تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مَنْ ذَا يَبِعَنِي يَوْمَه ؟؟؟!!!!!!



الطنطاوي الحسيني
03-04-2009, 09:23 PM
"عالم بلغ من علمه وتجربته مرحلتها النهائية أو شارف قام لصلاة ليله ليتمم معادلته الحياتية التي اعتمدها لنفسه
شعر بتوعك شديد أخذ يزداد شيئا فشيئا فركن إلي أريكته يتذكر عمرا ضاع في صباه وجزءا من شبابه لم يكن فيها نفس الشخص المتألم الآن بل كان من الإستهتار ما دفع الأب ان يلفظ أنفاسه وهو في شدة الخوف عليه ومستقبله، وصل الطبيب أخبره بعد الفحص بسوء حالته -سرطان غريب يشمل صدره كله حتى قلبه واجهزته كلها في الصدر وأنه خلال شهر أو شهر ونصف سيودع الدنيا ،تفاجئ ولكنه لم يخف على شيئ خوفه على مشروعه والذي قد يفتح أفاق التحرر الآقتصادي والتجاري لبلاده والتي يعشق ترابها وأصبح خدمتها هي أمنية الأماني بالنسبة له، سأل الطبيب:كم يوما بالتقريب سأعيش؟
الطبيب:حوالي خمسة وأربعين يوما أو شهرين على الآكثر بعد مشيئة الله،أخذ يرتب مشروعه لمواده التي ستكون فرجا لأمته- رغم تحذيرات الطبيب بأن المجهود يقرب أجله على حد ظنه-رتب أيام مشروعه وأخذ يجتهد بطاقته القصوى وجد اختراعه يحتاج لحوالي شهرين أو شهرين ونصف،
شرع في كتابة إعلانات بالآقتراض أو الشراء من عمر احدهم أو إحداهن خمسة عشر يوما، كانت كل اللافتات تحمل عبارة (تبرع أو بع خمسة عشر يوما من عمرك بملايين تغنيك وأهلك الدهر).وافقه رجل لاه عابث كان يرى ان موته مثل حياته تماما وعده أن يتم كتابة العقد بينهما أمام الناس وليكن بعد عشرون يوما ،تجمع الناس وأعطاه العالم ثلثا ثروته وأبقى الثلث الآخير لآتمام اختراعه أومشروعه ،جاء الرجل فعلا كما وعد
وكتب العقد واعيد قراءة صيغته وكانت ثروة العالم بالملايين ولكن الرجل كعادته العبثية اخذ يضحك بهستيرية وقال للعالم لقد كنت أضحك عليك ورفض الإمضاء على العقد أحس بدناءة الرجل ولكن في صميم نفسه مع استهزاء الناس لم يفقد الآمل قط أعاد الطلب والنشر وكانت الآعلانات تحمل هذه المرة تخفيضا في المدة وارتفاعا في الآجر(من يقرض أو يبيع يوما واحدا بغناء الدهر له ولإبنائه) وأيضا بعضها يحمل (من ذا يبيعني يومه بمعظم ثروتي).
وأعيد أيضا العرض ،وكانت هذه المرة امرأة رزينة واعية كبيرة في السن قالت في نفسها أبيعه ما يريد ثم لو مت بعد ذلك أترك أبنائي أغنياء واشترطت ثلاثة أرباع ثروته ، لضيق وقته أخذ يعمل المستحيل في الإجتهاد والذي يستنزف عمره ولكنه تمكن فعلا نهاية اليوم الآخير أن يتم اختراعه إلا قليل ، جاءته المرأة أمام أعين الناس كما اتفقت معه سألته عن جهوزيته بالمال ! فأجاب بالآيجاب -إذ كان فقد كل المقدرة على الحركة وانطرح في فراشه ينتظر أمر ربه به- تأمل الناس في هذه العجوز خيرا كثيرا إذ كان يبدو عليها الإتزان والوعي والقبول المطلق،في مشهد درامي وخطى وئيدة نحوه، فجأة تصرخ المرأة وتجري ويجري الناس خلفها ليحضروها وتكرر الموقف أكثر من سبع مرات مع استغاثات الناس بأن تفي له بعهدها وتذكيرها بقيمة الوفاء في الدنيا والآخرة وضخامة الأجر -الثروة- فنظر إليها في سريره ثم قال لها: ماالذي حملك على الهرب؟!
ألا ترين ما أنا فيه ؟!أريد يوما فقط صحيحا لآتمم لكم ما بدأت وما سيخرجنا من مستنقعات كثيرة أولها الفقر والآخلاق وآخرها التبعية لآعداءنا .نظرت له متفحصة وقالت ومن أدراني أيها العالم أعطيكه و قد يكون أخر أيامي وختامها غدا هذا اليوم الذي تريد؟!
فهل أبيعك بقية حياتي؟!!
نظر لها ثم شخص بصره مع استغفاره مع إتمام الشهادتين صعدت روحه لبارئها يندم ضياعا كان في شبابه
وصوت القرآن يطن في أذنيه مودعا (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِيْنَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَاْ تَقْنَطُوا مِنْ رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعَاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرََّحِيمُ)"
/
/
/
/
/
دمتم مبدعين

وفاء شوكت خضر
04-04-2009, 10:30 AM
لو كان الغد يشترى فالأمس أحق أن يباع لأننا نعرف ما كان فيه ..
قصة فيها عبرة ، فما يمضي لا ولن يعود ..

قصة هادفة فيها حكمة ووعظ ..

الطنطاوي الحسيني
04-04-2009, 10:42 AM
لو كان الغد يشترى فالأمس أحق أن يباع لأننا نعرف ما كان فيه ..
قصة فيها عبرة ، فما يمضي لا ولن يعود ..

قصة هادفة فيها حكمة ووعظ ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمنا الفاضلة فاء شوكت خضر
بل ردك هو عين الحكمة والموعظة
كدت أدمع وأنا أقرأه نعم اختاه نعلم ما في الآمس فليتنا نستطيع بيعه ولو بأبخس الآثمان أو محوه نهائيا من سجلاتنا إلا ما ندر فيها من عمل صالح
أكرمك الله وقصتي تنصب على الشباب والوقت
فيا الله ما اضيعنا واضيع فكرنا فما ذهب لن يعود
ومن يقتل شبابه ولم يسمع قول الله سبحانه "والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور@وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير"صدق الله العظيم
نسأل الله التذكر قبل فوات الآوان
دمت لنا سندا لكل خير

عماد أمين
04-04-2009, 11:11 AM
قصة تحمل في طياتها الكثير من العبر والعظات أخي الحبيب.
أراك هنا أبدعت في اختيار الموضوع والشخصيات والخاتمة التي جاءت تذكرة لكل من ألْهَتْهُ الدنيا بزخرفها ، وأنَّ ما مضى فقد مضى ولن يعود ،وأنَّ ما هو آتٍ لا يعلمه سوى علام الغيوب.

(اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا).

كأني بك هنا تقصد بعض الحكام العرب أو كلهم
الذين يطمعون في ما لدى الشعوب حتى حياتهم
لو استطاعوا أن يأخذوها لأخذوها ولكن
هيهات.

لو لم يُكتب اسمك في القصة
لعرفتُ أنك كاتبها أخي الحبيب.
فهذا هو دربك في المواضيع الهادفةمحبتي وتقديري

