مشاهدة النسخة كاملة : _* أننا غرباءُ_*
بندر الصاعدي
08-01-2003, 08:56 AM
هو قلبُ نقي طاهر ذو نفسٍ عزيزة أتى لمدينةِ كثر بها اللهو والخنا , نصحهم دون جدوى ... أبيات مستوحات من نصٍ شعري لابن المدينة العزيز .. إليكم بها :
ما في الزمان إساءةٌ تستاءُ=إنّ الإســاءة مـوتـنـا أحـياءُ
كلٌّ يرى رغباتهِ في عيشهِ=وتقوده في جهلهِ والأهـواءُ
كلٌّ يغنّي والفضاء حدودهُ=كــلٌّ تساوت عـنده الأشياءُ
ما في النفوس تغيرتْ وتبدّلتْ=عـجـبي.. ولم تتغير الأسماءُ
عجبي لفخر الماثلين سفاهةً=عـــنــد الشّـدائد يعتريه حياءُ
وفي بكاءِ القادرين مذلّةٌ=وفي سكوت العاجزين بــكاءُ
ما عاد في صفو الحياة مسالكٌ=وتــــقـــودنا ســيّــارةٌ عمياءُ
كيف ارتضينا لقمةً مغصوبةً=ويديرنا - كيف اليهودِ - إناءُ
ساقوا السموم لأرضنا وديارنا=حتّى عهدنا ( السمّ ) أنّهُ ماءُ
ونعيش في زمن الأصول غريبةٌ=حــسـب الـوجود بـأننا غرباءُ
ياسمين
08-01-2003, 12:03 PM
غرباء نحن فى هذه الدنيا
وغريبة هى الحياة
ولكنهاالحياة وستظل كما هى الحياة
كل شىء فيها مرفوض
والسخط منها مرفوض
الحياة بأهلها
بهمومها
باحزانها
بافراحها
لن تزيد ولن تنقص
نحن فقط ننقص
نتعذب بأقل هم
نعيش الفرح غم
الم نؤمن بما انقسم لنا
فكل شىء قد كتب
ونحن لن نقرها ولن نعرفه
فالحياة فيها العجب
لماذا نظلمها احيانا
ونسىء الظن بها احيانا
لماذا لا نعيش يومنا بيومنا
لا نفكر فيما بعده ولانظلم ماكان قبله
فربما
وربما
نجد نور يضىء دربنا
ونعيش بأمل قد فقدناه
ونحيا بشىء قد كرهناه
ولكننا فى النهاية
سنظل غرباء
وستظل الحياة هى الحياة
لك تحياتى
محمود مرعي
11-01-2003, 07:52 AM
قصيدة رائعة الحرف والمعنى
والموسيقى المتكاملة
تقبل خالص ودي
ولا تحرمنا هذه الانفاس ايها الطيب
د. سمير العمري
15-01-2003, 02:16 AM
يا صاحبِي إنَّ الحياةَ هواءُ=إنْ أوضعتْ في أمرِنَا الأهواءُ
ما قيمةُ الإنسانِ دونَ كرامةٍ=تُحيِي النفوسَ وأنْ يصونَ حياءُ
هذا الزمانُ وقد قضتْ أسبابهُ=بالظلمِ يقضي بالهوى السفهاءُ
فالْمَجْدُ أضحى ثوبَ كلِّ مجاهرٍ=بالسوءِ لا منْ دارهُ الجوزاءُ
والقولُ يُسمعُ مِنْ سفاهةِ جاهلٍ=عند الورى ويُحقَّرُ الفصحاءُ
والعزُّ والوطنُ الكريم مضيَّعٌ=حينَ اختفى منْ دارنا الكرماءُ
يا صاحبي إنَّ الحياةَ مريرةٌ=في وصفها يتلجلجُ الخطباءُ
فالصالحونَ إذا أناخوا ركبهمْ=للمفسدينَ فإنَّهمْ شركاءُ
والأصدقاءُ إذا هُمُ لمْ يُنْصِفوا=فاعلمْ بأنَّهمُ هُمُ الأعداءُ
واعلمْ بأنَّ الحقَّ أكرمُ منهجاً=حتَّى وإنْ كانتْ بهِ اللأواءُ
أخي بندر ....
رائع ومبدع ...
تقبل عظيم إعجابي
بندر الصاعدي
15-01-2003, 10:32 AM
الأخ أو الأخت / نور الوجود .
بارك الله بك وبإطلالتك وبما خطرت بهِ هنا .
دمت بخير .
في أمان الله .
