تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لشوق يحتضر



راضي الضميري
30-03-2009, 10:18 PM
* لشوق يحتضر *

في بحر من الجفاف يدوس الغياب على أمانيك وتنفجر في وجهك رياح السموم القادمة من بعيد لتأخذك إلى معتقلات اليأس ؛ حيث لا مطر يروي ضلوع التراب فيك يا أنت لا تذعن لحرارة الشوق وانعكاس الصوت في انكسارات الرؤى وانتفاضة الوجع عليك ، دعْ عنك حمّى الارتقاء إلى قمر يحترف القتل والرحيل إلى حين ، وخذ نفسًا طويلًا قبل أن يطويك التراب في باطن نفسك ، تحصّن في جدار محارتك واحتضن خيط الأمل بقوة كي تستطيع الرجوع إلى نفسك بعد مرور العاصفة .

كم كنت غريبًا حين حاولت الصعود إلى أعلى قمة في السحاب لتدرك بعد السقوط أنّ طراودة تعيد نفسها كما التاريخ لا يرحم من لا يعتبر ؛ حين تنسى أنّك قد تخطئ في حساب المسافة بين النجوم و الأرض فتصدّق برجك وعرافتك لمَ لا تستفيق ؟ ، لمَ تغمض عينيك عن حقيقة أنّ القلب لا يحبّ العقل حين يهوى ؟ لمَ لا تقرّ أنّ الجهل صديق النفاق ووحدك من يدفع ثمن الدم المهدور تحت سقف النوايا الحسنة ورصاص التمني ؟.

لي ما أريد من دنياي ، لي أنت من حروف اعتنقت صدق الهوى من أبجدية زرعت الموت في مخطوطات جنون العشق القديمة ، ولي الضياع عند خلو الفضاء من شظايا اسمك وأغنيات النورس لحظة سقوط الضوء في قبضة الضباب . هل صدقتْ عرافتي حين قالت ذات آذار عرى النشيد من علامات الترقيم لا ترحل ؟ ستسحق تحت عجلات قطار يسير على بخار دمك ، عندما تأتي سكين الفراق باسمة فوق ثغر مرآة تكسرت من صدى الفراغ ، و ستبحث كثيرًا عن نفسك تحت مسامات التشقق في نسيج الجلد وأنت تلعق نزيف الدم في مخيخ الرغبة لحظة الاشتهاء ؛ لتطير مثل السندباد في عمق الخلايا حاملًا نعشك بين يديك ، لا تستعجل الذبح و حثّ الخطى على امتلاك الوقت كي لا تموت رعبًا من اصفرار الحلم في جمرة دمك ، و يأكلك النرجس من بين أزهار نيسان و كذبته الكبيرة حين يصدق كل النّاس أنّك وحدك من كان يعتقد بصدق الحواس .

ما أنتَ إلا عابر سبيل أخطأ الطريق في متاهة الأمنيات وتجرع رحيق الهذيان من تمرد الصبر ، ما أنتَ يا أنا إلا مشرّد عبث بعقارب الوقت في فضاء الصمت محاولًا استنطاق الرغبة في مومياء جميلة تتقن فنّ الغموض في كتب الكيمياء ، لا تنظر إلى الشرق كأبي الهول حيث دمرت عواصف الحبّ أنفه رغم كبرياء قامته ، فأنت لا تمتلك حكمته وذكاءه ، و ستتوه قافلتك في عرض الصحراء و ستموت قبل الأوان في بحر من الرمال المتحركة ، لا تختزل الزمن في حسابات القلق من المجهول ، فعمّا قليل ستصل إلى عمق اليقين و ستعلم كيف يكون القلب وحيدًا حين يستخفّ بالعقل ؛ وكم هو مؤلم انتظار الموت على يد فراشة لا تعرف سوى لغة النّار و المستحيل.

كم أحتاج إلى جرعة إضافية من الألم كي أنساك ! وكي أستطيع الرجوع مرغمًا إلى دفتر يومياتي لأرصد تقلبات المناخ في ذاكرة الوقت وفيك ، و كي أعرف ما تبقى لي في حضرة الغياب ، ولي فيك و في الغياب عشق مكنون فيما تبقى من غموض الأمل و انكسار المرايا ، ولديّ ما يكفي لأغزل قصيدة وداع تليق بحضرة الجنون ، و لك عندي ما ليس لأحد ، فخذي ما يرضيك وأعطني ما يسدّ رمق الرجاء لأطفئ ذاكرة تشتعل شوقًا لنسيان كل شيء إلا اسمك.

شيماء وفا
31-03-2009, 01:25 PM
عندما يحتضر الشوق يكون هناك اتجاهين
إما أن يصل الشوق لمرحلة الموت فينعدم ونتناسى معه كل ماكان وأحيانا نصل لمرحلة من الإرتياح والهدوء النفسي ونادرا مايحدث هذا الإحتمال
أو أن يؤدي احتضاره لتحوله لجمرات تلهب القلب , وتزيد من قسوة الألم عليه , ونتمنى لو يُقتل الأمل بداخلنا , لو نبرأ من الجنون , لكنه يأبى حد الذهول فنستجدي الحبيب ليقتل الحب فينا , ليعلن اغتيال الذكريات , لكن أين هو الحبيب لقد أشعل نيران الشوق وأعلن الرحيل .
أستاذي العزيز
نص يؤرجحنا بين طياته بين العقل والقلب بين الشوق والهجر
سعدت كوني أول المعانقين لنص بهذه الروعة
خالص تحياتي

خالد ابراهيم
31-03-2009, 03:06 PM
المبدع الكبير الأستاذ راضى الضميرى
أنا الذى فى حاجة الى جرعة إضافية من الوقت لكى أعيش أكثر مع حروفك
لغة عالية جدا فهم واعى جدا وثقة بلا حدود تجعل من سيطرتك على العمل ما يجعلك تستطيع أن تكتب أكثر لكنك آثرت التوقف فى الوقت المناسب
إحتضار الشوق العنوان من البداية يشعرنا بحجم العمل اختيار موفق جدا والعمل يجعل القارئ يشعر بالقلق فى كل مشهد أو نقلة هناك نتأرجح فى مشاعر تفرضها علينا بعنكبوتية أحييك على جمال حرفك وروعة طرحك وتلك الجاذبية التى تتسم بها فى عملك
تقبل مودتى
خالد ابراهيم

وفاء شوكت خضر
31-03-2009, 10:45 PM
ومع نيسان ..
تبدأ الحكاية ..
حيث ذات صدفة ..
وذات نظرة سرقت نبضة القلب وتركتنا على ذبول الربيع ..
وتبقى الذكرى مطرقة في الرأس لا تكل ولا تستكين ، والنسيان يأبى أن يلبي الاستغاثة ..
هناك حيث لحظة البداية ، تبقى الروح معلقة تتمنى لو تعيد اللحظة ذاتها ولكن هيهات ..

أخي راضي ..
فلسفة وحكمة وواقعية ، حس عميق وحرف مرصوف كالجواهر بتقنية صائغ يعرف أين يضع كل جوهرة ، ليخرج
تحفة فنية مبهرة كنصك هذا ..

بات حرفك سلوى للنفس وشفاء للروح ..
دمت بألق ..


لك الدعاء بظهر الغيب .

فاطمه عبد القادر
01-04-2009, 12:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألم الضياع بين الأمل واليأس ,,,بين الطموح الذي يسافر في الخلايا مثل سندباد وبين العواصف العاتية,,,,
أحلام الصعود للقمة الأعلى في الغيوم,, والخوف من سقوط لا يرحم ,,,,صراع مهلك بين القلب والأشواق ,,,وبين العقل وما يقدمه من سلاسل وقيود
كان نص فاتن
وظفت فيه أجمل التعابير واللوحات,,, لتعبر عما يعتمل داخلك أخي راضي,, خاصة عندما دمجت كل شيء بقضية القلب الكبرى التي لا يكاد ينجو منها أحد
كل الإعجاب بهذا العمل المميز
دمت بألف خير راضي الضميري أيها العزيز
ماسة

