تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ساعةٌ مَا عَلى وشْكِ الصُرَاخِ.



د. نجلاء طمان
04-04-2009, 01:20 AM
ساعةٌ مَا عَلى وشْكِ الصُرَاخِ.

مُدُخَل...

رُبما أصبَحتْ اللُّغةُ من الفقرِ بما لا يَسْمحْ لها بترْتيقِ الجُرْحِ, أو هو الجُرحُ عمقُه؛ لم تصلْ لحدودِه دِلاءُ اللغة, ورُبما التهمَ الليلُ بَوحَ العشاقِ, فتوقفُوا منذُ بَعيدٍ عن الحُلمِ, ورُبما هناك أملٌ... رُبما.

الواحدةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أَيَا قَلَمِي! أَدرِي أنَّ من أَسوأ عاداتِكَ السفرَ في فَراغاتِ مَرايا الكلِماتِ المُتكسِّرة, والمغرُوسة شَظاياها في قَلبِ التخفي, في قَلبِ حَنَايانا المُتعبة. أَعرفُ أنكَ أدمنتَ التِّرحَال في فَضَاءاتِ اللُّغةِ الجَريحَةِ, تبحثُ لكَ ولها, عن حُلمٍ... عَن وَطنٍٍ... أو منفى. تتمردُ... تتشرد, تنشغلُ برائحة صوتٍ بعيدة تُفتقُ جراحكَ؛ جُرحٌ يُنشدُه جُرحٌ, لتُجرجر خُصلاتِ عِباراتٍ نَائمةٍ على خدِ الطَّرُوس. تتأنقُ... تتنمق, تُداعبُ وجناتِ الضوءِ في ممراتِ القصِيدة؛ على أرْصِفةِ المَجاز؛ في عُيونِ الخَيال, وبينَ ثنايَا المَكْنيات. تغفُو.. تصحُو, ترحلُ... تزرعُ المطرَ في قلب الخواطر, وتغسلُ الجُرحَ بِضوءِ الحُروفِ الغَافيةِ على كَتفِ قَوْسِ قُزَح.

الثَّانيةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أيا قلمي! أيُها اليتيمُ! مَنْ تبقى لكَ من أهلٍ كانوا... سِوى أُمكَ؟ تلكَ النخلةُ العتيقةُ الواقفةُ في وجه أحبارِ المستحدثاتِ المتناثرةِ تحت سنابكِ الأصالة, تتحَدى بِِجذعها المعتقِ بترابِ العربِية؛ رِيحًا تهبُ من قلبِ سِنديانٍ مبللٍ برمادِ التطفل. لم يبقَ لكَ غيرَ مِدادكَ؛ ذاكَ النهرُ المتأرجحُ فوقَ جفونِ الشمسِ, يَحتمي مِنْ لظى الهَجيرِ بفَراغِ الصَّمتِ, وينسابُ داخلَ مَآقِي القمَرِ مُقتفيًا آثارِ كَلِمَاتٍ ابْتلعَتها حَناجرُ الرِّمَال, وأَتْخَمتْ حواشِيها حصياتٌ مشوهةُ التفَاصِيل.

الثالثةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أيا قلمي! أيها المحاربُ الأنِيق, العائد من فوق عُدْوَتِكَ القُصوى, تُعددُ هزائِمكَ وتُحصِي جِرَاحَكَ. غَنيمتُك شُروخٌ في الرِّوحِ, وخرَائِبٌ تَزْعَقُ بينَ جُدرِ الفؤادِ المتهمِ بالعِشقِ. لا خاتمةً لدهشتكَ المُتسلِقة أدراجِ السواد, ولا نهاية لطوافكَ المحمُوم حول عُيونِ الليل. لم يعد هناك بدٌ من طلبِ المِدادِ؛ لحشرجاتِ أنامِلنا المُتعلِقة في أعشاشِ الأفكار؛ لتعثراتِ أصواتِنا الضائِعة في عَوِيلِ الذِّكرَيات؛ لتأوُهاتِ أورِدتنا النَّابضة في قلبِ حرِيقِ الأبجدِية.

الرابعةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أيا قلمي! أيها النائي بِحِملكَ, والقاصي بما جَرَحْتَ ليلًا وليال! لا تقرأ صفحة الغيبِ, ولا تحتضن شعلة الوهم, لا ترتق جروح الحقِيقةِ, ولا توقظ معلقاتِ الشِعرِ, بل امدد ذِراعيكَ؛ مستقبلًا لفح التعري الهارِب من تفاصِيلِ الظلالِ؛ مستقبلًا همس الترجي التائه فِي همهماتِ الضِياءِ؛ مستقبلًا نفح الترقي العالق بأطواقِ السحابِ.

الخامسةُ فجرَ الحرفِ...

مِن قلمي إليكَ... صرخةُ اعْتِرَاف.

ها هو قلبِي يا قلبِي - المنبعثُ بعد موتِه- يلهثُ شوقًا كي يسكنَ عُشَّهُ الرابضَ بينَ أضلعِكَ: عشٌ بنيتُه أنا في صمتٍ, وحَمَلَتْ قشاتَه جفونِي؛ قشة من اشتِياق وقشة مِن حنين, وسقفتُه بقشيباتِ احتياجِي الهاطِلِ أناتٍ في صدرِي؛ أناتٌ لم تتوقفْ منذ ابتداءِ العمرِ ضياعًا, ولم تتوقف بعدَ لُقياكَ إلا منصهرةً مع نبضكَ, هادرةً فيه: أهواك.

ها هو عمرِي يا عمرِي- العائدُ بعد فقدِه- يغسلُ وجعه بصوتِك السابحِ فيه لوعًا, ليجرِف من شواطِئِه تلالًا من ملح العذاب, ويزرعُ في سمائه غيمًا لا يتوقف مطرُه, عن تطريز عينيَّ ونقشهُما بشذى جواكَ.

ها هو قلمي يا ملاكًا – أتى يكفكف جِراحي- يستسقي مِداده من مُخملِية وُرْقٍ صادِحٍ فِي عينيكَ الحانِيتيْن, لتتفتح في رُوحِي جناتٌ من وردٍ؛ تهمسُ وُريقاتُه مع نجومِ الليل همسةَ خُلودٍ لا تكُون إلا لكَ, وبِكَ ومِنكَ: أُحبُكَ... يا ذاكَ المَلاك.

حازم محمد البحيصي
04-04-2009, 01:21 AM
الفاضلة / د.نجلاء طمان

من أين أبدا يا ترى فلقد تقهقرت الحروف على فمي وتصلبت الكلمات على شفتي
رجوتها أن تنفث سحرها هنا فطأطأت رأسها قائلة

وهل يعلو الثرى للثريا
نص بكل ما فيه من خلجات روح وشفافية صدق رائع بكله

وهى منتصفاتك شطرتنا الى انصاف كًتّاب هنا لا نقوى على مجاراة حرف كحرفك وبلاغة كبلاغتك .

نص ثري بكل ما فيه
تقبلي مروري واعجابي
تحيتي لك

منى الخالدي
04-04-2009, 01:33 AM
أووووه يا نجلاء
أحتاجُ يوماً كاملاً لقراءة هذا النص الرهيب..
أحتاج ان أغرق فيه حين هدأة
وعدٌ مني أن أعود
هذه مجرد مرور لإلقاء التحية يا حبيبة

صباحُكِ ورد..

راضي الضميري
04-04-2009, 04:02 AM
ترسمين صورة أنيقة لحنين يداعب خصلات ضوء القمر في ليل نيسان وأزهاره الجميلة ..

وتحكين حكاية قلم طارده النسيان طويلًا ليكتب وبعد صيام طويل في قلب واحته نثر من أبجدية الشوق بجمال الضاد ؛ رأيت في حروفها جمال الطهر ونقاء القلب حين يغزل من الأمنيات موعدًا لن تخلفه ..


وللألم نهاية ولكل بداية نهاية

و للشوق تتمة وله فصول لا تكتمل إلا بهذا الحرف السامق .

وبقعة الضوء ازداد وهجها مع صباح جميل في يوم السبت وبتاريخه حين كتبت الأديبة السامقة د نجلاء طمان معلقة في سماء الحب .

كوني بخير واسمحي لي بتثبيت نصك الرائع هناك في الأعلى ..

تقديري واحترامي

وفاء شوكت خضر
04-04-2009, 09:47 AM
أواه يا نجلاء ..
تعثرت بالحروف حنا ، كي أتدحرج على السطور ، وينغرس في خاصرتي رأس قلم مشروخ ..
حين صمت القلم ، الروح ضجت بضجيج الصمت ، وتأججت بثورة الأرق الساكن في المآقي ..
كم هجرني النوم حين هجرني الحرف ، وصرت أتلوى كمن أصابها مخاض لحمل كاذب ..

هنا على قبس كل حرف ..
كانت روحي الجريحة تتراقص ..
كم هو متألق أنيق هذا الحرف ..


بهاء وجمال ...
هو هذا الأدب الرفيع ..

عبدالله المحمدي
04-04-2009, 02:39 PM
أعتقد بأن كل فكرة جميله .. أو حضور رائع وبهذا القدر
من الدهشه ..يستحق منا الثناء
معجب
بها
كلماتك
لا ادري
ربما
هي وحدها من تتصف بطابع العظماء ..
مستمدةً
قوتها
وتأثيرها
على النفوس .. من صدقها وأيمانها بما تقول

.. ويقيني بأن لها بلاغة تعانق السحاب

دمت سيدتي

أحمد الرشيدي
04-04-2009, 06:12 PM
ساعةٌ مَا عَلى وشْكِ الصُرَاخِ.

مُدُخَل...

رُبما أصبَحتْ اللُّغةُ من الفقرِ بما لا يَسْمحْ لها بترْتيقِ الجُرْحِ, أو هو الجُرحُ عمقُه؛ لم تصلْ لحدودِه دِلاءُ اللغة, ورُبما التهمَ الليلُ بَوحَ العشاقِ, فتوقفُوا منذُ بَعيدٍ عن الحُلمِ, ورُبما هناك أملٌ... رُبما.

الواحدةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أَيَا قَلَمِي! أَدرِي أنَّ من أَسوأ عاداتِكَ السفرَ في فَراغاتِ مَرايا الكلِماتِ المُتكسِّرة, والمغرُوسة شَظاياها في قَلبِ التخفي, في قَلبِ حَنَايانا المُتعبة. أَعرفُ أنكَ أدمنتَ التِّرحَال في فَضَاءاتِ اللُّغةِ الجَريحَةِ, تبحثُ لكَ ولها, عن حُلمٍ... عَن وَطنٍٍ... أو منفى. تتمردُ... تتشرد, تنشغلُ برائحة صوتٍ بعيدة تُفتقُ جراحكَ؛ جُرحٌ يُنشدُه جُرحٌ, لتُجرجر خُصلاتِ عِباراتٍ نَائمةٍ على خدِ الطَّرُوس. تتأنقُ... تتنمق, تُداعبُ وجناتِ الضوءِ في ممراتِ القصِيدة؛ على أرْصِفةِ المَجاز؛ في عُيونِ الخَيال, وبينَ ثنايَا المَكْنيات. تغفُو.. تصحُو, ترحلُ... تزرعُ المطرَ في قلب الخواطر, وتغسلُ الجُرحَ بِضوءِ الحُروفِ الغَافيةِ على كَتفِ قَوْسِ قُزَح.

الثَّانيةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أيا قلمي! أيُها اليتيمُ! مَنْ تبقى لكَ من أهلٍ كانوا... سِوى أُمكَ؟ تلكَ النخلةُ العتيقةُ الواقفةُ في وجه أحبارِ المستحدثاتِ المتناثرةِ تحت سنابكِ الأصالة, تتحَدى بِِجذعها المعتقِ بترابِ العربِية؛ رِيحًا تهبُ من قلبِ سِنديانٍ مبللٍ برمادِ التطفل. لم يبقَ لكَ غيرَ مِدادكَ؛ ذاكَ النهرُ المتأرجحُ فوقَ جفونِ الشمسِ, يَحتمي مِنْ لظى الهَجيرِ بفَراغِ الصَّمتِ, وينسابُ داخلَ مَآقِي القمَرِ مُقتفيًا آثارِ كَلِمَاتٍ ابْتلعَتها حَناجرُ الرِّمَال, وأَتْخَمتْ حواشِيها حصياتٌ مشوهةُ التفَاصِيل.

الثالثةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أيا قلمي! أيها المحاربُ الأنِيق, العائد من فوق عُدْوَتِكَ القُصوى, تُعددُ هزائِمكَ وتُحصِي جِرَاحَكَ. غَنيمتُك شُروخٌ في الرِّوحِ, وخرَائِبٌ تَزْعَقُ بينَ جُدرِ الفؤادِ المتهمِ بالعِشقِ. لا خاتمةً لدهشتكَ المُتسلِقة أدراجِ السواد, ولا نهاية لطوافكَ المحمُوم حول عُيونِ الليل. لم يعد هناك بدٌ من طلبِ المِدادِ؛ لحشرجاتِ أنامِلنا المُتعلِقة في أعشاشِ الأفكار؛ لتعثراتِ أصواتِنا الضائِعة في عَوِيلِ الذِّكرَيات؛ لتأوُهاتِ أورِدتنا النَّابضة في قلبِ حرِيقِ الأبجدِية.

الرابعةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أيا قلمي! أيها النائي بِحِملكَ, والقاصي بما جَرَحْتَ ليلًا وليال! لا تقرأ صفحة الغيبِ, ولا تحتضن شعلة الوهم, لا ترتق جروح الحقِيقةِ, ولا توقظ معلقاتِ الشِعرِ, بل امدد ذِراعيكَ؛ مستقبلًا لفح التعري الهارِب من تفاصِيلِ الظلالِ؛ مستقبلًا همس الترجي التائه فِي همهماتِ الضِياءِ؛ مستقبلًا نفح الترقي العالق بأطواقِ السحابِ.

الخامسةُ فجرَ الحرفِ...

مِن قلمي إليكَ... صرخةُ اعْتِرَاف.

ها هو قلبِي يا قلبِي - المنبعثُ بعد موتِه- يلهثُ شوقًا كي يسكنَ عُشَّهُ الرابضَ بينَ أضلعِكَ: عشٌ بنيتُه أنا في صمتٍ, وحَمَلَتْ قشاتَه جفونِي؛ قشة من اشتِياق وقشة مِن حنين, وسقفتُه بقشيباتِ احتياجِي الهاطِلِ أناتٍ في صدرِي؛ أناتٌ لم تتوقفْ منذ ابتداءِ العمرِ ضياعًا, ولم تتوقف بعدَ لُقياكَ إلا منصهرةً مع نبضكَ, هادرةً فيه: أهواك.

ها هو عمرِي يا عمرِي- العائدُ بعد فقدِه- يغسلُ وجعه بصوتِك السابحِ فيه لوعًا, ليجرِف من شواطِئِه تلالًا من ملح العذاب, ويزرعُ في سمائه غيمًا لا يتوقف مطرُه, عن تطريز عينيَّ ونقشهُما بشذى جواكَ.

ها هو قلمي يا ملاكًا – أتى يكفكف جِراحي- يستسقي مِداده من مُخملِية وُرْقٍ صادِحٍ فِي عينيكَ الحانِيتيْن, لتتفتح في رُوحِي جناتٌ من وردٍ؛ تهمسُ وُريقاتُه مع نجومِ الليل همسةَ خُلودٍ لا تكُون إلا لكَ, وبِكَ ومِنكَ: أُحبُكَ... يا ذاكَ المَلاك.

القديرة الدكتورة نجلاء طمان

واحد لا ثاني له ، ولو كان له ثان لهان الخطب بتفرق دواعي الألم ، وإن شئت سقط أمل لم تكد ملامحه تتشكل حتى طمس طمسا ...

هي ورقة تتقاذفها الريح لا تعرف من أين سقطت ، وشحت الأشجار بأغصانها حتى خيل لها أنها في كابوس الوجود تعيش ولولا أنها تترقب يقظة تعيدها إلى العدم لقذفت بنفسها في السعير .

***

حلة قشيبة محاكة من لدن يد صناع تراصت خيوطها ذاهبا وإيابا من حرير واستبرق يتعاطفان بحنان ، وشدت بخيوط مذهبة تتجاور بعقلانية ، ورصعت بجواهر مفصلة على قد الغايات من نسجها ..

سلمت يدك

فدوى يومة
04-04-2009, 06:17 PM
العزيزة نجلاء
سيبقى الأمل مادام هناك من يخط الحرف بهذا النقاء
وسيبقى الامل مادام الحرف يزهر في حديقة الفكر ورودا لا تذبل
خمس وقفات على عتبات ساعة الحرف حملت من الهمس ما جعل الساعت تمر كلمح البصر
وباقة ورد من جنائن القلب بلون الفرحـ لك والتحية

فاطمه عبد القادر
04-04-2009, 06:58 PM
أيا قلمي! أيها المحاربُ الأنِيق, العائد من فوق عُدْوَتِكَ القُصوى, تُعددُ هزائِمكَ وتُحصِي جِرَاحَكَ. غَنيمتُك شُروخٌ في الرِّوحِ, وخرَائِبٌ تَزْعَقُ بينَ جُدرِ الفؤادِ المتهمِ بالعِشقِ. لا خاتمةً لدهشتكَ المُتسلِقة أدراجِ السواد, ولا نهاية لطوافكَ المحمُوم حول عُيونِ الليل. لم يعد هناك بدٌ من طلبِ المِدادِ؛ لحشرجاتِ أنامِلنا المُتعلِقة في أعشاشِ الأفكار؛ لتعثراتِ أصواتِنا الضائِعة في عَوِيلِ الذِّكرَيات؛ لتأوُهاتِ أورِدتنا النَّابضة في قلبِ حرِيقِ الأبجدِية.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسست بك يا د.نجلاء
لعمري ,,لا يستطيع أي قلم في الدنيا ,,,,ولا أي مداد في العالم حتى ولو كان دما حقيقيا أن يعبر عن مدى آلام عاشها الإنسان
وهل تظني أن أشعار قيس كانت بمستوى آلامة؟؟؟
أم أبيات الخنساء كانت بمستوى أحزانها؟؟؟ ,,,أبدا لا !!
وللأسف لا يستطيع كل منّا أن يحس بمدى النار المتقدة في قلب الآخر,, إلا ربما إذا عاش نفس التجربة,, ولكن القاسم المشترك بين بني البشر, هو أن لكل واحد جحيمه الخاصة التي يصطلي بها ,وإن لم يكن له,,, يبحث هو بنفسه عن جحيم ليصطلي بها
في كتاباتك فن وسحر وجمال
وتعابير رائعه, وصور مبهرة
أدام الله لك هذه المقدرة الفذة
ودمت بكل خير وشعور مرهف وشعر
ماسة

الدكتور ماجد قاروط
04-04-2009, 07:12 PM
إن بنية الروح التي أعطيت للقلم ، كانت المفتاح الفني الأساس الذي ينطوي عليه النص السابق ‘ وبدأ هذا المفتاح الفني يحلِّق في المضمون بصورة جمالية متقنة الصنع ‘ لتعبـِّر أوضح تعبير عن قسوة الظروف المحيطة ‘ إنه جمال الكلمة
الذي جاء بجمال المضمون ‘ مع خالص التقدير

مينا عبد الله
05-04-2009, 12:57 AM
[align=center]ها هو عمرِي يا عمرِي- العائدُ بعد فقدِه- يغسلُ وجعه بصوتِك السابحِ فيه لوعًا, ليجرِف من شواطِئِه تلالًا من ملح العذاب, ويزرعُ في سمائه غيمًا لا يتوقف مطرُه, عن تطريز عينيَّ ونقشهُما بشذى جواكَ.
ها هو قلمي يا ملاكًا – أتى يكفكف جِراحي- يستسقي مِداده من مُخملِية وُرْقٍ صادِحٍ فِي عينيكَ الحانِيتيْن, لتتفتح في رُوحِي جناتٌ من وردٍ؛ تهمسُ وُريقاتُه مع نجومِ الليل همسةَ خُلودٍ لا تكُون إلا لكَ, وبِكَ ومِنكَ: أُحبُكَ... يا ذاكَ المَلاك.

الغالية د . نجـــــلاء ...

لقد وقفت مذهولة طويلا أمام هذا النص النثري المبدع ، ليس في اللغة ، ولا الصور الشعري التي لا غبار عليها وكل ما فيها جميل

ولكن ..

لهذا التحول الرائع في الاحساس .. وهذه المداعبة الرقيقة لذلك القلم ... واشياء اشعر بها ولا اجيد وصفها .

الله يا نجلاء .. كم اشعر بالسعادة وانا اتقبل مع حرفكِ منذ الكلمة الاولى .. بل الحرف الاول

تحيتي لك .. وامنيات الخير كلها

وبتلات ورد ربيعي بعطره ونداه

على فكرة : توقيعكِ الجديد جميل جدا .. فقد كان القديم يسبب لي الصداع بسبب الومضات البراقة السريعة:009: .. ولكن آثرت الصمت .

مينا

احمد فارس
06-04-2009, 12:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية احيي هذا الدفق الأخاذ من المعاني والتعبيرات التي أنهكت قلمك بالفعل فدلت على رقي فهمك ونبوغ عاطفتك.
لن أقول كلاما ملتويا يستحثّ مجازات اللغة لينتهي إلى إطراء لا أظن بغالب أصحابِه يستشعرون معانيه خارج نطاق المجاملات حتى تفقد المعاني ألقها وبهجتها، وتتوراى العين الناقدة وراء حجاب أنت تعرفينه.
ومن هنا اسمحي لي سيدتي أن أقول: لولا اسعفتي هذا الدفق السامق من المعاني وشعرية العبارات بقوة العقل والانتظام وانقذتيه من سطوة تعدد الصور وتكرارها، وتتابع المجازات والأخيلة المتسلسلة، والإغراق في الذاتية.
أذهلتني الفكرة حقيقة، وأنا على ثقة بان قلمك ظل حبيسا وهو في أوجّ الحاجة إلى أن يفصح عما في كوامن ذاتك وتحسسك لمعاني الحياة، ولابد.
التمس من حضرتك أن تعيدي ترتيب هذا السنا وتدعيه يخرج إلى العالم يلمَس قلب الإنسان أي انسان؛ فهو قلم كان أراد تجاوز د. نجلاء ليكون شمسا تحفها الغبطة بان تجد من يستنير.
نعم أستاذة هكذا اخبرني قلمك وأنا أصدقه، فدعيه يكتب متجاوزا لحظة الانكسار، دعيه يترفع عن كل هذا فلا أرقى من قلم المرأة ولا أسمى وهو يحتضن العالم .... يرتقي به في سُبحات الرقي والجمال والقوة، لا أن يكتفي بالوقوف على أطلال هذا العالم المنكود، ولا على هشيم المعاناة الذاتية، فمن قلب المرأة ينبثق الحب ومن فهمها وإيمانها وقوة فكرها وخصوبتها يتمخض معنى الحياة، فاتركي بالله عليك هذا القلم، بل هذا القلب يحتضن العالم متسلحا بالالق وبالحب والانتظام، وانه لجديرٌ بكل هذا وذاك.
ما أحوجنا إلى قلم مثل هذا، بعد أن تهاوت بل انحطت بل خانت غالبُ أقلام الرجال.
أرجو أن لا أكون أثقلت عليك بملاحظاتي، ولك أن تعديها شوارد افتراضاتي.
تحياتي لك وأمنياتي

محمد الأمين سعيدي
06-04-2009, 01:35 AM
نص رائع
لغة ساحرة
هذا هو الجمال
هذا هو الجمال
شكرا

د. نجلاء طمان
07-04-2009, 04:23 PM
الفاضلة / د.نجلاء طمان

من أين أبدا يا ترى فلقد تقهقرت الحروف على فمي وتصلبت الكلمات على شفتي
رجوتها أن تنفث سحرها هنا فطأطأت رأسها قائلة

وهل يعلو الثرى للثريا
نص بكل ما فيه من خلجات روح وشفافية صدق رائع بكله

وهى منتصفاتك شطرتنا الى انصاف كًتّاب هنا لا نقوى على مجاراة حرف كحرفك وبلاغة كبلاغتك .

نص ثري بكل ما فيه
تقبلي مروري واعجابي
تحيتي لك

شكرًا لكَ أيها الشاعر المتفرد لرأيكَ في حق نصي المتواضع. قد شرفني مروركَ وأسعدني, وأضاف للنص شذىً جديدًا. هي منتصفات فصولنا المنفية داخل سني العمر تراوغ نبضات القلم ويراوغها, فعسى أي منهما أفلح في الأخير!. ويبقى ثرى قلمكَ ثريا وإن عانق الأرض.

تقديري

سحر الشربينى
07-04-2009, 06:44 PM
سبحتُ معكِ فى عالم جميل فتاهت مداركى

حاولت أن أجمع شتات نفسى لأكتب إليكِ كم أنتِ رائعة فى حرفك هنا

تقديرى

ثائر الحيالي
09-04-2009, 05:19 AM
ساعةٌ مَا عَلى وشْكِ الصُرَاخِ.

مُدُخَل...

رُبما أصبَحتْ اللُّغةُ من الفقرِ بما لا يَسْمحْ لها بترْتيقِ الجُرْحِ, أو هو الجُرحُ عمقُه؛ لم تصلْ لحدودِه دِلاءُ اللغة, ورُبما التهمَ الليلُ بَوحَ العشاقِ, فتوقفُوا منذُ بَعيدٍ عن الحُلمِ, ورُبما هناك أملٌ... رُبما.

الواحدةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أَيَا قَلَمِي! أَدرِي أنَّ من أَسوأ عاداتِكَ السفرَ في فَراغاتِ مَرايا الكلِماتِ المُتكسِّرة, والمغرُوسة شَظاياها في قَلبِ التخفي, في قَلبِ حَنَايانا المُتعبة. أَعرفُ أنكَ أدمنتَ التِّرحَال في فَضَاءاتِ اللُّغةِ الجَريحَةِ, تبحثُ لكَ ولها, عن حُلمٍ... عَن وَطنٍٍ... أو منفى. تتمردُ... تتشرد, تنشغلُ برائحة صوتٍ بعيدة تُفتقُ جراحكَ؛ جُرحٌ يُنشدُه جُرحٌ, لتُجرجر خُصلاتِ عِباراتٍ نَائمةٍ على خدِ الطَّرُوس. تتأنقُ... تتنمق, تُداعبُ وجناتِ الضوءِ في ممراتِ القصِيدة؛ على أرْصِفةِ المَجاز؛ في عُيونِ الخَيال, وبينَ ثنايَا المَكْنيات. تغفُو.. تصحُو, ترحلُ... تزرعُ المطرَ في قلب الخواطر, وتغسلُ الجُرحَ بِضوءِ الحُروفِ الغَافيةِ على كَتفِ قَوْسِ قُزَح.

الثَّانيةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أيا قلمي! أيُها اليتيمُ! مَنْ تبقى لكَ من أهلٍ كانوا... سِوى أُمكَ؟ تلكَ النخلةُ العتيقةُ الواقفةُ في وجه أحبارِ المستحدثاتِ المتناثرةِ تحت سنابكِ الأصالة, تتحَدى بِِجذعها المعتقِ بترابِ العربِية؛ رِيحًا تهبُ من قلبِ سِنديانٍ مبللٍ برمادِ التطفل. لم يبقَ لكَ غيرَ مِدادكَ؛ ذاكَ النهرُ المتأرجحُ فوقَ جفونِ الشمسِ, يَحتمي مِنْ لظى الهَجيرِ بفَراغِ الصَّمتِ, وينسابُ داخلَ مَآقِي القمَرِ مُقتفيًا آثارِ كَلِمَاتٍ ابْتلعَتها حَناجرُ الرِّمَال, وأَتْخَمتْ حواشِيها حصياتٌ مشوهةُ التفَاصِيل.

الثالثةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أيا قلمي! أيها المحاربُ الأنِيق, العائد من فوق عُدْوَتِكَ القُصوى, تُعددُ هزائِمكَ وتُحصِي جِرَاحَكَ. غَنيمتُك شُروخٌ في الرِّوحِ, وخرَائِبٌ تَزْعَقُ بينَ جُدرِ الفؤادِ المتهمِ بالعِشقِ. لا خاتمةً لدهشتكَ المُتسلِقة أدراجِ السواد, ولا نهاية لطوافكَ المحمُوم حول عُيونِ الليل. لم يعد هناك بدٌ من طلبِ المِدادِ؛ لحشرجاتِ أنامِلنا المُتعلِقة في أعشاشِ الأفكار؛ لتعثراتِ أصواتِنا الضائِعة في عَوِيلِ الذِّكرَيات؛ لتأوُهاتِ أورِدتنا النَّابضة في قلبِ حرِيقِ الأبجدِية.

الرابعةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أيا قلمي! أيها النائي بِحِملكَ, والقاصي بما جَرَحْتَ ليلًا وليال! لا تقرأ صفحة الغيبِ, ولا تحتضن شعلة الوهم, لا ترتق جروح الحقِيقةِ, ولا توقظ معلقاتِ الشِعرِ, بل امدد ذِراعيكَ؛ مستقبلًا لفح التعري الهارِب من تفاصِيلِ الظلالِ؛ مستقبلًا همس الترجي التائه فِي همهماتِ الضِياءِ؛ مستقبلًا نفح الترقي العالق بأطواقِ السحابِ.

الخامسةُ فجرَ الحرفِ...

مِن قلمي إليكَ... صرخةُ اعْتِرَاف.

ها هو قلبِي يا قلبِي - المنبعثُ بعد موتِه- يلهثُ شوقًا كي يسكنَ عُشَّهُ الرابضَ بينَ أضلعِكَ: عشٌ بنيتُه أنا في صمتٍ, وحَمَلَتْ قشاتَه جفونِي؛ قشة من اشتِياق وقشة مِن حنين, وسقفتُه بقشيباتِ احتياجِي الهاطِلِ أناتٍ في صدرِي؛ أناتٌ لم تتوقفْ منذ ابتداءِ العمرِ ضياعًا, ولم تتوقف بعدَ لُقياكَ إلا منصهرةً مع نبضكَ, هادرةً فيه: أهواك.

ها هو عمرِي يا عمرِي- العائدُ بعد فقدِه- يغسلُ وجعه بصوتِك السابحِ فيه لوعًا, ليجرِف من شواطِئِه تلالًا من ملح العذاب, ويزرعُ في سمائه غيمًا لا يتوقف مطرُه, عن تطريز عينيَّ ونقشهُما بشذى جواكَ.

ها هو قلمي يا ملاكًا – أتى يكفكف جِراحي- يستسقي مِداده من مُخملِية وُرْقٍ صادِحٍ فِي عينيكَ الحانِيتيْن, لتتفتح في رُوحِي جناتٌ من وردٍ؛ تهمسُ وُريقاتُه مع نجومِ الليل همسةَ خُلودٍ لا تكُون إلا لكَ, وبِكَ ومِنكَ: أُحبُكَ... يا ذاكَ المَلاك.



الاستاذة د. نجلاء طمان

أبحرت هنا طامحاً أن اصل الضفاف...فأغرقني الخيال في اعماق الجمال !

متفردة أنتِ في رفيف الحرف


سلمت..حماك الله

محبتي

أحمد حاتم
10-04-2009, 03:53 AM
د / نجلاء
لك وافر التقدير أولا

فقط لو سمحتى أعلق بشئ وحيد
يجب إضافه

طوفان بجوار اسمك الكريم

سحر الليالي
12-04-2009, 02:19 PM
ها هو قلبِي يا قلبِي - المنبعثُ بعد موتِه- يلهثُ شوقًا كي يسكنَ عُشَّهُ الرابضَ بينَ أضلعِكَ: عشٌ بنيتُه أنا في صمتٍ, وحَمَلَتْ قشاتَه جفونِي؛ قشة من اشتِياق وقشة مِن حنين, وسقفتُه بقشيباتِ احتياجِي الهاطِلِ أناتٍ في صدرِي؛ أناتٌ لم تتوقفْ منذ ابتداءِ العمرِ ضياعًا, ولم تتوقف بعدَ لُقياكَ إلا منصهرةً مع نبضكَ, هادرةً فيه: أهواك."


:
الله الله يا نجلاء ، ولــ حرفك جمال يدهش الذائقة!

رائعة وأكثر..

لك حبي وتراتيل ورد

نجلاء الرسول
12-04-2009, 02:52 PM
ويظل الطريق الى الحقيقة يخطه قلم

الرحلة لا تنتهي بنقطة آخر السطر
فالحروف تتوالد في ذاتها

تقديري لجمال حرفك سيدتي الكريمة

د. نجلاء طمان
15-04-2009, 08:00 PM
أووووه يا نجلاء
أحتاجُ يوماً كاملاً لقراءة هذا النص الرهيب..
أحتاج ان أغرق فيه حين هدأة
وعدٌ مني أن أعود
هذه مجرد مرور لإلقاء التحية يا حبيبة

صباحُكِ ورد..

وأنا أستقبل تحيتكِ على كفوف الورد يا حبيبة

مررتِ فأنرتِ ولو لم تمري فقد مررتِ!

حبي لكِ وانتظاري مع تقديري

د. نجلاء طمان
23-04-2009, 05:02 AM
ترسمين صورة أنيقة لحنين يداعب خصلات ضوء القمر في ليل نيسان وأزهاره الجميلة ..
وتحكين حكاية قلم طارده النسيان طويلًا ليكتب وبعد صيام طويل في قلب واحته نثر من أبجدية الشوق بجمال الضاد ؛ رأيت في حروفها جمال الطهر ونقاء القلب حين يغزل من الأمنيات موعدًا لن تخلفه ..
وللألم نهاية ولكل بداية نهاية
و للشوق تتمة وله فصول لا تكتمل إلا بهذا الحرف السامق .
وبقعة الضوء ازداد وهجها مع صباح جميل في يوم السبت وبتاريخه حين كتبت الأديبة السامقة د نجلاء طمان معلقة في سماء الحب .
كوني بخير واسمحي لي بتثبيت نصك الرائع هناك في الأعلى ..
تقديري واحترامي

خصلات ضوء القمر متبعثرة جدائلها على كتف الليل, تبحث عن كوة في قلب وردة؛ ولو سوداء. لكن الأسود ابتلع كل الألوان, فارتبك شريط قوس قزح!

إن ما قلته أستاذي في حق قلمِ احترف الصوم لهو أكبر من أن أجد له كلمة شكر واحدة في قاموس أبجديتي.

تقبل شكري وتقديري

يسرى علي آل فنه
23-04-2009, 10:24 PM
ساعةٌ مَا عَلى وشْكِ الصُرَاخِ.

مُدُخَل...

رُبما أصبَحتْ اللُّغةُ من الفقرِ بما لا يَسْمحْ لها بترْتيقِ الجُرْحِ, أو هو الجُرحُ عمقُه؛ لم تصلْ لحدودِه دِلاءُ اللغة, ورُبما التهمَ الليلُ بَوحَ العشاقِ, فتوقفُوا منذُ بَعيدٍ عن الحُلمِ, ورُبما هناك أملٌ... رُبما.

الواحدةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أَيَا قَلَمِي! أَدرِي أنَّ من أَسوأ عاداتِكَ السفرَ في فَراغاتِ مَرايا الكلِماتِ المُتكسِّرة, والمغرُوسة شَظاياها في قَلبِ التخفي, في قَلبِ حَنَايانا المُتعبة. أَعرفُ أنكَ أدمنتَ التِّرحَال في فَضَاءاتِ اللُّغةِ الجَريحَةِ, تبحثُ لكَ ولها, عن حُلمٍ... عَن وَطنٍٍ... أو منفى. تتمردُ... تتشرد, تنشغلُ برائحة صوتٍ بعيدة تُفتقُ جراحكَ؛ جُرحٌ يُنشدُه جُرحٌ, لتُجرجر خُصلاتِ عِباراتٍ نَائمةٍ على خدِ الطَّرُوس. تتأنقُ... تتنمق, تُداعبُ وجناتِ الضوءِ في ممراتِ القصِيدة؛ على أرْصِفةِ المَجاز؛ في عُيونِ الخَيال, وبينَ ثنايَا المَكْنيات. تغفُو.. تصحُو, ترحلُ... تزرعُ المطرَ في قلب الخواطر, وتغسلُ الجُرحَ بِضوءِ الحُروفِ الغَافيةِ على كَتفِ قَوْسِ قُزَح.

الثَّانيةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أيا قلمي! أيُها اليتيمُ! مَنْ تبقى لكَ من أهلٍ كانوا... سِوى أُمكَ؟ تلكَ النخلةُ العتيقةُ الواقفةُ في وجه أحبارِ المستحدثاتِ المتناثرةِ تحت سنابكِ الأصالة, تتحَدى بِِجذعها المعتقِ بترابِ العربِية؛ رِيحًا تهبُ من قلبِ سِنديانٍ مبللٍ برمادِ التطفل. لم يبقَ لكَ غيرَ مِدادكَ؛ ذاكَ النهرُ المتأرجحُ فوقَ جفونِ الشمسِ, يَحتمي مِنْ لظى الهَجيرِ بفَراغِ الصَّمتِ, وينسابُ داخلَ مَآقِي القمَرِ مُقتفيًا آثارِ كَلِمَاتٍ ابْتلعَتها حَناجرُ الرِّمَال, وأَتْخَمتْ حواشِيها حصياتٌ مشوهةُ التفَاصِيل.

الثالثةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أيا قلمي! أيها المحاربُ الأنِيق, العائد من فوق عُدْوَتِكَ القُصوى, تُعددُ هزائِمكَ وتُحصِي جِرَاحَكَ. غَنيمتُك شُروخٌ في الرِّوحِ, وخرَائِبٌ تَزْعَقُ بينَ جُدرِ الفؤادِ المتهمِ بالعِشقِ. لا خاتمةً لدهشتكَ المُتسلِقة أدراجِ السواد, ولا نهاية لطوافكَ المحمُوم حول عُيونِ الليل. لم يعد هناك بدٌ من طلبِ المِدادِ؛ لحشرجاتِ أنامِلنا المُتعلِقة في أعشاشِ الأفكار؛ لتعثراتِ أصواتِنا الضائِعة في عَوِيلِ الذِّكرَيات؛ لتأوُهاتِ أورِدتنا النَّابضة في قلبِ حرِيقِ الأبجدِية.

الرابعةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

أيا قلمي! أيها النائي بِحِملكَ, والقاصي بما جَرَحْتَ ليلًا وليال! لا تقرأ صفحة الغيبِ, ولا تحتضن شعلة الوهم, لا ترتق جروح الحقِيقةِ, ولا توقظ معلقاتِ الشِعرِ, بل امدد ذِراعيكَ؛ مستقبلًا لفح التعري الهارِب من تفاصِيلِ الظلالِ؛ مستقبلًا همس الترجي التائه فِي همهماتِ الضِياءِ؛ مستقبلًا نفح الترقي العالق بأطواقِ السحابِ.

الخامسةُ فجرَ الحرفِ...

مِن قلمي إليكَ... صرخةُ اعْتِرَاف.

ها هو قلبِي يا قلبِي - المنبعثُ بعد موتِه- يلهثُ شوقًا كي يسكنَ عُشَّهُ الرابضَ بينَ أضلعِكَ: عشٌ بنيتُه أنا في صمتٍ, وحَمَلَتْ قشاتَه جفونِي؛ قشة من اشتِياق وقشة مِن حنين, وسقفتُه بقشيباتِ احتياجِي الهاطِلِ أناتٍ في صدرِي؛ أناتٌ لم تتوقفْ منذ ابتداءِ العمرِ ضياعًا, ولم تتوقف بعدَ لُقياكَ إلا منصهرةً مع نبضكَ, هادرةً فيه: أهواك.

ها هو عمرِي يا عمرِي- العائدُ بعد فقدِه- يغسلُ وجعه بصوتِك السابحِ فيه لوعًا, ليجرِف من شواطِئِه تلالًا من ملح العذاب, ويزرعُ في سمائه غيمًا لا يتوقف مطرُه, عن تطريز عينيَّ ونقشهُما بشذى جواكَ.

ها هو قلمي يا ملاكًا – أتى يكفكف جِراحي- يستسقي مِداده من مُخملِية وُرْقٍ صادِحٍ فِي عينيكَ الحانِيتيْن, لتتفتح في رُوحِي جناتٌ من وردٍ؛ تهمسُ وُريقاتُه مع نجومِ الليل همسةَ خُلودٍ لا تكُون إلا لكَ, وبِكَ ومِنكَ: أُحبُكَ... يا ذاكَ المَلاك.

قلمك وفيٌ لقلبك يانجلاء في كل طقوسه ووفي لرقي اللغة وسلامة النية
ولهذا تنسكب حروفه في القلب والعقل بكل الروعة.
لكِ دائما خالص محبتي وعميق اعجابي .

د. نجلاء طمان
08-05-2009, 06:03 PM
أواه يا نجلاء ..
تعثرت بالحروف حنا ، كي أتدحرج على السطور ، وينغرس في خاصرتي رأس قلم مشروخ ..
حين صمت القلم ، الروح ضجت بضجيج الصمت ، وتأججت بثورة الأرق الساكن في المآقي ..
كم هجرني النوم حين هجرني الحرف ، وصرت أتلوى كمن أصابها مخاض لحمل كاذب ..

هنا على قبس كل حرف ..
كانت روحي الجريحة تتراقص ..
كم هو متألق أنيق هذا الحرف ..


بهاء وجمال ...
هو هذا الأدب الرفيع ..

سلم القلب والقلم والخاصرة يا حبيبة, لا أدري أهو قدري أن يكتبني الحزن حتى في عمق فيافي الفرح, أم هو قدركِ أن تتعثري لا تكفي بين أدراجه المتهالكة!!

لك ودي وطاقة من نور الصبح لفرجٍ قريب

تقديري

حسنية تدركيت
08-05-2009, 10:07 PM
صورة رائعة لإبداع أروع قد تسلل إلى الروح وسكب هناك جمالا اقتبسه من حرفك البهي

نجلاء الغالية شكرا جزيلا لك , استمعت كثيرا بالتجول بين ثنايا الحرف الباهر.

هشام عزاس
09-05-2009, 12:57 AM
المورقــة / الأديبة نجلاء

ما زلتُ أدور و أحوم حول هذا النص من أيام عديدة , و لم أجد بعد الجزئية التي أتغلغلُ من خلالها إليه . فقد كان المدخل مخرجا في حد ذاته , و هذا ما أعاق خطواتي , و حرمها من أن تنال شرف البقاء .
لكنني قررتُ المرور رغم أنّ أرض النص لا ترضى بأن تدوسها خطوات عابرة , و خصوصا بعد أن استسلم المحراث الممتنع عن الحرث أخيرا , و شقّ الأرض شقّا , ليفسح المجال لزرع بذور سقتها مياه الحبر ألقا مختلفا , جعلها تنمو على غير العادة .

نص أرهقني وضوحه الشديد , فيا عجبي

دمت و براعة نسجك ...

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

منى الخالدي
10-05-2009, 04:11 PM
عدتُ كما وعدتُ.. :001:

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=449080#post449080

د. نجلاء طمان
19-05-2009, 05:55 PM
أعتقد بأن كل فكرة جميله .. أو حضور رائع وبهذا القدر
من الدهشه ..يستحق منا الثناء
معجب
بها
كلماتك
لا ادري
ربما
هي وحدها من تتصف بطابع العظماء ..
مستمدةً
قوتها
وتأثيرها
على النفوس .. من صدقها وأيمانها بما تقول

.. ويقيني بأن لها بلاغة تعانق السحاب

دمت سيدتي



هو مروركَ دومًا أخي الكريم الفاضل, غيث من قلب السحاب.

تقبل شكري على مروركَ الدائم قرب حرفي الفقير.

تقديري

د. نجلاء طمان
30-05-2009, 12:24 AM
القديرة الدكتورة نجلاء طمان

واحد لا ثاني له ، ولو كان له ثان لهان الخطب بتفرق دواعي الألم ، وإن شئت سقط أمل لم تكد ملامحه تتشكل حتى طمس طمسا ...

هي ورقة تتقاذفها الريح لا تعرف من أين سقطت ، وشحت الأشجار بأغصانها حتى خيل لها أنها في كابوس الوجود تعيش ولولا أنها تترقب يقظة تعيدها إلى العدم لقذفت بنفسها في السعير .

***

حلة قشيبة محاكة من لدن يد صناع تراصت خيوطها ذاهبا وإيابا من حرير واستبرق يتعاطفان بحنان ، وشدت بخيوط مذهبة تتجاور بعقلانية ، ورصعت بجواهر مفصلة على قد الغايات من نسجها ..

سلمت يدك

أوراق شجيراتي تتساقط في خريف يجهضه رحم شتاءٍ عقيم, لا ربيع يأتي يحمل الأمل في انبثاق زهرة من قلب برعم يطاول برأسه حراب الوجع, ولا صيف ينظر لي بعين شمسٍ ناعسة تدفئ ثلوج تئن لوعًا.

...

شكري لرأيكَ بحق حرفي الفقير

وبالغ تقديري لمروركَ.

د. نجلاء طمان
04-11-2009, 02:40 PM
العزيزة نجلاء
سيبقى الأمل مادام هناك من يخط الحرف بهذا النقاء
وسيبقى الامل مادام الحرف يزهر في حديقة الفكر ورودا لا تذبل
خمس وقفات على عتبات ساعة الحرف حملت من الهمس ما جعل الساعت تمر كلمح البصر
وباقة ورد من جنائن القلب بلون الفرحـ لك والتحية

الأمل في رحمة الله يعانقنا دومًا كخيطٍ من نور تأبى كل ظلمات يأسنا إلا أن تتجاوزه.

أيتها الغالية لقلبكِ نفحة من عطر المسك

تقديري

عبد الرحمن الكرد
04-11-2009, 05:18 PM
ها هو قلمي يا ملاكًا – أتى يكفكف جِراحي- يستسقي مِداده من مُخملِية وُرْقٍ صادِحٍ فِي عينيكَ الحانِيتيْن, لتتفتح في رُوحِي جناتٌ من وردٍ؛ تهمسُ وُريقاتُه مع نجومِ الليل همسةَ خُلودٍ لا تكُون إلا لكَ, وبِكَ ومِنكَ: أُحبُكَ... يا ذاكَ المَلاك.

القدير نجلاء
تسكبين درر المعاني من معجمك الخاص
فيتدحرج الحرف يداعب جراحاتنا وينكيء عواطفنا
رحلة الحرف المتألق
تحياتي

د. نجلاء طمان
14-01-2010, 12:22 AM
أيا قلمي! أيها المحاربُ الأنِيق, العائد من فوق عُدْوَتِكَ القُصوى, تُعددُ هزائِمكَ وتُحصِي جِرَاحَكَ. غَنيمتُك شُروخٌ في الرِّوحِ, وخرَائِبٌ تَزْعَقُ بينَ جُدرِ الفؤادِ المتهمِ بالعِشقِ. لا خاتمةً لدهشتكَ المُتسلِقة أدراجِ السواد, ولا نهاية لطوافكَ المحمُوم حول عُيونِ الليل. لم يعد هناك بدٌ من طلبِ المِدادِ؛ لحشرجاتِ أنامِلنا المُتعلِقة في أعشاشِ الأفكار؛ لتعثراتِ أصواتِنا الضائِعة في عَوِيلِ الذِّكرَيات؛ لتأوُهاتِ أورِدتنا النَّابضة في قلبِ حرِيقِ الأبجدِية.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسست بك يا د.نجلاء
لعمري ,,لا يستطيع أي قلم في الدنيا ,,,,ولا أي مداد في العالم حتى ولو كان دما حقيقيا أن يعبر عن مدى آلام عاشها الإنسان
وهل تظني أن أشعار قيس كانت بمستوى آلامة؟؟؟
أم أبيات الخنساء كانت بمستوى أحزانها؟؟؟ ,,,أبدا لا !!
وللأسف لا يستطيع كل منّا أن يحس بمدى النار المتقدة في قلب الآخر,, إلا ربما إذا عاش نفس التجربة,, ولكن القاسم المشترك بين بني البشر, هو أن لكل واحد جحيمه الخاصة التي يصطلي بها ,وإن لم يكن له,,, يبحث هو بنفسه عن جحيم ليصطلي بها
في كتاباتك فن وسحر وجمال
وتعابير رائعه, وصور مبهرة
أدام الله لك هذه المقدرة الفذة
ودمت بكل خير وشعور مرهف وشعر
ماسة




ربما كنت صائبة في فلسفتكِ التي تتعلق بالبحث الفردي عن جحيمنا إذا لم نجده, وربما ذهبت بكِ إلى الحافة العكسية وأن لكلٍ منا جحيمه الخاص الذي يبحث عنا إذا ابتعدنا.. ربما!

فاطمتي

عندما تعبرين الى النص أعرف أن البريق عابر!

محبتي وتقديري

ثائر الحيالي
15-03-2010, 03:37 PM
الأستاذ د. نجلاء طمان

عدت لأنهل من معين هذا الحرف الساحر ..

ولأغترف من رقراقه ..الرواء..

سلمت..وسلم مدادك ِ

محبتي

د. نجلاء طمان
31-05-2010, 01:56 AM
إن بنية الروح التي أعطيت للقلم ، كانت المفتاح الفني الأساس الذي ينطوي عليه النص السابق ‘ وبدأ هذا المفتاح الفني يحلِّق في المضمون بصورة جمالية متقنة الصنع ‘ لتعبـِّر أوضح تعبير عن قسوة الظروف المحيطة ‘ إنه جمال الكلمة
الذي جاء بجمال المضمون ‘ مع خالص التقدير



الدكتور ماجد

إن مروركَ الموغل بالنقدية والمشبع بالتحليلية قد عبق النص بشذى خاص جدًا فأوشك على الإزهار !


فلكَ الشكر العميم


تقديري الكبير

د. نجلاء طمان
23-04-2014, 11:42 PM
الغالية د . نجـــــلاء ...

لقد وقفت مذهولة طويلا أمام هذا النص النثري المبدع ، ليس في اللغة ، ولا الصور الشعري التي لا غبار عليها وكل ما فيها جميل

ولكن ..

لهذا التحول الرائع في الاحساس .. وهذه المداعبة الرقيقة لذلك القلم ... واشياء اشعر بها ولا اجيد وصفها .

الله يا نجلاء .. كم اشعر بالسعادة وانا اتقبل مع حرفكِ منذ الكلمة الاولى .. بل الحرف الاول

تحيتي لك .. وامنيات الخير كلها

وبتلات ورد ربيعي بعطره ونداه

على فكرة : توقيعكِ الجديد جميل جدا .. فقد كان القديم يسبب لي الصداع بسبب الومضات البراقة السريعة:009: .. ولكن آثرت الصمت .

مينا


مينا أيتها الحاضرة الغائبة.. لحضورك رائحة العنبر ولغيابك طعم العلقم.. أشتاقكِ جدًا !!

خالص أمنياتي بسعادة لا تنتهي !!


ودي وحبي