محمد قرنه
17-01-2003, 12:07 AM
قصيدة جميلة حقا
بعض الملاحظات
(ما في الزمان إساءة تستاءُ )
مستفعلن متفاعلن مستفلن
وبما أن متفاعلن وردت
فالقصيدة من بحر الكامل
( وتقوده فـي جهلـهِ iiوالأهـواءُ)
والواو زائدة
(ما في النفوس تغيرتْ iiوتبدّلـتْ)
إن كان الشطر كما كتب فيجب أن يكون مافي النفوس تغير وتبدل
أى
لماذا التأنيث
للتعديل (ماللنفوس تغيرت وتبدلت)
والبيت نفسه ركيك
فما معنى أن الأسماء ظلت واحدة بينما تغيرت النفوس
فالمعنى الأصح هو أن النفوس متوحدة والأسماء متغيرة
(وفـي بكـاءِ القادريـن iiمذلّـةٌ وفي سكوت العاجزيـن iiبكـاءُ)
هنا استعملت بعض الخواص لبحر الرجز من تحويل مستفعلن إلى متفعلن
وبما أننا أسلفنا أن البحر هو الكامل
فهذا لا يجوز
( ويديرنا - كيف اليهودِ - iiإنـاءُ)
لا أفهم هذا الشطر
تحياتي
الأخ سمير العمري
(تُحيِي النفوسَ وأنْ يصونَ حياءُ)
وأن يصون حياءَ لا حياءُ
تحياتي
محمد قرنه
د. سمير العمري
17-01-2003, 02:40 AM
الأخ محمد قرنة:
نعم البحر الذي كتب عليه أخونا بندر هو الكامل وقد أصبت تماماً في إشارتك للخلل في البيت:
وفـي بكـاءِ القادريـن مذلّـةٌ وفي سكوت العاجزيـن بكـاءُ
وكان يخرجه من ذلك أن يقول مثلاً:
فإذا بكـاءِ القادريـن مذلّـةٌ وإذا سكوت العاجزيـن بكـاءُ
كما أوافقك في عدم فهمي لـ ( ويديرنا - كيف اليهودِ - إنـاءُ)
قد أتفق معك في أن المعني قد يفهم عكسياً ولكن هناك وجه آخر قد يفهم قول بندر عليه إذا كان يقصد أن الأسماء ليست للأسخاص بل للصفات فتحتفظ الكرامة مثلاً باسمها ولكن معناها في النفوس تغير ... كما وأختلف معك في مسألة التأنيث إذ يجوز التأنيث إذ أن ما في النفوس ما هي في عموم القول مشاعر وأحاسيس ومعاني.
وأعارضك بشدة في أن البيت ركيك بل على العكس تماماً هو قوي ومتفرد.
أما الواو في البيت الذي ذكرت فهي قطعاً خطأ مطبعي يحدث للكثير ولم ينتبه إليه أخي بندر.
أما فيما يخص " أن يصون حياءُ" فهي حياءُ فاعلاً مرفوعاً وليس حياءَ مفعولاً به ..
ثم إنني أود منك أخي محمد أن تترفع دائماً عن أسلوب الغلظة في التعامل ... يقول الحق تعالى لنبيه الكريم " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القول لانفضوا من حولك" هذا وهو رسول الله فكيف بنا نحن؟! ثم اعلم أن النقد غير الانتقاد فاعمل بالنقد جزاك الله خيراً ولا تأتِ الواحة زائراً على عجل فهي بيتك وبيت كل متميز فصل إخوانك الذين يقدرون كل ذي علم وخلق يكن لك المودة والتقدير.
دمت ناصحاً وفياً ...
تحياتي وتقديري
محمد قرنه
17-01-2003, 10:14 AM
أخي الكريم سمير العمري
يعلم الله أن قصيدته أعجبتني حقا
لهذا نقدتها
فأنا لا أنقد إلا ما يعجبني حتى أتوصل وإياكم إلى أقصى درجة من الجمال والدقة به
أما بما يخص الغلظة
لا أجد أى نوعٍ من الغلظة فيما قلت
لقد سردت أخطاءً رأيتها
وإذا كان من المفترض أن أغض الطرف عن الأخطاء قل لي لأفعل الآن
عزيزي
أنا لا أستطيع أن أقول " أخطأت هنا ولكن لا تيأس فالمعنى بشكل عام جيد ..........."
إنني فقط أذكر ما أراه خاطئا
وقد أكون مخطئا
وإنما أذكره للتحاور والتشاور وبناء قاعدة ثقافية ثابتة يرتكز عليها أبناء الملتقى
(قد أتفق معك في أن المعني قد يفهم عكسياً ولكن هناك وجه آخر قد يفهم قول بندر عليه إذا كان يقصد أن الأسماء ليست للأسخاص بل للصفات فتحتفظ الكرامة مثلاً باسمها ولكن معناها في النفوس تغير ... )
هنا أعترف بأن إذا كان هذا مقصده فقد أجاد
أرايت
نحن نتحاور
ليس إلا
(كما وأختلف معك في مسألة التأنيث إذ يجوز التأنيث إذ أن ما في النفوس ما هي في عموم القول مشاعر وأحاسيس ومعاني.)
