المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهوية و الواقع دعوة للحوار



عبدالصمد حسن زيبار
17-03-2009, 12:07 PM
دعوة لحوار مفتوح حول الذات و الهوية و الواقع و المعصرة

أقدم كأرضية للحوار مقتطف من كتاب المفكر العربي علي حرب
(النص والحقيقة .. الممنوع والممتنع .. نقدُ الذات المفَكِّرة)
بالتحديد من فصل : نقد الكوجيتو
بعنوان من يصمد


-


من يصمد ؟


أعرف ان هناك تحديات هائلة ومصيرية يواجهها العرب اليوم وبسبب ذلك أقول ما اقول واراني استهد هنا بفكر مغربي عنيت به الدكتور عبدالله العروي الذي كان قد القى محاضرة في بيروت عام 1980 على ما اذكر ،تنبأ فيها بان القرن المقبل لن يكون عصر الانتهاء من الاستعمار ونيل الشعوب حرياتها بل سيكون بالعكس عصر تصفية الشعوب الضعيفة وابادتها اي على عكس كل الاحلام والامنيات فضلا عن "التحليلات" التي كانت تتوقع للبشرية التقدم والازدهار والسلام بالاستناد الى حتمية القرن التاسع عشر الساذج . وانا أصدق نبوءة العروي، بالرغم من أملي بأن لاتصح ، اكثر مما أصدق مثلا مقولة الرئي الكاتب فاكلاف هافل الذي كتب بتفائل بعد ثورة المخمل في براغ لكي يؤكد "حصول المصالحة بين الاخلاق والتاريخ" ولكن الاحداث التي تسارعت فيما بعد ولاتزال تتسارع تكشف مدى الوهم في رؤية الرئيس التشيكي مقابل واقعية النبوءة عند المفكر المغربي . وانا لا اريد ان ازرع التشاؤوم . ولكن مغزى النبوءة عندي أنه لن يصمد الا القوي الذي يثبت جدارته ويستحق وجوده، اي القادر على الخلق والابتكار والانتاج. وبناء القوة يتطلب اول مايتطلب نقد الاسس وتفكيك البديهات. ولايخشين أحد. فالتفكيك هو وسيلة الفعالة لوصل ما انقطع من الاواصر او لبناء مايراد بناؤه، أي بناء إمكانات تتيح للواحد ان يفكر فيما لم يكن يفكر فيه، وان يفعل ما لم يكن قادرا على فعله. فهو على كل حال شرط الخروج من السبات . والفكر ليس في حقيقته شيئا غير ذلك. إنه فعالية نقدية مستمرة، أي عملية نقد ونقد للنقد، بها بستيقظ المرء من غفوته اللاهوتية او الماورائية او الدوغمائية او الاناسية او العرقية او حتى العقلية والاخلاقية..


والمفكر العربي عندما يفكك مقولاته واجهزته المفهومية، يخرج من سباته القومي ويتحرر من انتماءاته الضيقة وعقليته الدوغمائية، لكي يسهم في عملية الابداع الحضاري لغة وثقافة وفكر. ولاشك أنه يخدم بذلك ذاته والعرب فضلا عن الناس اجمعين. نعم لن ينجز العربي حضارة مالم يتغير ويكف عن ان يكون ذاته ليكون على ما غير ماهو عليه أو ضداً على ماهو عليه. عندها يجتاز الحدود ويغير الشروط نحو الافضل، أي نحو ما يمنحه القدرة وقوة الاداء ويجعله صاحب مبادرة خلاقة او استراتيجية فعالة. فالهوية حضور،والوعي وعي بالعالم، والتراث مادة للعمل والبناء، والثقافة اشتغال على الذات، والمعرفة اختبار للواقع ، والعقل تدبير وتقدير، والسياسة صناعة للحدث والمشهد ، والحضارة صناعة للحياة والمستقبل، فلا نعبدنّ الاسماء ولا نحولنّ النصوص الى اصنام.


