المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوراقٌ لا تحترِق ...



إدريس الشعشوعي
03-04-2009, 10:24 PM
لستُ أدري لماذا أريدُ أن أصقُلَ قلمي ؟ فلي زمنٌ - أظنّهُ طويلاً - لم أكتُب الخواطرَ برأسِ قلمي ، على مساحاتٍ بيضاءَ من صفحاتِ الدّفاتِر المبعثرة .

كم كنتُ أعشقُ لحظاتِ كتابة الخواطرِ في ذلك الزّمن الغابرِ البعيد ، لكأنّي بهِ ولّى . تلك الخواطرُ التي كانت لي ملاذاً إذا ضاقتِ الأرضُ و تجهّمتِ الدّنيا ، فأستلُّ ريشتي و أركبُ مطاياَ سليقتي أخطّ بهما ما يجتاحُ خاطري بقلمٍ أزرق على صفحة بيضاء لا أرفعُ رأسي حتى ينتهي مددُها ، و لا ينتهي مددُها حتى أرفعَ رأسي .
و لتلك الخواطِر المحترقة قصصٌ مثيرة مؤتلِقة ، فكنتُ إذا ناوبتني الأحزانُ و الاشجانُ أعودُ إليها ، فما أقرؤها إلاّ و قد أفضَتْ بي الى راحةٍ مشابهةٍ تماماً لتلك الرّاحة التي وجدتها حالِ فراغي من كتابتها ، كأنّما وُلِدتْ جديدةً حديثةً .

و خواطري القديمة على كثرتها ، لم تكن للنّشر ، بل كانت لي وحدي . و ما عرفتُ نفسي أكتبُ لغيري زمناً طويلاً .

و خواطري التي كنتُ كلّما مرّت عليها فصولٌ جمعتُها ، و جمعتُ دفاترها و أوراقها المتفرّقات في يومٍ مشهود و أوقدتُ لها ناراً أحرقُها واحدةً تلوَ الأخرى على شرَفِ الهمومِ التي لم تمُتْ رغمَ استماتتي في قتلِها على أعتابِ أوراقي و كلماتِي و خواطري ، بل على العكس كانت همومي مع الايّامِ في ازدياد .

و كأنّني إذ أحرقُها ، أعاقِبُها و أخاطبُها : - ما نفعُكِ إلاّ التأريخَ لمزيدٍ من جراحاتي و محاولاتي العاثرة . و كأنّني أحاولُ أن أجعلَ لها حدّاً ، و لي عهداً ، فلا أكتبُ من جديد .

ثمّ تمرُّ أيّامٌ و أيّامٌ .. فأجدُني أمام دفترٍ جديد صفحاتُه البيضاء مغرياتٌ ، و خواطري المتلجلجة بصدري المثقلُ بأعبائهِ مزعجاتٌ ، لا تريدُ أن ترحلَ عنّي إلاّ على نعوشٍ من حروف و كلمات .. فأحملُ قلمي تحت نجومِ السّماء أطالِعُها بنظري .. أحسُّها تهمسُ لي أنّ الإنسانُ أفسحُ عالماً و أكبرُ حريّةً من هذه الأقفاص و القضبان و الجداران التي تحيطُ بنا و تحاصرنا .. و أحملُ قلمي تحت طرقِ ضغطِ أشجاني ، و بركانِ وجداني ، تلك الأشجانُ التي تريدُ أن أطلِقَها تعابيراً و بوحاً لتستريح و معها أستريح .

و أملأُ دفتري ، صفحاتٍ صفحات .. أقلّبُها مع الايّام ، لها لذّةٌ و نشوةٌ في قراءتها من جديد سحريّة عبقريّة ، أعتزُّ بها كلّما زادتْ و تراكمَت كأنّها كتابٌ ، و لكن كتابٌ من بنيّاتِ افكاري و خواطري و إملائي .. و لا يدورُ عليها الحولُ إلاّ و قد جاءَها موعدُ الحرقِ العظيم ، كأنّه يومٌ من أيّام القرابين في قصص الشعوب و أساطيرهم .

فنجتمعُ معاً ، أنا و خوطري من جديدٍ حولَ نارٍ هادئة أحرقُها واحدة واحدة . فيالها من مأساةٍ !

