نبيل الأصباشي
22-03-2009, 05:49 PM
نعلُ بغدادَ
[ودّعْ علوجَـكَ إنّ الركبَ منهزمُ = و هلْ تطيـقُ وداعـاً أيُّها القَـزَمُ]
نعــالُ بغدادَ أوهتْ قَرْنَ ناطحِهَا = نَخْنِـخْ برأسـِكَ إنَّ الرأسَ مُنْحطـِمُ
وشطُّ دجلةَ منذُ اليوم في صَيَدٍ = ونعـلُ عِرْنينـِهَا الشـمَّاخِ مُحتـرَمُ
إنْ كانَ في هامِكَ المُختالِ تاجُ عُلىً = ففي نِعـالِ عُلانـــا يُقهَرُ الشَّـمَمُ
أو كانَ يُزعَمُ في بغدادَ زهرُ شذىً = فانظرْ ففي نعلِنا الزهرَالذى زعمُوا
أو كنتَ تحلـمُ في بنيـانِ مملكـةٍ = فانظرْ شوامخَها في نعْـلِ مَنْ نقمُوا
أو كنتَ رقَّعـت للتاريــخِ أوسـمةً = منَ النعـالِ فنِعْمَ الرّقْـعُ ما تَسِـمُ
أو كان تاريخكَ السامي غدا علماً = من النعـالِ فنعم الشّـامخُ العَـلَمُ
مصانعُ النعلِ في بغـدادَ وافرةٌ = راجتْ تجارتُها حتّى اغتنى النَّسَمُ
هيَ الصواريخُ تعلو هامَ مُغتصبٍ = قد طُؤطئتْ دونَها الهاماتُ والقِمَمُ
حذاءُ بغدادَ يروي قصةً غَبَرتْ = منَ المآسي ويحكي ضيمَ مَنْ رَغِمُوا
إنْ كان نعلُكِ يا بغدادُ سيفَ وغىً = فلْتَعْلُ نعلُ الوغى هاماتِ مَنْ هُزِمُوا
ما كان للنعـلِ في تاريخِنَـا شـِيـَمٌ = حتّى اعتلتْ نعلُنا تسمو بها الشـِّيَمُ
هي النبالُ فسدِّدْ في الرؤوسِ وَتِهْ = بما رميـتَ ولا تأْبـَهْ لِمَـنْ وَجَـمُـوا
(1)
إنْ كانَ حابـلُهُـمْ قد رامَ نابلَـنَـا = فنعـلُنـا مـوجُ نَبْـلٍ هــاجَ يلتَـطِمُ
علوجُ بغـدادَ مازالتْ مُدجَّجَـةً = فأسـرجي النعـلَ يا بغدادُ ينهزمُوا
أما دَرَوْا أنَّ في دار العراقِ حِمىً = مَنْ داسَهُ غاصباً غاصتْ بهِ الحُمَمُ
ومَنْ يُصَعِّر خدوداً في مَضَاربِهِ = يَصْفَعْـهُ مُنتعِـلٌ منـَّـــــــا ومُنتـَقِـمُ
فارحلْ بجيشِك يابوشَ الهوانِ تَفُزْ = بنعلِنَـا لا بالخـرافاتِ التي زعمُوا
فنِفْطُنا لشعوبِ العُرْبِ ما بقيتْ = مهما اسـتبدَّ بـهِ الرومانُ و العَجَمُ
فكم حَلُمْتَ بأرضِ الرافديـنِ غِنَىً = فاسألْ شعوبَكَ هلْ فازُوا بما حَلُمُوا
هذي مغانيكَ في نيويوركْ قاحلةٌ = وهــذهِ شــَأْفَةُ الأمـوالِ تُلْتَـهَمُ
لم يبقَ في دارِ رُوماغيرُ فَدْفَدِهَا = فالمَرْجُ في يَبَسٍ والبُـرْجُ مُنْهَـدِمُ
وَلْيَشْقَ شعبُكَ في أَتُّونِ مااقترفتْ = كفَّـاكَ ،مِـنْ بعـدِ مَا فاضتْ بهِ النِّعَمُ
كمْ قدْ ترشَّـفْتَ مِنْ آلائنـَـا دَمَنَا = حتى تفشَّـى بنَـــا جـوعٌ ورِيـقَ دَمُ
ورحتَ تبكي على أجداثِنَــا أَسَـفاً = في خِبِّ ذي نَدمٍ..هلْ ينفعُ الندمُ؟
ارحلْ بجيشِكَ يابوشَ الهوانِ فلنْ = يفيـقَ إلا على أجداثنـَــا الحُـلُـمُ
انظرْ سـواعدَنا هلْ هدَّهَـا خَـوَرٌ = وانظرْ رجالَكَ كمْ غُمُّوا وكمْ سَئِمُوا!
نغـدو حُفاةً ولا نعنُـو لمغتصبٍ = ولو تَهَـرّأَ مِـنْ إِقْـدامِنــــــا القَدَمُ
هذا الفُراتُ على أرجائهِ احترقتْ = راياتُ مَنْ يَمَّمُوا شـطّيهِ واقتحمُوا
ياموعداً في حِمى الشطّينِ يرقبُهُ = شراعُنـا أَهُنَا أرسـى بكَ العَـلَمُ؟
(2)
أمْ أنَّ رُبَّـانَه قد تـاهَ عـنْ وطَـنٍ = فلا المغاني مغانيـــهِ ولا الأكـم
ولا الرشيدُ على شطّيه ذو شَمَمٍ = قد أوعدتْ خيـلُهُ ما عقَّـتِ العَجَمُ
* * *
يا كَرْخَ بغدادَ قد خرّتْ بنا هِمَمٌ = أودى بواشجِهَا الأهلونَ والرّحِمُ
زُلالُ دجلةَ كمْ أغرى أخا قدَحٍ = واليومَ أزرى بصفوِ المنهلِ العَنَمُ
وكمْ جثمناعلى هاماتِ مغتصبٍ = واليومَ أَخْنَتْ بناهاماتُ مَنْ جَثَمُوا
بالأمسِ أخَفَوْاوجوهاٍخلفَ ذيلِهِمُ = واليومَ في نعلِنا أخفَوْا وُجُوهَهُمُ
جاؤوا بدبّابةٍ حمقـاءَ مجرمةٍ = لكنّهم في زُنابى نعلِها ارْتَطمُوا
قالواهوالأمنُ لايُرجَى بغيرِعِدىً = فدِيسَ بالنعلِ ماقالوا وما زعمُوا
أيُرتجَى الأمنُ منْ تدبيرِشِرْذِمَةٍ = قد أمّرُوها على تدميرِ ما رسـمُوا
* * *
بوشانِ في الغَرْبِ قد بشَّتْ بوجْهِهِمَا = وُلاةُ قومي وما بشُّوا لقومِهِمُ
بل قطَّبُوافي وجوهِ الشعبِ أَجْبِنَةً = وللغرابينِ مِنْ أغرابِنَا ابتسمُوا
لاتعجبنَّ لبوشِ الغَرْبِ كمْ فتكَتْ = بنا صناديدُ أوباشٍ بما اجترَمُوا
(3)
أوباشُ بوشٍ وما يُحصى لهمْ عددٌ = كمْ في مُسمَّاهُمُ مِنْ إسْمِهِ أَمَمُ
ماذا جنينا منَ الهاماتِ شامخةً = بالعنتريّاتِ بلْ ماذا جَنَتْ لَهُمُ
ساديّةُ السّفكِ طبْعٌ في نفوسِهِمُ = وكيفَ يشبعُ مَنْ في طبْعِهِ النَّهَمُ؟
مقاصلُ الموتِ في ساحاتهم طُنُبٌ = شِيدتْ كأنَّ عُلاها الـسّامقُ الهَرَمُ
حُفَّـتْ بهمْ كقـلاعٍ عـزَّ طالبُـهَا = وفي دهَـاليزِهَــا خِـبٌّ وَمُتَّـهَمُ
ياكرْخَ بغدادَ لا نابتْك نائبـــــةٌ = ولا تردَّيْتَ مهما اهتـاجتِ الإِزَمُ
فمِنْ رُبَـاكَ خيـولُ النـصرِ قادمــةٌ = تدوسُ مَنْ عفَّرَتْ أرجـاءَك القَدَمُ
ومِنْ شـآمِ الأماني خيلُنا هَـدَرَتْ = وَلنْ تَصُدَّ مُنى أحلامِـنا الُّلجُمُ
* * *
د . نبيل قصاب باشي =
دبي في 24/2 1/2008=
[ودّعْ علوجَـكَ إنّ الركبَ منهزمُ = و هلْ تطيـقُ وداعـاً أيُّها القَـزَمُ]
نعــالُ بغدادَ أوهتْ قَرْنَ ناطحِهَا = نَخْنِـخْ برأسـِكَ إنَّ الرأسَ مُنْحطـِمُ
وشطُّ دجلةَ منذُ اليوم في صَيَدٍ = ونعـلُ عِرْنينـِهَا الشـمَّاخِ مُحتـرَمُ
إنْ كانَ في هامِكَ المُختالِ تاجُ عُلىً = ففي نِعـالِ عُلانـــا يُقهَرُ الشَّـمَمُ
أو كانَ يُزعَمُ في بغدادَ زهرُ شذىً = فانظرْ ففي نعلِنا الزهرَالذى زعمُوا
أو كنتَ تحلـمُ في بنيـانِ مملكـةٍ = فانظرْ شوامخَها في نعْـلِ مَنْ نقمُوا
أو كنتَ رقَّعـت للتاريــخِ أوسـمةً = منَ النعـالِ فنِعْمَ الرّقْـعُ ما تَسِـمُ
أو كان تاريخكَ السامي غدا علماً = من النعـالِ فنعم الشّـامخُ العَـلَمُ
مصانعُ النعلِ في بغـدادَ وافرةٌ = راجتْ تجارتُها حتّى اغتنى النَّسَمُ
هيَ الصواريخُ تعلو هامَ مُغتصبٍ = قد طُؤطئتْ دونَها الهاماتُ والقِمَمُ
حذاءُ بغدادَ يروي قصةً غَبَرتْ = منَ المآسي ويحكي ضيمَ مَنْ رَغِمُوا
إنْ كان نعلُكِ يا بغدادُ سيفَ وغىً = فلْتَعْلُ نعلُ الوغى هاماتِ مَنْ هُزِمُوا
ما كان للنعـلِ في تاريخِنَـا شـِيـَمٌ = حتّى اعتلتْ نعلُنا تسمو بها الشـِّيَمُ
هي النبالُ فسدِّدْ في الرؤوسِ وَتِهْ = بما رميـتَ ولا تأْبـَهْ لِمَـنْ وَجَـمُـوا
(1)
إنْ كانَ حابـلُهُـمْ قد رامَ نابلَـنَـا = فنعـلُنـا مـوجُ نَبْـلٍ هــاجَ يلتَـطِمُ
علوجُ بغـدادَ مازالتْ مُدجَّجَـةً = فأسـرجي النعـلَ يا بغدادُ ينهزمُوا
أما دَرَوْا أنَّ في دار العراقِ حِمىً = مَنْ داسَهُ غاصباً غاصتْ بهِ الحُمَمُ
ومَنْ يُصَعِّر خدوداً في مَضَاربِهِ = يَصْفَعْـهُ مُنتعِـلٌ منـَّـــــــا ومُنتـَقِـمُ
فارحلْ بجيشِك يابوشَ الهوانِ تَفُزْ = بنعلِنَـا لا بالخـرافاتِ التي زعمُوا
فنِفْطُنا لشعوبِ العُرْبِ ما بقيتْ = مهما اسـتبدَّ بـهِ الرومانُ و العَجَمُ
فكم حَلُمْتَ بأرضِ الرافديـنِ غِنَىً = فاسألْ شعوبَكَ هلْ فازُوا بما حَلُمُوا
هذي مغانيكَ في نيويوركْ قاحلةٌ = وهــذهِ شــَأْفَةُ الأمـوالِ تُلْتَـهَمُ
لم يبقَ في دارِ رُوماغيرُ فَدْفَدِهَا = فالمَرْجُ في يَبَسٍ والبُـرْجُ مُنْهَـدِمُ
وَلْيَشْقَ شعبُكَ في أَتُّونِ مااقترفتْ = كفَّـاكَ ،مِـنْ بعـدِ مَا فاضتْ بهِ النِّعَمُ
كمْ قدْ ترشَّـفْتَ مِنْ آلائنـَـا دَمَنَا = حتى تفشَّـى بنَـــا جـوعٌ ورِيـقَ دَمُ
ورحتَ تبكي على أجداثِنَــا أَسَـفاً = في خِبِّ ذي نَدمٍ..هلْ ينفعُ الندمُ؟
ارحلْ بجيشِكَ يابوشَ الهوانِ فلنْ = يفيـقَ إلا على أجداثنـَــا الحُـلُـمُ
انظرْ سـواعدَنا هلْ هدَّهَـا خَـوَرٌ = وانظرْ رجالَكَ كمْ غُمُّوا وكمْ سَئِمُوا!
نغـدو حُفاةً ولا نعنُـو لمغتصبٍ = ولو تَهَـرّأَ مِـنْ إِقْـدامِنــــــا القَدَمُ
هذا الفُراتُ على أرجائهِ احترقتْ = راياتُ مَنْ يَمَّمُوا شـطّيهِ واقتحمُوا
ياموعداً في حِمى الشطّينِ يرقبُهُ = شراعُنـا أَهُنَا أرسـى بكَ العَـلَمُ؟
(2)
أمْ أنَّ رُبَّـانَه قد تـاهَ عـنْ وطَـنٍ = فلا المغاني مغانيـــهِ ولا الأكـم
ولا الرشيدُ على شطّيه ذو شَمَمٍ = قد أوعدتْ خيـلُهُ ما عقَّـتِ العَجَمُ
* * *
يا كَرْخَ بغدادَ قد خرّتْ بنا هِمَمٌ = أودى بواشجِهَا الأهلونَ والرّحِمُ
زُلالُ دجلةَ كمْ أغرى أخا قدَحٍ = واليومَ أزرى بصفوِ المنهلِ العَنَمُ
وكمْ جثمناعلى هاماتِ مغتصبٍ = واليومَ أَخْنَتْ بناهاماتُ مَنْ جَثَمُوا
بالأمسِ أخَفَوْاوجوهاٍخلفَ ذيلِهِمُ = واليومَ في نعلِنا أخفَوْا وُجُوهَهُمُ
جاؤوا بدبّابةٍ حمقـاءَ مجرمةٍ = لكنّهم في زُنابى نعلِها ارْتَطمُوا
قالواهوالأمنُ لايُرجَى بغيرِعِدىً = فدِيسَ بالنعلِ ماقالوا وما زعمُوا
أيُرتجَى الأمنُ منْ تدبيرِشِرْذِمَةٍ = قد أمّرُوها على تدميرِ ما رسـمُوا
* * *
بوشانِ في الغَرْبِ قد بشَّتْ بوجْهِهِمَا = وُلاةُ قومي وما بشُّوا لقومِهِمُ
بل قطَّبُوافي وجوهِ الشعبِ أَجْبِنَةً = وللغرابينِ مِنْ أغرابِنَا ابتسمُوا
لاتعجبنَّ لبوشِ الغَرْبِ كمْ فتكَتْ = بنا صناديدُ أوباشٍ بما اجترَمُوا
(3)
أوباشُ بوشٍ وما يُحصى لهمْ عددٌ = كمْ في مُسمَّاهُمُ مِنْ إسْمِهِ أَمَمُ
ماذا جنينا منَ الهاماتِ شامخةً = بالعنتريّاتِ بلْ ماذا جَنَتْ لَهُمُ
ساديّةُ السّفكِ طبْعٌ في نفوسِهِمُ = وكيفَ يشبعُ مَنْ في طبْعِهِ النَّهَمُ؟
مقاصلُ الموتِ في ساحاتهم طُنُبٌ = شِيدتْ كأنَّ عُلاها الـسّامقُ الهَرَمُ
حُفَّـتْ بهمْ كقـلاعٍ عـزَّ طالبُـهَا = وفي دهَـاليزِهَــا خِـبٌّ وَمُتَّـهَمُ
ياكرْخَ بغدادَ لا نابتْك نائبـــــةٌ = ولا تردَّيْتَ مهما اهتـاجتِ الإِزَمُ
فمِنْ رُبَـاكَ خيـولُ النـصرِ قادمــةٌ = تدوسُ مَنْ عفَّرَتْ أرجـاءَك القَدَمُ
ومِنْ شـآمِ الأماني خيلُنا هَـدَرَتْ = وَلنْ تَصُدَّ مُنى أحلامِـنا الُّلجُمُ
* * *
د . نبيل قصاب باشي =
دبي في 24/2 1/2008=