تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة الخضراء



د. حسين علي محمد
14-03-2009, 08:06 PM
أسئلةُ الخضراء
شعر: د. حسين علي محمد

(1)
هلْ جاءَ الليلُ عَتِيًّا كيْ يوغلَ في أحرفِ جرحِي
في لوحاتٍ معشبةٍ بالحزنِ
يُحاولُ أن يُطفئ نور اللهِ
ويقتلُ كلَّ شعاعٍٍ
.. في ألقِ الخضراءْ؟!!
(2)
هذي بنتُ‏ الصحراء
النخلةُ
ترقعُ قامتها للشمسِ
وتبصرُ أفقاً يرتعُ فيه الدودُ
ويختبئ الدّاءْ!
...
منْ ينقذُها من موتٍ يستشري
في الأوردةِ
وفي الأعضاءْ؟!!
(3)
أين ذهبتِ الليلةَ يا خنساءُ؟‏
فثمة شيخٌ يتسلّى ويعدُّ الأبعادَ ..
بمدِّ الشارعِ ،
.. والطيفُ الساكنُ دورَ الفقراءْ
يصرخُ في الليْلِ الساكنِ:
أين الأبعادُ الخضراءْ
تتفجّرُ بالعشقِ وبالماءْ
في هذي الصحراءْ؟!!
(4)
الصحراء تُضاعفُ خيبة قلبي
وتسيلُ مع الكثبان دموعاً
تُفسح للوجهِ الغائبِ أن يتمهَّلَ
في الرؤيةِ
والخطْوِ
ويبكي آلافَ الأوجهِ ..
منْ مردَتْ،
وتشظَّتْ ..
أو شربتْ ماءَ نفاقٍ .. يُشبعُ ..
أو غابتْ في قيعانِ الوَحْدةِ والتيهِ
وظلتْ تتناسلُ .. تركضُ ..
في دائرةِ الوهمِْ
وتبْكي خيبتها المرَّةَ مع إهراقِ الدمعِ فيوضاً
فوق الأطلالِ الذاويةِ بشرفةِ ذاكَ البيتِ الصخريِّ
خريفاً .. وشتاءْ!
(5)
أركضُ ـ أيتها المجروحةُ ـ بين الشاطئ والجبلِ
بقلبٍ مكلومٍ وأسيفٍ؟!
أركضُ خلفَ الجبلِ
إلى السهلِ
أقودُ قطيعاً في الفجرِ إلى مسقط وادٍ تُعشبهُ اللهفةُ
شاهدتُ العصفورَ يغيبُ عن الأيكةِ،
ونصبْتُ شباكاً للثعلبِ
.. أخرى لوعول النهرِ،
وأطعمتُ البطَّ النهريَّ ..
ولكنَّ الإخوةَ قدْ باعوا يوسفَ في الفجرِ
وعادوا فرحينَ ..
فلم يجدوا أثراً لدماءٍ في الثوب،
ولم تصهلُ فرسٌ للفقدِ
فوا أسفا ...
الإخوةَ قدْ باعوا يوسفَ في الفجر بشيءٍ من وعدٍ كاذبْ
(7)
في الثوبِ
رفيفُ الوردةِ
وخُزامى في الأفقِ الشاحبِ
وضالّةُ وعْدٍ مبتهجٍ
بحنينٍ غاربْ!
(8)
... صوتٌ يصدعُ جدران سكونٍ يتقولبُ
جدراناً،
ومخافرَ،
هل جاءتْ هذي الريحُ لبيتِكَ .. ذات مساءْ ..؟!
(9)
صوتٌ يزأرُ:
ـ كيفَ رأيتَ رضابَ جميلتكَ الحلوةَ؟
ـ لمْ تدركْ عيني ما غاب!
ـ ولن أرفعُ رايةَ قهري ..
أستقبحُ هذا الشِّعرَ الصَّادمَ
.. من هذي السيدةِ الحسناء
تزعم أنك صحرائي
كلماتي تمتزج بطهرِ القلب
وفرْحي لا يأتي
أرسمُ في اللوْحِ أصابعَ وحشتها
...
ينسحب الجمهور
بعيداً ..
قبل مجيءِ الخنساءْ!!

القاهرة 24/12/1979م

هيثم محمد علي
14-03-2009, 10:09 PM
يسعدني أن أكون أول المعانقين لهذا الحرف السامق
شكراً لإمتاعنا بهذا الجمال أستاذنا الجميل
سأعود إليها كثيراً فقراءة واحدة لا تكفي
تلميذكم هيثم

مازن لبابيدي
15-03-2009, 08:43 AM
جميل جدا يا د. حسين
روعة الرمز والدلاة وتسلسل وتنامي الفكرة .

