غيداء الأيوبي
14-03-2009, 05:30 PM
سِفْرُ الْحَقَائِقِ
:
:
:
أُدَارِي جَوَابِي وَهْوَ سِفْرُ الْحَقَائِقِ=وَأَكْتُمُ حَقِّي فِي سُفُورِ الوَثَائِقِ
وَأَحْسَبُ أَنِّي لَوْ بَلِعْتُ صَحِيِفَتِي=لَلاحَفْتُهَا بِالشَّهْدِ جَوْفَ الْعَمَائِقِ
سَحِيِقٌ عَلَى نَفْسِي خِدَاعُ أَحِبَّتِي=وَمَا كَانَ حُبِّي مُدْلَهِمَّ السَّحَائِقِ
رَمُونِي بِذَاتِ الآهِ جَمْرَةَ قَوْلِهِمْ=وَيَا حُرْقَةَ الشَّفَافِ طَيَّ الْحَرَائِقِ
وَلَوْ كُنْتُ أَدْرِي بِاخْتِلالِ عُقُولِهِمْ=لَدَارَيْتُ فِكْرِي فِي اتِّزَانِ الطَّوَائِقِ
سَعَيْتُ بِعِلْمِي لِلصِّغَارِ أَسُوقُهُ=فَسَاقُوا لِيَ الْفَحْشَاءَ فِي جَهْلِ سَائِقِ
وَقَدْ خَرَصُوا بِالإِفْكِ مَحْضَ وِشَايَةٍ=وَمَا هَمَّنِي فِي الْمَكْرِ هُزْءُ الْخَرَائِقِ
وَلَوْ عَلِمُوا الْجُهْلُ اكْتِنَازَ جَنَائِنِي=لَسَارُوا مِن الأَحْرَاجِ صَوْبَ الْحَدَائِقِ
وَمَا لَذَّ مِنْ رِيِقِي تَشَهَّدَ فِي الرَّوَى=وَلَسْتُ لِسِمِّ الْمُفْتَرِيِنَ بِذَائِقِ
وَلَمْ يَبْقَ فِي حَلْقِي سِوَى جَدْبِ غُصَّةٍ=لَعَلِّي أُنَدِّيِهَا بِخِصْبِ الْحَزَائِقِ
كَذَا العَبْقَرِيُّونَ اللَّيَانُ بِفِكْرِهِمْ=أَرَقُّ اسْتِوَاءً مِنْ ثِمَارِ الرَّقَائِقِ
بِكُلِّ بِقَاعِ الرُّوحِ عِنْدِي بُحَيْرَةٌ=تُرَوِّي غُضُونِي مِنْ زُلالِ الشَّقَائِقِ
وَزَهْرِي لَهُ يَوْمٌ وَلابُدَّ بَازِغٌ=فَأَنْثرُ عِطْرِي فِي زَمَانِ الْعَتَائِقِ
لَعَلَّ اكْتِنَازَ الْوَرْدِ فِي سَكَنِ النَّدَى=يُفَجِّرُ شَلاَّلَ الصَّفَاءِ لِضَائِقِ
ذَرُونِي وَلَكِنَّ الشُّذُورَ نُثَارَتِي=فَيَحْوَرُّ دُرِّي فِي هُبُوبِ الْعَلاَئِقِ
وَما فَرَّقَتْ رِيِحُ الْعَدَاءِ جَوَاهِرِي=وَلا جَمَّعَتْ كَنْزَ الدُّرُورِ لِطَائِقِ
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الأَصْلِ ذَرَّةُ لُؤْلُؤٍ=فَمَاذَا الَّذِي يَبْقَى بِجَمْعِ الْبَوَائِقِ ؟
فَهَذِي فُصُوصُ النُّورِ تَنْشُرُ سِحْرَهَا=وَشَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْعَقَائِقِ
يَدُورُونَ فِي الْغَبْرَاءِ سَوْءَةَ فِعْلِهِمْ=فَأَلْمَعُ فِي الْجَوْزَاءِ رُغْمَ العَوَائِقِ
إِذَا غَجَرِيٌّ لَمْ يَطَلْ هَامَةَ الْعُلاَ=فَمَا هَوَ إِلاَّ نُتْفَةٌ لِلْخَلاَئِقِ
عَلَيَّ بِخِدْرِي ثَوْبُ طُهْرِ قَطِيِفَةٍ=مَفَازَةُ أَصْلِي فِي خِمَارِ السَّلائِقِ
وَرَبَّةُ أَرْيَاشِ الشِّعُورِ بِجَعْبَتِي=تُرَبِّي حَمَامَ الرِّفْقِ طَيَّ الدَّقَائِقِ
وَشَالِي عَلَى كَتْفَيَّ يَرْفُلُ مُخْمَلاً=يُلَمْلِمُ مَا تَذْرُو الرِّيَاحُ بِرَائِقِي
وَإِنِّي لِأَثْقَالِ الهُمُومِ لَحَامِلٌ=فَلاَ يُنْقَصُ الْهَمَّ انْسِلاخُ الْوَشَائِقِ
نَذَرْتُ لِعُمْرِي أَنْ أَطُوفَ مُسَالِماً=وَهَلْ يَحْتَمِي بَدْرُ السُّرَى خَلْفَ دَائِقِ ؟
وَصِدْقٌ لَهُ أَنْ يَسْبِقَ الشَّمْسَ سَاطِعاً=وَيَخْنِسَ أَنْصَافَ النُّجُومِ بِفَائِقِ
عَجِيِبٌ هَوَ الأَمْرُ الَّذِي قَدَّ فَيْصَلِي=وَبِالأَصْغَرَي نِ احْتَدَّ سَيْفُ الصَّرَائِقِ
فَمَا كَانَ ذَنْبِي وَالْفُؤَادُ مُعَذَّبٌ=وَلاَ كَانَ رِيِقِي فِي لِسَانِي لِشَائِقِ
وَإِنْ زَهَقَ السَّهْمُ انْحِسَاراً بِغَفْلَتِي=فَذَا سَهْمِيَ الْهَدَّافُ رِشْقُ اللَّصَائِقِ
دَعُونِي فَإِنِّي لَسْتُ مِمَّنْ إِذَا اْخَتَفَى=تَوَارَى بِجُنْحِ اللَّيْلِ فِي سِتْرِ حَائِقِ
أَلاَ أَيُّهَا الْقَلْبُ اسْتَجِمَّ بِرَوْنَقِي=مَثَابَةَ حِلْمِ الرُّوحِ فِي مَهْدِ لاَئِقِي
فَلاَ تَمْسَحُ الآهَاتُ مَا الْقَلْبُ شَاعِرٌ=وَلَنْ تَمَّحِي النَّبْضَاتُ فِي قَلْبِ تَائِقِي
فَهَذَا سُفُورُ الْحَقِّ أَفْلَجَ غَيْمَةً=لِيَرْتَعِدَ الْبُطْلانُ خَلْفَ الْحَقَائِقِ
غيداء الأيوبي
:
:
:
أُدَارِي جَوَابِي وَهْوَ سِفْرُ الْحَقَائِقِ=وَأَكْتُمُ حَقِّي فِي سُفُورِ الوَثَائِقِ
وَأَحْسَبُ أَنِّي لَوْ بَلِعْتُ صَحِيِفَتِي=لَلاحَفْتُهَا بِالشَّهْدِ جَوْفَ الْعَمَائِقِ
سَحِيِقٌ عَلَى نَفْسِي خِدَاعُ أَحِبَّتِي=وَمَا كَانَ حُبِّي مُدْلَهِمَّ السَّحَائِقِ
رَمُونِي بِذَاتِ الآهِ جَمْرَةَ قَوْلِهِمْ=وَيَا حُرْقَةَ الشَّفَافِ طَيَّ الْحَرَائِقِ
وَلَوْ كُنْتُ أَدْرِي بِاخْتِلالِ عُقُولِهِمْ=لَدَارَيْتُ فِكْرِي فِي اتِّزَانِ الطَّوَائِقِ
سَعَيْتُ بِعِلْمِي لِلصِّغَارِ أَسُوقُهُ=فَسَاقُوا لِيَ الْفَحْشَاءَ فِي جَهْلِ سَائِقِ
وَقَدْ خَرَصُوا بِالإِفْكِ مَحْضَ وِشَايَةٍ=وَمَا هَمَّنِي فِي الْمَكْرِ هُزْءُ الْخَرَائِقِ
وَلَوْ عَلِمُوا الْجُهْلُ اكْتِنَازَ جَنَائِنِي=لَسَارُوا مِن الأَحْرَاجِ صَوْبَ الْحَدَائِقِ
وَمَا لَذَّ مِنْ رِيِقِي تَشَهَّدَ فِي الرَّوَى=وَلَسْتُ لِسِمِّ الْمُفْتَرِيِنَ بِذَائِقِ
وَلَمْ يَبْقَ فِي حَلْقِي سِوَى جَدْبِ غُصَّةٍ=لَعَلِّي أُنَدِّيِهَا بِخِصْبِ الْحَزَائِقِ
كَذَا العَبْقَرِيُّونَ اللَّيَانُ بِفِكْرِهِمْ=أَرَقُّ اسْتِوَاءً مِنْ ثِمَارِ الرَّقَائِقِ
بِكُلِّ بِقَاعِ الرُّوحِ عِنْدِي بُحَيْرَةٌ=تُرَوِّي غُضُونِي مِنْ زُلالِ الشَّقَائِقِ
وَزَهْرِي لَهُ يَوْمٌ وَلابُدَّ بَازِغٌ=فَأَنْثرُ عِطْرِي فِي زَمَانِ الْعَتَائِقِ
لَعَلَّ اكْتِنَازَ الْوَرْدِ فِي سَكَنِ النَّدَى=يُفَجِّرُ شَلاَّلَ الصَّفَاءِ لِضَائِقِ
ذَرُونِي وَلَكِنَّ الشُّذُورَ نُثَارَتِي=فَيَحْوَرُّ دُرِّي فِي هُبُوبِ الْعَلاَئِقِ
وَما فَرَّقَتْ رِيِحُ الْعَدَاءِ جَوَاهِرِي=وَلا جَمَّعَتْ كَنْزَ الدُّرُورِ لِطَائِقِ
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الأَصْلِ ذَرَّةُ لُؤْلُؤٍ=فَمَاذَا الَّذِي يَبْقَى بِجَمْعِ الْبَوَائِقِ ؟
فَهَذِي فُصُوصُ النُّورِ تَنْشُرُ سِحْرَهَا=وَشَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْعَقَائِقِ
يَدُورُونَ فِي الْغَبْرَاءِ سَوْءَةَ فِعْلِهِمْ=فَأَلْمَعُ فِي الْجَوْزَاءِ رُغْمَ العَوَائِقِ
إِذَا غَجَرِيٌّ لَمْ يَطَلْ هَامَةَ الْعُلاَ=فَمَا هَوَ إِلاَّ نُتْفَةٌ لِلْخَلاَئِقِ
عَلَيَّ بِخِدْرِي ثَوْبُ طُهْرِ قَطِيِفَةٍ=مَفَازَةُ أَصْلِي فِي خِمَارِ السَّلائِقِ
وَرَبَّةُ أَرْيَاشِ الشِّعُورِ بِجَعْبَتِي=تُرَبِّي حَمَامَ الرِّفْقِ طَيَّ الدَّقَائِقِ
وَشَالِي عَلَى كَتْفَيَّ يَرْفُلُ مُخْمَلاً=يُلَمْلِمُ مَا تَذْرُو الرِّيَاحُ بِرَائِقِي
وَإِنِّي لِأَثْقَالِ الهُمُومِ لَحَامِلٌ=فَلاَ يُنْقَصُ الْهَمَّ انْسِلاخُ الْوَشَائِقِ
نَذَرْتُ لِعُمْرِي أَنْ أَطُوفَ مُسَالِماً=وَهَلْ يَحْتَمِي بَدْرُ السُّرَى خَلْفَ دَائِقِ ؟
وَصِدْقٌ لَهُ أَنْ يَسْبِقَ الشَّمْسَ سَاطِعاً=وَيَخْنِسَ أَنْصَافَ النُّجُومِ بِفَائِقِ
عَجِيِبٌ هَوَ الأَمْرُ الَّذِي قَدَّ فَيْصَلِي=وَبِالأَصْغَرَي نِ احْتَدَّ سَيْفُ الصَّرَائِقِ
فَمَا كَانَ ذَنْبِي وَالْفُؤَادُ مُعَذَّبٌ=وَلاَ كَانَ رِيِقِي فِي لِسَانِي لِشَائِقِ
وَإِنْ زَهَقَ السَّهْمُ انْحِسَاراً بِغَفْلَتِي=فَذَا سَهْمِيَ الْهَدَّافُ رِشْقُ اللَّصَائِقِ
دَعُونِي فَإِنِّي لَسْتُ مِمَّنْ إِذَا اْخَتَفَى=تَوَارَى بِجُنْحِ اللَّيْلِ فِي سِتْرِ حَائِقِ
أَلاَ أَيُّهَا الْقَلْبُ اسْتَجِمَّ بِرَوْنَقِي=مَثَابَةَ حِلْمِ الرُّوحِ فِي مَهْدِ لاَئِقِي
فَلاَ تَمْسَحُ الآهَاتُ مَا الْقَلْبُ شَاعِرٌ=وَلَنْ تَمَّحِي النَّبْضَاتُ فِي قَلْبِ تَائِقِي
فَهَذَا سُفُورُ الْحَقِّ أَفْلَجَ غَيْمَةً=لِيَرْتَعِدَ الْبُطْلانُ خَلْفَ الْحَقَائِقِ
غيداء الأيوبي