نختلف ثانية
ما في هى شمول لكل ما تحتويه النفوس
وللتحدث عن الشمول والعموم نستخدم المذكر
(أما الواو في البيت الذي ذكرت فهي قطعاً خطأ مطبعي يحدث للكثير ولم ينتبه إليه أخي بندر.)
أظن هذا معروفا
وإنما ذكرت هذا لتنبيه الأخ بندر بضرورة مراجعة أشعاره الجميلة قبل نشرها
حتى لا تفسد جمال البيت غلطة مثل هذى
فالمتلقى العادي قد لا يستطيع تمييز زيادة الواو فتفسد عليه موسيقى القصيدة
(أما فيما يخص " أن يصون حياءُ" فهي حياءُ فاعلاً مرفوعاً وليس حياءَ مفعولاً به ..)
اسمح لي أن أختلف معك هنا
ما قيمة الإنسان دون كرامة
تحيي النفوس وأن يصون حياءَ
يصون الإنسانُ حياءً
وكان من الممكن بكل بساطة قول (وأن يُصان حياءُ )
أما إن كان الإعراب فعلا وفاعلا
يصون فعل متعدٍ
فأين مفعوله
ثم إن هذا يفصل تلك الجملة عن باقي البيت
تحياتي
محمد قرنه
د. سمير العمري
17-01-2003, 04:28 PM
محمد:
الحياء هو ما يصون الإنسان وكرامته وليس الإنسان أو كرامته هو ما يصون الحياء ....
فكر في هذا بتدبر تجد أجوبة لكل تساؤلاتك ...
نحن نرحب بل نحث إلى الحوار الجاد الهادف المثمر المغلف بالكياسة والاحترام المتبادل بين جميع الأخوة في أسرتنا المتميزة .... ولكننا في ذات الوقت ضد أي جدل واستفزاز بالقول أو بالفعل بين الأخوة هنا بما لا يخدم توجهات الواحة التي تضع الأخوة الإسلامية والإنسانية المرتكزة على خلق الإسلام بحسن الظن والتلطف في القول والنصح برفق في مقدمة أولوياتها قبل خدمة الأدب وتطوير أدواته إذ لا قيمة للأدب الجميل دون نفس جميلة تعطي الجمال وتبحث عنه وكما قال الشاعر:
لا تحسبنَّ العلم ينفع وحده ******* ما لم يتوجْ ربُّه بخلاقِ
تحياتي وتقديري
محمد قرنه
17-01-2003, 04:43 PM
ما معنى هذا التعقيب الاستفزازي !!!!!!!!!!!!!!
(فكر في هذا بتدبر تجد أجوبة لكل تساؤلاتك )
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
من مننا الآن يحيد عن النقاش الموضوعي !!!!!!!!!!!!!!!!
من مننا الآن يود دفع الموضوع إلى أشياء لا تمت له بصلة من قريب أو من بعيد
تعلموا النقاش يا سادة
(ولكننا في ذات الوقت ضد أي جدل واستفزاز بالقول أو بالفعل بين الأخوة هنا بما لا يخدم توجهات الواحة التي تضع )
أين هو هذا الجدل والاستفزاز
أم المطلوب هو التصفيق الأجوف لكل ما ينشر هنا
ومن يشز عن تلك القاعدة
فهو يستفز الأعضاء !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(الحياء هو ما يصون الإنسان وكرامته وليس الإنسان أو كرامته هو ما يصون الحياء ....)
إن كان ما تقوله صحيحا فكيف تجعل فعلا متعديا لازما
كما إن هذا يفصل البيت عن الجملة
عليك بالسؤال
أو فتجاهل ما كتب هنا إذا كنت لا تستطيع تقبل النقاش الموضوعي
محمد قرنه
د. سمير العمري
17-01-2003, 05:31 PM
محمد:
أبدأ بالرد عليك في سؤالك الأخير قبل أن أرد عليك فيما قدمت من قول ...
أنا لم أجعل الفعل المتعدي فعلاً لازماً كما تدعي بل ظل كما هو فعلاً متعدياً والمعنى الذي طلبت منك تدبر مقصده دون قصد لسوء أو استفزاز إلا حاجة في نفسك يشهد بذلك فالمفعول به هو مقدر يعود على الإنسان و كرامته ... والمعنى المراد:
يصون الحياء الإنسان أو يصون الحياء كرامة الإنسان أو يصون الحياء الكرامة ... هذا ما غاب عنك فطلبت منك تدبره إن لم يكن لفضل علمي عليك فلا أقل أن يكون لفارق السن بيننا إذ قد يكون لي ولد في عمر سنك الذي تقول ...
وربما هذا يدعوك إلى التأدب في الحوار مع من يكبرك سناً أو قدراً وهذا من أبسط الأخلاق الإسلامية ... وأنا كما أسلفت ما ذهبت إلى استفزاز ولا أراه كذلك بل تعاملت معك بحسن ظني بك وأنك قادر على استيعاب المعنى من أول مرة دون أن تحوجني للمرة الثالثة لتوضيح هذا الأمر.
إن كنت يا بني ترى في نصحي لك استفزازاً فهو ليس كذلك وإن كنت تراك فوق النصح فهذا خلق لا أرضاه لك فأعد الفكر كرتين يتضح ما كان عنك خافياً ...
(أم المطلوب هو التصفيق الأجوف لكل ما ينشر هنا)
نحن نصفق لكل ما هو جميل وننتقد كل ما هو دون ذلك وسبق أن صفقنا لك وانتقدناك في ذات المشاركة بل وعارضناك شعراً فلم تكلف نفسك حتى برد هو أقل المطلوب للتواصل واستجلاب المودة. إن الواحة غير كل تلك المنتديات التي تعلم فهي ملتقى النخبة ودار ندوتهم ... النخبة في العلم والأدب والخلق ولا نجامل أحداً أو ننافق أبداً بل مشاركات كل منا هو محل نقد "اقول نقد لا انتقاد" فنبرز الجمال وننوه إلى ما دون ذلك في أدب من من الله عليهم بالعلم والأدب.
ولعل ما نحن بصدده هو خير شاهد على ذلك إذ قد صفقنا لقصيدة أخينا بندر هذه ورددنا عليها بشعرنا وكنا انتقدنا قبلها وبعدها مشاركات كانت دون ما نأمل منه فما نفر بل شكر.
إن الحوار الموضوعي لا يقوم على مثل ما أتيت هنا وفي أماكن أخرى والتميز لا يأتي بالمخالفة والكيس من لم يضع وقته في جدل وملاسنة وقوانين الواحة لا تسمح من حيث المبدأ بهذا فلا تفترض أموراً لا أساس لها وتحور المواضيع عن مسارها لتشتت أصل الموضوع وتضيع الوقت.
أي بني:
إني أعيذك من نزق يذهب بكثير من إبداعك ويفقدك مكانة قد تتبوأها إن أنت تخلصت منه وقد كان لك عذر دائماً بأنك صغير وأنه طيش شباب وأرى أن الوقت قد آن لنتغير نحو الأفضل إن شاء الله تعالى.
وأعدكَ بأن لا أسيء الظن بك أو بأنك تفعل ذلك عن عمد إلا إذا أردت أنت فعد هداكَ الله إلى رشدك فطريقنا في الواحة طويل نحو كل ما هو جميل وأصيل ولن نضيع أنفسنا في مثل هذا الخلاف ... إنني بصدق أتوسم فيك الخير فلا تخيب ظني ولا تضطرني لأقوم تجاهك بما لا أحبْ
ملحوظة أخيرة:
يقول المرء من منا وليس من مننا
ويقول يشذ ولا يقول يشز
تحياتي ودعائي ...
بندر الصاعدي
17-01-2003, 10:50 PM
أستاذي الحبيب / محمود مرعي
شكراً لك أيها الحبيب وشكراً لهذا التواصل والدعم المؤثر إيجابياً
دمت بخير
في أمان الله .
بندر الصاعدي
17-01-2003, 10:57 PM
يا من دعاك الفضل يا معطاءُ=يكفي القليلُ فكيف منك سخاءُ
إذ ترتوي أرض القريض نضارةً=فالغيث لفظكمُ وأنت سماءُ
وإذا بدا ليلًٌ ... بقولكمُ غدا=صبحاً ، وسحر الحرف منك فضاءُ
*****************
أستاذي الحبيب / سمير العمري
مازلت عاجزاً عن رد حقّكم فيما تكرّمتم بهِ ولو بجزءٍ بسيط , ربما يخونني التعبير , لكن يكفي أنّني أجد راحةَّ وسرواً بينكم ومحيطاً يساعدني على الإنتاج , أدعو الله أن ينصرني على نفسي ويلهمني علماً نافعاً به صلاحي قبل من يتأثر بي ويرشدني إلى الصواب حيث أتّجه .
*******
وإلى أخي / محمد قرنه
شكري له على ما قدمهُ من نقد حسب ما يرى .
وإليكم التوضيح فيما التبس عليكم .
إلى محمد /
بخصوص ( تُستاءُ ) لا أعلم ما الذي أشكل عليك فيها وأنت شاعر تعلم أنّ في مفتتح القصيدة يكون تساوي العرض والضرب .
