المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محارات الروح



ابراهيم الوراق
03-04-2009, 01:24 PM
ارتشف ساعة فوق الجسر...
أعب ما فيها من فرح وأحزان...
نظرت إلى الجذوع...
إلى الأغصان...
إلى الأوراق...
إلى الثمار...
أعجبتني لحظةً...
بعد زمان عُدت...
وقفت على شط المدينة...
أرمق الكون...
يوقد في عشقي زند الذكريات...
يبست الجذوع...
ذبلت الأغصان...
تساقطت الأوراق...
دوت الثمار...
ودعت واحاتي...
وقفت على شفير اليم...
أشرب فنجان قهوة...
أحرق من دمي سيجارة...
فكرت مليا في دنان الاغتراب...
قوارب تائهة...
محيطات غاضبة...
مراس واهلة...
أيقظت صوت الهذيان...
أرقص...
أسكب أقداحي...
في حلاقيم الساعات...
أستمع إلى...
حدو المناغاة...
إلى...
تلاطم الأمواج...
وصرير العربات...
وصخب الحافلات...
تولهت كحورية البحر...
ثم غنيت للطيف...
ورقصت للون...
===
همس ينتابني...
وولع يراودني...
أرثي لوحات آمالي...
أستمطر منها حكايات...
أستبقي من نجيعها حياة...
تنفلت من يدي جوزة المعاني...
تشعرني بعقد كريهة...
أفتك بالمنى...
أصرخ بالحلم...
أصهل بالتفكير...
===
ساعات الانتظار تبرق بالآثار...
تتدفق بالصبيب...
رذاذ...
يحشر مرآتي في دولاب الجنون...
===
عام من المرارة...
أقضيه محتفيا بالقلاع...
أخلع نعالي بالخراب...
===
بومة تنعق على جنيات الرصيف...
جنيات في قبو الحمامات...
أطفال يرمقون مغازل الجدات...
غلمان يمسحون الألواح...
يبحلقون في سوءات الرهبان...
شيوخ يقرءون سور الغواية...
يشعرون بهبات الفشل...
===
وأنت يا فسيلة روحي...
أحن لأحاديث الصباح الغريد...
لخرير الوديان...
لزغرودة النجوى...
أخاطر ببوحي في زيف الكلمات...
===
أعود الأدراج...
أبكي على حطام الذكريات...
أستجدي وسائد النسيان...
===
تهاوت عبارات الجسد...
تبعثرت كلمات الرقص...
تهالكت عبرات الخمر...
ضاقت مراحات العزف...
تماثلت فضلات الآهات...
===
سقط القناع...
بدت الأغاني مكاء...
كلماتنا همس متبتل الأوتار...
تتناغم منها نبرات الحزن...
تتباعد فيها أحجية المناجاة...
تئن منها المحاجر...
أتأملها وشما على الوجود...
تنقدح منها شرارة الرمز...
تلوح منها رهج الذكريات....
يخبو نارها...
في زند عقلي...
تناهت مع الأحلام...
===
كاعب فاره...
تترنح كالحيران...
أتذوقها قطرات شهد...
أشعر بها عناقيد شوق...
أرشق سريري...
أرش فحولتي...
زفير يغصني بجرعاته...
يرض آذاني بصدى الولولات...
يناغي مزموره مناجاتي...
أحسبه...
بدرا....
محقت ألوانه...
تختزله ساعات الحميَّا...
وتباريح الليل...
يغيب عن الوجود مـخمورا...
يراها خطوطا بائدات...
يراها ترياق الحانات...
وعتبات المنارات
===
أعيد المناورة...
ولا أرى سواه...
يسكب أقداحه على نهديها...
ينتشي من لظى رحيقها...
يهذي من سكراته...
يعري من لحظاته...
وحينما يفيق...!!!
يرى الركب سائرين...
ينزع إلى جنونه...
يخاطبها بسكر...
يبيد عطر المكان...
فتفر منه الجنون مستهترة...
تذكره بأيام الوصال...
بصفو يرقبه مع الهلال...
يُهل عليه في شهر العاشقين...
يخبره في صلافة المحبين...
إني أحبك...
===
في شرايين اللحظة...
تاهت الأسطورة...
تحرق منه الوريد...
تعيد الشوق ركاما من الذكريات...
ترده رمادا كما كان...
تعلمه أبجديات الفوضى...
تمتعه بالوجود والخجل...
تجعله بوهيميا متسكعا...