شريفة العلوي
01-04-2009, 04:24 PM
الأجمل في هذا السرد الذي كتب ذاته بجمالية اللغة متدرجا في تفاصيل تتشظى عبر السطور وهي تسطع كما يسطع زبد الموج على أهداب الليل الداجي , فتلتمع دوائر الأحداق المتتالية ما ان تنطفئ الومضات الاولى تبدأ من نفس النهايات ومضات أخرى لربما اختلفت وتنوعت في ترادفها ولكنها متماثلة في قدرتها على خطف الإنبتاه رغم الديجور المتناثر على أرجاء الليل وهذا هنا الألم بكل نقائه وطهر أدواته جاء على طبق من الروعة ..
الأخ المبدع راضي الضميري
سعدت بقراءة هذا النص العميق
دمت بكل خير

راضي الضميري
02-04-2009, 09:30 PM
عندما يحتضر الشوق يكون هناك اتجاهين
إما أن يصل الشوق لمرحلة الموت فينعدم ونتناسى معه كل ماكان وأحيانا نصل لمرحلة من الإرتياح والهدوء النفسي ونادرا مايحدث هذا الإحتمال
أو أن يؤدي احتضاره لتحوله لجمرات تلهب القلب , وتزيد من قسوة الألم عليه , ونتمنى لو يُقتل الأمل بداخلنا , لو نبرأ من الجنون , لكنه يأبى حد الذهول فنستجدي الحبيب ليقتل الحب فينا , ليعلن اغتيال الذكريات , لكن أين هو الحبيب لقد أشعل نيران الشوق وأعلن الرحيل .
أستاذي العزيز
نص يؤرجحنا بين طياته بين العقل والقلب بين الشوق والهجر
سعدت كوني أول المعانقين لنص بهذه الروعة
خالص تحياتي

أتعلمين يا شيماء أنت رائعة عندما تحلّلين الأمور بهذا الأناقة والدقّة والروعة.

أحيانًا نقول سنقفل قلوبنا ونردم الماضي ، فإذا بمعول الذكريات يتمرّد رافضًا كل أشكال الهدنة .

.

أسعدني مرورك الكريم .

تقديري واحترامي

فدوى يومة
02-04-2009, 09:58 PM
الفاضل راضي
عندما نستطيع أن نمحي كل شيء ونعجز عن محو من هو موجود فينا
فحتما سيطول الوقت قبل أن يحتضر الشوق
سيطول الوقت قبل أن نعي أننا نقشنا على جدار الزمن العنوان كي يعيدنا إليه حين يطول الضياع
لحرفك فصل مختلف
تحياتي لك

راضي الضميري
03-04-2009, 02:32 PM
المبدع الكبير الأستاذ راضى الضميرى
أنا الذى فى حاجة الى جرعة إضافية من الوقت لكى أعيش أكثر مع حروفك
لغة عالية جدا فهم واعى جدا وثقة بلا حدود تجعل من سيطرتك على العمل ما يجعلك تستطيع أن تكتب أكثر لكنك آثرت التوقف فى الوقت المناسب
إحتضار الشوق العنوان من البداية يشعرنا بحجم العمل اختيار موفق جدا والعمل يجعل القارئ يشعر بالقلق فى كل مشهد أو نقلة هناك نتأرجح فى مشاعر تفرضها علينا بعنكبوتية أحييك على جمال حرفك وروعة طرحك وتلك الجاذبية التى تتسم بها فى عملك
تقبل مودتى
خالد ابراهيم

أصعب ما يمكن أن تواجهه هو السيطرة على انفعالات القلم في ظل انحراف المركب على أثر موجة عالية تكاد تكون على يقين تام بأنّها ستبتلعك وإلى غير رجعة.

عن الشوق واحتضاره هناك أمور تكتبها أحيانًا ولكن الحبر يأبى أنْ يظهرها ، وما بين الحروف هناك ما يقال وما لا يقال والتوقف في الوقت المناسب يعني أنّْ الرحلة لن تنتهي إلا بلحد يليق بحضرة الشوق إلى تراب صديق ونأمل أنْ يكون كذلك .

أحتاج الآن إلى جرعة إضافية من الحكمة لأوفيك حقك أيها الأديب العزيز ، وكما ترى الحروف فقيرة وعاجرة عن التعبير فالتمس لها العذر .

أسعدني مرورك الكريم ، وأشكرك جزيل الشكر .

تقديري واحترامي

أحمد الرشيدي
03-04-2009, 11:12 PM
الأديب راضي الضميري

هذه المرة الأولى التي يسعدني الحظ بها لأكحل عيني بما أبدعت وآلمت وأمتعت ، وكدت أحبر في حضرة نصك كليمات تترجم لك بعض ما وجدته في نصك الثر الجمال والألم ، بيد أن الأساتذة الكبار الذين سبقوني كفوا ووفوا ، ولم يتركوا لمن له قلم كقلمي موضع حرف .

***

(( ما أنتَ إلا عابر سبيل أخطأ الطريق في متاهة الأمنيات وتجرع رحيق الهذيان من تمرد الصبر ، ما أنتَ يا أنا إلا مشرّد عبث بعقارب الوقت في فضاء الصمت محاولًا استنطاق الرغبة في مومياء جميلة تتقن فنّ الغموض في كتب الكيمياء ، لا تنظر إلى الشرق كأبي الهول حيث دمرت عواصف الحبّ أنفه رغم كبرياء قامته ، فأنت لا تمتلك حكمته وذكاءه ، و ستتوه قافلتك في عرض الصحراء و ستموت قبل الأوان في بحر من الرمال المتحركة ، لا تختزل الزمن في حسابات القلق من المجهول ، فعمّا قليل ستصل إلى عمق اليقين و ستعلم كيف يكون القلب وحيدًا حين يستخفّ بالعقل ؛ وكم هو مؤلم انتظار الموت على يد فراشة لا تعرف سوى لغة النّار و المستحيل. ))

أيها الأديب عند هذه الأسطر الموغلة في الغربة والحيرة ... حضرني صوت عبد الحليم في قارئة الفنجان .

أسأل الله أن يحفظك ويبلغك مرادك دنيا وآخرة

منى الخالدي
04-04-2009, 12:30 AM
حرفك فتنة
وحزنك فتنة
أديبنا القدير راضي الضميري..


كان النص هنا عبارة عن لوحةٍ من الحزن
ترجمتُها على طريقتي..


تحيتي وكل التقدير أخي العزيز
رعاك ربي وحماك..

http://up2.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/4/3/03/losbrc76a.jpg

راضي الضميري
06-04-2009, 05:08 PM
ومع نيسان ..
تبدأ الحكاية ..
حيث ذات صدفة ..
وذات نظرة سرقت نبضة القلب وتركتنا على ذبول الربيع ..
وتبقى الذكرى مطرقة في الرأس لا تكل ولا تستكين ، والنسيان يأبى أن يلبي الاستغاثة ..
هناك حيث لحظة البداية ، تبقى الروح معلقة تتمنى لو تعيد اللحظة ذاتها ولكن هيهات ..
أخي راضي ..
فلسفة وحكمة وواقعية ، حس عميق وحرف مرصوف كالجواهر بتقنية صائغ يعرف أين يضع كل جوهرة ، ليخرج
تحفة فنية مبهرة كنصك هذا ..
بات حرفك سلوى للنفس وشفاء للروح ..
دمت بألق ..
لك الدعاء بظهر الغيب .

هي الصدفة وهي النظرة وهو الشوق ..

سأكتفي بالقول أني أشتاق إلى نسيان ما لا يجب نسيانه .


لا طاقة للقلم على التعبير أمام حضورك الرائع .


أديبتنا وأختنا وأمنا وفاء خضر

تعلمين مكانتك في قلبي أو ما تبقى منه .

تقديري واحترامي

محمد الأمين سعيدي
06-04-2009, 09:35 PM
ولي فيك
و في الغياب عشق مكنون
فيما تبقى من غموض الأمل
و انكسار المرايا
...
...
...
هذا الشعر
هذا الشعر
فما دخل الخليل.
شكرا
شكرا

محمد ياسمينة
07-04-2009, 06:02 PM
دعْ عنك حمّى الارتقاء إلى قمر يحترف القتل والرحيل إلى حين ...

عجيب ٌ أنّ القمر في عالم راضي يقتل .. لكني أفهم ُ ما ترمي إليه .. نص جد مركز وناجح أدبيا إلى أبعد الحدود ودّي لروحك مرتين الثانية لأنك مبدع ٌ حقا

راضي الضميري
11-04-2009, 01:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألم الضياع بين الأمل واليأس ,,,بين الطموح الذي يسافر في الخلايا مثل سندباد وبين العواصف العاتية,,,,
أحلام الصعود للقمة الأعلى في الغيوم,, والخوف من سقوط لا يرحم ,,,,صراع مهلك بين القلب والأشواق ,,,وبين العقل وما يقدمه من سلاسل وقيود
كان نص فاتن
وظفت فيه أجمل التعابير واللوحات,,, لتعبر عما يعتمل داخلك أخي راضي,, خاصة عندما دمجت كل شيء بقضية القلب الكبرى التي لا يكاد ينجو منها أحد
كل الإعجاب بهذا العمل المميز
دمت بألف خير راضي الضميري أيها العزيز
ماسة

سيدتي الطيبة ذات الحرف المخملي الأنيق

لكِ ألق خاص حين يكتب قلمك عما يجول في القلب وما بين السطور .

أجدني أمام قامة سامقة في عالم الأدب ، وأعجز عن التعبير حين أرى تحليلك يجوب الحروف بحثًا عن المعاني التي غابت عني .

أشكرك من كل قلبي .

بصدق ماسة حقيقية.

تقديري واحترامي

راضي الضميري
14-04-2009, 12:26 AM
الأجمل في هذا السرد الذي كتب ذاته بجمالية اللغة متدرجا في تفاصيل تتشظى عبر السطور وهي تسطع كما يسطع زبد الموج على أهداب الليل الداجي , فتلتمع دوائر الأحداق المتتالية ما ان تنطفئ الومضات الاولى تبدأ من نفس النهايات ومضات أخرى لربما اختلفت وتنوعت في ترادفها ولكنها متماثلة في قدرتها على خطف الإنبتاه رغم الديجور المتناثر على أرجاء الليل وهذا هنا الألم بكل نقائه وطهر أدواته جاء على طبق من الروعة ..
الأخ المبدع راضي الضميري
سعدت بقراءة هذا النص العميق
دمت بكل خير

وسعدت أكثر بمرورك ، وبهذا التحليل الأنيق الذي أزاح عتمة الظلام عن حروفي وما بين السطور.

كنت وما زلت أمني النفس برحيل الضباب عن عالم الحروف المنهكة من ظمأ الأمنيات الغائبة عن سماء الحلم.

لك الشكر الجزيل أديبتنا الراقية شريفة العلوي .

تقديري واحترامي

د. نجلاء طمان
14-04-2009, 01:18 AM
* لشوق يحتضر *

في بحر من الجفاف يدوس الغياب على أمانيك وتنفجر في وجهك رياح السموم القادمة من بعيد لتأخذك إلى معتقلات اليأس ؛ حيث لا مطر يروي ضلوع التراب فيك يا أنت لا تذعن لحرارة الشوق وانعكاس الصوت في انكسارات الرؤى وانتفاضة الوجع عليك ، دعْ عنك حمّى الارتقاء إلى قمر يحترف القتل والرحيل إلى حين ، وخذ نفسًا طويلًا قبل أن يطويك التراب في باطن نفسك ، تحصّن في جدار محارتك واحتضن خيط الأمل بقوة كي تستطيع الرجوع إلى نفسك بعد مرور العاصفة .

...................


لي ما أريد من دنياي ، لي أنت من حروف اعتنقت صدق الهوى من أبجدية زرعت الموت في مخطوطات جنون العشق القديمة ، ولي الضياع عند خلو الفضاء من شظايا اسمك وأغنيات النورس لحظة سقوط الضوء في قبضة الضباب . ..........................

.................

وكم هو مؤلم انتظار الموت على يد فراشة لا تعرف سوى لغة النّار و المستحيل.

......................

كم أحتاج إلى جرعة إضافية من الألم كي أنساك ! وكي أستطيع الرجوع مرغمًا إلى دفتر يومياتي لأرصد تقلبات المناخ في ذاكرة الوقت وفيك ، و كي أعرف ما تبقى لي في حضرة الغياب ، ولي فيك و في الغياب عشق مكنون فيما تبقى من غموض الأمل و انكسار المرايا ، ولديّ ما يكفي لأغزل قصيدة وداع تليق بحضرة الجنون ، و لك عندي ما ليس لأحد ، فخذي ما يرضيك وأعطني ما يسدّ رمق الرجاء لأطفئ ذاكرة تشتعل شوقًا لنسيان كل شيء إلا اسمك.

بين مسافاتٍ اختزلتها الدهشة في هذا البريق, تبعثرت أبجدياتٌ أراد القلم خطها... ولم تبقَ غير أبجدية تمشي على استحياء بين هذا البذخ تسطر لكَ:

أديب سامق أنت.

تقديري

راضي الضميري
15-04-2009, 11:52 PM
الفاضل راضي
عندما نستطيع أن نمحي كل شيء ونعجز عن محو من هو موجود فينا
فحتما سيطول الوقت قبل أن يحتضر الشوق
سيطول الوقت قبل أن نعي أننا نقشنا على جدار الزمن العنوان كي يعيدنا إليه حين يطول الضياع
لحرفك فصل مختلف
تحياتي لك


لا نستطيع أن نمحو أي شيء ، في تقديري ثمّة أمور لا يستطيع العطار أن يداويها ولن يستطيع .

قالوا للقلوب ذاكرة لا تمح ، وللعقول نعمة النسيان ..

ربما أضطر يوما ما إلى أن أنقش على جدار الصمت آخر أغنية لن أغنيها ولن أنتظر سماعها.

حضورك يبهج ما تبقى من القلب فشكرًا لك

تقديري واحترامي

سحر الليالي
16-04-2009, 01:14 AM
"كم أحتاج إلى جرعة إضافية من الألم كي أنساك ! وكي أستطيع الرجوع مرغمًا إلى دفتر يومياتي لأرصد تقلبات المناخ في ذاكرة الوقت وفيك ، و كي أعرف ما تبقى لي في حضرة الغياب ، ولي فيك و في الغياب عشق مكنون فيما تبقى من غموض الأمل و انكسار المرايا ، ولديّ ما يكفي لأغزل قصيدة وداع تليق بحضرة الجنون ، و لك عندي ما ليس لأحد ، فخذي ما يرضيك وأعطني ما يسدّ رمق الرجاء لأطفئ ذاكرة تشتعل شوقًا لنسيان كل شيء إلا اسمك".


المبدع ( راضي الضميري)
:
والصمت هنا أبلغ ...
بحق لا شيء يقال، فــ حرفك ألجم الأبجديات ..
تاه بي النبض هنا !!


سلمت ودام حرفك الفاخر

تقبل خالص تقديري و تراتيل ود

احمد حمود الغنام
16-04-2009, 07:31 AM
نص ثري وألفاظ عذبة بلغة رصينة منك أخي الأديب راضي الضمير
وكم نتمنى أن يتلاشى الشوق باللقاء !

لك باقة عطر،

الدكتور ماجد قاروط
16-04-2009, 09:25 AM
بإمكاننا دراسة النص من مستويات عديدة لما يملكه من غزارة في تسخير العناصر الفنية للخروج بمضمون واع ، وحقيقة فإن النص لامس الكثير من مشاعرنا العميقة بأسلوب فني يومض بالصور و الجمال المتألق ليدخل عالم الشعر ويطرق أرض الجمال

راضي الضميري
25-04-2009, 04:06 PM
الأديب راضي الضميري

هذه المرة الأولى التي يسعدني الحظ بها لأكحل عيني بما أبدعت وآلمت وأمتعت ، وكدت أحبر في حضرة نصك كليمات تترجم لك بعض ما وجدته في نصك الثر الجمال والألم ، بيد أن الأساتذة الكبار الذين سبقوني كفوا ووفوا ، ولم يتركوا لمن له قلم كقلمي موضع حرف .

