مشاهدة النسخة كاملة : زمن صلاح الدين ..
أحمد عيسى
20-04-2009, 09:58 AM
زمن صلاح الدين ..
هي تجربته رقم ... لم يعد يذكر ..
لكن الأمر أصبح عنده كالعادة .. إدمان أن يجرب كل يوم شيئاً جديداً وزمناً آخر غير زمنه الذي تهاوت فيه القيم وضاعت العروبة وسقطت القدس ..
اليوم عندما ركب آلته الزمنية كان يعرف أن شيئاً مختلفاً ، شيئاً خاصاً ، سيواكب رحلاته الزمنية هذه .. ستكون رحلة بمذاق خاص ..
انتهت الدوائر الملونة التي تتطاير حوله ، وتوقفت الآلة عن الدوران قبل أن تقذفه بعنف إلى الخارج وهي تعود إلى الدوران حول نفسها بسرعة جنونية ..
أصبح الآن في صحراء جرداء ، لا يرى أمامه أي مدنية أو حضارة ، ولكأن الزمن ألقى به مئات الأعوام إلى الخلف ..
من بعيد لاح له مخيم ، ومن بعيد أيضاً ظهرت سحابة من الغبار خرج منها فارس عربي يركب جواداً أدهماً ويحمل سيفاً تشرق عليه أشعة الشمس وتنعكس بألف لون ..
كالمسحور وقف يترقب الفارس ، مبهوراً ، مأخوذ الأنفاس ... يا له من زمن جميل .. وأي زمن ..
من خلف الفارس ظهر فرسان آخرون ... أحاطوا جميعهم بالزمني وكبلوا أيديه قبل أن يضعوه خلف أحدهم على جواده بينما يتقدمهم قائدهم الفارس الأول بجواده الأدهم ..
ولم ينبس الزمني ببنت شفة وهو يراقب السيوف البراقة والحرملات الحمراء والخوذات الفضية التي تغطي الوجه إلا العينين والفم ..
وفي أعمق أعماقه تمنى رؤيته .. وتمتم بصوت مسموع :
- أريد أن أراه .. يجب أن أحذره مما سيحدث بعده ..
قال الفارس :
- ماذا تقول أيها الدخيل ؟
فقال الزمني :
- أريد أن أرى قائدكم .. يجب أن أحذره من خطر قادم ..
ابتسم الفارس ابتسامة خفيفة تلاشت بسرعة ، ثم انطلق مسرعاً أكثر بجواده والمخيم يبدو لهم واضحاً .. الرايات الخضراء ترتفع عالية مدوية في كل مكان ، والجنود ينتشرون يتدربون وينظمون الصفوف ..
لكن شيئاً بدا من خلف المخيم من بعيد ، جعل الزمني في حالة من الذهول المطبق .. حالة من العجز حتى أن قلبه كاد أن يتوقف عن الخفقان ..
هذه المئذنة .. هذه الأسوار ... هذه الطرق التي تبدو من بعيد ...
إنها القدس ... انه المسجد الأقصى على بعد حجر ... إنهم على أبواب القدس ..
ولم يعد الزمني يتمالك نفسه ... صرخ بكل قوته ..
- أريد أن أراه .. أريد مقابلة قائدكم ..
أنزله الفرسان بسرعة ، وضعوه في خيمة وفكوا وثاقه ، قدموا له الشراب والطعام ، ثم أجلسوه ليستريح ..
ساعات مضت .. ساعات من الانتظار الطويل ..
ثم جاء ..
فارس طويل ، له هيبة عظيمة .. لحيته البيضاء تضفي عليه وقاراً وحكمة ، وعينيه يشع منهما حزم يتجاوز كل وصف ..
اعتدل الجنود في صفين أمامه يؤدون التحية العسكرية حتى دلف إلى خيمة الزمني ..
- قف أيها الغريب فأنت في حضرة القائد العام ..
وقف الزمني مبهوراً ، يتأمل ملامح القائد وتمتم دون أن يدري :
- الناصر صلاح الدين ..
ابتسم القائد وقد سمعه ..
- من ؟ الناصر صلاح الدين ..
رحمه الله يا بني .. ليته كان معنا ليشهد هذا اليوم العظيم ..
انتفض جسد الزمني ، وقال متوتراً ..
- وهل قتل الناصر صلاح الدين ..؟ ما الذي حدث ؟ نحن نعلم جيداً أنه سيدخل القدس بعد معركة فاصلة ، ولقد جئت أحذره من خطر سيأتي بعده .. ستضيع القدس يا سادة ، ستسقط مرة أخرى في يد الصليبيين واليهود .. ستضيع جهودكم للأسف ..
قالها وسقط أرضاً وهو لا يقوى على الوقوف ، لكن القائد مد له يده ، قائلاً بصوت صارم :
- قف أيها الرجل وتمالك نفسك ، فقد انتهى عصر صلاح الدين منذ أبد بعيد ، وما نحن إلا جيش آخر من جيوش المسلمين . .. ولن تضيع القدس مرة أخرى .. أتفهم .. لن تضيع القدس مرة أخرى ..
وهنا .. تنبه الزمني إلى أشياء لم ينتبه لها منذ أول مرة ..
هؤلاء الفرسان يرتدون الساعات اليدوية ، ويعلقون ساعة كبيرة في وسط الخيمة ... الأحذية مصنوعة من الجلد المتقن البراق ، والملابس مطرزة بأحدث الوسائل ..
ما الذي يحدث بالضبط ؟
وهنا سأل الزمني سؤاله الذي ينتظر جوابه بفارغ الصبر ..
- في أي عام نحن يا سيدي ..
وعندما سمع الجواب صرخ بصوت متحشرج ..
- أرجوك يا الهي .. لا أريد أن أستيقظ ... أبقني في هذا الزمن الجميل ..
******
أبريل 2009
هشام عزاس
20-04-2009, 07:52 PM
القاص المبدع / أحمد عيسى
مزيج جميل بين الخيال و معتقداتنا التي نؤمن بها و نعرف يقينا أنها ستتحققُ في زمن ما قادم , زمن تعود فيه الأمور إلى نصابها و تعلو فيه راية النصر و الحق .
و رمزية رائعة في اسم البطل نفسه , توحي أن الزمن كفيل بمعالجة الأوضاع الراهنة و استعادة مجدنا الضائع و حقنا المسلوب .
و بالفعل دوما يسبق الحلم الواقع , و حلمنا مشروع و قابل للتجسيد , و ما هو برؤى نستجديها , بل هو واقع إن لم نعشه نحن فسيعيشه أبناءنا أو أحفادنا و سترفرف الرايات الخضر و هذا يقين .
قصة نسجتها بأسلوب جميل , جسدتَ فيها المكان و تلاعبت فيها بالزمان فأتت على غير العادة .
راقتني كثيرا أيها المبدع الفنان .
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام
مصطفى الشيمي
20-04-2009, 09:45 PM
القصة جميلة جدًا
وهذا القالب يخلق مئات الأفكار لدى القاريء - بالنسبة لي على الأقل :)
كما أن النهاية التفاؤلية هنا جميلة ، ونحتاج تذكرها كثيرًا في هذا الزمن ، وهذا اليأس .
حسام القاضي
20-04-2009, 09:58 PM
أخي الفاضل الأديب /أحمد عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة رائعة بدأتها مباشرة بلا مقدمة
تابعتها بترقب متوقعاً أنها ستقودنا بالفعل إلى صلاح الدين
ولكنك قدتنا إلى ربما الأفضل
إلى المستقبل حين تعود للعرب هيبتهم بنظرة إلى الأمام
وليس كما تعودنا دائماً بالنظر للخف فقط وكأن ما مضى
لن يأتي مثله ابداً ..
استمتعت برحلت الفريدة عبر آلة الزمن حيث رأيت فيها نوعاً من التفاؤل المطلوب والمحبب
كما كان ختامك للعمل رائعاً وفي محله
تقبل تقديري واحترامي
ابراهيم السكوري
23-04-2009, 10:13 PM
سلام الله أيها العزيز أحمد .
ذكرتني كثيرا برواية " عمر يظهر في القدس " لنجيب الكيلاني لا شك قرات هذة الرائعة.
قصتك مليئة بالدلالات و العبر ..
ماضينا أحيانا عبء علينا لأن رجاله فوق العادة .. فمن يا ترى يلد أمثالهم ؟؟؟
غصت معك في هذا العالم الجميل ،
و يكفيك أن الأستاذ حسام رضي بنهاية القصة لأنه دقيق الملاحظة و ناقد رائع.
هنيئا لك .
كل التقدير
أحمد عيسى
26-04-2009, 12:43 PM
القاص المبدع / أحمد عيسى
مزيج جميل بين الخيال و معتقداتنا التي نؤمن بها و نعرف يقينا أنها ستتحققُ في زمن ما قادم , زمن تعود فيه الأمور إلى نصابها و تعلو فيه راية النصر و الحق .
و رمزية رائعة في اسم البطل نفسه , توحي أن الزمن كفيل بمعالجة الأوضاع الراهنة و استعادة مجدنا الضائع و حقنا المسلوب .
و بالفعل دوما يسبق الحلم الواقع , و حلمنا مشروع و قابل للتجسيد , و ما هو برؤى نستجديها , بل هو واقع إن لم نعشه نحن فسيعيشه أبناءنا أو أحفادنا و سترفرف الرايات الخضر و هذا يقين .
قصة نسجتها بأسلوب جميل , جسدتَ فيها المكان و تلاعبت فيها بالزمان فأتت على غير العادة .
راقتني كثيرا أيها المبدع الفنان .
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام
الأخ الأستاذ الأديب : هشام دوما لك السبق في المرور اللطيف والكلام الرقيق أشكرك لمرورك الذي أسعدني ورأيك الذي يهمني ..نعم أخي هشام تلك حقيقة قرآنية نثق بها ولا ضير أبداً أن نحلم بها .. بشرط أن نعمل لها ..دمت دوماً بألق ..
عماد أمين
30-04-2009, 04:20 PM
السلام عليكم أخي أحمد
ورحمة الله وبركاته.
أسلوب جميل ورمزية رائعة قدمتَ بهما عملا متقنا من كل الجوانب.
تستحق بهذه القصة لقب أديب.
صدقني قرأتُها يوم كتبتها ولكني ما رددت لسبب واحد ...
حتى أعيد قراءتها.
زمن نتوق إليه جميعا
نسأل الله إن كتب لنا الحياة فيه أن نكون من هؤلاء الجند الذين همهم الوحيد
إعادة الأقصى إلى الإسلام والمسلمين.
مودتي وتقديري
أحمد جمعة
08-05-2009, 04:37 PM
الصديق العزيز ( أحمد عيسى )
ما زلت كما عهدتك دوما ، في سلاسة ألفاظك وطرحك الجميل لأفكارك حين تمزج ما بين الماضي والحاضر مستشرفا لرؤى المستقبل . أفخر بصداقتك . و ..... بقرابتك أيضا ( دعني أكشف هذا السر !!)
قرأت القصة مسبقا . وسعدت جدا بوجودها هنا .
دمت بود صديقي
أحمد عيسى
16-05-2009, 01:06 AM
القصة جميلة جدًا
وهذا القالب يخلق مئات الأفكار لدى القاريء - بالنسبة لي على الأقل :)
كما أن النهاية التفاؤلية هنا جميلة ، ونحتاج تذكرها كثيرًا في هذا الزمن ، وهذا اليأس .