د. مصطفى عراقي
03-04-2009, 02:44 PM
[

الأديب المبدع الأستاذ: إبراهيم

تحية عاطرة لكتابتك المدهشة التي اخترقت محارات البوح بأبجدية النثر المتدفق ، وروح الشعر المتألق ، في جو أسطوري مثير


بوح راقٍ شفيف لولا فقرة صغيرة خدشت سياق الجمال النابع من ارتشاف الوقت، وتقطير الشعور ببراعة سامقة.








ودمت بكل الخير والألق

مصطفى

زاهد الراشد
03-04-2009, 05:19 PM
وجع الإغتراب يرسم لوحة رائعة

دمت بسعادة

ابراهيم الوراق
07-04-2009, 01:53 PM
[

الأديب المبدع الأستاذ: إبراهيم

تحية عاطرة لكتابتك المدهشة التي اخترقت محارات البوح بأبجدية النثر المتدفق ، وروح الشعر المتألق ، في جو أسطوري مثير


بوح راقٍ شفيف لولا فقرة صغيرة خدشت سياق الجمال النابع من ارتشاف الوقت، وتقطير الشعور ببراعة سامقة.








ودمت بكل الخير والألق

مصطفى


أشكر لك جميل عبارتك، ورصين ألفاظك،

ودمت رائعا...

مودتي.

ابراهيم الوراق
07-04-2009, 01:58 PM
وجع الإغتراب يرسم لوحة رائعة

دمت بسعادة



الاغتراب في قفص الذات والوجود.
الاغتراب في اللحظة والتاريخ..
الاغتراب في المعتقد والفكر...

إنها أزمة خانقة...
اغتراب من كل شيء، في لحظة اللاشيء، من غير تعلق بلاشيء.
المتاهة في الحياة تعلمنا كيف نشنق أنفسنا، وكيف نميتها من غير أجلها،
المتاهة هي الضياع والفراع والعدم والفوضى...
أشياء صغيرة في عين من يرى الأشياء بغير منظار، ولكنها كبيرة في عين من يرى أن الحياة حينما تصير أقنعة يجمل بالإنسان أن ينتحر بدلا من البقاء في مساحات فارغة تتلاعب فيها الآلام والأحزان....
دموع العشق يذيبها الفراغ، وبسمات اللحظات يشلها الضياع....

وهذا في حد ذاته موت بطيء...

أشكر لك جميل مشاعرك.
ودمت ودامت أفراحك.

مودتي.

ناريمان الشريف
09-04-2009, 04:21 PM
الأخ ابراهيم ..
ما أجمل هذه المحاورات
لقد طربت لها .. سلمت يداك




