تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لأنكِ مني



راضي الضميري
27-04-2009, 03:21 AM
لك عندي ما ليس لي ؛ ولي فيك ما ليس لأحد.

أذوب وأنا أمارس دور العاشق ؛ و أتوه بعيدًا عنك في صحاري المنفى أراقب حديقة برتقال رسمتها في خيالي ، وتركت حلمي ليس مني ولا بيدي ، مركبي اليتيم تاه على شواطئ حزني وأشرعتي محطمة ، لو أستطيع..

لكِِ عندي ما ليس لي ، فؤاد قطّعه الهوى ، وبقية من غُرف لم يسكنها أحد غيرك ، وحبائل قهري ما زالت تدور لتصنع مني طاحونة دونكوشيتية وأدور في اتجاه معاكس لعقارب زمني كيلا أموت عليك غمّا ، طال البعاد ، ولك عندي كل ما لديّ ، عيناي وبقايا جفوني ، يا ليْتك تعلمين كم أحبُّكِ .

لكِ عندي ما ليس لي ، لك ماء الحياة ومزهرية وضعت فيها بقايا دمي ، لعينيك كل الورود والشوك انتزعته بيدي ، نامي واتركِ عنكِ بعض الهموم ، لا تحلمي بتكشيرة ذئب ، و لا تفكري بمقصلة الحيرة ، ولا تعتذري عن شموخك ، نامي قليلًا ودعيني أواجه هذه الريح العقيم , فلك عندي ما ليس لي ، روحي فداك لو تعلمين كم أحبُّكِ لو تعلمين .

و لي عندك ما ليس لأحد ، ليّ الماضي العتيق ، وبعض سنابل قمح وحبة زيتون ، ومهباج جدي ، وذكريات نورس كان يرافقني حين كنت أجوب حقولك ذات مساء ، طائرًا مع زقزقة العصافير فوق سنابل القمح . لم أنس كيف يكون العشق ، لكنّني لم أعد أعرف من أي نافذة أصل إليك ، خذلتك ولم يكن بيدي ، ونجم سهيل غاب ولم يعد ، وهذا القمر أصبح محاقًا في كل الشهور غاب عني ولم يدرِ بحالي ، والجزر في البحر تمادى في غيّه ، لا ماء يصلني بك ، ولم يعد هناك من يعينني ، والشوق إليك يطول ؛ أين أنا منك ؟ أحبُّكِ .

ذات صباح قرّرت أنْ أطير مع الطيور لأعانق سماءك المشتعلة ، و صنعت من أبجديتي نشيدًا للعبور ، وأربعون حولا ما زلوا يحدّقون بي ، و حراس هبل وبعل يلاحقونني ، ركبت فوق السحاب وتركت أشرعتي ، وسقط الحمام فوق الغيوم شهيدا ، وعرفت أنّي لن أصل إليكِ ، كم خذلتك حين خذلتك ، وكم احترقت خجلًا مني و منك ، ضعت فيك كثيرًا ولم يبق فيَّ موطئ قدم للخسارة ، ولم يبق لديّ متسع من الوقت لأحلم من جديد ، والوقت ينام في خاصرة الروح ، والأسطورة ترفض التنازل عن أعشاش الغراب ، هكذا ينام الوقت حين لا يجد الرجال متسعًا من الحرية ، يختزل نفسه ليموت طريح الفراش ، وانتبهنا إلى غيابنا بغتة في حفل صمت مهيب ، ليموت معها الحمام وينكسر الهديل في حضرة الغياب ، وتصبح العنقاء نعامة وهي لم تولد بعد ، ويخرج طائر الفينيق على هيئة حمار يطلب اللجوء الإنساني من جلادي عصرنا الجديد .

بايعت أحزاني على أنْ أموت بصمت ، بعد ضياع المهر بين الصبر والقهر ، تقتلني شماتة عدوي ، كيف السبيل لمداواة جرحي ؟ كيف السبيل لاحتضان عينيك بجفون قلبي لأخبئك بعيدًا عن النّاس ؛ بعيدًا عن نظرات الذئاب ومتطفلي هذا الزمن العجيب ؟.

أحبّكِ وما بالقلب حيلة للوصول إلى شاطئ الأمان ، متّ فيك قبل أنْ أولد وشيّعت بقايا أغنيتي في آخر بيت للقصيد عنوانه أنتِ ، لو تعلمين كم أخشى عليك من بعدي ؛ بعد أنْ أموت فيكِ وأرحل وترحلين ..

آهٍ لو تعلمين كم أحبُكِ ليْتك تعلمين .

علاء عيسى
27-04-2009, 03:55 AM
الله على حرفك
أخى
راضى
استمتعت جدا جدا جدا بكم الرومانسية الشفافة هنا
تلك الأحرف زهرت صباحى بأجمل الزهور
وعطرته بباقة عطر طيبة
" صباحك سكر "
لكِ عندي ما ليس لي ، لك ماء الحياة ، ومزهرية وضعت فيها بقايا دمي ، لعينيك كل الورود ، والشوك انتزعته بيدي
الله على الجمال
" بايعت أحزاني على أنْ أموت بصمت ، بعد ضياع المهر بين الصبر والقهر ، تقتلني شماتة عدوي ، كيف السبيل لمداواة جرحي ؟ كيف السبيل لاحتضان عينيك بجفون قلبي لأخبئك بعيدًا عن النّاس بعيدًا عن نظرات الذئاب ومتطفلي هذا الزمن العجيب ؟.
حرفك يأبى الا ان يكون جميلاً
لو تعلمين كم أخشى عليك من بعدي ؛ بعد أن أموت فيكِ وأرحل وترحلين ..
استمتعت بالبقاء هنا
وشرفت بأن اكون اول المعانقين
آهْ لو تعلمين كم أحبُكِ ليْتك تعلمين ..

سالم العلوي
27-04-2009, 07:11 AM
على تقصير شديد مني في الولوج إلى نوافذ توءم الشعر
لكن شريط العناوين أخذني إلى نافذتك يا أبا حمزة من غير حول مني ولا قوة ..
لأجد عاشقا لا ككل العاشقين .. يبعث الرسالة تلو الرسالة لقلب محبوبته القريبة البعيدة ..
ما ألطف وأرق ما نزفته عواطفك أخي هنا .. ذلك هو العشق حينما لا يترجل حتى آخر رمق ..
دمت جميلا محلقا عاشقا متطلعا للقاء ..
وتقبل خالص الحب والتقدير من قلب أخيك ..

صهيب توفيق
27-04-2009, 09:15 AM
آهٍ لو تعلمين كم أحبُكِ ليْتك تعلمين .

أخي العزيز راضي /
أي خاتمة هذه التي ختمت بها معزوفتك الرقيقة، أحسستها تنم عن مشاعر مدفونة تنبت زهراً زكي العطر.
صدقت أخي اه لو تعلمين ويا ليتها تعلم......
لك مني جزيل الشكر والتقدير

ثائر الحيالي
27-04-2009, 09:32 AM
لك عندي ما ليس لي ؛ ولي فيك ما ليس لأحد.

أذوب وأنا أمارس دور العاشق ؛ و أتوه بعيدًا عنك في صحاري المنفى أراقب حديقة برتقال رسمتها في خيالي ، وتركت حلمي ليس مني ولا بيدي ، مركبي اليتيم تاه على شواطئ حزني وأشرعتي محطمة ، لو أستطيع..

لكِِ عندي ما ليس لي ، فؤاد قطّعه الهوى ، وبقية من غُرف لم يسكنها أحد غيرك ، وحبائل قهري ما زالت تدور لتصنع مني طاحونة دونكوشيتية وأدور في اتجاه معاكس لعقارب زمني كي لا أموت عليك غمّا ، طال البعاد ، ولك عندي كل ما لديّ ، عيناي وبقايا جفوني ، يا ليْتك تعلمين كم أحبُّكِ .

لكِ عندي ما ليس لي ، لك ماء الحياة ومزهرية وضعت فيها بقايا دمي ، لعينيك كل الورود والشوك انتزعته بيدي ، نامي واتركِ عنكِ بعض الهموم ، لا تحلمي بتكشيرة ذئب ، و لا تفكري بمقصلة الحيرة ، ولا تعتذري عن شموخك ، نامي قليلًا ودعيني أواجه هذه الريح العقيم , فلك عندي ما ليس لي ، روحي فداك لو تعلمين كم أحبُّكِ لو تعلمين .

و لي عندك ما ليس لأحد ، ليّ الماضي العتيق ، وبعض سنابل قمح وحبة زيتون ، ومهباج جدي ، وذكريات نورس كان يرافقني حين كنت أجوب حقولك ذات مساء ، طائرًا مع زقزقة العصافير فوق سنابل القمح . لم أنس كيف يكون العشق ، لكنّني لم أعد أعرف من أي نافذة أصل إليك ، خذلتك ولم يكن بيدي ، ونجم سهيل غاب ولم يعد ، وهذا القمر أصبح محاق في كل الشهور غاب عني ولم يدرِ بحالي ، والجزر في البحر تمادى في غيّه ، لا ماء يصلني بك ، ولم يعد هناك من يعينني ، والشوق إليك يطول ؛ أين أنا منك ، أحبُّكِ .

ذات صباح قرّرت أنْ أطير مع الطيور لأعانق سماءك المشتعلة ، و صنعت من أبجديتي نشيدًا للعبور ، وأربعون حولا ما زلوا يحدّقون بي ، و حراس هبل وبعل يلاحقونني ، ركبت فوق السحاب وتركت أشرعتي ، وسقط الحمام فوق الغيوم شهيدا ، وعرفت أنّي لن أصل إليكِ ، كم خذلتك حين خذلتك ، وكم احترقت خجلًا مني و منك ، ضعت فيك كثيرًا ولم يبق بي موطئ قدم للخسارة ، ولم يبق لي متسع من الوقت لأحلم من جديد ، والوقت ينام في خاصرة الروح ، والأسطورة ترفض التنازل عن أعشاش الغراب ، هكذا ينام الوقت حين لا يجد الرجال متسعًا من الحرية ، يختزل نفسه ليموت طريح الفراش ، وانتبهنا إلى غيابنا بغتة في حفلة صمت مهيب ، ليموت معها الحمام وينكسر الهديل في حضرة الغياب ، وتصبح العنقاء نعامة وهي لم تولد بعد ، ويخرج طائر الفينيق على هيئة حمار يطلب اللجوء الإنساني من جلادي عصرنا الجديد .

بايعت أحزاني على أنْ أموت بصمت ، بعد ضياع المهر بين الصبر والقهر ، تقتلني شماتة عدوي ، كيف السبيل لمداواة جرحي ؟ كيف السبيل لاحتضان عينيك بجفون قلبي لأخبئك بعيدًا عن النّاس ؛ بعيدًا عن نظرات الذئاب ومتطفلي هذا الزمن العجيب ؟.

أحبّكِ وما بالقلب حيلة للوصول إلى شاطئ الأمان ، متّ فيك قبل أنْ أولد وشيّعت بقايا أغنيتي في آخر بيت للقصيد عنوانه أنتِ ، لو تعلمين كم أخشى عليك من بعدي ؛ بعد أنْ أموت فيكِ وأرحل وترحلين ..

آهٍ لو تعلمين كم أحبُكِ ليْتك تعلمين .



الاستاذ راضي الضميري


رائق وموغل في الوجع في ذات الوقت هذا الكم الهائل من حشد الاحاسيس الصادقة..


اعدت القراءة لمرتين لأعب من هذا المنهل العذب..

سلمت..وسلم مدادك..

محبتي

هشام عزاس
27-04-2009, 04:40 PM
الجميل المبدع / راضي الضميري

هو لسان العاشق عندما يتغنى بمحبوبته الأبدية , و يستعرُ الشوق نيرانا يحرق أوردته المتلهفة للعنـاق .
هي الممزوجة بكَ الممنوعة عنك , تقتفي في دروب الكلِم خطواتها المزروعة فيكَ وردًا لا يخلو من شوك .
هي الأرض ينازعكَ الشوق إليها و يجلدكَ واقع الحال فيها , هي رائحة التراب تتجسدُ عشقا لا يماثله عشق , و غصنُ زيتون يؤرخ ملحمة حب فريد , يترنحُ بين قدسية الواجب و قلة الحيلة , يتصارعُ و رؤى يذكيها لهيب العتاب و اللوم , فتتشظى الحروف من بين أنامل ما استطاع البعدُ أن يمنعها من ملامسة سنبلة البقاء .
هي الأرضُ معشوقتكَ الأبدية , و لحن صوتكَ الشجيّ يغردُ فوق أغصان زيتونها , فهي منكَ و فيك , و أنتَ منكَ و لها , و سيأتي موسم حصاد الأسى و القهر عاجلا أم آجلا .

لكَ مني و لمشاعركَ أيها الفذ بالغ التقدير .

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

فاطمه عبد القادر
27-04-2009, 08:01 PM
و لي عندك ما ليس لأحد ، ليّ الماضي العتيق ، وبعض سنابل قمح وحبة زيتون ، ومهباج جدي ، وذكريات نورس كان يرافقني حين كنت أجوب حقولك ذات مساء ، طائرًا مع زقزقة العصافير فوق سنابل القمح . لم أنس كيف يكون العشق ، لكنّني لم أعد أعرف من أي نافذة أصل إليك ، خذلتك ولم يكن بيدي ، ونجم سهيل غاب ولم يعد ، وهذا القمر أصبح محاق في كل الشهور غاب عني ولم يدرِ بحالي ، والجزر في البحر تمادى في غيّه ، لا ماء يصلني بك ، ولم يعد هناك من يعينني ، والشوق إليك يطول ؛ أين أنا منك ؟ أحبُّكِ .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راضي الضميري
نثرت اللؤلؤ في كل النص ,,فجاء شعرا بديعا ,جميلا, ورائعا
أوغلت في المشاعر ,,فتولدت لديك صورا مدهشة تخلب الألباب
هذه المحبوبة ,,ليست بشرا مثل الجميع ,,أتصور أنها فوق مستوى البشر
ومن في الدنيا تستحق هذا الحب الكبير المتفوق على نفسه ؟؟
عشق سرمدي مثل هذا ,؟والكلمات هنا ما كانت إلا زخّات مطر,, أو زخّات دموع!!!!! لا بد أن يكون عشقا من نوع آخر
أبدعت أيها العزيز ,,وجاء نثرك أبلغ الأشعار ,,بل أجمل وأكمل
تحياتي للريشة الساحرة الفنّانة بحق
ودمت بكل هذا الجمال
ماسة

وفاء شوكت خضر
27-04-2009, 10:16 PM
نبتت زهور البنفسج هنا على سطورك بعبقها وجمالها الحزين ..
نص كانت فيه الصور عميقة مؤثرة وكأن أنفاسك وتنهداتك هي الموسيقى التصويريه للنص ،
رغم الحزن المسيطر عليه لكنه أعطى حسا جميلا من خلال التصوير البديعي ، والتشبيهات التي
اضفت جمالا للنص بشكل يجدذب الملتقي ليبقى متأملا هذا الوجع الذي يراه جميلا بتصويرك .


أخي راضي ..
اكتب ولا تحرمنا فيض هذا الحرف ..
انثر الحزن وستنبت على السطور الورود ..


ودي .

حسنية تدركيت
28-04-2009, 01:40 AM
نص رائع وفاق الروعة والجمال كثيرا

شكرا لك

د. نجلاء طمان
28-04-2009, 07:19 AM
سلمت لكَ وسلمتَ لها؛ من وهبتكَ هذا الفيض من الإحساس, لينطق لنا قلمكَ فوق صفحات أعيننا بكلمات من همسٍ أغرقنا.

تقبل فقر قلمي أمام هذا النبض المدوي

التثبيت إكرامًا لعينيها وحزنك المنساب أنهارًا فوق صفحات الخضراء

غاية تقديري

فدوى يومة
29-04-2009, 06:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موجع عندما نحاول أن نرتق جراحنا تصل إليها أيادي الآخرين لتزيد من اتساع الجرحـ
الفاضل راضي
سيعلن الكلام تمرده على عالم الصمت كي يمحي تلك الشماتة المرسومة على محيى العدو
وسأعود دوما لأتذكر أنه كان
لها عندك ما ليس لك ؛ ولك فيها ما ليس لأحد.
تقدري وامتناني لك والتحية

خليل حلاوجي
03-05-2009, 08:52 AM
هذا حرف خليق بانتمائه لدوحة النقاء ...

والارتقاء

..


لنا الله ناصراً ..

سحر الليالي
04-05-2009, 01:28 AM
أخي الفاضل [ راضي الضميري]
:
ونص ينبض بالكثير من الجمال ..
حرف حلق بي
شكرا و لا تفي للجمال النابض هنا المترف بالروعة.

سلمت ودام قلمك

لك خالص تقديري وتراتيل ورد

يسرى علي آل فنه
05-05-2009, 01:29 AM
لك عندي ما ليس لي ؛ ولي فيك ما ليس لأحد.
أذوب وأنا أمارس دور العاشق ؛ و أتوه بعيدًا عنك في صحاري المنفى أراقب حديقة برتقال رسمتها في خيالي ، وتركت حلمي ليس مني ولا بيدي ، مركبي اليتيم تاه على شواطئ حزني وأشرعتي محطمة ، لو أستطيع..
لكِِ عندي ما ليس لي ، فؤاد قطّعه الهوى ، وبقية من غُرف لم يسكنها أحد غيرك ، وحبائل قهري ما زالت تدور لتصنع مني طاحونة دونكوشيتية وأدور في اتجاه معاكس لعقارب زمني كيلا أموت عليك غمّا ، طال البعاد ، ولك عندي كل ما لديّ ، عيناي وبقايا جفوني ، يا ليْتك تعلمين كم أحبُّكِ .
لكِ عندي ما ليس لي ، لك ماء الحياة ومزهرية وضعت فيها بقايا دمي ، لعينيك كل الورود والشوك انتزعته بيدي ، نامي واتركِ عنكِ بعض الهموم ، لا تحلمي بتكشيرة ذئب ، و لا تفكري بمقصلة الحيرة ، ولا تعتذري عن شموخك ، نامي قليلًا ودعيني أواجه هذه الريح العقيم , فلك عندي ما ليس لي ، روحي فداك لو تعلمين كم أحبُّكِ لو تعلمين .
و لي عندك ما ليس لأحد ، ليّ الماضي العتيق ، وبعض سنابل قمح وحبة زيتون ، ومهباج جدي ، وذكريات نورس كان يرافقني حين كنت أجوب حقولك ذات مساء ، طائرًا مع زقزقة العصافير فوق سنابل القمح . لم أنس كيف يكون العشق ، لكنّني لم أعد أعرف من أي نافذة أصل إليك ، خذلتك ولم يكن بيدي ، ونجم سهيل غاب ولم يعد ، وهذا القمر أصبح محاقًا في كل الشهور غاب عني ولم يدرِ بحالي ، والجزر في البحر تمادى في غيّه ، لا ماء يصلني بك ، ولم يعد هناك من يعينني ، والشوق إليك يطول ؛ أين أنا منك ؟ أحبُّكِ .
ذات صباح قرّرت أنْ أطير مع الطيور لأعانق سماءك المشتعلة ، و صنعت من أبجديتي نشيدًا للعبور ، وأربعون حولا ما زلوا يحدّقون بي ، و حراس هبل وبعل يلاحقونني ، ركبت فوق السحاب وتركت أشرعتي ، وسقط الحمام فوق الغيوم شهيدا ، وعرفت أنّي لن أصل إليكِ ، كم خذلتك حين خذلتك ، وكم احترقت خجلًا مني و منك ، ضعت فيك كثيرًا ولم يبق فيَّ موطئ قدم للخسارة ، ولم يبق لديّ متسع من الوقت لأحلم من جديد ، والوقت ينام في خاصرة الروح ، والأسطورة ترفض التنازل عن أعشاش الغراب ، هكذا ينام الوقت حين لا يجد الرجال متسعًا من الحرية ، يختزل نفسه ليموت طريح الفراش ، وانتبهنا إلى غيابنا بغتة في حفل صمت مهيب ، ليموت معها الحمام وينكسر الهديل في حضرة الغياب ، وتصبح العنقاء نعامة وهي لم تولد بعد ، ويخرج طائر الفينيق على هيئة حمار يطلب اللجوء الإنساني من جلادي عصرنا الجديد .
بايعت أحزاني على أنْ أموت بصمت ، بعد ضياع المهر بين الصبر والقهر ، تقتلني شماتة عدوي ، كيف السبيل لمداواة جرحي ؟ كيف السبيل لاحتضان عينيك بجفون قلبي لأخبئك بعيدًا عن النّاس ؛ بعيدًا عن نظرات الذئاب ومتطفلي هذا الزمن العجيب ؟.
أحبّكِ وما بالقلب حيلة للوصول إلى شاطئ الأمان ، متّ فيك قبل أنْ أولد وشيّعت بقايا أغنيتي في آخر بيت للقصيد عنوانه أنتِ ، لو تعلمين كم أخشى عليك من بعدي ؛ بعد أنْ أموت فيكِ وأرحل وترحلين ..
آهٍ لو تعلمين كم أحبُكِ ليْتك تعلمين .
أخي الكريم الراقي راضي الضميري
للحب نبض لاينتهي وللوطن حب لايتكرر
وللفقد رفرفات روح لاتهدأ.
ولسوف يعطيك ربك فترضى
دمت طيب النفس راقياً

مينا عبد الله
05-05-2009, 01:47 PM
الله ... وكفى

لقد ألجمني الجمال والروعة والابداع

حياك الله في كل حين اخي الفاضل راضي الضميري

احترامي

مينا

راضي الضميري
07-05-2009, 12:32 AM
الله على حرفك
أخى
راضى
استمتعت جدا جدا جدا بكم الرومانسية الشفافة هنا
تلك الأحرف زهرت صباحى بأجمل الزهور
وعطرته بباقة عطر طيبة
" صباحك سكر "
لكِ عندي ما ليس لي ، لك ماء الحياة ، ومزهرية وضعت فيها بقايا دمي ، لعينيك كل الورود ، والشوك انتزعته بيدي
الله على الجمال
" بايعت أحزاني على أنْ أموت بصمت ، بعد ضياع المهر بين الصبر والقهر ، تقتلني شماتة عدوي ، كيف السبيل لمداواة جرحي ؟ كيف السبيل لاحتضان عينيك بجفون قلبي لأخبئك بعيدًا عن النّاس بعيدًا عن نظرات الذئاب ومتطفلي هذا الزمن العجيب ؟.
حرفك يأبى الا ان يكون جميلاً
لو تعلمين كم أخشى عليك من بعدي ؛ بعد أن أموت فيكِ وأرحل وترحلين ..
استمتعت بالبقاء هنا
وشرفت بأن اكون اول المعانقين
آهْ لو تعلمين كم أحبُكِ ليْتك تعلمين ..



أخي الفاضل علاء عيسى

والله يا عزيزي كلامك يشرح الصدر ويعطينا دفعا للأمام .

وأنا سعيد بتواجدك الجميل ، بارك الله فيك أخي الكريم.

تقديري واحترامي

حنان الجرة
07-05-2009, 12:38 AM
ماذا اقول
رائعة وكفى
الجمت قلمي

راضي الضميري
11-05-2009, 12:38 AM
على تقصير شديد مني في الولوج إلى نوافذ توءم الشعر
لكن شريط العناوين أخذني إلى نافذتك يا أبا حمزة من غير حول مني ولا قوة ..
لأجد عاشقا لا ككل العاشقين .. يبعث الرسالة تلو الرسالة لقلب محبوبته القريبة البعيدة ..
ما ألطف وأرق ما نزفته عواطفك أخي هنا .. ذلك هو العشق حينما لا يترجل حتى آخر رمق ..
دمت جميلا محلقا عاشقا متطلعا للقاء ..
وتقبل خالص الحب والتقدير من قلب أخيك ..

صديقي الحبيب الشاعر الأديب سالم العلوي

أسعدتني بمرورك وكلامك الجميل وهو ما قلت نعم ، وحتى الرمق الأخير وعندما أترجل فقط سأتوقف .

جميل مرورك أيها الصديق .

تقديري واحترامي

راضي الضميري
11-05-2009, 03:39 AM
أخي العزيز راضي /
أي خاتمة هذه التي ختمت بها معزوفتك الرقيقة، أحسستها تنم عن مشاعر مدفونة تنبت زهراً زكي العطر.
صدقت أخي اه لو تعلمين ويا ليتها تعلم......
لك مني جزيل الشكر والتقدير

أخي العزيز صهيب

تقودنا المشاعر أحيانًا فنخرج كل ما بقلوبنا دفعة واحدة ، بعض الناس قد لا يفهمون هذه اللغة وما تعنيها ، وبعضهم يقدرها ، وأنا أقدر كلماتك الرائعة التي سكبتها بكل روعة في متصفحي المتواضع .

شكرًا لك صديقي .

كن بخير

راضي الضميري
11-05-2009, 03:41 AM
الاستاذ راضي الضميري


رائق وموغل في الوجع في ذات الوقت هذا الكم الهائل من حشد الاحاسيس الصادقة..


اعدت القراءة لمرتين لأعب من هذا المنهل العذب..

سلمت..وسلم مدادك..

محبتي


أخي العزيز ثائر

ما وقد أعدت القراءة مرتين فهذا من طيب أصلك وأناقتك ورقتك ، وهذا شرف كبير لي يا صديقي .

شكرًا لك

كن بخير

راضي الضميري
11-05-2009, 03:43 AM
الجميل المبدع / راضي الضميري

هو لسان العاشق عندما يتغنى بمحبوبته الأبدية , و يستعرُ الشوق نيرانا يحرق أوردته المتلهفة للعنـاق .
هي الممزوجة بكَ الممنوعة عنك , تقتفي في دروب الكلِم خطواتها المزروعة فيكَ وردًا لا يخلو من شوك .
هي الأرض ينازعكَ الشوق إليها و يجلدكَ واقع الحال فيها , هي رائحة التراب تتجسدُ عشقا لا يماثله عشق , و غصنُ زيتون يؤرخ ملحمة حب فريد , يترنحُ بين قدسية الواجب و قلة الحيلة , يتصارعُ و رؤى يذكيها لهيب العتاب و اللوم , فتتشظى الحروف من بين أنامل ما استطاع البعدُ أن يمنعها من ملامسة سنبلة البقاء .
هي الأرضُ معشوقتكَ الأبدية , و لحن صوتكَ الشجيّ يغردُ فوق أغصان زيتونها , فهي منكَ و فيك , و أنتَ منكَ و لها , و سيأتي موسم حصاد الأسى و القهر عاجلا أم آجلا .

لكَ مني و لمشاعركَ أيها الفذ بالغ التقدير .

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام


صديقي العزيز هشام

ومثلك يفهمني ويعرف لماذا أكتب وكيف ومتى

صديقي العزيز

ربما لا تسعفنا ذاكرتنا وقد لا تطاوعنا على قول المزيد بعد الآن .

وربما نحاول .. من يدري

تعلم كم أحبك

كن بخير

راضي الضميري
11-05-2009, 03:46 AM
و لي عندك ما ليس لأحد ، ليّ الماضي العتيق ، وبعض سنابل قمح وحبة زيتون ، ومهباج جدي ، وذكريات نورس كان يرافقني حين كنت أجوب حقولك ذات مساء ، طائرًا مع زقزقة العصافير فوق سنابل القمح . لم أنس كيف يكون العشق ، لكنّني لم أعد أعرف من أي نافذة أصل إليك ، خذلتك ولم يكن بيدي ، ونجم سهيل غاب ولم يعد ، وهذا القمر أصبح محاق في كل الشهور غاب عني ولم يدرِ بحالي ، والجزر في البحر تمادى في غيّه ، لا ماء يصلني بك ، ولم يعد هناك من يعينني ، والشوق إليك يطول ؛ أين أنا منك ؟ أحبُّكِ .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راضي الضميري
نثرت اللؤلؤ في كل النص ,,فجاء شعرا بديعا ,جميلا, ورائعا
أوغلت في المشاعر ,,فتولدت لديك صورا مدهشة تخلب الألباب
هذه المحبوبة ,,ليست بشرا مثل الجميع ,,أتصور أنها فوق مستوى البشر
ومن في الدنيا تستحق هذا الحب الكبير المتفوق على نفسه ؟؟
عشق سرمدي مثل هذا ,؟والكلمات هنا ما كانت إلا زخّات مطر,, أو زخّات دموع!!!!! لا بد أن يكون عشقا من نوع آخر
أبدعت أيها العزيز ,,وجاء نثرك أبلغ الأشعار ,,بل أجمل وأكمل
تحياتي للريشة الساحرة الفنّانة بحق
ودمت بكل هذا الجمال
ماسة





امامك أقف بكل تواضع أيتها الماسة الحقيقية ، وتخذلني أبجديتي المتواضعة وشهادتك هذه مصدر فخر واعتزاز لي.

قد نغير الموجة الآن وقد نعبر بشكل واضح وصريح عن حقيقة ما نشعر به في مرحلة النور القادمة بعد انقشاع عتمة ها الصبح الذي رفض أن يأتي ورفضنا أن نذعن له .

وقد أزحناها بعزمنا الذي هو إرادتنا التي تأبى الخضوع والانكسار.

ماسة حقيقية

كوني بخير

راضي الضميري
11-05-2009, 03:49 AM
نبتت زهور البنفسج هنا على سطورك بعبقها وجمالها الحزين ..
نص كانت فيه الصور عميقة مؤثرة وكأن أنفاسك وتنهداتك هي الموسيقى التصويريه للنص ،
رغم الحزن المسيطر عليه لكنه أعطى حسا جميلا من خلال التصوير البديعي ، والتشبيهات التي
اضفت جمالا للنص بشكل يجدذب الملتقي ليبقى متأملا هذا الوجع الذي يراه جميلا بتصويرك .


أخي راضي ..
اكتب ولا تحرمنا فيض هذا الحرف ..
انثر الحزن وستنبت على السطور الورود ..


ودي .

أيتها الأخت والأم الحنون

يا الله كم أرتاح عندما أرى حروفك تعطر متصفحي المتواضع .

