المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ويقسو الزمن



رشدي مصطفى الصاري
21-03-2009, 08:05 PM
كنت عائدا" من قريتي أرمناز التي تبعد عن مدينة حلب ثمانين كيلو مترا"بعد يوم عطلة قضيته في بلدتي وبعد ساعتين من العنين والصخب ...بين الغفوة والصحوة ....بين الحلم والواقع في أحضان ميكرو الباص
وعلى أصوات معاون السائق ....لابد لأي انسان مسافر في هذا الصاروخ الأرضي...لابد له من الارهاق والتعب . وبين ثقل الارهاق والتعب والرغبة في الوصول الى غرفتي في المدينة الجامعية في أقرب حين من الزمن......أطلقت العنان لساقي للوصول الى محطة النقل الداخلي .....وصلت بآخر الأنفاس الى المحطة وانتظرت كثيرا" من الدقائق يجوز للبعض أن يسميها أجزاء من الساعة الى أن وصل الفرج أخيرا"..
وتلوح البسمة على شفاه المنتظرين ....ولاشك بأنها بسمة الأنتصار على من....يعلم الله وبدون أن أشعر وجدت نفسي داخل الباص....(منوها" الى الأزمة التي عانت منها مدينة حلب أثناء قلة00000000
الباصات قبل قدوم ميكرو الباصات الصغيرة)أسندت رأسي على متراس….صنعه لنا بعض من مبتكري الغرب لأنهم يعرفون أننا شعب ذو عضلات مفتولة شعب راق….لابأس …فقد أسدلت الستار على عيني وسرحت في هذا العالم الغريب ….وفجأة وبلمسة فنية على الفرامل يؤديها سائق الباص المخضرم وجدت نفسي مضطرا" الى أن أمسك بكل ما أملك من قوة ذلك المتراس المخصص لنا..وأعدت الكرة وأرخيت الستار لتينك العينين ….وقبل أن تلفا بالظلمة التي تخفي النور …آلاف من الصور …سجلت على عدسات عيني ..مشاهد رسمت ..والى الدماغ وبسرعة فائقة نقلت وحفرت ,ياترى ما الذي حصل في هذه الأجزاء من الثانية ,ما الذي رأته عيناي …ما الذي جعلني أتسمر في مكاني بل جعلني أنتفض كعصفور مبلل الجناحين يحاول التحليق, لوحة بديعة صممها خالق هذا الكون ….بابداع واعجاز بالغين ..كانت هذه اللوحة فتاة شقراء اللون متموجة الشعر الى حد الخيال ..خضراء العينين تلفها دموع الحنان والرقة.. ورمشان أجمل مافيهما أنك تراهما حارسين لتلك العينين بأبوية فائقة ورفق واضح نظرة آمنت من يومها بالنظرات القاتلة…لوحة فنان مبدع يتميز بما يضيفه من رتوش جميلة تضفي على لوحته تقنية عريقة تنم عن قدرة خارقة …قوام جميل ووجه أجمل وبسمة رائعة ,كانت مكملة بكل ماتعني الكلمة ,لاأنكر على نفسي أنها وقسما" سحرتني …بل جعلتني أهتز الى حد الرجفان 0 وتبدا" رحلتي معها …رحلة ميكرو النقل الداخلي القصيرة كنت أدعو الله أن تطول هذه الرحلة الى حد اللانهاية ...لاأدري ماالذي حصل لعيني وكعادتي من الخجل والحياء الموروث الذي تأصل في ألا أكون ثقيلا" على أحد …لكن ما باليد حيلة فلم تعد أوامري تنفذ فقد خرجت المشاعر عن طوع ارادتي ,أدفع العينين بعيدا" لاجدها تعود وتستقر في وجهها.. أستغفر الله العظيم بدأت أقولها وأرتلها وكأني وقعت في شرك أجبرني على اقتراف الخطيئة …أستغفر الله أقولها حتى أن من في الباص انتبهوا الى تلك التراتيل ووافقوني عليها لأنها كانت مناسبة للواقعة فقد كانوا دهشين مثلي … ويستمر الجريان وكعادتها بأن الحياة ستنتهي بقصة الموت …أشرفت الرحلة على الانتهاء … وتستعد الشقراء للنزول …تحركت بيمناها كل أحاسيسي ترقبها تودعها بل ترافقها بنظرة أسى وحزن ,نظرة وداع أخيرة …تتلو اليمنى باليسرى …ياآلهي ….ياليتها ما تلتها ماذا تريني عيناي ..ماذا أشاهد …هذه الكوكبة البراقة هذه الوردة اليانعة تحني قدها خجلا" وتقول للناس المدهوشين بل تناجي ربها….بدمعة خفية ببكاء باطني …برقة مأساوية تقول انظروا فجميلتكم ملوية اليسرى عرجاء كما تسمونها تتكئ على عصا أخفتها بذوق عجيب…صمت غريب …وقفة حيرى وقفة تساؤل…وبدون أي شعور تقدمت خطوة ورجعت أخرى من أجل ماذا لاأدري ,وعدت الى تراتيلي أقول أستغفر الله… أسغفر الله…وكأن قلوب الناس داخل هذا الصاروخ الارضي اصبح سماويا بحق0000 بدات ترتل استغفر الله بصوت واحد وروح واحدة كانت الأصوات واهنة حزينة وتنزل الجميلة راسمة على محياها لمسة خجل تتلو الكبرياء التي علتها قبل قليل فقد كانت سيدة مرموقة يميل البعض الى حسدها والآخر الى الاعجاب بها …والآن وفي لحظة تهوي من نظرات الحسد والاعجاب الى نظرات قد تشوبها احكام قلوب قاسية …سبحانك ربنا أنت أعلم منا بخلقك وباعجازك ,لك الحكمة والموعظة. 0
الدكتور رشدي الصاري--------------------------------------------------------------- الرياض