في الختام إذا كان لي أن ألخص مداخلاتي بوسعي القول : يجدر بنا قلب الاولويات. ذلك أن المسألة لاتتعلق بمشروع حضاري عربي بقدر ماتتعلق بمشروع عربي حضاري، اي لاتتعلق بمشروع يخصنا وحدنا ويكون عربي المحتوى والمضمون، بل تتعلق بمشروع ننجزه يكون له مزاياه الحضارية وبُعده العالمي. والفارق كبير بين المشروعين. إنه فارق بين الطريقتين في التفكير. الاولى بها نعسكر داخل فكرنا ونتصارع على المقولات والعقائد والهويات. والثانية بها نخرج من قوقعة الكوجيتو ونتوجه الى العالم لكي نتعرف إليه ونشارك في صنعه وتشكليه او في فتحه على آفاق جديدة.

معروف محمد آل جلول
01-04-2009, 12:16 AM
أخي عبد الصمد..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
موضوع على غاية من الأهمية ..
وإذ أشكركم على فتح هذا المبنر للحوار..
في الواقع ..كان الجابري المغربي من الذين تطرقوا للقضية باستفاضة كبيرة ..
ولما تحدث عن فكر الحاضر ..
قسمه إلى ثلاث طوائف ريسية ك
ـ دعاة العصرنة وهم الذين يرون بوجوب أخذ كل كبيرة وصغيرة عن الغرب..وحجتهم أن الغرب هو رائد وصانع الحضارة الآنية..
ـ دعاة السلفية ..وهم من يروا ضرورة العودة إلى ماضي الإسلام الماجد .في عصوره الزاهية ..والنهل من ينابيعه العذبة ..
ـ دعاة الانتقائية..وهم الذين يأخذون من حسنات كل طرف ..يجمعون بين العصرنة والسلفية ..
والحقيقة التي اقتنعت بها شخصيا ..هي حياة المجتمع المدني..علتنا في مجتمع مازال غافلا عن المستجدات المحيطة به..
ويقظة المجتمع المدني ..من يقظة مثقفيه ..والمثقف مقموع..
فهل من حل؟
قد يقول قائل:الحاكم الذي يريد الخير لأمته يحرر المثقف ..ولايخضع لضغوطات الغير ..
نقول له ..مصيره التنكيل به واستبداله بعميل..
إذن نحن نعاني من إستعمار غير معلن..
أخي عبد الصمد ..
خالص تحياتي..

محمد ياسمينة
09-04-2009, 07:41 PM
نص فيه فكر ورؤى .. تمتعت بالوعي المكتوب هنا .. قانون التدافع ساري المفعول ولذا أنا من المتفائلين ..

عبدالصمد حسن زيبار
11-04-2009, 01:38 PM
أخي عبد الصمد..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
موضوع على غاية من الأهمية ..
وإذ أشكركم على فتح هذا المبنر للحوار..
في الواقع ..كان الجابري المغربي من الذين تطرقوا للقضية باستفاضة كبيرة ..
ولما تحدث عن فكر الحاضر ..
قسمه إلى ثلاث طوائف ريسية ك
ـ دعاة العصرنة وهم الذين يرون بوجوب أخذ كل كبيرة وصغيرة عن الغرب..وحجتهم أن الغرب هو رائد وصانع الحضارة الآنية..
ـ دعاة السلفية ..وهم من يروا ضرورة العودة إلى ماضي الإسلام الماجد .في عصوره الزاهية ..والنهل من ينابيعه العذبة ..
ـ دعاة الانتقائية..وهم الذين يأخذون من حسنات كل طرف ..يجمعون بين العصرنة والسلفية ..
والحقيقة التي اقتنعت بها شخصيا ..هي حياة المجتمع المدني..علتنا في مجتمع مازال غافلا عن المستجدات المحيطة به..
ويقظة المجتمع المدني ..من يقظة مثقفيه ..والمثقف مقموع..
فهل من حل؟
قد يقول قائل:الحاكم الذي يريد الخير لأمته يحرر المثقف ..ولايخضع لضغوطات الغير ..
نقول له ..مصيره التنكيل به واستبداله بعميل..
إذن نحن نعاني من إستعمار غير معلن..
أخي عبد الصمد ..
خالص تحياتي..

أستاذ معروف
نعاني من استعمار الافكار,
التي باتت اصناما تأله و تقدم على الحق و الحقيقة,
وهي إما موروثة من الماضي أو غازية من الآخر المادي الجامد,
و هنا يأتي سؤال التحرر بما يحمله من أمانة الهوية و راهنية الواقع.
وهو محل حوارنا...
الدعوة في تصوري أولا لاستقلال المثقف فكريا قبل تبوئه لمكانه المستحق,
و الاستقلال لا يعني في تصوري أن يكون من دعاة التوفيقية لأنها زواج فاسد,
فقد ثبت فشل كل من فكر المقاربات و فكر المقارنات أساس التوفيقية,
و يبقى مفهوم الأسلمة كمواجهة جذرية تنقل الفكر الاسلامي إلى عمق المأزق الحضاري العالمي لأنها تعني :
تقديم الوجه الفلسفي الفكري الكلي المقابل للسائد في الحضارة الوضعية المادية و تركيبتها الاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية.
و هذا عبر منهجية و المنهجية تقنين للفكر,ودون تقنين يتحول الفكر إلى تأملات و خطرات قد تكون عبقرية و مشرقة جدا لكنها لا تكون منهجية.
يمكن المزيد بالرجوع لكتابات المعهد العالمي للفكر الاسلامي
خصوصا كتابات الدكتور طه جابر العلواني و الدكتورابو القاسم حاج حمد رحمه الله.
تحياتي

خليل حلاوجي
11-04-2009, 04:05 PM
نعم :

أكرر دائما في الجامعة أننا العلة وأننا الشفاء

ولادخل البتة لأحد غيرنا ...


نحن لانفكر بالالتحاق باللحظة الراهنة ... مسجونون في الأمس فننسى الغد ..


\

لابد من إعادة قراءة لما كتبه علي حرب .. لعل بعضه فيه تهويل ..

\

شكراً لك حبيبنا الغالي استاذنا .. آل معروف

عبدالصمد حسن زيبار
22-04-2009, 05:22 PM
نص فيه فكر ورؤى .. تمتعت بالوعي المكتوب هنا .. قانون التدافع ساري المفعول ولذا أنا من المتفائلين ..

التفاؤل نهج الأنبياء
وهو الذي يمدنا بالأمل لنكون معاول إصلاح في مواجهة طواحين التخريب و الفساد.
مجال الفكر و تصحيح المفاهيم و بناء المعرفة و الاعتقاد السليم أسس للانطلاق و الاستمرار صوب الفلاح.
تحياتي

عبدالصمد حسن زيبار
07-05-2009, 08:36 PM
نعم :

أكرر دائما في الجامعة أننا العلة وأننا الشفاء

ولادخل البتة لأحد غيرنا ...


نحن لانفكر بالالتحاق باللحظة الراهنة ... مسجونون في الأمس فننسى الغد ..


\

لابد من إعادة قراءة لما كتبه علي حرب .. لعل بعضه فيه تهويل ..

\

شكراً لك حبيبنا الغالي استاذنا .. آل معروف


خليل
الكثير يعيشون في سبات
الأزمة مركبة في الوعي و التصور و الادراك
لهذا وجب لها حل مركب يصحح الفهم و يحيي الفكر
نعيش الوثوقية و ندعي الراهنية و المعاصرة

تحياتي

د. سمير العمري
19-04-2010, 01:20 PM
أعتقد أخي عبد الصمد أننا لا يمكننا أن ننطلق نحو الآخر بقوة ويقين قبل أن ندرك الذات ونؤمن بالهوية وأهمية الانتماء إليها شكلا وموضوعا وإلا فقدنا البوصلة وتاهت المعالم في الخواطر وأصبح التأثر أغلب علينا من التأثير.

وأنا بالقطع مع أن نبلور صيغة مشروع عربي حضاري بمفهوم شمولي ومنفتح ولكن ليس قبل أن نحص الذات والهوية بما يكفل سوية التوجه وسلامة النتائج.

أشكرك على طرح هذا الموضوع المهم والذي كنت أتمنى أن أدلو فيه بأكثر من هذا لولا ضيق الوقت ، ومن يدري فقد أعود مرة أخرى في مناسبة تسمح.


تحياتي