المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على من تقرأ زبورك يا داود



جواد المظفر
22-04-2009, 06:19 AM
من أوراق الحرب
جسدي قلعة خربة لم تبق منها الحروب شيئاً.. و لم يرممها المحاربون!، عيناي حزن خارج السيطرة، كأسان يداي فارغتان، تملؤهما الرغبة في العطاء والمحبة، وبين كتفي حجر يتكسر تحت وقع الأحلام التي لا تتحقق..، المنتظر لا يعود ! و المنتظر يرجوا أن يكون ذاك أهلا للثقة! حطام السفينة المكسورة على الشاطئ.. هجرها الربان لتبني فيها الطيور أعشاشها في مواسم اللقاء! إذا كان كل الربابين قواداً صالحين..! فمن أين جاءت المراكب الغرقى؟! في قلبي زهرة صغيرة.. تحلم أن يسقيها الذي زرعها.. و ثغري إمَّا مُغلقٌ على بوحٍ .. أو مفتوح على آهة! كل الذين وعدوني بالبقاء… رحلوا وكل الذين وعدوني بالمجيء بعد الرحيل.. لم يأتوا .. وكل الذين أطعموني التعود.. تركوني بلا فطام .. آهٍ.. أيها العجوز بين أضلاعي.. ماذا تريد..؟ أي زمن هذا الذي يعدنا بالحياة.. ثم يضربنا بالموت؟ أيّها اللحن الأصيل الوحيد الذي أطربني .. اشتقت للغناء بين يديك! هل حقاً لن تعود؟، ستغدر بشجرة الحناء؟ زرعتها في أول عام من رحلتنا.. و لم أبرحها منذ ذلك الوقت.. خضراء كقلبك الذي عصفت به الريح الذاهبة.. أيها الأخضر المتبقي لي من أزمنة الجدب .. ألهبت قدمي الصحراء وأنا امضي إليك.. فلما وصلت تناءيت عني سراباً، إيه يا فيزوة القلب.. متى تخمد نارك ؟ بعد أن وُضعنا مُرغمين تحت (بسطال) الأشقر الآتي من بلاد البرد والعري، أتذكر الطائرات التي حطمت كل شيء حولنا وفينا، الجثث المصفوفة فوق بعضها.. الدماء التي تغادر السيارة لترسم على الإسفلت أشواقاً و أحلاماً مذبوحة، لشبابٍ لم يرغبوا أبداً في الموت ولا القتال .. السيارات كانت تمر بنا و هي تنزف، أو تحمل جراحاً نازفة، لا اعرف، حتى الجمادات كانت تئن و تتألم و تموت، أتذكر بكاء الصغار وركضهم في ارض الله الواسعة، عيونهم مفتوحة بأقصى اتساع لها، ربما تستنجد بنا ظناً بأننا كبارٌ لا نخاف، أسنانهم الصغيرة البيضاء تبرز من أفواههم الصارخة، أتذكر بهدوء قول أحد الصغار لي بعد أن هشمت قذيفة عشه الصغير ((عموا .. إذا بقينا (أحياء) سنبني لنا بيتاً جديداً بعد الحرب))، فتحت عيني في دهشة .. لماذا يتحدث طفل عن انقطاع خيط عمره بهذه العفوية (إذا بقينا أحياء) من الذي حكم عليهم ولماذا؟ حتى هذه اللحظة يحاصرني البكاء عند تذكر عباراته تلك.. كان الأطفال ينامون و يستيقظون على هاجس الموت! مَنْ مِنَّا ينسى صواريخ الأرض ارض و هي تنطلق لتهز أركان الملجأ الخائف، و المنشورات التي تلقى علينا (نحن الجنود) (لا تتركوا مواضعكم).. كيف لا.. ونحن نخشى سقوطها فوق رؤوسنا المليئة بكل ما هو معتم من الأفكار..! كنت أتخيل طوال الوقت جثثنا المنخورة بقواطع الدود، ريثما يعثر علينا من نجا من (المبيدات البشرية).. ويا لهول ما كنت أخشاه من نجاتي و موت الآخرين أمامي..! الطائرات ترمي بحممها على رؤوسنا.. و نحن نبحث عن منخفض يلوذ بانخفاضه ارتفاع قامتنا العراقية سابقاً..))

ثائر الحيالي
22-04-2009, 07:04 AM
الاستاذ جواد المظفر

اهلا بيراع وقامة لن تنحني من ارض العراق..

أعدت النزف لجراح لم تلتئم بعد..!

متى ينضب بحر الحزن العراقي..؟

لست أعلم..

وليتني أعلم..

سلمت..وسلم مدادك..


محبتي واحترامي

جواد المظفر
22-04-2009, 07:34 AM
الاخ ثائـــر الحيالي

لو كان الوطن مسافرا ....

لعشنا ننتظر رجوعـــــــه.....

ولكن .... دروب السفر التي وضعناها .... تأصلت جذورها في دواخلنا ....

فاصبحت الغربة .... وطناً لنا .....

سحر الشربينى
22-04-2009, 04:05 PM
الأخ جواد

أخذنى جداً ما كتبت هنا

فالقلوب معكم

ورائع قلمك

ودى

فدوى يومة
22-04-2009, 06:55 PM
الفاضل جواد
جرحـ الوطن لن يحسه سوى الذي وشم جسده به
ومهما اشتد بيَ الوجع لن أكون كـ ذلك الطفل الذي يعيش الحياة موتاً مستمرا مع كل طلقة حرب
قلبي هنا وهنآآك
تحياتي لك أيها الفاضل وتقديري

بابيه أمال
26-04-2009, 02:34 AM
على من تئن جراحك يا وطن وأكثر الآذان مشغولة بالصوت الفرح للدنيا..؟ على من تبكي وأغلب الأعين تتطلع منبهرة لوجه الدنيا اللعوب ظانة أن السوء لن يطأ أرضها، وأنه سيبقى هناك محصورا فقط في أطراف بترتها أيد حمر الرؤوس من أرض كبيرة الحجم وتربتها عربية اللون لكن مذاقها أصبح له طعم عجمي ؟!

ليت المآسي تأتي دفعة واحدة.. ليجد من تبقوا ولو لحظة هناء يضمدون فيها جراح الجسد لتبق جراح الروح شاهدة على زمن انسلخت فيه النخوة والشهامة عن القلوب بعد أن رضيت أغلبها ثوب الدناءة ملبس حرير !
وفي زمن الهوان هذا، ليت الأقدار تجود بجيل يشب على الحق فلا تزيغ عنه عيناه انبهارا بباطل حتى ما يعيد ولو قليلا من شدة بأس فرغت منها كل الأجساد اليوم فأصبحت جوفاء لا تجيد حتى الخطو السليم!
ليت وليت..

الأخ جواد..
هي الأيام دول.. من سكت عن الظلم اليوم لا بد له من يوم يراه منه قاب قوسين أو أدنى، فعسانا نتعظ من ذنوب وذنوب نرى نتائجها بين ظهرانينا اليوم عبرة والقلوب غافلة..

لكم الله أخي.. ولكل مغبون على وجه البسيطة..

وفاء شوكت خضر
26-04-2009, 08:22 AM
أخي الكريم جواد ..
نص حمل بين حروفه معاناة شعب في قلب فرد ، ولا أظن إلا أن كل عراقي يحمل في قلبه كل تلك المشاهد وتلك المعاناة ..
النص ثري اللغة ، الصور جميلة من الناحية الأدبية مؤلمة بما تحمله من وصف حال كان رأي العين ..

ستبقى قامات العراقيين شامخة ..
ولا بد يأتي يوم يعود العراق لسابق مجده ..

ودي .

جواد المظفر
28-04-2009, 08:08 AM
الأصدقاء ....

((سحر الشربيني ...

فدوى يومة

بابيه أمال

وفاء شوكت خضر

لم اقتل أحداً

لم انشر سر ضمائركم

لم اتسلق سور الدار إلى الجيران..
لم اتشدق بعباراتٍ وعبارات

لم احرم احدا ...

من أطفاله...

لم اسرق من احد يوما قوت عياله...

لكني و الحق يقال..

حررت شرياني من نبض الموت...

تواصلت مع الموت الآخر

د. سمير العمري
09-08-2009, 10:48 PM
نص أدبي فاره وتمكن من الحرف ظاهر!

هو نص يستحق التقدير لجديته وتناوله هذه الحالة الإنسانية المؤلمة.

للتثبيت.

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

جواد المظفر
09-08-2009, 11:10 PM
استاذي الدكتور سمير العمري...

تحية مودة وبعد....

شرفني مرورك الكريم

واسعدني وشرفني تثبيتكم لمعاناتنا ...


جفت الاقلام ..... ورفعت الصحف

سالم العلوي
10-08-2009, 05:59 AM
الأستاذ / جواد المظفر
الحزن رغم قساوته مصدر إلهام للأديب الناثر والشاعر..
حلقت بنا في سماء الجرح .. مرددين اللهم سلم اللهم سلم ..
لكن غدا يوم آخر بإذن الله ..
لأن الجمال يستحق كل تقدير .. بعض الهنات الكتابية البسيطة حق هذه الروعة أن تتخلص منها ..
دمت بخير وعافية.

جواد المظفر
11-08-2009, 05:07 PM
استاذي .... العلوي سالــــم


سلمك الله وأيدك وسدد خطاك...


شكرا لمروركم الكريم


واتمنى أن تشير إلى

(( بعض الهنات الكتابية البسيطة))

التي اشرت إليها كي نتعلم منكم ونتفادى مثل هذه الأخطاء مستقبلاً...


شكر وتحيــــــــة اكبــــــــر من جــــرح بلادي

خليل حلاوجي
11-08-2009, 06:50 PM
وكل الذين أطعموني التعود.. تركوني بلا فطام .. آهٍ.. أيها العجوز بين أضلاعي.. ماذا تريد..؟

\\\

في بطن أمي .. الحوت أمرني قاتلاً قائلاً : نفذ ثم لاتناقش

فلم أتذوق الحبر _ إلا الآن _ وهو يناقش

النقاش في السطور ليس هو النقاش في الصدور ..

هكذا أخبرتني أمي .. عند الفرات


والفرات محابر ومدامع ..والعراق فوازع قوارع فواجع .. لما تزول عنه دمي ولحمي وأمي تدرك أن فطامي عن الفرات محض .. فناء

\

سطر باهر وقلم عامر بالولاء . أشكركما

راضي الضميري
30-08-2009, 02:00 PM
هذا النقاء الذي يغلف كل حرف من حروفك أيها السامق لهو خير دليل على روعة فكرك وسمو أدبك

نص ثري بأسمى المشاعر الإنسانية

تحيتي لك من القلب

كل عام وأنت بخير

تقديري واحترامي

جواد المظفر
30-08-2009, 08:23 PM
الاستاذ

خليل حلاوجي


الاستاذ راضي الضميري


تحية لكم من الاعماق


وتقدير لمروركم الكريم



شرفني واسعدني مروركم



سلامي

مصطفى السنجاري
04-09-2009, 10:52 AM
**)) أيها المظفر
بوركت على عطائك الثر
لغة عبقة وصور شعرية راقية
تحياتي

جواد المظفر
06-09-2009, 12:58 PM
الاستاذ مصطفى سنجاري



شرفني مرورك


واسعدتني كلماتك

عبدالصمد حسن زيبار
07-09-2009, 01:33 AM
بامتداد الآمال البانية عبر أرصفتنا المفجوعة
نبني القادم عبر فوهات النار غدا يبعث فينا أن نكون

الشكر موصول لقلم منصور

تحياتي

خليل ابراهيم عليوي
07-09-2009, 02:55 AM
اخي الحبيب جواد المظفر
قدرة رائعة و ابداع بقدر الام العراق
لقد سلبني هذا المقطع(عيناي حزن خارج السيطرة، كأسان يداي فارغتان، تملؤهما الرغبة في العطاء والمحبة، ) وقاري فانتشيت و صحت يا الله حتى استغرب الحاضرون
و لكن لو كانت(يداي كاسان فارغان)اليس افضل
بورك فيك وفي حرفك و دمت مبدعا
د خليل

سمو الكعبي
07-09-2009, 09:43 AM
نص بارع نقش بلغة بارعة وفارعة الحسن
من العنوان كان النص موقفا

حسين عبدالغني
08-09-2009, 04:26 AM
عندما تقرأ نصاً لجوادِ المظفرِ مثلَ هذا .. حذارِ أن تغفل عن إسكات " نشيد موطني " الذي بالجوار
لأن الدموعَ ستنهمر ،
كما هي الآنَ حمقى
تحت سماءٍ غريبة .




حسين الجزار

جواد المظفر
08-09-2009, 10:25 AM
سأشعر بسخرية أكثر لو سألتني عن معنى: وطن

يصيح جيراني حين يلعب اولادنا بالكرة امام منزلهم،

فيغلي في الغضب لمَ لا يحسون كيف يلعب بنا الآخرون

جواد المظفر
08-09-2009, 11:16 AM
سمو الكعبي



لا يوجعني حزني و لا حرماني أنا ، فنحن كبرنا مع الحرمان وصرنا نحزن لو فكرنا بفقده ، لكنني ما كنت اعرف أنَّ حرماننا سيتوالد ... يتكاثر ... يمد أذرعاً كأميبيا ضارة ليأكل بقية ما اختزناه –ربما- من ذكريات قليلة جداً من طفولتنا المشردة قبل هذا التشرد الحديث ربَّما كنَّا أسعد من هؤلاء الفتية