آمال المصري
23-03-2009, 11:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله العظيم الخالق
له من الحكمة والموعظة ماتجعلنا نتيه تفكيراً في خلقه
رائعة أرغمتني على متابعة أحداثها
حتى جاءت النهاية صفعة ألم لم أتوقعها
الأستاذ الدكتور / رشدي مصطفى
أجدت تصوير الحدث وألبسته ثوباً شيقاً تجذب معك القارئ حتى أخر نظرة
جلَّ الاحترام والتقدير


همسة
أرجو مراجعة النص قبل النشر لتجنب الهنات الكيبوردية
والإهتمام بالهمزة في جميع مواضعها
ومراعاة علامات الترقيم
وكذا البعد عن بعض الألفاظ العامية
مثل : ياترى - تستبدل ب ( تُرَى )
و ماالذي حصل لعيني - تستبدل ب (ماحدث لعيني )
وهكذا
ليكتمل الإبداع

رشدي مصطفى الصاري
29-03-2009, 12:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله العظيم الخالق
له من الحكمة والموعظة ماتجعلنا نتيه تفكيراً في خلقه
رائعة أرغمتني على متابعة أحداثها
حتى جاءت النهاية صفعة ألم لم أتوقعها
الأستاذ الدكتور / رشدي مصطفى
أجدت تصوير الحدث وألبسته ثوباً شيقاً تجذب معك القارئ حتى أخر نظرة
جلَّ الاحترام والتقدير
الأستاذة رنيم
متعة الكاتب تكمن في قراءة نصوصه من قبل قلوب نقية تتفاعل مع الكلمة الطيبة والإحساس الصادق
لك مودتي وتقديري

همسة
أرجو مراجعة النص قبل النشر لتجنب الهنات الكيبوردية
والإهتمام بالهمزة في جميع مواضعها
ومراعاة علامات الترقي
وكذا البعد عن بعض الألفاظ العامية
مثل : ياترى - تستبدل ب ( تُرَى )
و ماالذي حصل لعيني - تستبدل ب (ماحدث لعيني )
وهكذا
ليكتمل الإبداع

إدريس الشعشوعي
29-03-2009, 01:11 PM
الأخ الفاضل رشدي

أسعدني كثيرا رصدُك لما شهدتَهُ في رحلتك القصيرة ، فمجرّد الرّصد يعدُّ محاورة بنّاءة و يثيرُ الكثيرَ ممّا ينبغي الوقوفُ عنده ، و أعجبني سردُك الذي يشدُّ الانتباه و يجعلُ القارئ يتفاعلَ مع القاصّ و واقعه الروتيني تارةً أو ما يعرِضُ لهُ من مستجدّ .

و الحقّ أنّ تعبير و يقسو الزّمن كعنوان ، ربّما هو تعبيرٌ عن حالة الصّدمة إلى حدّ كبير .

و لا شكّ أنّ ما يحدثُ حوالينا ، و ما يوجد بواقعنا ممّا شهدناه أو لم نشهدهُ فيه الكثير من العبر و الحكم التي أرادَها الله .

و هي ذي الدّنيا يا صديقي ، على أنّ حقيقة النّعمة و جوهرَها في مقياسِ الحقيقة و العاقبة هي شكرُ الله و الرّضا بعطائه و قسمته و قدره .

أمّا المظاهر فلم تزل مظاهراً تأتي و تذهب ، و تكملُ و تنقص .

تقبّل تحياتي و اعجابي بقصّتك و رصدك و سردك الجميل .

دمتَ بخير .

رشدي مصطفى الصاري
29-03-2009, 01:59 PM
الأستاذ الفاضل الشاعر إدريس
اشكر لك هذه القراءة الجميلة والولوج في خفايا النفس البشرية والرضا بحكمة الله في خلقه
وقد أسعدني تواجدك الطيب ---------- ولتتسامى أرواحنا نحو الفضيلة
لك مودتي أيها الشاعروالصديق العزيز

ناريمان الشريف
29-03-2009, 03:21 PM
أخي رشدي
بعد السلام عليك
.. لا أخفيك .. لا أحب كثيراً الكتابات المطولة .. خاصة تلك التي كتبت بخط صغير
ولكن .. كلماتك أجبرتني على متابعة ما ورد فيها حتى نهايتها ..
ووددت لو أنك استرسلت في وصف الفتاة الشقراء أكثر..
فحب الفضول لمعرفة التفاصيل فرضه علي من أسلوبك السردي الرائع ..
أهنئك بصدق
آخر ما أقول .. سبحان الله العظيم الحكيم

....... الى هنا
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

رشدي مصطفى الصاري
29-03-2009, 08:53 PM
أخي رشدي
بعد السلام عليك
.. لا أخفيك .. لا أحب كثيراً الكتابات المطولة .. خاصة تلك التي كتبت بخط صغير
ولكن .. كلماتك أجبرتني على متابعة ما ورد فيها حتى نهايتها ..
ووددت لو أنك استرسلت في وصف الفتاة الشقراء أكثر..
فحب الفضول لمعرفة التفاصيل فرضه علي من أسلوبك السردي الرائع ..
أهنئك بصدق
آخر ما أقول .. سبحان الله العظيم الحكيم

....... الى هنا
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

الأستاذة والإعلامية ناريمان الشريف
بداية أشكر صراحتك ---وكلماتك الشفافة
أختي الفاضلة:أحيانا"طبيعة الموضوع والأحداث تفرض نفسها أثناء القصة وتعلمين تماماً بأن الكاتب يمكن أن يحدد بداية القصة -------لكنه لايعرف كيف ستنتهي
وهذه المتابعة الجميلة منكم لسطوري ليست إلا شهادة أعتز بها
مودتي واحترامي ...........
أسعدني تواجدكم الطيب..........رشدي

د. سمير العمري
08-12-2012, 06:09 PM
كل شيء بقدر ، ورغم وصف لواقع البشر ممن يهتمون بالمظهر فقط إلا أن النص منفتح على إساقاطات أخرى.

وددت فقط لو اعتنيت قليلا باللغة وبأسلوب القص من الناحية الأدبية.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

ربيحة الرفاعي
11-12-2012, 02:54 AM
لله في كل أمرنا حكمة
قد لا نعيها في المصائب لكن فيها خيرنا

نص جميل الفكرة موفق الرسالة والاسقاط
لم تكتمل حبكته القصية تماما، لكن السرد جاء شائقا

دمت بألق أيها الكريم

تحاياي

نداء غريب صبري
20-12-2012, 09:27 PM
قصة جميلة
استمتعت بقراءتها


اشكرك أخي

بوركت

محمد الشرادي
20-12-2012, 09:37 PM
اقبح الأعطاب ما أصاب العقول و النفوس أم غيرها فيهون.
شكرا على هذا النص الجميل.
مودتي