المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وسادة الشوق...



صهيب توفيق
16-03-2009, 09:22 AM
http://img138.imageshack.us/img138/9931/1223lao0.jpg


لم أكن اعلمُ أنَّ حلمي بلقائها سيتحققُ في ذاكَ الصباح،لما لاحَ طيفُها أمامي في الشارعِ المزدحمِ بالبشرِ كأنَّها غزالٌ يتراقصُ مختالاً بمشيتِه والناسُ من حولهِا ينحنونَ إكباراً لجمالِها وروعتِها.

لم أعد قادراً على المشي، توقفتُ مرغماً أسائلُ نفسي أهيَ هي؟؟؟ تمالكتُ نفسي وبدأتُ المسير مسرعاً نحوها،كانَ قلبي يسبقني إليها ويقول... أسرع يا هذا فلم أعد احتملُ بطءَ قدميك.

لم أكن أرى سواها، لم أعبء بكل السياراتِ التي كادت أن تقتلعني من الشارعِ بعجلاتِها،كنت كأنًّني طائرٌ محلقٌ ولكن على الأرض، كأنَّ شيئا ليس أمامي سواها ،أتخطى الجدرانَ بسلاسةٍ مخترقاً البيوتَ والمحلاتِ دون إذنٍ من أصحابِها.

كلما اقتربتُ منها زادت دقاتُ قلبي وبدأتُ أُحس ببرودةِ أطرافي وبعجزِ لساني عن لملمةِ الكلامِ وترتيبِه، وقفتُ قربَها محاولاً استجماعَ قواي مرةً أخرى لأرسمَ ابتسامةً على وجهي تعبرُ عن مدى الشوقِ الذي يحترقُ بداخلي، تلعثمتُ في كلِ حرفٍ حاولتُ النطقَ به، اكتفيتُ بمرسالِ عيوني الذي حملَ رسائلَ مبطنة وأخرى صريحة، حملتْ أشواقي على وسادةٍ من دموعٍ وآهاتٍ نمتْ في داخلي وسَهِرتُ عليها أسقيها من دمي لتكبرَ وتليقُ بها.

ابتَسَمَتْ ابتِسامَتَها البراقة فعبقَ المكانُ بشذا الربيعِ واكتست السماءُ بلونٍ بنفسجيٍ زاهٍ.

رمَقَتْني بنَظرةٍ أصابَت قلبي كسهمٍ أطلقَ من كنانةِ فارسٍ ثمَّ تابَعَت المسير.

16/3/2009

آمال المصري
16-03-2009, 10:32 AM
هطول مشاعر ووجبة سخية
وسادة شوق وخاطرة نسجت بألق
الفاضل الأستاذ / صهيب
جعلتني أبتسم في امتنان
ودي والورد

شيماء وفا
16-03-2009, 10:45 AM
أحيانا نتمنى لو يطول الحلم , وأحيانا نتمنى ألا نستيقظ منه , لكني هنا تمنيت ألا تمر السطور , ألا تنتهي الحروف , لكن كالعادة دائما { تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن} فهي ابتسمت وأكملت سيرها , وخاطرتك ابتسمت ملوحة بنهايتها .

الفرصة الضائعة لا تعود أبدا , وأنت ضيعتها حين تركتها ترحل مبتسمة تاركة لك وسادة الأماني تُحيي أحلامك المزدهره .
أستاذي العزيز / صهيب
خالص تحياتي

منى الخالدي
16-03-2009, 12:16 PM
أخي العزيز صهيب
هنا قرأت لمسات عاشق ولهان
يرنو الى حلمه القادم من بعيد
فتلوح له وكأنها ملاكه على هذه الأرض..
هل أنت معي أن خاطرتك أقرب منها الى القصة القصيرة؟
كنت رائعاً هنا
أحييك على كلماتك البراقة..

راضي الضميري
16-03-2009, 04:05 PM
أين هي ؟

هنا تزداد ضربات القلب ، ويعلن الدماغ حالة الطوارئ ، و تتوقف عقارب الساعة عن الدوران ، والصمت يعلن عن ذهوله ، وضربات القلب في ازدياد ، وحرارة الشوق تزداد توهجا ، أين هي ؟

هي قصة رائعة كتبت بحروف مغمّسة بشوق لا يعرفه إلا من ذاق حلاوة انتظاره ، ومرارة فقده .

الجميل صهيب ؛

حرفك يلامس شغاف القلب ، وأتفق مع أديبتنا السامقة منى الخالدي .

تقديري واحترامي

د. نجلاء طمان
16-03-2009, 09:50 PM
وسادة الشوق, بوح خاطري سيق في لغة شاعرية, وجاء يرتدي حلة القصة. تجولنا في البوح العفوي التلقائي للسارد, وأخذتنا وسادة شوقه في رحلة من الأحلام الجميلة. تيار الوعي عبر بنفسه بشدة في النص, وهذا ما جعل النص يتأرجح بين الخاطرة والقصة, لكنه مال كثيرًا للقصة- وإن لم يلمسها- عزز ذلك القفلة النهائية للنص.

رمَقَتْني بنَظرةٍ أصابَت قلبي كسهمٍ أطلقَ من كنانةِ فارسٍ ثمَّ تابَعَت المسير

وجاء هذا التعبير بمفرده_ كومضة قصصية مفردة- أعجبتني- كان من الأفضل الاستغناء عنها وترك النص مفتوحًا. تلك النهاية المحكمة جاءت كخاتمة قصة مما زاد من اقتراب الخاطرة للقصة, لكنها في ذات الوقت تنافرت مع السرد السابق لها في قوة. في الأخير النص بوح حكائي خاطري وليس قصة, وإن جاء متوشحًا بردائها.

تقديري

فاطمه عبد القادر
17-03-2009, 01:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزي صهيب
وصفت حال العاشق الحقيقي بمشاعره الرهفة وطيرانه العفوي الى من يحب
ووصفت جمال المحبوبة الخارق الذي تشتاق اليه ويريك شوقك هذا الجمال بشكل اسطوري لا يراه الا المحب
وصفك ونصك في غاية الجمال والرقة
ولكن الابتسامة التي قتلتك ماذا تعني؟؟؟
هل أنت راضٍ؟
ماسة

صهيب توفيق
17-03-2009, 09:06 AM
أختي العزيزة رنيم مصطفى/
شكرا لهذا المرور الجميل
والحمد لله انني نجحت في رسم ابتسامتك بما كتبت.
فلك كل التحية والتقدير

صهيب توفيق
17-03-2009, 09:09 AM
العزيزة شيماء وفا/
كم سررت بهذا المرور الجميل
واسمحيلي قبل شكرك ان اسالك كيف حالك؟
وكما ذكرت تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
ولا ادري هل أضعت الفرصة في وقتها أم أن ذلك كان أصوب لوقف شلال العواطف المرتطم بجدار صدها واستهتارها؟؟؟
لك خالص تحياتي واسعد بتواجدك دوماً.

صهيب توفيق
17-03-2009, 09:18 AM
الأديبة الغالية منى الخالدي/
مرورك يسعدني كثيراً
لا أدري حقيقة أهو حلمٌ ام وهمٌ تراكم فأنتج هذا الإحساس المعبر عنه ببعض الكلمات.
بخصوص تساؤلك حول الخاطرة والقصة
انا معك تماماً فقد ترنحت بين الامرين ولم استطع حسم الأمر فكما تعلمين ما زلت طالب علم في هذا المجال، ربما سمحت لنفسي ان أكتب خاطرة بنهج القصة، وقد يكون تدفق العاطفة جرها نحو الخاطرة متناسياً دور القصة فيما كتبت.
شاكراً لك حسن قراءتك لنصي
مرورك يبقى الأغلى

صهيب توفيق
17-03-2009, 09:39 AM
أخي العزيز راضي الضميري/
مشكور عزيزي على مرورك وردك الجميل الذي أثرى الخاطرة وأعطاها بريقاً خاصاً
وكما أسلفت بخصوص أمر الخاطرة والقصة ربما لم يسعفني قلمي لتحديد المعالم الواضحة لهوية ما كتبتُ، ونبقى طلاب علم في مدرساتكم الرائعة.
لك خالص تحياتي وتقديري

صهيب توفيق
18-03-2009, 10:42 AM
أختي العزيزة د. نجلاء/
اشكرك على ردك التفصيلي وملاحظاتك التي ساعمل عليها في المرات القادمة
دمت بكل خير ولك تحية

أم المجد
18-03-2009, 11:32 AM
الأخ العزيز صهيب

لست أدري ما إن ترك لي إخوتي السابقين شيئا لأضيف

لكن اشاركهم الرأي تماما أنك كنت مبدعا هنا ونلمس تطورا في الأداء وجمال في الاسلوب

لا ادري لم كان الاصوب أن تكون قصة فها هي خاطرة بقالب فكرة جميلة

فاجأتنا بالنهاية الغير متوقعة بعد هذا العناء الذي نتيجته الطبيعية اللقاء
أحييك من قلبي وأتمنى لك التقدم فلقلمك مستقبل جيد لا شك

أم المجد/غزة

:001:

صهيب توفيق
19-03-2009, 11:14 AM
أختي العزيزة فاطمة عبد القادر/
سعدت كثيراص بمرورك بين حروفي وقراءتك لها.
هو حال العاشق هكذا لا يرى إلا بعيون جميلة لكل ما هو متعلق بالمعشوق، فيطير محلقاً فوقها يظلها من الشمس ويقيها من البرد.
أما تلك الابتسامة فهي لم تكن الغاية أبداً ولم ترض ذلك العاشق أبداً فربما كان فيها بعض اسرار،هي لم تشبع نهمه بتلك الابتسامة بل زادت في ألمه.
لك خالص التحية والتقدير

صهيب توفيق
21-03-2009, 10:50 AM
أختي العزيزة ام المجد/
كم فرحت بهذا المرور الجميل
فلمرورك إشراقة خاصة،أحمد الله تعالى ان ما اكتب ينال على إعجابك فهذا وسام اعتز به كثيراً
ابقي معنا دوماً ولك مني كل تحية عطرة
كوني بخير