و أذكُرُ أنّهُ ذاتَ مرّة قرأتُ لصديقٍ بعض خواطري ، كانَ هذا الصّديق من أصحاب الفنّ و الخواطر و الذوق ، و حكيتُ لهُ قصّتي مع الخواطر الغريبة . و كان رسّاماً فنّانا ، فأهداني دفترا جديدا و ضع على غلافه المجلّد نصف ورقة محترقة ، و زوّقَ و اجهته تزويقا و كتب عليه كأنّه عنوانُ كتابٍ : " أوراقٌ لا تحترِق .. " . و كتبَ على صفحتِه الأولى إهداءً : يقولُ أنّ هذا الدّفتر لخواطرٍ لن تحترق . لإنسانٍ عقلُه و قلبُه محلّ الخواطر .

فأذهلَني ذوقُ الصّديق و فنّه ، و أسعدتني هديّتهُ و نبلُه . و لكن !!؟؟

صحيحٌ أنّني ملأتُ الكثيرَ من صفحاتِ ذلك الدّفترِ من خواطري البرّاقة الأرّاقة . إلاّ أنّه لّما دارَ عليها الحولُ و دعاها داعي الواجب لتكونَ قرباناً من قرابينِ لحظاتِ جنوني ، لم يشفَع لتلك الخواطرِ حصانةُ الدّفترِ المزوّق ، و الصّفحة التي على غلافِه المحروقة . بل لحِقتْ سابقاتها و احترقَتْ .

تلك هي قصّة خواطرٍ و أوراقٍ لا تحترق ..

كانَ هذا في زمنِ الشبابِ النّضرِ .

د. مصطفى عراقي
03-04-2009, 10:42 PM
لستُ أدري لماذا أريدُ أن أصقُلَ قلمي ؟ فلي زمنٌ - أظنّهُ طويلاً - لم أكتُب الخواطرَ برأسِ قلمي ، على مساحاتٍ بيضاءَ من صفحاتِ الدّفاتِر المبعثرة .
كم كنتُ أعشقُ لحظاتِ كتابة الخواطرِ في ذلك الزّمن الغابرِ البعيد ، لكأنّي بهِ ولّى . تلك الخواطرُ التي كانت لي ملاذاً إذا ضاقتِ الأرضُ و تجهّمتِ الدّنيا ، فأستلُّ ريشتي و أركبُ مطاياَ سليقتي أخطّ بهما ما يجتاحُ خاطري بقلمٍ أزرق على صفحة بيضاء لا أرفعُ رأسي حتى ينتهي مددُها ، و لا ينتهي مددُها حتى أرفعَ رأسي .
و لتلك الخواطِر المحترقة قصصٌ مثيرة مؤتلِقة ، فكنتُ إذا ناوبتني الأحزانُ و الاشجانُ أعودُ إليها ، فما أقرؤها إلاّ و قد أفضَتْ بي الى راحةٍ مشابهةٍ تماماً لتلك الرّاحة التي وجدتها حالِ فراغي من كتابتها ، كأنّما وُلِدتْ جديدةً حديثةً .
و خواطري القديمة على كثرتها ، لم تكن للنّشر ، بل كانت لي وحدي . و ما عرفتُ نفسي أكتبُ لغيري زمناً طويلاً .
و خواطري التي كنتُ كلّما مرّت عليها فصولٌ جمعتُها ، و جمعتُ دفاترها و أوراقها المتفرّقات في يومٍ مشهود و أوقدتُ لها ناراً أحرقُها واحدةً تلوَ الأخرى على شرَفِ الهمومِ التي لم تمُتْ رغمَ استماتتي في قتلِها على أعتابِ أوراقي و كلماتِي و خواطري ، بل على العكس كانت همومي مع الايّامِ في ازدياد .
و كأنّني إذ أحرقُها ، أعاقِبُها و أخاطبُها : - ما نفعُكِ إلاّ التأريخَ لمزيدٍ من جراحاتي و محاولاتي العاثرة . و كأنّني أحاولُ أن أجعلَ لها حدّاً ، و لي عهداً ، فلا أكتبُ من جديد .
ثمّ تمرُّ أيّامٌ و أيّامٌ .. فأجدُني أمام دفترٍ جديد صفحاتُه البيضاء مغرياتٌ ، و خواطري المتلجلجة بصدري المثقلُ بأعبائهِ مزعجاتٌ ، لا تريدُ أن ترحلَ عنّي إلاّ على نعوشٍ من حروف و كلمات .. فأحملُ قلمي تحت نجومِ السّماء أطالِعُها بنظري .. أحسُّها تهمسُ لي أنّ الإنسانُ أفسحُ عالماً و أكبرُ حريّةً من هذه الأقفاص و القضبان و الجداران التي تحيطُ بنا و تحاصرنا .. و أحملُ قلمي تحت طرقِ ضغطِ أشجاني ، و بركانِ وجداني ، تلك الأشجانُ التي تريدُ أن أطلِقَها تعابيراً و بوحاً لتستريح و معها أستريح .
و أملأُ دفتري ، صفحاتٍ صفحات .. أقلّبُها مع الايّام ، لها لذّةٌ و نشوةٌ في قراءتها من جديد سحريّة عبقريّة ، أعتزُّ بها كلّما زادتْ و تراكمَت كأنّها كتابٌ ، و لكن كتابٌ من بنيّاتِ افكاري و خواطري و إملائي .. و لا يدورُ عليها الحولُ إلاّ و قد جاءَها موعدُ الحرقِ العظيم ، كأنّه يومٌ من أيّام القرابين في قصص الشعوب و أساطيرهم .
فنجتمعُ معاً ، أنا و خوطري من جديدٍ حولَ نارٍ هادئة أحرقُها واحدة واحدة . فيالها من مأساةٍ !
و أذكُرُ أنّهُ ذاتَ مرّة قرأتُ لصديقٍ بعض خواطري ، كانَ هذا الصّديق من أصحاب الفنّ و الخواطر و الذوق ، و حكيتُ لهُ قصّتي مع الخواطر الغريبة . و كان رسّاماً فنّانا ، فأهداني دفترا جديدا و ضع على غلافه المجلّد نصف ورقة محترقة ، و زوّقَ و اجهته تزويقا و كتب عليه كأنّه عنوانُ كتابٍ : " أوراقٌ لا تحترِق .. " . و كتبَ على صفحتِه الأولى إهداءً : يقولُ أنّ هذا الدّفتر لخواطرٍ لن تحترق . لإنسانٍ عقلُه و قلبُه محلّ الخواطر .
فأذهلَني ذوقُ الصّديق و فنّه ، و أسعدتني هديّتهُ و نبلُه . و لكن !!؟؟
صحيحٌ أنّني ملأتُ الكثيرَ من صفحاتِ ذلك الدّفترِ من خواطري البرّاقة الأرّاقة . إلاّ أنّه لّما دارَ عليها الحولُ و دعاها داعي الواجب لتكونَ قرباناً من قرابينِ لحظاتِ جنوني ، لم يشفَع لتلك الخواطرِ حصانةُ الدّفترِ المزوّق ، و الصّفحة التي على غلافِه المحروقة . بل لحِقتْ سابقاتها و احترقَتْ .


تلك هي قصّة خواطرٍ و أوراقٍ لا تحترق ..


كانَ هذا في زمنِ الشبابِ النّضرِ .







أديبنا السامق الصادق الأستاذ : إدريس

سعادتي غامرة بهذه اللحظات الساحرة التي تجسدت سطورا ، وتدفقت شعورا لتحكي لنا قصة حب رائعة لخواطرك الحميمة لنطالعها لوحة بديعة ، ونحياها معك حياة مثيرة ، ثرية بالصراع نارا ونورا


بوركت أيها المبدع

ودمت بكل الخير والسعادة والألق

همسة:
أرجو العناية بعلامات الترقيم لأنها ضرورية في مثل هذا النص الأدبي الجميل، والالتفات إلى بعض الهنات اليسيرة، مثل:

مع الايام= مع الأيام
افكاري = أفكاري

تلك هي قصة خواطرٍ = خواطرَ
يقول أن = يقول إن

مينا عبد الله
03-04-2009, 11:37 PM
مؤلمة وقاسية صفحة الذكريات ..
حين تكشف عن حزن النفس

واوراق لا تحترق .. تكمن فيها اسرار كبيرة

استاذ إدريس ... تحية عميقة

احترامي


مينا

وفاء شوكت خضر
04-04-2009, 04:47 PM
أخي الكريم إدريس ..

كم من القرابين قدمنا ، فأحرقنا بعضا من روحنا في نار التهمتها ..
هو اليأس حين يستبد بنا ، يدفعنا لجلد الذات ، وكأننا نعاقبها على ما اقترفت من خطيئة البوح ..
كنت مثلك أقدم نزف روحي قربانا للحظ عله يرضى ..
لكن احترقت الأوراق وبقي الحظ العاثر ..
إلى أن أتى من أمسك يدي يوما وأنا أشعل عود الثقاب ليطفئه بنفخة كانت هي الأمل ..
لذا ..
نرجوك لا تشعل نيران اليأس فتحرق المزيد منها ..


تحيتي .

فاطمه عبد القادر
04-04-2009, 07:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف لا,,,,؟ ونحن ولدنا محروقين
وقبل أن نقدم نفح ارواحنا قرابين,,,, كنّا نحن القرابين
نلوم من ؟؟؟هيا لنلق اللوم على النار وينتهي الأمر!!
قرأت نصك أيها الصديق ادريس ,,فقالت لي كلماتك الجميلة المؤثرة أنه احترق الكثير وبقي الكثير الكثير ,, فلا بأس
عليك أن تنبثق من الرماد ,,رماد الكثير الذي احترق
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
ماسة

فدوى يومة
04-04-2009, 07:37 PM
الفاضل ادريس
الحرق انتقام غير أن ما سكن الذات يبقى فيها فلا النار تستطيع أن تمحي ما علق بها ولا الزمن
هي محاولة للهروب فهل نجحت في هروبك منك؟
تعرف انني اشبهك في ردة فعلك تجاه ما تكتبه ما فارق بسيط فأنا أمزق ما اكتبه مخافة أن تصل رائحة الحرق لمن في البيت فاسأل عن فعلتي فلا أجد الرد على السؤال لأنني لا اعرف لماذا..
أحقا هو انتقام؟
لست اذري كل ما اعرفه هو ذلك الحزن الذي يسكنني لساعات طوال عندما امزق ما كتبته فأوقن انني حققت انتصارا على الورق واظفت خسارة أخرى لسجل الذات
اتمنى انك استطعت مع الزمن ان تكتب شيئا لا تقدمه قربانا للنار
تحياتي لك وباقة أمنيات

شيماء وفا
05-04-2009, 12:49 PM
جميع الأوراق قابلة للإحتراق إلا ورقة واحدة { الذاكرة } فنكتب بها كل همسة وكل كلمة وكل لحظة سيئة أم حزينة أو حتى بها من الألم الكثير
نحرق أوراقا قابلة للإحتراق وتحرقنا ورقة غير قابلة للإشتعال فتنتقم لما أحرقنا بإحراقها إيانا
فهل نكف عن الحرق ؟ وهل تكتفي هي ولاتنتقم منا ؟
إنها دائرتنا المغلقة أغلقناها وألقينا بالمفتاح في جب عميق


أستاذ إدريس
تظل الدائرة تدور نحرق الأوراق وتحرقنا ورقة واحدة فبرأيك من الأقوى هنا ؟
نص يحرق الذات ألما وشوقا لأوراق ليتها لم تحترق
خالص تحياتي

إدريس الشعشوعي
05-04-2009, 03:15 PM
أديبنا السامق الصادق الأستاذ : إدريس

سعادتي غامرة بهذه اللحظات الساحرة التي تجسدت سطورا ، وتدفقت شعورا لتحكي لنا قصة حب رائعة لخواطرك الحميمة لنطالعها لوحة بديعة ، ونحياها معك حياة مثيرة ، ثرية بالصراع نارا ونورا


بوركت أيها المبدع

ودمت بكل الخير والسعادة والألق

همسة:
أرجو العناية بعلامات الترقيم لأنها ضرورية في مثل هذا النص الأدبي الجميل، والالتفات إلى بعض الهنات اليسيرة، مثل:

مع الايام= مع الأيام
افكاري = أفكاري

تلك هي قصة خواطرٍ = خواطرَ
يقول أن = يقول إن

الأستاذ الفاضل المحبوب د.مصطفى العراقي لقد تشرّفّتُ أيّما شرفٍ بتواجدكم في صفحتي المتواضعة

كما أنّها أشرَقَت بجميلِ تعقيبِكم ، و أسعدني تفاعلُكم ..

أمّا سعادتُك بخاطرتنا فهي لجلاءِ مرآتِك و صفائها إذ تشفُّ بروحِ الكلمات ...

أسعدك الله سيدي الكريم ، و لا حرمنا منكم

و شكرَ اللهُ لك تنبيهاتك التي هي هدايا ثمينة نحو التقدّمِ خطوةً إلى الأمام .

دمتَ بخير و عافية ، خالص الودّ و التحايا

إدريس الشعشوعي
06-04-2009, 08:20 PM
مؤلمة وقاسية صفحة الذكريات ..
حين تكشف عن حزن النفس
واوراق لا تحترق .. تكمن فيها اسرار كبيرة
استاذ إدريس ... تحية عميقة
احترامي
مينا


الفاضلة مينا

هي مؤلمة و قاسية لحظة انبعاثها ، و لحظة ابتعاثها ..

و أحياناً نرصُدُها قصّة أو خاطرة تحملُ تلك الأسرارَ الكبيرة للعبرة و النّظر ،

و لمَ لا لوضعها في متحفِ الذكريات :hat:

و لك أيتها الكريمة كل التحايا العميقة و النبيلة و الاحترام لمرورٍ جميل

دمتِ بخيرٍ و سعادة

محمد الأمين سعيدي
06-04-2009, 09:13 PM
و خواطري القديمة على كثرتها ، لم تكن للنّشر ، بل كانت لي وحدي . و ما عرفتُ نفسي أكتبُ لغيري زمناً طويلاً .
...
...
أخي الحبيب
هذا مربط الفرس.
من لم يكتب لنفسه زمنا طويلا ، لن يستطيع أن يكتب لغيره ولو عاش الدهر كله.
شكرا
شكرا

ليلك ناصر
06-04-2009, 09:17 PM
الله الله الله أيها الشاعر الرائع .. إدريس ..

كلماتك لامست شغاف قلبي .. وإحساسي ...

ما أجمل تلك اللحظات عندما نبوح بها لأنفسنا عبر أوراقنا البيضاء النقية

نكتب كل ما يدور في بالنا دون أن نخفي شعور واحد .. حتى لو كان مغموسا بالألم ..

أسعدني جدا مروري من هنا ...

و أحسد النيران التي ألتهمت تلك الأوراق و جعلت دخان حروفك ينتشر

ويصل لعندنا ....

لك خالص احترامي وتقديري ..

محمد ياسمينة
07-04-2009, 05:59 PM
يا إدريس أعرفك منذ سنين شاعرا واعيا ... ما بال هذا الخفق ؟ .. إمتشق حرّ الشمس من جديد

إدريس الشعشوعي
08-04-2009, 11:07 PM
أخي الكريم إدريس ..

كم من القرابين قدمنا ، فأحرقنا بعضا من روحنا في نار التهمتها ..
هو اليأس حين يستبد بنا ، يدفعنا لجلد الذات ، وكأننا نعاقبها على ما اقترفت من خطيئة البوح ..
كنت مثلك أقدم نزف روحي قربانا للحظ عله يرضى ..
لكن احترقت الأوراق وبقي الحظ العاثر ..
إلى أن أتى من أمسك يدي يوما وأنا أشعل عود الثقاب ليطفئه بنفخة كانت هي الأمل ..
لذا ..
نرجوك لا تشعل نيران اليأس فتحرق المزيد منها ..


تحيتي .




الفاضلة الأديبة وفاء شوكت ،،،

صدقتِ كانَ اليأسُ عنوانُ الاحتفال وقتئذ ، فالتجربة كانت في زمنِ اليفاعة و الشباب الأوّلِ ، و كانَ لليأسِ ثوبٌ مزوّقٌ منمّق ، كأنّ بنا يومها عشقاً لتلكَ الأحداثِ و الأحزان ، نصنعُها و نقيمُ لها الاحتفاءاتِ و نقدّمُ لها القرابين ، نصنعُ منها البطولة ، لنبدوَ في هندامِ المقهورين الذين صرعتهم الدّنيا فسقطوا ضحاياها ، كانت انهزاميةً و لها نرجسيّة عجيبة في النّفس . حتى خرجتْ منها هذه التجربة الغريبة مع الخواطر .

و اليومَ أرصدُها كتجربة جميلة ، أضعُها في متحفِ الذكريات و الأحداث ،،،

و لمّا حملتُ قلمي لأكتبَ هنا - طبعا هنا .. لمّا شحذتُ أصابعي لأرقُمَ بها الحروف على الكيبورد :005: - وجدتُ نفسي أضع بين أيديكم هذه التجربة مع الخواطر ... و هي حالة عشق و جمال كما عبّر عنها الأستاذ الفاضل د. مصطفى العراقي .

و قد اسعدني و شرّفني مرورك الذي لهُ ظلّه الوارف و حسّه الجارف ...

دمتِ بخير و عافية

تحياتي

محمد ياسمينة
08-04-2009, 11:39 PM
يا إدريس أعرفك منذ سنين شاعرا واعيا ... ما بال هذا الخفق ؟ .. إمتشق حرّ الشمس من جديد

خفقَ القلب ُ أي دقّ والخفق أو الخفقان هو دق القلب في أحد الشروح وأنا تساءلت عن شدة ما أسمع من خفقان عذب لك فقلت ُ ما بال هذا الخفق ؟ أظنّني ما أسأت الأدب البتة أم تراني أخطأت في اللغة ؟

سيدي الكريم معذرة فما قصدت ُ إلا الخير وأنا من محبيك

يا إدريس معاذا الله أن أسيىء إلى من تتبعت ُ شعره وأحبّه حبَ الأتقياء ..

إدريس الشعشوعي
08-04-2009, 11:44 PM
أسأل الله لي و لك الخير ، و حصلَ خير ..

فكلّ قدرٍ خير ، " و قيلَ للذين اتّقوا ماذا أنزلَ ربّكم قالوا خيرا " .. جعلَ الله لنا من هذا الخلق خلق الأتقياء نصيباً .

معروف محمد آل جلول
09-04-2009, 01:01 AM
الشاعر المبدع إدريس..
لعلها أسرار تأبى النسيان ..
فترتدي ثوب الخواطر..
وتنثر ما وقع في البال..
ولاترى النفس راحتها إلا في البوح..
ولايهم بعدها إن احترقت..
بالغ تقديري..

إدريس الشعشوعي
06-01-2010, 02:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف لا,,,,؟ ونحن ولدنا محروقين
وقبل أن نقدم نفح ارواحنا قرابين,,,, كنّا نحن القرابين
نلوم من ؟؟؟هيا لنلق اللوم على النار وينتهي الأمر!!
قرأت نصك أيها الصديق ادريس ,,فقالت لي كلماتك الجميلة المؤثرة أنه احترق الكثير وبقي الكثير الكثير ,, فلا بأس
عليك أن تنبثق من الرماد ,,رماد الكثير الذي احترق
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
ماسة

الماسة الفاضلة فاطمة شكر الله مرورك الكريم ..

هي لسيت قصّة لوم وعتاب .. ولا ندمٌ على الأوراق المحترقات ..

ولا خطر ببالي أن أسترجع تلك التي مضت ، كأنّي متمثّل فيها قول الله تعالى ( تلك أمّة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ... ) .

وإنّما يصنعُ الإنسان التجاربُ والأحوالُ والتجدّد والتفتّحُ ، وهذه هي حقيقة الإنسان وحياته ...

بالغ التقدير وخالص التحايا على مرورك الجميل ..

أماني عواد
06-01-2010, 08:08 PM
السيد ادريس قندوس الشعشوعي


وحدها دواخلنا من تقرر ما اذا كانت تلك الاوراق قد احترقت لا اللهيب المتصاعد من اشتعالها
حين نقرا خواطرتا السابقة دونما تاثير , دونما شعور يعصف بنا من حزن / فرح / غضب/ نقمة/ حنين /جنون
حينها فقط تكون قد احترقت , حتى وان كنّا نراها امام نواظرنا بيضاء ناصعة
لكن يا سيدي هذا الصديق الرائع هو اثمن حصاد لذكرى فائته حتى وان احترقت صفحته المزوّقةبياض صنيعه غير قابل للاحتراق

دمت وكل ذكراك بكل الخير

هشام عزاس
06-01-2010, 08:29 PM
الجميل / الشعشوعي

نص جميل عبرت فيه عن حالة خاصة ممزوجة بالألم و الثورة في مرحلة عمرية تتميز بالإندفاع و المغامرة و التمرد حتى على الذات ، و هي بلا شك عوامل تساعد في نمو الإدراك لدينا.

و ما حرقك لتلك الأوراق بنظري سوى وسيلة أخرى تعبر فيها عن ذاتك و تعكسُ انفعالاتك ، و بذلكَ صح تشخيص الدكتور مصطفى العراقي عندما أشار إلى أن النص يحمل صراعا بين نور و نار . نور الوحي و نار التمرد و كلاهما في نظري يعبران عن ذاتك أيامها بشكل رائع جدا .

راقني تواجدي و مصافحتي الأولى لهذا النبض الجميل

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

كريمة سعيد
08-01-2010, 10:02 PM
خواطر كثيرة تضطرم بها الذات

بعضها نطويه في صفحات نرقنها في سراديب الروح وأخرى تنفلت منا شظايا هنا وهناك

وبعض آخر نتحايل لإخراجه مغلفا بألف غلاف وغلاف

الأديب ادريس قندوز الشعشوعي

راقني ما قرأت هنا

تقديري وإعجابي

إدريس الشعشوعي
27-02-2015, 08:07 AM
الفاضل ادريس
الحرق انتقام غير أن ما سكن الذات يبقى فيها فلا النار تستطيع أن تمحي ما علق بها ولا الزمن
هي محاولة للهروب فهل نجحت في هروبك منك؟
تعرف انني اشبهك في ردة فعلك تجاه ما تكتبه ما فارق بسيط فأنا أمزق ما اكتبه مخافة أن تصل رائحة الحرق لمن في البيت فاسأل عن فعلتي فلا أجد الرد على السؤال لأنني لا اعرف لماذا..
أحقا هو انتقام؟
لست اذري كل ما اعرفه هو ذلك الحزن الذي يسكنني لساعات طوال عندما امزق ما كتبته فأوقن انني حققت انتصارا على الورق واظفت خسارة أخرى لسجل الذات
اتمنى انك استطعت مع الزمن ان تكتب شيئا لا تقدمه قربانا للنار
تحياتي لك وباقة أمنيات

أجل الفاضلة فدوى النفوس تشابهت، إنّها هزيمة ونوع يأس وقلّة حيلة .. إنّها كذلك ربّما استعصاءٌ على التعلّق بإنجازاتنا، وفي هذا معنى إيجابيّ يوحي بشيءٍ من نكران الذات أو عدم الرّضا ببعض إنجازاتها، أو يوحي بشيءٍ من الطموح الأعلى والنبيل المستكنّ في قلوبنا حتى ولو لم نشعر به في ذلك الوقت ..

تقبّلي فائق التقدير والاحترام على المرور الكريم والمشاركة الصادقة هنا في صفحتي .. كوني بخير أينما كنتِ

إدريس الشعشوعي
27-02-2015, 08:13 AM
جميع الأوراق قابلة للإحتراق إلا ورقة واحدة { الذاكرة } فنكتب بها كل همسة وكل كلمة وكل لحظة سيئة أم حزينة أو حتى بها من الألم الكثير
نحرق أوراقا قابلة للإحتراق وتحرقنا ورقة غير قابلة للإشتعال فتنتقم لما أحرقنا بإحراقها إيانا
فهل نكف عن الحرق ؟ وهل تكتفي هي ولاتنتقم منا ؟
إنها دائرتنا المغلقة أغلقناها وألقينا بالمفتاح في جب عميق


أستاذ إدريس
تظل الدائرة تدور نحرق الأوراق وتحرقنا ورقة واحدة فبرأيك من الأقوى هنا ؟
نص يحرق الذات ألما وشوقا لأوراق ليتها لم تحترق
خالص تحياتي

شكراً لمرورٍ جميل الفاضلة شيماء .. أجل في مرحلة ما كانت كالدائرة المغلقة، إنّ النّفس عجيبة، وأحياناً تطلبُ أن تسترعي انتباهنا وتجلبُ الشفقة عليها، وتتلوّن بلون الضحية ويطيبُ لها هذا الدّور، دورُ الضحيّة .. تجدُ فيه لذّة ومن أجل تلك اللذة والدور لا تبالي أن تخوضَ بنا تجربة كهذه، تجربة حرق الخواطر وتقديمها قرابينا (ههههههه) ..

تحياتي وتقديري .. كوني بخير حيثما كنتِ

إدريس الشعشوعي
27-02-2015, 08:21 AM
و خواطري القديمة على كثرتها ، لم تكن للنّشر ، بل كانت لي وحدي . و ما عرفتُ نفسي أكتبُ لغيري زمناً طويلاً .
...
...
أخي الحبيب
هذا مربط الفرس.
من لم يكتب لنفسه زمنا طويلا ، لن يستطيع أن يكتب لغيره ولو عاش الدهر كله.
شكرا
شكرا

مرورٌ رائعٌ أخي الكريم محمد الأمين .. ويطيبُ لي التفاتَتُكَ الجميلة .. وفعلاً في الكتابة للذات، خصوصاً في أزمانٍ لم يكن فيها وسائل التواصل كما زمننا المفتوح للتواصل بأي وقتٍ تشاء. كان التعبير الذاتي والكتابة للنّفس معبّرةً على كثيرٍ من الاشياء والمعاني ، وموحيةً بعلاقة حميمة وموعودة بين الكاتب وقلمه ..

تقبّل وافر التحايا والتقدير .. كن بخير يا سيدي ..

إدريس الشعشوعي
01-03-2015, 08:52 AM
الله الله الله أيها الشاعر الرائع .. إدريس ..

كلماتك لامست شغاف قلبي .. وإحساسي ...

ما أجمل تلك اللحظات عندما نبوح بها لأنفسنا عبر أوراقنا البيضاء النقية

نكتب كل ما يدور في بالنا دون أن نخفي شعور واحد .. حتى لو كان مغموسا بالألم ..

أسعدني جدا مروري من هنا ...

و أحسد النيران التي ألتهمت تلك الأوراق و جعلت دخان حروفك ينتشر

ويصل لعندنا ....

لك خالص احترامي وتقديري ..



الله الله على روحك النقيّة وشفافيتك التي تلقّت كلماتي وإرسالاتها فوقعتْ بقلبك هذا الموقع وأسعدتكِ ، وكذلك تعكِسُ قلوبنا كثيراً ممّا نتلقّاه ..

شكرا لكِ أختي على هذا المرور النقيّ الجميل الشفّاف .. وأسعدكِ الله حيثما كنتِ

كوني بخير .. خالص التحيات والتقدير

إدريس الشعشوعي
01-03-2015, 09:00 AM
الشاعر المبدع إدريس..
لعلها أسرار تأبى النسيان ..
فترتدي ثوب الخواطر..
وتنثر ما وقع في البال..
ولاترى النفس راحتها إلا في البوح..
ولايهم بعدها إن احترقت..
بالغ تقديري..




الأديب المفكّر معروف يسعدني مرورك المتميّز وقراءتك الخاصّة ..

وفي أحوالنا وخواطرنا كثيرٌ من الاحتمالات المفرعة، وكما قلتُم إنّ البوح يستخرجُ الكثير من العبء المكنون في النفوس على ظهور الحروف والكلمات ليدفعه بعيداً عن صاحبه ويخفّف عنه ، ولا يهمّ إن احترقت بعد ذلك الأرواق، ولنا في بوحنا الشفوّي ما يعدّ من الخواطر والبوح والكلمات تتناثر في الهواء ولا تعود ..

دمتم مميزين .. خالص التحايا والتقدير أستاذنا ،

كن بخير ..

ربيحة الرفاعي
05-03-2015, 01:04 AM
لا أخفيك أني أتيت النص مشدودة لاسم الكاتب ، فثمة يراع تنديك حيثما هطلت ليقينك أن ما حبرت به الورق لن يكون إلا جميلا
وسرّني إذ قرأت روعة البوح هنا أني أتيت، فللجمال حضور دافق لم تؤثر به بعض ملاحظة

دمت بروعتك أديبنا

تحاياي

خلود محمد جمعة
14-03-2015, 06:05 PM
قد تحترق الأوراق لكن ناقوس الحروف يبقى يدق في القلب والروح الى ان تنزفه مدادا على ارض الورقة العطشى
ويبقى النبض متجددا رغم كل الاحتراق الذي يسكننا
بوح جميل وعميق بحرف مشتعل
تقديري
بوركت

نداء غريب صبري
23-06-2015, 01:38 AM
الأوراق التي تحمل نبض قلوبنا تحرق به ولا تحترق
ونثرك حمل نبضا رائعا أخي

شكرا لك
بوركت

ناديه محمد الجابي
09-11-2016, 11:57 AM
هى خواطرنا .. نسجلها ، نبثها مشاعرنا
نزيح عن قلوبنا ما أعتمل فيها من وعثاء الحياة من نصب وحزن وألم
نخط ذكرياتنا الجميلة.. والأليمةـ ونتشارك معها ما نعيشه يوما بيوم
نترك فيها همومنا لنطير خفافا بصفاء إلى الحياة
نبثها أحلامنا وأمنياتنا ثم نخبأها بعيدا عن العيون
ولكن لا نحرقها كما تفعل انت.
قطعة جميلة ـ إحساس رائع ووصف اروع ، وكلمات ساحرة تاسر القلب
أرجوك .. لا تحرق خواطرك ـ وكيف تحرقها وهى بعض منك.
لك الود والورد. :0014: