تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من وحي شطحات على الطريق



أحمد الرشيدي
21-04-2009, 07:56 PM
محاولة من وحي مئوية شاعر الكويت الكبير أحمد العَدواني ( شطحات على الطريق )

هاتِ اسقِنِيها لستَ مِنْ أنْصاري = إِنْ لَمْ تكن للبوحِ مثلَ النارِ
هيَ فيْضُ مَنْ ؟! ألقلبُ دافقُ حبرِها = نَزْفاً ، وذاك العزفُ للأَشْعارِ
يا مَنْ إذا لَمَسَ اليراعَ تفتَّحتْ = كلماتُه ورْداً على الأسْفارِ
يا مَنْ إذا هَمَسَ البيانَ تعنْدَلتْ = نبراتُهُ دلا على الأوتارِ
يا مَنٍْ إذا نصَّ الجنانَ تقنَّصتْ = خطراتُهُ مُسْتَنْفرَ الأفكارِ
أعرفتَني أمْ طولُ عهدِكَ مُنكري = إنَّ الفراق مظِنَّةُ الإنكارِ
إني بليغُ الصَّمتِ قد طوَّعتُهُ = فقصائدي أُنْشودةُ الإضمارِ
أنا عاشقٌ ،ألبوحُ طرْفُ لسانِهِ = جذْبَ الحياءِ وقلبِهِ المهْذارِ
أنا عاشقٌ ليلاهُ مَحْجِرُ عينِهِ = قَرُبَتْ ، ولمْ أرَ لمْحةَ الإبصارِ
ورأيتُ أسرابَ الهمومِ تُطيفُ بي = - عجلى جموعُ جوالبِ الأكدارِ-
دافعتُها ، فرأيتُ بين جموعِها = حتفي بطعنةِ فاتكِ الأشْفارِ
يا مَنْ تجلَّى العيدُ في نظَراتِهِ = جذْلانَ يرْسُمُ فرحةَ الأزهارِ
يا مَنْ تجلَّى السِّحرُ في همساتِهِ = نشوانَ يحْكي صادحَ الأنهارِ
عاتَبْتَني ، فأَبادَ عتْبُكَ في فمي = أُمَماً مِنَ الأعذارِ والأعْذارِ
إنّي أسيفُ القلبِ ؛ قدْ عاينتَهُ = هل أنتَ بالحُمَمِ الدَّفينةِ داري ؟!
عزََّ التماسُ العذْرِ لي ، وإخالُهُ = ينوي نوىً ويلي مِنَ الإقْصارِ
لا تُسْرِفَنْ ، بيني وبينَكَ ذمّةٌ = ما أجدرَ العبراتِ بالتَّذكارِ!!
تاللهِ ما باح المحبُّ ولا شكا = في صدرهِ مَيْتٌ مِنَ الأسرارِ
باللهِ ما لكَ لا تجودُ بأحرفٍ = في طيّها نفحٌ من الأعطارِ
وعَلِقْتُهُ كالبدرِ أسفرَ باسماً = كالفجرِ، بلْ كصحائفِ الأبرارِ
أَكْرمْ بها عربيّةً عربيةً = سُقِيَتْ لُبانَ الطّهر بالأسحارِ!!
آباؤُها شُمُّ الأنوفِ أماجدٌ = صِيدٌ ملاذُ العزِّ للأحرار
نَسْلُ الأُلى هُرِعوا غداةَ كريهةٍ = كابنِ الشَّرى المُتَجَهِّمِ المِغوارِ
آياتُ مَجْدِهِمُ حديثُ مُعَنْعِنٍ = حنقَ البخيلِ ولطْمةَ الأغمارِ
قومٌ إذا نابَ الزّمانُ رأيتَهمْ = يَطْوون عند مواقدِ الأقمارِ
أمُّوا النجومَ وقد توهجَ ضوءُهم = فهمُ الشموسُ تلوحُ في الأطمار
سِيَّانِ مِنْهُ : عَسيرهُ ، ويَسيرُهُ = في جنَّتِيْهِ ، ونعمَ عُقْبى الدَّارِ
قد ضاق مدحي عن مداكَ ولَمْ أَصِلْ = بابَ الكرامِ ، فلُذْتُ بالأستار
للهِ درُّ الطّاهرينَ صبابةً = عشِقوا بقلبٍ طاهرِ الأوطار!!
مُتَعَفِّفٌ ، متكتمُ ، متصبرٌ = أهواهُ تحتَ سواطعِ الأنوارِ
واحيْرةَ الصَّبِّ الذي عاتَبْتَهُ = سَبَقَتْ إليهِ مخالبُ الأقدارِ!!
أنا طائرٌ أَعْياهُ خَفْقُ جناحِهِ = بينَ القِفارِ ولَفْحَةِ الإعصار
ما زلتُ أَجْتازُ المسالِكَ عَسْرَةً = - يُمْنى السَّبيلِ كثيرةُ الأوعارِ-
لا لنْ أحِيدَ عنِ السَّبيلِ وإن غدا = درْبُ الغَرورِ يسُحُّ بالأمطارِ
سَفَرَ النَّهارُ فكلُّ مَنْ نامَ الضُّحى = وأرادَ أنْ يرعى مع التُّجَّارِ،
هَتَكَ السِّتارَ عنِ الكرامةِ لاهثاً = خلْفَ العبيدِ مُضَيِّعي الأمصارِ
أَوْدى بهِ كعْبُ النِّسا ، وأَذَلَّهُ = حِرْصٌ يرومُ مَراشِفَ ( السِّيجارِ )
قالتْ له الأشْبارُ : إنَّكَ سامِقٌ = طَوْدٌ ، فصدَّقَ قوْلةَ الأشْبارِ
ويَبيتُ يَجْْمَعُ مَكْرَهُ ، ويَظنُّهُ = كَسْباً ، وتعْساً حِيلةَ المكَّارِ
مَنْ يَتْبَعِ الدِّينارَ يَسْمَعْ لحْنَها = فرنينُها مِنْ جَوْقَةِ الدِّينارِ
فإليكَ عنْ صَحْبِ اليَسارِ ، فإنَّما = صَحْبُ اليَسارِ طوالِعُ الإعْسارِ
ولقد رضيتُ بأنْ أكونَ مُغَيَّباً = حيثُ الخَنا ودناءةُ الأوكارِ
ولقد رضيتُ بأنْ يُقالَ : مُلَقِّنٌ = لا ضيْرَ مِنْ سُقْيا أبي الخَطَّارِ*
أُفٍّ لأقْلامٍ سَقَى أوْراقََها = حِبْرُ التَّحَذْلُقِ بَيِّنَ الآثارِ
أَنَّى أَسِرْ أَجِدِ العُواءَ بِمسْمعِي = وعلى المَدى روْضٌ مِنَ الأقذارِ
أَوَّاهُ مِنْ عقلي وقلبي ، حَيْرَةٌ = وتَحَسُّرٌ حتَّامَ يا سُمَّاري ؟!
أَهواجِسي ، أَنْفاسُكُنَّ طويلَةٌ = وذَوائِعي مَرْصودَةُ الأنظارِ
إنَّ المِدادَ دعا الفؤادَ ، وطالما = خَشِيَ الرَّشِيدُ وِشايَةَ الأحبارِ
دعْ ذا ، ومُدَّ يدَ الرَّجاءِ بأوْبَةٍ = فالغوثُ غوثُ الواحدِ الغفَّارِ
يا ربِّ أَتْعبتِ الحياةُ رواحلي = فامنُنْ عليَّ بِمِيتَةِ الأخْيارِ


* أبو الخطار : جني ذكر بعض العلماء أنه كان ملهم قيس بن الخطيم الشاعر الجاهلي ، وكنت قد درستُ شعره ، وفكرة تلقي الشعراء عن الجن شائعة ذائعة

محسن شاهين المناور
21-04-2009, 10:08 PM
الشاعر الجميل أحمد الرشيدي
قصيدة جميلة بديعة سامقة بشاعرها
ومعانيها السامية عنوانها التجربة والحكمة
والإقتداء بالفضيلة والإبتعاد عن المغريات
أسأل الله الكريم أن يلبسك ثوب العافية
ويحميك من كل مكروه .
دمت بكل الخير


للتثبيت تقديرا

حازم محمد البحيصي
21-04-2009, 11:23 PM
الشاعر الجميل أحمد الرشيدي
قصيدة جميلة بحق بديعة حلقت على افق الغمام بلغتها وشِعرها
تحيتى لك

الطنطاوي الحسيني
22-04-2009, 11:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرشيدي الجميل
لغة رائعة وتصوير رائع وقصد أروع
ما شاء الله عليك يارشيدي
تغيب وتأتي بالمدهش الجديد
حبيبي الجميل احمد الرشيدي شعر رائع وجميل من شاعر جميل متمكن
دمت بإبداعك وجمال روحك

أحمد الرشيدي
24-04-2009, 06:56 PM
الشاعر الجميل أحمد الرشيدي
قصيدة جميلة بديعة سامقة بشاعرها
ومعانيها السامية عنوانها التجربة والحكمة
والإقتداء بالفضيلة والإبتعاد عن المغريات
أسأل الله الكريم أن يلبسك ثوب العافية
ويحميك من كل مكروه .
دمت بكل الخير


للتثبيت تقديرا


القدير الأستاذ محسن شاهين المناور

إن الجمال ليتجلى حقا في ردك الكريم الذي اختزل دماثة الفضلاء وبيان الأدباء ، فكانت كلماتك قليل عددها ، عظيم وقعها في نفسي ، وإن ما تفضلت به من وصف ما كان ليُرى لولا أنك وجدتَ فيما كتبتُ كثيرا مما فيك بلاغة قول ، وسماحة نفس ، حصافة فكر ، ونقاء قلب ..

وأما تكرمك بتنسيق المحاولة ، فأني أجد حروفي أفقر من أن تقوم ببعض حقك الواجب علي - أيها المفضال الكريم - أسأل الله أن يجزيك عني خير الجزاء وأوفاه .

ثبتك الله على ما يرضيه عنك

أحمد الرشيدي
24-04-2009, 10:49 PM
الشاعر الجميل أحمد الرشيدي
قصيدة جميلة بحق بديعة حلقت على افق الغمام بلغتها وشِعرها
تحيتى لك

الشاعر العذب حازم البحيصي

الجمال في روحك التي تغمر كل مكان تغرس فيه حرفا .

سعدتُ بمرورك الغيث ، وليحفظك الله

مجذوب العيد المشراوي
24-04-2009, 10:52 PM
نص جميل جدا ومتوازن من جميع النواحي ..


فقط لم ألقلبُ دافقُ حبرِها ؟

الدكتور ماجد قاروط
28-04-2009, 04:19 PM
أنت نجحت نجاحاً باهراً في التعامل مع أساسات المدرسة الإحيائية ، وهذا الأمر مشكور لك لأنك أحسنت التعامل مع الصورة بصورة جميلة و بارعة

د. سمير العمري
29-04-2009, 02:49 AM
الأديب المبهر أحمد الرشيدي:

عرفتك ناثرا من الطبقة الأولى صاحب حرفة بارعة في الشكل وفي المضمون ، واليوم تدهشني بل تبهرني بهذه القصيدة التي لا يكون لمثلها إلا الصدارة ولكثل قائلها إلا الرفعة والتميز.

أنا طائـرٌ أَعْيـاهُ خَفْـقُ جناحِـهِ
بيـنَ القِفـارِ ولَفْحَـةِ الإعصـار
الله!


ولقد رضيتُ بـأنْ أكـونَ مُغَيَّبـاً
حيـثُ الخَنـا ودنـاءةُ الأوكــارِ
بل أفضل منه أن تغيب عن الخنا ودناءة الأوكار.

ولقد رضيتُ بـأنْ يُقـالَ : مُلَقِّـنٌ
لا ضيْرَ مِنْ سُقْيا أبـي الخَطَّـارِ
هذا شعر لا يعرفه أبو الخطار ولا قبيله ، بل هو من إلهام الرازق القهار.

يا ربِّ أَتْعبـتِ الحيـاةُ رواحلـي
فامنُـنْ علـيَّ بِمِيتَـةِ الأخْـيـارِ
حفظ الله قلبك وأنعم عليك بحسن خاتمة بعد طول عمر وحسن عمل.


وددت لو تشرفت بنفسي بتثبيت هذه الرائعة في حينه ولكن سبقني إليها رب فضل.


أهلا ومرحبا بك دوما في فياء واحة الخير.



تحياتي

حسنية تدركيت
01-05-2009, 06:57 PM
أسأل الله أن يطيل عمرك في طاعته أخي الكريم

أبيات رائعة جدا وجميلة , أكرمك ربي

أحمد الرشيدي
05-05-2009, 05:56 PM
نص جميل جدا ومتوازن من جميع النواحي ..


فقط لم ألقلبُ دافقُ حبرِها ؟

شكرا لك على مرورك الجميل ، ثم لا أعلم .

أحمد الرشيدي
05-05-2009, 06:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرشيدي الجميل
لغة رائعة وتصوير رائع وقصد أروع
ما شاء الله عليك يارشيدي
تغيب وتأتي بالمدهش الجديد
حبيبي الجميل احمد الرشيدي شعر رائع وجميل من شاعر جميل متمكن
دمت بإبداعك وجمال روحك

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

العزيز القريب الأستاذ الطنطاوي الحسيني

سعدتُ بكلماتك العطرة ، ووصفك اللائق بحرفك ، وما الجمال إلا في دماثة خلقك ورائع بيانك .

أخي الأغر - تبارك الله - كيف تنفج الكلمات منك يراعك فراشات وورودا !

دمت بخير وليحفظك الله

أحمد الرشيدي
05-05-2009, 06:23 PM
أنت نجحت نجاحاً باهراً في التعامل مع أساسات المدرسة الإحيائية ، وهذا الأمر مشكور لك لأنك أحسنت التعامل مع الصورة بصورة جميلة و بارعة


الأستاذ الدكتور ماجد قاروط

ردك الكريم تلقيته بكلتا اليدين ، وغرسته في قلبي ليزهر جمالا ومحبة من حروفك الطيبة الرقيقة .

دمت بخير

محمود فرحان حمادي
05-05-2009, 06:45 PM
محاولة من وحي مئوية شاعر الكويت الكبير أحمد العَدواني ( شطحات على الطريق )

هاتِ اسقِنِيها لستَ مِنْ أنْصاري = إِنْ لَمْ تكن للبوحِ مثلَ النارِ
هيَ فيْضُ مَنْ ؟! ألقلبُ دافقُ حبرِها = نَزْفاً ، وذاك العزفُ للأَشْعارِ
يا مَنْ إذا لَمَسَ اليراعَ تفتَّحتْ = كلماتُه ورْداً على الأسْفارِ
يا مَنْ إذا هَمَسَ البيانَ تعنْدَلتْ = نبراتُهُ دلا على الأوتارِ
يا مَنٍْ إذا نصَّ الجنانَ تقنَّصتْ = خطراتُهُ مُسْتَنْفرَ الأفكارِ
أعرفتَني أمْ طولُ عهدِكَ مُنكري = إنَّ الفراق مظِنَّةُ الإنكارِ
إني بليغُ الصَّمتِ قد طوَّعتُهُ = فقصائدي أُنْشودةُ الإضمارِ
أنا عاشقٌ ،ألبوحُ طرْفُ لسانِهِ = جذْبَ الحياءِ وقلبِهِ المهْذارِ
أنا عاشقٌ ليلاهُ مَحْجِرُ عينِهِ = قَرُبَتْ ، ولمْ أرَ لمْحةَ الإبصارِ
ورأيتُ أسرابَ الهمومِ تُطيفُ بي = - عجلى جموعُ جوالبِ الأكدارِ-
دافعتُها ، فرأيتُ بين جموعِها = حتفي بطعنةِ فاتكِ الأشْفارِ
يا مَنْ تجلَّى العيدُ في نظَراتِهِ = جذْلانَ يرْسُمُ فرحةَ الأزهارِ
يا مَنْ تجلَّى السِّحرُ في همساتِهِ = نشوانَ يحْكي صادحَ الأنهارِ
عاتَبْتَني ، فأَبادَ عتْبُكَ في فمي = أُمَماً مِنَ الأعذارِ والأعْذارِ
إنّي أسيفُ القلبِ ؛ قدْ عاينتَهُ = هل أنتَ بالحُمَمِ الدَّفينةِ داري ؟!
عزََّ التماسُ العذْرِ لي ، وإخالُهُ = ينوي نوىً ويلي مِنَ الإقْصارِ
لا تُسْرِفَنْ ، بيني وبينَكَ ذمّةٌ = ما أجدرَ العبراتِ بالتَّذكارِ!!
تاللهِ ما باح المحبُّ ولا شكا = في صدرهِ مَيْتٌ مِنَ الأسرارِ
باللهِ ما لكَ لا تجودُ بأحرفٍ = في طيّها نفحٌ من الأعطارِ
وعَلِقْتُهُ كالبدرِ أسفرَ باسماً = كالفجرِ، بلْ كصحائفِ الأبرارِ
أَكْرمْ بها عربيّةً عربيةً = سُقِيَتْ لُبانَ الطّهر بالأسحارِ!!
آباؤُها شُمُّ الأنوفِ أماجدٌ = صِيدٌ ملاذُ العزِّ للأحرار
نَسْلُ الأُلى هُرِعوا غداةَ كريهةٍ = كابنِ الشَّرى المُتَجَهِّمِ المِغوارِ
آياتُ مَجْدِهِمُ حديثُ مُعَنْعِنٍ = حنقَ البخيلِ ولطْمةَ الأغمارِ
قومٌ إذا نابَ الزّمانُ رأيتَهمْ = يَطْوون عند مواقدِ الأقمارِ
أمُّوا النجومَ وقد توهجَ ضوءُهم = فهمُ الشموسُ تلوحُ في الأطمار
سِيَّانِ مِنْهُ : عَسيرهُ ، ويَسيرُهُ = في جنَّتِيْهِ ، ونعمَ عُقْبى الدَّارِ
قد ضاق مدحي عن مداكَ ولَمْ أَصِلْ = بابَ الكرامِ ، فلُذْتُ بالأستار
للهِ درُّ الطّاهرينَ صبابةً = عشِقوا بقلبٍ طاهرِ الأوطار!!
مُتَعَفِّفٌ ، متكتمُ ، متصبرٌ = أهواهُ تحتَ سواطعِ الأنوارِ
واحيْرةَ الصَّبِّ الذي عاتَبْتَهُ = سَبَقَتْ إليهِ مخالبُ الأقدارِ!!
أنا طائرٌ أَعْياهُ خَفْقُ جناحِهِ = بينَ القِفارِ ولَفْحَةِ الإعصار
ما زلتُ أَجْتازُ المسالِكَ عَسْرَةً = - يُمْنى السَّبيلِ كثيرةُ الأوعارِ-
لا لنْ أحِيدَ عنِ السَّبيلِ وإن غدا = درْبُ الغَرورِ يسُحُّ بالأمطارِ
سَفَرَ النَّهارُ فكلُّ مَنْ نامَ الضُّحى = وأرادَ أنْ يرعى مع التُّجَّارِ،
هَتَكَ السِّتارَ عنِ الكرامةِ لاهثاً = خلْفَ العبيدِ مُضَيِّعي الأمصارِ
أَوْدى بهِ كعْبُ النِّسا ، وأَذَلَّهُ = حِرْصٌ يرومُ مَراشِفَ ( السِّيجارِ )
قالتْ له الأشْبارُ : إنَّكَ سامِقٌ = طَوْدٌ ، فصدَّقَ قوْلةَ الأشْبارِ
ويَبيتُ يَجْْمَعُ مَكْرَهُ ، ويَظنُّهُ = كَسْباً ، وتعْساً حِيلةَ المكَّارِ
مَنْ يَتْبَعِ الدِّينارَ يَسْمَعْ لحْنَها = فرنينُها مِنْ جَوْقَةِ الدِّينارِ
فإليكَ عنْ صَحْبِ اليَسارِ ، فإنَّما = صَحْبُ اليَسارِ طوالِعُ الإعْسارِ
ولقد رضيتُ بأنْ أكونَ مُغَيَّباً = حيثُ الخَنا ودناءةُ الأوكارِ
ولقد رضيتُ بأنْ يُقالَ : مُلَقِّنٌ = لا ضيْرَ مِنْ سُقْيا أبي الخَطَّارِ*
أُفٍّ لأقْلامٍ سَقَى أوْراقََها = حِبْرُ التَّحَذْلُقِ بَيِّنَ الآثارِ
أَنَّى أَسِرْ أَجِدِ العُواءَ بِمسْمعِي = وعلى المَدى روْضٌ مِنَ الأقذارِ
أَوَّاهُ مِنْ عقلي وقلبي ، حَيْرَةٌ = وتَحَسُّرٌ حتَّامَ يا سُمَّاري ؟!
أَهواجِسي ، أَنْفاسُكُنَّ طويلَةٌ = وذَوائِعي مَرْصودَةُ الأنظارِ
إنَّ المِدادَ دعا الفؤادَ ، وطالما = خَشِيَ الرَّشِيدُ وِشايَةَ الأحبارِ
دعْ ذا ، ومُدَّ يدَ الرَّجاءِ بأوْبَةٍ = فالغوثُ غوثُ الواحدِ الغفَّارِ
يا ربِّ أَتْعبتِ الحياةُ رواحلي = فامنُنْ عليَّ بِمِيتَةِ الأخْيارِ
* أبو الخطار : جني ذكر بعض العلماء أنه كان ملهم قيس بن الخطيم الشاعر الجاهلي ، وكنت قد درستُ شعره ، وفكرة تلقي الشعراء عن الجن شائعة ذائعة

روعة يحوطها ابداع
وقمم ينساب حولها الجمال
أسجل إعجابي أيها الشاعر الرائع
وبورك حرفك البهي
تحياتي

أحمد الرشيدي
05-05-2009, 06:47 PM
الأديب المبهر أحمد الرشيدي:

عرفتك ناثرا من الطبقة الأولى صاحب حرفة بارعة في الشكل وفي المضمون ، واليوم تدهشني بل تبهرني بهذه القصيدة التي لا يكون لمثلها إلا الصدارة ولكثل قائلها إلا الرفعة والتميز.

أنا طائـرٌ أَعْيـاهُ خَفْـقُ جناحِـهِ
بيـنَ القِفـارِ ولَفْحَـةِ الإعصـار
الله!


ولقد رضيتُ بـأنْ أكـونَ مُغَيَّبـاً
حيـثُ الخَنـا ودنـاءةُ الأوكــارِ
بل أفضل منه أن تغيب عن الخنا ودناءة الأوكار.

ولقد رضيتُ بـأنْ يُقـالَ : مُلَقِّـنٌ
لا ضيْرَ مِنْ سُقْيا أبـي الخَطَّـارِ
هذا شعر لا يعرفه أبو الخطار ولا قبيله ، بل هو من إلهام الرازق القهار.

يا ربِّ أَتْعبـتِ الحيـاةُ رواحلـي
فامنُـنْ علـيَّ بِمِيتَـةِ الأخْـيـارِ
حفظ الله قلبك وأنعم عليك بحسن خاتمة بعد طول عمر وحسن عمل.


وددت لو تشرفت بنفسي بتثبيت هذه الرائعة في حينه ولكن سبقني إليها رب فضل.


أهلا ومرحبا بك دوما في فياء واحة الخير.



تحياتي

الشاعر الكبير الأديب د. سمير العمري حفظه الله

عرفتك دمث الخلق ، فمازلت تتعهد كاتب هذه المحاولة برائع بيانك وعظيم تواضعك ، وهو المقصر في حقك أخا وأديبا ، ولقد سرني ردك جدا ؛ لأنه يصدر عن شاعر له من الفرائد الكثير والتي تشهد برحابة خيال ، وحصافة فكر ، ورقيق مشاعر ، و دقيق بيان ...

رفع الله قدرك في الدارين وأمتعنا بك

أحمد الرشيدي
05-05-2009, 06:49 PM
أسأل الله أن يطيل عمرك في طاعته أخي الكريم




أبيات رائعة جدا وجميلة , أكرمك ربي



والله أسأل أن يكلأك بعينه التي لا تنام

أحمد الرشيدي
05-05-2009, 06:52 PM
روعة يحوطها ابداع


وقمم ينساب حولها الجمال
أسجل إعجابي أيها الشاعر الرائع
وبورك حرفك البهي

تحياتي


الروعة والجمال في بديع حروفك أيها العذب الرقيق .

سعدتُ جدا بمرورك الكريم ، وليحفظك الله .