***

(( ما أنتَ إلا عابر سبيل أخطأ الطريق في متاهة الأمنيات وتجرع رحيق الهذيان من تمرد الصبر ، ما أنتَ يا أنا إلا مشرّد عبث بعقارب الوقت في فضاء الصمت محاولًا استنطاق الرغبة في مومياء جميلة تتقن فنّ الغموض في كتب الكيمياء ، لا تنظر إلى الشرق كأبي الهول حيث دمرت عواصف الحبّ أنفه رغم كبرياء قامته ، فأنت لا تمتلك حكمته وذكاءه ، و ستتوه قافلتك في عرض الصحراء و ستموت قبل الأوان في بحر من الرمال المتحركة ، لا تختزل الزمن في حسابات القلق من المجهول ، فعمّا قليل ستصل إلى عمق اليقين و ستعلم كيف يكون القلب وحيدًا حين يستخفّ بالعقل ؛ وكم هو مؤلم انتظار الموت على يد فراشة لا تعرف سوى لغة النّار و المستحيل. ))

أيها الأديب عند هذه الأسطر الموغلة في الغربة والحيرة ... حضرني صوت عبد الحليم في قارئة الفنجان .

أسأل الله أن يحفظك ويبلغك مرادك دنيا وآخرة

أخي الأديب أحمد الرشيدي

لكل منا مراده وغاياته في هذه الدنيا ، ولكن يبقى للقدر كلمته الأخيرة ، وعندما أفقد ما أريده وما أتمناه لا أنظر إلى الوراء كثيرًا ، بل أنظر إلى السماء ولله حكمة بالغة في كل شيء .

أسعدني مرورك الكريم وكلماتك الطيبة أخي الكريم .

أسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يجنبك كل مكروه ، وأنْ يقدر لنا الخير حيثما كان .

تقديري واحترامي

نجلاء الرسول
25-04-2009, 09:57 PM
عنك حمّى الارتقاء إلى قمر يحترف القتل والرحيل إلى حين ، وخذ نفسًا طويلًا قبل أن يطويك التراب في باطن نفسك ، تحصّن في جدار محارتك واحتضن خيط الأمل بقوة كي تستطيع الرجوع إلى نفسك بعد مرور العاصفة .

أخي الأديب راضي ... هو الخوف كل الخوف ... ومعه قد تضطرب الرؤى ... دوما نحتاج إلى ساعة السكون والى عالم صامت إلا منا ... جميل أن نكمل انفسنا بأنفسنا أولا ... وبعدها نصاحب اكتمال الأشياء حولنا أو نصاحب اكتمال القمر

تقديري واحترامي لنثرك الراقي وحروفك المعطاءة

هشام عزاس
01-05-2009, 11:27 PM
الجميل / الصديق راضي الضميري

حقيقة ليس لي ما أقوله هنا , لأنني و بكل بساطة تخليتُ عن اعتبارات القراءة , و لبستُ عباءة قلمكَ لأنه كتبني ذات مرة و ما زال يكتبني , كما لو كنتُ أنا حامله .
و من الصعب جدا أن أنتقدُني , فقد أفلحتَ أنتَ من حيث أنا فشلت .

أنتظرُ عودتكَ بشوق ...

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــام

راضي الضميري
12-05-2009, 01:40 PM
حرفك فتنة
وحزنك فتنة
أديبنا القدير راضي الضميري..
كان النص هنا عبارة عن لوحةٍ من الحزن
ترجمتُها على طريقتي..
تحيتي وكل التقدير أخي العزيز
رعاك ربي وحماك..
http://up2.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/4/3/03/losbrc76a.jpg
هذا التصميم وهذا الرد ألجم قلمي ، لا أعرف ما أقول أمام روعة حضورك .
أختنا الأديبة القديرة منى الخالدي

على الرغم من أنّي ما زلت تلميذًا مبتدئًا في عالم التصاميم إلا أنّني سأحاول قدر استطاعتي أنْ أرد لك الجميل بتصميم أثق أنّه لن يصل في أي حال من الأحوال إلى روعة تصميمك.

وعن الشوق واحتضاره وعن الألم وصعوبة النسيان عندما يتحلل القلب في مرآة من أحب ، ربما نحاول إقناع القلب بجدوى التريث قبل فوات الأوان .

كوني بخير

راضي الضميري
20-05-2009, 04:53 PM
ولي فيك
و في الغياب عشق مكنون
فيما تبقى من غموض الأمل
و انكسار المرايا
...
...
...
هذا الشعر
هذا الشعر
فما دخل الخليل.
شكرا
شكرا
ويبقى لحضورك رونق خاص وبهجة تشدّ من أزرنا أيّها الشاعر الجميل .

وسرّني أنّ ما اقتبسته نال إعجابك وهذا شرف كبير لي .

لا تحرمنا من تواجدك الجميل أيّها الراقي .

كن بخير

راضي الضميري
24-05-2009, 05:44 PM
دعْ عنك حمّى الارتقاء إلى قمر يحترف القتل والرحيل إلى حين ...
عجيب ٌ أنّ القمر في عالم راضي يقتل .. لكني أفهم ُ ما ترمي إليه .. نص جد مركز وناجح أدبيا إلى أبعد الحدود ودّي لروحك مرتين الثانية لأنك مبدع ٌ حقا

ودي لتشجيعك لي أيّها الأخ الأديب الأريب ، سرّني أنّك علمت كيف يقتل القمر في عالمي المتعب.

أشكرك أخي الفاضل .

تقديري واحترامي

راضي الضميري
01-06-2009, 04:13 PM
بين مسافاتٍ اختزلتها الدهشة في هذا البريق, تبعثرت أبجدياتٌ أراد القلم خطها... ولم تبقَ غير أبجدية تمشي على استحياء بين هذا البذخ تسطر لكَ:

أديب سامق أنت.

تقديري

و الروعة في حضورك الكريم ، وهذا القلم يعجز عن تسطير ما يليق بقامة أدبية سامقة مثلك.

كل الشكر لكِ

كوني بخير

راضي الضميري
29-08-2009, 07:08 AM
"كم أحتاج إلى جرعة إضافية من الألم كي أنساك ! وكي أستطيع الرجوع مرغمًا إلى دفتر يومياتي لأرصد تقلبات المناخ في ذاكرة الوقت وفيك ، و كي أعرف ما تبقى لي في حضرة الغياب ، ولي فيك و في الغياب عشق مكنون فيما تبقى من غموض الأمل و انكسار المرايا ، ولديّ ما يكفي لأغزل قصيدة وداع تليق بحضرة الجنون ، و لك عندي ما ليس لأحد ، فخذي ما يرضيك وأعطني ما يسدّ رمق الرجاء لأطفئ ذاكرة تشتعل شوقًا لنسيان كل شيء إلا اسمك".


المبدع ( راضي الضميري)
:
والصمت هنا أبلغ ...
بحق لا شيء يقال، فــ حرفك ألجم الأبجديات ..
تاه بي النبض هنا !!


سلمت ودام حرفك الفاخر

تقبل خالص تقديري و تراتيل ود


الأخت الغالية سحر

أشكر لك مرورك الجميل والذي أضاء عتمة متصفحي المتواضع بنور حروفك واحساسك الأخوي النبيل .

كوني بخير

راضي الضميري
09-03-2010, 11:57 PM
نص ثري وألفاظ عذبة بلغة رصينة منك أخي الأديب راضي الضمير
وكم نتمنى أن يتلاشى الشوق باللقاء !

لك باقة عطر،


نعم كم نتمنّى أن يأتي اللقاء لنقول للحزن وداعا.. غير أنّي أخشى أنّه قد يطول..

أشكرك على مرورك الجميل وكلماتك الرائعة بحق نصي المتواضع

تقديري واحترامي