د. حسين علي محمد
30-04-2009, 04:41 PM
يسعدني أن أكون أول المعانقين لهذا الحرف السامق
شكراً لإمتاعنا بهذا الجمال أستاذنا الجميل
سأعود إليها كثيراً فقراءة واحدة لا تكفي
تلميذكم هيثم
شُكراً للأديب المبدع الأستاذ
هيثم محمد علي
على المشاركة بالتعليق الجميل،
مع تحياتي.

د. حسين علي محمد
30-04-2009, 04:42 PM
جميل جدا يا د. حسين
روعة الرمز والدلالة وتسلسل وتنامي الفكرة .
شُكراً للشاعر المبدع
الأستاذ مازن لبابيدي
على المشاركة بالتعقيب،
مع تحياتي وموداتي.

علي عطية
30-04-2009, 06:08 PM
الصحراء تُضاعفُ خيبة قلبي
وتسيلُ مع الكثبان دموعاً
تُفسح للوجهِ الغائبِ أن يتمهَّلَ
في الرؤيةِ
والخطْوِ
ويبكي آلافَ الأوجهِ ..
منْ مردَتْ،
وتشظَّتْ ..
أو شربتْ ماءَ نفاقٍ .. يُشبعُ ..
أو غابتْ في قيعانِ الوَحْدةِ والتيهِ
وظلتْ تتناسلُ .. تركضُ ..
في دائرةِ الوهمِْ
وتبْكي خيبتها المرَّةَ مع إهراقِ الدمعِ فيوضاً
فوق الأطلالِ الذاويةِ بشرفةِ ذاكَ البيتِ الصخريِّ
خريفاً .. وشتاءْ!



دكتور حسين علي

ما أمتع الرمزية هنا
وما أبهى صورك وتراشيحك كقلادة درر متراصة السموق

جميل أنت أينما حللت


أهلا من جديد

ودي والدعاء

د. سمير العمري
22-05-2009, 01:10 AM
نص أدبي جميل أيها الأديب المبدع.

لا فض فوك!

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

د. حسين علي محمد
28-06-2009, 08:38 AM
الصحراء تُضاعفُ خيبة قلبي
وتسيلُ مع الكثبان دموعاً
تُفسح للوجهِ الغائبِ أن يتمهَّلَ
في الرؤيةِ
والخطْوِ
ويبكي آلافَ الأوجهِ ..
منْ مردَتْ،
وتشظَّتْ ..
أو شربتْ ماءَ نفاقٍ .. يُشبعُ ..
أو غابتْ في قيعانِ الوَحْدةِ والتيهِ
وظلتْ تتناسلُ .. تركضُ ..
في دائرةِ الوهمِْ
وتبْكي خيبتها المرَّةَ مع إهراقِ الدمعِ فيوضاً
فوق الأطلالِ الذاويةِ بشرفةِ ذاكَ البيتِ الصخريِّ
خريفاً .. وشتاءْ!



دكتور حسين علي

ما أمتع الرمزية هنا
وما أبهى صورك وتراشيحك كقلادة درر متراصة السموق

جميل أنت أينما حللت


أهلا من جديد

ودي والدعاء


شُكراً للشاعر الجميل الأستاذ علي عطية،
على تعليقه الهاطل،
مع موداتي.

د. حسين علي محمد
28-06-2009, 08:40 AM
نص أدبي جميل أيها الأديب المبدع.

لا فض فوك!

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي
شُكراً لصاحب الواحة ورائدها، وجاذب طيورها
الشاعر الكبير الأستاذ
سمير العمري،
مع موداتي.

محمود فرحان حمادي
05-05-2010, 11:09 PM
ما أجمل هذا البوح المتألق بكل ما هو لأصيل في مسافات الحرف
لغة طيعة تنثال في صور بديعة محكمة
بورك النبض الشاعري الأصيل
تحياتي

جهاد إبراهيم درويش
05-05-2010, 11:59 PM
لله درك ..
رصين الحرف عذب البوح
خيال رحب وصور هاطلة
أجدت السبك وأحسنت الأداء
أبدعت شاعري
فبورك هذا الأبداع

تقديري ومودتي

د. حسين علي محمد
15-05-2010, 08:29 PM
لله درك ..
رصين الحرف عذب البوح
خيال رحب وصور هاطلة
أجدت السبك وأحسنت الأداء
أبدعت شاعري
فبورك هذا الأبداع

تقديري ومودتي
شُكراً للشاعر المبدع
جهاد إبراهيم درويش
على كلماتك الجميلة،
مع تحياتي.

د. حسين علي محمد
15-05-2010, 08:30 PM
ما أجمل هذا البوح المتألق بكل ما هو لأصيل في مسافات الحرف
لغة طيعة تنثال في صور بديعة محكمة
بورك النبض الشاعري الأصيل
تحياتي
شُكراً للشاعر المبدع
الأستاذ
محمود فرحان عبادي
على كلماتك الطيبة،
مع موداتي.