الطنطاوي الحسيني
05-04-2009, 09:40 PM
قصة تحمل في طياتها الكثير من العبر والعظات أخي الحبيب.
أراك هنا أبدعت في اختيار الموضوع والشخصيات والخاتمة التي جاءت تذكرة لكل من ألْهَتْهُ الدنيا بزخرفها ، وأنَّ ما مضى فقد مضى ولن يعود ،وأنَّ ما هو آتٍ لا يعلمه سوى علام الغيوب.
(اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا).
كأني بك هنا تقصد بعض الحكام العرب أو كلهم
الذين يطمعون في ما لدى الشعوب حتى حياتهم
لو استطاعوا أن يأخذوها لأخذوها ولكن
هيهات.
لو لم يُكتب اسمك في القصة
لعرفتُ أنك كاتبها أخي الحبيب.
فهذا هو دربك في المواضيع الهادفةمحبتي وتقديري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي عماد الحكام لهم الله في امانات ضيعت من الحساب والعقاب
أما قصدي فكان عنا نحن وأعمارنا التي تذهب سدى وتجرى كالرياح ولا نتيجة
نسال الله السلامة وأن يعطي امتنا من يغير الله به وجه التاريخ اللهم أمين
كلماتك مبعث ابداع
ورورحك في روح اخيك فهي جند الله وانا احبك في الله

عبد القادر رابحي
05-04-2009, 11:53 PM
أخي الطنطاوي الحسيني
السلام عليكم و حمة الله


اراك هنا قاصا يجيد الإمساك بخيط البناء الدرامي
و ينتقل بالحبكة من محطة إلى اخرى
ليصل في النهاية إلى الحل ..

قصة حزينة

تحملا معنى فلسفيا عميقا
في علاقة الإنسان بمنظومة القيم التي يحملها بالزمن و الحياة و الموت و الإيمان


بارك الله فيك


اخوك عبد القادر

الطنطاوي الحسيني
07-04-2009, 05:47 PM
أخي الطنطاوي الحسيني
السلام عليكم و حمة الله


اراك هنا قاصا يجيد الإمساك بخيط البناء الدرامي
و ينتقل بالحبكة من محطة إلى اخرى
ليصل في النهاية إلى الحل ..

قصة حزينة

تحملا معنى فلسفيا عميقا
في علاقة الإنسان بمنظومة القيم التي يحملها بالزمن و الحياة و الموت و الإيمان


بارك الله فيك


اخوك عبد القادر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب الشاعر و الآديب عبدالقادر الرابحي أخي
جزاك الله خيرا على التشريف لآعمالي وإنه لشرف وجمال أن تمر عليها
ونعم هناك مفاهيم خاطئة كثيرة في حياتنا مثل أننا لا نثمن الوقت وهو الحياة التي نحياها
وقد قال أحد علماؤنا "ياابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك" ففعلا إذا ذهب يومك ذهب بعضك
أخي أكرمكم الله على الغوص في قصتي
دمت موجها معضدا للخير حبيبا وصولا
أخوك طنطاوي

إبراهيم الحسيني
07-04-2009, 09:02 PM
أخي النبدع الرائع أ.الطنطاوي

تلك فكرة بكر وموعظة صادقة سقتها الينا بأسلوب سلس عذب يسهل تلقيه...

موعظة أبلغ من مئات الخطب التي سمعتها في حياتي...

دراما وحبكة ونهاية ولا أروع...

دمت أخي في ابداع وتواصل..

أخوك..د.ابراهيم

شهد ماجد
07-04-2009, 10:30 PM
السلام عليك
*******
سبحان الله الذي جعل لكل نفس أجلها فلا يتأخر و لا يتقدم
استخلفنا في الأرض منذ سنين و سنين لنعمرها
ترى كم دفعنا من أعمارنا لنؤدي مهمتنا؟؟
ترى هل سنقول يا رب أتممنا مهمتنا فاشهد؟
نسأل الله أن نكون من هؤلاء
********
لغة جميلة و سلسة
تناسبت مع هدف القصة الإرشادي
تخللتها بعض الأخطاء الإملائية البسيطة
و فقدت علامات الترقيم التي تعطي للقصة رونقا و انسيابية
لكنها أمور بسيطة مقارنة بسمو الهدف المنشود
*****
بوركت دوما