وفي قولي:
ما في النفوس تغيرتْ iiوتبدّلـتْ
إضافةً إلى توضيح أستاذي سمير , فأنا أتحدث عن القيم والمبادئ لذا كان التأنيث .
أمّا في قولك :
( فما معنى أن الأسماء ظلت واحدة بينما تغيرت النفوس
فالمعنى الأصح هو أن النفوس متوحدة والأسماء متغيرة )
بالله عليك كيف فهمتها على هذه الصورة , وأنا لا أتحدث عن النفوس بل عن ما تحمل هذا النفوس , وقد سبقني أستاذي سمير في الإيضاح .
- أخيراً , قصدت في إناء ما يسمّى ( بالدشَّ) وانتشاره اللا معقول , في ديارنا واستخدامه السيّئ .
هذا وتقبلا تحياتي وتقديري .
دمتم بخير .
في أمان الله .
د. سمير العمري
18-01-2003, 12:49 AM
يا منْ أتى بالحرفِ كيفَ يشاءُ=ذهلَ الجنانُ وأكبرَ الشعراءُ
قد نلتَ منْ رتبِ الفصاحةِ رتبةً=تاقتْ لنيلِ سمائها الجوزاءُ
فاركبْ متونَ الشعرِ واستمطرْ لنا=إنَّ القلوبَ لغيثهنَّ صِداءُ
جمال حمدان
18-01-2003, 04:29 AM
نظرتُ لابيات الاخ بندر الصاعدي والتي قالها بحق أخينا سمير العمري ولاحظتُ بأنها قليلة العدد , ثرة المعاني .. فوجدتني أنقدها لما أثارت في نفسي من إحساس بآيات الإبداع والإتقان .. ورب قائل : وما بال جمال يحتفي بهذه الابيات على قلتها ! فعذري أني وجدتها من أجمل ما قرأت لاخي بندر من شعر , فالشعر لا يقاس بطوال القصائد ولا بقصيرها وإنما بمحتواه ومعانيه .. ولعلّي أعرج على الأبيات الثلاث لابين ما بها مما استهواني وجعلني أُكبر همَّة المادح والممدوح .. فأقول ..لقوله
يا من دعاك الفضل يـا معطـاءُ
................... يكفي القليلُ فكيف منـك سخـاءُ
بدأ الشاعر الصاعدي بخطابه لأخي سمير مستعيرا لسان الفضل والذي أراه لسان الشاعر لِما به وله من فضلٍ دلَّ عليه أدبه في الخطاب وسلامة ذوقه في انتقاء المفردات .. أقول .. استعمل الصاعدي – كناية عن شخصه- كلمة الفضل بما فيها من صفة وإسم لا يفترقان وجعل الفضل ينادي سميرا باسم " معطاء " مستعملا ياء المنادى ..فما أجمل وأعذب هذه الأداة والتي كان بإمكانه أن يستغني عنها بقوله مباشرة معطاءُ ..ولكن مجيئه بياء المنادى تجعلنا وكاننا نسمع بآذاننا الفضل هاتفا وبذلك نرى بأن الشاعر قد وُفِّق في إلباس المفردة مستلزمات الشخص الحيِّ الذي يستعمل جوارحه .
ولابد لنا من أن نلتفت للمنادِيْ وللمُنادَى .. فالفضلُ هو المنادِي .. وهذه غاية الإبداعُ حيث نجد بان الفضل يسبغ صفة وإسم المعطاء على المنادَى وكان لسان حال شاعرنا يقولُ بأنه لا يعرف الفضلَ لذوي الفضلِ إلا ذوو الفضلِ ..
