تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شياطين المدينة !



أحمد جمعة
02-05-2009, 05:09 PM
إهداء
إلى نصفي الآخر هناك ، حيث النور المقدس ، والحجارة العتيقة ، حيث التاريخ يتلفع برداء من نور وآخر من حبر نبعه من دمي .. أهدي ما خطت يميني .

لم يدر لم شعر قلبه بالانقباض وهو يتسلم هذه الرسالة الزرقاء ولا إلى هذا القلق الخفي المتسرب إلى أعماقه ولكنه استعاذ بالله وفض الغلاف وأخذت عيناه تلتهمان الرسالة في سرعة وما أن انتهى حتى زاغت عيناه ودار رأسه وكاد يسقط لولا أن تشبّت بمقبض الباب في قوة
نعم لقد صدقت أحلك مخاوفه
كانت الرسالة من ما يسمى ببلدية أورشليم القدس وفيها إخطار بهدم البيت غدا صباحا بحجة عدم الترخيص
الترخيص !!
ابتسم في مرارة كاد ينفطر لها كبده فالله وحده يعلم كم بذل من جهد في سبيل الحصول على هذا الترخيص ولكنه اكتشف أن الوصول إلى القمر والعودة منه أيسر بكثير من الحصول على هذا الترخيص ..حيث كان يواجه بالإهمال المتعمد والسخرية والتسويف المتكرر ..
والموظفون ..
آآه من الموظفين ...
كانوا يواجهونه بالسخرية والاستهزاء وبشتائم يخجل من قولها أحط البشر وأدناهم .. ويقولون له بصراحة أنه لن يحصل على هذا الترخيص طوال حياته ..
والآن يطالبونه بالترخيص !!
شعور مرير بالعجز والبأس يتسلل إلى أعماقه ..
أغمض عينيه في ألم مكبوت..
تناهى إلى سمعه صوت امرأته وهي تسأله :
- " من الذي جاء يا حسن ؟ "
- " شياطين المدينة !! "
- " شياطين المدينة ؟؟!! "
رددتها الزوجة مندهشة قبل أن تقبل عليه مكملة في جزع :
- " حسن أي شياطين تقصد . إنك تخيفني "
نظر إليها ملياّ نظرات غريبة . فوجئت به .. لكأنه شخص آخر غير حسن زوجها التي تعرفه بل وتحفظه عن ظهر قلب ..
- " ألا تعرفين شياطين المدينة ؟؟ "
بسخرية مريرة أكمل وقد علا صوته :
- " إنهم البلدية الموقرة يا عزيزتي .. وماذا يريدون ؟؟ .. يريدون تنظيف الشارع الجميل من بيتنا القذر والذي يسيء إلى سمعته وهذا لن يتأتى إلا بهدمه وجلوسنا على الرصيف نلتحف السماء ونفترش الأرض "
ارتج عليها .. لم تستوعب جيدا هذه الطلقات المتتابعة من فم زوجها .. إنها كارثة .. بل ومصيبة . فأين سيذهبون ؟ .. بل كيف يعيشون بعد اليوم ؟؟ ...
في رجاء يطل من العيون الدامعة :
- " ألا يمكننا أن نعترض في المحكمة ؟ "
- " أنت تحلمين .. حتى تصدر المحكمة قرارها – المؤيد للهدم – سنكون ننتظر الحكم على أنقاض المنزل المهدم .. "
- " والآن ماذا سنفعل "
- " ننتظر شياطين المدينة "

حسام القاضي
06-05-2009, 09:01 PM
شياطين المدينة
عنوان لافت جذبني للمتابعة
تتوارى ضروريات خلف بعض المظاهر
التي في كثير من الأحيان لا تسمن ولا تغني من جوع

أرى العنوان أيضاً "شياطين المدنية " فقد جرت علينا المدنية
الكثير من الأهوال.

تقديري واحترامي

أحمد جمعة
06-05-2009, 09:47 PM
شياطين المدينة
عنوان لافت جذبني للمتابعة
تتوارى ضروريات خلف بعض المظاهر
التي في كثير من الأحيان لا تسمن ولا تغني من جوع
أرى العنوان أيضاً "شياطين المدنية " فقد جرت علينا المدنية
الكثير من الأهوال.
تقديري واحترامي

أستاذي الفاضل ( حسام القاضي )
أتشرف بمرورك ، وأتواضع أمام طرحك ورأيك .
تزينت صفحتي بمرورك سيدي
تقبل احترامي

حسنية تدركيت
06-05-2009, 10:45 PM
قصة صورت الواقع لنا كما هو فعلا مؤلم وجائر

ولعل شياطين المدينة ينتقم الله منهم ذات يوم

أبدعت أخي في هذه القصة فشكرا لك

أحمد جمعة
07-05-2009, 12:51 AM
قصة صورت الواقع لنا كما هو فعلا مؤلم وجائر

ولعل شياطين المدينة ينتقم الله منهم ذات يوم

أبدعت أخي في هذه القصة فشكرا لك


أخيتي ( حسنية تدركيت )
تتحفينني دوما بمرورك العطر ، وتأبين إلا وضع بصمتك في المكان تنشر عبقا من أريج المحبة في الله
شياطين المدينة إلى زوال أختاه - طال الزمن أم قصر - ومغيب الشمس الطول يؤذن بقرب الفجر بإذن الله
ودي واحترامي

ناديه محمد الجابي
17-07-2019, 06:19 PM
كانت الرسالة من ما يسمى ببلدية أورشليم القدس وفيها
إخطار بهدم البيت غدا صباحا بحجة عدم الترخيص .

قصة موجعة تحكي واقعا ظالما يعيشه الفلسطنيون
فكرة أليمة ألبستها ثوبا قشيبا من الأدب الجميل.
فك الله الكرب ـ ولك تحياتي وتقديري.
:009::005::009:

أحمد عيسى
20-07-2019, 12:36 PM
في النهاية استكانة للواقع وكنت أود لو كان التمرد على الواقع، كما آلمتني النهاية في القصة الرمزية لزكريا تامر: النمور في اليوم العاشر، حتى أنني كتبت قصة بعنوان النمور في اليوم الحادي عشر وتنبأت فيها بثورة النمور على مدربها.. فالظلم لا بد وينتهي..
قلم جميل أخي أحمد/ كل التقدير

ناديه محمد الجابي
20-07-2019, 01:04 PM
شعور غريب هو شعوري تجاه الواحة ـ وكأنها بيتي، وكأنم كلكم أولادي
الذيت رحلوا وتركوا بيتهم .. فأظل أعيد وأقرأ واستمتع بكنوز فكر وأدب كتبتوها وتركتم
فإذا ما رأيت أسم أحدكم أكاد أهلل فرحة بلقاءه..
أحمد عيسى .. سواء كنت قد جأت لترحل من جديد أو لتمكث ـ فأنا أرحب بك
وبقلمك الذي يسعدني القراءة له .. قلم أجله وأحبه وأحترمه..
فأهلا بك...
:0014::noc::pr:

أحمد عيسى
22-07-2019, 02:17 PM
شعور غريب هو شعوري تجاه الواحة ـ وكأنها بيتي، وكأنم كلكم أولادي
الذيت رحلوا وتركوا بيتهم .. فأظل أعيد وأقرأ واستمتع بكنوز فكر وأدب كتبتوها وتركتم
فإذا ما رأيت أسم أحدكم أكاد أهلل فرحة بلقاءه..
أحمد عيسى .. سواء كنت قد جأت لترحل من جديد أو لتمكث ـ فأنا أرحب بك
وبقلمك الذي يسعدني القراءة له .. قلم أجله وأحبه وأحترمه..
فأهلا بك...
:0014::noc::pr:


الغالية نادية

صدقاً لم أقضٍ -عبر الفضاء الرقمي- في حياتي كلها أوقاتاً أجمل من هذه التي قضيتها هنا وفي ملتقى أدبي آخر وبنفس الفترة تقريباً ، المشكلة أنني رحلت لقلة التفاعل، وقلة التفاعل نتجت ليست كشيء شخصي ضدي وانما لأن رواد المنتديات انخفض كثيراً لصالح مواقع التواصل الاجتماعي، لكني دائماً أتذكر بيتي ومكاني الذي تعلمت فيه واستفدت وأرجو أن أكون أفدت أيضاً.
أعدك أنني سأكون بالقرب باذن الله، اشتياقي لكم جميعاً وشكراً على هذا الترحاب الأنيق في صفحة الصديق أحمد جمعة وليعذرنا لتطفلنا عليه.