تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نَصَّان



محمد الشحات محمد
15-05-2009, 03:57 AM
1- عودةُ القادم


اعتاد أخي أن يقرأ في كتبِ الوردة يُمطرها عبقاً كي يعرف سر الحلم الدائر حول سريري ، كان يُراقبني ، يتسلَّلُ ..، يدخل في الغرفة يفتح كل شبابيك الوجْه البحريِّ ..،أسائله عن لون البشرة في أقصى الأرض تكون إجابته القبلية وشْماً يرسمُ في الحلمِ جنوناً يُشبهني حتى أسْتيْقظ ، يضحكُ .. ، تأخذني عَبَراتُ الواعظِ ..، أغرق في كلماتِ الشرق الأوسط ..، يوم السبت الماضي لم يحضرْ كالعادة .. ،هرب النومُ ..، فتحتُ المذياع قليلاً ، أغْلقتُ الصوت اللامع في نشرةِ أخبار القدسِ المنهارِ على رأس الموتى ،كيف يصير الحزن طريقاً للمستقبل ؟ كان العنوانُ مثيراً عبْر فضائيات القمر التاسع من ذي الحِجة ..،دارت كاميرا الإعلانات تبثُّ مشاهد للْوضْع القائم في "السوبر ماركت" و طوابير الخبز و تجَّار البحر و لوحات جهاز الصمتِ الرادع في إحدى الغاباتِ ..، و مرتْ بضعُ دقائق كنتُ نويْت البحثَ خلال "النتِّ" عن الغائب .. ،بدأ البرنامج لكني قرَّرْتُ أُواصل بحثي .. ، في آخر صفحات الباحث أبصرتُ دليلاً للسرعة عند البحثِ ..،فرحْتُ بهذا الإنجاز الأرقى .. لا يمكن أن نستغني عن أحداث القرن الخامس و العشرين ..، ظهرتْ نفس الصفحة ، لم أعرف سرّ قراءتها ، أحسسْتُ جهازي يسخرُ منِّي .. ،حاولْتُ مع التعْليمات ِ.. ، سمعتُ العالم يشهدني قال جهازي اُنظر خلفك .. ، فالتفتَ المقعدُ بي .. ، كان أخي في التلفاز يُقدِّمُ تفسيراً للحلم القادم ..، لم أستغربْ كيف تمكَّن من تفسير اللا حُلم ، ولكن كيف تمكَّن من تحديد الساعة في الثانيةِ من الظهرِ الماضي ..،قُطع الإرسالُ و عاد أخي .
----------
2- السقف القديم
على غير عادتها اتصلتْ .."أيوه دادي .. يريتْ تفتح البابْ"..، بغير انتظارٍ دفَعْتُ إلى الباب شوْقي ، و دارتْ خطاي جنوباً كأني أجرِّبُ سوراً على يدِ طفلٍ تعثَّر بعض سنينَ .. ، وَصَلْتُ إلى حلْقِ شبَّاكِ جاري ، وقفتُ أمام الحائط بين عقارب ساعتنا و النجوم تُساقطُ أصواتَ موتى ، تمُوجُ ، تُمَوِّجُ عمراً ،فأركب باخرةً تَتَمَوْسقُ في رحْم جهْلي و تُجْهضُ أيام كنا صغاراً و نَنْحرُ في الليلِ أضغاثَ أمِّي ..، تذكَّرْتُ أيام كانتْ تُهرْوِلُ في مثل هذي المواعيد "صافي" ..، هنا ، و على بابِ شقَّتنا حيثُ كان أبي نائماً في عيون الغلاء الجديد يُكَوِّرهُ ألمُ القدمين ، و حيثُ تُعانقُ أمي شقيقي لأنه كان يشكو من البردِ و الأمنيات ..، و حيثُ أُذاكرُ ليلاً ، فتقتحمُ الليل "صافي" شقيقةُ جدِّي و تمسحُ وَجْهي ، تُقبِّلني ، تمنحني صدرها ، فأمارسُ مَوهبة النارِ في حطبِ الكلمات ، تداعبني خبرتُها و تنادي على ابنتها ، توقظها كي تصبَّ على قدمي أغنيةً منْ سنابل عطْرِ الصبايا ، أحنُّ عليها ، فتأخذني تحت سقف العراء ، تُغطي تسابيح عشقي .. ، تفورُ و تكبرُ كي تدفع المهرَ حباًّ ..، تذوبُ مع العشرات ، فإنْ مسّ صافي صداعٌ دَعوْتُ هنا ابنتها ..عمَّتي ، و تُلبِّي على الفورِ دعْوة صبري حنيناً ، و بعد الهوى أتخرَّجُ كي تتزوَّج ، ترحلُ غاليتي ، بينما تعلنُ ابنتنا ثورةَ الشعراء ، تُضيفُ زواجاً جديدا ..، " إلهي !! هنا ابنتنا .. لا .. ، فتحْتُ على الشارع الباب .. ، فوق سلالم مدخل حارتنا .. ربما ..لا .. نعمْ هي تبكي " .. ، فتحتُ على صدر أمي صراخي .. تولتْ كعادتها سورة الشعراء .. ، خرجت طفلتي منْ سراديب سقفٍ قديم.
دمتم بحب و خير

د. نجلاء طمان
16-05-2009, 08:54 PM
نصان؛ وأظنه اسم قصد به الكاتب وضع اسم واحد لنصين أدرجهما في موضوعٍ واحد في منتدى القصة. "عودة القديم" و "السقف القديم" على رغم فصلكَ لهما إلا أنهما كانا مترابطين من الناحية السردية والوصفية والزمانية إلى حد اعتبرتهما أنا أجزاء من رواية لم تكتمل.

الحداثة كانت تعبر عن نفسها في سردكَ, فطغى الجانب الوصفي على الجانب الحبكي بشدة. أنصحكَ بمعاودة النظر إلى نصيكَ من هذا المنظور الذي أشرتُ أنا اليه.

واسمح لي بنقلها من منتدى القصة إلى أنسب مكان.

تقديري لقلم مثابر

محمد الشحات محمد
20-05-2009, 12:51 AM
نصان؛ وأظنه اسم قصد به الكاتب وضع اسم واحد لنصين أدرجهما في موضوعٍ واحد في منتدى القصة. "عودة القديم" و "السقف القديم" على رغم فصلكَ لهما إلا أنهما كانا مترابطين من الناحية السردية والوصفية والزمانية إلى حد اعتبرتهما أنا أجزاء من رواية لم تكتمل.

الحداثة كانت تعبر عن نفسها في سردكَ, فطغى الجانب الوصفي على الجانب الحبكي بشدة. أنصحكَ بمعاودة النظر إلى نصيكَ من هذا المنظور الذي أشرتُ أنا اليه.

واسمح لي بنقلها من منتدى القصة إلى أنسب مكان.

تقديري لقلم مثابر


الدكتورة "نجلاء طمان"



صدقتِ سيدتي .. إنها رواية "فن القصة الشاعرة" ، و لمثلكِ من الأدباء والنقاد المبدعين دورٌ كبير في ترسيخ وتعميق هذا الجنس الأدبي الجديد ، وأما عني فمازلتُ أُعيدُ النظر مرات ومرات ليس فقط بالنسبة للحكي وإنما حول كل التقنيات والضوابط والمعايير لهذا اللون


وبالنسبة لاختياركم المكان الأنسب ، فلكم ما ترون

وافر التحية والتقدير

ربيحة الرفاعي
07-01-2014, 11:40 PM
وتعيدنا لروعة القصة الشاعر ، بانسياب الحرف في سرد مضمخ بالمشاعر تمور بها الرموز في الحدث والصورة بجمالية خلابة

دمت بخير أيها المبدع

تحاياي

آمال المصري
11-01-2014, 12:28 PM
رغم أن هذا الجنس الأدبي مازال شحيحا إلا أنني أهتم بقراءته ما أمكن لك شاعرنا الفاضل
ووددت لو تكرمت وبينت لنا هل هناك فرق بين القصة الشاعرة والقصة الشعرية ؟
بوركت والعطاء واليراع
تحاياي

نداء غريب صبري
07-04-2014, 02:22 AM
هذان النصان من فن القصة الشاعرة - أليس كذلك أستاذنا؟
شعرت بموسيقة النص خلال القراءة

ممتعة ومميزة جدا

شكرا لك

بوركت