لا تقلقي سنكتب وسنكتب ولكن بقلم ولغة أخرى ولن تخرج عن إطارها الذي هو نحن وما نعبر عنه بكل صدق لم نلمسه ربما في لغة الآخرين.

لك كل الاحترام والتقدير أيتها الكبيرة بقلبها وبأدبها الجم.

كوني بخير

راضي الضميري
11-05-2009, 03:51 AM
نص رائع وفاق الروعة والجمال كثيرا

شكرا لك
بل الرائع مرورك الكريم يا ندى الصبار

فمجرد تواجدك في هذا المتصفح المتواضع شرف كبير لي

كوني بخير

راضي الضميري
11-05-2009, 03:53 AM
سلمت لكَ وسلمتَ لها؛ من وهبتكَ هذا الفيض من الإحساس, لينطق لنا قلمكَ فوق صفحات أعيننا بكلمات من همسٍ أغرقنا.
تقبل فقر قلمي أمام هذا النبض المدوي
التثبيت إكرامًا لعينيها وحزنك المنساب أنهارًا فوق صفحات الخضراء
غاية تقديري

سلمك الله أختنا الأديبة القديرة د نجلاء طمان وبارك الله فيك.

وأشكرك على التثبيت فهذا كرم كبير قد لا نستحقه ، ولغتك الراقية ستظل مصدر فخر واعتزاز كبيرين بالنسبة لي

كوني بخير

راضي الضميري
11-05-2009, 03:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موجع عندما نحاول أن نرتق جراحنا تصل إليها أيادي الآخرين لتزيد من اتساع الجرحـ
الفاضل راضي
سيعلن الكلام تمرده على عالم الصمت كي يمحي تلك الشماتة المرسومة على محيى العدو
وسأعود دوما لأتذكر أنه كان
لها عندك ما ليس لك ؛ ولك فيها ما ليس لأحد.
تقدري وامتناني لك والتحية


الوجع لغة قد يعرفها الآخرين إلا من وراء الشاشة ، والدنيا شاشة كبيرة والمتفرجون ما أكثرهم .

يبقى لكل فصل طقوسه الخاصة ولغته الخاصة .

شكرًا لمرورك الكريم

كوني بخير

راضي الضميري
11-05-2009, 04:03 AM
هذا حرف خليق بانتمائه لدوحة النقاء ...

والارتقاء

..


لنا الله ناصراً ..

وأي ارتقاء أكثر من تعبيرك الرائع أيها الخليل


لنا الله في كل حين وبدونه نحن لا شيء

أشكرك على حسن تعبيرك وبارك الله فيك .

كن بخير

راضي الضميري
11-05-2009, 04:05 AM
أخي الفاضل [ راضي الضميري]
:
ونص ينبض بالكثير من الجمال ..
حرف حلق بي
شكرا و لا تفي للجمال النابض هنا المترف بالروعة.

سلمت ودام قلمك

لك خالص تقديري وتراتيل ورد


وهذا النبض يصبح أكثر سعادة عندما يكون لأخت عزيزة مثلك بضع كلمات ولا أروع تنير متصفحه .

كوني بخير

راضي الضميري
11-05-2009, 04:07 AM
أخي الكريم الراقي راضي الضميري
للحب نبض لاينتهي وللوطن حب لايتكرر
وللفقد رفرفات روح لاتهدأ.
ولسوف يعطيك ربك فترضى
دمت طيب النفس راقياً

وللنبض ذبذباته الخاصة والتي قد لا يفهمها إلا أناس بمثل رقيك وللوطن حب لا يعرفة إلا الأوفياء والأنقياء مثلك.

سعدت بحضورك الكريم أختي العزيزة .

كوني بخير

راضي الضميري
11-05-2009, 04:10 AM
الله ... وكفى
لقد ألجمني الجمال والروعة والابداع
حياك الله في كل حين اخي الفاضل راضي الضميري
احترامي
مينا

وأي جمال أروع من حضورك ومرورك الكريم ، والإبداع لغة نتعلم منها في مدرسة رقيك .

يسعدني تواجدك في هذا المتصفح المتواضع والله وألف شكر لكِ .

كوني بخير

راضي الضميري
11-05-2009, 04:13 AM
ماذا اقول
رائعة وكفى
الجمت قلمي

بل الروعة في مرورك الكريم ، وهذا الذي ألجم قلمك ألجم قلمنا أيضا ولم نعد ندري ما نقول سوى ألف شكر لكِ .


كوني بخير