يكفي القليلُ فكيف منـك سخـاءُ
لقد طربتُ فعلا عندما قرأتُ شنشنة الصاعدي المزدانة بالتواضع الموجزة همَّة ممدوحهِ في مفردات قليلة العدد كثيرة التبيان وتغنيك عن كل عونٍ ومدد .. فقد أتي بكلمة القليل وكنُّا نتوقع طباقا بكلمة الكثير .. ولو تأملنا كلمة القليل بأل التعريف سنجدها معرَّفة ونكره في نفس الوقت ..فمعرَّفة بأل التعريف ونكرة لعدم ردفها بتبيان القليل من ماذا ؟
ولو نظرنا لكلمة سخاءُ نجدها نكرة ومعرَّفةٌ في نفس الوقت .. فنكرة لأنها لم تسبق بأل التعريف ومعرَّفة لأنها اشتملت وتضمنت البيت بشطريه وهذا يدل على رؤية ثاقبة للشاعر وبراعة وحذقة في الصنعة ... وليت شعري كم في التنكير من جمالٍ إن جاء في محله كقولنا لمن جهلَ عمدا شخصا مشهورا كقول أحدهم ومن هو حاطم الطائي ؟ فيُردُّ عليه بـ ( هوَ هوَ)
مع تحياتي
وإلى الجزء الثاني والثالث والرابع بإذن الله
جمال حمدان
18-01-2003, 04:30 AM
الجزء الثاني
وأما البيتُ الثاني
إذ ترتوي أرض القريض نضارةً
........................... فالغيـث لفظكـمُ وأنـت سمـاءُ
بدأ شاعرنا ب " إذ " الإقرارية وكأنه يثبت حقيقةً لا مراء فيها بل هي من الثوابت فيقول ترتوي , أرض , نضارة .. ثلاث كلمات بينها انسجامٌ لارتباطها ببعضها البعض ولكنّي وقفت عند كلمة القريض فقلتها ثلاثا الله الله الله .. الله أيها الصاعدي وأنتَ تستعمل مفردات الريِّ والأرض وترينا النتاج سندسا نضرا .. و الله مرة أخرى وأنت تستبطن ما يلازم الشعر من مفردات راوٍ ويروي وراوية الشعر كي تستظهر منها قشيبة تتناسق مع الوان طيف مفرداتك .. والله للمرة الثالثة وأنت تعطف هذه المعاني على بيتكم الاول لتضيف لصفات ممدوحكَ ما هو أهلُّ لها .. ولعلني لا أبالغ إن قلتُ بأنك كنتَ عبقريا في اتمامك لصدر البيت بمعنى لا أرى أنه لا يجب إلا أن يكون كما اتيتَ به ! ففي الصدر لاحظنا الريَّ والارض والنضارة والقريض .. وفي العجزِ غيث , سماء , لفظ .. فالأرض تقابلها السماء والغيث يقابله الرَّيُّ .. والقريض يقابله اللفظ ..فما الذي يقابلُ النضار ؟ ارى بأن عبقريتك هي التي تقابل النضار حيث وظَّفت كلَّ المعاني السابقة بقولك لممدوحِكَ ( أنتَ ) .. فما أجمل أن تجعل للسماء فما وشفاةً تنطق غيثا ليهطل على أرض فيخرج نضارها .. لقد جعلتَ من نفس متلقيكَ الأرض التي اهتزتَ طربا بجميل شعرك , فألبستنا النضار فاستوجبتَ منا الشكر .
وفي البيت الثالث
وإذا بـدا ليـلًٌ .. بقولكـمُ غــدا
.......................صبحاً , وسحر الحرف منك فضاءُ
نلاحظ هنا كلمة ليل وصبح وسحر وفضاء .. فالفضاء على ما يحمله من معانِ هو الأفق والسماءُ .. والليلُ والصبح علاماتهما تبان في السماء أي بظهور القمر والنجوم وإطلالة الشمس نهارا .. وما السماءُ إلا ( الحاضنة ) لهاتين الدالّتين... هنا نجد اتساقا وتناسقا واضحا وجليا في انتقاء المفردات ولكنا إن نظرنا لما عناه الشاعر من توظيفه لهذه المفردات نقف إجلالا واحتراما له ..وهنا أعود واقول ما أجمل التنكير وإطلاق المفردة على فضاءاتها بما تحمله من معانٍ كثيرة ..فلو قال الشاعر " الليل " لاقتصر المعني على الليل الذي نعرفه .. ولكن كلمة ليل المنكرَّة جعلتنا نعرفها بكثير من المعاني تبدا بالسواد ..وتنتهي بنوائب الدهر شاملة الكثير مما ينضوي من معان بينهما ... لذا نرى الشاعر يوظف مفرداته توظيفا لطيفا رقراقا حين يقول لممدوحه بأن ببيانه وقريضة وقع السحر الذي يحيل الاشياء من صورة لصورة بطريقة خارقة وعجيبة .. فلا عجب وقد قال شفيعنا وحبيبنا عليه وآله وأصحابه الصلاة والسلام "إن من البيان لسحرا ".. ولله درّك أيها الصاعديُّ حين كنيتَ بكلمة فضاء عن ممدوحك .. فجعلته وعاءا للعطاء والغيث والسحر .. فالعطاءُ نابع من علو الهمة والغيثُ من علو المنزلة والسحر من براعة البيان .. وهذه كلها وبلا مراء تجعلنا نغبط سميرا ونثني على المادح والممدوح ..
فشكرا لكم أيها الصاعدي ولعلني أهمس بأذنكم بغبطة ومحبة وأقول :
أفديك يا ابن الصاعديِّ فاسمُكم .. صفةٌ وإسمٌ . نعمتِ الأسماءُ !
مع تحياتي
جمال حمدان
جمال حمدان
18-01-2003, 04:34 AM
الجزء الثالث
والآن آتي على ابيات اخينا سمير ..
يا منْ أتى بالحرفِ كيفَ يشاءُ
...................... ذهلَ الجنانُ وأكبرَ الشعراءُ
يبدأ أخونا بأداة النداء للصاعديِّ ولم يذكره بالإسم بل جاء بصفات له أغنت عن ذكر الإسم وأضافت للإسم وحامله " شهادة " من شاعر يعرف الفضل لأهله .. فإتيان الشاعر بالحرف كيف يشاءُ يذهلُ العقل فعلا ويجعل الشعراء يكبرون هذه القدرة وصاحبها .. وكم وفقَ الأخ سمير في " شحِّـه " واقتصاده للكلمات والتي تدل على تمكنه من توليف المعاني بمفردات قليلة ..فنعم الشُّح هنا وما أجمله .. ولننظر لـ " يا من أتي " و " كيفَ يشاءُ " و " ذُهلِ الجنانُ " واخيرا " أكبر الشعراء" نادى بصيغة " النكرة " وجاء بتعريفات للمنادى أغنت عن ذكره للاسم بل جعل صفاته تعرفنا عليه بأسماء وصفات محببة .. كأن نقول ( أنتَ يا من أذهلت الجنان ( أو يا من تأتِ بالحروف كيفما تشاء ) أو ( يا من أكبركَ الشعراءُ ) .. فلله أنتَ أيها السمير ولله جمال مفرداتك .
قد نلتَ منْ رتبِ الفصاحةِ رتبةًَ
..................... تاقتْ لنيلِ سمائها الجوزاءُ
هنا نلاحظ مفردات " رُتَب " و " رُتبة " و " سماء " و " جوزاء "
مفردات بها تجانس وتوافق حيث أن الرتبة هي الدرجة والمنزلة والسماء تعني العلو والمنزلة والجوزاء لها درجة ومنزلة في السماء .. فما أجمل " تطعيم " كلمة الفصاحة بين هذه المنازل الرفيعة حين نرى الاخ سمير يخاطب الصاعدي وكأنه يقلده أنوطة من الشكر والعرفان مُنزلا صديقه المنزلة التي يستحقها ولا نرى ذلك يتأتى إلا من علو الهمة لمنزلِ الرجال منازلها الا وهو أخونا السمير .. فلا غرو أن يخاطب اخونا السمير غابطا إياه لا حاسدا , مقرا له بمنزلته التي يستحقها عن جدارة لفصاحته وجزالة تبيانه بحيث أن الفصاحة رفعته إلى منزلة هي أعلى من منزلة الجوزاء في السماء .. فكان أخانا السمير يقول بحذقة وبراعة للصاعدي : " قد اتعبت من أتوا بعدك " فالكل يتوق للعلياء .. ولكن السمير قد رسمَ لنا فضاءا جاوز منزلة الجوزاء حتى راينا الجوزاء تتوق لها ولله كم هي عالية همتك أخي السمير إذ أنزلت أخينا الصاعدي هذه المنزلة التي استحقها بجدارة
..
جمال حمدان
18-01-2003, 04:35 AM
الجزء الرابع والأخير
وأما البيت الثالث
فاركبْ متونَ الشعرِ واستمطرْ لنا
..................... إنَّ القلوبَ لغيثهنَّ صِداءُ
هنا نرى سميرا يجسد بكلمات قليلة المتون والتي يعني بها الاخيلة وبحور الشعر وقريحة الشاعر وهمته . حاثا الصاعدي على استمطار قريحته مبينا أن القلوب عطشى لعذب مزنه .. فما أجمل استعماله لكلمة قلوب والتي شملت بطياتها النفس والذائقة والاحساس .. ولننظر لمفرداته في " أركب" " متون " " استمطر " " غيث" " صِداء " كلها مفردات متناسقة ربطت كلمة " اركب" بكلمة " قلب صادٍ"
بوركَ فيكما أيها الفارسان فقد طربتُ بهذه الابيات القليلة ورأيتني أبحر وإياكم نشوانا أقلب درر مفرداتكم وأتدثر بأردية ما وشّيتم من بديع القشيب ..
وكأني بأخي بندر كالحسنُ ابن هاني حين قال :
إذا نحنُ اثنينا عليكَ بصالح
........... فأنتَ كما نثني وفوق الذي نثني
وإن جرت الالفاظُ يوما بمدحةٍ
............. لغيركَ إنسانا فأنت الذي نعني
وكأني بأخي السمير بالرغم من جمال أبياته وتألق رده يتمثل بقصة أبي دلف حيثُ حُكي أن أبا دلف سار يوما مع اخيه معقل فرأيا امراتين . تتماشيان فقالت احداهما للأخرى هذا أبو دلف قالت نعم الذي يقول فيه الشاعر
إنما الدنيا أبو دلف
.............. بين بادية ومحتضره
فإذا ولَّىَ أبو دلف
............... ولَّت الدنيا على إثره
فبكى أبو دلف حتى جرت دموعه . فقال له معقل مالك يا خي تبكي؟ فقال لاني لم أقضِ حق الذي قال هذا , قال أولم تعطهِ مائة ألف درهم , قال والله ما في نفسي حسرة إلا لكوني لم أعطهِ مائة ألف دينار.
وأخيرا قيل في الأمثال " هذه المدحةُ فأين المنحةُ ؟ "
وجوابي شكرا لكمــــا فقد كفيتما ووفيتما
مع تحياتي
جمال حمدان
محمود مرعي
19-01-2003, 04:29 AM
تحياتي للجميع
لقد أدى الفيروس الى تغيبنا مدة قصيدة نوعا ما
وعدنا فوجدنا ما لا يسر من بعض الأخوة
تهجم تحت ستار النقد سواء هنا أو في موضوع اخر
وما كنا نتمنى رؤية الأقلام تبحث عما لا يليق بأهلها
ملاحظة عروضية فقط
( (وفـي بكـاءِ القادريـن iiمذلّـةٌ وفي سكوت العاجزيـن iiبكـاءُ)
هنا استعملت بعض الخواص لبحر الرجز من تحويل مستفعلن إلى متفعلن
وبما أننا أسلفنا أن البحر هو الكامل
فهذا لا يجوز )
يظهر لي أن الأخ هنا غير عالم بالعروض وزحافاته ، وإن كان وفق في البعض
فقد جانب الصواب هنا
يا أخي الكريم
هناك زحاف اسمه الوقص يدخل على متفاعلن فيسقط الثاني المتحرك
فتبقى التفعيلة ( مفاعلن ) وهي تشبه خبن مستفعلن
فالبيت صحيح لا خلل فيه ، فلماذا لم تتاكد قبل الحكم على البيت
تحية للجميع
بندر الصاعدي
19-01-2003, 12:21 PM
أستاذي الحبيب / سمير العمري
ما دعاني لكتابة الأبيات إلا حقٌّ في مكانتكم السامية, التي أفخر بها أن أكون بينكم حبيباً وتلميذا , أمّا ما كتبته أنت أيها الحبيب لهو وسام شرفٍ يزدان بهِ جيدي وما أعليتموني من رتبةٍ يعد كرم منكم أدعو الله سبحانه وتعالى أن أكون مستحقاً لها وأن أكون عند حسن ضنكم بي .
وإلي أستاذ الحبيب / جمال حمدان
ذو الجمال الروحي بما تعنيه الكلمة وذي قلبٍ يتسع لمن ينال المحبّة في الله .
قد فاجأتني أستاذي الكريم بأمرين وألهما نقدك لأبياتي بحد ذاتها وإظهار ما فيها من جمال وجودة .
ثانيهما قدراتك النقدية وذوقك العالي والرفيع ودرايتك الموسعة ونظرتك الثاقبة بما يحويه الشعر , فقد قرأت من قبل نقد لك لقصيدة كتبها الشاعر / سامر سكيك . وأبهرت بما لديك من علمٍ ومعرفية في النقد الموضوعي , بارك الله لكم وبكم أستاذي على ما تقدمونهُ من نقد يطور الحركة الأدبية في عالمنا العربي .
وأخيراً أشكرك من القلب الذي غمرته محبتكم من قبل على بيتكم الذي أتمنى أن أكون حقاً كما يتضمن البيت من معنى في مسار الصعود.
ولك مني :
يسابق حبُّكم نهرَ الوريدِ=فيسبقهُ إلى قلبي الودودِ
ويشهد حاميَ البيتين أنّي=حققتُ الحقَّ في قولٍ سديدِ
بندر الصاعدي
21-01-2003, 12:35 AM
أستاذي الحبيب / محمود مرعي
حمداً لله على سلامتك ,, وإن شاء الله أن يزول الفيروس حتّى تكاد تنسى اسمه , وبمرورك وما لديك من علم أستاذي أبنت ما خفي عن الغير , وبخصوص النقد حتّى وإن هدفه لتّشويه والهدم أرى في نفسي له فائدة ,
وهنا لدي سؤال بخصوص الوقص وكما نعلمه في البسيط مرّ كثيراً وما زال يلجئ إليه , أمّا في الكامل راجعت ما لدي من دواوين للعرب بمختلف العصور فلم تصادفني وربما صادفتك لغزارة علمك في العروض , هل لك أنت تزودنا زادك الله علما .
دمت بخير
في أمان الله .
محمد حمود الحميري
22-11-2014, 02:17 PM
رائع أنت يا بندر
تقبل شكري وتقديري .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir