مشاهدة النسخة كاملة : اللفظة والمعنى ..
مجذوب العيد المشراوي
30-03-2009, 05:45 PM
تقديم : بعدما رأيت أنّ هناك من بدأ يتحرّك بإضاءات في فهم النّص تبيّن لي أن أكتب قناعات على ضوء ما أفهم إبداعيا لا نظريا .. فأرجو أن يكون النقاش هادئا وعلى نار خافتة في سبيل الوصول لا الظهور .. مع الشكر لكل ّ من أدلى برأيه هنا بكل ّ جدية لأن هذا الموضوع هو أوّل وأهم ما ينبغي المرور به ..ثمّ إن هذا من مخزوني الثقافي أدليت به مرتجلا ً وابتعدت ُ عن تكثيف ما حوله والأنترنات بين يدي حتى لا يضيع ما أريد ..
اللفظة والمعنى :
إن مما ينبغي للناقد الأريب أن يتقنه وهو يمسح نصا إبداعيا ما أن يكون ملمّا باللغة جيدا وبشواردها وما قالته العرب ، لأن ّ مسألة الغوص تقوم على أهم الأدوات وهي َ اللغة وقواعدها وأدوات بلاغتها ، هنا سيتعامل الناقد بالأخص مع اللفظة - اللفظة عن قصد لأنها مما نتلفظ به في لغتنا أو مما كتبتـَه مشيرا إلى أنه تلفظ به العرب - والتي هيَ أم ّ ٌ شارحة موضحة لخلجات الكاتب .
إن استقامة الجملة دلاليا يبدأ من إدراك المعنى الشافي والكافي للفظة داخلها ، فلا تكون الجملة اعتباطية ولا متكلفة ولا شاردة عن السياق المطروق وحتى في الإزاحات يجب أن تكون اللفظة قريبة من الألفاظ الجديدة أو تضاف بقرينة مشروعة لتأديَة المهمّة الجديدة بلا مشاكل وهذا الذي يغيب عن كثير فتجدهم يجلبون عليك بخيل لها أجنحة وتعيش فوق ورق الشجر .. أيضا عندما تضاف لفظة إلى جملة وهيَ مبهمة الأداء في مكانها الخاص هنا علينا أن نكثف من قرائن الكشف عن معناهاالجديد الذي نريده..
إن أصعب عتبة في الإبداع هيَ هذا التماسك اللغوي الذي يتيح للمعنى آفاقه الطبيعية في إطار المدرسة المتبناة .كم من نصٍّ نتابعه تجده يضرب يمينا ويسارا بلا هدى ولا خطى وتدرك أن صاحبه يجهل كثيرا من ألفاظه ومعانيها لأنك شققت َ هذا البحر قبله ، بل وتعرف ما أراد قوله ولم يصل ْ إليه لعجز بياني لا غير .
ثمّ إن ّ التحجج بالسياق كلما بدا العيب ليس صحيحا أبدا إلا عندما تسلم الجملة المشار إليها داخل النص أولا وتؤدي ألفاظـُها بكفاءة أدوارَها .. هنا فقط نقحمها في إطار السياق ونحاول أن نفهم الأعم بعد الأخص .
إن ّ أخطر عتبة في الإبداع أن لا تكون اللغة أمًّا لك فعلا ً قد رضعت من حليبها وكنت َ مفطورا على توجسات الحرف وأن لا تكون عارفا بالكثير الكثير من تراثك اللغوي الجميل ..
ثمّ لا يعقل لمن له مسحات إبداعية جيدة في الأدب ألا يعرف ما هو الأدب ولذا نجد في تراثنا أن عملية التقويم عند الشعراء العظام لأي عمل أمامهم تقوم على الإشارة الذكية والتي إن أراد تلاميذ إبن الجني تفسيرها لزمهم كتب في ذلك ولا يصلون ..
لذا فإن ّ إشارة من مبدع حقيقي أهم من آلاف ما تسمعه من غير المبدعين لأنه محصّته التجربة والممارسة الإبداعية فهو يرى ما لا يرون ..
ملاحظة :
لَفْظَةٌ - ج: لَفَظَاتٌ. [ل ف ظ]. (الْمَرَّةُ مِنْ لَفَظَ).: الْكَلِمَةُ الْمَلْفُوظُ بِهَا
المَعْنَى [عني]: مَا يَدلّ عليه اللفظُ؛
طَابَقْتُ لَفْظِيَ بِالمِعْنَى فَطَابَقَهُ
خِلْواً مِنَ الحَشْوِ مَمْلُوءاً مِنَ العِبَرِ
/ عِلْمُ المعاني، من علوم البلاغة وهو علم يُعرف به أحوال اللفظ العربيّ التي بها يُطابقُ مُقتضى الحال/ فلانٌ حَسنُ المعاني أي ذو صفاتٍ حميدة ج مَعَانٍ.
د. سمير العمري
31-03-2009, 12:54 AM
مقال ثري على قصره أخي الأديب المبدع مجذوب يفتح آفاقا للحوار الهادف وصولا لكنه المعاني وتوظيف المفردات والتعاطي مع فقه اللغة مباشرة ورمزا وإيحاء.
هو موضوع شدني وأحببت هنا أن أشكرك عليه وأن أعد بعودة قريبة تثري الموضوع من جوانب عدة إن شاء الله تعالى
تحياتي
معروف محمد آل جلول
31-03-2009, 01:09 AM
أخي المجدوب..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
أشكرك على هذا الموضوع الحسّاس المثير ..
قضية اللفظ والمعنى أثار جدلا كبيرا قديما ..وما يزال مستمرا ..وسيبقى ..
ذلك أن لغة الإبداع تختلف كلية عن لغة التخاطب..والتواصل..
إنها ..لغة الإبداع ..تُخْرِجُ المتلقي عن المألوف ..وتنقله من المتعارف عليه إلى الجديد ..
ولاتفهم الكلمة إلا داخل نسق النسيج اللغوي..
لذا قاتل الجاحظ / الشعر / ضرب من النسيج وجنس من التصوير / ..
فالكلمة في الإيداع إذا تنسج إيحائيا لغة جديدة ..وإلا ما كان الإبداع إبداعا ..
والدليل هو اختلاف القراءات للنص الواحد ..منطقيا باختلاف فهم المقصود اللغوي ..وما ينتهي إليه من تأويل ..
الفكر كما النقد وباقي العلوم الإنسانية تطالبنا بالكلمة الصائبة الصحيحة وفق مفهومها الخاص..وتنقل من حين لآخر إلى مفهوم السياق ..
أما في العلوم الدقيقة فهي دقيقة تؤدي المعنى من أقصر طرقه..
أخي المجدوب ..المعذرة عن الإطالة ..
بالغ تقديري ..
خالص تحياتي..
نادية بوغرارة
31-03-2009, 01:14 AM
أشكرك سيد مشرواي جزيل الشكر على طرح هذا الموضوع ،
سأتابع هذا الحوار بترقب و اهتمام بالغين.
حازم محمد البحيصي
31-03-2009, 01:24 AM
اخى الحبيب مجذوب المشرواى
موضوع فى قمة الجمال من حيث الطرح والمعنى والتناول
والمهم بل الاهم ان توظف الكلمة توظيفا جيدا وأن تكون ذات مدلولٍ في سياقها الضمنى واللغوى
لا ان تكون مجرد إدراج لاجل الإدراج فقط كمن يتخبط فى الظلام لا نور أمامه .
أكثر ما أعجبنى فى مقالك اخى أنه حاثٌ بالدرجة الأولى على سلامة اللغة وشفافية المعنى و مدلول العبارة بأكملها
وهذا والله انا من المتعصبين جدا له ولا لارحمة عندي ولا شفقة فى هذا الأمر .
رائع أن يقفز المعنى من بطن الشاعر أو الكاتب أوالقاص أو ... الخ إلى أذن المتلقي , لا أن يظل المتلقي يدور في دائرة من الفراغ لا يدري أولها من آخرها .
فالكلمة الدالة تأخذ حيزها فى القلب وتهمس همسا فى السمع ولا تقشعر الابدان منها كما نرى هذه الأيام
أحيانا أدخل لنصوص لا أعلم أولها من آخرها ولا أفهم مدلولها ولا لأي شيئ ترمي .
فهل هذا قصور لغوي وأدبي فينا ؟! أعجب بحق
أم أن ما كتب في هذا النص لا يصل لأن يكون خربشات على هوامش الكتابة ؟
سؤال برسم الإجابة
شكرى الكبير لك
وتحية العبق الأدبي
مجذوب العيد المشراوي
31-03-2009, 09:37 AM
تقديم : لاستجلاء أمر أني لا أفرق بين لغة الإبداع ولغة الرياضيات كان لازما أن أبحر في هذا الموضوع إلى حدود بعيدة حتى أقطع الشك ّ في النفوس والدعاوي المغرضة والتي تحاول أن تضعني في خانة غريبة ..
لذا سأكتب هنا بلا اصطلاحات ولا نظريات وإنما من منطلق الثقافة التي أحياها وأتوسدها ليل نهار ..
فأرجو أن يكون النقاش مؤسسا وممنهجا وواضحا للقراء فلا نلجأ إلى التعتيم فيغيب عن القارىء مدلول الحقيقة .... شكرا
اقتباس لمحمد معروف
ذلك أن لغة الإبداع تختلف كلية عن لغة التخاطب..والتواصل..
إنها ..لغة الإبداع ..تُخْرِجُ المتلقي عن المألوف ..وتنقله من المتعارف عليه إلى الجديد ..
ولاتفهم الكلمة إلا داخل نسق النسيج اللغوي..
لذا قاتل الجاحظ / الشعر / ضرب من النسيج وجنس من التصوير / ..
فالكلمة في الإيداع إذا تنسج إيحائيا لغة جديدة ..وإلا ما كان الإبداع إبداعا ..
والدليل هو اختلاف القراءات للنص الواحد ..منطقيا باختلاف فهم المقصود اللغوي ..وما ينتهي إليه من تأويل ..
.............
[أراك أخي الكريم تعود إلى ما لا عودة له وقد بيّنت ُ ذلك في موضوعي . أنا لا أتحدث عن هذا أبدا وإنما أراه تحصيل حاصل
إنا أتحدث عن صحة البناء إبداعيا لا علميا ولا صحفيا ولا رياضيا ولا فلسفيا بل إبداعيا وأقصد بشدّة هذه الكلمة وأعرف مدلولها جدا جدا وإلا كيف أفهم الإبداع إذن وأكتبه بل وأجيد ما تقول داخل النص لا التنظير ؟؟[/color].
ثم ما الذي يشكل المعنى داخل النص أليس اللفظ بمعناه الإصطلاحي ؟ فقط يجب أن أشير إلى أن في سياق المعاني ممكن أن نقحم مجموعة ألفاظ في جوّ جديد بقرائن لإحيائها في تربته الجديدة لكن ّ ليس صحيحا في الغالب الغالب أن اللفظة معناها في السياق وإلا فمن يُنـْشىء المعنى إذن ؟؟؟؟ وإن أقحمت ُ 100 لفظة في نص يحتوي على 110 ألفاظ بحيث 100 كلها تحتاج إلى سياق فهل يمكن أن نفهم هذا النّص أم أن صاحبه مجنون ؟؟
.
.اقتباس لمحمد معروف
الفكر كما النقد وباقي العلوم الإنسانية تطالبنا بالكلمة الصائبة الصحيحة وفق مفهومها الخاص..وتنقل من حين لآخر إلى مفهوم السياق ..
أما في العلوم الدقيقة فهي دقيقة تؤدي المعنى من أقصر طرقه..
أخي المجدوب ..المعذرة عن الإطالة
.....
هذا تدليل ثاني على مقصود أتقن ُ معرفته جيدا . طبعا هذه لغة يُراد ُ بها باطلا وهيَ حقّة أنت يا أخي تمسح ُ كل ّ يوم قصائدي العمودية تحديدا فهل تراني لا أفرّق ُ بين لغة الشعر ولغة الرياضيات ؟
لا حجّة في هذا مقابل النصوص التي أكتبها العمودية تحديدا والتي يستشف ّ منها تمرّسي وأزعم ذلك ولذا فلا نقاش في هذا .
قد سمعت ُ هذه الملاحظة: دقتي العلمية ....وهذا مما يضحك .. متى كانت الدقة العلمية عيبا ؟ ثم أنا أفرّق بين الأمرين جدا وأعرف لغة الإبداع وحدودها وتهويماتها و وسرابها ومتى تكون مغلقة ومتى تكون مفتوحة ومتى تكون شارحة ومتى تكون مبهمة ومتى تكون أصيلة ومتى تكون حداثية متزنة ومتى تكون أكثر من ذلك ماأسموه (بعد الحداثة ).. إنّ أصعب منطقة يلجأ إليها المبدع متخفّيا هي منطقة الحداثة ظانا أن العالم فسيح وله أن يقول ما يشاء وكيف يشاء ولكنّ النظر النّقدي في هذا الإطار وأدواته أدق ّ إبداعيا فهيَ تكتشف معرفة المبدع من جهله بما يكتب ومن قرائن اللفظة في الجملة وفي السياق ما دام يلجأ ُ إلى توفير مناخات جديدة للغة ..إن هذه المنطقة لن تفلت َ من التمحيص مادام التشكيل اللغوي المقروء يمكن ُ أن نرجُعهُ إلى أوليات اللغة ودلالات الألفاظ القاموسية والتعرف على عوالم جديدة من الأفهام والتي صيغت داخل فهم جديد داخل النص المُراد .
أعود فأقول : إنّ عملية التوالد في لغة الحداثة جدّ ذكية شعوريا وأقصد هذا المعنى فمن يمرّ إلى الحداثة عليه أن يكون هاضمًا لغته ومدلولاتها وغريبها وشاردها حتى يستطيع أن يشتغل على الإزاحات جيدا وعلى الإيحاءات بكفاءة وعلى الرسم اللغوي بطريقة جدّ شاعرية مبتكرة .
مجذوب العيد المشراوي
31-03-2009, 10:02 AM
مقال ثري على قصره أخي الأديب المبدع مجذوب يفتح آفاقا للحوار الهادف وصولا لكن المعاني وتوظيف المفردات والتعاطي مع فقه اللغة مباشرة ورمزا وإيحاء.
هو موضوع شدني وأحببت هنا أن أشكرك عليه وأن أعد بعودة قريبة تثري الموضوع من جوانب عدة إن شاء الله تعالى
تحياتي
أقصد هذا حتى لا تضيع الحقيقة في خضم المصطلحات .. وأرجو أن يكون التناول بطريقة مبسطة في سبيل أن يفهم القراء ..
مجذوب العيد المشراوي
31-03-2009, 10:04 AM
أشكرك سيد مشرواي جزيل الشكر على طرح هذا الموضوع ،
سأتابع هذا الحوار بترقب و اهتمام بالغين.
أهلا بنيتي .. أتمنى أن يتقدم الموضوع في سبيل معرفة مخزوناته وأشكرك على هذا المرور
مجذوب العيد المشراوي
31-03-2009, 10:20 AM
اخى الحبيب مجذوب المشرواى
موضوع فى قمة الجمال من حيث الطرح والمعنى والتناول
والمهم بل الاهم ان توظف الكلمة توظيفا جيدا وأن تكون ذات مدلولٍ في سياقها الضمنى واللغوى
لا ان تكون مجرد إدراج لاجل الإدراج فقط كمن يتخبط فى الظلام لا نور أمامه .
أكثر ما أعجبنى فى مقالك اخى أنه حاثٌ بالدرجة الأولى على سلامة اللغة وشفافية المعنى و مدلول العبارة بأكملها
وهذا والله انا من المتعصبين جدا له ولا لارحمة عندي ولا شفقة فى هذا الأمر .
رائع أن يقفز المعنى من بطن الشاعر أو الكاتب أوالقاص أو ... الخ إلى أذن المتلقي , لا أن يظل المتلقي يدور في دائرة من الفراغ لا يدري أولها من آخرها .
فالكلمة الدالة تأخذ حيزها فى القلب وتهمس همسا فى السمع ولا تقشعر الابدان منها كما نرى هذه الأيام
أحيانا أدخل لنصوص لا أعلم أولها من آخرها ولا أفهم مدلولها ولا لأي شيئ ترمي .
فهل هذا قصور لغوي وأدبي فينا ؟! أعجب بحق
أم أن ما كتب في هذا النص لا يصل لأن يكون خربشات على هوامش الكتابة ؟
سؤال برسم الإجابة
شكرى الكبير لك
وتحية العبق الأدبي
حازم حللت َ أهلا أخي الكريم هنا وأرجو أن تستمرّ في المشاركة بما تجود به ثقافتك في هذا الموضوع الشائك والذي يجب نعطيه حقه ..
معروف محمد آل جلول
31-03-2009, 11:15 AM
أراني أقحمت نفسي فيما لايجب أن أطرقه..
سأعود محملا بالورود..
د. سمير العمري
31-03-2009, 11:36 AM
هنا مقالة في الشعر تساند هذا الموضوع ولو بشكل غير مباشر ، وإن كنت سأعود إلى رد مباشر ومفصل بهذا الخصوص فسيكون ذلك قريبا بإذن الله حين فراغ.
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=35765
تحياتي
معروف محمد آل جلول
31-03-2009, 02:24 PM
أخي المجدوب..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
أشكرك على هذا الموضوع الحسّاس المثير ..
قضية اللفظ والمعنى أثار جدلا كبيرا قديما ..وما يزال مستمرا ..وسيبقى ..
ذلك أن لغة الإبداع تختلف كلية عن لغة التخاطب..والتواصل..
إنها ..لغة الإبداع ..تُخْرِجُ المتلقي عن المألوف ..وتنقله من المتعارف عليه إلى الجديد ..
ولاتفهم الكلمة إلا داخل نسق النسيج اللغوي..
لذا قاتل الجاحظ / الشعر / ضرب من النسيج وجنس من التصوير / ..
فالكلمة في الإيداع إذا تنسج إيحائيا لغة جديدة ..وإلا ما كان الإبداع إبداعا ..
والدليل هو اختلاف القراءات للنص الواحد ..منطقيا باختلاف فهم المقصود اللغوي ..وما ينتهي إليه من تأويل ..
الفكر كما النقد وباقي العلوم الإنسانية تطالبنا بالكلمة الصائبة الصحيحة وفق مفهومها الخاص..وتنقل من حين لآخر إلى مفهوم السياق ..
أما في العلوم الدقيقة فهي دقيقة تؤدي المعنى من أقصر طرقه..
أخي المجدوب ..المعذرة عن الإطالة ..
بالغ تقديري ..
خالص تحياتي..
أخي المجدوب ..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
كرم كبير أن أحظى برد تجاوز من سبقني..
ولكن آدابي تقول : لاتعلو العين على حاجبها..
طرقت الموضوع الصعب الذي أعجز عن تداوله ..
وفي القسم الصعب الذي لاأطيقه..
ما أنا إلا تلميذ ..
لذا خطئي يغتفر ..
أسحب كل كلمة وردت مني ههنا..
بالغ تقديري..
خالص تحياتي..
مجذوب العيد المشراوي
31-03-2009, 06:43 PM
أخي سمير ما وجدت في الرابط مقالة بديعة و موضوع عميق أراه مسح وَ وغطى ما أنا بقصده وذهب إلى قناعات أخرى جميلة في نظري ..
أنوّه فقط في قوله تعالى ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ) تؤكد المعنى الحقيقي بأن الشعر تعليم إلهي و نعمة إلهية أدعوها الإلهام وهذا عندما يكون الشعر خيريا و غير ذلك من وحي الشيطان وعليه فلينظر كل شاعر إلى أي حزب ينتمي ولهذا فرق القرآن بين هاتين الزمرتين من الشعراء .. شكراا
........
ثم لقد تطرّقت َ سبحان الله قبل أن أثير هذا الموضوع بزمن فوجدت ما كنت ُ أريد وأزيد .. إن ّ عتبة ما أتحدث عنه صعبة المراس وجد دقيقة وفاصلة في علوم اللغة ودلالات اللغة ..
وقد يتساءل أحدهم عن أيهماأسبق المعنى أم اللفظ فأقول بحمده تعالى إن اللفظة نشأت عن معنى أولي عند الإنسان في إطار اللغة الناشئة والمتطورة عن أخرى ثم ترَسّم َ الإصطلاح - المعنى للفظة المرادة - لتبدأ هيَ في إفادة الإنسان بمراد التلفظ بعد ذلك .. وعندما تدخل في الكتابة تدخل بعالمها الطبيعي أو الإفتراضي في إطار السياق لكن ّ المعنى السياقي يجب أن يكون من رحم ما حولها من ألفاظ وأن ترسم معناها الجديد بالقرائن الممكنة لا غير ..
إن العربية ما قالته العرب وما وحّده القرآن خاصة بإضافة ما سكت عنه ولذا فلا مجازفة إلا بأصول واعية ونظرة ثاقبة
ولذا فباب الحداثة الآن فيه حديث وأحبِّذ ُ معاصرة اللغة عن الحداثة وبهذا التصور نطقت ُ آنفا وبهذا التصور يجب أن نعمل
إن الشعر العمودي إن لم يطعَّم ْ بمعاصرة تجمع حاضر الأمة ومشاعرها الحالية وتوجساتها وهواجسها سيخفق في الإستجابة لحاجة العربي حتما وسيموت لذا من الواجب العمل على عصرنة الشعر إن جاز اللفظ ..
شكرا
مازن لبابيدي
31-03-2009, 08:34 PM
أستاذي المشراوي
سمحت لنفسي ، أو قل أقحمتها ، بالانتساب لهذا الصف كمستمع .
ربما أزعجكم أحيانا بسؤال عن التباس ما ، فتحملوني .
مجذوب العيد المشراوي
31-03-2009, 09:57 PM
مازن أيها الأخ الكريم لسنا شيوخا ولا أنت تلميذ بل نحن إخوة نحاول أن نرقى إلى مقاربة في الفهم ويعلم ُ الله ما الذي دعاني إلى هذا الموضوع .. إن ّ المأزق اللغوي لدى الكثير وأنا منهم في أكثر الأحيان دعاني إلى ذلك وألح ّ وما دخلت ُ هنا رياء ولا بطرا ولكن دخول من يريد أن يعرف ..
..........
أقول : إن اللغة إلهية كيف ذلك ؟ ألم يقل سبحانه وتعالى ( وعلّم َ آدم الأسماء كلها ..) ومع اختلاف ما ورد فيها من تفاسير إلى أني أراها دليلا على تعليم الله اللغة لآدم عن طريق تقديم الأشياء له وتعليمه أسماءها والغريب هيَ نفس الطريقة التي تتعامل بها الأم مع صغيرها في تعلم اللغة فهي َ كلما أشار إلى شيء سارعت إلى تسميَته بلا شعور له وأعادت ذلك ..
والأعجب أن الصغير يسارع بالسؤال دائما إلى تعلم أسماء الأشياء ولذا الأسماء هيَ أوليات اللغة ومنها تتفرّع اللغة إلى أفعال وأحوال وصفات و... إلخ . اللغة إلهية من الله لآدم مباشرة ولا عبرة بما يحاول الغرب أن يقذفه في قلوبنا من أن الإنسان تعلم اللغة بعد حقب وتجارب وتعامل مع الكون والطبيعة ..بعد تعليم الأسماء بدأ الخطاب الإلهي لآدم ( يا آدم أنبئهم بأسمائهم ...) وهنا يقتضي المقام أن آدم له لغة للفهم اكتسبها فمتى كان ذلك ؟ كان أن علم َ الله آدم الأسماء كلها ومنها توسعت لغته في فترة يعلمها الله تعالى .. شكرا
نادية بوغرارة
31-03-2009, 11:08 PM
يشجعني موضوعكم الثري هذا، لوضع التساؤل التالي :
لعل الكثير يريد استغلال مواهبه في الكتابة ،
و استخدامها من أجل الدعوة ،
و ما دامت هذا هي رسالة بعض الشعراء و الأدباءالدعاة ،
فماهي اللغة المطلوبة لتحقيق هذا الغرض ؟
و كيف يوفقون ما بين ضرورة الإرتقاء باللفظ إلى
ما يقتضيه العصر، و بين تيسير وصول المعنى للمتلقي البسيط ،
والذي يشكل الهدف الأساسي من وراء إبداع
هذه الفئة من الكتاب؟.
تقديري.
مجذوب العيد المشراوي
01-04-2009, 09:24 AM
يشجعني موضوعكم الثري هذا، لوضع التساؤل التالي :
لعل الكثير يريد استغلال مواهبه في الكتابة ،
و استخدامها من أجل الدعوة ،
و ما دامت هذا هي رسالة بعض الشعراء و الأدباءالدعاة ،
فماهي اللغة المطلوبة لتحقيق هذا الغرض ؟
و كيف يوفقون ما بين ضرورة الإرتقاء باللفظ إلى
ما يقتضيه العصر، و بين تيسير وصول المعنى للمتلقي البسيط ،
والذي يشكل الهدف الأساسي من وراء إبداع
هذه الفئة من الكتاب؟.
تقديري.
الأخت الكريمة نادية أرى طرحك هنا خروجا عن مدار الموضوع المستهدف وإن تتبعاناه سنخرج إلى مضامين تبعدنا عن الصلب المطلوب لذا أستسمحك أيتها الأخت أو الإبنة الزكية أن ندع الخوض فيه إلى موضوع آخر يطرج جانبا في صفحة لوحده ..
أقول : المعنى يتأتى للعاقل الذي يملك لغة واللغة هيَ شفرات من ألفاظ وأفعال وأحوال وصفات و .. إلخ هذه الشفرات أتت من الله تعليما لآدم فعرفت ْ الأشياء وأفعالها كمعاني في نفس الإنسان رُسِّمَت ْ بعد ذلك باللغة توارثا .. وقد يسأل السائل فلم َ تعددت اللغات أقول لأنها تعدّدت بعد ذلك الأمكنة والأزمنة في حياة الإنسان فكان هذا لحاجة الإنسان لتسمية الجديد والمتولّد عن غيره في حياته فالإنسان بعمله فوق الأرض غيّر في الأرض فلزم َ أن تتغير َ و تتنامى لغته وتتجدد وتتطور .. ألا ترى أن اللهجة تختلف لبضع كيلومترات منك في وطنك ماتفسير ُ ذلك ؟ في الجزائر تختلف اللهجات والتلفظ كل ّ 100 كلم تقريبا وهذا شاهد على ما نرمي إليه .. شكرا
د. سمير العمري
01-04-2009, 09:45 AM
مداخلة أولى
دعونا أيها الأحبة نتفق أولا أن لا نقع في تناقض الطرح فإن كنا سنتناول قضية اللفظة والمعنى والبحث في العلاقة الوثيقة بينهما باعتبارهما وجهين لعملة واحدة كما يقال فلا لفظ فيما يعقل بلا معنى ولا معنى فيما ينقل بلا لفظ. وإشارتي للتناقض تنبع مما رأيت من استخدام المصطلح خصوصا مصطلحي الحداثة والإبداع واعتمادهما بداهة معايير ومرتكزات وكأنها مسلمات وهنا وقع التناقض. ولعلني أرجع الأخ مجذوب إلى مقالتي في الشعر والتي أضفت إليها اليوم ما سقط سهوا ليدرك أن قضية المصطلحات المغرضة والمشوشة هي من صلب ما ينتمي للقضية المطروحة للنقاش هنا ، ذلك أن التلاعيب بالمصطلحات هو تحايل على اللفظ وتحامل على المعنى يخرجه من ظاهره إلى مقاصد فيها خلل يصل حد الخطل.
ولعلني قبل أن أبدأ تناول قضية اللفظ والمعنى أشير هنا إلى أن معضلتنا الدائمة هو حالة التطرف الفكري والمنهجي بلا وسطية ناسين أننا الأمة التي خلقها الله وسطا ومن عليها بتلك النعمة الكبرى. وإني لأرجو أن نجتهد في محاولة الرؤية الصادقة بلا أفراط لليمين أو تفريط لليسار.
أما اللفظة والمعنى فهما أمران مرتبطان ببعضهما لم يسبق أحدهما الآخر فإن اللفظة هي جسم المعنى والمعنى هي روح اللفظة ولعلني أستعين بما ضربته هناك في مقالتي في الشعر مثلا كي يتحقق الفهم المرجو للمقصد بأن اللفظة هي الكينونة وأن المعنى هو الكنه. وبهذا يتضح أن اللفظة جامدة ولكنها دالة يمكن عقلها لمعنى محدد أو لأكثر من ذلك في حدود ما يسمح به المدلول. ودلالية اللفظة نابع من عقلها بالشكل المرسوم والمنطبع في الذاكرة ثم تفسيرها بالمعنى أو المعاني الملتصقة بالوجدان بما يكون تناغما واتساقا منطقيا يمكن استيعابه.
وتشكل اللفظة المجردة دلالة محددة ومحايدة لا تتعداها إلى غيرها بدون قرينة قابلة واقتران مقنع ، فإن قلنا مثلا "ناقة" انطبع في الوجدان صورة أنثى الجمل بملامحها ووصفها إن كانت عرفت من قبل وإلا فلن يتم استقبال معنى اللفظة عند من يجهلها ، فإن قلنا مثلا "أتان" انطبع عند من يعرفها صورة أنثى الحمار فإن جهل المتلقي اللفظة لم يستدل على المعنى حتى وإن كان يعرفه بلفظة أخرى.
بهذا يتبين مدى العلاقة بين اللفظة والمعنى بحيث يصبح اللفظ فارغا إن جهل معناه ويصبح المعنى خاويا إن جهل لفظه. وإنما يكون اللفظ المجرد للتعبير المجرد ومتى شاء المرء التعبير عن معنى أشمل احتاج إلى بناء الألفاظ في جمل وتراكيب تفضل فيه وهنا تبرز قيمة دور السياق في تفسير المعنى وتفصيله.
ولعل أهم ما يجب أن يعيه المرء في هذا المقام هو مدى ثراء اللغة العربية عن سواها من لغات العالم والتي تتعدى عدد حروفها المعروفة إلى أضعاف أربعة باعتبار الحركات الأربع ثم بوجود عنصر الاشتقاق ناهيك تميز العربية عن غيرها بوجود أكثر من لفظة لذات المعنى تفصيلا لفروقات دقيقة بما يشكل ملايين المفردات والمعاني التي لا أظن أحدا كان ملم بها كلها ، ولعل في هذا رد على الواعمين بقصور اللغة وما القصور إلا فيهم هم لو كانوا يعلمون.
ووجود المفردات يحتاج توظيفا دقيقا يتناسب وطاقة المفردة سواء وفق معناها المجرد أو حتى وفق سياقها المعتبر. أما وجود المترادفات فيحتاج علما في المعاني فقها في اللغة حتى يمكن توظيفها توظيفا دقيقا وصحيحا وإلا وقع في خطأ التعبير دون أن يدري كأن يقول أحدهم مادحا أمرا "تكالب القوم على طلب علم فلان" قاصدا "تزاحم" أو "تسابق" أو غيرها من المفردات ظانا أنها تغني عن غيرها كونها مترادفة ونسي أن لكل مترادفة معنى دقيقا يفرض فهما وسياقا معينا.
أما اعتماد اللفظة على السياق فهو صحيح باعتبار تميز العربية أيضا بالخيال والكنايات والاستعارات فيصبح المعنى حينها مرتهنا بمعنى اللفظة المجرد ثم معنى ما نتج من التوظيف والسياق لرسم صورة ما أو بقصد كناية ما. ولعلني هنا أسوق مثلا ببيت من قصيدة لي قلت فيه:
تزوجت من إناث الغدر نزوته ***** فأنجبت من ذكور الكبر قارونا
وهنا نجد أن التوظيف والصورة والسياق جعل للغدر إناثا وللكبر ذكورا وهذا لا يمكن أن يحتمله معنى اللفظة المجرد ، ولكن في ذات الوقت نرى ضرورة الربط بين المفردات وفق صورة ما وتقارب مقنع في الدور والأداء ، وإنما يكمن الإبداع حين يتمكن الشاعر من أن يزوج لفظة بأخرى زواجا شرعيا لينجب معنى تقر به النفس ويسعد به الخاطر.
إن حالات التشويش الذي يمارس إما جهلا وإما رغبة في المخالفة والانغماس في الرمزية هو مما يجب أن يربأ كل كاتب محترم بقلمه عنها لأنها ستسقط لا محالة ولا يعيش في الذاكرة الإنسانية إلا كل ما هو صادق وسامق وأصيل ، وأما الشعر أخي مجذوب فهو لا يحتاج عصرنة ولا حداثة بل يحتاج مبدعين حقيقيين مؤمنين به وبدوره وقادرين على تطوير الحالة الإبداعية بالشكل السوي دون تعمد أو تكلف ، وثق يقينا بأن الشعر العربي لن يموت ولن يتدثر لأنه قدر رباني مرتبط بما جاء في كتابه الكريم نسأل الله أن يستعملنا في رضاه وفي أن نكون ممن ينتصر للشعر وللغة انتصارا للدين وطلبا لرضوان رب العالمين.
تحياتي
نادية بوغرارة
01-04-2009, 01:37 PM
الأخت الكريمة نادية أرى طرحك هنا خروجا عن مدار الموضوع المستهدف وإن تتبعاناه سنخرج إلى مضامين تبعدنا عن الصلب المطلوب لذا أستسمحك أيتها الأخت أو الإبنة الزكية أن ندع الخوض فيه إلى موضوع آخر يطرج جانبا في صفحة لوحده ..
أقول : المعنى يتأتى للعاقل الذي يملك لغة واللغة هيَ شفرات من ألفاظ وأفعال وأحوال وصفات و .. إلخ هذه الشفرات أتت من الله تعليما لآدم فعرفت ْ الأشياء وأفعالها كمعاني في نفس الإنسان رُسِّمَت ْ بعد ذلك باللغة توارثا .. وقد يسأل السائل فلم َ تعددت اللغات أقول لأنها تعدّدت بعد ذلك الأمكنة والأزمنة في حياة الإنسان فكان هذا لحاجة الإنسان لتسمية الجديد والمتولّد عن غيره في حياته فالإنسان بعمله فوق الأرض غيّر في الأرض فلزم َ أن تتغير َ و تتنامى لغته وتتجدد وتتطور .. ألا ترى أن اللهجة تختلف لبضع كيلومترات منك في وطنك ماتفسير ُ ذلك ؟ في الجزائر تختلف اللهجات والتلفظ كل ّ 100 كلم تقريبا وهذا شاهد على ما نرمي إليه .. شكرا
***************
لم أكن أقصد فتح باب يحيد بكم عن الطرح الذي تسيرون فيه،
و لكن ظننت أن فكرتي متعلقة به بشكل أو بآخر،
- طبعاحسب فهمي لمقالتكم -
و ما دمتم رأيتم غير ذلك ، فلكم ذلك .
أتابع باهتمام التلميذ.
مجذوب العيد المشراوي
01-04-2009, 02:55 PM
أخي سمير نص من ذهب تمدّدت أبعاده فكان معينا للطالب فأهلا بهكذا نقاش يدفع المجتهد إلى التبصر وإعادة التفكير في زخم هذه الدنيا ..
أقول : إن مصطلح الحداثة بمفاهيم الغرب فيه نظر وفيه مراجعة فهو يهدف إلى محاربة ثوابت الأمم ومعتقاداتهم وما هو مقدس في سبيل على حدّ زعمهم الإنسان وتحرّره من هذا الغول العقدي الذي أوصله إلى الحروب المستمرة .. وقد أتت صياغات جديدة في أدبهم أربكت المألوف وأصبحت موضة يجب السير وفقها وإلا فالمبدع متخلف عن الرّكب ..
فكان لزاما على مجموعة من خيرة الأمة أن يسارعوا إلى البديل لدفع هذا الهوس الشيطاني وعليه بدأت تجارب عصرنة القصيدة العمودية وإعطاءها مساحة من الإزاحات والصور التي تنسجم مع ما يقاسي الإنسان في زمن الأمركة العنيف وهو واجب وفرض على كل ّ مؤمن حاذق والدافع هو تقديم الثوب اللائق بالأعمدة في زمن الشعر النثري والتفعيلي وما إليه ..
إن الشعر العمودي اليوم عليه أن يتجدد بعد 70 سنة من الصمت وبعد أن كانت الصولات فيها للتفعيلة والنثر الشعري وبعد أن أصبح الخطاب المعتمد في الجامعات وعند مرتزقة الأمة أن الشعر العمودي قديم .
معك أخي الكريم فالشعر الحقيقي هو مانبت من الأرض من الكون من النفس من القضية من فلسفة الأسئلة من الوجود من الله من الرسل من الخير من الشر .. الشاعر اليوم عليه أن يجابه أسئلة عَالم ٍ يحيط به من كل ّ جهة عبر الهاتف والأنترنات والتلفزة والمواصلات المتيسرة والإحتكاك المستمر لأفكار مع مجموعات بشرية أخرى بأرائها وفلسفتها وعقائدها .. لذا فلالشعر اليوم عاد أصعب من مجرّد قضية بسيطة لا إشكال فيها ، الشعر اليوم أصبحت علاقاته بمنظومة من الأسئلة الكبيرة في كل ّ زوايا الكون والحياة لهذا فإثارة اللغة في عتبة هذا القلق ليست سهلة أبدا ولا بسيطة كما يظنها من لا زالوا يقرأون لحدّ الآن الشعر المدرسي ..أو يظنون أنه المثل الأعلى للشعر .........................شكرا
مجذوب العيد المشراوي
01-04-2009, 05:45 PM
أضافة : إنّ المنطلق في أي عمل هو حاكمه وأميره وفي ظني أن ّ الحداثة في مفهوم الغرب هيَ نتاج لعدم فهم الشَّرِّ في هذا العالم وبالتالي إقحاح الله في ظلم ٍ أبدي للإنسان .. والمسلم أجابه الله عن هذه المعضلة بأسلوب جد ّ منطقي قال تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة ...) لذا فمنطلق المبدع الذي ينطلق من السماء يجب أيكون خيريا إلهيا وحداثيا بهذا المنظور أي له أدواته العصرية ليصل إلى الناس من أعلى القمم ... ( هنا يجب التوسّع ) مستقبلا ً في أدوات الشعر المعاصر .. والحمد لله ربّ العالمين .
مجذوب العيد المشراوي
02-04-2009, 12:10 PM
القطيعة والتجديد :
البحث اليوم عن الجمال في الشكل الشعري ومضمونه غدا دقيقا ومركزا وتنافس المتنافسون في ذلك .. وذهب الأمر نحو تعقيد التجارب حتى رأينا من بات يكلم نفسه شعريا بل وأكثر من ذلك يكتب ما لا يفهمه حتى هو ..
إن ّ الشعر تجربة شعورية صادقة وتمرّس على الإقاع وتتابع الحروف من أجل أفضل نغم ممكن ..
وهو ليس بريئا في المضمون بل ماكرا ومراوغا بإيحاءاته وتخفيه ونسوجه الساحرة وبعد هذا كله إما سباحة في الجمال المطلق بألمه وسعادته و إما غوص في الظلمات حيث يسبح الشيطان معترضا على الله الواحد .
الشعر هو موسيقى الحروف المنسجمة والمنتظمة نفسيا قبل أي شيء .. هو ذاك السحر الذي يسري إليك وقت قراءتها صامتا قبل أن تنطق بها شفتاك .. لا حاجة لصوت مخادع يحَسِّن ْ قراءتها . لا حاجة للخداع .
ألا ترى قصائد المتنبي وهي َ توَقّع َ أنها من أفضل ما قال العرب إلى اليوم فهل نستدعي المتنبي من قبره ليؤكد ذلك ؟ أبدا ... إنها السحر الصامت الأبدي ..
سأعود
د. سمير العمري
02-04-2009, 03:58 PM
أخي مجذوب:
لا أرى صوابا في اعتماد مصطلح مغرض ذي دلالات مشوشة ومشبوهة محورا لنقاش أو مرجعا لقياس.
إن مجرد التفكير بأسلوب الدفاع عن الذات أمام اتهام باطل من جاهل أو غافل هو في حد ذاته لا يليق بعاقل أو أديب حر. ولعل أهم دور للأديب هو أن يؤثر في المحيط قبل أن يتأثر به بمعنى أن يمثل قيمة ذاتية ترتكز على قيم الخير والصدق والجمال ولا تنساق وراء مؤثرات الواقع الفاسد إلا بقصد التأثير لا التأثر ، وإلا فقد الأديب دوره وأصبح مجرد ناعق بصوت جاهل أو مترنم بصوت فاتر.
إن الحري بنا أن لا ننساق وراء التهم غير المنصفة وغير الواعية ، وأن لا نهتم لمصطلح الحداثة ، وحين حوار يجدر بنا أن لا نقيس الصواب والجمال على الحداثة بل أن نقيس الحداثة التي يتشدقون بها على قيم الصواب والجمال. هذه واحدة.
أما الثانية فهي أن تحديث وتطوير الشعر العربي لا يكون حالة طارئة وقرار مفاجئ وردا على موقف أو حال ، بل إنه وكما أوضحت في مقالتي تلك إنما يكون حالة طبيعية غير مفروضة وغير مقصودة قسرا أو عنوة ويكون التطور حالة تفاعل مع الواقع والبيئة وليس خيالا وحالة تقديرية يقصد بها إرضاء من لا يبحث إلا عن الهدم.
إن تطور الشعر العربي هو بهذا المفهوم حالة مستمرة وطبيعية لا تحتاج لحديث أو لنقاش إلا في حدود معينة ضيقة وفق ظروف تطرأ. ونعم كان هناك حالة تفوق حد التجاهل ضد الشعر العربي إلى قصد الإضرار والهدم بتعمد الاستهانة بدور الشعر وبقدر الشعراء ، وبتقديم نماذج فاسدة تصبح حالة حاكمة على الشعر تزيد من إهماله والاستخفاف به ، واستبدال كل مضاهر القيمة والتفوق بنماذج "حداثية" أخرجت الشعر عن تميزه وفاعليته في إحداث الحراك في النفوس وإثراء الوجدان بما ينفع ويقنع ويمتع. ولكن هذا دليل آخر أكيد على أن مدعي الحداثة لا يقصدون بهذه الدعاوى الخير للشعر العربي بل الهدم والإقصاء واستبداله بحالة من التهويم والتبعية والتخدير.
إن المطلوب إذًا هو أن نحاول بصدق أن نرتقي بالمضامين الشعرية وبالأساليب التعبيرية والاهتمام باللغة وبالصورة وبالفكرة التي أراها أهم ما يجب أن نطوره ونلتفت إليه ، بما يعني أن التحديث والتطوير إنما يكون بالاهتمام بالمضمون فكرة ولغة وأسلوبا وحسا أي الاهتمام بالكنه دون مساس بالكينونة.
أما تهمة القدم فليت شعري هل كان القديم إلا أعز قدرا وأغلى قيمة؟؟ ألا يتغنى هؤلاء بالخمر المعتق كدليل على قيمته وتفضيله؟؟ ألا تدفع أغلى الأثمان في تحف أو صور رسمت قديما ويكون فيها الهيبة والمتعة؟؟
نعم قصائد المتنبي من أجمل قصائد الشعر العربي على الإطلاق وهناك العديد من القصائد من عصور مختلفة تعتبر قيما عالية في الجمال حتى في العصر الحديث بل وفي أيامنا هذه ، ولكن هناك أيضا قصائد رديئة في كل العصور كذلك ، وإنما القيمة تنبع من ذاتها لا من ذات غيرها كالذهب قيمته في ذاته ولو أتى شخص ما يحمل سبيكة من الذهب ثم رأى أنها لا تمثل قيمة فرماها أو استبدلها بقطعة حجر ؛ فهل أصبحت قيمة الذهب بما فعل كما رأى أم هل يحكم عليه حينها بالخبل والجنون؟؟
تحياتي
إدريس الشعشوعي
02-04-2009, 04:05 PM
تحية كبيرة زكيّة و باقة ورد منوّعة الأزهار بهيّة شذيّة
متابع للحوار الشيّق الهادف ...
:0014: :hat: :001:
مازن لبابيدي
02-04-2009, 04:30 PM
أستاذ مجذوب ، د. سمير
أتابع بشغف واستمتاع النقاش أو قل مناقشة قضية اللفظ والمعنى على نار هادئة كما أردتها أخي مجذوب .
تبادر لذهني إمكانية ارتباط الوقع الصوتي أو "الموسيقي" للفظ - بمحتوى حروفه وترتيبها - بالمعنى المفهوم من اللفظ ، وانعكاس ذلك بشكل تفضيلي على اختيار اللفظ المناسب صوتيا للمعنى المراد من ضمن مترادفات متقاربة المعنى ، فضلا عن جمالية اللفظ ذي الوقع الصوتي الألطف على الأذن ، وتتجلى أهمية هذه النقطة في الشعر خاصة .
أرجو إبداء الرأي
إدريس الشعشوعي
02-04-2009, 04:52 PM
الأستاذ الفاضل مازن ... أتفّق معك كثيرا ، و نعمَ ما طرحتَ . أقول هذا من وجهة نظر شخصية و ليس من باب الاطّلاع .
أنّ الوقع الصّوتي للفظة لهُ دلالتُه عند العرب ، و خصوصا في لغة العرب .
فلكلّ مقام مقال ، و لكلّ مقامٍ وقعهُ الصّوتي المناسب . و في اللفظ العربي يلاحظُ هذا كثيراً ممّا يُنبي عن جمال العربية جمالاً عظيماً .
و لعلّ القرآن الكريم لهُ الكمالُ في هذا و ذاك ، إذ يجمعُ بين وقعِ الألفاظ و جرسها و معناها و توظيفها بصفة كاملة لا ارتياب للخطأ فيها و الغلط . و هناك أشرقَ الإعجازُ فيه على الآذان العربية القديمة التي كانت تتذوّقُ اللّغة تذوّقا عظيماً .
و لعلّ وصف الوليد للقرآن ينبي عن هذا كذكل و هو الذي قال : " إنّ له لحلاوة و إنّ عليه لطلاوة و إنّ أعلاهُ لمثمر و إنّ أسفله لمغدق و إنّه يعلو و لا يُعلى عليه " . فانظر الى هذا الوصف الذي أخذ بلبّه من كلّ النّواحي .
و الشّعرُ تكمنُ قدرة الشاعر فيه و موهبته و تمكّنه من اللّغة و تذوّقها ، وقعُ الألفاظ و جرسِها المناسب للمقام و الظرف .
و الله اعلم .
تحياتي
مجذوب العيد المشراوي
02-04-2009, 07:20 PM
أستاذ مجذوب ، د. سمير
أتابع بشغف واستمتاع النقاش أو قل مناقشة قضية اللفظ والمعنى على نار هادئة كما أردتها أخي مجذوب .
تبادر لذهني إمكانية ارتباط الوقع الصوتي أو "الموسيقي" للفظ - بمحتوى حروفه وترتيبها - بالمعنى المفهوم من اللفظ ، وانعكاس ذلك بشكل تفضيلي على اختيار اللفظ المناسب صوتيا للمعنى المراد من ضمن مترادفات متقاربة المعنى ، فضلا عن جمالية اللفظ ذي الوقع الصوتي الألطف على الأذن ، وتتجلى أهمية هذه النقطة في الشعر خاصة .
أرجو إبداء الرأي
..........
الحرف فيزيائيا صوت واللفظة تركيب أصوات وتتابعها لذا فإنّ اللفظة داخل جملة شعرية لها توتّر صوتي فيزيائي يمكن أن نحسّ به كما يمكن قياسه ولذا فإن ّ التجانس الصوتي مع تجانس المعنى المؤدّى من الجملة يجب أن يُنتبهَ إليه جيدا فالشاعر لحظة الإنشاد لأول مرة عليه أن يتتبّع حروفه موسيقيا آخذا بعين النظر معنى ما يؤديه وهل هما منسجمان أم لا .. وهذا فيه تفصيل دقيق ثم ّ ثق أن لحظة الصدق الحقيقية مع الشعر ستـأتي بهذا لوحدها وأنت لا تدري .. شكرا
د. سمير العمري
02-04-2009, 08:51 PM
أستاذ مجذوب ، د. سمير
أتابع بشغف واستمتاع النقاش أو قل مناقشة قضية اللفظ والمعنى على نار هادئة كما أردتها أخي مجذوب .
تبادر لذهني إمكانية ارتباط الوقع الصوتي أو "الموسيقي" للفظ - بمحتوى حروفه وترتيبها - بالمعنى المفهوم من اللفظ ، وانعكاس ذلك بشكل تفضيلي على اختيار اللفظ المناسب صوتيا للمعنى المراد من ضمن مترادفات متقاربة المعنى ، فضلا عن جمالية اللفظ ذي الوقع الصوتي الألطف على الأذن ، وتتجلى أهمية هذه النقطة في الشعر خاصة .
أرجو إبداء الرأي
بل هذا أمر أساسي أخي وله أهمية قصوى في تحديد ملامح الجمال الشعري والتأثير الشعوري.
وثراء العربية بالمترادفات يعين على هذا الأمر بشكل كبير ، ويسهم في توصيل الحس بهذا التماهي بين صوت المفردة وجرسها وبين دورها وترتيبها بما يوافق جريان النفس بسلاسة وانطلاق دون تعثر أو اختناق.
ولعلك بهذا الرأي تشير إلى تميز العربية عن غيرها بأنها تراعي في ألفاظها من حيث الأساس العلاقة بين أصوات الحروف ومخارجها والمعنى الدالة عليه ، ولو تأملنا ألفاظا مثل "مس ، حس ، لمس ، همس ،" تجدها بحروف شفوية هامسة تناسب المعنى الرقيق الهامس أو اللامس وتتميز أساسا بوجود حرف السين ، ولو تأملت لفظة مثل "فظ" أو اضطراب وأشباهها لوجدت أن الحروف التي استعملت حروف استعلاء وجهر وستجدها مناسبة للمعنى المراد ، ويتضح هذا باختصار في المقارنة بين لفظتي "رقيق" و "غليظ" لتجد ما أعني من خصائص هذه اللغة الرائعة وبما يعني أن مثل هذا الأمر يأتي تلقائيا متى تمكن المرء من لغته ووعى مقصده ووظف مفردته توظيفا مناسبا للمعنى المراد.
الجدير بالذكر هو أنني أرى أن هذا الأمر لا يأتي تكلفا بل سجية وبتلقائية عجيبة ، ورغم أن جل النقاد ممن تناول شعري بالنقد أجمعوا على تميز شعري بمسألة التوازن البنائي سواء من حيث الجرس أو من حيث المفردات واللفظ ومخارج الصوت وأشار عدد منهم بوضوح التميز الصوتي لمخارج الحروف وترتيبها في شعري والدعوة لدراسات مستفيضة لهذا ، وأصارحك بأنني لم أتعمد هذا يوما أو أتكلفه بل هو يأتي سجية ببعض وعي به ولكن دون تقصد.
ولا ننسى أن الشعر هو بالفعل أكثر أنواع البيان حساسية للشعور ولذا فإن أي تكلف فيه يكتشف بسهولة عبر الشعور النقي والذائقة السيمة وأن ما صدر من القلب صادقا وقع في القلب ناطقا.
والشعر أخي هو علم حرفة كما أسلفنا وهذا يجعل قضية التمكن من الأدوات أمرا مهما ، ولكنه يجعل الحس التخيلي والذائقة ولمسة الإبداع أكثر أهمية ، وهذا ما يفرق عادة بين صائغ جيد متمكن من أدواته وبين صائغ مبدع وصاحب خيال ولمسة فنية متمكن من أدواته.
تحياتي
مجذوب العيد المشراوي
02-04-2009, 09:17 PM
بل هذا أمر أساسي أخي وله أهمية قصوى في تحديد ملامح الجمال الشعري والتأثير الشعوري.
وثراء العربية بالمترادفات يعين على هذا الأمر بشكل كبير ، ويسهم في توصيل الحس بهذا التماهي بين صوت المفردة وجرسها وبين دورها وترتيبها بما يوافق جريان النفس بسلاسة وانطلاق دون تعثر أو اختناق.
ولعلك بهذا الرأي تشير إلى تميز العربية عن غيرها بأنها تراعي في ألفاظها من حيث الأساس العلاقة بين أصوات الحروف ومخارجها والمعنى الدالة عليه ، ولو تأملنا ألفاظا مثل "مس ، حس ، لمس ، همس ،" تجدها بحروف شفوية هامسة تناسب المعنى الرقيق الهامس أو اللامس وتتميز أساسا بوجود حرف السين ، ولو تأملت لفظة مثل "فظ" أو اضطراب وأشباهها لوجدت أن الحروف التي استعملت حروف استعلاء وجهر وستجدها مناسبة للمعنى المراد ، ويتضح هذا باختصار في المقارنة بين لفظتي "رقيق" و "غليظ" لتجد ما أعني من خصائص هذه اللغة الرائعة وبما يعني أن مثل هذا الأمر يأتي تلقائيا متى تمكن المرء من لغته ووعى مقصده ووظف مفردته توظيفا مناسبا للمعنى المراد.
الجدير بالذكر هو أنني أرى أن هذا الأمر لا يأتي تكلفا بل سجية وبتلقائية عجيبة ، ورغم أن جل النقاد ممن تناول شعري بالنقد أجمعوا على تميز شعري بمسألة التوازن البنائي سواء من حيث الجرس أو من حيث المفردات واللفظ ومخارج الصوت وأشار عدد منهم بوضوح التميز الصوتي لمخارج الحروف وترتيبها في شعري والدعوة لدراسات مستفيضة لهذا ، وأصارحك بأنني لم أتعمد هذا يوما أو أتكلفه بل هو يأتي سجية ببعض وعي به ولكن دون تقصد.
ولا ننسى أن الشعر هو بالفعل أكثر أنواع البيان حساسية للشعور ولذا فإن أي تكلف فيه يكتشف بسهولة عبر الشعور النقي والذائقة السيمة وأن ما صدر من القلب صادقا وقع في القلب ناطقا.
والشعر أخي هو علم حرفة كما أسلفنا وهذا يجعل قضية التمكن من الأدوات أمرا مهما ، ولكنه يجعل الحس التخيلي والذائقة ولمسة الإبداع أكثر أهمية ، وهذا ما يفرق عادة بين صائغ جيد متمكن من أدواته وبين صائغ مبدع وصاحب خيال ولمسة فنية متمكن من أدواته.
تحياتي
كفيتني ما أردتُ أن أدلي به هنا فجزاك الله خيرا ..
..........
منظومة الألفاظ في غزل هيَ (منظومة معرفية شعورية ) خالصة ستكون جدّ كـُـفأة في نص شعري عندما تكون الحالة الشعرية صادقة ..
قسْ على هذا تعدّد المنظومات بتعدّد الأغراض ..
ثم ّ إن ّ الحبْك في مستوى شعوري عالي يغطي حتما بامتياز الغرض وبقدر معرفة اللغة والألفاظ والمعاني ..
وكل ّ ارتباك مع وجود الحالة الشعورية العالية هو ناتج إما عن عدم معرفة بمعاني الألفاظ السليم
أو عن نقص لغوي عند الشاعر أو عن عجز أمام الوزن المتبع في قول القصيدة أو عن اضطراب عند الشاعر من عدم فتواه بأي مرسة يجب أن يقول ..
شــــــــــــــــــــــــ ـــــــــكـــــــــــــــ ــرا
مجذوب العيد المشراوي
03-04-2009, 10:26 AM
نجاح نص شعري موسيقيا ..
إن ّ النّص الناجح موسيقيا هو ذاك الذي يؤثر في مشاعرك ويربكها وأنت تقرأ صامتا وإن ّ نجاح الموسيقى داخل النص تعتمد على الصفة الأخرى للحروف والتي تحل محل ّ النوتات موسيقيا ..
كيف يتأتى هذا النجاح ؟
نعود إلى ما قلناه سابقا ، فالتّمرّس على صعيد كل ّ المستويات داخل نص القصيدة من تناغم الحروف والإتيات بأجمل الألفاظ وأعذبها والولوج إلى المعنى في إطار البيت والمعنى في إطار القصيدة بشكل جميل وغير متكلف
مع أشياء أخرى لا تحضرني الآن .. كفيلة بذلك .
والسؤال الخطير الآن : هل نجحت قصيدة التفعيلة غير المقفات في ذلك ؟ أي أن تظمن موسيقاها وأنت تقرأها صامتا ؟
لي عودة
عبد القادر رابحي
05-04-2009, 11:40 PM
اللفظ والمعنى..
إشكال قديم متجدد
هما السالب و الموجب لكل كتابة يا مجدوب
و أنت العلميّ..
سلسلة اللأطروحات النحوية و اللغوية والبلاغية تخطر بالبال طالما وقف عندها العلماء القدامي ومن تبعهم
على مر العصور..
أعيتهم المسألة
و لم يستطيعوا أن يجدوا لها حلا نهائيا
و أنّى لهم ذلك؟
و اللغة بحر
و الحياة متجددة
و معانيها متجددة كذلك..
شكرا
و سأعود
هشام مصطفى
06-04-2009, 09:37 PM
أخي مجذوب
لقد فتحت بابا أرى أنه من أهم الأبواب لفهم النص الشعري ( سواء أكان محافظا أم حداثيا )
اللفظ والمعنى
أخي إن العلاقة بين اللفظ والمعنى / الدلالة يمكن أن نجعلها في رسم بياني ( وأنت الخبير )
بحيث يجوز لنا أن نرى محورين أفقي ( مجرد من الزمن ثابت) للفظ ليعطي معنى معجمي وآخر رأسي ( متطور ) يخص التطور الدلالي للفظ
ويصبح أخي شاعرية الكلمة مرتبطة بعلاقة اللفظ بدلالته أي بمعنى آخر برسم خط يربط اللفظ بدلالته التي استقر عليها المعنى السياقي للفظ
ونوعية هذه العلاقة ( أو الخط الواصل بين اللفظ والدلالة ) يحددها اتجاه الشعر والشاعر ذاته
ومن هنا بالضبط نشأ ما يسمى بالمعجم الشعري بالنسبة للشعر المحافظ ( سواء اتخذ العمودية أم التفعيلة له شكلا ) حيث يهتم الشاعر بأن يكون الخط الواصل بين اللفظ والدلالة / المعنى ملائم لموضوعه ليعطى الوضوح أولا في طبيعة العلاقة / الخط وليكون مناسبا لطبيعة الموضوع ثانيا
أما الشعر الحداثي فنجده لا يهتم بذلك بل بأن يكون ذلك الخط / العلاقة بين اللفظ والدلالة / المعنى السياقي يثير التوتر الذي يريده أو بتعبير آخر الدهشة ليكون ما يسمى بكمياء اللغة فهم الشعر الحداثي بذلك انتقال لحظة التوتر لا الصورة ويأخذ اللفظ وعلاقته الدور الأبرز في ذلك لذا نجد أن اتجاهات النقد الحديث باتت تهتم ببنية الجملة بدء من الأصوات وانتهاء للصورة البلاغية المجازية
هناك حديث كبير في هذا الشأن ومهما اختلفنا حول مصطلح الحداثة ( وله شأن آخر سوف أنزله قريبا في دراسة حول المصطلح أرجو أن يعينني الله عليه ) فإن شعرية الكلمة تبقى رهن رسم العلاقة بين المحورين الثابت ( الأفقي ) والمتحرك المتطور ( الرأسي ) للفظ والعلاقة بينهما وطبيعتها التي تحددها اتجاه الشاعر والشعر من زاوية مفهوم الشعر الذي يعتنقه الشاعر
أرجو أن أكون قد أضفت شيئا ما لهذه الجدلية الرائعة بين عمالقة في الشعر وفهمه
مودتي
محمد ياسمينة
06-04-2009, 09:44 PM
هنا أيضا حوار من حجم كبير فيه رؤى جبارة ... سأتابع إلى الآخر
مجذوب العيد المشراوي
07-04-2009, 02:14 PM
أقول :
إن ّ ما فعل الأجداد قديما من نسج للشعر ما كان عملية عقلية بمنظور الخليل ، إنما هيَ حالات نفسية شعورية منسجمة تغنت بها المرأة في خيمتها فكان شعرا ليسمعه آخر فيتغنى به فتولد قصيدته ليسمعهما آخرون فتتولّد قصائد الشعراء من مجموعة السامعين الموهوبين هكذا أنا أفترض العملية الشعرية ..
وتوالت التجارب الشعرية عبر قرون طوال ليترسّم أكثر الأنغام التي اطأنّت لها العرب وهيَ التي اكتشفها الخليل ولم نقل صاغها من العدم البتة ..
أنظروا الآن ماذا يجري ..! يأتي شاعر ٌ ليس له أيّ باع في الشعر العمودي بل فجواته كثيرة في الحبْك ِ الشعري وهو ما زال يحبو بل وأكثر من ذلك لا يمكن أن يأتي منه شعريا أبدا فيأخذ قلما وورقة ويكتب بتفعيلة ما .. لا يعرف منحناها الموسيقي متكررة لعدد ما وتغير الموسيقى الذي يتبعها فيبدأ بالصّنع ويبدأ بنسج هلوسات حتى نضيع في الدلالات وننسى الشعْر َ .. و هذا النموذج من الناس هو الذي سيطر َ لسنين على وسائل الإعلام في العالم العربي وبدأوا يعلموننا العبث واللا رسالة بالمطلق .. وكل ّ من أبدى نقدا في أعمالهم اتهموه بأنه قديم ..
ثمّ ما هذه الجرأة على تراث أمة وهذا التساهل بحيث نجزم لتجربة لا تتعدّى 70 سنة النجاح وندافع عنها دفاع المستميت ..أهو دفاع ٌ لصالح الشعر أم هو دفاع لإخفاق ِ شعريٍّ واضح لدى الفئة الغالبة من الشعراء .
عندما نفهم بأن ّ الشعر هو حالة نفسية ولحظة إبداع ويموت في ذهننا الخليل وإبراهيم ويعقوب لتتجلّى الجملة الشعرية فقط وبكل ّ صدقها .. عندما نفهم ذلك ينتهي النقاش ويبدأ الشعر فقط .. عندما تحسن وتتمرّس في كتابة الشعر العمودي مرتجلا وأشدّد على ذلك هنا فقط سنتفاهم وستفهم ما كنت ُ أرمي إليه من كل ّ هذه التدلات هنا وهناك ..
أردت أن أقول : إن مثل رابحي نموذجا هو يمتلك كل ّ الحق ّ في النّسج مادام يجيد العمودي بل ويتلاعب به وأراهن أنه ينسج الحالة الشعرية وبكل ّ الأنواع .. أرى ذلك جليا في طريقة نسجه الدقيقة ومعرفة الحد الفاصل بين النثر والشعر ..
ولكنّ ماأدْلَى به هنا سيتسلقــُه ُ المتبدئون للأسف فيضيعون.. هو يكتب من وجهة نظر الكفء الذي يدري ما يفعل ولكن ّ يا رابحي إن ّ المتسلقين سيضيعون صدقني ..
وما كان رابحي أبدا عدوّا لي بل صديق وحبيب ولكن ضعفاء العقول يسارعون إلى ........
فهل ظهرَ السّحْر ُ أيها الناس .. شكرا ..هههههههه
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir