المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا أصف ؟



أحمد الرشيدي
24-04-2009, 09:06 PM
منذ أن تلقيت أول درس لي في اللغة كأني أوطن نفسي على وصف ما سأتلقاه من سياط الليالي ، يا أساتذتي الآلام شعوب متشعبة ، فأيها أصف وأيها أترك ؟ حواء وحدها أمة من الألم ، حرمتني همسة منها ، وأنا بين أنفاسها أروح وأجيء ، وضنت عليَّ بنظرة وأنا بهدبها متشبث ، آه منك يا حواء سهامك تصيب مني كل شيء ، ثم تبقي على شعرة لا ترديني ولا تحييني ، لقد جرعتني منك فنون الألم عالمة وجاهلة ومقبلة ومدبرة ، بالله خبريني كيف لا ترينني أنت حين أكون بين عينيك ، وكيف أراك أنا حين أغمض ، وكيف لا تسمعينني ويدي كلَّت من قرع طبولك ، وكيف كيف أنا أسمع أنفاسك وبيني وبينك ألف جدار وجدار ؟!


حنانيك يا حواء لقد مال العمر مني يسعى حثيثا إلى أرذله ، كفي عني - رجاء - فذرة ألم منك ستهشم كل ذرة مني .


يا أساتذتي ماذا أصف وماذا أترك ؟


فاقة غني نفس بين لئام أثرياء ، يكدح ليله ونهاره والسبل دونه توصد منهم ، فيحتال لكسب شريف يكفي به عياله ذلا أسرف في لطمه ظلما وعدوانا .


أو قهر مقنن لسلالة مختارة قولها تنزيل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لها أن تفعل ما تشاء ، وليس له إلا أن يفعل بمشيئتهم ورضاهم ، لهم الدين مطواع ، ولهم المال مدرار ، ولهم الخلق عبيد .


أو صمت البلابل وترنم الغربان ، أو إحجام الأسد وصولة الجرذان ، أو غربة العلم وتصدر اللعب ؟!


عذرا أساتذتي ، فقد أتخمني الألم ، وأنا أخشى القلم .

هشام عزاس
24-04-2009, 09:30 PM
الجميل / أحمد الرشيدي

محيط الألم أكبر من أن تستوعبه رؤانا و تصفه أقلامنا , مهما حاولنا التمرد على صور تتشظى بين حيز رؤى و أخرى, بين حقيقة تكاد تخنق الحبر و بين حبر يكاد يخنق الحقيقة .
هو الألم بسلطته يفرض قوانين الوصف نفسه , و وطأته أحيانا تجبر العاقل على أن يتوقف عند نقطة ما خشية أن يستبد هو , إذا ما استبد صراخ الألم بجوفه .

دمت بخير و هناء

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــام

وفاء شوكت خضر
25-04-2009, 05:53 PM
أي ألم رزحت تحته روحك أخي أحمد ..
أيا أبا يوسف ..
بالله عليك خفف الوطأ ..
أهي حواء من هشمت بذرة كل ذراتك ، أم أنها سطوة من يملك السلطة والمال ..
فحكم بحكم من حكمته من النساء ؟؟

وقفت طويلا على ضفاف حرفك ..
أغرق بين حروفك متلذذة بلغة فصيحة جميلة وحكمة بليغة وصور بلاغية عميقة ..

فتقبل مكوثي هنا ..
وقبل رحيلي أترك لك وردة بيضاء بنقاء روحك .


ودي ..

منى الخالدي
27-04-2009, 11:29 PM
ومقبلة ومدبرة ، بالله خبريني كيف لا ترينني أنت حين أكون بين عينيك ، وكيف أراك أنا حين أغمض ، وكيف لا تسمعينني ويدي كلَّت من قرع طبولك ، وكيف كيف أنا أسمع أنفاسك وبيني وبينك ألف جدار وجدار ؟!







عذراً يا أحمد الرشيدي
لأنني لم أقتبس النص كلّه، فكلّ ما في هذه الصفحة حديقة
لكنّ المقتبس هنا روحه، ونبضه المميز..
هنا يا أحمد قد برزت كلّ طاقة حساسة في داخلكَ ككاتبٍ مرهف الحسّ

أقول:
ما أروعك
وآسفة لأنني نسيت احتضان الوردِ في أول تفتحه..

فاطمه عبد القادر
27-04-2009, 11:51 PM
فاقة غني نفس بين لئام أثرياء ، يكدح ليله ونهاره والسبل دونه توصد منهم ، فيحتال لكسب شريف يكفي به عياله ذلا أسرف في لطمه ظلما وعدوانا .

أو قهر مقنن لسلالة مختارة قولها تنزيل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لها أن تفعل ما تشاء ، وليس له إلا أن يفعل بمشيئتهم ورضاهم ، لهم الدين مطواع ، ولهم المال مدرار ، ولهم الخلق عبيد .

أو صمت البلابل وترنم الغربان ، أو إحجام الأسد وصولة الجرذان ، أو غربة العلم وتصدر اللعب
عذرا أساتذتي ، فقد أتخمني الألم ، وأنا أخشى القلم .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكأني أرى صمت القلم ,,وتأوهات الألم
وحين يتكلم الألم يصمت كل شيء
وأنا أيضا معك أعتقد أيها الصديق العزيز أحمد الرشيدي
أن هذا الزمن هو زمن الغربان والجرذان
وما على البلابل المساكين,, إلا الكف عن الغناء الفارغ
أو الرحيل في عالم الرحيل الدائم إلى لا شيء
وصفك الشجي آلمني
أتمناك بخير
ماسة

أحمد الرشيدي
05-05-2009, 07:12 PM
الجميل / أحمد الرشيدي

محيط الألم أكبر من أن تستوعبه رؤانا و تصفه أقلامنا , مهما حاولنا التمرد على صور تتشظى بين حيز رؤى و أخرى, بين حقيقة تكاد تخنق الحبر و بين حبر يكاد يخنق الحقيقة .
هو الألم بسلطته يفرض قوانين الوصف نفسه , و وطأته أحيانا تجبر العاقل على أن يتوقف عند نقطة ما خشية أن يستبد هو , إذا ما استبد صراخ الألم بجوفه .

دمت بخير و هناء

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــام

الحبيب هشام غراس

بدءا أود أن أشكرك جزيل الشكر على كريم حفاوتك بما حاولتُ كتابته ، وهو من طبع حرفك الذي ملأ غرسُه الواحة وردا وفلا .

الألم له فلسفة تكاد تكون أشد غموضا من القدر ، ولعله معضلة فهم القدر .. الطفل يتألم ، والطير يتألم ، والكل يتألم ، ولكننا لا نقول إلا ما يرضي الرب جل وعلا آمنا ربنا وسلمنا .

بعض الألم قد يكون دليل حماقة ، أو مغبة ذنب ..

أسعد الله قلبك في الدارين

أحمد الرشيدي
05-05-2009, 07:28 PM
أي ألم رزحت تحته روحك أخي أحمد ..
أيا أبا يوسف ..
بالله عليك خفف الوطأ ..
أهي حواء من هشمت بذرة كل ذراتك ، أم أنها سطوة من يملك السلطة والمال ..
فحكم بحكم من حكمته من النساء ؟؟

وقفت طويلا على ضفاف حرفك ..
أغرق بين حروفك متلذذة بلغة فصيحة جميلة وحكمة بليغة وصور بلاغية عميقة ..

فتقبل مكوثي هنا ..
وقبل رحيلي أترك لك وردة بيضاء بنقاء روحك .


ودي ..

دخون وفاء الموقرة

أيها الأديبة كلما رأيتُك تجوبين الواحة أيقنت بأن الجمال باقٍ فيها ، وأن الود يسري في عروق أفنانها وأوراقها ...

باعد الله بينك وبين الألم كما باعد بين المشرق والمغرب .

أنت حاضرة في القلب أختا وأديبة - فإلى أين سترحلين - ولك في قلب أخيك ورود لا تذبل ما دام فيه نبض .

حرسك الله

مينا عبد الله
05-05-2009, 07:45 PM
الاديب الاستاذ أحمد الرشيدي ...

وتحتار روحي بين البقاء متمتعة بروعة الابداع .. وبين الهرب من الحزن الذي استوطنها حين سمعت انغام الالم

يا لقسوة الانسان على الانسان ... حين لا يرحمه ولو بحرف ، او بنبض ... او بكسرة من الحب .. شربة من ماء النقاء

اخي الفاضل ... لك من التحايا اجملها مما تليق بكم استاذا واخاً

احترامي وتقديري

مينا

أحمد الرشيدي
05-05-2009, 08:08 PM
عذراً يا أحمد الرشيدي
لأنني لم أقتبس النص كلّه، فكلّ ما في هذه الصفحة حديقة
لكنّ المقتبس هنا روحه، ونبضه المميز..
هنا يا أحمد قد برزت كلّ طاقة حساسة في داخلكَ ككاتبٍ مرهف الحسّ

أقول:
ما أروعك
وآسفة لأنني نسيت احتضان الوردِ في أول تفتحه..

أيتها الخالدية لو أنك كتبتِ ( لقد مررت ) ، لكان ذلك وحده منك وحدك - أيتها الصديقة الرائعة - كثيرا ، ولكني أيتها الأديبة أطمع ببديع حرفك الذي لا يمل جمالا ونقاء ، فأكثري منه رجاء في صفحاتي .

دائما لك الصدر متى قدمتِ وأنى كنت

حرسك الله

حسنية تدركيت
05-05-2009, 10:51 PM
أشياء كثيرة نعجز أحيانا على وصفها

أخي الكريم الأديب أحمد الراشيدي

تقبل مروري المتواضع