المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاتم الصوت



صبيحة شبر
15-03-2009, 09:00 PM
كاتم الصوت
آل على نفسه أن يبذل جهودا مضنية ، كي يساعد مولى نعمته ، وأن يجعل الأرض ثابتة لا تتحرك تحت أقدامهم ، وإن رأى إشارة تدل على النقمة أو التمرد ، عالجه بسرعة خارقة ، قبل أن يستفحل ، ويضحى من العسير عليه إيجاد العلاج الناجع.....
أعطاه مسدسا جديدا ، كاتما للصوت ،
- لا تخبر أحدا ، خبئه جيدا في جيب سروالك الداخلي...
أكرموه كثيرا ، قدموا له المساعدات بعد أن رفضه الجميع ، وكان يثير فيهم الاستهجان، بمواقفه المترددة وكلامه الخالي من المعنى,,
سار في الدرب ، يفكر في المهمة ، أسندت إليه ، للتخلص من عوامل الشغب، التي ما فتئت تهدد سلامة المدينة، وتجعل كل ما قاموا به من انتصارات هشا ، تذروه رياح أول بادرة ،من عدم الرضا قد تلمح في وجوه الناس العابسين دائما ، و لا يمكن أن يرضوا عن الأحوال، التي تسير نحو التدهور كل يوم،
الشوارع تزدحم بالمارة ، هذا وقت إياب الناس إلى منازلهم بعد كد النهار وتعبه ، يجب أن يحسن القيام بالمهمة ، وألا يحصد الشك او التساؤل ، من يمكن أن يعلم ماذا يخبيء في جيبه الداخلي ؟ ومن يتساءل عن وسائله الكثيرة في تحقيق طلباته ، دون أن يبذل الجهد مثل الآخرين ، ويعرق ، ويتعرض للشقاء وهروب نتيجة التعب المتواصل الشديد
من يمكن أن يشك في دوافعه ، وقد عاش طيلة حياته عشبا خارجا من الأرض بلا عناء
- إنه يثير المخاوف ، قد يقتدي به الآخرون ، عجل في إنقاذنا منه
الطريق طويل ، والخصم ما زال بعيدا ، دقائق بقيت ويحل موعد الانصراف ، وعليه أن يحسن التصرف
- إنهم يحبونه ، فلا تثر الريب ، وتصرف بتعقل
لا يدري لماذا عن له أن يقوم بهذا الواجب ؟ أ لأن الخصم محبوب من الناس ، وهو مكروه منبوذ ؟ لا يدري ، كل ما يعلمه أنه سارع بالموافقة على إسناد الدور إليه ، بعد ان بدا التردد واضحا على وجوه من كان معه,
عليه أن يعبر الشارع بهدوء ، يرى شخصا غريبا يسير خلفه ، من يكون هذا الشخص ؟ هل يعرفه ؟ وهل تمكن من إدراك طبيعة المهمة المسندة إليه ؟ لا .. أبدا ، لا يبدو أنه يعرف هذا الشخص ، ربما صدفة..
- لأعرج على طريق فرعي
يتبعه الشخص ، سائرا في الطريق المختار ، ، هل هي صدفة أخرى ، أم انه قد قصد متابعته ؟ لأنه يعلم ما طبيعة عمله ، وما هي الجهة التي تستخدمه ؟
ليضع حدا لمعاناته ، ويغير الطريق إلى آخر ، الزقاق مسدود ، يعود أدراجه إلى بداية الشارع ، ويسير في شارع مواز آخر ، يؤدي إلى الجهة المقصودة نفسها ، يرى الشخص عينه ، ماذا جرى ؟ ومن يكون التابع هذا ، ومن أمره بمتابعته ؟ ومن يمكن أن يعرف حقيقة ما يجري ، وما هو الدور القادم ، المسدس في جيبه ، كيف علم الآخر أنه يستقر هناك وديعا هادئا ؟
هل أرادوا أن يتخلصوا منه أيضا ، كما هي عادتهم دائما ، ما إن يعرف المرء معلومات أكثر مما يجب، حتى يتضخم الغضب عليه ، ولا يطفئ حرارته إلا وأده بطريقة فعالة لا تثير التساؤلات
تكاد المسافة بين الرجلين تنعدم ، ترى ماذا افعل إن كان التابع يود أن يضربني مثلا ، أو يهجم علي رافسا ، راكلا بقدمه ؟ من يمكن أن ينجدني بعد أن جعلت من أغلب الناس أعداء ؟ ماذا أفعل بنفسي ؟
قد تكون صدفة أخرى ؟ ما بال هذا اليوم تكثر فيه الصدف التعيسة ؟ تقف بطريقي هازئة ، تريد هروب ما تبقى في رأسي، من بقايا عقل لم أعتن به ، وكيف يمكن أن يتبقى العقل ، والتابعون يسيرون خلفي؟، لماذا أبدو متشائما ؟ وكيف يبدو الشخص الواحد بعيني أشخاصا عدة ؟
لأغير الطريق مرة أخرى ، وأرى كيف يكون التصرف القادم ،، يسير التابع خلفه أيضا
- ماذا جرى ؟ وما الذي يحدث لي ؟
- لماذا تتبعني ؟ ليس معي شيء يفيدك
- ................
- لم أسئ إليك أو إلى أحد من أحبابك
- .........
- أجبني ، من أمرك أن تتبعني ؟
- .......
- إنهم يكذبون عليك ، ليس معي شيء مما زعموا ،
- خذ
يخرج المسدس من جيبه الداخلي ، ويضعه في يد الرجل
صبيحة شبر
1 مارس 2009

آمال المصري
16-03-2009, 12:51 AM
كاتم الصوت ...
كاتم لأمور كثيرة أُوِّلَت لها القصة
وأسئلة كثيرة طرحت تحتاج لتساؤلات أكثر
مالذي دفع البطل للقيام بهذه المهمة التي لاتتناسب وقيمه ؟
تعايشت مع الحدث بأدراجه حتى الخاتمة التي جاءت مفاجئة
نسيج راقي بديعة الحبك
أستاذتي الكريمة / صبيحة شبر
جاد قلمك بسخاء الفكر وجمال الطرح
لك الود الأكيد ورحيق الورد

صبيحة شبر
30-03-2009, 01:39 PM
كاتم الصوت ...
كاتم لأمور كثيرة أُوِّلَت لها القصة
وأسئلة كثيرة طرحت تحتاج لتساؤلات أكثر
مالذي دفع البطل للقيام بهذه المهمة التي لاتتناسب وقيمه ؟
تعايشت مع الحدث بأدراجه حتى الخاتمة التي جاءت مفاجئة
نسيج راقي بديعة الحبك
أستاذتي الكريمة / صبيحة شبر
جاد قلمك بسخاء الفكر وجمال الطرح
لك الود الأكيد ورحيق الورد

أختي العزيزة رنيم مصطفى
جزيل الشكر على اطلالتك الجميلة
وتقييمك الرائع
أسعدتني كلماتك الحسان
مودتي

علي عطية
30-03-2009, 07:58 PM
استهلالة جميلة توحي بحدث يرتقب لتأخذ بأيادي القارئ كي تدور به في في طيات الحدث حتى يوقفة الحبكة الجميلة .
هنا بناء محكم لقصة ذات معنى جميل ورسالة واضحة الهدف .
فالحدث يدور في مهمة لخادم المصلحة خائر النفس ذليل اليد جبان منبوذ النفس والكيان .
يخدم سيده ولي نعمته البالية الرخيصة .
والشخصية التي رسمتها الكتابة باقتدار فلم تغفل وصفها الخارجي وكذا الداخلي بما يعتمل في نفسه من صورة يرسمها لذاته ويرسم ملامحهما نظرة من حوله .
ويأتي ذلك النسيج المتكامل للقصة في سردية جميلة تمسك بالقارئ إلى النهاية .

وحوارية من فينة لأخرى بين ذات الشخصية والشخصيات المصاحبة التكميلية المرسومة أيضا بريشة فنان لم يبتذل الألوان بل وضعها بقدرها لتكمل الشخصية الرئيسة للقصة .
ولغة رقيقة قوية لا تخلو من الصور المداعبة للحدث الجامد صلد التقاسيم مستقيم التقاطعات .
ووصفية تتخلل القصة للشخصية والحدث والمكان والزمان بما يحملك إلى قلب الأحداث تتلفت يميناً ويساراً لتلاحقها بعينيك .

وهنا تأتي لحظة التنوير المتمكنة التي من قبلها تاه القارئ أي النهايات ستكتب لها . فتأتي لتوصل المعني المكين الذي دام طوال القصة في حبكة جميلة لم يتسرب إلى ذهن القارئ ولا توقعاته

لتكون الرسالة واضحة ؛ إن خور النفس أساس الهزيمة وجبن الطوية لا يعضده سلاح حتى وإن كان مخفياً قوياً .
إن شجاعة القلب هي من تحمل السلاح .

سيدتي الرائعة : صبيحة شبر منكم نتعلم كيف الجمال وكيف العمل الهادف النبيل . بحق وقفت هنا لأتعلم الكثير

دمت أستاذتي بغاية نقية نبيلة وحرف ممتع أخاذ .
تمتعت هنا حد الروعة .

ناريمان الشريف
30-03-2009, 08:17 PM
غاليتي صبيحة
كاتم الصوت عنوان لافت جدا للنظر
أهنئك على اختيار العنوان أولا ..
كما أود أن أشيد بلغتك فأنت تمتلكين زمام اللغة وهذا ماشدني للمتابعة
أحسنت




....... الى هنا
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

صبيحة شبر
11-04-2009, 02:25 PM
استهلالة جميلة توحي بحدث يرتقب لتأخذ بأيادي القارئ كي تدور به في في طيات الحدث حتى يوقفة الحبكة الجميلة .
هنا بناء محكم لقصة ذات معنى جميل ورسالة واضحة الهدف .
فالحدث يدور في مهمة لخادم المصلحة خائر النفس ذليل اليد جبان منبوذ النفس والكيان .
يخدم سيده ولي نعمته البالية الرخيصة .
والشخصية التي رسمتها الكتابة باقتدار فلم تغفل وصفها الخارجي وكذا الداخلي بما يعتمل في نفسه من صورة يرسمها لذاته ويرسم ملامحهما نظرة من حوله .
ويأتي ذلك النسيج المتكامل للقصة في سردية جميلة تمسك بالقارئ إلى النهاية .

وحوارية من فينة لأخرى بين ذات الشخصية والشخصيات المصاحبة التكميلية المرسومة أيضا بريشة فنان لم يبتذل الألوان بل وضعها بقدرها لتكمل الشخصية الرئيسة للقصة .
ولغة رقيقة قوية لا تخلو من الصور المداعبة للحدث الجامد صلد التقاسيم مستقيم التقاطعات .
ووصفية تتخلل القصة للشخصية والحدث والمكان والزمان بما يحملك إلى قلب الأحداث تتلفت يميناً ويساراً لتلاحقها بعينيك .

وهنا تأتي لحظة التنوير المتمكنة التي من قبلها تاه القارئ أي النهايات ستكتب لها . فتأتي لتوصل المعني المكين الذي دام طوال القصة في حبكة جميلة لم يتسرب إلى ذهن القارئ ولا توقعاته

لتكون الرسالة واضحة ؛ إن خور النفس أساس الهزيمة وجبن الطوية لا يعضده سلاح حتى وإن كان مخفياً قوياً .
إن شجاعة القلب هي من تحمل السلاح .

سيدتي الرائعة : صبيحة شبر منكم نتعلم كيف الجمال وكيف العمل الهادف النبيل . بحق وقفت هنا لأتعلم الكثير

دمت أستاذتي بغاية نقية نبيلة وحرف ممتع أخاذ .
تمتعت هنا حد الروعة .

الأخ العزيز والمبدع القدير علي عطية
قراءة ممتعة للقصة وتحليل واف
وتقييم رائع
أسعدني كثيرا
الشكر الجزيل لك اخي العزيز
وفقك الله

صبيحة شبر
11-04-2009, 02:27 PM
غاليتي صبيحة

كاتم الصوت عنوان لافت جدا للنظر
أهنئك على اختيار العنوان أولا ..
كما أود أن أشيد بلغتك فأنت تمتلكين زمام اللغة وهذا ماشدني للمتابعة
أحسنت





....... الى هنا

مع تحياتي ... ناريمان الشريف


الأخت العزيزة ناريمان الشريف
الشكر الجزيل على متابعتكم الجميلة
سرتني كلماتك الحسان
دمت بخير

الدكتور ماجد قاروط
11-04-2009, 03:15 PM
قصة ناضجة بمقوماتها كافة ،والخوض في أحداثها يحتاج منا التأمل و الوقوف أكثر ‘ غير أن الواضح أن هناك إتقاناً كبيراً في تناول الشخصيات والعمل على إنضاجها عبر حركات فنية رائعة ( المعالجة الداخلية ‘ وتتصوير المحيط بدقة ) أضف إلى ذلك كله حالة النضج الدرامي في القصة ‘ أحسنت ِ ‘ أحسنتِ

إبراهيم الحسيني
11-04-2009, 07:34 PM
الفاضلة أ / صبيحة بشر

قصة رائعة أخذتني بين الشوارع والأزقة ، وبين دهاليز النفس وأغوار الفكر ، رأيت فيها ما يدور بداخل نفسه من أفكار وصراعات تترجمها يداه ورجلاه حركات وخطوات ، وأكمل السرد الجميل الصورة في ذهني فرأيت حركات يده على المسدس أو على مكانه طوال القصة وتعبيرات وجهه وهو يتساءل ويشك ويهرب ويخاف ويستسلم...

قد تكون الأحداث في الواقع قليلة ولكن الأحداث في داخل النفس أعطت للقصة زخما ومعنى رائع..

سيدتي الفاضلة..
هو كما ذكرت بالضبط.. تنبع الطمأنينة وراحة البال من الداخل..من صفاء النفس وبياض القلب الذي لا يحمل لاحد حدا ولا ضغينة ، وبدون ذلك لا أمان مهما حمل الانسان سلاحا أو اتنى مالا وأتباعا...

جزاكم الله خيرا ودمتم في ابداع وتواصل...

صبيحة شبر
24-04-2009, 12:10 PM
قصة ناضجة بمقوماتها كافة ،والخوض في أحداثها يحتاج منا التأمل و الوقوف أكثر ‘ غير أن الواضح أن هناك إتقاناً كبيراً في تناول الشخصيات والعمل على إنضاجها عبر حركات فنية رائعة ( المعالجة الداخلية ‘ وتتصوير المحيط بدقة ) أضف إلى ذلك كله حالة النضج الدرامي في القصة ‘ أحسنت ِ ‘ أحسنتِ

الأخ العزيز الدكتور ماجد قاروط
قراءة واعية للقصة وتحليل واف
أسعدني تقييمك الرائع
الشكر الجزيل لك
دمت بخير

صبيحة شبر
24-04-2009, 12:14 PM
الفاضلة أ / صبيحة بشر

قصة رائعة أخذتني بين الشوارع والأزقة ، وبين دهاليز النفس وأغوار الفكر ، رأيت فيها ما يدور بداخل نفسه من أفكار وصراعات تترجمها يداه ورجلاه حركات وخطوات ، وأكمل السرد الجميل الصورة في ذهني فرأيت حركات يده على المسدس أو على مكانه طوال القصة وتعبيرات وجهه وهو يتساءل ويشك ويهرب ويخاف ويستسلم...

قد تكون الأحداث في الواقع قليلة ولكن الأحداث في داخل النفس أعطت للقصة زخما ومعنى رائع..

سيدتي الفاضلة..
هو كما ذكرت بالضبط.. تنبع الطمأنينة وراحة البال من الداخل..من صفاء النفس وبياض القلب الذي لا يحمل لاحد حدا ولا ضغينة ، وبدون ذلك لا أمان مهما حمل الانسان سلاحا أو اتنى مالا وأتباعا...

جزاكم الله خيرا ودمتم في ابداع وتواصل...


الأخ العزيز ابراهيم الحسيني
الشكر الجزيل لك اخي العزيز
قراءتك وافية وتحليلك صائب
وتقييمك رائع
وفقك الله

اشرف نبوي
26-04-2009, 08:51 AM
صبيحة شبر

قرات القصه مرتين وفي كل مره اكتشف جوانب اكثر للجمال ، ويقيني انني لو اعدت قراءتها ستتضح اكثر فاكثر مواطن للجمال

وهذا شأن الاعمال الناجحه الراقيه ، لغة قويه في غير تكلف ، سرد جميل سلس ، فكرة واضحه جعلت من المتابعه لاخر حرف متعه

سمات تلاقت في قصة رائعه حبكت بقلم قدير

خالص مودتي

اشرف نبوي

صبيحة شبر
28-07-2009, 07:00 PM
صبيحة شبر

قرات القصه مرتين وفي كل مره اكتشف جوانب اكثر للجمال ، ويقيني انني لو اعدت قراءتها ستتضح اكثر فاكثر مواطن للجمال

وهذا شأن الاعمال الناجحه الراقيه ، لغة قويه في غير تكلف ، سرد جميل سلس ، فكرة واضحه جعلت من المتابعه لاخر حرف متعه

سمات تلاقت في قصة رائعه حبكت بقلم قدير

خالص مودتي

اشرف نبوي


الأخ العزيز أشرف نبوي
قراءة واعية للقصة وتحليل واف
أسعدني تقييمك الجميل
الشكر الجزيل لك
مودتي وتقديري