د عثمان قدري مكانسي
07-04-2009, 11:27 PM
أخي المبدع الطنطاوي
حفظكم الله تعالى : الروح غالية ، ولا يبيع أحدنا ساعة بلْه يوماً .
أتذكر أن أبانا آدم عليه السلام حين رأى نقطة مضيئة في بحر البشر حين مسح الله على ظهره ، فسأل عن هذه النقطة ، فقيل له : إنه ابنك داوود ، كم سيعيش يا رب : قيل : ستين سنة قال : يارب فأعطه من عمري وهو ( ألف سنة ) أربعين سنة .
ومرت الأيام ، وجاء ملك الموت إلى آدم وقد عاش تسع مئة وستين سنة يريد بأمر الله أن يقبض روحه ، فقال له : بقيت أربعون سنة ، قال : ألم تهبها لولدك داوود ؟ فجحد ذلك ...
شكراً لك يا سيدي

الطنطاوي الحسيني
10-04-2009, 07:41 PM
أخي النبدع الرائع أ.الطنطاوي

تلك فكرة بكر وموعظة صادقة سقتها الينا بأسلوب سلس عذب يسهل تلقيه...

موعظة أبلغ من مئات الخطب التي سمعتها في حياتي...

دراما وحبكة ونهاية ولا أروع...

دمت أخي في ابداع وتواصل..

أخوك..د.ابراهيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اكرمكم الله اخي إبراهيم
ومرورك شرف لي
والحمد لله أن حازت إعجابكم
ونسأل الله النفع والقبول والفضل منه سبحانه
دمت بقلب أخيك

الطنطاوي الحسيني
12-04-2009, 09:10 PM
السلام عليك
*******
سبحان الله الذي جعل لكل نفس أجلها فلا يتأخر و لا يتقدم
استخلفنا في الأرض منذ سنين و سنين لنعمرها
ترى كم دفعنا من أعمارنا لنؤدي مهمتنا؟؟
ترى هل سنقول يا رب أتممنا مهمتنا فاشهد؟
نسأل الله أن نكون من هؤلاء
********
لغة جميلة و سلسة
تناسبت مع هدف القصة الإرشادي
تخللتها بعض الأخطاء الإملائية البسيطة
و فقدت علامات الترقيم التي تعطي للقصة رونقا و انسيابية
لكنها أمور بسيطة مقارنة بسمو الهدف المنشود
*****
بوركت دوما
اختنا الفاضلة شهد ماجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرورك شرف وتقدير لعملي
واعدك ان احاول في علامات الترقيم
والحمد لله ان اعجبتكم
ونسأل الله التوفيق والافادة
دمت بخير وتقدير

الطنطاوي الحسيني
12-04-2009, 09:13 PM
أخي المبدع الطنطاوي
حفظكم الله تعالى : الروح غالية ، ولا يبيع أحدنا ساعة بلْه يوماً .
أتذكر أن أبانا آدم عليه السلام حين رأى نقطة مضيئة في بحر البشر حين مسح الله على ظهره ، فسأل عن هذه النقطة ، فقيل له : إنه ابنك داوود ، كم سيعيش يا رب : قيل : ستين سنة قال : يارب فأعطه من عمري وهو ( ألف سنة ) أربعين سنة .
ومرت الأيام ، وجاء ملك الموت إلى آدم وقد عاش تسع مئة وستين سنة يريد بأمر الله أن يقبض روحه ، فقال له : بقيت أربعون سنة ، قال : ألم تهبها لولدك داوود ؟ فجحد ذلك ...
شكراً لك يا سيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب د عثمان قدري مكانسي
اصبحت انتظر ردودك الجميلة والمحفزة على كل خير
الحمد لله أن أعجبتكم
وفعلا كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم(نعمتان مغبون فيهما كثير من أمتي الصحة والفراغ) او كما قال صلى الله عليه وسلم
وقصتك جميلة وفيها عبرة قوية رائعة
دمت بابداعك وتواصلك اخا فاضلا حبيبا

ياسمين ابن زرافة
12-04-2009, 09:33 PM
"عالم بلغ من علمه وتجربته مرحلتها النهائية أو شارف قام لصلاة ليله ليتمم معادلته الحياتية التي اعتمدها لنفسه
شعر بتوعك شديد أخذ يزداد شيئا فشيئا فركن إلي أريكته يتذكر عمرا ضاع في صباه وجزءا من شبابه لم يكن فيها نفس الشخص المتألم الآن بل كان من الإستهتار ما دفع الأب ان يلفظ أنفاسه وهو في شدة الخوف عليه ومستقبله، وصل الطبيب أخبره بعد الفحص بسوء حالته -سرطان غريب يشمل صدره كله حتى قلبه واجهزته كلها في الصدر وأنه خلال شهر أو شهر ونصف سيودع الدنيا ،تفاجئ ولكنه لم يخف على شيئ خوفه على مشروعه والذي قد يفتح أفاق التحرر الآقتصادي والتجاري لبلاده والتي يعشق ترابها وأصبح خدمتها هي أمنية الأماني بالنسبة له، سأل الطبيب:كم يوما بالتقريب سأعيش؟
الطبيب:حوالي خمسة وأربعين يوما أو شهرين على الآكثر بعد مشيئة الله،أخذ يرتب مشروعه لمواده التي ستكون فرجا لأمته- رغم تحذيرات الطبيب بأن المجهود يقرب أجله على حد ظنه-رتب أيام مشروعه وأخذ يجتهد بطاقته القصوى وجد اختراعه يحتاج لحوالي شهرين أو شهرين ونصف،
شرع في كتابة إعلانات بالآقتراض أو الشراء من عمر احدهم أو إحداهن خمسة عشر يوما، كانت كل اللافتات تحمل عبارة (تبرع أو بع خمسة عشر يوما من عمرك بملايين تغنيك وأهلك الدهر).وافقه رجل لاه عابث كان يرى ان موته مثل حياته تماما وعده أن يتم كتابة العقد بينهما أمام الناس وليكن بعد عشرون يوما ،تجمع الناس وأعطاه العالم ثلثا ثروته وأبقى الثلث الآخير لآتمام اختراعه أومشروعه ،جاء الرجل فعلا كما وعد
وكتب العقد واعيد قراءة صيغته وكانت ثروة العالم بالملايين ولكن الرجل كعادته العبثية اخذ يضحك بهستيرية وقال للعالم لقد كنت أضحك عليك ورفض الإمضاء على العقد أحس بدناءة الرجل ولكن في صميم نفسه مع استهزاء الناس لم يفقد الآمل قط أعاد الطلب والنشر وكانت الآعلانات تحمل هذه المرة تخفيضا في المدة وارتفاعا في الآجر(من يقرض أو يبيع يوما واحدا بغناء الدهر له ولإبنائه) وأيضا بعضها يحمل (من ذا يبيعني يومه بمعظم ثروتي).
وأعيد أيضا العرض ،وكانت هذه المرة امرأة رزينة واعية كبيرة في السن قالت في نفسها أبيعه ما يريد ثم لو مت بعد ذلك أترك أبنائي أغنياء واشترطت ثلاثة أرباع ثروته ، لضيق وقته أخذ يعمل المستحيل في الإجتهاد والذي يستنزف عمره ولكنه تمكن فعلا نهاية اليوم الآخير أن يتم اختراعه إلا قليل ، جاءته المرأة أمام أعين الناس كما اتفقت معه سألته عن جهوزيته بالمال ! فأجاب بالآيجاب -إذ كان فقد كل المقدرة على الحركة وانطرح في فراشه ينتظر أمر ربه به- تأمل الناس في هذه العجوز خيرا كثيرا إذ كان يبدو عليها الإتزان والوعي والقبول المطلق،في مشهد درامي وخطى وئيدة نحوه، فجأة تصرخ المرأة وتجري ويجري الناس خلفها ليحضروها وتكرر الموقف أكثر من سبع مرات مع استغاثات الناس بأن تفي له بعهدها وتذكيرها بقيمة الوفاء في الدنيا والآخرة وضخامة الأجر -الثروة- فنظر إليها في سريره ثم قال لها: ماالذي حملك على الهرب؟!
ألا ترين ما أنا فيه ؟!أريد يوما فقط صحيحا لآتمم لكم ما بدأت وما سيخرجنا من مستنقعات كثيرة أولها الفقر والآخلاق وآخرها التبعية لآعداءنا .نظرت له متفحصة وقالت ومن أدراني أيها العالم أعطيكه و قد يكون أخر أيامي وختامها غدا هذا اليوم الذي تريد؟!
فهل أبيعك بقية حياتي؟!!
نظر لها ثم شخص بصره مع استغفاره مع إتمام الشهادتين صعدت روحه لبارئها يندم ضياعا كان في شبابه
وصوت القرآن يطن في أذنيه مودعا (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِيْنَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَاْ تَقْنَطُوا مِنْ رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعَاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرََّحِيمُ)"
/
/
/
/
/
دمتم مبدعين

دُرَرٌ دُرَرْ..
هي همس قلب في السَّحَرْ...
هي ابتهالات الحسيني إذ يمزج الشعر بالنثر بالعِبَرْ...
هي من روائع العبر أستاذي الطنطاوي الحسيني الكريم..
فيها من التذكرة الشيء الكثير..،
من الحث على النهل من الأيام التي تمر سراعا، والاستزادة من فعل الخيرات، وعقد العزم على عيش اليوم كله في يومنا كله الذي هو علينا شهيد..
لن أبيعك يومي..
لن يبيع أحد يومه لأنه كل شيئ.. لأنه العمر والإنجاز والتحقيق والجنة أو السعير،، والباقي منه ما هي إلا نسخ متشابهات متشابهات (في الخير إن أردنا) (وفي الشر إن حدنا وجحدنا)..
أستاذي الكريم..
تقبلوا مرّتي هذه..
تقبلوا احترامي الفائق على الفكر الخصب الذي يمول أقلامكم..
تقبلوا انحناءة توقير إذ تفتحون مثل هذه الأبواب على المصراعين..
أدامك الله ذخرا لما فيه خير..
وزادك من الذكاء والتميز لتبليغ ما تريد إلى أي فكر تريد بالطريقة العالية المتناهية في الذكاء التي نلاحظها على الدوام بين أحرفكم..
ياسمين~~

الطنطاوي الحسيني
13-04-2009, 10:11 AM
دُرَرٌ دُرَرْ..
هي همس قلب في السَّحَرْ...
هي ابتهالات الحسيني إذ يمزج الشعر بالنثر بالعِبَرْ...
هي من روائع العبر أستاذي الطنطاوي الحسيني الكريم..
فيها من التذكرة الشيء الكثير..،
من الحث على النهل من الأيام التي تمر سراعا، والاستزادة من فعل الخيرات، وعقد العزم على عيش اليوم كله في يومنا كله الذي هو علينا شهيد..
لن أبيعك يومي..
لن يبيع أحد يومه لأنه كل شيئ.. لأنه العمر والإنجاز والتحقيق والجنة أو السعير،، والباقي منه ما هي إلا نسخ متشابهات متشابهات (في الخير إن أردنا) (وفي الشر إن حدنا وجحدنا)..
أستاذي الكريم..
تقبلوا مرّتي هذه..
تقبلوا احترامي الفائق على الفكر الخصب الذي يمول أقلامكم..
تقبلوا انحناءة توقير إذ تفتحون مثل هذه الأبواب على المصراعين..
أدامك الله ذخرا لما فيه خير..
وزادك من الذكاء والتميز لتبليغ ما تريد إلى أي فكر تريد بالطريقة العالية المتناهية في الذكاء التي نلاحظها على الدوام بين أحرفكم..
ياسمين~~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختنا الفاضلة المبدعة ياسمين
أخجلتم تواضعنا أستاذتنا وما هذا إلا فيض أحاسيسكم الجميلة النبيلة ونبع متابعتكم القيمة
اشكرك شكرا جزيلا على المرور في متصفحي المتواضع وأسأل الله أن يثيبكم خيرا وأن ينفعنا وإياكم
بجميل عمرنا وصالح عملنا اللهم أمين
ولا يجعلنا ممن يتحسرون على أعمارهم اللهم أمين
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أعمارنا أواخرها وخير أيامنا يوم أن نلقاك فيه اللهم أمين
تقدير وتحياتي

ابراهيم السكوري
16-04-2009, 02:14 AM
سلام الله عيك اخي العزيز ..

نص يفيض حكمة و يسيل عبر فهل من معتبر ..
لا أجد ما أقول لأن من سبقني قد أحسن في الثناء على النص و هو أهل لذلك ..
ختم الله لنا ولكم بالحسنى ..
دمت كاتبا مبدعا كما عهدناك

و السلام

الطنطاوي الحسيني
19-04-2009, 07:34 PM
سلام الله عيك اخي العزيز ..

نص يفيض حكمة و يسيل عبر فهل من معتبر ..
لا أجد ما أقول لأن من سبقني قد أحسن في الثناء على النص و هو أهل لذلك ..
ختم الله لنا ولكم بالحسنى ..
دمت كاتبا مبدعا كما عهدناك

و السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي ابراهيم السكوري المبدع
مرورك تعزيز للإبداع وجمال يضاف إلي متصفحي
والحمد لله أن أعجبتكم
ونسأل الله من فضله فهي في الآول والآخر فيوض منه سبحانه
دمت بقلب أخيك ناقدا وقاصا جميلا وصولا

علي عطية
19-04-2009, 09:35 PM
حكمة بالغة

رمزية عميقة


دمت مبدعاً بغاية نبيلة


























فقط وددت لو زاد التكثيف فيها وعنيت ببعض التدقيق

الطنطاوي الحسيني
20-04-2009, 05:18 PM
حكمة بالغة

رمزية عميقة


دمت مبدعاً بغاية نبيلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الحبيب علي عطية المبدع
مرورك شرفني ودليل افتخار وتميز
شرفت متصفحي كلماتك جد عميقة ودقيقة
جزاك الله خيرا على هذا المرور العبق
ورزقنا واياكم من فضله وفتوحه و نفعنا الله بها واياكم
اللهم امين
تقبل تقديري امتناني

























فقط وددت لو زاد التكثيف فيها وعنيت ببعض التدقيق

محمد عبد القادر
21-04-2009, 04:33 PM
يا لحكمة هذه القصة
بارك الله فيك
لعلها تكون عبرة
لمن يغفل عن أمسه
وحاضره
ولا يأبه للمستقبل
تحياتى أيها الرائع
و
إلى لقاء

الطنطاوي الحسيني
23-04-2009, 05:08 PM
يا لحكمة هذه القصة
بارك الله فيك
لعلها تكون عبرة
لمن يغفل عن أمسه
وحاضره
ولا يأبه للمستقبل
تحياتى أيها الرائع
و
إلى لقاء
اخي الحبيب الشاعر محمد عبدالقادر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرفت قصتي والقيت عليها جمالا على جمال
نسأل الله أن نكون ممن يعتبر بما يكتب ويكتب ويقول غيره
وممن يخلص ويتقبل اللهم امين
تقديري وامتناني

الطنطاوي الحسيني
08-05-2009, 04:22 PM
ومن منا يبيع لحظة من عمره مهما كان عابثا أو جادا؟؟؟!
نعلم غلاء العمر والوقت والحياة
ورغم ذلك
العمل بالمقابل نخبط خبط المجانين
اللهم استرنا

الطنطاوي الحسيني
19-07-2009, 11:10 PM
اللهم اطل اعمارنا في الخير وحسن اعمالنا بالخير واختم اعمالنا واعمارنا بأفضل خير
اللهم أمين

الطنطاوي الحسيني
16-08-2009, 09:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أحد عاقل يبيع يومه
الاجابة بالنفي قطعا
فلماذا نضيعه قتلا او باقتراف ما يغضب الله
غفر الله لنا جميعا ايها الاحبة المبدعون
وكل عام وانتم بخير

ربيحة الرفاعي
18-02-2014, 06:07 PM
نص قصّي هادف فلسفي الطرح بحكمة في المحمول ورمزية في دلالات الحدث وأداء طيب بتمكن من تصعيد البناء الدرامي

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

الطنطاوي الحسيني
04-03-2014, 05:57 PM
نص قصّي هادف فلسفي الطرح بحكمة في المحمول ورمزية في دلالات الحدث وأداء طيب بتمكن من تصعيد البناء الدرامي

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

اشكرك واقدرك اختي ام ثائر الشاعرة الاديبة الطيبة
على دوام متابعتكم
والحمد لله ان حازت هذه الرضا و الرشد
تحياتي وشكري
ودمت لنا عونا بعد الله على تمام الجمال

خلود محمد جمعة
06-03-2014, 06:35 AM
لانعرف قيمة الوقت الا عندما يهرب منا
دعوة للتفكر في ثواني أيامنا والامساك بها قبل ان تفلت منا فالعمر يتسربل من بين أيدينا دون ان ندرك
وعندما ندرك نكون قد فقدنا القدرة على اللحاق به
شكرا لجمال المعنى وعمق الفكرة
دام اليراع راقياً
مودتي وتقديري

نداء غريب صبري
27-05-2014, 12:10 AM
قصة حزينة ومؤثرة وفيها حكمة وموعظة
ورمز جميل

شكرا لك أخي الطنطاوي الحسيني

بوركت

الطنطاوي الحسيني
27-05-2014, 10:40 AM
نص قصّي هادف فلسفي الطرح بحكمة في المحمول ورمزية في دلالات الحدث وأداء طيب بتمكن من تصعيد البناء الدرامي

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

اشكرك اختي القديرة ام ثائر على دوام المتابعة لكل ابداع
لانه لولا الله ثم متابعتكم القيمة لما عرفنا الغث من الثمين ولسقطت الهمم نسال الله السلامة
دمت رائدة ابداع وفكر

لانا عبد الستار
22-07-2014, 12:49 AM
قصة جميلة تحمل فكرة حكيمة

أشكرك

الطنطاوي الحسيني
03-08-2014, 09:46 AM
لانعرف قيمة الوقت الا عندما يهرب منا
دعوة للتفكر في ثواني أيامنا والامساك بها قبل ان تفلت منا فالعمر يتسربل من بين أيدينا دون ان ندرك
وعندما ندرك نكون قد فقدنا القدرة على اللحاق به
شكرا لجمال المعنى وعمق الفكرة
دام اليراع راقياً
مودتي وتقديري

شكري وتقديري اختي الكريمة خلود
للمرور الكريم والتعليق النبيل
اللهم انا نسألك حسن الخاتمة اللهم امين
دمت مبدعة ابدا

الطنطاوي الحسيني
03-08-2014, 09:47 AM
قصة حزينة ومؤثرة وفيها حكمة وموعظة
ورمز جميل

شكرا لك أخي الطنطاوي الحسيني

بوركت

هي حكمة توارثناها
ولعلها في ثوب القص تكون انجع الي من تصل اليه
تحياتي وتقديري اختي نداء
كل عام وانت بكل خير ونصر
دمت مبدعة ابدا

الطنطاوي الحسيني
18-09-2014, 02:13 PM
قصة جميلة تحمل فكرة حكيمة

أشكرك

شكرا اختي لانا عبدالستار على المرور الجميل
و التعليق الاصيل
واعتذر عن التاخير في الرد
دمت مبدعة ابدا
وختم الله لنا بكل خير امين