المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا قُدْسُ قَدْ غَامَتْ رُؤاي



عبدالعزيز جويدة
21-03-2009, 10:54 PM
شعر عبدالعزيز جويدة


(1)
يا قدسُ قد غامتْ رُؤاي
يا قدسُ أنتِ سَجينةٌ
والقيدُ أوَّلُهُ يداي
يا قدسُ أحلُمُ كُلَّ يومٍ
أنْ يضُمَّكِ ساعِداي
يا قدسُ مَثْقوبٌ أنا
كَثُقُوبِ ناي
فَلْتعزِفي حُزني لأبكي
رُبَّما هدَأتْ خُطاي
يا قدسُ جِسمي طَلقَةٌ
فَلْتُطلقيها واعلمي
أنَّ البِدايَةَ منكِ كانتْ مُنتهاي
(2)
يا قدسُ قالوا مِن سِنينْ :
أشجارُ أرضِكِ سوفَ تُزهِرُ ياسَمينْ
عارٌ علينا
كَفِّني عارَ العُروبَةِ وادفِني في الطينْ
كُلُّ المزارعِ فيكِ تَطرحُ لاجئينْ
فبأيِّ وجهٍ إنْ سُئلنا مِن صِغارٍ
يَسألونَ عن الوطنْ :
في أيِّ خَارِطَةٍ فَلسطينُ التي
ما عادَ يَذكُرُها الزمنْ ؟
ماذا نقولْ ..
والطِفلُ يُولَدُ في فَلسطينِ المَراثي ،
في فلسطينِ المحنْ ..
بِيَدٍ تَشُدُّ على الزِّنادِ
وفي اليدِ الأُخرى كَفَنْ ؟
(3)
يا قدسُ يا حُزناً يُسافرُ في جَوانِحِنا
ويَكْبُرُ كالنَّخيلْ
مِن أرضِ "يافا" "للجَليلْ"
في كلِّ شبرٍ كَمْ قتيلْ
يا قدسُ يا جُرحاً بلونِ الدَّمِّ ،
أو لونِ الأصيلْ
أُمِّي على بابِ المُخيَّمِ تُحتَضَرْ
والموتُ يأكُلُ وجهَهَا الرحْبَ الجميلْ
أمي تقولُ وصوتُها مُتقطِّعٌ :
كَفٌ يدُقُ المستحيلْ
جَهِّزْ خُيولَكَ يا بُنيْ
واقتُلْ عدُوَّكَ قبلَ أنْ تغدو
قتيلْ
(4)
يا قدسُ يا وطني الحَنونْ
هل نحنُ حقاً عائدونْ ؟
أم أنَّها أُكذُوبَةٌ
كي يستمرَّ الحاكمونْ ؟
يا قدسُ مجروحٌ أنا
والجُرحُ ينزِفُ في جنونْ
يا قدسُ مذبوحٌ أنا
والذّبحُ ممتدٌّ مِنَ الشُّريانِ حتى مُهجتي
يا قُدسُ طالتْ غُربتي
قالوا: مُحالٌ عودتي
لكنَّني بعزيمتي
سأشقُّ جسمي خندقًا
منِّي إليكمْ
ثمَّ أعبرُ جُثَّتي
(5)
يا قدسُ يقتُلُني التَّذَكُّرُ، والتفكُّرُ،
والحنينُ إلى رُؤاكِ
يا قدسُ معذورٌ أنا
إنْ كنتُ أسجُدُ رهبةً
لو صادفتْني نَفْحَةٌ فيها شَذَاكِ
فالمسجِدُ الأقصى يعيشُ بداخلي
سُبحانَ مَنْ أسرى وباركَ في ثَراكِ
يا قدسُ" مَرْيَمُ" لا يزالُ بِحضنِها "عيسى "
فَهُزِّي نخلةً
يَسَّاقَطِ الرُّطَبُ الجميلْ
يا قدسُ هذا مستحيلْ
يا قدسُ"حِطينُ" انتهتْ
و"صلاحُ" عادَ مُكبَّلاً في ظُلمةِ الأسرِ الطويلْ
والعُقمُ داءٌ قدْ أصابَ قلوبَنا
وأصابَ أشجارَ النخيلْ


(6)

يا قدسُ أحلُمُ أنْ أعودْ
يا قدسُ ضِقْتُ مِنَ التسكُّعِ في إشاراتِ الحدودْ
يا قدسُ جثَّةُ طفلتي
تطفو بعيني كُلما دمعي يجودْ
يا قدسُ هذا مَوطني
يا قدسُ أحلُمُ أنْ أُصلِّيَ في الرحابِ
ولا أعودْ
وبأن أُطهِّرَ مِن دمائي كُلَّ أرجاسِ اليهودْ
قَسَماً إذا
يوماً دخلنا المسجدَ الأقصى
سأفرشُ جَفْنَ عيني للسجودْ
وأظلُّ أصرُخُ في القيامِ وفي القُعودْ
يا قدسُ يا عربيَّةً
مُنذُ البدايةْ
ولِحينِ ينفَضُّ الوجودْ

مجذوب العيد المشراوي
22-03-2009, 12:23 AM
أنغام من قدس وزهور .. أحييك

درهم جباري
22-03-2009, 06:55 AM
نص باذخ يستحق أن يُعلق على جدرن القلب
ويُخزن في الذاكرة

شاعرنا القدير / عبدالعزيز جويدة ..

أوجعني حنينك وأبكاني أنينك

اللهم فك أسرالقدس من يد الغاصبين

وأسرنا من يد الحكام الخونة إنك على كل شيء قدير .

أيها الشاعر الحر لك محبتي وإجلالي .

د عثمان قدري مكانسي
22-03-2009, 07:16 AM
حكيمة أمك أيها الشاعر الفذ حين تأمرك أن تقتل عدوك قبل أن يقتلك ، إنه حريص على ذلك .
أما القدس فليست عربية ، لقد ضيّعها العرب حين نادوا بالعروبة الزائفة .
فإذا نادى المجاهد : حيّ على الجهاد وانطلق المسلمون إليها براية : لا إله إلا الله محمد رسول الله عادت إلى الحظيرة بإذن الله .

أميرة عمارة
22-03-2009, 07:32 PM
كُلُّ المزارعِ فيكِ تَطرحُ لاجئينْ

الله,, صورة أعجبتني جدا,, قصيدتك رائعة أخي الكريم,, شعور قوي وإصرار علي الحق هو أجمل ما فيها..
لن ننسي- ولا نستطيع أن ننسي للحظة واحدة
سيحفظ الصغار الوصية
شكرا لك أخي

مازن لبابيدي
22-03-2009, 08:04 PM
شعر عبدالعزيز جويدة
...
يا قدسُ قالوا مِن سِنينْ :
أشجارُ أرضِكِ سوفَ تُزهِرُ ياسَمينْ
عارٌ علينا
كَفِّني عارَ العُروبَةِ وادفِني في الطينْ
كُلُّ المزارعِ فيكِ تَطرحُ لاجئينْ
فبأيِّ وجهٍ إنْ سُئلنا مِن صِغارٍ
يَسألونَ عن الوطنْ :
في أيِّ خَارِطَةٍ فَلسطينُ التي
ما عادَ يَذكُرُها الزمنْ ؟
ماذا نقولْ ..
والطِفلُ يُولَدُ في فَلسطينِ المَراثي ،
في فلسطينِ المحنْ ..
بِيَدٍ تَشُدُّ على الزِّنادِ
وفي اليدِ الأُخرى كَفَنْ ؟
...

أخي عبد العزيز جويدة :
القدس لنا وستبقى وتعود لنا بإذن الله ، مادام فينا من يحبها ويقدسها مثلك .
كلمات صادقة فيها الحب والألم والعزيمة والأمل .
أحيي إبداعك

إدريس الشعشوعي
22-03-2009, 08:22 PM
ما شاء الله

رائعة ، رائعة هذه الكلماتُ السّحرية

التي تعزفها

تخترِقُ بريشتك قلوبنا ، و أعماقنا

و ترسُمُ بألوانِ مشاعرنا المكبوتة لوحتك

فنقرؤها ، فنسبّحُ الله : سبحان الله

أنتَ تكتبُنا أيّها الشاعر

شاعرٌ أنتَ ، هل تكفيكَ شهادتي ؟؟؟

بارك الله في مشاعرك و شعرك و مواهبك

تقبّل تحياتي و تقديري

د. سمير العمري
27-03-2009, 10:33 PM
هذا نص شعري فاره يقدم لنا شاعرا مدركا لقيمة الحرف ولفن الحرفة ، هو نص شاعري لا يخلو من لمحات فكرية وفلسفية رائعة ويستحق الحفاوة في أفياء واحة الخير.

للتثبيت.


أهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.



تحياتي

د. نجلاء طمان
29-03-2009, 12:12 AM
يا قدسُ مَثْقوبٌ أنا
كَثُقُوبِ ناي
فَلْتعزِفي حُزني لأبكي
رُبَّما هدَأتْ خُطاي
يا قدسُ جِسمي طَلقَةٌ
فَلْتُطلقيها واعلمي
أنَّ البِدايَةَ منكِ كانتْ مُنتهاي
...

ربما خفت أن أقتبس فأخفت من ضوئها, لكنني قلت بازغٌ قمرها لا آفلٌ.

تقديري

صابر ربحي ابو سنينة
29-03-2009, 01:43 PM
يا قدسُ مَثْقوبٌ أنا
كَثُقُوبِ ناي
فَلْتعزِفي حُزني لأبكي

صورة وفكرة غاية في الروعة..
شاعر انت بحجم معشوقتك....
ادهش دائماً كلما قرأت لك قصيدة فلا املك الا العودة والعودة ولا امل
دام القك استاذي...

أحمد موسي
29-03-2009, 02:51 PM
باتت قضيه قدسنا هوجاء


تقبل مرورى أستاذي الكبير ولكن لى تعليق صغير
لماذا لاترد على من يعلقون على قصائدك
سبق وأن أخبرك أخي خالد الهوارى بهذا
هذا يرجع لك ولكننا نحب والله ونرجوا الشعور بحبنا فى قلبك
اعذرني لو تدخلت فيما لا يعنيني
ولكن هذا ما يقبع بقلبي

ابنك أحمد سعيد موسي

حازم محمد البحيصي
29-03-2009, 03:21 PM
هذا مداد من دم وشعرٌ من حسن الكلم
قصيد فاره بحق
رائع أنت
تحيتى لك

الطنطاوي الحسيني
30-03-2009, 04:56 PM
قالوا: مُحالٌ عودتي
لكنَّني بعزيمتي
سأشقُّ جسمي خندقًا
منِّي إليكمْ
ثمَّ أعبرُ جُثَّتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشاعر عبدالعزيز جويدة
ذكرنا اسمك بجويدة فاروق
وشعرك ايضا فيه نسمة منه
نص رائع وقصيدة فريدة واعدة
دمت بابداعك

الدكتور ماجد قاروط
01-04-2009, 01:00 PM
أخي العزيز ، نحن أمام قصيدة تأخذ من الحداثة الشعرية متطلباتها الحقة على غير منحى ، و نحن أمام شاعر بكل معنى الكلمة