....... الى هنا
مع تحياتي ... ناريمان الشريف

ثائر الحيالي
02-03-2010, 03:42 PM
ارتشف ساعة فوق الجسر...
أعب ما فيها من فرح وأحزان...
نظرت إلى الجذوع...
إلىالأغصان...
إلى الأوراق...
إلى الثمار...
أعجبتني لحظةً...
بعد زمان عُدت...
وقفت على شط المدينة...
أرمق الكون...
يوقد في عشقي زند الذكريات...
يبستالجذوع...
ذبلت الأغصان...
تساقطت الأوراق...
دوت الثمار...
ودعت واحاتي...
وقفت على شفير اليم...
أشرب فنجان قهوة...
أحرق من دمي سيجارة...
فكرت مليا في دنان الاغتراب...
قوارب تائهة...
محيطات غاضبة...
مراس واهلة...
أيقظت صوت الهذيان...
أرقص...
أسكب أقداحي...
في حلاقيم الساعات...
أستمع إلى...
حدو المناغاة...
إلى...
تلاطم الأمواج...
وصرير العربات...
وصخب الحافلات...
تولهت كحورية البحر...
ثم غنيت للطيف...
ورقصت للون...
===
همس ينتابني...
وولع يراودني...
أرثي لوحات آمالي...
أستمطر منها حكايات...
أستبقي من نجيعها حياة...
تنفلت من يدي جوزة المعاني...
تشعرني بعقد كريهة...
أفتك بالمنى...
أصرخ بالحلم...
أصهل بالتفكير...
===
ساعاتالانتظار تبرقبالآثار...
تتدفق بالصبيب...
رذاذ...
يحشر مرآتي في دولاب الجنون...
===
عام من المرارة...
أقضيه محتفيا بالقلاع...
أخلع نعالي بالخراب...
===
بومة تنعق على جنيات الرصيف...
جنيات في قبو الحمامات...
أطفال يرمقون مغازل الجدات...
غلمان يمسحون الألواح...
يبحلقون في سوءات الرهبان...
شيوخ يقرءون سور الغواية...
يشعرون بهبات الفشل...
===
وأنت يا فسيلة روحي...
أحن لأحاديث الصباح الغريد...
لخرير الوديان...
لزغرودة النجوى...
أخاطر ببوحي في زيف الكلمات...
===
أعودالأدراج...
أبكي على حطام الذكريات...
أستجدي وسائد النسيان...
===
تهاوت عبارات الجسد...
تبعثرت كلمات الرقص...
تهالكت عبرات الخمر...
ضاقتمراحات العزف...
تماثلت فضلات الآهات...
===
سقط القناع...
بدت الأغاني مكاء...
كلماتنا همس متبتل الأوتار...
تتناغم منها نبرات الحزن...
تتباعد فيها أحجية المناجاة...
تئن منها المحاجر...
أتأملها وشما على الوجود...
تنقدح منها شرارة الرمز...
تلوح منها رهجالذكريات....
يخبو نارها...
في زند عقلي...
تناهت مع الأحلام...
===
كاعب فاره...
تترنح كالحيران...
أتذوقها قطرات شهد...
أشعر بها عناقيد شوق...
أرشق سريري...
أرش فحولتي...
زفير يغصني بجرعاته...
يرض آذاني بصدى الولولات...
يناغي مزموره مناجاتي...
أحسبه...
بدرا....
محقت ألوانه...
تختزله ساعات الحميَّا...
وتباريح الليل...
يغيب عن الوجود مـخمورا...
يراها خطوطا بائدات...
يراها ترياق الحانات...
وعتبات المنارات
===
أعيد المناورة...
ولا أرى سواه...
يسكب أقداحه على نهديها...
ينتشي من لظى رحيقها...
يهذي من سكراته...
يعري من لحظاته...
وحينما يفيق...!!!
يرى الركب سائرين...
ينزع إلىجنونه...
يخاطبها بسكر...
يبيد عطر المكان...
فتفر منه الجنون مستهترة...
تذكره بأيامالوصال...
بصفو يرقبه مع الهلال...
يُهل عليه في شهر العاشقين...
يخبره في صلافة المحبين...
إني أحبك...
===
في شرايين اللحظة...
تاهت الأسطورة...
تحرقمنه الوريد...
تعيد الشوق ركاما من الذكريات...
ترده رمادا كما كان...
تعلمه أبجديات الفوضى...
تمتعه بالوجود والخجل...
تجعله بوهيميا متسكعا...




الأستاذ ابراهبم الوراق

فعلا ً نثر ..كُتب بروح الشعر..

وعمق ..من أعماق بحر ثـَر..

سلمت..وسلم مدادك..

محبتي