تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : روتيــن..



بابيه أمال
18-03-2009, 11:06 PM
روتيــن..


استيقظت في الصباح على رنين جرس المنبه، وهو صوت ألفته على مدى السنين التي انتقلت فيها من بيت والديها إلى بيت الزوجية.. في البداية، وكأي شيء جديد، كانت تجد مع رنينه متعة، فقد كان يوقظ فيها الشعور بالواجب، والرغبة الصادقة في القيام بدورها كزوجة في هذه الساعة المبكرة، لتسرع بإعداد طعام الإفطار والقهوة الساخنة، ثم تفترق وزوجها كل إلى عمله.. يفترقان إلى لقاء..

وتمضي الأيام ويتغير شكل الحياة، لم يعد البيت لهما وحدهما، فقد أصبح يشاركهما فيه ضيوف صغار، لتتضاعف مسؤولياتها كأم وتضطر إلى ترك وظيفتها مؤقتا حتى تتفرغ لرعاية أطفالها.. وشيئا فشيئا، ابتدأ يمتلكها شعور الضيق الشديد بالحياة الجديدة التي كانت في الأمس القريب تسعد بكل لحظة فيها..

كبر الأطفال وخرجوا إلى المدرسة..
كل شيء في البيت الذي كان يلفه الهدوء قد تغير، ما عدا جرس المنبه الذي لا زال يرن في موعده.. وتحاول إخراسه.. ولكنه لا يخرس.. حقيقة لقد كف عن الرنين لأنها توقفت عن ضبطه، ولكنها ما زالت تسمع صوته في الصباح.. لقد تحولت هي إلى منبه ! لا تكاد تحس بأشعة الشمس تتسلل في رفق إلى غرفتها حتى تقوم مسرعة لكي تجد الوقت الكافي لإعداد الإفطار لأفراد أسرة تضاعف عددها وتضاعفت معه مسؤولياتها..

أيام أخرى مرت بنفس الوتيرة، لتكتشف الأم فجأة أنها أصبحت تجد صعوبة في الاستيقاظ، وكذا شعور بالتعب وإحساس ضيق ينتابها بين الحين والآخر.. إنها تحب زوجها وتحب أبنائها، ولا تريد لهذا الشعور الغريب أن يستبد بها وينغص عليها حياتها، ويسيء إلى أحب الناس إلى قلبها..
صحت من نومها في اليوم الموالي.. ولكنها في هذه المرة لم تذهب مباشرة إلى المطبخ كما تعودت أن تفعل، بل وقفت من وراء النافذة تتأمل كل شيء حولها: الحديقة الجميلة التي امتلأت بالزهور، العصافير الصغيرة وهي تنتقل بين أغصان الشجر وترفع صوتها مغردةً الفرحة بمولد هذا اليوم الجديد، الرجل العجوز الذي طالما حمل إليها زجاجات اللبن، يرفع يديه محييا.. تأملت هذه الصور الطبيعية بنظرة رضا وعادت أدراجها ذهابا إلى المطبخ، فجأة وصل أذنيها صوت ضحكات ابنتها الصغرى، أحست برغبة في الذهاب إليها حتى ترى ما يضحكها. وقفت أمام باب غرفة الطعام.. هو نفس المشهد الذي كانت تراه كل يوم، كل شيء على حاله: الأطفال حول المائدة في انتظار طعام الإفطار، الأب يداعب الابنة الصغيرة، في هذا المكان اجتمع كل الذين تحبهم، كل الذين تفخر بهم.. وتحاول أن تتكلم، أن تقول شيئا، ولم تجد سوى الانسحاب من الغرفة في هدوء، فقد امتلأت عيناها بالدموع.. دموع بهجة روت قلبها في لحظة وكانت أقوى من أي كلام يمكن أن تقوله..

صهيب توفيق
19-03-2009, 11:05 AM
الأخت آمال/
قصة جميلة تجسد حياة ملايين العائلات في هذه الدنيا
روتين يومي نعيشه بإصرار ونتمسك به ولا أدري ألأننا نحبه أم هو مفروض علينا ؟؟؟؟؟
وتبقى العائلة وجمعتها من أسمى لحظات الفرح والسعادة
شاكراص لك اسلوبك الجميل

آمال المصري
19-03-2009, 11:28 AM
واقع الحياة وروتين يومي
وجرس المنبه الذي إن توقف لم ولن تتوقف عجلة الحياة
الأستاذة الفاضلة / بابيه
عشت مع نصك جو الأسرة كما الواقع
أجدتِ التصوير
لك باقة من زهور النسرين والخزامي

وفاء شوكت خضر
19-03-2009, 12:20 PM
الحبيبة أمال ..

كثيرا ما نحبس أنفسنا خلف سياج الروتين ، وننسى أن هناك خارج هذه السياج ما يستحق أن ننظر إليه ..
تماما كالذي يحبس نفسه في دائرة ويبقى يدور ، ويشتكي أنه لا شيء سوى هذا الخط الدائري الذي تتشابه نقطة بدايتة بنهايته ..
الحياة جميلة فقط لو ننزع النظارات السوداء كي تتضح الألوان ..
لنغير زجاج النظارة فقط للأبيض ..

قرأت نصك وتوجهت فورا للنافذة ، فصوت العصافير يصلني ولكن لم أفكر أن أنظر إليها إلا نادرا ..


تحيتي لفكر سامق .
لك الحب في الله كما تعرفي وأكثر .

عماد أمين
19-03-2009, 02:30 PM
لا شكَّ أن هذه المراحل تمرُّ بها الكثيرات ، خاصة اللواتي تعوَّدْنَ الخروج إلى العمل ، ثم بدأت ظروف الحياة وتكاليفها تجبرهن على المكوث بالبيت ورعاية الأسرة التي تزايدَ عددُ أفرادها ، فصار الوضعُ أَمْيَل للروتين القاتل ، ولولا بعض البصيص من الأمل الذي يأتي من وراء ظلمة اليأس ، لكانت النهاية .....موت بطيء مع النسيان.

قصة جميلة و واقعية ، وأجمل ما فيها نهايتها الباعثة للأمل.

بوركت أختي الفاضلة

بابيه أمال
19-03-2009, 11:58 PM
الأخت آمال/
قصة جميلة تجسد حياة ملايين العائلات في هذه الدنيا
روتين يومي نعيشه بإصرار ونتمسك به ولا أدري ألأننا نحبه أم هو مفروض علينا ؟؟؟؟؟
وتبقى العائلة وجمعتها من أسمى لحظات الفرح والسعادة
شاكراص لك اسلوبك الجميل


نعم يعد الروتين من ضرائب حياة تكلفنا الكثير إذا لم نعش فيها عيش عابري السبل، حتى لا يتحتم علينا بعد ذلك إزهاق العديد من قوانا المعنوية في أمور تبعد عنا الرؤيا الواضحة شيئا فشيئا..

ولك الشكر أيضا للمرور المعبر أخ صهيب ودمت بخير..

بابيه أمال
20-03-2009, 12:05 AM
واقع الحياة وروتين يومي
وجرس المنبه الذي إن توقف لم ولن تتوقف عجلة الحياة
الأستاذة الفاضلة / بابيه
عشت مع نصك جو الأسرة كما الواقع
أجدتِ التصوير
لك باقة من زهور النسرين والخزامي


رنيم..
نعم هي عجلة حياة أبت إلا أن تأخذنا حيث ما تدور بنا أيامها، لتبق المكابح طوع يد من عرفوا أن لا معنى للحياة ككل دون التمتع السليم بكل لحظاتها حتى ما تغدو الفرحة فيها فرحتين والحزن أملا في الزوال بأمر الله ولو بعد حين..

شكرا للمرور الجميل رنيم.. ولك دعاء بالخير مصحوبا بعطر الورد..

بابيه أمال
20-03-2009, 12:17 AM
الحبيبة أمال ..
كثيرا ما نحبس أنفسنا خلف سياج الروتين ، وننسى أن هناك خارج هذه السياج ما يستحق أن ننظر إليه ..
تماما كالذي يحبس نفسه في دائرة ويبقى يدور ، ويشتكي أنه لا شيء سوى هذا الخط الدائري الذي تتشابه نقطة بدايتة بنهايته ..
الحياة جميلة فقط لو ننزع النظارات السوداء كي تتضح الألوان ..
لنغير زجاج النظارة فقط للأبيض ..
قرأت نصك وتوجهت فورا للنافذة ، فصوت العصافير يصلني ولكن لم أفكر أن أنظر إليها إلا نادرا ..
تحيتي لفكر سامق .
لك الحب في الله كما تعرفي وأكثر .

وفائي..
نعم هو سجن روتين أكثرنا حبسوا فيه أنفسهم عن طواعية.. ليبق تجديد النظر لصور الحياة ككل الحل الأنسب إن أردنا رؤية ابتسامة هذه الأخيرة ولو من وراء ضباب..

مودتي لك دائما يا أديبة الحروف العميقة.. ودمتِ لي القلب الحنون..

بابيه أمال
20-03-2009, 12:23 AM
لا شكَّ أن هذه المراحل تمرُّ بها الكثيرات ، خاصة اللواتي تعوَّدْنَ الخروج إلى العمل ، ثم بدأت ظروف الحياة وتكاليفها تجبرهن على المكوث بالبيت ورعاية الأسرة التي تزايدَ عددُ أفرادها ، فصار الوضعُ أَمْيَل للروتين القاتل ، ولولا بعض البصيص من الأمل الذي يأتي من وراء ظلمة اليأس ، لكانت النهاية .....موت بطيء مع النسيان.
قصة جميلة و واقعية ، وأجمل ما فيها نهايتها الباعثة للأمل.
بوركت أختي الفاضلة



نعم تتعدد الأسباب والروتين واحد.. ليبق للإرادة الخيّرة وحدها حسن التصدي لكل شعور يعارض حياة الإنسان نازعا منه كل حق في التمتع السليم لما خلق له..

الأخ عماد.. وبكَ بارك المولى لخير دعائك..
ولكَ الشكر للمرور الطيب ودمتَ للخير..

عبدالرحمان بن محمد
20-03-2009, 12:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قصة واقعية تتكرر تكرار رنين المنبه
أسلوبها سلس
واضح
ومركز
نعم المال والبنون زينة الحياة الدنيا
فكل شيء في سبيل البنين يهون
ما أعجبي في قصتك أنها ذات نظرة تفاؤلية
لك مني كل التقدير
والاحترام

عبدالرحمان

مازن لبابيدي
20-03-2009, 04:46 PM
الأخت بابية أمال
رائعة ببساطتها ، فائقة بدلالتها .
ليتنا ندرك حجم النعم التي نرفل فيها في وقتها ، قبل الفقد . كم تسرقنا الرتابة من إحساسنا بالجمال ، فنصبح كدوائر في دوامات تدور حول نفسها .
لك كل التقدير

بابيه أمال
20-03-2009, 07:49 PM
الأخت بابية أمال
رائعة ببساطتها ، فائقة بدلالتها .
ليتنا ندرك حجم النعم التي نرفل فيها في وقتها ، قبل الفقد . كم تسرقنا الرتابة من إحساسنا بالجمال ، فنصبح كدوائر في دوامات تدور حول نفسها .
لك كل التقدير



نعم قد تنتهي صلاحية الوقت المخول للكثير منا الإحساس بكل لحظة من لحظاته على اختلاف ظروفها، فلا يجدون بعد ذلك إلا دوامة العد العكسي راجين معرفة طريقة تربط لهم الماضي بالحاضر حتى ما يعيشوهما في آن علهم ينالون بذلك ولو بعض تعويض معنوي..

شكرا للمرور المعبر أخ مازن وتقديري لفكر ذو كلمات موزونة المفاهيم..

بابيه أمال
21-03-2009, 10:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة واقعية تتكرر تكرار رنين المنبه
أسلوبها سلس
واضح
ومركز
نعم المال والبنون زينة الحياة الدنيا
فكل شيء في سبيل البنين يهون
ما أعجبي في قصتك أنها ذات نظرة تفاؤلية
لك مني كل التقدير
والاحترام
عبدالرحمان

الأخ عبد الرحمان
عذرا منك كوني لم أرى ردك هنا إلا بعد أن نبهتني صديقة لي بتقديم الجواب على الأخ مازن قبلك..

صح.. يبقى التفاؤل خير سلاح لمجابهة أعباء دار امتحان لم نخلق لننعم فيها..
من جديد عذرا للتأخير وشكرا للتعبير الجميل..
تقديري..

د. سمير العمري
20-02-2011, 06:37 PM
قصة سلسة متناسقة السردية وذات لغة جيدة وطرح موفق ، ولكني أصارحك بأنني تمنيت خاتمة تحمل مفاجأة أو عنصر تشويق بعد هذه الوصفية الممتدة لروتين حياتها رغم إعجابي برمزية اللنظر من النافذة وما تحمل من معان متعددة.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

بابيه أمال
24-03-2011, 11:49 PM
قصة سلسة متناسقة السردية وذات لغة جيدة وطرح موفق ، ولكني أصارحك بأنني تمنيت خاتمة تحمل مفاجأة أو عنصر تشويق بعد هذه الوصفية الممتدة لروتين حياتها رغم إعجابي برمزية اللنظر من النافذة وما تحمل من معان متعددة.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

لك الشكر للمرور الكريم د. سمير العمري
لم أجد عنصر تشويق لأنهي به القصة أكثر من جعل النهاية بداية إحساس بدفئ الأسرة التي للأسف كثير منا هم غافلون عما سن الله لهم في أحضانها بالحلال من نعيم مقيم ما قامت أسس التفاهم والتفهم لما توجبه منهم من واجبات قبل الحقوق..
ولعل أول أسباب الروتين في حياة تلك المرأة كان غياب دور زوج فيما عانته من شعور خفف قتامته ما وجدته من إحساس بطبيعة الأشياء من حولها لتستشعر بعدها جمالية وجود الأشخاص جنبها..

من جديد شكرا ودمت بخير..

ناديه محمد الجابي
12-02-2013, 05:21 AM
يقتلنا أحيانا الروتين , والحياة الرتيبة المليئة المليئة بالعمل
والشعور بالملل وكأننا بقر مربوط فى ساقية ..
ولكن ذلك لا يعنى إننا لا نحب أسرنا ولا نتفانى من أجل إسعادها
عبرت عن هذة الحقيقة بقصة جميلة موفقة تشى بموهبة مقتدرة
ولغة مكثفة وسرد شائق ماتع . تحياتى .

ربيحة الرفاعي
19-03-2013, 06:31 PM
قصة واقعية سلسة السرد هادئة الفكرة
وطرح جميل صائب

دمت بخير

بابيه أمال
27-03-2013, 06:21 PM
يقتلنا أحيانا الروتين , والحياة الرتيبة المليئة المليئة بالعمل
والشعور بالملل وكأننا بقر مربوط فى ساقية ..
ولكن ذلك لا يعنى إننا لا نحب أسرنا ولا نتفانى من أجل إسعادها
عبرت عن هذة الحقيقة بقصة جميلة موفقة تشى بموهبة مقتدرة
ولغة مكثفة وسرد شائق ماتع . تحياتى .

لك الشكر على جميل المرور نادية..
نعم قاتل هو الروتين متى تعلق بالحياة الاجتماعية ككل، ويبق حب التغيير السليم الأمل الأكبر..

من جديد شكرا لمرورك الجميل وللخير دمتِ.

بابيه أمال
27-03-2013, 06:23 PM
قصة واقعية سلسة السرد هادئة الفكرة
وطرح جميل صائب

دمت بخير

لك الشكر على جميل المرور ربيحة.
وللخير دمتِ أخية..

لانا عبد الستار
29-06-2013, 09:54 PM
قصة جميلة وواقعية تشبه الموت الذي نعيشع بالروتين الذي نفرضه على أنفسنا
أشكرك

نداء غريب صبري
26-07-2013, 04:26 AM
لأسلوبك جميل
وسردك ممتع
وقصتك اجتماعية أسرية قادمة من أعماق الواقع

شكرا لك اختي

بابيه أمال
21-06-2014, 01:06 PM
قصة جميلة وواقعية تشبه الموت الذي نعيشع بالروتين الذي نفرضه على أنفسنا
أشكرك

نعم.. موت للنفس هو الروتين..
لك الشكر على المرور الطيب أخية..
وللخير دامت حروفك..

بابيه أمال
21-06-2014, 01:07 PM
لأسلوبك جميل
وسردك ممتع
وقصتك اجتماعية أسرية قادمة من أعماق الواقع

شكرا لك اختي

لك الشكر أيضا على جميل المرور دوما نداء..
ومع الشكر دعاء براحة الروح دوما..
مودتي..

خلود محمد جمعة
23-06-2014, 11:18 AM
قصة مريحة الصور والفكرة والأسلوب
هذا ما شعرت به أثناء تصفحي من البداية الى النهاية
نعم كل شيء يتحول مع الأيام الى روتين والاختلاف في ماهية هذا الروتين
عندما يكون الروتين مألوفا خاليا من المنغصات في ربوع الأسرة وحضن الوطن مكللا بالأمن والأمان خاليا من المرض والهم والنكد فهو جميلا مريحا
أما عندما يتحول الى تعاسة متلاحقة ومتزايدة بروتين لا يتغير هنا يكون قاتلا
حرف جميل
دمت بخير
مودتي

كاملة بدارنه
03-07-2014, 02:51 PM
هناك من تكون السّعادة محلّقة فوق رؤوسهم ولا يشعرون بها لكثرة تذمّرهم, وعدم رضاهم
حريّ بنا أن ننعم بما منحنا الله وأكرمنا به .. وجميل أنّها أحسّت في النّهاية بقيمة ما تملكه
سرد شائق
بوركت
تقديري وتحيّتي
(أبناءها)

ناديه محمد الجابي
06-01-2022, 04:36 PM
قد نظن أن الزمن لا يمر حين نعيد كل يوم نفس ما نفعله كل يوم
إنه الروتين الذي يخنق الوقت ويذبح العمر ـ يقيد أمانينا وأحلامنا
ويرمي بشباكه على تفكينا فيقتل المشاعر.
لذا يجب أن نخلق في حياتنا نوع من التغيير لكسر الروتين لنستعيد
الإحساس بالسعادة الأسرية التي افتقدناها بسبب الرتابة.
قصة اجتماعية واقعية بسرد موفق وشائق ونظرة تفاؤلية.
دمت بكل خير.
:001::nj::0014: