المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شَهيدَ غَزَّةَ



د. توفيق حلمي
23-03-2009, 01:00 AM
شَهيدَ غَزَّةَ لا شِعْري وَلا كَلِمي=يُوفِيكَ حَقّاً وَقَد أُحْييتَ في الكَلِمِ
فأينَ رِزْقُ قَريضٍ بِتُّ أقْرِضُهُ=مِمَّا رُزِقْتَ لَدىَ الرَّزّاقِ والحَكَمِ
وإنْ أقَمتُ قُصوراً مِنْ ذُرا فَعَلُنْ=فَهَلْ تُباري قُصورَ الخُلْدِ في القِمَمِ
وَأيْنَ قَدْري إذا ما ساقَنا مَلَكٌ=إلى المَليكِ وَكانَ القَدْرُ بالهِمَمِ
فاشْفَعْ كَما شِئْتَ قَد أوتيتَ مَكْرُمَةً=وَذاكَ خَصْمُكَ في الأصْفادِ فاخْتَصِمِ
وَاسْألْ طُغاةَ الدُّنىَ والحَقُّ مُنتَصِرٌ=مَنْ مِنْكُمُ اليَوْمَ أمْسىَ غَيْرَ مُنْهَزِمِ
وَاذْكُرْ زَماناً لَهُمْ في الأرْضِ مُنْصَرِماً=وكَيْفَ عاثوا فَساداً دونَما حُرُمِ
شادوا لِطُغْيانِهِمْ صَرْحاً بِزائِلةٍ=وَكُلُّ صَرْحٍ طَغىَ إنْ عادَ يَنْهَدِمِ
غَرَّتْهُمُ القُوَّةُ الحَمْقاءُ تَدْفَعُهُمْ=إلىَ الحَضيضِ بِلا دينٍ وَلا قِيَمِ
وَهُمْ كثيرٌ وَإنْ كانوا سَواسِيَةً=قَدْ سادَ وِسْواسُهُم والسَّمْتُ في الخَدَمِ
أغْواهُمُ الكُفْرُ فانْساقوا جَبابِرةً=واليَوْمَ سيقوا إلىَ الجَبَّارِ مُنْتَقِمِ
وَكُلُّ عَيْنٍ لَهُمْ في العَرْضِ زائِغَةً=تَرىَ بِدايَتَها في سُوءِ مُخْتَتَمِ
فانْظُرْ مَنازِلَهُمْ في بِئْسَ هاوِيَةٍ=وَاشْهَدْ مَصارِعَهُم في سَاحَةِ النَّدَمِ
فَأيْنَ هُمْ مِنْ مُنِيْراتٍ مُعَلَّقَةٍ=بِالعَرْشِ تأوي لَها رُوحُ الشَّهيدِ سَمي
وَأيْنَ هُمْ مِنْ جِنانِ الخُلْدِ تَدْخُلُها=فَتِلْكَ عَدْنٌ وَتِلْكََ الحُورُ فابْتَسِمِ
وَخُذْ مَكانَكَ بَيْنَ الصَّحْبِ مُتَّكِئاً=عَلىَ الأرائِكِ وَانْظُرْ ها هُنا وَدُمِ
فَذاكَ وَعْدُكَ في الأخْرىَ تُناظِرُهُ=وكُلُّ أمْرِكَ في الأولىَ لَمَا يُضَمِ
وَكُلُّ شَأْنِ الدُّنىَ قَدْ باتَ مُنقَضِياً=وَكُلُّ شَيءٍ بِها أفْضىَ إلىَ العَدَمِ
فاذكُرْ بَلاءََكَ في الدُّنْيا وَغابِرِها=فَقَدْ بُليتَ بِمُرِّ القَهْرِ وَالألَمِ
إذْ أخْرَجَتْكَ ذِئابُ الإنْسِ غاصِبَةً=أرْضاً وَداراً وَزَيتوناً إلىَ الخِيَمِ
مَحَوا فَلسْطينَ حَرْفاً في خَرائِطِهِمْ=وَأطْلقوا وَصْفَ إسْرائيلَ بِالزَعَمِ
سََبْعونَ عاماً وَمازالَتْ مَجازِرُهُمْ=في كُلِّ سِفْرٍ لَدىَ التَّاريخِ كَالوَرَمٍ
وَكُلُّ سَطْرٍ بِها يَصْطَكُّ مِنْ فَزَعٍ=وَكُلَُ حَرْفٍ بِها يَلْتاعُ مِنْ جُرُمِ
فَاقْرََأ هُنالِكَ أحْداثاً مُرَوِّعَةً=بِدَيْرِ ياسينَِ والأقْصىَ وَما انْكَتَمِ
فَالعًيْنُ وَالْلِدُّ والصِفْصافُ أوْ صَفَدٌ=أصابَها القَرْحُ مِثْلَ القُدْسِ والتُّخَمِ
وَتِلكَ حيفا وَيافا إنْ تَسَلْ وَجَمَتْ=وَخانُ يونُسََ أوْ نابُلْسَ تَتَّهِمِ
وَهاتِ قَبْيَةَ وَالطَنْطورَ أوْ رَفَحَا=تَحْكي لِرَمْلَةِ والسَّمُّوعِ عَنْ الأََََثِمِ
حَتَّىَ المُخَيَّمَ في لُبْنانَ سائِرَهُ=بِهِ الكَوارِثُ مِنْ صََبْرا لِكُلِّهِمِ
وَمَزَّقوا جَسَداً قَدْ كانَ مُتحِّداً=إلىَ شَتاتٍ وَأجْزاءٍ وَمُنْفَصِمِ
أَمْسَتْ فَلَسْطينُ ثَكْلىَ بَعْدَ دَوْلَتِها=وَقُسِّمَتْ بِقَرارٍ مِنْ خَنا الأُمَمِ
فَمَهَّدوا الأرْضَ لِلصُّهْيونِ يَقْطُنُها=في القَلْبِ مِنْ أُمَّةِ الإسْلامِ بِالضِيَمِ
فَكانَ ما كانَ مِنْ حَرْبٍ وَمُعْتَرَكٍ=وَصارَ ما صارَ مِنْ خُذلانِ بالقِمَمِ
وََمِنْ صِراعٍ وَثَوْراتٍ بِلا عَدَدٍ=إلىَ لِجانٍ وَتَسْليمٍ بِلا غُنُمِ
وَضاعَ حَقُّكَ حَتَّىَ بِتَّ مُحْتَجَزاً=في ضَفَّةٍ أو قُطاعٍ أو لَدىَ ابْنِ عَمِ
وَفي الظَّلامِ يَدُ الموسادِ زاحِفَةٌ=وَسُمُّ فَرِّقْ تَسُدْ تُخْفيهِ في الدَّسَمِ
فَأوْقَعَتْ فِرَقاً في الشَّرْكِ غافِلةً=وَاسْتَقْطَبَتْ فِئَةً مِنْ بائِعي الذِّمَمِ
فَكانَ أَنْ أَضْعَفَتْ أَيْدي مُقاوَمَةٍ=وَكانَ أَنْ شَتَّتَتْ جَمْعاً لِمُلتَئِمِ
وَحانَتِ السَّاعَةُ المَضْبوطُ عَقْرَبُها=لِلَدْغِ ما عَقَروا قَبْلاً بِنابِهِمِ
شَقُّوا الصُّفوفَ لِكَي تَرْضىَ بِما فَرَضوا=وَأخْضَعوا سُلْطَةً أَضْحَتْ كَما النَسَمِ
بَذَلْتَ جَهْداً لِلَمِّ الشَّمْلِ فَاخْتَلَفوا=وَرُمْتَ حَلاًّ لِرَأبِ الصَدْعِ لَمْ يُرَمِ
فَكَيْفَ تَرْضىَ بِتَوقِيعٍ كَما اشْتَرَطوا=عَلىَ صُكوكِ فَلَسْطينَ لِمُسْتَلِمِ
كَظَمْتَ غَيْظَكَ حِيناً لا تُجادِلُهَمْ=وَرُحْتَ تَصْبِرُ أحْياناً عَلىَ الكَظَمِ
فَقاطَعوكَ لِكي يََقْضوا عَلىَ فِئَةٍ=أبَتْ عَلىَ نَفْسِها اسْتِسْلامَ لِلرِمَمِ
حَتَّى انْتَفَضْتَّ وَلَمْ تَرْضَخْ لِسُلْطَتِهِمْ=فَلَنْ تُوَقِّعَ مَهْما كَانَ مِنْ نَقَمِ
فَتِلكَ أرْضي بِإذْنِ اللهِ أُرْجِعُها=وبِالجِهادِ وَبَذْلِ الرُّوحِ والغُرَمِ
ويافَلسْطينَ مَهْما مَرَّ مِنْ زَمَنٍ=فَأنْتِ عائِدَةٌ يَوماً إلىَ الرَحِمِ
فَلا اعْتِرافَ بإسْرائِيلَ أقبََلُهُ=وَلَنْ يَعودَ الحِمىَ إلا بِمُقتَحِمِ
فَحاصَروكَ لِكي يُمْلوا شُروطَهُمُ=فَكُنْتَ في غَزَّةَ العَزْلاءَ كالهَرَمِ
وَما تَراجَعْتَ يَوْماً قَيْدَ أُنْمُلَةٍ=وَما تَنازَلْتَ عَنْ حَقِّ لِمِلْءِ فَمِ
وَهَل يُفارِقُ حَقاً غَيْرَ ذي أرَبٍ=وَهَلْ يُوافِقُ غَبْناً غَيْرَ ذي وَصَمِ
ولَيْسَ مَنْ يَرفَعُ الرَّاياتِ لاهِيَةً=كَمَنْ يُخَضِّبُ ثَوْباً في الوَغىَ بِدَمِ
وَسائَهُمْ فيكَ إسْلاماً لا تُقايِضُهُ=مَهْما يُحاوِلُ عَبدٌ مِن بَني نَعَمِ
أصْبَحْتَ رَمْزاً لِمَنْ لا يُشتَرىَ أبَداً=وَمَنْ يُجاهِدُ لا يَلوي عَلىَ أمَمِ
وَغاظَهُمْ فيكَ عَزْماً لَم يَلِنْ أبَداً=حَتّىَ وإنْ فاضَ فِيكَ الكَيْلُ بالضِيَمِ
فلَمْ يَكُنْ لَهُمُ كي يَكْسِروكَ سُوىَ=آلاتِ جَيشٍ تُبيدُ الأُسْدَ في الأُجُمِ
لا بِدْعََ أنْ يَزحَفوا والغِلُّ يَسْبِقُهُمْ=فَهُمْ عَدُوُّ وبِالمِرصادِ مِن قِدَمِ
فَكَمْ ناهَضوا دَوْلَةَ الإسْلامِ مُذْ نَهَضَتْ=وَناصََبوها عَداءً كَيْفَما التُّهَمِ
وَحارََبُوكَ جَميعاً وَيْلَ مُعْتَرِضٍ=يَأبىَ انْصياعاً كَما القُطْعانِ وَالغَنَمِ
ما اسْتَهْدَفوكَ بِحَرْبٍ حِينَ سَطوَتِهِمْ=إلا لِكَي يَقْهَروا الإسْلامَ مِنْ نَقَمِ
فاذكُرْ صُمودَكَ حينَ الكَرِّ مُحْتَدِمٍ=بِرَبعِ غَزَّةَ يَوْمَ الحادِثِ العَمَمِ
بَرْقُ وَرَعْدٌ وتَدميرٌ ومَحْرَقَةٌ=سَفْكٌ وقَتْلٌ وَإزْهاقٌ بِمُرْتَطِمِ
بِالصَّقْرِ والنِّسْرِ والأسْيافِ قَدْ قَدِمَتْ=أفْيالُ إبْرَهَةٍ والنَّجْمُ في العَلَمِ
جاءَتْ إلىََ كَعبَةٍ أضحَتْ مَآذِنُها=رَمْزَ الجِهادِ وََشَقَّتْ داجِىَ الظُلَمِ
وَأنْتَ أعْزَلُ لا تَحْميكَ أسلِحَةٌ=فَقَدْ مُنِعْتَ مِنَ التَّسْليحِ وَيحَهُمِ
وَقادَةُ العالَمِ المَوصومِ قَد مَرِضوا=جَميعُهُمْ بالعَمىَ والبُكمِ والصَمَمِ
لكِنَّ أيدِيَهُمْ لِلعَزلِ قابِضَةٌ=فَكنتَ وَحدَكَ والأحزابُ في تَمَمِ
وَرُحْتَ تَسْألُ رَبَّ النَّاسِ مُحتَسِباً=خَيْرَ الجِهادِ وَتَثبيتاً بِمُلتَحَمِ
قاتَلْتَ تِرْسانَةً للهودِ تدْعَمُها=قُوىَ الصَّليبِ وأشْياعٌ مِنَ النُّظُمِ
ما بَيْنَ مُسْتَتِرٍ يُخْفي خِيانَتَهُ=وَسَافِرٍ كافِرٍ يَغْلو مَعَ اللَمَمِ
ما كانَ حِلفاً لِغَزوٍ بَل لِمَجزَرَةٍ=تُفْني الدِّيارَ بِمَنْ فيها بِمُجتَرِمِ
فَبِالصوارِيخِ والفُسْفُورِ أبْيَضِهِِ=أرْدوا النِّساءَ وأرْدوا الطِّفْلَ والهَرِمِ
لَمْ يَكسِروكَ بِرَغْمِ النَّسْفِ فادِحِهِ=وَلَمْ يَصُدُّوكَ رَغْمَ الثَكْلِ واليُتَمِ
وَقَفْتَ وَقفَةَ عِملاقٍ بِمَوقِعَةٍ=بِلا نِزالٍ فلا سَيْفانِ بَل حُمَمِ
خَلْفَ الحُصونِ تَوارَوا تِلْكَ عَادَتِهِمْ=فالجُبْنُ خِصْلَتِهِمْ والخَوْفُ في الوَسَمِ
فَمِنْ مُدَرَّعَةٍ أو حِصْنِ طائِرَةٍ=يَرمونَ قُنْبُلةً والغَدْرُ في اللَغَمِ
وَما تَوانَوا فَكانوا مِنْ شَراسَتِهِم = يُلقونَ أثْقالَهُمْ في الضَّوْءِ والعَتَمِ
وَقَد خُذِلْتَ فلا تَسْليحَ مِنْ عَرَبٍ=وَقَدْ عُزِلْتَ فلا تَصْريحَ مِنْ عَجَمِ
وَغَلَّقوا دُونَكَ الأبْوابَ تَطْرُقُها=فَليْسَ مِنْ مَنفَذٍ إلا بِمُلتَزِمِ
قَدّوا القَميصَ فَما أغْوَتْكَ حاجَتُهُم=فَكانَ سِجْنُكَ دونَ الصَّحْبِ والحُلُمُ
وَخَابَ تَأويلُهُمْ في حَسْمِ مَعْرَكَةٍ=فَلا فَلسْطِينَ بِاسْمِ الحَلِّ والسَّلَمِ
وَالغَرْبُ يََسْعىََ لِطِفلٍ ما لَهُ وََطَنٌ=وَلَيْسَ عُدوانُ صُهيونٍ سُوىَ الوَحَمِ
وَشَعْبُ غَزَّةَ في السَّاحاتِ يَرجُمُهُمْ =وَهَلْ لِمَنْ حَمَلَتْ إثماً سُوىَ الرُّجَمِ
فما رَمَيْتَ ولَكِن قَدْ رَمىَ صَمَدٌ=فَليْسَ رَمْيُكَ إنْ أحْصَيْتَ كَالرَقَمِ
وَما كَتَبتَ شُروطاً دونَ مُقتَدِرٍ=في الذِّكرِ أقسَمَ بَعْدَ النُّونِ بِالقَلَمِ
لاقَيْتَ جَحْفَلَ صُهيونٍ بِلا عُدَدٍ=فَفَرَّ مِنكََ فِرارَ المُذْنِبِ الأَثِمِ
فَكَيْفَ لَوْ كانَ في أيْديكَ أسْلِحَةٌ=مِن صِنْفِ أسْلِحَةِ التَّدْميرِ مِثلَهِمِ
فَقَدْ صَبَرتَ إلىَ أنْ جاءَ مُلتِحِماً=جُنْداً لِجُنْدٍ فَذاقَ المَوْتَ والصَّلَمِ
وَما استَطاعَ اقتِحاماً للمَدائِنِ فَما=لَدَيهِ الشُجاعُ الذي يَعْلو ذُرا السَنَمِ
فَلَيْسَ يَعْرِفُ حَرْباً في مُواجَهَةٍ=وَليَسَ يَعْرِفُ الاسْتِشهادَ والشَمَمَ
فَكُلُّ غاياتِهِ دُنْيا تُهَدهِدُهُ=فَكَيْفَ يُبلي بَلاءَ الليْثِ في الأَكَمِ
فَذاكَ جُندٌ جَبونٌ لا يُنازِعُهُ=في الجُبنِ جُرْذٌ فَقُلْ لِلعَيْنِ لا تَنَمِ
وَجَرَّ أذْيالَهُ وَالذُّلُّ يَلحَقُها=وَعادَ أدْراجَهُ جَيْشاً لمُنْهَزِمِ
أَمَنْ يَفِرُّ يُباري الرِّيحَ يَسْبِقُها=كَمَنْ يَكِرُّ يُباري الرُّوحَ في القَسَمِ
وَمَنْ يُريدُ نَصيباً لا بَقاءَ لَهُ=كَمَنْ يُصيبُ مُراداً في الخُلودِ نَمي
لَو حُورِبَتْ أََيَُّ أرْضٍ مِثْلَ حَربِهِمِ=لاسْتسْلَمَتْ دونَما شَرْطٍ بِلا نَدَمِ
لَكِنَّ مِثْلَكَ يَحْيا في مَبادِئهِ=وَدونَ تَفْريطِهِ فيها طِلا النُجُمِ
وَكانَ مِنْ سُخْفِهِمْ أنْ يَدَّعوا كَذِباً=بِأنَّهُمْ حارَبوا للسِّلْمِ مِنْ كَرَمِ
سَمّوا جِهادَكَ إرْهاباً يُرَوِّعُهُمْ =وحِزبَ شَرٍّ بِلا خَيْرٍ وَلا قِيَمِ
وَقَدْ تَحاجَوا فَما راجَتْ لَهُمْ حُجَجٌ=فَكُلُّ ذَلِكَ يَسْتَعصي عَلىَ الفَهِمِ
فَأيُّ سِلْمٍ مَعَ المُحْتَلِّ مُغْتَصِباً=وَأيُّ سِلمٍ إذا القِسْطاسُ لَمْ يُقَمِ
وَمَنْ يُريدُ سَلاماً لَيْسَ يَفرِضُهُ=فَرضاً بِمَذْبَحةٍ للطِّفْلِ في الظُلَمِِ
شَهيدَ غَزَّةَ حَدِّثْ أيَّما شَرَفٍ = فَقَد بُليتَ فَلَمْ تَجزَعْ وَلَم تَلُمِ
لَكَ الفَخارُ فَقَدْ أرْدَيْتَ مُعْتَدِياً=فَرداً بِلا قُطُزٍ أوْ غَوْثِ مُعْتَصِمِ
وَما تَوَلَّيْتَ حِينَ القَصْفِ مُلتَهِماً=وَما تَوانَيْتَ حينَ المَوْتِ في نَهَمِ
وَزُدْتَ عَنْ كَعْبَةِ الأبْطالِ تَمْنَعُها=وَلَيْسَ مِنْ زَمْزَمٍ أوْ أشْهُرٍ حُرُمِ
حَرَّمْتَ غَزَّةَ والأعْداءُ تَطلُبُها=وَما التَفَتَّ إلىَ نُوقٍ كَمُنْصَرِمِ
فَارْتَدَّ صُهْيونُ لِلدَهْماءِ مُنْسَحِباً=مِنْ غَيْرِ مَنٍّ وَلا سَلْوىَ وَلا غِيَمِ
وَراحَ يَقْذِفُ مِنْ بُعْدٍ قَذائِفَهُ=فَقُبْحَ حَرْبٍ لِذي الرِّعْديدِ والبَشِمِ
وَاغَتالَ جِسْمَكَ أنْذالٌ بِقُنْبِلَةٍ=وبِالمُحَرَّ ِ مِنْ صارُوخِ أوْ دَنَمِ
فَجُدْتَ بِالرّوحِ حَيّاً لا تُراوِدُها=وَلا تُراوِدُ فيكَ الجِسْمَ كي يَدُمِ
فارَقْتَ دُنْيا بِها الإنْسانُ مُقْتَتِلٌ=أعْماهُ كُفْرٌ بِمَنْ سَوّاهُ مِنْ عَدَمِ
وَلَيْسَ كُلُّ بَصيرٍ مَنْ لَهُ بَصَرٌ=وَلَيْسَ كُلُّ ضَرِيرٍ مَنْ يُقالُ عَمي
حَرَّرْتَ نَفْسَكَ مِنْ سِجْنٍ بِفانِيَةٍ=وَدُونَ قَيْدِكَ مُرُّ النَّزْفِ والأَلَمِ
وَالحُرُّ يَبْقىَ عَزيزاً ما جَرىَ دَمُهُ=والعَبْدُ يِبْقىَ ذَليلاً ما جَرىَ لِدَمِ
نَصَرْتَ رَبَّكَ بالإقْدامِ مُحْتَسِباً=وَأيْنَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلٍ بِلا هِمَمِ
كَفاكَ رَبُّكَ بالإيمانِ عَنْ هُبَلٍ=فَكانَ نَصْرُكَ بِسْمِ اللهِ لا الصَّنَمِ
ويَومَ نُبْعَثُ نَحْيا مِنْ مَراقِدِنا=وَأنْتَ حَيٌّ مَعَ الأحْياءِ لَمْ تَنَمِ
شَهيدَ غَزَّةَ ما نامَتْ لنا مُقَلٌ=وَما جَبُنَّا فَسَلْ مَنْ قادَ وَاتَّهِمِ
وَلا تَقُلْ في شِعوبِ المُسْلمينَ كَما=قالَ الأعادي وَقُلْ ما شِئْتَ في النُظُمِ
فَالأُسْدُ راسِفَةٌ في القَيدِ مُرْغَمَةً=لَوْلا القُيودِ لَلَبَّىَ ألفُ مُعتَصِمِ
وَتِلكَ دُنْيا وَأيَّامٌ يُداوِلُها=رَبُّ الأنامِ الذي إنْ شاءَ يَقْتَسِمِ
غَداً تَعودُ إلىَ الإسْلامِ دَولَتُهُ=إذا حَرِصْنا عَلىَ المِنْهاجِ في الكَلِمِ
شَهيدَ غَزَّةَ قَدْ أحْيَيَتَ لي قَلَماً=وَكُنْتُ أسْجَيتُهُ في قَبْرِ ذا العَلَمِ
بَذَلْتُ حَرْفي وَلَنْ أُوفيكَ يابَطَلاً=وَإنْ لَثَمْتُكَ مِنْ رَأسٍ وَمِنْ قَدَمِ

*
*
*

سالم العلوي
23-03-2009, 05:18 AM
لا فض الله لك فاها يا دكتور توفيق
مدحت شهيد غزة في يوم أبي الشهداء جميعا القائد أحمد ياسين رحمه الله تعالى ورحم الله جميع شهدائنا ..
وإن لم نثن على شهيد غزة فعلى أي شهيد نثني.
قصيدة في غاية الروعة والجمال.
( ... وما انكتم) في نفسي شيء منها.
تقبل خالص التحية والإعجاب والتقدير.
ودمت بخير وعافية.

أحمد وليد زيادة
23-03-2009, 10:06 AM
طيب الله الأنفاسَ أخي الكريم




معلقة تستحق الوقوف طويلاً



ولم تخلُ من بعض هناتٍ عروضية..أصغر من أن تعيب على هذه الباسقة روعتها



بورك القلب والقلم

نادية بوغرارة
23-03-2009, 12:34 PM
كلمات مطعمة بعطر الشهادة ،
يفوح منها عبيرها ،
ومع كل بيت من قصيدتك يحلق بين أعيننا اسم زاهر .

قرأت هنا حزننا و فرحتنا ، و تذكرت من مضى إلى ربه.

رحمهم الله أجمعين .

تقبل مروري .

مجذوب العيد المشراوي
23-03-2009, 01:17 PM
جميل أيها الصديق توفيق حلمي الكريم هذا النّص المتألق جزاك الله خيرا خالص الودّ لقلبك المؤمن

الطنطاوي الحسيني
23-03-2009, 05:17 PM
د توفيق حلمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا بك اخي الشاعر المتدفق الغيور بيننا في واحتك واحة الجمال والابداع
قصيدة من جمال سبكا وموضوعا ودلالة ونخوة
لو لي في التثبيت
اخي الحبيب تقبل مروري وتحياتي وتقديري
ورحم الله كل شهداء غزة وابطالها ومن رفعوا رأس امتهم عاليا
واتمم الله نصر غزة

عماد أمين
23-03-2009, 06:30 PM
شَهيدَ غَـزَّةَ مـا نامَـتْ لنـا مُقَـلٌ=وَما جَبُنَّـا فَسَـلْ مَـنْ قـادَ وَاتَّهِـمِ
وَلا تَقُلْ في شِعـوبِ المُسْلميـنَ كَمـا=قالَ الأعادي وَقُلْ ما شِئْتَ في النُظُـمِ
فَالأُسْدُ راسِفَـةٌ فـي القَيـدِ مُرْغَمَـةً=لَـوْلا القُيـودِ لَلَبَّـىَ ألـفُ مُعتَصِـمِ
وَتِـلـكَ دُنْـيـا وَأيَّــامٌ يُداوِلُـهـا=رَبُّ الأنـامِ الـذي إنْ شـاءَ يَقْتَسِـمِ
غَـداً تَعـودُ إلـىَ الإسْـلامِ دَولَتُـهُ=إذا حَرِصْنا عَلىَ المِنْهاجِ فـي الكَلِـمِ

أثلجتَ صدري هنا أيها الشاعر لا فض فوك.
تقبل تقديري واحترامي

هيثم السليمان
23-03-2009, 07:56 PM
معلقة باسقة
وشعور متدفق يلامس شغاف القلب
ويؤجّج بركاناً كامناً

طيّب الله فاك

يوسف الفلسطيني
23-03-2009, 10:48 PM
لم استطع ان اعبر عنها كمضمون الا بكلمه مذهله كما الحال لصاحبها

د. سمير العمري
24-03-2009, 01:56 AM
ما شاء الله تبارك الرحمن!

ما هذا الانهمار الشعري الهادر بهذا النفس العاطر وهذا الطول الآسر!

أخي الحبيب د. توفيق:

سعادة غامرة أن يشرق حرفك الثري في سماء الواحة بعد كل هذا الغياب ، وسعادة شخصية لي أن أراك هنا في الجوار وفي واحة هي لا تزال وستظل تبوح بدورك وقدرك وعطرك في جوانبها.

أما النص ففيه الكثير من هذا وذاك وفيه التعبير الجميل عن معاني الفخر بأبطال ملهمين أعادوا للأمة عزتها وثقتها ، ومشاعر إباء لا تصدر إلا عن نفس كنفسك أعرفها كنفسي ، ومعاني من الحكمة والرؤية الفكرية العميقة التي تزين قصيدتك المعلقة هذه.

ولأنني في غاية السعادة بعودتك ، وفي غاية السرور بعودة الشعر إليك بعد أن غاب عنك بانشغالاتك الكثيرة فإني أستأذن الجميع بأن أحظى بشرف تثبيت هذا النص تقديرا للحس واحتفاء بمقام أخ حبيب وصديق عزيز وأحد ركائز وأعلام هذا الصرح الشامخ.

للتثبيت احتفاء.

وسأعود للنص مرة أخرى لمراجعة بعض ما شابه من بعض خروجات متفرقة وأكتفي هنا بالترحيب والتقدير للأخ الحبيب د. توفيق حلمي وأرجو أن تشاركوني هذه الفرحة وهذا الترحيب.



تحياتي

عبدالملك الخديدي
24-03-2009, 10:17 AM
ماشاء الله
بارك الله فيك يا دكتور توفيق حلمي
لقد أشتقنا إليك وها أنت تعود لنا بهذه المعلقة ( شهيد غزة )
ميمية رائعة بحق فجزاك الله خيراً .
تقبل كل الشوق والتقدير

د. توفيق حلمي
24-03-2009, 11:41 PM
لا فض الله لك فاها يا دكتور توفيق
مدحت شهيد غزة في يوم أبي الشهداء جميعا القائد أحمد ياسين رحمه الله تعالى ورحم الله جميع شهدائنا ..
وإن لم نثن على شهيد غزة فعلى أي شهيد نثني.
قصيدة في غاية الروعة والجمال.
( ... وما انكتم) في نفسي شيء منها.
تقبل خالص التحية والإعجاب والتقدير.
ودمت بخير وعافية.

الشاعر الكبير المفوه سالم العلوي
وأين نحن من شهيد غزة أخي الكريم ، رزقنا الله رزقه
أما (وما انكتم) ففي نفسي أنا أيضا أشياء منها ، ليس شعراً كما قصدت أنت وإنما معنى ، فما أكثر ما انكتم من مجازر صهيونية في حق شعب فلسطين ولم نعلم عنها شيئاً في وقت كانت أدوات الاتصال بطيئة أو معدومة في بعض المناطق ولكن الله أعلم بها.
شرفت باستحسانك وعروجك على القصيدة فقد سبغتني فضلاً على فضل
تقبل الاحترام لمقامك الجليل

د. توفيق حلمي
24-03-2009, 11:51 PM
طيب الله الأنفاسَ أخي الكريم
معلقة تستحق الوقوف طويلاً
ولم تخلُ من بعض هناتٍ عروضية..أصغر من أن تعيب على هذه الباسقة روعتها
بورك القلب والقلم
الشاعر الكبير أحمد وليد زيادة
بوركت وبورك قلمك النجيب ، وأشكرك كل الشكر لوقوفك على القصيدة وتبين ما بها
ليتك زدتني من فضلك فألقيت الضوء على أخطاء تعثرنا فيها فنستزيد من علمك وفوق كل ذي علم عليم
وما أنا أخي الفاضل الكريم إلا من هواة الشعر والأدب والذين لديهم الذائقة أكثر مما لديهم من قدرة على الكتابة وقرض الشعر
أرفع لمقامك تقديري واحترامي

د. توفيق حلمي
24-03-2009, 11:56 PM
كلمات مطعمة بعطر الشهادة ،
يفوح منها عبيرها ،
ومع كل بيت من قصيدتك يحلق بين أعيننا اسم زاهر .
قرأت هنا حزننا و فرحتنا ، و تذكرت من مضى إلى ربه.
رحمهم الله أجمعين .
تقبل مروري .

الشاعرة الكبيرة / نادية بو غرارة
رحم الله سائر المسلمين والمسلمات فما هي إلا معبرة لأخرى ليكون وقوفنا جميعاً أمام من يرفع ويخفض سبحانه
شرفت بتعريجك على القصيدة ، البهية بمن كتبت فيه المتواضعة بمن كتبها الغنية بدر حروفك
تقبلي الاحترام بما يليق

د. توفيق حلمي
25-03-2009, 12:00 AM
جميل أيها الصديق توفيق حلمي الكريم هذا النّص المتألق جزاك الله خيرا خالص الودّ لقلبك المؤمن
الصديق الشاعر الكبير المفوه الأستاذ مجذوب العيد المشراوي
خالص الشكر لتعريجك الذي يحسب له ألف حساب
وكم من قلم بألف أو يزيد
خالص الود والتقدير والاحترام

د. توفيق حلمي
25-03-2009, 12:07 AM
د توفيق حلمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا بك اخي الشاعر المتدفق الغيور بيننا في واحتك واحة الجمال والابداع
قصيدة من جمال سبكا وموضوعا ودلالة ونخوة
لو لي في التثبيت
اخي الحبيب تقبل مروري وتحياتي وتقديري
ورحم الله كل شهداء غزة وابطالها ومن رفعوا رأس امتهم عاليا
واتمم الله نصر غزة
أخي الكريم الأديب الكبير الطنطاوي الحسيني
حللت أهلاً ونزلت سهلاً في تلك الصفحة التي ازدانت بجميل حرفك ورقة استحسانك وفضل مجاملتك
إنما النصر يكتبه أخوان لنا كفاهم الله مد يدنا المغلولة إليهم
من يقرأ التاريخ يعلم ويتيقن استحالة استمرار الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ، ليس ذلك بالتمني ولكنه حقيقة التاريخ في كل مكان وزمان ، إنما هي فترة طالت أو قصرت وتعود الأرض كاملة لأصحابها بإذن من خلقهم وخلقها
التقدير أكمله والاحترام أوفره والود أجمله أرفعهم لجليل مقامك

د. توفيق حلمي
25-03-2009, 12:13 AM
شَهيدَ غَـزَّةَ مـا نامَـتْ لنـا مُقَـلٌ=وَما جَبُنَّـا فَسَـلْ مَـنْ قـادَ وَاتَّهِـمِ
وَلا تَقُلْ في شِعـوبِ المُسْلميـنَ كَمـا=قالَ الأعادي وَقُلْ ما شِئْتَ في النُظُـمِ
فَالأُسْدُ راسِفَـةٌ فـي القَيـدِ مُرْغَمَـةً=لَـوْلا القُيـودِ لَلَبَّـىَ ألـفُ مُعتَصِـمِ
وَتِـلـكَ دُنْـيـا وَأيَّــامٌ يُداوِلُـهـا=رَبُّ الأنـامِ الـذي إنْ شـاءَ يَقْتَسِـمِ
غَـداً تَعـودُ إلـىَ الإسْـلامِ دَولَتُـهُ=إذا حَرِصْنا عَلىَ المِنْهاجِ فـي الكَلِـمِ

أثلجتَ صدري هنا أيها الشاعر لا فض فوك.
تقبل تقديري واحترامي
الشاعر الرقيق الجميل الأستاذ عماد أمين
نعم أخي الكريم هو كذلك ، ليتنا لم نكن كما نحن مبتلين بذلك القرح ونحن نرسف في أغلال لا تمكننا من نصرة شعب مسلم يستغيث بنا
إنما كفاهم الله بفضله عنا جميعاً والنصر حليفهم بإذن الذي ينصر من ينصره سبحانه
تقبل التقدير والود والاحترام

محسن شاهين المناور
25-03-2009, 04:18 PM
الأخ الحبيب الدكتور توفيق حلمي
ومن أعظم واجل قدرا عند الله والناس
من الشهيد . . معلقة تليق بموكب الشهداء
ودمائهم الزكية .
بوركت أيها الجميل وبورك حرفك

د. توفيق حلمي
26-03-2009, 12:08 AM
معلقة باسقة
وشعور متدفق يلامس شغاف القلب
ويؤجّج بركاناً كامناً
طيّب الله فاك
أخي المفضال / هيثم السليمان
سعدت باستحسانك القصيدة فقد أتى من لدن شاعر يملك ناصية الحرف والبيان
لولا الجرائم المتعاقبة للمحتل الصهيوني لما كان ذلك البركان متأججاً ولما كانت قضية فلسطين حية بالرغم من محاولات وأدها على مر أكثر من نصف قرن
تقديري واحترامي وخالص ودي

د. توفيق حلمي
26-03-2009, 12:13 AM
لم استطع ان اعبر عنها كمضمون الا بكلمه مذهله كما الحال لصاحبها
أخي الكريم يوسف الفلسطيني
ونعم الإسم ونعم الاستحسان ونعم المجاملة
بإذن الله سيكون لفلسطين ابتلاء يوسف في الأرض
تقديري يليق بمقام اسمك الباسق وشكري لتعريجك الجميل

د. توفيق حلمي
26-03-2009, 01:38 AM
ما شاء الله تبارك الرحمن!
ما هذا الانهمار الشعري الهادر بهذا النفس العاطر وهذا الطول الآسر!
أخي الحبيب د. توفيق:
سعادة غامرة أن يشرق حرفك الثري في سماء الواحة بعد كل هذا الغياب ، وسعادة شخصية لي أن أراك هنا في الجوار وفي واحة هي لا تزال وستظل تبوح بدورك وقدرك وعطرك في جوانبها.
أما النص ففيه الكثير من هذا وذاك وفيه التعبير الجميل عن معاني الفخر بأبطال ملهمين أعادوا للأمة عزتها وثقتها ، ومشاعر إباء لا تصدر إلا عن نفس كنفسك أعرفها كنفسي ، ومعاني من الحكمة والرؤية الفكرية العميقة التي تزين قصيدتك المعلقة هذه.
ولأنني في غاية السعادة بعودتك ، وفي غاية السرور بعودة الشعر إليك بعد أن غاب عنك بانشغالاتك الكثيرة فإني أستأذن الجميع بأن أحظى بشرف تثبيت هذا النص تقديرا للحس واحتفاء بمقام أخ حبيب وصديق عزيز وأحد ركائز وأعلام هذا الصرح الشامخ.
للتثبيت احتفاء.
وسأعود للنص مرة أخرى لمراجعة بعض ما شابه من بعض خروجات متفرقة وأكتفي هنا بالترحيب والتقدير للأخ الحبيب د. توفيق حلمي وأرجو أن تشاركوني هذه الفرحة وهذا الترحيب.
تحياتي
أخي الحبيب د. سمير العمري
هي قصيدة خرجت من قلب تأثر أيما تأثر بمجريات الأمور فراح ينبض بها ولم تخرج من أنامل تمسك بقلم يتقن اللغة والبيان ويملك ناصية القريض والضاد.
لم أفكر أن يكون لهذه القصيدة مكاناً غير ملتقى الواحة فسوف تبقى الواحة كما كانت دائماً الأرض التي يجد فيها الفكر حريته والقدر حجمه والقيمة موطنها والضاد أصالتها والكلمة رصانتها. وتلك شخصية ثابتة لها طالما أكده مسارها بمتغيراته على مر السنوات.
فما كان لهذه القصيدة إذن أن يكون لها مكاناً إلا هنا ، وما كان لما حوت من معان ورؤى أن تكون في موضع آخر. وقد كنت ومازلت من هؤلاء الذين يستطيعون تحييد العلاقة الشخصية وكبح التحيز لها وصيانتها بألا تكون دافعاً في غير موضع فليس هناك صحيحاً بإطلاقه كما أنه ليس هناك غير صحيح دائماً. لذلك كان وسيظل ما بيننا هو ما بيننا ، وليت ذلك يكون منهجاً لجميع الأخوة فكم فرق تباين الرؤى بينهم وكم شتت اختلاف الأهواء جمعهم ، بما أراه خلطاً بين الركائز والروابط والمفاهيم. لست أعرف إلا أن يكون للقيمة الحقيقية قدرها دون عامل آخر قد يفسد أُسساً.
لذلك شرفت بأن يكون لتلك القصيدة مكانها هنا وشرفت باستحسانك لمعناها وتكريمك له وكان لذلك عندي الأثر الجميل بقدر المقام والقيمة التي تعرفها عندي لمقامك السامق وقدرك الكبير.
أما عن القصيدة فلا أنكر أن بها ما بها مما يجب إصلاحه لغة أو وزناً ، وقد يكون ذلك لسهو تارة أوغفلة تارة أخرى أو لحماسة في أغلب الأحيان أو لجهل لا يدعي غيره إلا متعالماً وفوق ذي كل علم عليم.
وما كان يجب لي في قصيدة تخص شهيد غزة أن تأخذني فيها عجالة أو أن يمنعني من إصلاحها ضيق وقت ولكن قد أسوق عذراً وهو طول القصيدة والتي تجاوزت 120 بيتاً وكادت تزيد لضعف هذا الرقم لوكنت تحريت تفصيل المعنى غير أنني كبحت جماح ذلك حتى لا أخرج عن قاعدة الايجاز أبلغ من الإطالة وعدم الإسهاب فيما يمكن الاستغناء عنه. وكذلك تعتبر هذه القصيدة أطول قصيدة كتبتها على الإطلاق ، وكتابة القصائد الطويلة تحتاج خبرة ولها رجالها وأساطينها ولست أدعي أنني منهم وما قصدت أن تطول القصيدة ولكنه المعنى الذي جرفتني الحماسة له.
وقد مررت الآن على النص فلم أتبين خطأ لا يمكن للضرورة الشعرية أن تتجاوزه أو غير ذلك إلا في موضعين:
الموضع الأول :
تَرْضىَ بِتَوقِيعٍ كَما اشْتَرَطوا=عَلىَ صُكوكِ فَلَسْطينَ لِمُسْتَلِمِ
هنا يجب أن تكون فلسطينَ فلسطينٍ بتنوين النون فذلك يربأ الوزن وإن كان فيه خروج على قاعدة الممنوع من الصرف على حد علمي والتي يمكن تجاوزها هنا ككثير من شعر التراث.
الموضع الثاني:
وَما استَطاعَ اقتِحاماً لِلْمَدائن فَما = لَدَيْهِ الشُّجاع الذي يَعْلو ذُرا السَنَمِ
هنا خروج واضح على وزن البسيط لست أدري كيف وقعت فيه ، فأرجو تغيير البيت ليكون:
وَما استَطاعَ اقتِحاماً للعَرينِ فَما = لَدَيْهِ مُنْ فارسٍ يَعْلو ذُرا سَنَمِ
كما أن هناك خروج في بعض مواضع الجزم لأدوات الشرط ونصب حروف العلة في فعل لن وغير ذلك مما لم أدركه.
أرجو أن يكون لهذه القصيدة الحظ في أن تدلي فيها بدلوك من أخطاء لمستها فنناقشها حتى يمكن رأب الخلل وتكون الأبيات في حلة تليق بالشهيد الجليل الذي كتبت فيه.
وقد يدفعنا المعنى الذي طرحته القصيدة إلا التساؤل عن تاريخ فلسطين على مدى سبعين عاماً ولماذا لم يتم كتابته شعراً. أليس من حق الواحة أن يكون لها السبق في تنفيذ هذا المشروع في ثوب متجانس ولو تجاوز آلاف الأبيات ليكون وثيقة تاريخية لقضية فلسطين ويتم إضافة كل جديد أولاً بأول لتلك الملحمة الموسوعية لتاريخ أرض سلبت حتى تعود بإذن الله ؟ أليس لذلك الموقع الحق في جعل تميزه حقيقة واقعة بما لا تستطيعه المواقع الأخرى التي يلهيها التوجه الشخصي عن التوجه العام والقيمة الحقيقة. هو مجرد اقتراح أرجو أخذه بجدية.
وأخيراً أخي العزيز تقبل الشكر والتقدير والاحترام الوصول للأسرة الكريمة فرداً فرداُ.

د. توفيق حلمي
26-03-2009, 01:43 AM
ماشاء الله
بارك الله فيك يا دكتور توفيق حلمي
لقد أشتقنا إليك وها أنت تعود لنا بهذه المعلقة ( شهيد غزة )
ميمية رائعة بحق فجزاك الله خيراً .
تقبل كل الشوق والتقدير
أخي الحبيب والشاعر الفحل عبد الملك الخديدي
خالص الشكر لرقيق كلماتك والتي تعودتها من قلمك البهي والذي لا يعرف إلا السمو والرقي وسامق الخلق
وإن لم يكن بي شوق لقلمك فلمن يكون ؟
تقبل الاحترام بقدرك والتقدير بمقامك

د. توفيق حلمي
26-03-2009, 01:46 AM
الأخ الحبيب الدكتور توفيق حلمي
ومن أعظم واجل قدرا عند الله والناس
من الشهيد . . معلقة تليق بموكب الشهداء
ودمائهم الزكية .
بوركت أيها الجميل وبورك حرفك
الشاعر الكبير والأخ الحبيب الأستاذ محسن شاهين المناور
بورك تعريجك الجميل وموكب استحسانك الأنيق
اللهم ارزقنا رزق الشهيد
سبغتني فضلا على فضل لحفاوة مجاملتك
الشكر والتقدير والاحترام

د محمد عاصي
26-03-2009, 08:41 PM
أخي الحبيب
د. توفيق حلمي
سعادتي كبيرة بمعانقة معلقتك الرائعة في مضمونها وشكلها
خاصة وهذه هي مداخلتي الأولى في هذه الواحة الخصيبة المزهرة بأعضائها الكرام - التي يشرفني الانضمام إليها مع هذه الكوكبة الرائعة من أعضائها النبلاء.
فلا أجل من الشهيد يكتب فيه وتمجد به الحروف وتزهو به الكلمات
وأما عن الشكل فإنتاجكم الشعري المتميز غني عن التعريف والتقييم فقد أخذته كابرا عن كابر.
وهذه الرائعة جالت بنا وحلقت في تاريخنا وواقعنا وماضينا .
اشتقت كثيرا لقصائدك التي لها مذاقها المختلف الذي يقع تحت توصيف السهل الممتنع.
جعل الله ما كتبت للشهيد في ميزان حسناتك ورزقنا الشهادة في سبيله.
مع كل الود والتحية.

د. توفيق حلمي
27-03-2009, 03:15 PM
أخي الحبيب
د. توفيق حلمي
سعادتي كبيرة بمعانقة معلقتك الرائعة في مضمونها وشكلها
خاصة وهذه هي مداخلتي الأولى في هذه الواحة الخصيبة المزهرة بأعضائها الكرام - التي يشرفني الانضمام إليها مع هذه الكوكبة الرائعة من أعضائها النبلاء.
فلا أجل من الشهيد يكتب فيه وتمجد به الحروف وتزهو به الكلمات
وأما عن الشكل فإنتاجكم الشعري المتميز غني عن التعريف والتقييم فقد أخذته كابرا عن كابر.
وهذه الرائعة جالت بنا وحلقت في تاريخنا وواقعنا وماضينا .
اشتقت كثيرا لقصائدك التي لها مذاقها المختلف الذي يقع تحت توصيف السهل الممتنع.
جعل الله ما كتبت للشهيد في ميزان حسناتك ورزقنا الشهادة في سبيله.
مع كل الود والتحية.
أخي الحبيب والشاعر الجميل / د. محمد عاصي
أشكر لك استحسانك للقصيدة فأنا أعرف ذائقتك التي لا ترفل إلا على الشهد وليس لها في المجاملة في غير موضع.
وقد سعدت بانضمامك لملتقى الواحة فهو مهد جميع شعراء الشبكة بلا استثناء وقد تخرج منه شعراء فحول كثر تذخر بهم جل المواقع الأدبية على الشبكة الآن بما كان سبباً أساسياً في إثراء الحياة الأدبية والرقي بفنون اللغة . كان يحتكر نشر الأدب آلات الإعلام الرسمية - بتوجهاتها التي تفرضها فرضا - بما أضعف كثيراً من مستوى اللغة والأدب في المجتمعات العربية على مدى نصف القرن الفائت. كان للمواقع الأدبية على الشبكة الفضل في إحياء فنون اللغة وإضافة جيل كامل من الشعراء والمبدعين ما كان لهم الارتقاء بموهبتهم بغير وجود تلك المواقع وفي مقدمتها ملتقى الواحة.
وقد تقارن هنا بين الأشعار التي كنت أكتبها هنا منذ زمن غير بعيد وبين هذه القصيدة (شهيد غزة) لتعرف الفارق الكبير بعد التعلم والاستفادة من لفيف الشعراء الكبار في الواحة بمختلف مدارسهم. وينطبق ذلك على جل الشعراء هنا.
وليس عندي شك أن شعر الدكتور محمد العاصي الذي يتميز بالسلاسة والجمال سوف يرتقي إلى شعر الشعراء الفحول بعد فترة قليلة من الدرس مع نبهاء الشعراء هنا وفي مقدمتهم الشاعر الكبير د. سمير العمري. كما أن شخصية مثل شخصيتك ذات القيمة والخلق ستكون إضافة لا شك فيها للمكان والذي أرى أنه يجب أن يكون لشخصيات بعينها فقط لديها القدرة على الإضافة علماً وفكراً وأدباًُ ، ولديها القدر الحقيقي فلا تلهث لقدر ولو كان زائفاً أو تكون من الباحثين عن التلهي والتسامر وملء وقت فراغ. بمثلك أخي الدكتور محمد عاصي ومن هو في قدرك يضاف لا للمكان الذي تحط فيه هيبة ومكانة فوق هيبته ومكانته.
سعدت وشرفت بتعريجك على القصيدة فتقبل التقدير والاحترام والامتنان

ابن حيزان
27-03-2009, 07:55 PM
شَهيدَ غَـزَّةَ مـا نامَـتْ لنـا مُقَـلٌ=وَما جَبُنَّـا فَسَـلْ مَـنْ قـادَ وَاتَّهِـمِ
وَلا تَقُلْ في شِعـوبِ المُسْلميـنَ كَمـا=قالَ الأعادي وَقُلْ ما شِئْتَ في النُظُـمِ
فَالأُسْدُ راسِفَـةٌ فـي القَيـدِ مُرْغَمَـةً=لَـوْلا القُيـودِ لَلَبَّـىَ ألـفُ مُعتَصِـمِ


قلت ما في نفسي أخي الحبيب

وقصيدة رائعة قوية تنقلك بنقل حي مباشر وكأنك هناك في أرض الكرامة والعزة والصمود

د. سمير العمري
30-03-2009, 12:23 AM
الأخ الحبيب د. توفيق:

هي بالفعل كما قلت قصيدة غامرة راصدة بطول واضح تجاوز 120 بيتا ، وأدرك أنك لو منحتها بعض الفرصة للمراجعة لكانت في ثوب أجمل وسبك أمتن ، ولكن إذ نشرت فإن الحفاوة بهكذا جهد لا يكون إلآ بالتفاعل مع النص وصقل ما نبا من حرفه وزنا ولغة ونحوا فهذا هو التناصح ، وهذا في عرفنا كما تعلم هو منتهى التقدير والاهتمام للنص وللشخص.

وأما ما اشرت إليه من أخطاء عروضية فهي بالفعل كانت خروجا عن وزن البسيط وتسعك الضرورة في الأولى والتصحيح في الثانية.

أما النص فقد كثرت فيه الأخطاء اللغوية على وجه الخصوص خصوصا في التوظيف ، ثم النحوية التي أزعم أنها أوقعك فيها تحري القافية في أغلب الأحيان ولو قمنا بتعديل تلك الأخطاء النحوية واللغوية لخرجت العديد من الأبيات عن وزن البسيط ، ولكني أحبذ الآن أن أشير فقط إلى الخروجات المباشرة عن الوزن فإن أحببت أن نناقش الأخطاء اللغوية والنحوية فسيسرنا بكل الود أن نعود محاورين.

أما ما خرج عن الوزن بشكل مباشر غير ما أشرت إليه فهي هذه الأبيات.

وَهـاتِ قَبْيَـةَ وَالطَنْطـورَ أوْ رَفَحَـا
تَحْكي لِرَمْلَةِ والسَّمُّـوعِ عَـنْ الأَثِـمِ

وَسائَهُـمْ فيـكَ إسْلامـاً لا تُقايِضُـهُ
مَهْما يُحـاوِلُ عَبـدٌ مِـن بَنـي نَعَـمِ

فَكَمْ ناهَضوا دَوْلَةَ الإسْلامِ مُذْ نَهَضَـتْ
وَناصَبوهـا عَـداءً كَيْفَمـا التُّـهَـمِ

وَقَدْ تَحاجَوا فَما راجَـتْ لَهُـمْ حُجَـجٌ
فَكُلُّ ذَلِـكَ يَسْتَعصـي عَلـىَ الفَهِـمِ


بارك الله بك وأشكر لك من القلب هذه القصيدة ، وأقدر لك ما تفضلت به من رد كريم وسلام أخوي رقيق.


تحياتي

د. توفيق حلمي
03-04-2009, 02:37 AM
[gasida= font=",6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
شَهيدَ غَـزَّةَ مـا نامَـتْ لنـا مُقَـلٌ=وَما جَبُنَّـا فَسَـلْ مَـنْ قـادَ وَاتَّهِـمِ
وَلا تَقُلْ في شِعـوبِ المُسْلميـنَ كَمـا=قالَ الأعادي وَقُلْ ما شِئْتَ في النُظُـمِ

فَالأُسْدُ راسِفَـةٌ فـي القَيـدِ مُرْغَمَـةً=لَـوْلا القُيـودِ لَلَبَّـىَ ألـفُ مُعتَصِـمِ



قلت ما في نفسي أخي الحبيب

وقصيدة رائعة قوية تنقلك بنقل حي مباشر وكأنك هناك في أرض الكرامة والعزة والصمود
أخي الشاعر الكريم
أشكر لك استحسانك القصيدة وجميل حرفك ولمسك المعنى
تقدير واحترام بما يليق

د. توفيق حلمي
03-04-2009, 03:08 AM
الأخ الحبيب د. توفيق:

هي بالفعل كما قلت قصيدة غامرة راصدة بطول واضح تجاوز 120 بيتا ، وأدرك أنك لو منحتها بعض الفرصة للمراجعة لكانت في ثوب أجمل وسبك أمتن ، ولكن إذ نشرت فإن الحفاوة بهكذا جهد لا يكون إلآ بالتفاعل مع النص وصقل ما نبا من حرفه وزنا ولغة ونحوا فهذا هو التناصح ، وهذا في عرفنا كما تعلم هو منتهى التقدير والاهتمام للنص وللشخص.

وأما ما اشرت إليه من أخطاء عروضية فهي بالفعل كانت خروجا عن وزن البسيط وتسعك الضرورة في الأولى والتصحيح في الثانية.

أما النص فقد كثرت فيه الأخطاء اللغوية على وجه الخصوص خصوصا في التوظيف ، ثم النحوية التي أزعم أنها أوقعك فيها تحري القافية في أغلب الأحيان ولو قمنا بتعديل تلك الأخطاء النحوية واللغوية لخرجت العديد من الأبيات عن وزن البسيط ، ولكني أحبذ الآن أن أشير فقط إلى الخروجات المباشرة عن الوزن فإن أحببت أن نناقش الأخطاء اللغوية والنحوية فسيسرنا بكل الود أن نعود محاورين.

أما ما خرج عن الوزن بشكل مباشر غير ما أشرت إليه فهي هذه الأبيات.

وَهـاتِ قَبْيَـةَ وَالطَنْطـورَ أوْ رَفَحَـا
تَحْكي لِرَمْلَةِ والسَّمُّـوعِ عَـنْ الأَثِـمِ

وَسائَهُـمْ فيـكَ إسْلامـاً لا تُقايِضُـهُ
مَهْما يُحـاوِلُ عَبـدٌ مِـن بَنـي نَعَـمِ

فَكَمْ ناهَضوا دَوْلَةَ الإسْلامِ مُذْ نَهَضَـتْ
وَناصَبوهـا عَـداءً كَيْفَمـا التُّـهَـمِ

وَقَدْ تَحاجَوا فَما راجَـتْ لَهُـمْ حُجَـجٌ
فَكُلُّ ذَلِـكَ يَسْتَعصـي عَلـىَ الفَهِـمِ


بارك الله بك وأشكر لك من القلب هذه القصيدة ، وأقدر لك ما تفضلت به من رد كريم وسلام أخوي رقيق.


تحياتي
أخي الكريم د. سمير العمري
أشكر لك هذه المداخلة القيمة والتي نثرت فيها ما التقطته ذائقتك الشعرية الفطرية والتي عبرت عليها ذائقتي وعجالتي فلم تتبينها إلا بعد أن أشرت لها.
أما كسور الوزن فأرى أنها جاءت في الغالب عندما أضفت حرفاً هناك وهناك أو غيرت كلمة فأخل بالوزن في الأبيات التي أشرت إليها ورأبها هين:
وَهاتِ قَبْيَةَ والَطَنْطورَ أوْ رَفَحا = تَحْكي لِرَمْلَةِ والسَّمُّوعِ عَنِ الأثَمِ
ورأب ذلك يكون بحذف لام التعريف في (الأثم) لتكون (عَنْ أَثِمِ)
/
وَساءَهُمْ فيكَ إسْلاماً لا تُقايِضُه ُ= مَهْما يُحاوِلُ عَبْدٌ مِنْ بَني نَعَمِ
ورأب ذلك يكون بتعديل الصدر:
وساءهم فيك دينا لا تقايضه = مهما يحاول عبد من بني نعم
/
فَكَمْ ناهَضوا دَوْلَةَ الإسلامِ مُذْ نَهَضَتْ = وَناصَبوها عَداءً كَيفما التُّهَمِ
حذف حرف الفاء في أول البيت يصحح الوزن
/
وَقَدْ تَحاجَوا فَما راجَتْ لَهُمْ حُجَجٌ = فَكُلُّ ذَلِكَ يَسْتَعْصي عَلىَ الفَهِمِ
لم أتبين الكسر هنا وإن كنت تقصد (الفهم) فهى مكسورة الهاء وصيغة مبالغة للفاهم وليست الهاء ساكنة.
/
أما تبين ما بالقصيدة من خروج المفردات على اللغة فأشكر لك مسبقاً توضيحك لذلك حتى يمكن أن أتبينه وأصلحه بالتعديل المناسب. وأرجو ألا يثقل ذلك عليك لضيق وقتك وانشغالك الذي أعلمه وإن لم يسعفك الوقت لطول القصيدة فلا عليك وانس الأمر برمته.
خالص التقدير والاحترام بما يليق

رفعت زيتون
18-03-2011, 08:47 PM
أخي الكريم د. سمير العمري
أشكر لك هذه المداخلة القيمة والتي نثرت فيها ما التقطته ذائقتك الشعرية الفطرية والتي عبرت عليها ذائقتي وعجالتي فلم تتبينها إلا بعد أن أشرت لها.
أما كسور الوزن فأرى أنها جاءت في الغالب عندما أضفت حرفاً هناك وهناك أو غيرت كلمة فأخل بالوزن في الأبيات التي أشرت إليها ورأبها هين:
وَهاتِ قَبْيَةَ والَطَنْطورَ أوْ رَفَحا = تَحْكي لِرَمْلَةِ والسَّمُّوعِ عَنِ الأثَمِ
ورأب ذلك يكون بحذف لام التعريف في (الأثم) لتكون (عَنْ أَثِمِ)
/
وَساءَهُمْ فيكَ إسْلاماً لا تُقايِضُه ُ= مَهْما يُحاوِلُ عَبْدٌ مِنْ بَني نَعَمِ
ورأب ذلك يكون بتعديل الصدر:
وساءهم فيك دينا لا تقايضه = مهما يحاول عبد من بني نعم
/
فَكَمْ ناهَضوا دَوْلَةَ الإسلامِ مُذْ نَهَضَتْ = وَناصَبوها عَداءً كَيفما التُّهَمِ
حذف حرف الفاء في أول البيت يصحح الوزن
/
وَقَدْ تَحاجَوا فَما راجَتْ لَهُمْ حُجَجٌ = فَكُلُّ ذَلِكَ يَسْتَعْصي عَلىَ الفَهِمِ
لم أتبين الكسر هنا وإن كنت تقصد (الفهم) فهى مكسورة الهاء وصيغة مبالغة للفاهم وليست الهاء ساكنة.
/
أما تبين ما بالقصيدة من خروج المفردات على اللغة فأشكر لك مسبقاً توضيحك لذلك حتى يمكن أن أتبينه وأصلحه بالتعديل المناسب. وأرجو ألا يثقل ذلك عليك لضيق وقتك وانشغالك الذي أعلمه وإن لم يسعفك الوقت لطول القصيدة فلا عليك وانس الأمر برمته.
خالص التقدير والاحترام بما يليق

وأنا حيّرني الاستاذ سمير بخلل آخر بيت ( وقدْ تحاجوا .... )
وطبعا سأنتظر معك أستاذنا تبيان ذلك
فدائما أستاذنا العمري لديه الخبر اليقين ومنه تعلمت الكثير

وعودة إلى رائعتك أخي الكريم

فلست أعرف إن عرف أهل غزة أنّ هناك من كتب فيهم المعلقات

وإنهم ليستحقونها والله وشهادؤهم اشرافنا

أشكر لك أخي الكريم هذا الجهد الكبير

في وقتٍ كان الاهل هناك بحاجة إلى كل كلمة وفعل

.

ربيحة الرفاعي
18-03-2011, 09:24 PM
برغم ما شابها من هنات جلّها سهل تصحيحه
فقد سمت معانيها حتى كبلّت عين القراءة فما تفلت قبل تمام، وحليَ جرسها وأطرب حتى تمكن من النبض

قصيدة رائعة شاعرنا
ونبقى معك بانتظار عودة أمير الواحة والشعر مبينا لما يكون فاتنا من هنات

دمت بألق

نهيل عبد المعطي
18-03-2011, 10:12 PM
سلمت وسلمت يمناك
جزاك الله كل خير
كل ما أستطيع تقديمه لك أخي الكريم
عاطر تحياتي أبعثها من غزه لتصل ثنايا روحك
كل تقديري واحترامي
جريحة في حرب الفرقان
دمت بعز:hat::hat::hat:

محمد البياسي
19-03-2011, 03:03 AM
هذه ليست قصيدة
هذه ملحمة شعرية كاملة

مرور سريع لتسجيل الحضور في هذا المهرجان الشعري الكبير

سأعود مرة اخرى لدراستها ..

اعجابي يا دكتور توفيق ..

و احترامي
وتقديري
و محبتي

و اقبلني تلميذا في مدرستك الشعرية الكبيرة

محمد ذيب سليمان
19-03-2011, 08:16 AM
اخ
ي الكريم الشاعر

حياك الله على هذا الشعر العظيم بموضوعه ومدلولاته

وهذا الثراء العظيم في معانقة الشهيد على أرض البطولة والفداء "" غزة ""
دمت مبدعا