الأستاذ الفاضل : مصطفى الشيمي ..
سررت لمرورك أها الأخ الكريم ..
تحيتي على الدوام ..
كن بخير
أحمد عيسى
19-06-2009, 06:32 PM
أخي الفاضل الأديب /أحمد عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة رائعة بدأتها مباشرة بلا مقدمة
تابعتها بترقب متوقعاً أنها ستقودنا بالفعل إلى صلاح الدين
ولكنك قدتنا إلى ربما الأفضل
إلى المستقبل حين تعود للعرب هيبتهم بنظرة إلى الأمام
وليس كما تعودنا دائماً بالنظر للخف فقط وكأن ما مضى
لن يأتي مثله ابداً ..
استمتعت برحلت الفريدة عبر آلة الزمن حيث رأيت فيها نوعاً من التفاؤل المطلوب والمحبب
كما كان ختامك للعمل رائعاً وفي محله
تقبل تقديري واحترامي
الأستاذ الكبير : حسام القاضي
رأي أستاذ كبير مثلك لا يمر هكذا مرور الكرام
حقاً أسعدتني بتواجدك هنا ، وكلي فخر أن نالت قصة لي استحسانك
كن بخير دائماً ..
سعيدة الهاشمي
20-06-2009, 12:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المبدع أحمد عيسى،
ماذا فعلت بنا، أحييتنا وأمددتنا بشحنات قوية من أمل دافق منعش، أحببت هذا التنقل وهذا السفر بين الأزمنة
عبرت الماضي الجميل الزاهر الحافل تاريخه بالأمجاد والانتصارات وزحفت بفرسانه إلى الحاضر تم تخطيته
نحو أسوار المستقبل مستبشرا ومستشرفا لما سيكون، هكذا أحب أن تكون الرؤى المستقبلية بعيدة عن الظلام
والتأسف والشعور بالهزيمة، رؤى تدب في أوصال القارئ بسمة أمل.
قصة راقية ربطت الماضي بالحاضر بالمستقبل تخبرنا أن الماضي الزاهر لن يموت بل ربما القادم أحسن
بكثير وأن الوضع الراهن مهما طال أمده فهو لزوال.
دمت بإبداع أخي أحمد.
احترامي وتقديري.
مصلح أبو حسنين
21-06-2009, 02:28 PM
مسافر قلمك عبر الزمن يا أحمد
في سفر مبارك
عبر التخيلات نعيش نبحث عن مجد خالد
عن تاريخ عظيم
عل الله يأتي بما يشفي الغليل
دمت بقصك الممتع
وسردك الجميل
تحياتي وتقديري
وائل راشد
22-06-2009, 12:58 AM
اسلوبك جميل ..وجاءت فكرتك لتميز ما كتبت فالفكرة رائعة
اسجل اعجابي بما قرأت
أحمد عيسى
24-06-2009, 03:29 PM
سلام الله أيها العزيز أحمد .
ذكرتني كثيرا برواية " عمر يظهر في القدس " لنجيب الكيلاني لا شك قرات هذة الرائعة.
قصتك مليئة بالدلالات و العبر ..
ماضينا أحيانا عبء علينا لأن رجاله فوق العادة .. فمن يا ترى يلد أمثالهم ؟؟؟
غصت معك في هذا العالم الجميل ،
و يكفيك أن الأستاذ حسام رضي بنهاية القصة لأنه دقيق الملاحظة و ناقد رائع.
هنيئا لك .
كل التقدير
الأستاذ القدير ابراهيم السكوري
مرورك تشريف أيها الفاضل ، ولي الفخر أن تذكرك قصة لي برواية عملاق الرواية العربية نجيب الكيلاني ..
أشكرك كثيراً
دمت بكل الود
أحمد عيسى
06-11-2009, 11:07 PM
السلام عليكم أخي أحمد
ورحمة الله وبركاته.
