حسين الطلاع
22-04-2009, 12:55 PM
صَدَحَتْ صُبْحَاً .
ــــــــ
هاجَنِي شوق ،،، وغلبني حُب لصوت صائت لم يتسم بسيما العجز .
فدعوتها سَحَرا ،،، ثم كررت عليها فجرا حتى أورد الصُبح نبأ حُسنها ،،، فسَبَقَتْ الشمسُ وأنبأت وأبدتْ ما تكتّم عليه الليل .
وإذا بها ،،، هي ، ولا أخرى غيرها ، من سلالة حوّاء ،،، جمعت صفوة النساء فحاشتها ، وإلى لحمها ونضرتها صَيَّرتْها ،،، ثم أطاعها دلّ لمّا لم يجد غيرها ، وفي أعطافها حلّ لمّا لم يجد من تؤويه ، فكان هو وكانت هي ، كما كان النجم والكوكب وكانت السماء .
فمددت يدي لألمس يدا ما أظنها كَيَدٍ ولكنها كذلك ، فمدّت يدها وما أن تباشرت اليدان حتى بَرَد ما برد واقشعرّ ما اقشعرّ ، وحتى خوى فؤادي كالخائف تتقعقع في قلبه مُهْجة من دم .
فهَمّتْ مقبلة جامعة في بدنها ما يحلّ وما يحْرم ،،، وقد أنْذَرَتْ الجمال أن يَثْبت لا يَسْوَدّ بقربها ،،، وآذَن حسنها بالويل ، وآلى ألاّ يدع ناسكا دون أن يذكر جهنم أو الويلات ومن وراءها ويلات .
فاقتربتْ ،،، ولست أدري من أيّ عِطْفيها[1] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn1) ضاع[2] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn2) العطر الشميم ؟ ،،، كما لأمرٍ مّا في خُوَيِّصة[3] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn3) نفسها لا يتأتّى لغيرها بالاعتياد والمِرَان ، أكْذَبتْ القبح على نفسها ! غير أنه تهارب ولاذ بِحِماه كالفأر لاذ بجُحره ، لأن السحر لا تُحسنه إلا هي من دون النساء ولو ذَبَبْنَ[4] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn4) عليه .
ربّاه ، من هذه ؟ أهي امرأة ذهبتْ تعيش على مذاهب الجن ؟ أم أنها تسجع وحيها على مذهب العَرّاف ؟ .
فقلت لها : أغَرِدَة أنتِ ؟ .
فابتسمتْ وغدت كالفراش الطلق ذَبّ على الزهر وطفق يرتعي ما شاء من رحيق ،،، ثم غرّدتْ فكَفَتْ ، ونفثتْ فشَفَتْ ، كأنها الرشوف[5] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn5) الأنُوف[6] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn6) .
ثم صَدَحتْ ،،، ونظمتْ نغم العشق فأبدعته كانه الدّرّ ،،، وصاغت شفتاها لحن الصبح كأنه العِقيان والمرجان .
آه ،،، تلك لا تنبغي إلا لي ،،، ولا ينبغي لها إلا أنا .
وإن كان في الدنيا أنثى ،،، فهذي هي أدلّ الدليل .
وقد وفدتْ صُبحا فصدحت .
ــــــــــــــ
حسين الطلاع
10/ يناير/ 2009
المملكة العربية السعودية - الجبيل
[1] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref1) : العطف هو الجانب .
[2] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref2) : انتشر
[3] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref3) : الخويصة هي ذات النفس وطبعها .
[4] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref4) : من ذَبّ الشيء أي رماه أو قذفه وهنا بمعنى ارتمين عليه .
[5] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref5) : الرشوف هي الطيبة ريح الفنم .
[6] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref6) : الأنوف هي الطيبة ريح الأنف .
ــــــــ
هاجَنِي شوق ،،، وغلبني حُب لصوت صائت لم يتسم بسيما العجز .
فدعوتها سَحَرا ،،، ثم كررت عليها فجرا حتى أورد الصُبح نبأ حُسنها ،،، فسَبَقَتْ الشمسُ وأنبأت وأبدتْ ما تكتّم عليه الليل .
وإذا بها ،،، هي ، ولا أخرى غيرها ، من سلالة حوّاء ،،، جمعت صفوة النساء فحاشتها ، وإلى لحمها ونضرتها صَيَّرتْها ،،، ثم أطاعها دلّ لمّا لم يجد غيرها ، وفي أعطافها حلّ لمّا لم يجد من تؤويه ، فكان هو وكانت هي ، كما كان النجم والكوكب وكانت السماء .
فمددت يدي لألمس يدا ما أظنها كَيَدٍ ولكنها كذلك ، فمدّت يدها وما أن تباشرت اليدان حتى بَرَد ما برد واقشعرّ ما اقشعرّ ، وحتى خوى فؤادي كالخائف تتقعقع في قلبه مُهْجة من دم .
فهَمّتْ مقبلة جامعة في بدنها ما يحلّ وما يحْرم ،،، وقد أنْذَرَتْ الجمال أن يَثْبت لا يَسْوَدّ بقربها ،،، وآذَن حسنها بالويل ، وآلى ألاّ يدع ناسكا دون أن يذكر جهنم أو الويلات ومن وراءها ويلات .
فاقتربتْ ،،، ولست أدري من أيّ عِطْفيها[1] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn1) ضاع[2] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn2) العطر الشميم ؟ ،،، كما لأمرٍ مّا في خُوَيِّصة[3] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn3) نفسها لا يتأتّى لغيرها بالاعتياد والمِرَان ، أكْذَبتْ القبح على نفسها ! غير أنه تهارب ولاذ بِحِماه كالفأر لاذ بجُحره ، لأن السحر لا تُحسنه إلا هي من دون النساء ولو ذَبَبْنَ[4] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn4) عليه .
ربّاه ، من هذه ؟ أهي امرأة ذهبتْ تعيش على مذاهب الجن ؟ أم أنها تسجع وحيها على مذهب العَرّاف ؟ .
فقلت لها : أغَرِدَة أنتِ ؟ .
فابتسمتْ وغدت كالفراش الطلق ذَبّ على الزهر وطفق يرتعي ما شاء من رحيق ،،، ثم غرّدتْ فكَفَتْ ، ونفثتْ فشَفَتْ ، كأنها الرشوف[5] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn5) الأنُوف[6] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn6) .
ثم صَدَحتْ ،،، ونظمتْ نغم العشق فأبدعته كانه الدّرّ ،،، وصاغت شفتاها لحن الصبح كأنه العِقيان والمرجان .
آه ،،، تلك لا تنبغي إلا لي ،،، ولا ينبغي لها إلا أنا .
وإن كان في الدنيا أنثى ،،، فهذي هي أدلّ الدليل .
وقد وفدتْ صُبحا فصدحت .
ــــــــــــــ
حسين الطلاع
10/ يناير/ 2009
المملكة العربية السعودية - الجبيل
[1] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref1) : العطف هو الجانب .
[2] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref2) : انتشر
[3] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref3) : الخويصة هي ذات النفس وطبعها .
[4] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref4) : من ذَبّ الشيء أي رماه أو قذفه وهنا بمعنى ارتمين عليه .
[5] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref5) : الرشوف هي الطيبة ريح الفنم .
[6] (https://www.rabitat-alwaha.net/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftnref6) : الأنوف هي الطيبة ريح الأنف .