المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دورة الحياة...



صهيب توفيق
02-05-2009, 03:11 PM
http://www.ahram.org.eg/archive/2009/3/21/44661_14m.jpg

وقفَ في شرفةِ منزلِهِ قبلَ غروبِ الشمسِ بساعةٍ يُطِلُ على حيِّه الجميل فيرى فيه جمالَ عالمِه الصغير.
جيرانٌ تتحدثونَ وأطفالٌ يلعبونَ ،أنغامُ موسيقى تأتي منْ مِذياعِ صاحبِ البقالة الذي يُطربُ الحيَ بأنغامٍ شرقيةٍ أصيلة، فيصغي لها رغمَ صغرِ سِنهِ ويطيرُ معها لتُشَكلَ لهُ أحلامَه الصغيرة،لا يوقفها إلا لحظات اندماجِها بصوتِ نقراتِ نرجيلةِ العم (أبو أحمد ) ودخانها الذي ينفُخُه في الهواءِ ليشكلَ لوحاتٍ خُطت بريشَةِ فنانٍ، فتُحيلُ المكانَ إلى بستانٍ أخضر فوقه سماء تتراقصُ فيها أحلامُ طفلٍ صغيرٍ.
دفءٌ لا يعرفٌه إلا هو،لا يحسه إلا من تذوقه.
مضت به السنينَ وأرادَ العودةَ للوطنِ والحيِ الذي لم يعرف معنى الدفءِ إلا بينَ جنباته .
بدأَ الحنينُ للماضي يدقٌ بابَ قلبِه وينقُشٌ عليه ذكرياتٍ جميلةٍ.
عادَ إلى وطنِه وحيِّه وكله وشوق لتلكَ الذكريات ، وصلَ إلى بيتِه وقبلَ الغروبِ أحسَّ بقُشعَريرةٍ في جَسَدِهِ حَرَكَتِ الماضي في ذاتِه وحَمَلَته على أَكُفٍّ من الذكريات ، وَقَفَ في الشُرفَةِ مٌبتَسِماً ينتظرُ إشباعَ نَهَمِه.
أغلقَ أُذُنَيهِ وحَبَسَ أنفاسَه وعادَ مُسرِعاً إلى غُرفتِه.
2/5/2009

أم المجد
03-05-2009, 09:08 AM
الله يا صهيب على دورة الحياة التي نقلتنا فيها بين جنبات الماضي
وتطحننا حتى نصل إلى الحاضر الذي نحيا
هل تريد أن توصل لنا أن عالم البراءة يقتصر على الطفولة ونفتقده في يومنا ؟
ربما لو نظرنا حولنا سنرى قلوبا بريئة تحتوينا بصدق
هذا من ناحية المعنى والفكرة
أما الصورة المصحوبة أو مسحوبة من النص ففيها أيضا جودة
أتمنى لك التوفيق من كل قلبي ولا تحرمنا من إبداعك .

صهيب توفيق
03-05-2009, 03:16 PM
أختي العزيزة ام المجد/
كم انا سعيد كونك اول من صافح كلماتي فهذا يعطيني وسام فخر اضعه على صدري
هي البراءة التي نعشقها دائما ونسعد بالتعامل مع من يتصفون بها.
أسعد بقرائتك التفصيلة للنص واتمنى ان اكون عند حسن الظن
لك مني ارق تحية ومعها اجمل باقة ورد

حسنية تدركيت
03-05-2009, 08:35 PM
ليتها كانت أطول

قصة شيقة جدا , تقبل مروري أخي الكريم

صهيب توفيق
04-05-2009, 09:58 AM
اختي العزيزة حسنية /
سعيد جدا بمرورك بين حروفي
والحمد لله ان ما أكتب ينال إعجابك
فاقبلي مني تحية عطرة

ريمة الخاني
10-05-2009, 10:24 AM
مازال هذا القلم الطاهر النابض بالهم الانساني الراقي يجذبني
دمت بخير ونقاء
واهلا بك ام المجد اشتقنا لك

صهيب توفيق
10-05-2009, 01:44 PM
اختي العزيزة والمبدعة ام فراس/
سعادتي كبيرة بمرو أديبة متألقة وصاحبة قلم كبير بين حروفي وكلماتي
أعجبابك ما أكتب يعطيني دفعة للاستمرار وافخر انني تلميذ في مدرسة إبداعك وفضلك لا ينسى ابدا
لك خالص التحية والتقدير

راضي الضميري
10-05-2009, 11:34 PM
أخي العزيز صهيب

ثمّة أمور قد ننساها وتأخذنا الأيام وتبحر بنا لنشرق ونغرب لكن البيت الذي ولدنا فيه ، والحارة التي تربينا فيها لا يمكن أن تنسى أبدا

إنه الوطن ، يا للغربة والفراق والبعد عن الأحبة ومشارطها اللعينة كيف تمزق أفئدتنا أيها العزيز

نص رائع

كن بخير

صهيب توفيق
11-05-2009, 01:54 PM
اخي العزيز راضي/
لك خالص الشكر على مرورك وقراءتك لنصي
اعجابك به زاده رونقاً
لك تحية عطرة

مازن لبابيدي
15-05-2009, 06:43 AM
أخي الأديب المبدع صهيب توفيق
قصة جميلة بل قل لقطة رائعة من فيلم الحياة ، صورت ببساطتها الممتنعة تجربة حياتية من الأهمية بمكان .
تمكنت في سطور قليلة من الانتقال بالقارئ عبر ثلاث محطات عمرية مع التركيز على مرحلة الطفولة التي صاغت التجربة البيئية النفسية للبطل ورسخت فيه قيمها ، ثم محطة عابرة سريعة بقدر قلة تأثيرها في السياق لتصل إلى مرحلة الحنين والعودة ومن ثم الصدمة والخاتمة الجميلة الموفقة التي اختزلت بها كل ما يمكن أن يقال من التغيير والفساد والتعقيد ..و..و.
هي بحق دورة حياة
سلمت يداك ودمت بخير

صهيب توفيق
16-05-2009, 12:10 PM
أخي العزيز مازن لبابيدي/
مرورك أسعدني كثيراً فهو دل على اهتمامك بالحرف
ردك يدل على قراءة عميقة للنص وتحليل الحرف بأسلوب راق دل على إدراك عميق
وكم انا بحاجة إلى نصائح أمثالك وتوجيهاته لأكمل خطاي نحو عالم الكتابة
دمت بكل ود ولك تحية

ربيحة الرفاعي
07-01-2014, 11:22 PM
كانت للحياة ملامح دافئة جميلة ومختلفة افتقدها من لم يغيبوا عن الساحة فكيف بمن غابوا ليجدوها بعد عودتهم انمحت عن بكرة أبيها!

قصّ ماتع بحبكة طيبة وأداء سلس انتقل بالقارئ مع البطل عبر مرحلتين رئيستين صورتا التحول الاجتماعي بما حمل من انهيار
بمهارة تصويرية ملفتة

دمت بخير

تحاياي

خلود محمد جمعة
11-01-2014, 10:55 PM
أعدتني بشرفتك الى قريتي التي لا اذكر من طفولتي غير حقولها وبيوتها وطرقاتها
لأعود بعد ما يقارب العشر سنين فلا أجد فيها الا خيبة الطفولة
أجدت الوصف و السرد والحرف
اسجل إعجابي
دمت بخير
مودتي وتقديري

نداء غريب صبري
06-04-2014, 01:47 AM
قصة إنسانية معبرة، تحدثت عن عمر البطل أو أعمارنا بمراحله المختلفة
الأسلوب ممتع والسرد جميل

شكرا لك أخي

بوركت

صهيب توفيق
14-07-2014, 10:31 AM
خلود /
بداية تقبلي اعتذاري لتأخري فيالرد على مشاركتك وإنما هي دورة الحياة تعصف بنا دائما
مرورك جميل أشكرك عليه واتشرف به

صهيب توفيق
14-07-2014, 10:33 AM
نداء /
ربما شدني الحنيني الى واحتنا الغالية فاحسست بمدى تقصيري فيحقها
شكرا لمرورك الجميل الذي بعث في روحي املا بالعودة من جديد

ناديه محمد الجابي
14-07-2014, 12:21 PM
مهما ابتعدنا أو تغربنا تظل الأرض التي أول ما رأت عيناك وتغلغلت في رئتيك أنسامها
ولعبت بين أحجارها هى التي تشدك إليها حبال الحنين ـ فلإذا ما عدت بكل الشوق تصاب
بخيبة الأمل لإختلاف الواقع عن الصورة القابعة في الخيال.
لوحة أنيقة بتصوير رائع وسرد ماتع ونهاية موفقة أجدت نسجها
تحياتي.

صهيب توفيق
15-07-2014, 04:22 PM
نادية الجابي/
شكرا لهذا المرور الجميل والحمد لله ان ما اكتب قد نال اعجابك
تقبلي التحية

رويدة القحطاني
01-09-2014, 12:17 AM
ما يتركه الإنسان في بلده لا يجده بعد أن يعود فكل شيء يتغير وغالبا للأسوأ للأسف
نص إنساني مؤثر يلامس الوجدان.