المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكابوس



رشدي مصطفى الصاري
21-04-2009, 11:21 PM
الكابوس
أضغاث أحلام...صورٌ وأحداث... دماء أطفال تطبق على الرؤيا وتتناثر لتملأ المكان ...قوافل شهداء تعبر وتزول صرخات أمهات تتلاشى دون مغيث ...أشياء وأشياء .
الصورة مشوشة لكنها بدأت تتجلى وهاهي تبدو بوضوح ....
قاعات اجتماع ...سادة وأمراء ...البعض تلبسه القتامة والبعض آثر أن يكون وهجاً لتلك الغمامة.
حول طاولة نصف مستديرة كانت الكراسي تصطف..الكثير منها فارغ, لكن أصحابها أرسلوا راياتهم عوضاً عنهم وهي أسمى ما يملكون فألبسوها حللهم وزينوها وغفوا, أما الجالسون فوشّوا صدورهم برايات لا تزال صبغتها حمراء.
المتكئون كانوا يمثلون بلدانهم وإن غابت عني راية أحسست أنها راية الرايات لتلكم البلدان جميعاً تلم شتاتهم تحت رفيفها ..وكم تاقت روحي التائهة لمن يجسدها ويلف صدره براية الأمة الواحدة.
...المطرقة تهوي على السندان ليدوي صوت يعلن بدء الجلسة...؟
جلسة ماذا؟..انتبهت من شرودي الذي أخذه هول الصورة والرؤيا..
اليوم هو موعد تقديم أطروحتي أمام مجلس يمثل أقطاباً ورموزاً لأنحاء عدة
نعم إنها الأطروحة التي سأنال عنها درجة رفيعة قد تصل إلى مرتبة الأستذة
فيما أقدمه من بحث قيم عنوانه ( مصير الأمة..صيرورة الفرد ).
ابتسم البعض عندما بدأت منا قشة أطروحتي حتى أنني كمدت غيظاً لأنني أحسست ببعض الابتسامات المبطنة...
مصير الأمة يكمن في ماضيها وحاضرها
أسهبت في الماضي وأعجب كل من حول تلك الطاولة فكل ما جلبته من الماضي كان رائعاً منعشاً يبعث على الفخار.
اقتنع الحاضرون ,كل الحاضرين أقرباء وأجانب ولم أفتأ أتأ تئ عن الحاضر
تعثرت أحياناً, وفقدت الكلمة المعبرة أحياناً أخرى...تململ الحاضرون قاطعني بعضهم وأوشك أن يؤنبني ,رجف قلبي وأدركت أنه الفشل لا محالة
نظرت في العيون استجدي القلوب وإذ في صدر الطاولة بدا وهج من نور
وتوسمت في كلامه نجاة ومخرجاًً للضيق الذي أنا فيه, بدأ كلامه:لا تثريب عليك أيها المناقش...إن العتب على الحاضر الذي تستمد منه حججك وبراهينك ,فحاضرنا ضحل مقيت .
بدأ صاحب النور المتلأ لئ طيب النبرات قد يستقرئ البعض المغرور فيه حيوية الشباب المتسم بالنبالة ,لكنه ما يفتأ أن يكتشف وراء تلك العبارات
العميقة المركزة شخصية فريدة تمتلك نوى ومكنونات الأمة ,وأفقاًً بعيداً
لصيرورة الفرد الذي يمكث في أحضانها.
كان ذلك الوهج يمضي بكلامه فيّ فيداوي الجراح ويشفي غليل كل مستمع
ومشاهد ...بل يطفئ حرقتي التي أوشكت أن تهلكني .
عادت لأوصالي الشجاعة والثقة وتابعت مناقشة أطروحتي أمام مجلس بدا
مهيباً بشكل أكبر.
وفجأة ابيضت عيناي وغابت الصورة وتململت من سكوني ..وصحوت من النوم المفاجئ الذي داهمني لأعي أنني قد أوشكت على الوقوع في براثن الكابوس , الذي استمد رعبه في حلم بات يؤرق الجميع .

آمال المصري
22-04-2009, 06:38 AM
نص باسق مدهش تفيأت ظلاله ,
و إسلوب مختلف عهدته منذ أن قرأت لك
كابوس يعايش النص ليمارس طقوسه الواهمة
وأحداث تلكز كمراط ترشق في أعماق النفس حسرات
وفاه فاغر يعوي حزازة على حلم بات يؤرق الجميع
الفاضل الدكتور / رشدي مصطفى
لك هنا صوت حرف منفرد في إطار بديع راق لي
أنتظر جديدك دوما سيدي الفاضل
صباحك عبهري ندي

رشدي مصطفى الصاري
22-04-2009, 12:45 PM
نص باسق مدهش تفيأت ظلاله ,
و إسلوب مختلف عهدته منذ أن قرأت لك
كابوس يعايش النص ليمارس طقوسه الواهمة
وأحداث تلكز كمراط ترشق في أعماق النفس حسرات
وفاه فاغر يعوي حزازة على حلم بات يؤرق الجميع
الفاضل الدكتور / رشدي مصطفى
لك هنا صوت حرف منفرد في إطار بديع راق لي
أنتظر جديدك دوما سيدي الفاضل
صباحك عبهري ندي
وصلتني كلماتك الندية في هذا الصباح لتقحم ذاتي وتنثر في الفضاء رياحين المسك والعنبر
الفاضلة رنيم :
إن الأدب لغة التواصل بين الأرواح فما بالك إن كان في هذا التواصل نقاء وشفافية وصدق
أو ليس في ذلك تكمن السعادة
أختي العزيزة --في هذا الصباح الزكي استرقت السمع من حديث الممرضتين الفلبينيتين اللتين تقومان بمساعدتي وهما تتساءلان عن سر ابتهاجي وسروري؟ فأجبتهم :

إنه الأدب

الدكتور ماجد قاروط
01-06-2009, 09:44 PM
هنا في هذا المكان البعيد عن الانظار قليلاً، كنت أقرا
فاستوقفني هذا النص المدهش المبني بناء درامياً محكما ً
لغة رائعة متصاعدة إلى ذروة الفن و الإبداع
ودي الخالص

مازن لبابيدي
02-06-2009, 06:16 AM
أخي د.رشدي الصاري
تحية لك من القلب
فوجئت بهذه القصة وكيف فاتني قراءتها من قبل .
إنها رائعة بحق ، ومتميزة في نمطها وأسلوب الطرح والدلالة .
الرمز شغل الحيز الأكبر منها وكان معبراً بدرجة كبيرة عن حالة التردي والتناقض والضعف الذي نعيشه .
حالة البطل التي عايشها في الحلم وموضوع الأطروحة تمثل الصراع النفسي الكبير الذي يضعنا ضميرنا أمامه كمحاولة للخروج من عقدة الذنب والتقصير التي تلازمنا أمام الأحداث الجلل التي تمر بنا ونكاد لا نمر بها .
الرمز الذي شكله صاحب النور المتلألئ أيضاً أعتبره موفقاً جداً بل إنه شديد الأهمية ، فهو يمثل بارقة النور في الأفق والتي عبرت عنها بوضوح ، ويمثل بداية انحسار حالة السلبية المتمثلة في التقوقع بالماضي واللامبالاة أو التخاذل في الحاضر ، مما يعطي أملاً كبيراً عبرت عنه بصدارة ذلك الرمز للمجلس .
قراءة في بعض جوانب قصتك مع وافر التقدير .

رشدي مصطفى الصاري
02-06-2009, 12:52 PM
هنا في هذا المكان البعيد عن الانظار قليلاً، كنت أقرا
فاستوقفني هذا النص المدهش المبني بناء درامياً محكما ً
لغة رائعة متصاعدة إلى ذروة الفن و الإبداع
ودي الخالص
أخي الحبيب د.ماجد
ها أنا أراقبك وأنت ترسم مجدك الأدبي بأنامل من حرير وتغوص في حواراتك البناءة التي تتدفق فيها شلالات معرفتك وعميق افكارك ولاأخفيك بأنها ترغمني على التباهي بتواجدك في هذه الواحة
وأرقب أعمالك القادمة بفارغ الصبر والشوق
وتأكد يا أخي أن الإبداع الذي تسعى إليه ساقني كما أنت
وانتظر مني أيها الأديب قصة فيها من الحداثة أتمنى أن توازي ما حلق إليه شعرك البديع
ذوقك الرفيع واعجابك موضع تقديري واحترامي وامتناني

رشدي مصطفى الصاري
05-06-2009, 09:06 AM
أخي د.رشدي الصاري
تحية لك من القلب
فوجئت بهذه القصة وكيف فاتني قراءتها من قبل .
إنها رائعة بحق ، ومتميزة في نمطها وأسلوب الطرح والدلالة .
الرمز شغل الحيز الأكبر منها وكان معبراً بدرجة كبيرة عن حالة التردي والتناقض والضعف الذي نعيشه .
حالة البطل التي عايشها في الحلم وموضوع الأطروحة تمثل الصراع النفسي الكبير الذي يضعنا ضميرنا أمامه كمحاولة للخروج من عقدة الذنب والتقصير التي تلازمنا أمام الأحداث الجلل التي تمر بنا ونكاد لا نمر بها .
الرمز الذي شكله صاحب النور المتلألئ أيضاً أعتبره موفقاً جداً بل إنه شديد الأهمية ، فهو يمثل بارقة النور في الأفق والتي عبرت عنها بوضوح ، ويمثل بداية انحسار حالة السلبية المتمثلة في التقوقع بالماضي واللامبالاة أو التخاذل في الحاضر ، مما يعطي أملاً كبيراً عبرت عنه بصدارة ذلك الرمز للمجلس .
قراءة في بعض جوانب قصتك مع وافر التقدير .
أخي الحبيب مازن
من يتنشق أجواء هذه الواحة المشبعة بروح الأدب وعبق الشعر
لابد له من السعي والارتقاء لتلكم الأجواء
ولاأخفيك عزيزي
أن هذه القصة قريبة من ذاتي جدا وقد نشرتها معظم الصحف السورية ( البعث- تشرين)
نرجو من الباري أن يلهمنا حسن الخلق وتصويب الذوات فيما نصبو إليه
صباح مشرق وجمعة مباركة إن شاء الله

ربيحة الرفاعي
05-05-2014, 12:21 AM
معدل الترميز في النص كان عاليا على المستوين التصويري والنفسي، فجاء المشهد عميقا استقطابيا يتمكن من القارئ فيغرق في تأمله معانيه ودلالات صوره
سرد شائق وبناء درامي ملفت

دمت بخير

تحاياي

خلود محمد جمعة
08-05-2014, 08:35 AM
سرد سلس وحبكة مشوقة برمزية عميقة و طرح مائز لقضية عامة وهامة
دمت بخير
مودتي وتقديري

نداء غريب صبري
06-07-2014, 05:57 PM
قصة رائعة بأسلوب جميل ومشوق
الرمز كان مميزا و كان لدينا رمز جديد مع كل تقدم في بناء النص
والطرح كان ذكيا ومؤثرا

أمتعتني جدا قراءتها

شكرا لك أخي

بوركت

لانا عبد الستار
01-09-2014, 11:29 PM
أنت قاص رائع دكتور رشدي
أسلوبك في السرد والحبكة القصصية واستخدامك للرمز كله رائع

والقصة أعجبتني جدا
أشكرك

رشدي مصطفى الصاري
26-09-2014, 01:05 PM
معدل الترميز في النص كان عاليا على المستوين التصويري والنفسي، فجاء المشهد عميقا استقطابيا يتمكن من القارئ فيغرق في تأمله معانيه ودلالات صوره
سرد شائق وبناء درامي ملفت

دمت بخير

تحاياي

الاديبة الراقية ربيحة الرفاعي
جفت المحابر ياسيدتي00
وارتجف القلم السوري وتعثر000
اليس كل ما يحدث كابوس 000وواقع لايصدق
اشكر مرورك العطر

ربيحة الرفاعي
12-10-2014, 01:49 AM
الاديبة الراقية ربيحة الرفاعي
جفت المحابر ياسيدتي00
وارتجف القلم السوري وتعثر000
اليس كل ما يحدث كابوس 000وواقع لايصدق
اشكر مرورك العطر

هو كابوس نعم .. ولكن سوريا ستفيق منه، وستنتصر على أوجاعها وتغتسل في طهر بردى لتستعيد بهاءها
وكل الواقع العربي بات كابوسا لا بد للأمة أن تفيق منه
وعلى كل أن يحمل بوقه ليوقظها ، فالأديب بحرفه والفنان بعزفه والفارس بسيفه

تلك مهمتنا أديبنا ونحن لها إن شاء الله

فرج الله الكربة وأزاح الغمة ورأب برحمته الصدع المقيت في جسد الأمة

تحاياي