المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على بابِ الهوَى كنتُ



عبدالعزيز جويدة
13-04-2009, 12:21 AM
شعر عبدالعزيز جويدة


على بابِ الهوَى كنتُ
أنا وحدي
طَرقْتُ البابَ لم يُفتحْ
خلعْتُ المِعطفَ البالي
وقد قلتُ ..
لشَخصٍ كانَ يَرمُقُني
ولمْ يُفصِحْ :
أَمِن أحدٍ وراءَ البابْ ؟
فلمْ يَعبأْ
فقلتُ لهُ :
أنا واقفْ ..
ولن أبرحْ
دعاني منهُ أقتربُ
جلستُ أمامَهُ يَشرحْ
وعَرَّفَني ..
لماذا البابُ مَسدودٌ ولا يُفتحْ ،
وحذَّرَني ..
بأنَّهُ مَن أتَى للبابِ يَفتحُهُ
فإما ماتَ مَهمومًا
وإما خَلفَهُ يُذبحْ
***
وراءَ البابِ غاباتٌ ،
سماواتٌ ،
وأنهارٌ مِن الياقوتِ والمَرْجَانْ
بِمِسْكٍ شَطُّها يَنضَحْ
وخلفَ البابِ أهوالٌ ، وإعصارٌ ،
وريحٌ تَحملُ البُلدانَ
تَنقُلُها إلى المَسرحْ
أنا حاولتُ في يومٍ
أُحطِّمُهُ ..
ولم أنجحْ
فحاوِلْ ربَّما تُفلِحْ
***
وغابَ الشخصُ عن عَيني
وصَاياهُ كَسكِّينٍ بكلِّ دَقيقةٍ تَذبحْ
وهاأنذا ظَللتُ العُمرَ أنتظرُ ..
أمامَ البابِ كي يُفتحْ
ولم يُفتحْ
وهاأنذا أرَى غيري
أتَى يَسألْ ..
أجبتُ وظنَّني أمزحْ
فقلتُ البابُ يا ولدي
لهُ مِفتاحْ
بِبحرٍ ما عَرَفناهُ
بهِ الحوتُ الذي في بطنِهِ المفتاحُ
لا يَسبحْ
ومطلوبٌ إذا جئتَ ..
بهِ يومًا
بأن تَرعاهُ عامينِ
بدمِّ القلبْ
وتَبقى بعدَها عامينِ
لا تَحزنْ ،
ولا تَفرحْ
وتأتيَنا بحَصْواتٍ
مِن الشمسِ
وكلبٍ عاشَ عَشرَ سنينَ
لم يَنبحْ
وتَغسلَ كلَّ هذا الكونِ في يومٍ
بماءِ الوردْ
وماءُ الوردِ من وردٍ
إذا لامستَهُ يَجرحْ
ويَبقَى كلُّ هذا السرِّ لا يَدري ..
بهِ أحدٌ ، ولا تُفصِحْ
وتَبقَى خلفَ هذا البابِ مجذوبًا
تُسَبِّحُ فيهِ باسمِ الحبْ
عَسى في لحظةٍ يَسمحْ
تُقدِّمُ وقتَها القربانْ
وتَذبحُ قلبَكَ الولهانْ
بِسِكينٍ مِن الرَّيْحانِ ..
قُمْ واذبحْ
وبعدَ الذبحِ تُحرِقُهُ
بِنيرانٍ مِن الأشواقِ
تَنثُرُهُ
على الجُدرانِ والأسطُحْ
وتَصرخُ صرخةَ العشاقِ
يَهتزُّ ..
لها الكونُ
فتسمعُ مَنْ وراءَ البابْ
يُنادي البابَ ..
أن يُفتَحْ

***

ليال
13-04-2009, 02:21 AM
رائعة بالفعل
ارجو لك التوفيق

حازم محمد البحيصي
13-04-2009, 02:37 AM
وعلى تفعيلة الوافر جميلة بديعة سلسة
تحيتى لك

وفاء شوكت خضر
13-04-2009, 08:54 AM
أعجبتني بحق هذه القصيدة التي لها موسيقى ترافق الصور الجميلة ..

تقبل مرور متطفلة على عالم الشعر ..

تحيتي .

د. سمير العمري
25-04-2010, 09:37 PM
نص شدني فقرأته بابتسامة طرافة الطرح ووضوح التمكن اللغوي والخيال الواسع بهذه الوصفات السحرية المستحيلة.

كل ذلك غفر لك أيها الشاعر المبدع تحايلك الذكي على تفعيلة الوافر فجاءات رشيقة رغم هذا.

دمت مبدعا ، وتأكد أنني لن أكون ممن يجرب هذه الوصفات السحرية خصوصا في هذا الكلب الأخرس الذي سيعيش ويموت أبكما لا ينبح.

أضحك الله سنك!


تحياتي

محمود فرحان حمادي
09-10-2010, 01:08 AM
التمكن في الأداء الفني لهذا النص
جعله ماتعًا متألقا
بورك النبض الشاعري الجميل
تحياتي

كريمة سعيد
09-10-2010, 01:48 AM
نص ماتع يعبر عن واقع مؤلم بسخرية لاذعة
وأهنئك على اختيار هذا الإيقاع الذي تلاءم مع المعاني
مما جعل القصيدة تنساب بعذوبة ورقة بالرغم مما يتخللها مرارة
كل التقدير

سالم بن زايد
09-10-2010, 10:49 AM
الشاعر عبدالعزيز

قصيدة جميله رغم أني لم أعلم ماهو هذا الأسلوب وما هو الموضوع

أدخلتني في خيال ولكن الخيال يجب أن يكون له هدف فليتك تخبرني مالهدف الذي تحمله هذه القصيدة

ثم يبدوا لي أن تحمل الوساطة لكي تأتيك الإشادة من الشعراء

فأخبرنا ماهذا الأسلوب حتى نستن بسنتك فنكسب ما تكسبه من إشادة

إحترامي

محسن شاهين المناور
10-10-2010, 12:03 PM
لوحة شعرية ولاأروع
وإبداع مميز يستحق التمعن
دمت مبدعا

ربيحة الرفاعي
11-10-2010, 12:26 AM
مشهد آسر من حكايا ألف قصيدية وقصيدة
تمكن واضح من أدواتك وحصافة في توظيف مفردتك
ولغة شعرية أمسكت فيها بريشة الفنان وحد الوجدان

دمت مبدعا

محمد ذيب سليمان
11-10-2010, 08:35 AM
نص ققصي مموسق
يدخل عالم الشعر بققص الخيال
ورغم ذلك ففيه المتعة ولا غرابة واستحالة الطلبات
لكنا جربنا لعل وعسى
شكرا لك