أسلوب جميل ورمزية رائعة قدمتَ بهما عملا متقنا من كل الجوانب.
تستحق بهذه القصة لقب أديب.
صدقني قرأتُها يوم كتبتها ولكني ما رددت لسبب واحد ...
حتى أعيد قراءتها.
زمن نتوق إليه جميعا
نسأل الله إن كتب لنا الحياة فيه أن نكون من هؤلاء الجند الذين همهم الوحيد
إعادة الأقصى إلى الإسلام والمسلمين.
مودتي وتقديري
الأستاذ : عماد أمين
أشكرك لمرورك الرقيق
ندعو الله جميعاً أن نعيش نرى جيوش المسلمين على عتبات بيت المقدس ..
ربما ينال هذا الحظ أبناءنا أو أحفادنا ..
تحيتي يا طيب
أحمد عيسى
17-05-2010, 03:18 PM
الصديق العزيز ( أحمد عيسى )
ما زلت كما عهدتك دوما ، في سلاسة ألفاظك وطرحك الجميل لأفكارك حين تمزج ما بين الماضي والحاضر مستشرفا لرؤى المستقبل . أفخر بصداقتك . و ..... بقرابتك أيضا ( دعني أكشف هذا السر !!)
قرأت القصة مسبقا . وسعدت جدا بوجودها هنا .
دمت بود صديقي
صديقي أحمد
أنا كذلك أفخر بالأمرين ويسعدني تواجدك هنا أيضاً ..
أشكرك لأنك استجبت لدعوتي وأنتظر عودة تفاعلك معنا مرة أخرى
تحية وتقدير
محمد ذيب سليمان
18-05-2010, 04:18 PM
بها من العبر ما يكفي ليعيد لنا نحن الفقراء الى أمل نراه يتبدد
نعم عصر صلاح الدين قادم وهذا ماتبشرنا به قصتك الجميلة
إن كنا ضعفاء فالزمن كفيل بايقاظ صلاح آخريرد الضي
و يعيد الكرامة التي تلاشت حد الإنتهاء
دمت مبدعا
د. سمير العمري
03-10-2010, 09:54 PM
نص ركب صهوة الخيال وأدار عجلة الزمن يستشرف حلم الكثير بمستقبل مشرق يعيد أمجاد الماضي. ولعل السردية هنا كانت موفقة ومعبرة عن حالة التوتر والشوق ولكن رأيت أنها كانت بحاجة لبعض التكثيف والتمحور حول الفكرة حين الوصف ، والبداية بالحديث عن آلة الزمن وتجربته وغير ذلك لم تكن ضرورية وأراها أضعفت انطلاقة النص لكنه انتهى بقوة بعد أن ساق أسرى الألم إلى جنود الأمل في تصاعد درامي جميل وخاتمة لم تخل من جودة رسمتها خاصية مخالفة التوقع.
النص لغة جميل ولكن استوقفني بعض أخطاء لغوية عابرة وافتقدت هنا بشدة علامات الترقيم لأهميتها في توضيح المعاني والتعبير عن المشاعر المصاحبة.
دمت بخير!
تحياتي
أحمد عيسى
08-05-2013, 09:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المبدع أحمد عيسى،
ماذا فعلت بنا، أحييتنا وأمددتنا بشحنات قوية من أمل دافق منعش، أحببت هذا التنقل وهذا السفر بين الأزمنة
عبرت الماضي الجميل الزاهر الحافل تاريخه بالأمجاد والانتصارات وزحفت بفرسانه إلى الحاضر تم تخطيته
نحو أسوار المستقبل مستبشرا ومستشرفا لما سيكون، هكذا أحب أن تكون الرؤى المستقبلية بعيدة عن الظلام
والتأسف والشعور بالهزيمة، رؤى تدب في أوصال القارئ بسمة أمل.
قصة راقية ربطت الماضي بالحاضر بالمستقبل تخبرنا أن الماضي الزاهر لن يموت بل ربما القادم أحسن
بكثير وأن الوضع الراهن مهما طال أمده فهو لزوال.
دمت بإبداع أخي أحمد.
احترامي وتقديري.
الأخت الفاضلة : سعيدة الهاشمي
هي لحظة ستأتي لا محالة
وهو وعد الله والله لا يخلف وعده أبدا
مهما ضعفت الأمة وساء حالها
تقبلي مودتي
أحمد عيسى
08-05-2013, 09:25 AM
مسافر قلمك عبر الزمن يا أحمد
في سفر مبارك
عبر التخيلات نعيش نبحث عن مجد خالد
عن تاريخ عظيم
عل الله يأتي بما يشفي الغليل
دمت بقصك الممتع
وسردك الجميل
تحياتي وتقديري
الصديق الأديب الجميل : مفلح أبو حسنين
أتوق لسفرات أخرى عبر الزمن ، لكني يا صديقي أخشى أن أجد ما لا يسرني
لهذا اكتفيت بنهاية جميلة كنهاية هذه القصة
تقديري
أحمد عيسى
08-05-2013, 09:26 AM
اسلوبك جميل ..وجاءت فكرتك لتميز ما كتبت فالفكرة رائعة
اسجل اعجابي بما قرأت
الأستاذ وائل راشد
الأجمل هو وجودك واهتمامك
شكراً لك أيها الأصيل
أحمد عيسى
08-05-2013, 09:28 AM
بها من العبر ما يكفي ليعيد لنا نحن الفقراء الى أمل نراه يتبدد
نعم عصر صلاح الدين قادم وهذا ماتبشرنا به قصتك الجميلة
إن كنا ضعفاء فالزمن كفيل بايقاظ صلاح آخريرد الضي
و يعيد الكرامة التي تلاشت حد الإنتهاء
دمت مبدعا
الأديب القدير : محمد ذيب سليمان
لو كنت قد كتبت قصتي هذه الأيام ، مع ما يحصل في سوريا وبورما وضعفنا وهواننا ربما لما جاءت النهاية نفسها
لكني أثق أن اشتداد الظلم يعني اقتراب الأمل ، وظلمة الليل تعني اقتراب الفجر ، وثقتنا بالله لا تتزحزح
تقديري أستاذي
أحمد عيسى
08-05-2013, 09:31 AM
نص ركب صهوة الخيال وأدار عجلة الزمن يستشرف حلم الكثير بمستقبل مشرق يعيد أمجاد الماضي. ولعل السردية هنا كانت موفقة ومعبرة عن حالة التوتر والشوق ولكن رأيت أنها كانت بحاجة لبعض التكثيف والتمحور حول الفكرة حين الوصف ، والبداية بالحديث عن آلة الزمن وتجربته وغير ذلك لم تكن ضرورية وأراها أضعفت انطلاقة النص لكنه انتهى بقوة بعد أن ساق أسرى الألم إلى جنود الأمل في تصاعد درامي جميل وخاتمة لم تخل من جودة رسمتها خاصية مخالفة التوقع.
النص لغة جميل ولكن استوقفني بعض أخطاء لغوية عابرة وافتقدت هنا بشدة علامات الترقيم لأهميتها في توضيح المعاني والتعبير عن المشاعر المصاحبة.
دمت بخير!
تحياتي
أمير الواحة : د.سمير العمري
صهوة الخيال هي وحدها التي تعطينا امكانية الحلم ، كيفما نشاء ..
شهادة أعتز بها من أديب عملاق بحجمك شعراً وقصاً
أما العجلة فانها تلازمني كثيراً في النص وعذراً مع وعد بالدقة أكثر ..
كن بخير أستاذي
نداء غريب صبري
30-05-2013, 11:36 PM
أحب قراءة قصص أخي
فيها جمال في الفكرة ومهارة في السرد تمتعني جدا
وموضوعك في كل مرة مؤثر وجميل
شكرا لك اخي أحمد عيسى
بوركت
كاملة بدارنه
06-06-2013, 11:54 AM
وعندما سمع الجواب صرخ بصوت متحشرج ..
- أرجوك يا الهي .. لا أريد أن أستيقظ ... أبقني في هذا الزمن الجميل ..
صعوبة الزّمن وقسوته شطحت بالفكر صوب الماضي بدلالته الإيجابيّة الزّاخرة بالنّصر والأمل
سرد شائق ونهاية موفقة
بوركت
تقديري وتحيتي
( أدهمَ - وعيناه)
محمد الشرادي
06-06-2013, 12:07 PM
زمن صلاح الدين ..
هي تجربته رقم ... لم يعد يذكر ..
لكن الأمر أصبح عنده كالعادة .. إدمان أن يجرب كل يوم شيئاً جديداً وزمناً آخر غير زمنه الذي تهاوت فيه القيم وضاعت العروبة وسقطت القدس ..
اليوم عندما ركب آلته الزمنية كان يعرف أن شيئاً مختلفاً ، شيئاً خاصاً ، سيواكب رحلاته الزمنية هذه .. ستكون رحلة بمذاق خاص ..
انتهت الدوائر الملونة التي تتطاير حوله ، وتوقفت الآلة عن الدوران قبل أن تقذفه بعنف إلى الخارج وهي تعود إلى الدوران حول نفسها بسرعة جنونية ..
أصبح الآن في صحراء جرداء ، لا يرى أمامه أي مدنية أو حضارة ، ولكأن الزمن ألقى به مئات الأعوام إلى الخلف ..
من بعيد لاح له مخيم ، ومن بعيد أيضاً ظهرت سحابة من الغبار خرج منها فارس عربي يركب جواداً أدهماً ويحمل سيفاً تشرق عليه أشعة الشمس وتنعكس بألف لون ..
كالمسحور وقف يترقب الفارس ، مبهوراً ، مأخوذ الأنفاس ... يا له من زمن جميل .. وأي زمن ..
من خلف الفارس ظهر فرسان آخرون ... أحاطوا جميعهم بالزمني وكبلوا أيديه قبل أن يضعوه خلف أحدهم على جواده بينما يتقدمهم قائدهم الفارس الأول بجواده الأدهم ..
ولم ينبس الزمني ببنت شفة وهو يراقب السيوف البراقة والحرملات الحمراء والخوذات الفضية التي تغطي الوجه إلا العينين والفم ..
وفي أعمق أعماقه تمنى رؤيته .. وتمتم بصوت مسموع :
- أريد أن أراه .. يجب أن أحذره مما سيحدث بعده ..
قال الفارس :
- ماذا تقول أيها الدخيل ؟
فقال الزمني :
- أريد أن أرى قائدكم .. يجب أن أحذره من خطر قادم ..
ابتسم الفارس ابتسامة خفيفة تلاشت بسرعة ، ثم انطلق مسرعاً أكثر بجواده والمخيم يبدو لهم واضحاً .. الرايات الخضراء ترتفع عالية مدوية في كل مكان ، والجنود ينتشرون يتدربون وينظمون الصفوف ..
لكن شيئاً بدا من خلف المخيم من بعيد ، جعل الزمني في حالة من الذهول المطبق .. حالة من العجز حتى أن قلبه كاد أن يتوقف عن الخفقان ..
هذه المئذنة .. هذه الأسوار ... هذه الطرق التي تبدو من بعيد ...
إنها القدس ... انه المسجد الأقصى على بعد حجر ... إنهم على أبواب القدس ..
ولم يعد الزمني يتمالك نفسه ... صرخ بكل قوته ..
- أريد أن أراه .. أريد مقابلة قائدكم ..
أنزله الفرسان بسرعة ، وضعوه في خيمة وفكوا وثاقه ، قدموا له الشراب والطعام ، ثم أجلسوه ليستريح ..
ساعات مضت .. ساعات من الانتظار الطويل ..
ثم جاء ..
فارس طويل ، له هيبة عظيمة .. لحيته البيضاء تضفي عليه وقاراً وحكمة ، وعينيه يشع منهما حزم يتجاوز كل وصف ..
اعتدل الجنود في صفين أمامه يؤدون التحية العسكرية حتى دلف إلى خيمة الزمني ..
- قف أيها الغريب فأنت في حضرة القائد العام ..
وقف الزمني مبهوراً ، يتأمل ملامح القائد وتمتم دون أن يدري :
- الناصر صلاح الدين ..
ابتسم القائد وقد سمعه ..
- من ؟ الناصر صلاح الدين ..
رحمه الله يا بني .. ليته كان معنا ليشهد هذا اليوم العظيم ..
انتفض جسد الزمني ، وقال متوتراً ..
- وهل قتل الناصر صلاح الدين ..؟ ما الذي حدث ؟ نحن نعلم جيداً أنه سيدخل القدس بعد معركة فاصلة ، ولقد جئت أحذره من خطر سيأتي بعده .. ستضيع القدس يا سادة ، ستسقط مرة أخرى في يد الصليبيين واليهود .. ستضيع جهودكم للأسف ..
قالها وسقط أرضاً وهو لا يقوى على الوقوف ، لكن القائد مد له يده ، قائلاً بصوت صارم :
- قف أيها الرجل وتمالك نفسك ، فقد انتهى عصر صلاح الدين منذ أبد بعيد ، وما نحن إلا جيش آخر من جيوش المسلمين . .. ولن تضيع القدس مرة أخرى .. أتفهم .. لن تضيع القدس مرة أخرى ..
وهنا .. تنبه الزمني إلى أشياء لم ينتبه لها منذ أول مرة ..
هؤلاء الفرسان يرتدون الساعات اليدوية ، ويعلقون ساعة كبيرة في وسط الخيمة ... الأحذية مصنوعة من الجلد المتقن البراق ، والملابس مطرزة بأحدث الوسائل ..
ما الذي يحدث بالضبط ؟
وهنا سأل الزمني سؤاله الذي ينتظر جوابه بفارغ الصبر ..
- في أي عام نحن يا سيدي ..
وعندما سمع الجواب صرخ بصوت متحشرج ..
- أرجوك يا الهي .. لا أريد أن أستيقظ ... أبقني في هذا الزمن الجميل ..
******
أبريل 2009
آه يا أخي
لله در قلمك.
أوجعتني... أبكيتني ما أضيع فلسطين في مأدبة اللئام.
تحياتي
ناديه محمد الجابي
12-02-2022, 05:25 PM
ليس بأمجاد الماضي وانتصاراته فقط نحيا ولكننا سنعود إلى سالف عهدنا،
وستكون لنا يقظة وصَحْوة نعود بها إلى منهج الله وإلى طريقه المستقيم، وعندها ستكون لنا
الغَلبة والقوة، وستعود لنا الكَرَّة على اليهود.
نعيش على أمل أن تنصلح أحوالنا، ونعود إلى ساحة ربنا، وعندها سينجز لنا ما وعدنا من دخول المسجد الأقصى،
وتكون لنا الكرّة الأخيرة عليهم، سيتحقق لنا هذا عندما ندخل معهم معركة على أسس إسلامية وإيمانية،
لا على عروبة وعصبية سياسية، لتعود لنا صِفَة العباد، ونكون أَهْلاً لِنُصْرة الله تعالى.
قصة جميلة الفكرة تحمل الأمل والتفاؤل فشكرا لقلمك وفكرك ولك تحياتي.
:os::os:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir