مشاهدة النسخة كاملة : لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
خميس لطفي
03-05-2009, 07:39 PM
لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
.
.
مهداة إلى الشاعر الكبير : يحيى السماوي
مبدع :" لماذا تأخرتِ دهراً عليّا ؟! "
أقولُ ،
وقد وَهَنَ العَظْمُ مِنِّي ،
لِمن ، في صبايَ ، تغرَّبْتُ عنها ،
وظلَّتْ تعيشُ ،
وتسكنُ فيَّا :
هنا ،
حيث دام المؤقتُ دهراً ،
وكدتُ أموتُ اشتياقاً ، وقهراً ،
أحاولُ تقريبَ ذاتي ، لذاتي
وتذويبَ كلِّ الفروقِ التي ،
بين مسقط رأسي ،
وهذا الشتاتِ
وتهذيبَ ما لهما من صفاتِ
أُضيفُ لهذا ،
وأنقِصُ من ذاكَ ، شيَّا فشيَّا
إلى أن يصيرَ الثرى ،
كالثريَّا ..!
أحاولُ إقناعَ نفسي ،
بأنَّ جميعَ الترابِ سواءٌ ،
وأنِّي غداً ،
سأكونُ على ما يرامُ ،
وسيَّانَ عندي ،
إذا عُدتِ ،
أو لم تعودي ، إليَّا !
هنا قمرٌ ،
ونجومٌ ، وشمسٌ ،
كتلكَ التي ، في سمائكِ كانت ،
وأرضٌ ،
أسيرُ عليها ، وأبكي ،
وأشربُ من مائها ، وأعيشُ ،
وأشهقُ منها هواءً نقياً
هنا ، حيث قارَبَ حزني مداهُ
وبتُّ كظيماً ،
بدأتُ أشكُّ ،
بأني غداً سوف آتي بصيراً ،
فأنتِ قميصُكِ ضاعَ ،
ولا شيءَ ، بعدكِ ،
يرجعُ لي ناظريَّا ..!
هنا ، لي عصايَ التي
أتوكَّأُ ، حين أسيرُ ، عليها ،
ولا أستطيعُ ، بها ، أن أهشُّ ،
على أي شيءٍ ،
وما ليَ فيها ، مآربُ أخرى ،
أنا ، يا حبيبةُ ، ما عُدتُ ذاكَ الصغيرَ ،
الذي تعرفينَ ،
فمِن كِبَري ، قد بلغتُ عِتِيَّا ..
فوا أسفي !
هل أقولُ "عليكِ " ؟! ، تُرى
أم أقولُ " عليَّا " !؟
بدأتُ أشكُّ ، بأنِّي سأبقى ،
إلى أن أراكِ تعودينَ ، حيَّا !
فكيفَ ، وأنتِ رفيقةُ عمري
سأنفضُ منكِ ،
ومني يديَّا ؟!
أحاولُ ، في آخر الوقتِ ، أن أسبقَ الوقتَ
أسرعتُ ، أبدعتُ ،
أعددتُ ، لابني ، الوصايا ،
ودوَّنتُ ما كان لي ، منذ كنتُ ،
وما لم يكنْ لي ،
ليصبحَ ، بعدي ، عليهِ ، وصيَّا
أحاولُ أن أسبقَ الوقتَ ،
أن أضعَ اللمساتِ الأخيرةَ ،
في اللحظاتِ الأخيرةِ ،
تبَّاً !
تذكَّرتُ ، جاري الذي كان أصغر مني
ببضع سنينَ ، ومات حديثاً ،
فموتي من الشوقِِ ،
يا نخلةً في " النصيراتِ " ،
كانت ، إذا ما رأتني ،
تُساقِطُ حوليَ ، حَبَّا جنيَّا
ويا بحرَ " غزةَ " ، لا تنتظرْني !
وسلِّمْ على شطك الذهبيِّ ، ورملٍ ،
لهوتُ عليه ، صبيَّا ..
ويا كلَّ من عرفوني صغيراً ،
سلامي ، لمن لم يمتْ بعدُ منكم !
أنا اسمي " خميسُ " ،
فهل تذكرونَ " خميسَ الصبيَّ الشقيَّا " ؟!
أنا المتفائلُ ،
أصبحتُ أحيا على ذكرياتي ،
ولا أتخيَّلُ أنَّا سنرجعُ يوماً
لنلعبَ ، مثل زمانٍ ، سويَّا ..!
.
.
.
أقولُ ،
أقولُ كلاماً غريباً ،
وأعجبُ منهُ ومني ،
إذا ما رجعتُ إليهِ ،
وفكَّرتُ فيه مليَّا ..!
أنا المتفائلُ ،
والمتشائمُ ،
والمتسرعُ ،
والمتردِّدُ ،
والمتعدِّدُ ،
والـ ..
لستُ أدري ! ،
أحبكِ ، يا بلدي ، وكأني
جُننتُ ، وما عدت شخصاً سويَّا !
.
.
.
أقولُ ،
لِمن باع " حُلْمَ رجوعي" الجميلَ الذي ،
كانَ أجملَ شيءٍ ، لديَّا
لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
وفاوضتَ باسمي ؟!
وعن كل شيءٍ ،
تنازلتَ باسمي ؟!
لماذا ، وصوتُ رصاصِ العدوِّ يُدوِّي ،
هنا وهنالكَ ، في كل يومِ
تفرُّ ، وتتركني للكلابِ ،
لتنهش لحمي وعظمي ؟!
وأينَ رصاصُك أنتَ ،
متى ،
سوف نسمعُ صوتاً ، لهُ ،
ودويَّا ؟!
.
.
أقولُ ،
لمن صنع المعجزاتِ ،
ومرَّغَ ، في وحل "غزةَ " ،
أنفَ الغزاةِ ،
سَلِمتَ ،
وعشتَ عزيزاً أبيَّا ..
.
مجذوب العيد المشراوي
04-05-2009, 08:02 AM
الله .. لهذه التثبيت للذكرى القويّة وللشعر الجميل
الدكتور ماجد قاروط
04-05-2009, 08:05 AM
يستطيع المرء أن يدرك مدى الخصب الفني الذي تنطوي عليه هذه القصيدة اللافتة .
و الواقع أننا أمام مشهد فني حداثي متطور
يعمل بكل تقنيات الحداثة عبر الصورة و الانزياحات الكبيرة و المكثفة
مودتي الكبيرة
مازن لبابيدي
04-05-2009, 09:17 AM
أقولُ ،
لِمن باع " حُلْمَ رجوعي" الجميلَ الذي ،
كانَ أجملَ شيءٍ ، لديَّا
لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
وفاوضتَ باسمي ؟!
وعن كل شيءٍ ،
تنازلتَ باسمي ؟!
لماذا ، وصوتُ رصاصِ العدوِّ يُدوِّي ،
هنا وهنالكَ ، في كل يومِ
تفرُّ ، وتتركني للكلابِ ،
لتنهش لحمي وعظمي ؟!
وأينَ رصاصُك أنتَ ؟،
متى ،
سوف نسمعُ صوتاً ، لهُ ،
ودويَّا ؟!
.
.
أقولُ ،
لمن صنع المعجزاتِ ،
ومرَّغَ ، في وحل "غزةَ " ،
أنفَ الغزاةِ ،
سَلِمتَ ،
وعشتَ عزيزاً أبيَّا ..
========================
أخي الشاعر المبدع خميس لطفي
قصيدة سامقة بديعة الصور لطيفة الإيقاع .
تحيتي وتقديري لفنك الجميل .
أحمد وليد زيادة
04-05-2009, 10:43 AM
قرأتُها غَيْرَ مَرَّة...
إنَّ الشاعر الذي يجيد الكتابة العمودية أيَّما إجادة..لقادرٌ على الغوص في عالم جديد من الروعة الحديثة
محبتي
مولود خلاف
04-05-2009, 01:22 PM
بارك الله فيك اخي خميس
قلت فأحسنت بل وأجدت
لا فض فوك
تحياتي
عبد القادر رابحي
04-05-2009, 11:04 PM
لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
.
.
مهداة إلى الشاعر الكبير : يحيى السماوي
مبدع :" لماذا تأخرتِ دهراً عليّا ؟! "
أقولُ ،
وقد وَهَنَ العَظْمُ مِنِّي ،
لِمن ، في صبايَ ، تغرَّبْتُ عنها ،
وظلَّتْ تعيشُ ،
وتسكنُ فيَّا :
هنا ،
حيث دام المؤقتُ دهراً ،
وكدتُ أموتُ اشتياقاً ، وقهراً ،
أحاولُ تقريبَ ذاتي ، لذاتي
وتذويبَ كلِّ الفروقِ التي ،
بين مسقط رأسي ،
وهذا الشتاتِ
وتحويرَ ما لهما من صفاتِ
أُضيفُ لهذا ،
وأنقِصُ من ذاكَ ، شيَّا فشيَّا
إلى أن يصيرَ الثرى ،
كالثريَّا ..!
أحاولُ إقناعَ نفسي ،
بأنَّ جميعَ الترابِ سواءٌ ،
وأنِّي غداً ،
سأكونُ على ما يرامُ ،
وسيَّانَ عندي ،
إذا عُدتِ ،
أو لم تعودي ، إليَّا !
هنا قمرٌ ،
ونجومٌ ، وشمسٌ ،
كتلكَ التي ، في سمائكِ كانت ،
وأرضٌ ،
أسيرُ عليها ، وأبكي ،
وأشربُ من مائها ، وأعيشُ ،
وأشهقُ منها هواءً نقياً
هنا ، حيث قارَبَ حزني مداهُ
وبتُّ كظيماً ،
بدأتُ أشكُّ ،
بأني غداً سوف آتي بصيراً ،
فأنتِ قميصُكِ ضاعَ ،
ولا شيءَ ، بعدكِ ،
يرجعُ لي ناظريَّا ..!
هنا ، لي عصايَ التي
أتوكَّأُ ، حين أسيرُ ، عليها ،
ولا أستطيعُ ، بها ، أن أهشُّ ،
على أي شيءٍ ،
وما ليَ فيها ، مآربُ أخرى ،
أنا ، يا حبيبةُ ، ما عُدتُ ذاكَ الصغيرَ ،
الذي تعرفينَ ،
فمِن كِبَري ، قد بلغتُ عِتِيَّا ..
فوا أسفي !
هل أقولُ "عليكِ " ؟! ، تُرى
أم أقولُ " عليَّا " !؟
بدأتُ أشكُّ ، بأنِّي سأبقى ،
إلى أن أراكِ تعودينَ ، حيَّا !
فكيفَ ، وأنتِ رفيقةُ عمري
سأنفضُ منكِ ،
ومني يديَّا ؟!
أحاولُ ، في آخر الوقتِ ، أن أسبقَ الوقتَ
أسرعتُ ، أبدعتُ ،
أعددتُ ، لابني ، الوصايا ،
ودوَّنتُ ما كان لي ، منذ كنتُ ،
وما لم يكنْ لي ،
ليصبحَ ، بعدي ، عليهِ ، وصيَّا
أحاولُ أن أسبقَ الوقتَ ،
أن أضعَ اللمساتِ الأخيرةَ ،
في اللحظاتِ الأخيرةِ ،
تبَّاً !
تذكَّرتُ ، جاري الذي كان أصغر مني
ببضع سنينَ ، ومات حديثاً ،
فموتي من الشوقِِ ،
يا نخلةً في " النصيراتِ " ،
كانت ، إذا ما رأتني ،
تُساقِطُ حوليَ ، حَبَّا جنيَّا
ويا بحرَ " غزةَ " ، لا تنتظرْني !
وسلِّمْ على شطك الذهبيِّ ، ورملٍ ،
لهوتُ عليه ، صبيَّا ..
ويا كلَّ من عرفوني صغيراً ،
سلامي ، لمن لم يمتْ بعدُ منكم !
أنا اسمي " خميسُ " ،
فهل تذكرونَ " خميسَ الصبيَّ الشقيَّا " ؟!
أنا المتفائلُ ،
أصبحتُ أحيا على ذكرياتي ،
ولا أتخيَّلُ أنَّا سنرجعُ يوماً
لنلعبَ ، مثل زمانٍ ، سويَّا ..!
.
.
.
أقولُ ،
أقولُ كلاماً غريباً ،
وأعجبُ منهُ ومني ،
إذا ما رجعتُ إليهِ ،
وفكَّرتُ فيه مليَّا ..!
أنا المتفائلُ ،
والمتشائمُ ،
والمتسرعُ ،
والمتردِّدُ ،
والمتعدِّدُ ،
والـ ..
لستُ أدري ! ،
أحبكِ ، يا بلدي ، وكأني
جُننتُ ، وما عدت شخصاً سويَّا !
.
.
.
أقولُ ،
لِمن باع " حُلْمَ رجوعي" الجميلَ الذي ،
كانَ أجملَ شيءٍ ، لديَّا
لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
وفاوضتَ باسمي ؟!
وعن كل شيءٍ ،
تنازلتَ باسمي ؟!
لماذا ، وصوتُ رصاصِ العدوِّ يُدوِّي ،
هنا وهنالكَ ، في كل يومِ
تفرُّ ، وتتركني للكلابِ ،
لتنهش لحمي وعظمي ؟!
وأينَ رصاصُك أنتَ ؟،
متى ،
سوف نسمعُ صوتاً ، لهُ ،
ودويَّا ؟!
.
.
أقولُ ،
لمن صنع المعجزاتِ ،
ومرَّغَ ، في وحل "غزةَ " ،
أنفَ الغزاةِ ،
سَلِمتَ ،
وعشتَ عزيزاً أبيَّا ..
.
هنا،
أخي الكريم لطفي،
بلغت ذروة الألق في التعبير عن حرقة البعد و أمل العودة
نص حزين.. و رِؤية تتسامق مع الألم الدفين..
فرج الله الكربة
و أبدلها قربا
و القصيدة تستحق أكثر من وقفة..
تقبل مروري
عبد القادر
درهم جباري
05-05-2009, 11:10 AM
لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
.
.
مهداة إلى الشاعر الكبير : يحيى السماوي
مبدع :" لماذا تأخرتِ دهراً عليّا ؟! "
أقولُ ،
لمن صنع المعجزاتِ ،
ومرَّغَ ، في وحل "غزةَ " ،
أنفَ الغزاةِ ،
سَلِمتَ ،
وعشتَ عزيزاً أبيَّا ..
.
وأنا معك أقول له :( سَلِمتَ ،
وعشتَ عزيزاً أبيَّا .. )
وسلمت وعشت شاعرنا المدهش / خميس ..
فلا يضاهي يحي إلا خميس
فيحي نبض العراق
وخميس نبض فلسطين
وكلاهما يهيم بمعشوق واحد كلنا نغبطهما عليه
سلمتما للضاد وللشعر ولنا
ولكما معا حبي الغزير وإعجابي الكبير .
سالم العلوي
05-05-2009, 07:22 PM
الله
الله
الله
من ألم الغربة يحفر الإبداع لوحته الخالدة ..
ما أجمل ما تكتب أيهاالخميس المتدفق شعرا ..
وشكرا للسماوي الكبير أن حرضك على هذه الخريدة الفريدة .. الحزينة السعيدة .
أبشر فإن دوام الحال - أيها الحبيب - من المحال، وإن غدا لناظره قريب ..
دمت بخير وعافية وألق ..
محسن شاهين المناور
05-05-2009, 10:40 PM
أخي الحبيب خميس لطفي
نعم من اخترت وأهديت
القصيدة قوية بكل معنى الكلمة وهي
أشبه ماتكون بسيرة ذاتية لقضية شعب
وليس فردا وكلمات تقطر ألما وحزنا
لله درك أخي الحبيب
دمت بكل الخير
خميس لطفي
06-05-2009, 01:42 AM
الله .. لهذه التثبيت للذكرى القويّة وللشعر الجميل
أشكرك أخي العزيز مجذوب ، على مرورك الجميل ، وعلى كل شيء
دمت رائعا
الطنطاوي الحسيني
06-05-2009, 09:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذنا خميس تأتي بالمدهش دوما
رائع ورمزياتك وجميل بمقابلاتك
فنطويك وشعرك بين الاضالع طيا
دمت مبداعا رائعا
عبدالملك الخديدي
06-05-2009, 10:54 PM
بورك فيك أيها الشاعر الرائع بحق ...
هم يذكرون خميس الصبي الشقي
وأنا هنا أرى الشاعر الكبير خميس لطفي
تقبل أجمل التحايا
خميس لطفي
07-05-2009, 01:50 AM
يستطيع المرء أن يدرك مدى الخصب الفني الذي تنطوي عليه هذه القصيدة اللافتة .
و الواقع أننا أمام مشهد فني حداثي متطور
يعمل بكل تقنيات الحداثة عبر الصورة و الانزياحات الكبيرة و المكثفة
مودتي الكبيرة
شرفتني بمرورك الجميل أخي الدكتور ماجد
ما أسعدني بك
مودتي
خميس لطفي
07-05-2009, 01:52 AM
أقولُ ،
لِمن باع " حُلْمَ رجوعي" الجميلَ الذي ،
كانَ أجملَ شيءٍ ، لديَّا
لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
وفاوضتَ باسمي ؟!
وعن كل شيءٍ ،
تنازلتَ باسمي ؟!
لماذا ، وصوتُ رصاصِ العدوِّ يُدوِّي ،
هنا وهنالكَ ، في كل يومِ
تفرُّ ، وتتركني للكلابِ ،
لتنهش لحمي وعظمي ؟!
وأينَ رصاصُك أنتَ ؟،
متى ،
سوف نسمعُ صوتاً ، لهُ ،
ودويَّا ؟!
.
.
أقولُ ،
لمن صنع المعجزاتِ ،
ومرَّغَ ، في وحل "غزةَ " ،
أنفَ الغزاةِ ،
سَلِمتَ ،
وعشتَ عزيزاً أبيَّا ..
========================
أخي الشاعر المبدع خميس لطفي
قصيدة سامقة بديعة الصور لطيفة الإيقاع .
تحيتي وتقديري لفنك الجميل .
الأخ الشاعر الرائع مازن
أشكرك على مرورك الجميل ، وأعتز برأيك
تقبل الود كله
ودمت بألف خير
يحيى السماوى
07-05-2009, 08:45 AM
لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
.
.
مهداة إلى الشاعر الكبير : يحيى السماوي
مبدع :" لماذا تأخرتِ دهراً عليّا ؟! "
أقولُ ،
وقد وَهَنَ العَظْمُ مِنِّي ،
لِمن ، في صبايَ ، تغرَّبْتُ عنها ،
وظلَّتْ تعيشُ ،
وتسكنُ فيَّا :
هنا ،
حيث دام المؤقتُ دهراً ،
وكدتُ أموتُ اشتياقاً ، وقهراً ،
أحاولُ تقريبَ ذاتي ، لذاتي
وتذويبَ كلِّ الفروقِ التي ،
بين مسقط رأسي ،
وهذا الشتاتِ
وتهذيبَ ما لهما من صفاتِ
أُضيفُ لهذا ،
وأنقِصُ من ذاكَ ، شيَّا فشيَّا
إلى أن يصيرَ الثرى ،
كالثريَّا ..!
أحاولُ إقناعَ نفسي ،
بأنَّ جميعَ الترابِ سواءٌ ،
وأنِّي غداً ،
سأكونُ على ما يرامُ ،
وسيَّانَ عندي ،
إذا عُدتِ ،
أو لم تعودي ، إليَّا !
هنا قمرٌ ،
ونجومٌ ، وشمسٌ ،
كتلكَ التي ، في سمائكِ كانت ،
وأرضٌ ،
أسيرُ عليها ، وأبكي ،
وأشربُ من مائها ، وأعيشُ ،
وأشهقُ منها هواءً نقياً
هنا ، حيث قارَبَ حزني مداهُ
وبتُّ كظيماً ،
بدأتُ أشكُّ ،
بأني غداً سوف آتي بصيراً ،
فأنتِ قميصُكِ ضاعَ ،
ولا شيءَ ، بعدكِ ،
يرجعُ لي ناظريَّا ..!
هنا ، لي عصايَ التي
أتوكَّأُ ، حين أسيرُ ، عليها ،
ولا أستطيعُ ، بها ، أن أهشُّ ،
على أي شيءٍ ،
وما ليَ فيها ، مآربُ أخرى ،
أنا ، يا حبيبةُ ، ما عُدتُ ذاكَ الصغيرَ ،
الذي تعرفينَ ،
فمِن كِبَري ، قد بلغتُ عِتِيَّا ..
فوا أسفي !
هل أقولُ "عليكِ " ؟! ، تُرى
أم أقولُ " عليَّا " !؟
بدأتُ أشكُّ ، بأنِّي سأبقى ،
إلى أن أراكِ تعودينَ ، حيَّا !
فكيفَ ، وأنتِ رفيقةُ عمري
سأنفضُ منكِ ،
ومني يديَّا ؟!
أحاولُ ، في آخر الوقتِ ، أن أسبقَ الوقتَ
أسرعتُ ، أبدعتُ ،
أعددتُ ، لابني ، الوصايا ،
ودوَّنتُ ما كان لي ، منذ كنتُ ،
وما لم يكنْ لي ،
ليصبحَ ، بعدي ، عليهِ ، وصيَّا
أحاولُ أن أسبقَ الوقتَ ،
أن أضعَ اللمساتِ الأخيرةَ ،
في اللحظاتِ الأخيرةِ ،
تبَّاً !
تذكَّرتُ ، جاري الذي كان أصغر مني
ببضع سنينَ ، ومات حديثاً ،
فموتي من الشوقِِ ،
يا نخلةً في " النصيراتِ " ،
كانت ، إذا ما رأتني ،
تُساقِطُ حوليَ ، حَبَّا جنيَّا
ويا بحرَ " غزةَ " ، لا تنتظرْني !
وسلِّمْ على شطك الذهبيِّ ، ورملٍ ،
لهوتُ عليه ، صبيَّا ..
ويا كلَّ من عرفوني صغيراً ،
سلامي ، لمن لم يمتْ بعدُ منكم !
أنا اسمي " خميسُ " ،
فهل تذكرونَ " خميسَ الصبيَّ الشقيَّا " ؟!
أنا المتفائلُ ،
أصبحتُ أحيا على ذكرياتي ،
ولا أتخيَّلُ أنَّا سنرجعُ يوماً
لنلعبَ ، مثل زمانٍ ، سويَّا ..!
.
.
.
أقولُ ،
أقولُ كلاماً غريباً ،
وأعجبُ منهُ ومني ،
إذا ما رجعتُ إليهِ ،
وفكَّرتُ فيه مليَّا ..!
أنا المتفائلُ ،
والمتشائمُ ،
والمتسرعُ ،
والمتردِّدُ ،
والمتعدِّدُ ،
والـ ..
لستُ أدري ! ،
أحبكِ ، يا بلدي ، وكأني
جُننتُ ، وما عدت شخصاً سويَّا !
.
.
.
أقولُ ،
لِمن باع " حُلْمَ رجوعي" الجميلَ الذي ،
كانَ أجملَ شيءٍ ، لديَّا
لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
وفاوضتَ باسمي ؟!
وعن كل شيءٍ ،
تنازلتَ باسمي ؟!
لماذا ، وصوتُ رصاصِ العدوِّ يُدوِّي ،
هنا وهنالكَ ، في كل يومِ
تفرُّ ، وتتركني للكلابِ ،
لتنهش لحمي وعظمي ؟!
وأينَ رصاصُك أنتَ ،
متى ،
سوف نسمعُ صوتاً ، لهُ ،
ودويَّا ؟!
.
.
أقولُ ،
لمن صنع المعجزاتِ ،
ومرَّغَ ، في وحل "غزةَ " ،
أنفَ الغزاةِ ،
سَلِمتَ ،
وعشتَ عزيزاً أبيَّا ..
.
*****
أخي الشاعر الكبير خميس : تحية نقية نقاء تكبيرة أذان المسجد الأقصى ... ومحبة متأبدة تأبّد بخور الشيخ ياسين في محراب قلبي ...
قليلة هي المرات التي يُبلل فيها دموع الفرح وجهي ـ وها هو دمع الفرح يُعيد الرطوبة إلى طين وجهي الموشك على الجفاف ـ ليس لأنك وسَّمتني بوسام محبتك الذي يتباهى به قلبي فحسب ، إنما : ولأن القصيدة جاءت على ما يتمنى الإبداع ... فلله درك ما أشعرك !! ولله درك من سادن نبيل للأقصى الموشوم به قلبك !! ولله درك من فلاح نبيل في بستان الفضيلة !
جُدْ عليَّ بماء عفوك لأطفئ به جمر تقصيري غير المتعمد لتأخري في الردّ على تحيتك ووسامك ـ عسى أن يشفع لي كوني كنت موزعا بين سفر ومشفى ـ الأمر الذي حال دون دخولي واحات وحدائق منتدانا الثر ...
كل ضحكة طفل وتفتح وردة وهديل حمامة : وأنت مبدع كبير .
د. سمير العمري
07-05-2009, 07:59 PM
لحرفك يا شاعر الأرض روح
تعيش وتنبض في خافقيا
وصاهر حزنك مكنون حزني
فأنجب دمعك في مقلتيا
غريبان أوهى المشاعر شوق
فما عاد يفرق غرب وشرق
ولا كف ترقو
ولا عاد يشفع رغد تهيا
ولكنْ كأني رأيتك خالطت بين المعاني
سويةَ تعني معًا لا سويا
وأنك أنثت ما كان ذُكِّر دوما
وما قلت لوما
ولكنَّ حبك أغلى عليا
تقبل الانبهار والتقدير
ماجد الغامدي
07-05-2009, 09:22 PM
الأستاذ خميس أيها الشاعر المبدع أصدقك القول أن بعض القصائد تتنزل على القلوب كالجبال فتفرض حزنها وشجنها و أحياناً أملَها ..!
وقد ثقلت على القلب هذه القصيدة حزناً وحنيناً واتّقاداً
فوا أسفي !
هل أقولُ "عليكِ " ؟! ، تُرى
أم أقولُ " عليَّا " !؟
بدأتُ أشكُّ ، بأنِّي سأبقى ،
إلى أن أراكِ تعودينَ ، حيَّا !
ولله أنت كيف اتسقت المعاني ونفثَ القلبُ بوحاً محرقاً وصدقاً موجعا
تحياتي وإعجابي أيها العزيز
بندر الصاعدي
09-05-2009, 08:54 PM
أخي الحبيب خميس
السلام عليكم
أنت من أساتذة شعر التفعيلة الذين يحملون لواء الإبداع فيه بل وتتفرد عن كثير منهم بأسلوبك , لا أخفيك أنني لا أقرأ في شعر التفعيلة إلا القليل وربما لك وليحيى , حتى رواد هذا الفن يحول بيني وبين تذوق أشعارهم شئء ما وأظنه الترف الشعري الذي يحتال على الشعور , قد تعجبني قصيدة ما هنا أو هناك لكني لا أطيق التكلف والزخرفة الجوفاء , فإذا نظرنا إلى الشعر كفن مستقل بذاته فما أكثر المبدعون فيه شكلا وتصويراً , وإذا نظرنا إليه كفن إنساني وجداني فقلة هم المجيدون المؤثرون .
لك تيحتي وتقديري
خالد الهواري
09-05-2009, 10:24 PM
استخدام جميل للقصص وتصاوير رائع تعيد الي الاذهان ذكريات الطفولة والشباب
وتثبت في الوجدان تلك الاخيلة التي عانت كثيرا كي تاتي الينا من زمان بعيد وقضيا عمرا كي نحافظ لها علي الدرب لتستقر في اكبادنا واحشائنا فانها ثقل الحياة وربيع القلب وان كانت بيداء جرداء
ايها الشاعر
هنا كنت بحضرة نص في قمة الروعة والجمال
فكن شاعرا دوما حتي نرتوي من ظمء الجهل بجمال اشعارك ((( باقة ورد ايها العبقري)))
خالد الهواري
د. سمير العمري
18-09-2010, 02:35 AM
أرفعها للذكرى يا من عشت مغتربا ومت غريبا!
يرحمك الله يا صاحبي أيها الشاعر الكبير!
يرحمك الله ويرحمنا بعدك والعزاء الأكبر للأدب العربي بفقدك!
للتثبيت وفاء!
تحياتي
آمال المصري
18-09-2010, 12:39 PM
أرفعها للذكرى يا من عشت مغتربا ومت غريبا!
يرحمك الله يا صاحبي أيها الشاعر الكبير!
يرحمك الله ويرحمنا بعدك والعزاء الأكبر للأدب العربي بفقدك!
للتثبيت وفاء!
تحياتي
شكرا لك سيدي الفاضل أن رفعت لنا تلك الخريدة الفريدة لفقيد الأدب العربي
تنحني القامة خشوعا أمام هذا الشموخ
رحمه الله وأسكنه الجنة
سلال زهر على روحه الطاهرة
جهاد إبراهيم درويش
18-09-2010, 09:31 PM
رحم الله صاحب هذا الإبداع ما أصدقه
ولله حالي إذ أقرأها وأعيد قراءتها المرة تلو المرة
قصيد حزين ..
الأعجب أنه يأخذك غصبا عنك لتدور في دوامة حزنه
رحمك الله يا خميس ..
لقد كان فقدك خسارة للأدب العربي بحق
تغمدك الله برحمته وأسكنك فسيح جناته
اللهم إغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم آمين
مصطفى بطحيش
19-09-2010, 12:31 AM
أقولُ ،
لِمن باع " حُلْمَ رجوعي" الجميلَ الذي ،
كانَ أجملَ شيءٍ ، لديَّا
لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
وفاوضتَ باسمي ؟!
وعن كل شيءٍ ،
تنازلتَ باسمي ؟!
لماذا ، وصوتُ رصاصِ العدوِّ يُدوِّي ،
هنا وهنالكَ ، في كل يومِ
تفرُّ ، وتتركني للكلابِ ،
لتنهش لحمي وعظمي ؟!
وأينَ رصاصُك أنتَ ،
متى ،
سوف نسمعُ صوتاً ، لهُ ،
ودويَّا ؟!
***********
رحم الله ثراك ايها المقاتل العنيد
كأنك ترمي بعبارتك وجوها شوهتها الخسة والدناءة وانت هناك في مثواك
كأنك الحي وهم الميتون
رحمك الله واحسن اليك طبت حياً وطبت ميتا
محمد ذيب سليمان
19-09-2010, 05:34 AM
بها من القهر والوجع ما يذيب النفس
لا أقول بكائية ولكنه الشوق الى أرض الوطن
والوجع الذي أصبح من مكونات النفس
والقهر الذي تفصدت منه العروق
والأمل المصادر من كل أولائك الذين توارثوا
الوصاية عنوة
كانت هذه الرسالة
رحم الله من عاش الوجع ومات وما فارقه وجع ألمَّ بالأرض
محمد ذيب سليمان
19-09-2010, 05:36 AM
بها من القهر والوجع ما يذيب النفس
لا أقول بكائية ولكنه الشوق الى أرض الوطن
والوجع الذي أصبح من مكونات النفس
والقهر الذي تفصدت منه العروق
والأمل المصادر من كل أولائك الذين توارثوا
الوصاية عنوة
كانت هذه الرسالة
رحم الله من عاش الوجع ومات وما فارقه وجع ألمَّ بالأرض
محسن شاهين المناور
19-09-2010, 09:29 PM
الخلود لك ولحرفك
وليس ذلك غريبا على من نقش
اسمه على كل جدران الوطن وفي كل قلوب المحبين
رحمك الله ياأخي وأسكنك الفردوس الأعلى
جمعة قنيبر
19-09-2010, 11:14 PM
والله أنت الذي قطعت الطريق عليا
فما كدت أبدأ في شحذ نفسي بتلك الدفقة الكهرو شاعرية ، الإلكترو موسيقية حتى أنهيتها
سلاسة الفظ و رقة التعبير وعذوبة الموسيقى وروعة التصوير مع بساطته
يالك من فارس تسلح بأنفذ أسلحة الشعر
ربيحة الرفاعي
20-09-2010, 07:00 PM
بدأتُ أشكُّ ، بأنِّي سأبقى ،
إلى أن أراكِ تعودينَ ، حيَّا !
أحبكِ ، يا بلدي ، وكأني
جُننتُ ، وما عدت شخصاً سويَّا !
***
أقولُ ،
لِمن باع " حُلْمَ رجوعي" الجميلَ الذي ،
كانَ أجملَ شيءٍ ، لديَّا
لماذا قطعتَ الطريقَ عليّا !؟
***
أقولُ ،
لمن صنع المعجزاتِ ،
ومرَّغَ ، في وحل "غزةَ " ،
أنفَ الغزاةِ ،
سَلِمتَ ،
وعشتَ عزيزاً أبيَّا ..لو لم تحمل القصيدة غير الرسالتين التين جاءتا في الختام لكانتا شهادة خير وفخر بحق كاتبها
ليس لأحد أن يقطع الطريق على حلمنا بالرجوع
ولنا أن نعود كما نريد ...
على مراكب النصر أو عبر بحر الدماء
رحمك الله شاعرا رحل وفي صدره الحلم لم يتحقق
ورحمنا حالمين واقفين بصف انتظار الرحيل وفي صدرنا الحلم
ترى هل سنرحل والحلم في الصدر .. لم يتحقق؟
نداء غريب صبري
20-09-2010, 07:03 PM
قصيدة رائعة
وموقف واضح مما يجري على الساحة العربية والفلسطينية
شاعر حر
رحمه الله
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir