؛ فِي جَنبَيِّ تَصطَفِقُ
فَتَحطِمُ الضِّلعَ ؛ تِلوَ الضِّلعِ فِي غَضَبٍ=وَ تَستَحِمُّ بِنَزفِي ؛ ثُمَّ تَنزَلِقُ
تَحتَ الشَّغافِ فَتَقفُوها إِذا رَقَصَتْ=عَلَى الصَّلِيلِ - بِصَدرٍ نازِفٍ - مِزَقُ
عَيناكِ سُكْرِيَ - وا عَيني مُعَذِّبَتِي -=بَحرٌ مِنَ الخَمرِ ؛ يَحلُو لِي بِهِ الغَرَقُ
جَرَيتُ نَحوَهُما ؛ وَ التَّوقُ يَعصِفُ بِي=وَ دافِعِي بِاشتِياقِي الصِّدقُ ؛ لَا المَلَقُ
وَ دَمعَةٌ مِنْ عُيُونِ الوَجدِ أَذرِفُها=تُساقِطُ الهُدبَ - فِي تَهطالِها - الحَدَقُ
فَلَا مَفَرَّ مِنَ الأَحزانِ أَمزُجُها=بِجِنِّ شِعرِيَ لَيمُونًا ؛ فَأَغتَبِقُ
فَالشِّعرُ - عِندِيَ - لَا حَرفًا يُسَطِّرُهُ=مِدادُ مَحبَرَةٍ بِالفِكرِ تَندَفِقُ !
لَكِنَّهُ أَنَّةٌ فِي الصَّدرِ أَنفُثُها=جَمرًا ؛ عَلَى حَطَبِ الأَضلاعِ يَلتَصِقُ
وَ سَورَةٌ مِنْ قَصِيدِ البُعدِ ؛ أَشطُرُها=يَنُوءُ عَنْ حَملِها الكُرَّاسُ وَ الوَرَقُ
" شآمُ " ؛ لَا لَستُ مِمَّنْ يَشرَبُونَ طِلًا=لِأَنَّنِي بِسِوَى عَينَيكِ لَا أَثِقُ !
لَكِنَّنِي فِيكِ قَدْ أَدمَنتُ ما عَصَرَتْ=هُمُومِيَ السُّودُ ؛ مُنذُ استَحصَدَ النَّزَقُ
لِي فِيكِ يا قِبلَةَ الأَشواقِ أَجنِحَةٌ=مَقصُوصَةٌ ؛ لَيسَ يُغرِي خَفقَها أُفُقُ
وَ حَمحَماتُ خُيُولٍ كانَ يُسرِجُها=بَنُو أُمَيَّةَ لِلهَيجاءِ تَختَرِقُ
وَ مَسجِدٌ مِنْ بَهاءِ النُّورِ قُبَّتُهُ=وَ نَهرُ طِيبٍ بِرُوحِ الوِدِّ يَنبَثِقُ
أَنتِ الحَبِيبَةُ ؛ لَا زُلفَى أُقَبِّلُها=وَ لَا ادِّعاءً ؛ عَلَى خَدَّيكِ أَصطَلِقُ !
فَكَيفَ لِي يا مُنايَ - اليَومَ - يَشغَفُنِي=هَوَى سِواكِ ؟ وَ أَنتِ الخَيرُ ؛ وَ الغَدَقُ !
وَ كَيفَ أَخطِبُ وِدًّا لَيسَ تَنفَحُهُ=حَبِيبَتِي " الشَّامُ " ؟ كَيفَ العُذرَ أَختَلِقُ ؟
يا " شَامُ " ؛ جِئتُكِ مُشتاقًا ؛ وَ بِي لَهَفٌ=لِأَلثَمَ الخَدَّ ؛ فِي تَعطارِهِ الحَبَقُ
فَمَرِّغِينِي عَلَى أَفياءِ دالِيَةٍ=لَبلابُ شَعرِكِ فِي أَيكاتِها وَرَقُ
وَ قَرِّبِي مَرمَرَ الجِيدِ الذِي لَهثَتْ=عَلَى جَوانِبِهِ أَقراطُكِ الحَلَقُ
يا شِعرُ ؛ يا مَنْ إِلَيها قَدْ حَمَلتَ دَمِي=أُنشُودَةً بِالتِياثِ النَّبضِ ؛ تَنطَلِقُ
فِيها أُحِبُّ - أَنا - عِطرًا لِزَنبَقَةٍ=ما ماسَ فِيها النَّسِيمُ اغتالَنِي العَبَقُ !
وَ ياسَمِينَ عَلَى جَنَّاتِ راحَتِها=فَعَّ الأَرِيجُ بِهِ ما مَسَّهُ العَرَقُ
فَأَينَ سِرتُ أَرانِي - نَحوَ آسِرَتِي=لَا بُدَّ - أَرجِعُ مَهما طالَتِ الطُّرُقُ
خُذنِي إِلَيها ؛ بِمَتنِ البَوحِ قافِيَةً=يا شِعرُ ؛ فَزَّزَها الإِلحاحُ وَ القَلَقُ
فَذِي خَلايايَ ؛ هاجَتْ كَي تُعانِقَها=فَما بِغَيرِ " شآمِ الرُّوحِ " أَعتَنِقُ
( إِلَى حَبِيبَةٍ تَغارُ مِنها كُلُّ مَحبُوباتِي )
..
أَرِقتُ أَكثَرَ مِمَّا يَأمَلُ الأَرَقُ=وَ هاجَ بِالأُمنِياتِ الشَّوقُ ؛ فَالشَّبَقُ
يَعدُو بِيَ السَّهرُ المَوصُولُ نَحوَ غَدٍ=صَباحُهُ - مِثلَ لَيلِ البُعدِ - يَختَنِقُ
فَتَنثُرُ الأَمَلَ الأَشجانُ ؛ وَيحَ يَدِي=تَشُدُّهُ بِعُرَىً , طَورًا فَيَنفَتِقُ
وَ تارَةً , لَا يَكادُ الحُلمُ يُمسِكُهُ=إِلَّا تَبَعثَرَ ؛ فِي كَفَّيَّ يَنسَحِقُ
عَلَى اصطِبارِيَ تَبغُ الصَّبرِ أُشعِلُهُ=لَفائِفًا ؛ فِي وُجُومِ الوَقتِ تَحتَرِقُ
وَ أَنبُشُ الوَجَعَ المَخزُونَ فِي لَهَفِي=فَيَقصِفُ التَّوقُ حُسبانًا ؛ فَأَنصَعِقُ
رُؤَى الفَناجِينِ مُذْ نامَتْ عَلَى رَهَقٍ=كَرَّتْ عَلَيها خُيُولُ السُّهدِ ؛ تَستَبِقُ
فَأَينَ وَجهُكِ ؛ عَنْ أَفكارِ أَخيِلَتِي ؟=وَ أَينَ ثَغرُكِ ؟ فِي ضِحكاتِهِ الشَّفَقُ !
طُيُوفُ عَينَيكِ فِي أَنقاضِ ذاكِرَتِي=تَمُرُّ عَجلَى , فَيَحبُو إِثرَها الرَّمَقُ
عَلَى حَدِيدَةِ سَيفٍ ؛ شَفرَةٍ صَلَمَتْ=مَلامِحَ الرُّوحِ ؛ فِي جَنبَيِّ تَصطَفِقُ
فَتَحطِمُ الضِّلعَ ؛ تِلوَ الضِّلعِ فِي غَضَبٍ=وَ تَستَحِمُّ بِنَزفِي ؛ ثُمَّ تَنزَلِقُ
تَحتَ الشَّغافِ فَتَقفُوها إِذا رَقَصَتْ=عَلَى الصَّلِيلِ - بِصَدرٍ نازِفٍ - مِزَقُ
عَيناكِ سُكْرِيَ - وا عَيني مُعَذِّبَتِي -=بَحرٌ مِنَ الخَمرِ ؛ يَحلُو لِي بِهِ الغَرَقُ
جَرَيتُ نَحوَهُما ؛ وَ التَّوقُ يَعصِفُ بِي=وَ دافِعِي بِاشتِياقِي الصِّدقُ ؛ لَا المَلَقُ
وَ دَمعَةٌ مِنْ عُيُونِ الوَجدِ أَذرِفُها=تُساقِطُ الهُدبَ - فِي تَهطالِها - الحَدَقُ
فَلَا مَفَرَّ مِنَ الأَحزانِ أَمزُجُها=بِجِنِّ شِعرِيَ لَيمُونًا ؛ فَأَغتَبِقُ
فَالشِّعرُ - عِندِيَ - لَا حَرفًا يُسَطِّرُهُ=مِدادُ مَحبَرَةٍ بِالفِكرِ تَندَفِقُ !
لَكِنَّهُ أَنَّةٌ فِي الصَّدرِ أَنفُثُها=جَمرًا ؛ عَلَى حَطَبِ الأَضلاعِ يَلتَصِقُ
وَ سَورَةٌ مِنْ قَصِيدِ البُعدِ ؛ أَشطُرُها=يَنُوءُ عَنْ حَملِها الكُرَّاسُ وَ الوَرَقُ
" شآمُ " ؛ لَا لَستُ مِمَّنْ يَشرَبُونَ طِلًا=لِأَنَّنِي بِسِوَى عَينَيكِ لَا أَثِقُ !
لَكِنَّنِي فِيكِ قَدْ أَدمَنتُ ما عَصَرَتْ=هُمُومِيَ السُّودُ ؛ مُنذُ استَحصَدَ النَّزَقُ
لِي فِيكِ يا قِبلَةَ الأَشواقِ أَجنِحَةٌ=مَقصُوصَةٌ ؛ لَيسَ يُغرِي خَفقَها أُفُقُ
وَ حَمحَماتُ خُيُولٍ كانَ يُسرِجُها=بَنُو أُمَيَّةَ لِلهَيجاءِ تَختَرِقُ
وَ مَسجِدٌ مِنْ بَهاءِ النُّورِ قُبَّتُهُ=وَ نَهرُ طِيبٍ بِرُوحِ الوِدِّ يَنبَثِقُ
أَنتِ الحَبِيبَةُ ؛ لَا زُلفَى أُقَبِّلُها=وَ لَا ادِّعاءً ؛ عَلَى خَدَّيكِ أَصطَلِقُ !
فَكَيفَ لِي يا مُنايَ - اليَومَ - يَشغَفُنِي=هَوَى سِواكِ ؟ وَ أَنتِ الخَيرُ ؛ وَ الغَدَقُ !
وَ كَيفَ أَخطِبُ وِدًّا لَيسَ تَنفَحُهُ=حَبِيبَتِي " الشَّامُ " ؟ كَيفَ العُذرَ أَختَلِقُ ؟
يا " شَامُ " ؛ جِئتُكِ مُشتاقًا ؛ وَ بِي لَهَفٌ=لِأَلثَمَ الخَدَّ ؛ فِي تَعطارِهِ الحَبَقُ
فَمَرِّغِينِي عَلَى أَفياءِ دالِيَةٍ=لَبلابُ شَعرِكِ فِي أَيكاتِها وَرَقُ
وَ قَرِّبِي مَرمَرَ الجِيدِ الذِي لَهثَتْ=عَلَى جَوانِبِهِ أَقراطُكِ الحَلَقُ
يا شِعرُ ؛ يا مَنْ إِلَيها قَدْ حَمَلتَ دَمِي=أُنشُودَةً بِالتِياثِ النَّبضِ ؛ تَنطَلِقُ
فِيها أُحِبُّ - أَنا - عِطرًا لِزَنبَقَةٍ=ما ماسَ فِيها النَّسِيمُ اغتالَنِي العَبَقُ !
وَ ياسَمِينَ عَلَى جَنَّاتِ راحَتِها=فَعَّ الأَرِيجُ بِهِ ما مَسَّهُ العَرَقُ
فَأَينَ سِرتُ أَرانِي - نَحوَ آسِرَتِي=لَا بُدَّ - أَرجِعُ مَهما طالَتِ الطُّرُقُ
خُذنِي إِلَيها ؛ بِمَتنِ البَوحِ قافِيَةً=يا شِعرُ ؛ فَزَّزَها الإِلحاحُ وَ القَلَقُ
فَذِي خَلايايَ ؛ هاجَتْ كَي تُعانِقَها=فَما بِغَيرِ " شآمِ الرُّوحِ " أَعتَنِقُ