المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هَبْ لِـي بِمَنِّـكَ



بندر الصاعدي
09-05-2009, 07:43 PM
عَامَانِ مَرَّا وَمَا مِثْلُ البُنَيَّاتِ=أَوِ البَنِينَ مَصَابِيحُ البُيُوتَاتِ
عَامَانِ مَرَّا وَمَا فِي الدَّارِ مِنْ أَحَدٍ=سَوَايَ وَالزَّوْجِ نُخْفِي وِحْشَةَ الذَّاتِ
كَأَنَّهُا وَأَثَاثِي غَيْرُ مُبْتَذَلٍ=دِكُّانُ مُنْعَزِلٍ بَيْنَ المَحَلَّاتِ
لَا فَارِسٌ يَمْتَطِي الأَشْيَاءَ جَامِحَةً=وَيَنْشُدُ النَّصْرَ َلَكِنْ بِالبَرَاءَاتِ
وَلَا وَدِيعٌ مَعَانِي الحُبِّ فِي فَمِهِ=وَفِي العُيُونِ وَفِي كُلِّ الإِشَارَاتِ
كَفَى فُؤَادِيَ حَرْمَانًا يُلَهِّفُهُ=خُلُوُّهُ مِنْ أَحَاسِيسِ الأُبُوَّاتِ
قَالُوا: نُكَنِّيكَ! قُلْتُ: الأرْضُ قَدْ حُرِثَتْ=وَمَا نَمَا بَعْدُ شَيْءٌ مِنْ نَبَاتَاتِي
قَالُوا: أَفَاسِدَ بِذْرٍ قُلْتُ: لَيْسَ كَذَا=اللهُ شَاءَ وَمَا شَاءَتْ إِرَادَاتِي
قَالُوا: عَلَيْكَ بِطِبٍّ قُلْتُ: يَرْزُقُنِي=مَنْ لَوْ يَشَاءُ بَكُنْ أَمْضَى المَشِيئاتِ
رَبَّاهُ أَطْفَالُ أَقْرَانِي سَبَوا بَصَرِي=وَقَسَّمُوهُ حَسِيرًا فِي المَمَرَّاتِ
كَأَنَّ نَفْسِي مَلَاهٍ يَلْعَبُونَ بِهَا=وَلَهْوَهُمْ فِي دُرُوبِ الحَيِّ مَلْهَاتِي
إِذَا خَلَا الحَيُّ مِنْهُمْ مِتُّ مِنْ مَلَلٍ=وإِنْ حَيِي بِهِمُ وَبَّخْتُ خَيْبَاتِي
يُؤْوِيني البَيْتُ قَفْرًا لَا حَيَاةَ بِهِ=وَالوَقْتُ لَيْلًا بَهِيمًا دُونَ نَجْمَاتِ
يَكَادُ يَسْقُطُ صَدْرِي كُلَّمَا لَمَحَتْ=عَيْنِي صَبِيًّا وَيُفْشِي جَمْرَ أَنَّاتِي
وَمَا لَهُ مِنْ ثَبَاتٍ غَيْرُ مَا سَمَحَتْ=بِهِ القَرَابَةُ مِنْ ضَمِّ القَرِيبَاتِ
وَبِي مَدًى مِنْ حَنَانٍ غَيْرَ أَنَّ مُدَى=الحِرْمَانِ تَنْحَرُ فِيهِ نُوقَ مُنْيَاتِي
رَبَّاهُ لَا سَخَطًا أَشْكُو إِلَيْكَ أَسًى=وَأَنْتَ أَعَلَمُ بِي مِنِّي وَمِنْ ذَاتِي
عَامَانِ مَرَّا _وَلَمَّا أُوهَبِ_ انْكَسَرَتْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ نَفْسِي بانْتِظَارَاتِي
إِذَا الحَيَاةُ خَلَتْ مِنْ سِرِّ زِينَتِهَا=أَمِلْتُ عِنْدَك دَوْنَ الخَلْقِ خَيْرَاتِ
القَلْبُ وَالحِسُّ بَثَّانِي حَنِينَهُمَا=وَأَجْرَيَا نَهَراً يَسْقِي عِبَارَاتِي
فَسُقْتُ كُلَّ شُعُورِي عَازِفًا بِفَمِي=لَحْنَ الطُّفُولَةِ مُسْتَقْفِيهِ إِنْصَاتِي
لَأَنْتُمُ جَنَّةُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتُهَا=وَبَسْمَةُ الطُّهْرِ فِي ثَغْرِ المَسَرَّاتِ
بُكَاؤُكُمْ فِي قُلُوبِ الرَّاحِمِين لَظًى=وَضِحْكُكُمْ نَغَمٌ فِي إِثْرِ هَالَاتِ
وَلَهْوُكُمْ حَرَكَاتُ الكُونِ فِي دَعَةٍ=وَنَوْمُكُمْ سَكَنَاتٌ فِي سَكِينَاتِ
يَا حَبَّذَا أَنْتُمُ تَلْهَونْ فِي طُرُقٍ=وَفِي البُيُوتِ تَبُثُّونَ الدُّعَابَاتِ
مَصَادِرُ الحُبِّ وَالإِبْهَاجِ عِنْدَكُمُ=صِيْغَتْ لَنَا بِتَرَاتِيلِ المُنَاغَاةِ
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ جَوَّالَةً غُرَفًا=كَمَا الحُقُولِ اسْتَزَانَتْ بِالفَرَاشَاتِ
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ وَقْتَ الطَّعَامِ وَقَدْ=أُلْقِمْتُمُوا مِنْ لَدُنْ أُمٍّ لُقَيْمَاتِ
وَحَبََّذَا أَنْتُمُ وُسِّدْتُمُ عُضُدًا=مِنْ بَعْدِ مَجْهَدةٍ لَوْذًا بِغَفْوَاتِ
وَحَبَّذَا حَبَّذَا مَا مِنْكُمُ وَكَفَى=بِجَهْلِكُمْ أَنْ تُقِرُّوا الحُبَّ فِي الذَّاتِ
عَامَانِ مَرَّا إِلَهِي وَالفُؤَادُ عَلَى=حُبِّ البَنِينَ أَسِيفٌ وَالبُنِيَّاتِ
نَادَاكَ عَبْدَاكَ إِذْ قَالا عَلَى كِبَرٍ=(هَبْ) دَاعِيَيْنِ بِتَعْظِيمٍ وَإِخْبَاتِ
فَكَانَ مَا دَعَيَا سُؤْلًا بِقَولِكَ كُنْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ يَا ربَّ السَّمَاوَاتِ
وَلَسْتُ مِثْلَهُمَا قَدْرًا وَمَنْزِلَةً=أَنَا المُقَصِّرُ جَهْلًا فِي العِبَاداتِ
لَكِنَّ عَفْوَكَ يَا سَتَّارُ أَوْسَعُ مِنْ=عِلْمِي وَمَنَّكَ أَمْضَى مِنْ إِحَاطَاتِي
وَمَا شَكَاتِيَ مَنْ يَأْسٍ وَلا سَخَطٍ=وَإِنَّمَا لالتِمَاسِي مِنْكَ حَاجَاتِي
تُعْطِي وَتَقْدِرُ عَدْلًا حَيْثُ قَدْرُكَ إِعْ=طَاءٌ جَهِلْنُاهُ مِنْ سُوءِ الطَّوِيَّاتِ
إِلَيْكَ مُلْتَجَئِي فِي كُلِّ ضَائِقَةٍ=وَأَوْبَتِي مِنْ إِسَاءَاتِي وَزَلَّاتِي
هَبْ لِي بِمَنِّكَ إِنِّي حَامِدٌ أَبَدًا=فَلَيْسَ إلاكَ أَهْلٌ لابْتِهَالاتِي

عماد أمين
09-05-2009, 07:58 PM
عَامَانِ مَـرَّا إِلَهِـي وَالفُـؤَادُ عَلَـى=حُـبِّ البَنِيـنَ أَسِيـفٌ وَالبُنِـيَّـاتِ
نَادَاكَ عَبْـدَاكَ إِذْ قَـالا عَلَـى كِبَـرٍ=(هَبْ) دَاعِيَيْـنِ بِتَعْظِيـمٍ وَإِخْبَـاتِ
فَكَانَ مَا دَعَيَـا سُـؤْلًا بِقَولِـكَ كُـنْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ يَـا ربَّ السَّمَـاوَاتِ
وَلَسْـتُ مِثْلَهُمَـا قَـدْرًا وَمَنْـزِلَـةً=أَنَا المُقَصِّـرُ جَهْـلًا فِـي العِبَـاداتِ
لَكِنَّ عَفْوَكَ يَـا سَتَّـارُ أَوْسَـعُ مِـنْ=عِلْمِي وَمَنَّكَ أَمْضَى مِـنْ إِحَاطَاتِـي
وَمَا شَكَاتِيَ مَـنْ يَـأْسٍ وَلا سَخَـطٍ=وَإِنَّمَـا لالتِمَاسِـي مِنْـكَ حَاجَاتِـي
إِلَيْـكَ مُلْتَجَئِـي فِـي كُـلِّ ضَائِقَـةٍ=وَأَوْبَتِـي مِـنْ إِسَاءَاتِـي وَزَلَّاتِـي
هَبْ لِـي بِمَنَّـكِ إِنِّـي حَامِـدٌ أَبَـدًا=فَلَيْـسَ إلاكَ أَهْــلٌ لابْتِهَـالاتِـي



حركتَ أخي بندر في عيني دمعة وفي قلبي لوعة.
لو كنت أنت المعني .
نسأل الله العظيم الذي يقول للشيء كن فيكون.
أن يقول كن ، فيكون لك بنين وبنات تقر عينك وعينها بهم .
لك ولجميع المؤمنين.
اللهم آمين

مودتي وتقديري

الدكتور ماجد قاروط
09-05-2009, 08:49 PM
اللافت في هذا النص جدا ً جداً
هو الاستخدام الجميل لمفردات
في حياتنا اليومية ضمن عمل
فني رفيع المستوى
إنها بنية الفن الحقيقيي الذي ينهل من تراثنا ما هو جميل
و ينظر إلى الحاضر نظرة ثاقبة
بوركت أيها الشاعر الشاعر

حازم محمد البحيصي
09-05-2009, 11:11 PM
اخى الحبيب بندر
وربك قد حركت الدمعة فى عينى , نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهبك ما تمنيت
رب ارزقه
آمين آمين آمين
يا رب العالمين
سلام الله عليك

بندر الصاعدي
09-05-2009, 11:22 PM
أخي عماد
جزاك الله خير وتقبل منك ما دعيت به لأخيك
أسأل الله لك ولجميع المسلمين الخير هداية ورزقا وهبةً وتوفيقا


بارك الله فيك

سالم العلوي
09-05-2009, 11:41 PM
أخي الحبيب
والشاعر القدير الذي تشرفني معرفته
الأستاذ/ بندر الصاعدي
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
لقد سكبت من رحيق العواطف ما يذيب صخور القلوب الجلاميد
لقد أطربتنا شعرا وشعورا ولغة رصينة راقية
إن كانت القصيدة تنم عن تجربة شخصية لك أو لمن تعرف فإننا نرفع أكف الدعاء والضراعة إلى الله أن يكحل العين بما تقر به وتأنس ، وإلى تمليه وتقليب النظر فيه تهفو وتشتاق ..
وإن كانت غير ذلك فوالله لقد تحدثت بلسان الكثيرين الذين يشتاقون لكلمة بابا أو ماما .. وتلك عاطفة إنسانية طبيعية نجلها ونقدرها جميعا ..
ذكرتني في جزء من قصيدتك برائعة الأمير عمر بهاء الدين الأميري رحمه الله تعالى (أب).
إن لم تكن قصيدتك وأمثالها للتثبيت فأي شيء يكون للتثبيت أيها الأديب الشاعر كما يجب أن يكون .. ويشرفني ان أقوم بهذا الواجب ..
دمت بخير وعافية وألق ورقي وسمو ..

راضي الضميري
09-05-2009, 11:55 PM
أيها الشاعر الرائع

ومثلك والله نسأله أن لا يخيب رجائك ، فهو القادر على كل شيء رب السموات والأرض رب العرش العظيم الغفور الرحيم ، يا ويح الشعر من بعدك إن لم يكن فيه مثل هذا النقاء والصفاء والدرر التي تعد مفخرة لكل من نطق بالضاد.

لا فض فوك

ولتثبت هذه الدرر في الأعلى والشكر موصول لصديقي وأخي الحبيب سالم ؛ ثبّتها يا سالم قدر ما تستطيع .

بارك الله فيك وحقق لك مرادك أخي الكبير .

تقديري واحترامي

منى الخالدي
10-05-2009, 12:34 AM
هنا.. سؤالٌ يطرح نفسه..
بالله عليك، كيف استطعت أن تختزل كل تلكم المشاعر
وتجمعنا معها في سلّة واحدة
ودمعٍ واحد
و.. وجعٍ واحد..

كيف وجّهت سهام حسّك العميق، بكل هذه الدقة، وروعة البيان؟
أنت هنا قصيدة كاملة
بل ملحمةٌ جمعت بها شاعراً، وأباً.. ينتظرُ أجمل رزق سوف يهبه الله إياه حتماً

رزقك ربي بما ترضاه
فهو سميعٌ قريبٌ مجيبٌ للدعوات..

أحييك على هذه الدرة الرائعة
حتما سيفرح بها ولدكَ ذات يومٍ..

معروف محمد آل جلول
10-05-2009, 12:39 AM
أخي بندر..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
دفق شعري داخلي يعري التوتر النفسي ؛والمعاناة الإبداعية ..فيكشف عن تجربة شعرية صادقة فنيا ..
عاطفة جياشة تذيب القلوب بما تحدثه ألفاظها من مشاعر في ذات المتلقي ..
وهي غاية الشعراء ؛أن يصل إلى باطن القارئ ويتغلغل بأحاسيسه ؛ويتماهى في وجدانه ..فيسيطر على ذاته ..ويفرض عليه التفاعل ..
التكرار الجميل مثل /عامان مرّا / يترك رجع صداه يتردد في عمق الذات الشاعرة بالألم الفضيع الذي يكابده الشاعر المبدع المُجيد..
والاستطراد حول الموضوع ..وكثافة المعاني ..كلها سمات تدفع القارئ المتلقي دفعا إلى الانفعال والتفاعل ..وتستجيشه ؛وتدعوه إلى الوثوب والوقوف شفقة ورأفة ..وتحمله على الدعاء الصادق للمصاب بتفريج كربته ..ورفع بلائه ..ورحمة مكابدته ..والإحسان إليه ..
وهذا دعاؤنا صادقا للمبتلى ..
اللهم ارحم عبدك الصابر؛وهب له بمنك؛وارفع عنه بلاءك..
آمــــين..
بالغ تقديري..
خالص تحياتي..

د. نجلاء طمان
10-05-2009, 12:50 AM
صبرًا أخي صبرًا, فربما يحمل السحاب الغيث عما قريب!

دعواتي لكما أزجيها على جناح آخر الليل


تقديري

حور
10-05-2009, 01:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مؤلمة جداً . .
تلامس شغاف القلب . .
أسأل الله أن يرزقكّ خيراً
عليك بالأستغفار . . =)
ورزقك الله كل خير

بندر الصاعدي
10-05-2009, 02:35 PM
الدكتور ماجد قاروط
بعد التحية

أشكر لك قراءتك الفنية وحضورك النقدي مثمنا لك عاطر إطرائك

الشعر أفقه واسع ومجاله رحب

بالغ تقديري

مازن لبابيدي
10-05-2009, 04:40 PM
أخي بندر الشاعر الأريب المبدع
لقد أفاض الإخوة والأخوات في هذه الرائعة في موضوع قلما طرح ، وليس عندي الكثير لأضيفه إلا مزيدا من الإعجاب والتقدير . وكذلك أدعو الله من كل قلب للوالدين بأن ينعم الله عليهما بالخلف الصالح وأن يقر أعينهما . آمين

الطنطاوي الحسيني
10-05-2009, 07:36 PM
عَامَانِ مَرَّا وَمَا مِثْلُ البُنَيَّاتِ=أَوِ البَنِينَ مَصَابِيحُ البُيُوتَاتِ
عَامَانِ مَرَّا وَمَا فِي الدَّارِ مِنْ أَحَدٍ=سَوَايَ وَالزَّوْجِ نُخْفِي وِحْشَةَ الذَّاتِ
كَأَنَّهُا وَأَثَاثِي غَيْرُ مُبْتَذَلٍ=دِكُّانُ مُنْعَزِلٍ بَيْنَ المَحَلَّاتِ
لَا فَارِسٌ يَمْتَطِي الأَشْيَاءَ جَامِحَةً=وَيَنْشُدُ النَّصْرَ َلَكِنْ بِالبَرَاءَاتِ
وَلَا وَدِيعٌ مَعَانِي الحُبِّ فِي فَمِهِ=وَفِي العُيُونِ وَفِي كُلِّ الإِشَارَاتِ
كَفَى فُؤَادِيَ حَرْمَانًا يُلَهِّفُهُ=خُلُوُّهُ مِنْ أَحَاسِيسِ الأُبُوَّاتِ
قَالُوا: نُكَنِّيكَ! قُلْتُ: الأرْضُ قَدْ حُرِثَتْ=وَمَا نَمَا بَعْدُ شَيْءٌ مِنْ نَبَاتَاتِي
قَالُوا: أَفَاسِدَ بِذْرٍ قُلْتُ: لَيْسَ كَذَا=اللهُ شَاءَ وَمَا شَاءَتْ إِرَادَاتِي
قَالُوا: عَلَيْكَ بِطِبٍّ قُلْتُ: يَرْزُقُنِي=مَنْ لَوْ يَشَاءُ بَكُنْ أَمْضَى المَشِيئاتِ
رَبَّاهُ أَطْفَالُ أَقْرَانِي سَبَوا بَصَرِي=وَقَسَّمُوهُ حَسِيرًا فِي المَمَرَّاتِ
كَأَنَّ نَفْسِي مَلَاهٍ يَلْعَبُونَ بِهَا=وَلَهْوَهُمْ فِي دُرُوبِ الحَيِّ مَلْهَاتِي
إِذَا خَلَا الحَيُّ مِنْهُمْ مِتُّ مِنْ مَلَلٍ=وإِنْ حَيِي بِهِمُ وَبَّخْتُ خَيْبَاتِي
يُؤْوِيني البَيْتُ قَفْرًا لَا حَيَاةَ بِهِ=وَالوَقْتُ لَيْلًا بَهِيمًا دُونَ نَجْمَاتِ
يَكَادُ يَسْقُطُ صَدْرِي كُلَّمَا لَمَحَتْ=عَيْنِي صَبِيًّا وَيُفْشِي جَمْرَ أَنَّاتِي
وَمَا لَهُ مِنْ ثَبَاتٍ غَيْرُ مَا سَمَحَتْ=بِهِ القَرَابَةُ مِنْ ضَمِّ القَرِيبَاتِ
وَبِي مَدًى مِنْ حَنَانٍ غَيْرَ أَنَّ مُدَى=الحِرْمَانِ تَنْحَرُ فِيهِ نُوقَ مُنْيَاتِي
رَبَّاهُ لَا سَخَطًا أَشْكُو إِلَيْكَ أَسًى=وَأَنْتَ أَعَلَمُ بِي مِنِّي وَمِنْ ذَاتِي
عَامَانِ مَرَّا _وَلَمَّا أُوهَبِ_ انْكَسَرَتْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ نَفْسِي بانْتِظَارَاتِي
إِذَا الحَيَاةُ خَلَتْ مِنْ سِرِّ زِينَتِهَا=أَمِلْتُ عِنْدَك دَوْنَ الخَلْقِ خَيْرَاتِ
القَلْبُ وَالحِسُّ بَثَّانِي حَنِينَهُمَا=وَأَجْرَيَا نَهَراً يَسْقِي عِبَارَاتِي
فَسُقْتُ كُلَّ شُعُورِي عَازِفًا بِفَمِي=لَحْنَ الطُّفُولَةِ مُسْتَقْفِيهِ إِنْصَاتِي
لَأَنْتُمُ جَنَّةُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتُهَا=وَبَسْمَةُ الطُّهْرِ فِي ثَغْرِ المَسَرَّاتِ
بُكَاؤُكُمْ فِي قُلُوبِ الرَّاحِمِين لَظًى=وَضِحْكُكُمْ نَغَمٌ فِي إِثْرِ هَالَاتِ
وَلَهْوُكُمْ حَرَكَاتُ الكُونِ فِي دَعَةٍ=وَنَوْمُكُمْ سَكَنَاتٌ فِي سَكِينَاتِ
يَا حَبَّذَا أَنْتُمُ تَلْهَونْ فِي طُرُقٍ=وَفِي البُيُوتِ تَبُثُّونَ الدُّعَابَاتِ
مَصَادِرُ الحُبِّ وَالإِبْهَاجِ عِنْدَكُمُ=صِيْغَتْ لَنَا بِتَرَاتِيلِ المُنَاغَاةِ
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ جَوَّالَةً غُرَفًا=كَمَا الحُقُولِ اسْتَزَانَتْ بِالفَرَاشَاتِ
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ وَقْتَ الطَّعَامِ وَقَدْ=أُلْقِمْتُمُوا مِنْ لَدُنْ أُمٍّ لُقَيْمَاتِ
وَحَبََّذَا أَنْتُمُ وُسِّدْتُمُ عُضُدًا=مِنْ بَعْدِ مَجْهَدةٍ لَوْذًا بِغَفْوَاتِ
وَحَبَّذَا حَبَّذَا مَا مِنْكُمُ وَكَفَى=بِجَهْلِكُمْ أَنْ تُقِرُّوا الحُبَّ فِي الذَّاتِ
عَامَانِ مَرَّا إِلَهِي وَالفُؤَادُ عَلَى=حُبِّ البَنِينَ أَسِيفٌ وَالبُنِيَّاتِ
نَادَاكَ عَبْدَاكَ إِذْ قَالا عَلَى كِبَرٍ=(هَبْ) دَاعِيَيْنِ بِتَعْظِيمٍ وَإِخْبَاتِ
فَكَانَ مَا دَعَيَا سُؤْلًا بِقَولِكَ كُنْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ يَا ربَّ السَّمَاوَاتِ
وَلَسْتُ مِثْلَهُمَا قَدْرًا وَمَنْزِلَةً=أَنَا المُقَصِّرُ جَهْلًا فِي العِبَاداتِ
لَكِنَّ عَفْوَكَ يَا سَتَّارُ أَوْسَعُ مِنْ=عِلْمِي وَمَنَّكَ أَمْضَى مِنْ إِحَاطَاتِي
وَمَا شَكَاتِيَ مَنْ يَأْسٍ وَلا سَخَطٍ=وَإِنَّمَا لالتِمَاسِي مِنْكَ حَاجَاتِي
تُعْطِي وَتَقْدِرُ عَدْلًا حَيْثُ قَدْرُكَ إِعْ=طَاءٌ جَهِلْنُاهُ مِنْ سُوءِ الطَّوِيَّاتِ
إِلَيْكَ مُلْتَجَئِي فِي كُلِّ ضَائِقَةٍ=وَأَوْبَتِي مِنْ إِسَاءَاتِي وَزَلَّاتِي
هَبْ لِي بِمَنِّكَ إِنِّي حَامِدٌ أَبَدًا=فَلَيْسَ إلاكَ أَهْلٌ لابْتِهَالاتِي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتبستها كلها اخي بندر لانها رائعة من روائعك
اثرت شجوني والله وحركت دمع العيون اسى
اخي بندر نسأل الله العظيم لمن كتبت فيه ولا اراه الا انت ان يهب له ذرية صالحة من لدنه
يسر بها خاطره ويرفع بها درجاته ويستخدمه واياهم لنصرة دينه اللهم أمين
اخي بندر في البيت الثالث قبل الاخير
تعطي و تقدر اليس هي تقتر او تمنع تكون أوقع
او على الاقل اظهر في المعنى
جزاك الله كل خير واقر عينك بالذرية الصالحة اللهم أمين
تقديري وامتناني
دمت مبدعا اريبا

خميس لطفي
10-05-2009, 10:58 PM
الأخ الرائع بندر
أدعو الله أن يرزقك ذرية صالحة تقر بها عينك ، والعامان في عمر الزمان لا شيء
قصيدة من أروع ما يكون في موضوع كهذا
دمت بخير ، أخي العزيز ، وفي رعاية الله

عطاف سالم
11-05-2009, 10:12 PM
من أروع ماقرأت لك من القصائد ..
ويسعدني أن أحط على حروفها اتنسم رقتها وعذوبتها وشجنها الرقراق أخي
إنها مثال جد بليغ للشعر الحق الذي يثير ويؤثر ويبعث روح التفاعل بين المبدع والقارىء
هكذا الشعر :
تجربة حية صادقة
وعاطفة حارة
ووجدان يفيض
تقبل مروري
وإعجابي الشديد بما قرأته لك هنا
ورزقك الله من حيث لاتحتسب ..
صبر جميل
يرعاك الله
:001:

مولود خلاف
12-05-2009, 01:37 AM
السلام عليكم
ما من تعليق هنا لدي على القصيدة فقد علقت نفسها وعلق عليها
ما نقوله هنا هو اللهم ارزق عبادك المؤمنين الذرية الصالحة
تحياتي

حسين حرفوش
12-05-2009, 01:52 AM
@ ما أعظمك ..وما أبدعك ..وما أروعك ..يا بندر .. اللهم يامن أخضعت له المعاني .. ووهبته القدرة ..فزينها بلفظه .. ورقيق حسه ..هب له ما يسأل ..

لك خالص حبي وعظيم تقديري .. هكذا الشعر إحساس وموجدة..

مجذوب العيد المشراوي
12-05-2009, 08:35 AM
أيها الأستاذ بندر ما استطعت أن أتمم قراءة السّحر فأخّرته ُ لزمن عامر ٍ بالإستقرار .. جميلة وثق أن الله سيهبك رحمة من عنده بإذنه سبحانه

ماجد الغامدي
12-05-2009, 02:54 PM
[gasida= font="simplified arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
عَامَانِ مَرَّا وَمَا مِثْلُ البُنَيَّاتِ=أَوِ البَنِينَ مَصَابِيحُ البُيُوتَاتِ
عَامَانِ مَرَّا وَمَا فِي الدَّارِ مِنْ أَحَدٍ=سَوَايَ وَالزَّوْجِ نُخْفِي وِحْشَةَ الذَّاتِ
كَأَنَّهُا وَأَثَاثِي غَيْرُ مُبْتَذَلٍ=دِكُّانُ مُنْعَزِلٍ بَيْنَ المَحَلَّاتِ
لَا فَارِسٌ يَمْتَطِي الأَشْيَاءَ جَامِحَةً=وَيَنْشُدُ النَّصْرَ َلَكِنْ بِالبَرَاءَاتِ
وَلَا وَدِيعٌ مَعَانِي الحُبِّ فِي فَمِهِ=وَفِي العُيُونِ وَفِي كُلِّ الإِشَارَاتِ
كَفَى فُؤَادِيَ حَرْمَانًا يُلَهِّفُهُ=خُلُوُّهُ مِنْ أَحَاسِيسِ الأُبُوَّاتِ
قَالُوا: نُكَنِّيكَ! قُلْتُ: الأرْضُ قَدْ حُرِثَتْ=وَمَا نَمَا بَعْدُ شَيْءٌ مِنْ نَبَاتَاتِي
قَالُوا: أَفَاسِدَ بِذْرٍ قُلْتُ: لَيْسَ كَذَا=اللهُ شَاءَ وَمَا شَاءَتْ إِرَادَاتِي
قَالُوا: عَلَيْكَ بِطِبٍّ قُلْتُ: يَرْزُقُنِي=مَنْ لَوْ يَشَاءُ بَكُنْ أَمْضَى المَشِيئاتِ
رَبَّاهُ أَطْفَالُ أَقْرَانِي سَبَوا بَصَرِي=وَقَسَّمُوهُ حَسِيرًا فِي المَمَرَّاتِ
كَأَنَّ نَفْسِي مَلَاهٍ يَلْعَبُونَ بِهَا=وَلَهْوَهُمْ فِي دُرُوبِ الحَيِّ مَلْهَاتِي
إِذَا خَلَا الحَيُّ مِنْهُمْ مِتُّ مِنْ مَلَلٍ=وإِنْ حَيِي بِهِمُ وَبَّخْتُ خَيْبَاتِي
يُؤْوِيني البَيْتُ قَفْرًا لَا حَيَاةَ بِهِ=وَالوَقْتُ لَيْلًا بَهِيمًا دُونَ نَجْمَاتِ
يَكَادُ يَسْقُطُ صَدْرِي كُلَّمَا لَمَحَتْ=عَيْنِي صَبِيًّا وَيُفْشِي جَمْرَ أَنَّاتِي
وَمَا لَهُ مِنْ ثَبَاتٍ غَيْرُ مَا سَمَحَتْ=بِهِ القَرَابَةُ مِنْ ضَمِّ القَرِيبَاتِ
وَبِي مَدًى مِنْ حَنَانٍ غَيْرَ أَنَّ مُدَى=الحِرْمَانِ تَنْحَرُ فِيهِ نُوقَ مُنْيَاتِي
رَبَّاهُ لَا سَخَطًا أَشْكُو إِلَيْكَ أَسًى=وَأَنْتَ أَعَلَمُ بِي مِنِّي وَمِنْ ذَاتِي
عَامَانِ مَرَّا _وَلَمَّا أُوهَبِ_ انْكَسَرَتْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ نَفْسِي بانْتِظَارَاتِي
إِذَا الحَيَاةُ خَلَتْ مِنْ سِرِّ زِينَتِهَا=أَمِلْتُ عِنْدَك دَوْنَ الخَلْقِ خَيْرَاتِ
القَلْبُ وَالحِسُّ بَثَّانِي حَنِينَهُمَا=وَأَجْرَيَا نَهَراً يَسْقِي عِبَارَاتِي
فَسُقْتُ كُلَّ شُعُورِي عَازِفًا بِفَمِي=لَحْنَ الطُّفُولَةِ مُسْتَقْفِيهِ إِنْصَاتِي
لَأَنْتُمُ جَنَّةُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتُهَا=وَبَسْمَةُ الطُّهْرِ فِي ثَغْرِ المَسَرَّاتِ
بُكَاؤُكُمْ فِي قُلُوبِ الرَّاحِمِين لَظًى=وَضِحْكُكُمْ نَغَمٌ فِي إِثْرِ هَالَاتِ
وَلَهْوُكُمْ حَرَكَاتُ الكُونِ فِي دَعَةٍ=وَنَوْمُكُمْ سَكَنَاتٌ فِي سَكِينَاتِ
يَا حَبَّذَا أَنْتُمُ تَلْهَونْ فِي طُرُقٍ=وَفِي البُيُوتِ تَبُثُّونَ الدُّعَابَاتِ
مَصَادِرُ الحُبِّ وَالإِبْهَاجِ عِنْدَكُمُ=صِيْغَتْ لَنَا بِتَرَاتِيلِ المُنَاغَاةِ
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ جَوَّالَةً غُرَفًا=كَمَا الحُقُولِ اسْتَزَانَتْ بِالفَرَاشَاتِ
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ وَقْتَ الطَّعَامِ وَقَدْ=أُلْقِمْتُمُوا مِنْ لَدُنْ أُمٍّ لُقَيْمَاتِ
وَحَبََّذَا أَنْتُمُ وُسِّدْتُمُ عُضُدًا=مِنْ بَعْدِ مَجْهَدةٍ لَوْذًا بِغَفْوَاتِ
وَحَبَّذَا حَبَّذَا مَا مِنْكُمُ وَكَفَى=بِجَهْلِكُمْ أَنْ تُقِرُّوا الحُبَّ فِي الذَّاتِ
عَامَانِ مَرَّا إِلَهِي وَالفُؤَادُ عَلَى=حُبِّ البَنِينَ أَسِيفٌ وَالبُنِيَّاتِ
نَادَاكَ عَبْدَاكَ إِذْ قَالا عَلَى كِبَرٍ=(هَبْ) دَاعِيَيْنِ بِتَعْظِيمٍ وَإِخْبَاتِ
فَكَانَ مَا دَعَيَا سُؤْلًا بِقَولِكَ كُنْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ يَا ربَّ السَّمَاوَاتِ
وَلَسْتُ مِثْلَهُمَا قَدْرًا وَمَنْزِلَةً=أَنَا المُقَصِّرُ جَهْلًا فِي العِبَاداتِ
لَكِنَّ عَفْوَكَ يَا سَتَّارُ أَوْسَعُ مِنْ=عِلْمِي وَمَنَّكَ أَمْضَى مِنْ إِحَاطَاتِي
وَمَا شَكَاتِيَ مَنْ يَأْسٍ وَلا سَخَطٍ=وَإِنَّمَا لالتِمَاسِي مِنْكَ حَاجَاتِي
تُعْطِي وَتَقْدِرُ عَدْلًا حَيْثُ قَدْرُكَ إِعْ=طَاءٌ جَهِلْنُاهُ مِنْ سُوءِ الطَّوِيَّاتِ
إِلَيْكَ مُلْتَجَئِي فِي كُلِّ ضَائِقَةٍ=وَأَوْبَتِي مِنْ إِسَاءَاتِي وَزَلَّاتِي
هَبْ لِي بِمَنِّكَ إِنِّي حَامِدٌ أَبَدًا=فَلَيْسَ إلاكَ أَهْلٌ لابْتِهَالاتِي



يا الله يا بندر أبكيتني والله

اللهم إني اسألك وأنت الله مالك الملك واسع المغفرة باسط اليدين بالرحمة ، صاحب كل نجوى ومنتهى كل شكوى الحليم الكريم عظيم المن ومبتدئ النعم قبل استحقاقها أن ترزق أخانا الذرية الصالحة وتقر عينه بأبنائه وهب له مالاً وولداً وبارك لهُ فيهما اللهم آمين .

معين الكلدي
12-05-2009, 05:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صدقاً هي مشاعر مريرة يكتنفها الوجدان وربما كانت لدى الأم أمرّ وأقسى لكنّها لم تستطع الإبانة عنها.

الشاعر الشاعر

بندر الصاعدي

رفقاً بنا فما أشجاكَ أشجانا

ونسأل المولى وهو القدير أن يرزقك الذرية الصالحة فكم من ذريةٍ هي وبال على أهلها وربما هي رحمة الله بك من حيث لا تدري

أما القصيدة فهي فريدة في موضوعها وصادقة في بثّها وعذبةٌٌ رغم الألم.

يرعاك الله ويرعانا

مروان المزيني
12-05-2009, 08:49 PM
الشاعر الرقيق بندر الصاعدي ..

أسأل الله أن يستجيب لما دعوت ..

قصيدة تنقش دهورا ً طويلة ..

تحيتي

محسن شاهين المناور
12-05-2009, 10:05 PM
أخي الحبيب بندر الصاعدي
أجمل الشعر أصدقه . . وكلماتك كانت من القلب إلى القلب
ونعم بالله أيها الحبيب لقد أحزنتنا . . ولكن أملنا كما أنت
بالله كبير وندعوه أن يعطيك حتى تقول كفى .
دمت بكل الخير أيها الكريم

يسرى علي آل فنه
13-05-2009, 04:28 PM
عَامَانِ مَرَّا وَمَا مِثْلُ البُنَيَّاتِ=أَوِ البَنِينَ مَصَابِيحُ البُيُوتَاتِ
عَامَانِ مَرَّا وَمَا فِي الدَّارِ مِنْ أَحَدٍ=سَوَايَ وَالزَّوْجِ نُخْفِي وِحْشَةَ الذَّاتِ
كَأَنَّهُا وَأَثَاثِي غَيْرُ مُبْتَذَلٍ=دِكُّانُ مُنْعَزِلٍ بَيْنَ المَحَلَّاتِ
لَا فَارِسٌ يَمْتَطِي الأَشْيَاءَ جَامِحَةً=وَيَنْشُدُ النَّصْرَ َلَكِنْ بِالبَرَاءَاتِ
وَلَا وَدِيعٌ مَعَانِي الحُبِّ فِي فَمِهِ=وَفِي العُيُونِ وَفِي كُلِّ الإِشَارَاتِ
كَفَى فُؤَادِيَ حَرْمَانًا يُلَهِّفُهُ=خُلُوُّهُ مِنْ أَحَاسِيسِ الأُبُوَّاتِ
قَالُوا: نُكَنِّيكَ! قُلْتُ: الأرْضُ قَدْ حُرِثَتْ=وَمَا نَمَا بَعْدُ شَيْءٌ مِنْ نَبَاتَاتِي
قَالُوا: أَفَاسِدَ بِذْرٍ قُلْتُ: لَيْسَ كَذَا=اللهُ شَاءَ وَمَا شَاءَتْ إِرَادَاتِي
قَالُوا: عَلَيْكَ بِطِبٍّ قُلْتُ: يَرْزُقُنِي=مَنْ لَوْ يَشَاءُ بَكُنْ أَمْضَى المَشِيئاتِ
رَبَّاهُ أَطْفَالُ أَقْرَانِي سَبَوا بَصَرِي=وَقَسَّمُوهُ حَسِيرًا فِي المَمَرَّاتِ
كَأَنَّ نَفْسِي مَلَاهٍ يَلْعَبُونَ بِهَا=وَلَهْوَهُمْ فِي دُرُوبِ الحَيِّ مَلْهَاتِي
إِذَا خَلَا الحَيُّ مِنْهُمْ مِتُّ مِنْ مَلَلٍ=وإِنْ حَيِي بِهِمُ وَبَّخْتُ خَيْبَاتِي
يُؤْوِيني البَيْتُ قَفْرًا لَا حَيَاةَ بِهِ=وَالوَقْتُ لَيْلًا بَهِيمًا دُونَ نَجْمَاتِ
يَكَادُ يَسْقُطُ صَدْرِي كُلَّمَا لَمَحَتْ=عَيْنِي صَبِيًّا وَيُفْشِي جَمْرَ أَنَّاتِي
وَمَا لَهُ مِنْ ثَبَاتٍ غَيْرُ مَا سَمَحَتْ=بِهِ القَرَابَةُ مِنْ ضَمِّ القَرِيبَاتِ
وَبِي مَدًى مِنْ حَنَانٍ غَيْرَ أَنَّ مُدَى=الحِرْمَانِ تَنْحَرُ فِيهِ نُوقَ مُنْيَاتِي
رَبَّاهُ لَا سَخَطًا أَشْكُو إِلَيْكَ أَسًى=وَأَنْتَ أَعَلَمُ بِي مِنِّي وَمِنْ ذَاتِي
عَامَانِ مَرَّا _وَلَمَّا أُوهَبِ_ انْكَسَرَتْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ نَفْسِي بانْتِظَارَاتِي
إِذَا الحَيَاةُ خَلَتْ مِنْ سِرِّ زِينَتِهَا=أَمِلْتُ عِنْدَك دَوْنَ الخَلْقِ خَيْرَاتِ
القَلْبُ وَالحِسُّ بَثَّانِي حَنِينَهُمَا=وَأَجْرَيَا نَهَراً يَسْقِي عِبَارَاتِي
فَسُقْتُ كُلَّ شُعُورِي عَازِفًا بِفَمِي=لَحْنَ الطُّفُولَةِ مُسْتَقْفِيهِ إِنْصَاتِي
لَأَنْتُمُ جَنَّةُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتُهَا=وَبَسْمَةُ الطُّهْرِ فِي ثَغْرِ المَسَرَّاتِ
بُكَاؤُكُمْ فِي قُلُوبِ الرَّاحِمِين لَظًى=وَضِحْكُكُمْ نَغَمٌ فِي إِثْرِ هَالَاتِ
وَلَهْوُكُمْ حَرَكَاتُ الكُونِ فِي دَعَةٍ=وَنَوْمُكُمْ سَكَنَاتٌ فِي سَكِينَاتِ
يَا حَبَّذَا أَنْتُمُ تَلْهَونْ فِي طُرُقٍ=وَفِي البُيُوتِ تَبُثُّونَ الدُّعَابَاتِ
مَصَادِرُ الحُبِّ وَالإِبْهَاجِ عِنْدَكُمُ=صِيْغَتْ لَنَا بِتَرَاتِيلِ المُنَاغَاةِ
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ جَوَّالَةً غُرَفًا=كَمَا الحُقُولِ اسْتَزَانَتْ بِالفَرَاشَاتِ
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ وَقْتَ الطَّعَامِ وَقَدْ=أُلْقِمْتُمُوا مِنْ لَدُنْ أُمٍّ لُقَيْمَاتِ
وَحَبََّذَا أَنْتُمُ وُسِّدْتُمُ عُضُدًا=مِنْ بَعْدِ مَجْهَدةٍ لَوْذًا بِغَفْوَاتِ
وَحَبَّذَا حَبَّذَا مَا مِنْكُمُ وَكَفَى=بِجَهْلِكُمْ أَنْ تُقِرُّوا الحُبَّ فِي الذَّاتِ
عَامَانِ مَرَّا إِلَهِي وَالفُؤَادُ عَلَى=حُبِّ البَنِينَ أَسِيفٌ وَالبُنِيَّاتِ
نَادَاكَ عَبْدَاكَ إِذْ قَالا عَلَى كِبَرٍ=(هَبْ) دَاعِيَيْنِ بِتَعْظِيمٍ وَإِخْبَاتِ
فَكَانَ مَا دَعَيَا سُؤْلًا بِقَولِكَ كُنْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ يَا ربَّ السَّمَاوَاتِ
وَلَسْتُ مِثْلَهُمَا قَدْرًا وَمَنْزِلَةً=أَنَا المُقَصِّرُ جَهْلًا فِي العِبَاداتِ
لَكِنَّ عَفْوَكَ يَا سَتَّارُ أَوْسَعُ مِنْ=عِلْمِي وَمَنَّكَ أَمْضَى مِنْ إِحَاطَاتِي
وَمَا شَكَاتِيَ مَنْ يَأْسٍ وَلا سَخَطٍ=وَإِنَّمَا لالتِمَاسِي مِنْكَ حَاجَاتِي
تُعْطِي وَتَقْدِرُ عَدْلًا حَيْثُ قَدْرُكَ إِعْ=طَاءٌ جَهِلْنُاهُ مِنْ سُوءِ الطَّوِيَّاتِ
إِلَيْكَ مُلْتَجَئِي فِي كُلِّ ضَائِقَةٍ=وَأَوْبَتِي مِنْ إِسَاءَاتِي وَزَلَّاتِي
هَبْ لِي بِمَنِّكَ إِنِّي حَامِدٌ أَبَدًا=فَلَيْسَ إلاكَ أَهْلٌ لابْتِهَالاتِي

مثلك ممن أحبه الله وأحب نجواه
(ولسوف يعطيك ربك فترضى)
بصدق أخي الكريم أجدك من أروع الشعراء صدقاً وعفافاً وبلاغة
حفظك الله

بندر الصاعدي
15-05-2009, 04:50 PM
أخي الحبيب / حازم البحيصي
لا أبكى الله لك عينا إلا في خشيته , وإنما هي نجوى أنست بها ترتفع عن الشكوى , والله ربنا جواد كريم عليم حكيم , رضينا به ربا وبمشيئته قضاءً وقدرًا .
لك الشكر وافرا والتقدير

عبدالملك الخديدي
15-05-2009, 07:26 PM
الأخ الحبيب / بندر الصاعدي
بارك الله فيك أخي ورزقك الله من فضله الذرية الصالحة ووهبك ما تقر به عينك
فلا بأس عليك ولا تحزن فالله سبحانه وتعالى قدير على كل شيء .
وكم من شخص مر بظروفك وبقي سنين عديدة وهو يأمل ويرجوا حتى رزقه الله بما يريد وكل شيء بأمره ..
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك من فضله .
أهنئك على هذه القصيدة الإنسانية الرائعة والمهمة والتي هي سلوان لكل من ينتظر زينة الحياة الدنيا.
لقد أبدعت فيها وأتقنت في توصيل الحس الإنساني العميق للقارئ والتفاعل مع هذه القضية خاصة وأنت تصف البيوت بخوائها من الحياة بدون أطفال .
أنت رائع بحق وشاعر كبير استمتع دائما بقراءة فكره قبل شعره.

حسنية تدركيت
15-05-2009, 11:02 PM
أسأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى أن يرزقك الصالح من البنين والبنات
وأن يبشرك قريبا بما يسعدك وجميع المسلمين .

أحمد الرشيدي
16-05-2009, 03:44 AM
[gasida= font="simplified arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
عَامَانِ مَرَّا وَمَا مِثْلُ البُنَيَّاتِ=أَوِ البَنِينَ مَصَابِيحُ البُيُوتَاتِ
عَامَانِ مَرَّا وَمَا فِي الدَّارِ مِنْ أَحَدٍ=سَوَايَ وَالزَّوْجِ نُخْفِي وِحْشَةَ الذَّاتِ
كَأَنَّهُا وَأَثَاثِي غَيْرُ مُبْتَذَلٍ=دِكُّانُ مُنْعَزِلٍ بَيْنَ المَحَلَّاتِ
لَا فَارِسٌ يَمْتَطِي الأَشْيَاءَ جَامِحَةً=وَيَنْشُدُ النَّصْرَ َلَكِنْ بِالبَرَاءَاتِ
وَلَا وَدِيعٌ مَعَانِي الحُبِّ فِي فَمِهِ=وَفِي العُيُونِ وَفِي كُلِّ الإِشَارَاتِ
كَفَى فُؤَادِيَ حَرْمَانًا يُلَهِّفُهُ=خُلُوُّهُ مِنْ أَحَاسِيسِ الأُبُوَّاتِ
قَالُوا: نُكَنِّيكَ! قُلْتُ: الأرْضُ قَدْ حُرِثَتْ=وَمَا نَمَا بَعْدُ شَيْءٌ مِنْ نَبَاتَاتِي
قَالُوا: أَفَاسِدَ بِذْرٍ قُلْتُ: لَيْسَ كَذَا=اللهُ شَاءَ وَمَا شَاءَتْ إِرَادَاتِي
قَالُوا: عَلَيْكَ بِطِبٍّ قُلْتُ: يَرْزُقُنِي=مَنْ لَوْ يَشَاءُ بَكُنْ أَمْضَى المَشِيئاتِ
رَبَّاهُ أَطْفَالُ أَقْرَانِي سَبَوا بَصَرِي=وَقَسَّمُوهُ حَسِيرًا فِي المَمَرَّاتِ
كَأَنَّ نَفْسِي مَلَاهٍ يَلْعَبُونَ بِهَا=وَلَهْوَهُمْ فِي دُرُوبِ الحَيِّ مَلْهَاتِي
إِذَا خَلَا الحَيُّ مِنْهُمْ مِتُّ مِنْ مَلَلٍ=وإِنْ حَيِي بِهِمُ وَبَّخْتُ خَيْبَاتِي
يُؤْوِيني البَيْتُ قَفْرًا لَا حَيَاةَ بِهِ=وَالوَقْتُ لَيْلًا بَهِيمًا دُونَ نَجْمَاتِ
يَكَادُ يَسْقُطُ صَدْرِي كُلَّمَا لَمَحَتْ=عَيْنِي صَبِيًّا وَيُفْشِي جَمْرَ أَنَّاتِي
وَمَا لَهُ مِنْ ثَبَاتٍ غَيْرُ مَا سَمَحَتْ=بِهِ القَرَابَةُ مِنْ ضَمِّ القَرِيبَاتِ
وَبِي مَدًى مِنْ حَنَانٍ غَيْرَ أَنَّ مُدَى=الحِرْمَانِ تَنْحَرُ فِيهِ نُوقَ مُنْيَاتِي
رَبَّاهُ لَا سَخَطًا أَشْكُو إِلَيْكَ أَسًى=وَأَنْتَ أَعَلَمُ بِي مِنِّي وَمِنْ ذَاتِي
عَامَانِ مَرَّا _وَلَمَّا أُوهَبِ_ انْكَسَرَتْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ نَفْسِي بانْتِظَارَاتِي
إِذَا الحَيَاةُ خَلَتْ مِنْ سِرِّ زِينَتِهَا=أَمِلْتُ عِنْدَك دَوْنَ الخَلْقِ خَيْرَاتِ
القَلْبُ وَالحِسُّ بَثَّانِي حَنِينَهُمَا=وَأَجْرَيَا نَهَراً يَسْقِي عِبَارَاتِي
فَسُقْتُ كُلَّ شُعُورِي عَازِفًا بِفَمِي=لَحْنَ الطُّفُولَةِ مُسْتَقْفِيهِ إِنْصَاتِي
لَأَنْتُمُ جَنَّةُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتُهَا=وَبَسْمَةُ الطُّهْرِ فِي ثَغْرِ المَسَرَّاتِ
بُكَاؤُكُمْ فِي قُلُوبِ الرَّاحِمِين لَظًى=وَضِحْكُكُمْ نَغَمٌ فِي إِثْرِ هَالَاتِ
وَلَهْوُكُمْ حَرَكَاتُ الكُونِ فِي دَعَةٍ=وَنَوْمُكُمْ سَكَنَاتٌ فِي سَكِينَاتِ
يَا حَبَّذَا أَنْتُمُ تَلْهَونْ فِي طُرُقٍ=وَفِي البُيُوتِ تَبُثُّونَ الدُّعَابَاتِ
مَصَادِرُ الحُبِّ وَالإِبْهَاجِ عِنْدَكُمُ=صِيْغَتْ لَنَا بِتَرَاتِيلِ المُنَاغَاةِ
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ جَوَّالَةً غُرَفًا=كَمَا الحُقُولِ اسْتَزَانَتْ بِالفَرَاشَاتِ
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ وَقْتَ الطَّعَامِ وَقَدْ=أُلْقِمْتُمُوا مِنْ لَدُنْ أُمٍّ لُقَيْمَاتِ
وَحَبََّذَا أَنْتُمُ وُسِّدْتُمُ عُضُدًا=مِنْ بَعْدِ مَجْهَدةٍ لَوْذًا بِغَفْوَاتِ
وَحَبَّذَا حَبَّذَا مَا مِنْكُمُ وَكَفَى=بِجَهْلِكُمْ أَنْ تُقِرُّوا الحُبَّ فِي الذَّاتِ
عَامَانِ مَرَّا إِلَهِي وَالفُؤَادُ عَلَى=حُبِّ البَنِينَ أَسِيفٌ وَالبُنِيَّاتِ
نَادَاكَ عَبْدَاكَ إِذْ قَالا عَلَى كِبَرٍ=(هَبْ) دَاعِيَيْنِ بِتَعْظِيمٍ وَإِخْبَاتِ
فَكَانَ مَا دَعَيَا سُؤْلًا بِقَولِكَ كُنْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ يَا ربَّ السَّمَاوَاتِ
وَلَسْتُ مِثْلَهُمَا قَدْرًا وَمَنْزِلَةً=أَنَا المُقَصِّرُ جَهْلًا فِي العِبَاداتِ
لَكِنَّ عَفْوَكَ يَا سَتَّارُ أَوْسَعُ مِنْ=عِلْمِي وَمَنَّكَ أَمْضَى مِنْ إِحَاطَاتِي
وَمَا شَكَاتِيَ مَنْ يَأْسٍ وَلا سَخَطٍ=وَإِنَّمَا لالتِمَاسِي مِنْكَ حَاجَاتِي
تُعْطِي وَتَقْدِرُ عَدْلًا حَيْثُ قَدْرُكَ إِعْ=طَاءٌ جَهِلْنُاهُ مِنْ سُوءِ الطَّوِيَّاتِ
إِلَيْكَ مُلْتَجَئِي فِي كُلِّ ضَائِقَةٍ=وَأَوْبَتِي مِنْ إِسَاءَاتِي وَزَلَّاتِي
هَبْ لِي بِمَنِّكَ إِنِّي حَامِدٌ أَبَدًا=فَلَيْسَ إلاكَ أَهْلٌ لابْتِهَالاتِي




أخي الحبيب بندر الصاعدي حفظه الله

حرف تخطه أنت لا تقرؤه العيون ، وإنما تلعقه لعقا ، وقد جهدت مرارا ، فما عدت أرى حرفا أكتبه بين يدي هذه الحروف التي صهرتني ..

الشعر بك خصيب ينسل الدرر أمما ، ولقد لذت بكريم قدير ، وكأني أقرأ لك في سعد وبشرى قصائد الشكر آيات النجابة والشمم أبياتها وقوافيها .

أسأل الله العلي العظيم أن يريك ما يسرك في الأولى والآخرة

محمود فرحان حمادي
16-05-2009, 10:34 AM
عَامَانِ مَرَّا وَمَا مِثْلُ البُنَيَّاتِ=أَوِ البَنِينَ مَصَابِيحُ البُيُوتَاتِ
عَامَانِ مَرَّا وَمَا فِي الدَّارِ مِنْ أَحَدٍ=سَوَايَ وَالزَّوْجِ نُخْفِي وِحْشَةَ الذَّاتِ
كَأَنَّهُا وَأَثَاثِي غَيْرُ مُبْتَذَلٍ=دِكُّانُ مُنْعَزِلٍ بَيْنَ المَحَلَّاتِ
لَا فَارِسٌ يَمْتَطِي الأَشْيَاءَ جَامِحَةً=وَيَنْشُدُ النَّصْرَ َلَكِنْ بِالبَرَاءَاتِ
وَلَا وَدِيعٌ مَعَانِي الحُبِّ فِي فَمِهِ=وَفِي العُيُونِ وَفِي كُلِّ الإِشَارَاتِ
كَفَى فُؤَادِيَ حَرْمَانًا يُلَهِّفُهُ=خُلُوُّهُ مِنْ أَحَاسِيسِ الأُبُوَّاتِ
قَالُوا: نُكَنِّيكَ! قُلْتُ: الأرْضُ قَدْ حُرِثَتْ=وَمَا نَمَا بَعْدُ شَيْءٌ مِنْ نَبَاتَاتِي
قَالُوا: أَفَاسِدَ بِذْرٍ قُلْتُ: لَيْسَ كَذَا=اللهُ شَاءَ وَمَا شَاءَتْ إِرَادَاتِي
قَالُوا: عَلَيْكَ بِطِبٍّ قُلْتُ: يَرْزُقُنِي=مَنْ لَوْ يَشَاءُ بَكُنْ أَمْضَى المَشِيئاتِ
رَبَّاهُ أَطْفَالُ أَقْرَانِي سَبَوا بَصَرِي=وَقَسَّمُوهُ حَسِيرًا فِي المَمَرَّاتِ
كَأَنَّ نَفْسِي مَلَاهٍ يَلْعَبُونَ بِهَا=وَلَهْوَهُمْ فِي دُرُوبِ الحَيِّ مَلْهَاتِي
إِذَا خَلَا الحَيُّ مِنْهُمْ مِتُّ مِنْ مَلَلٍ=وإِنْ حَيِي بِهِمُ وَبَّخْتُ خَيْبَاتِي
يُؤْوِيني البَيْتُ قَفْرًا لَا حَيَاةَ بِهِ=وَالوَقْتُ لَيْلًا بَهِيمًا دُونَ نَجْمَاتِ
يَكَادُ يَسْقُطُ صَدْرِي كُلَّمَا لَمَحَتْ=عَيْنِي صَبِيًّا وَيُفْشِي جَمْرَ أَنَّاتِي
وَمَا لَهُ مِنْ ثَبَاتٍ غَيْرُ مَا سَمَحَتْ=بِهِ القَرَابَةُ مِنْ ضَمِّ القَرِيبَاتِ
وَبِي مَدًى مِنْ حَنَانٍ غَيْرَ أَنَّ مُدَى=الحِرْمَانِ تَنْحَرُ فِيهِ نُوقَ مُنْيَاتِي
رَبَّاهُ لَا سَخَطًا أَشْكُو إِلَيْكَ أَسًى=وَأَنْتَ أَعَلَمُ بِي مِنِّي وَمِنْ ذَاتِي
عَامَانِ مَرَّا _وَلَمَّا أُوهَبِ_ انْكَسَرَتْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ نَفْسِي بانْتِظَارَاتِي
إِذَا الحَيَاةُ خَلَتْ مِنْ سِرِّ زِينَتِهَا=أَمِلْتُ عِنْدَك دَوْنَ الخَلْقِ خَيْرَاتِ
القَلْبُ وَالحِسُّ بَثَّانِي حَنِينَهُمَا=وَأَجْرَيَا نَهَراً يَسْقِي عِبَارَاتِي
فَسُقْتُ كُلَّ شُعُورِي عَازِفًا بِفَمِي=لَحْنَ الطُّفُولَةِ مُسْتَقْفِيهِ إِنْصَاتِي
لَأَنْتُمُ جَنَّةُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتُهَا=وَبَسْمَةُ الطُّهْرِ فِي ثَغْرِ المَسَرَّاتِ
بُكَاؤُكُمْ فِي قُلُوبِ الرَّاحِمِين لَظًى=وَضِحْكُكُمْ نَغَمٌ فِي إِثْرِ هَالَاتِ
وَلَهْوُكُمْ حَرَكَاتُ الكُونِ فِي دَعَةٍ=وَنَوْمُكُمْ سَكَنَاتٌ فِي سَكِينَاتِ
يَا حَبَّذَا أَنْتُمُ تَلْهَونْ فِي طُرُقٍ=وَفِي البُيُوتِ تَبُثُّونَ الدُّعَابَاتِ
مَصَادِرُ الحُبِّ وَالإِبْهَاجِ عِنْدَكُمُ=صِيْغَتْ لَنَا بِتَرَاتِيلِ المُنَاغَاةِ
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ جَوَّالَةً غُرَفًا=كَمَا الحُقُولِ اسْتَزَانَتْ بِالفَرَاشَاتِ
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ وَقْتَ الطَّعَامِ وَقَدْ=أُلْقِمْتُمُوا مِنْ لَدُنْ أُمٍّ لُقَيْمَاتِ
وَحَبََّذَا أَنْتُمُ وُسِّدْتُمُ عُضُدًا=مِنْ بَعْدِ مَجْهَدةٍ لَوْذًا بِغَفْوَاتِ
وَحَبَّذَا حَبَّذَا مَا مِنْكُمُ وَكَفَى=بِجَهْلِكُمْ أَنْ تُقِرُّوا الحُبَّ فِي الذَّاتِ
عَامَانِ مَرَّا إِلَهِي وَالفُؤَادُ عَلَى=حُبِّ البَنِينَ أَسِيفٌ وَالبُنِيَّاتِ
نَادَاكَ عَبْدَاكَ إِذْ قَالا عَلَى كِبَرٍ=(هَبْ) دَاعِيَيْنِ بِتَعْظِيمٍ وَإِخْبَاتِ
فَكَانَ مَا دَعَيَا سُؤْلًا بِقَولِكَ كُنْ=يَا وَاهِبَ الخَلْقِ يَا ربَّ السَّمَاوَاتِ
وَلَسْتُ مِثْلَهُمَا قَدْرًا وَمَنْزِلَةً=أَنَا المُقَصِّرُ جَهْلًا فِي العِبَاداتِ
لَكِنَّ عَفْوَكَ يَا سَتَّارُ أَوْسَعُ مِنْ=عِلْمِي وَمَنَّكَ أَمْضَى مِنْ إِحَاطَاتِي
وَمَا شَكَاتِيَ مَنْ يَأْسٍ وَلا سَخَطٍ=وَإِنَّمَا لالتِمَاسِي مِنْكَ حَاجَاتِي
تُعْطِي وَتَقْدِرُ عَدْلًا حَيْثُ قَدْرُكَ إِعْ=طَاءٌ جَهِلْنُاهُ مِنْ سُوءِ الطَّوِيَّاتِ
إِلَيْكَ مُلْتَجَئِي فِي كُلِّ ضَائِقَةٍ=وَأَوْبَتِي مِنْ إِسَاءَاتِي وَزَلَّاتِي
هَبْ لِي بِمَنِّكَ إِنِّي حَامِدٌ أَبَدًا=فَلَيْسَ إلاكَ أَهْلٌ لابْتِهَالاتِي


الاخ الشاعر بندر
كلماتك تستحق كل الخير والله تعالى لن يخيب هذا الشعور العذب
لك مني الاعجاب الكبير ثم الدعاء اسكبه مع الشرايين النابضة
تحياتي

أحمد موسي
18-05-2009, 05:53 PM
الجميل / بندر الصاعدي

تحيتي ومودتي لهذا الكم الهائل من العطاء

انت شاعر وباهر وأديب

رحماك بنا يا رجل

مودتي وخالص تحيتي

أحمد موسى

حسن الحربي
21-05-2009, 12:04 AM
أخي بندر الغالي /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
أخذتنا إلى هناك إلى حيث فؤادك المليء بالحب والمفعم بحياة الإيمان ..,
و مررت بنا على صدرك الساقط بين أكف الصبيان ... ،
وأشعرتنا بصراع داخلي يسكن حين ويثور أحيان .. ,


ووقفت بنا عند الملل ولو بقي الإنسان على حال واحدة
لمل الإنسان ... !!!!
ذكرتنا بالفل ذكرتنا بالياسمين


ذكررررتنا بالريحان.....,


وأبشرك مامنع الله إلا ليعطي


وأسأله جل جلاله ان يرزقك الذرية الصالحة

د. سمير العمري
21-05-2009, 02:57 AM
أيها الأخ الحبيب ...

أيها الشاعر الأريب ....

رفقا بقلب أخيك ورحمة بمقلتيه!

هو شعور سال فأسال وقال فأقال.

أي حزن هذا الذي أغرقتنا به وأي قدرة عجيبة على نقله بهذا الأسلوب البهي النقي.

ولعلني هنا ما التفت لشعرك البديع قدر التفاتي لنفسك الشفافة وإيماتنك العميق ورجاؤك النبيل لأؤكد لك البشارة بأن كرم الله قريب ، وما يكون من ابتلاء إلا استجلاء واشتياق لا بتهال أو تضرع فاهنأ بحب الله لك وأبشر بالبنين والبنات وإنما يجزى الصابرين الشاكرين في الحياة وبعد الممات.

سأدعو الله لك في صلواتي وأؤمن على دعائك وأثق بأن الله الكريم قريب مجيب.



تحياتي ودعواتي

سمو الكعبي
21-05-2009, 03:15 PM
الأديب الثبت بندر الصاعدي :
أبكيتني حتى لم أعد قادرة على الرد نعم هذا هو الشعر المؤثر وإن كان الموضوع خاصا, لكن أشعرت القارئ بأن ه موضوعه وأنه هنا السائل, نعم ومن لا يحتاج إلى سؤال الرحمن الرحيم خصوصا في نهاية الأبيات.
الأديب: الصاعدي
ما رفعت بصري عن قصيدتك حتى ارتد مفعما بشاعرية صادقة وعقيدة أن الله هو الملجأ للجميع, واختم كلامي بقوله على لسان عبده زكريا عليه السلام ربِ لا تذره فردا وأنت أرحم الراحمين وجميع المسلمين.
هنا شعر يعجز أي شاعر أن يأتي بمثله وبمثل صدقه\
سلمك الله ولا أسلمك

يحيى سليمان
21-05-2009, 03:27 PM
قَالُوا: نُكَنِّيكَ! قُلْتُ: الأرْضُ قَدْ حُرِثَتْ =وَمَا نَمَا بَعْـدُ شَـيْءٌ مِـنْ نَبَاتَاتِـي


رائع هذا البيت ككل القصيدة
أيها الرائع

رزقك الله صالح الذرية وبارك لك فيها أيها النبيل

بندر الصاعدي
28-09-2009, 11:33 AM
أخي الحبيب : سالم العلوي
السلام عليكم
ما أصعب إباء الدمعة على أن تفارق العين حزنا , قد كادت تفارق عيني وأنا أقرأ ردود الإخوة على قصيدتي هذه حتى وددت لو أني لم أنشرها , فأسأل الله أن يثيبك والإخوةَ من فضله ويكرمكم جميعًا ويجعل لنا ولكم الخير في الدنيا والآخرة .

بارك الله فيك

بندر الصاعدي
28-09-2009, 11:37 AM
أخي الكريم : راضي الضميري
السلام عليكم
حياك الله وجزاك عني خيرا , فقد دعوت لأخيك بما يحب , أسأل الله أن يجيب رحمة منه وفضلا , إن سميع كريم .

بارك الله فيك وأعطاك من خيري الدنيا والآخرة .