تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عن الأدب وقلة الأدب وهذا العالم العنكبوتي



راضي الضميري
15-05-2009, 10:56 PM
قالوا عن الأدب الكثير وعن قلة الأدب وفي شتى المجالات لم يتركوا شيئًا لم يخوضوا فيه ولم يتعرضوا له ، وكان أكثرها وضوحًا وتشويها هو في الأدب نفسه شعره ونثره ، فمن السهل أنْ تكتب أيها الإنسان ولكن من الصعب أنْ تخفي نواياك في أمور تفتقر إلى بعض الأدب .

وقالوا من قبلنا أيضًا كلمة مشهورة ومعروفة للجميع " سبق السيف العذل " والكلمة رصاصة إنْ خرجت فلا عودة وتلتصق بصاحبها فلا تغادره حتى الممات ولا ينفعها جميل الكلام لأنها تترك بصمات لا تمحَ ، ولو يعرف الأدب من ألصق بنفسه تهمة الأدب لما لبس ثوبًا مصطنعًا مزركشًا بحرف الضاد ولما ادّعى العلم والأدب ، لأنّه سيعلم حتمًا أنّه لو كان من أهل العلم و الأدب لعرف أنّ الأدب لا يحتاج لقارئ يعرف الأدب شعره ونثره ، بل يحتاج إلى قارئ تربى تربية صالحة فأدّبه أهله أو زمانه ، وعلم بفطرته أنّ بعض الشعر فيه فجور و سمته الفسوق ، وصنعته الانحلال وأنّ بعض النثر فيه أكثر من ذلك وحدث ولا حرج ، ولقاس على نفسه كل ما قيل وقال ولسأل نفسه سؤاًل يقول : هل يقبل لأخته أو ابنته أو أمه كل ذلك ، لكن قلة الأدب في هذا الزمان تجعل من معتنقها أديبًا ألمعيًا لا يشق له غبار وهو لا يعرف من حرف الضاد إلا رسمه ومن معناه إلا ما صوّره له شيطانه أنّ فعله صواب وهو في ميزان الأدب الحقيقي ليس له وزن أو أي اعتبار.

أعجبتني قصة قصيرة كتبتها أخت فاضلة تقول فيها :
" قرأ ردها الجميل على نصّه ، فطار فرحًا وأيقن انه شغفها حبا!
وبعث رسالة عشق إليها ، فجاءه ردَّها : رفقًا بنفسك يا بنيّ . ***

هذا هو الأدب المفقود والذي يجب أنْ ننتبه له وأنْ نهتم به ، فالقلم له حدوده وخطوطه الحمراء والتي يجب عليه أن لا يتجاوزها .

وكم أعجبني من قال " أحبها وتحبني وتحب ناقتها بعيري " فما بال من يكتب وهو يصوّر لنفسه أنّ قلمه يحب ليلي وليلى لا تدرِ ، و المخزي أكثر أنْ نرى قلمًا يتجرأ ويقول أحبّها ويكاد أنْ يضع اسمها أيضًا في نصوصه وليلى في عالم آخر ويمنعها أدبها أنْ تقول له : لا محل لك من الإعراب يا مجهول الهوية " وفي آخر قصة سمعتها أقسمت لي صاحبتها أنّها تودّ لو تقول له ذلك ، فقلت لها أنا سأقول له ولعلّه يقرأها ويتحرك دمه ويتقي الله في نفسه وقلمه .

الموضوع كبير ويحتاج إلى تفصيل أكثر ، ولكي لا يتصور أحد أنّنا نتجنّى على الآخرين ونتدخل في خصوصياتهم نقول : لو كان هناك قبول من الطرف الآخر لما يكتبه هذا القلم أو ذاك لقلنا هذه أمور شخصية ليس من حقنا أنْ نتدخل فيها ، لكن عندما نرى الطرف الآخر غير معنى بكل ذلك فهذا يضعه في موقف محرج جدًا إذ كيف سيتدخل ليقول كلمته ونحن في مجتمع شرقي له ضوابطه التي تحكمه ؟

قرأت كثيرًا في بعض المنتديات لأقلام تدّعي الأدب وتمارس كل ما قيل آنفا ، صدقًا أكاد أقسم أنّ هذا ما يحصل وأنّهم ليسوا بحاجة إلى أدب فقط بل ومصحة نفسية أيضا .

يا لهذا العالم العنكبوتي كم فيه وفيه مما يقال ومما لا يقال ويخجل المرء أحيانًا من قوله .

ولله في خلقه شؤون ، نسأل الله العفو والعافية .
*** رابط القصة القصيرة https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=36335

عطاف سالم
15-05-2009, 11:25 PM
أخي العزيز أيها الأديب الكبير / راضي الضميري
سلام الله على قلبك الجميل ..

موضوع طريف وشيق ومثير للكثيييير من الشجون ..

ترى متى نتخلص من الفجاجة ..
أو من الدناءة ..
أو التطفل الأهوج ..
أو من الإندلاق إلى مايبعث على الإشمئزاز ..
أو من التصريح المقيت ..
أو التلميح " السخيف " .. ؟!
أو ... أو ... أو ....
ما أكثر المعاني والدلالات التي يحملها مقالك !

لكن مع كل ماضربت من الأمثال
أظنك نسيت المثل الذي يقول :

لقد أسمعت لو ناديت حيّا
لكن
لاحياة لمن تنادي ..

ومثل آخر ربما تجد له علاقة من وجه بعيد وهو :
زامر الحي لايطرب

.......

تقبل تقديري وكل إحترامي
ومساؤك خير
:0014:

مروة عبدالله
18-05-2009, 10:52 AM
أخى راضي

هى الشبكة العنكبوتية تضم السئ والأسوأ ولكنكَ تجد النقي والأفضل, مثلها مثل الحياة بها الطيب والشرير, ودائرة الأيام تدور وتستمر الحياة, ولكن الأجمل أن نتمسك بقيمنا وأخلاقنا لا أن نتركها تتبعثر على قارعة الطريق ونحن نسير في دوامة الحياة, أعجبنى المكوث هنا.

تقديري

هشام عزاس
19-05-2009, 10:17 PM
الصديق و الحبيب / راضي الضميري

صدقت و الله أخي في كل ما تفضلت به من تشريح و وصف لهذه الظاهرة التي تسود واقع الشبكة العنكبوتية و خصوصا ملتقياتنا الأدبية و الحوارية , و هذا يعود أولا و أخيرا إلى ضعف النفوس , و عدم إثبات الذات في الواقع و التخفي خلف جهاز لممارسة هذه الأفعال التي لا يمكن وصفها إلاّ بالدنيئة و المنحطة .
و سواء كان الفاعل رجلا أو امرأة فالأمر سيان , إن ممارسة هذه الملكة التي وهبها الله لعباده دون الآخرين في أمور لا تمت بعلاقة للأدب هي قلة أدب و ضعف شخصية .
الأدهى و الأمر أنه لو كانت تتعلق بالمراهقين فقط لتفهمنا الأمر و حساسية هذه المرحلة في حياة الفرد , و لكن للأسف فمثل هذه الأمور تصدر من الراشدين و هذه هي المعضلة .

يبقى هذا العالم مرتعا خصبا لهؤلاء يتصيدون فيه فرائسهم و يظنون أنهم يحسنون صنعا , و لكن عين الله لا تنام , و كل حركة أو همسة في كتاب معلوم .

نسأل الله العفو و الثبات .

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــام

أعطاف الأدب
20-05-2009, 09:00 PM
القدير راضي الضميري ..
تحية تقدير على هذه المبادرة الطيبة والتي لم تكن من فراغ سنوات التجوال في النت عرضتنا لمثل هذه المواقف
وكما تفضل شخصكم الكريم ليس ثمة ما نقوله إلا أن الرجل الشرقي إن أعجب بشيء أو توهم إعجابا فسره بحب
أو أحب أن يتملكه , فليت الأمر وصل لرسائل العشق فقد تطور لطلب أكثر من ذلك
هل الرجل الشرقي ساذج أم أنه فاقد للحنان أم أنه لا يفرق بين شخصه وقلمه فكل من أعجب بقلمه بالضرورة معجب به
الله المستعان .....

راضي الضميري
22-05-2009, 10:23 AM
أخي العزيز أيها الأديب الكبير / راضي الضميري
سلام الله على قلبك الجميل ..

موضوع طريف وشيق ومثير للكثيييير من الشجون ..

ترى متى نتخلص من الفجاجة ..
أو من الدناءة ..
أو التطفل الأهوج ..
أو من الإندلاق إلى مايبعث على الإشمئزاز ..
أو من التصريح المقيت ..
أو التلميح " السخيف " .. ؟!
أو ... أو ... أو ....
ما أكثر المعاني والدلالات التي يحملها مقالك !

لكن مع كل ماضربت من الأمثال
أظنك نسيت المثل الذي يقول :

لقد أسمعت لو ناديت حيّا
لكن
لاحياة لمن تنادي ..

ومثل آخر ربما تجد له علاقة من وجه بعيد وهو :
زامر الحي لايطرب

.......

تقبل تقديري وكل إحترامي
ومساؤك خير
:0014:


هو ما قلت أديبتنا الراقية ، ولا حياة لمن تنادي في بعض الأحيان ، لكن نترك هذا الأمر لأخلاق وضمير كل إنسان يعرف معنى كلمة اخلاق وضمير ، والبركة في الأدباء أمثالك ومن يحملون على عاتقهم عبء إيجاد مجتمع انترنتي نظيف ، وفي النهاية فإنما الأعمال بالنيات ، ومهما طال الزمن فسيحصد الإنسان ثمرة أعماله ، فإن خيرا فبها ونعمت وإن كان غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه .

شكرًا لك أديبتنا الراقية ومساؤك ورد وفل وياسمين

تقديري واحترامي

آمال المصري
22-05-2009, 12:16 PM
أحيانا تسيطر الدناءة على البشرية فتجعل منها وكراً للرزيلة و انحطاطاً للأخلاق ,
وغالبا تغير مفهوم الحرية مع ظهور الإنترنت وأصبحت لايقيدها إلا كف النفس التي يفتقدها الكثير بسبب ماتوفره الشابكة من بحر واسع للحرية يذيب الفوارق , وماكان ممنوعا أمس أصبح اليوم مباحاً
هي لعنة الإنترنت أستاذ راضي مادفعتني لكتابة قصتي ( بسمة على بوابة الكذب ) فكانت حصادي على هذه الشابكة
كما قرأت هنا كثيرا عن مايدور من وراء الكواليس في ( البتول ) وغيرها من القصص والحقائق
موضوع يستحق الوقوف كثيراً مع النفس والرجوع إلى الله في كل تصرفاتنا وماتخطه أقلامنا
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ...

سالم العلوي
25-05-2009, 06:27 AM
أخي الحبيب أبا حمزة
لا فض الله لك فاها ..
إنه الصراع بين الحق والباطل إلى يوم القيامة يا أخي ..
الصراع بين الخير والشر ..
الصراع بين الفضيلة والرذيلة ..
معركة الإنسان مع الشيطان ..

وما الشابكة وصفحاتها إلا انعكاس عصري لذلك الصراع القديم الجديد.
والحقيقة أن الفضيلة والرذيلة أوالحسن والقبح قيمتان ثابتتان منذ أن خلق الله الناس، راسختان في سفر القيم الإنسانية منذ الأزل .. واختلاف الناس حولهما يكاد يكون معدوما أو طفيفا.
وحري بكل كريم وكريمة أن لا يتخذا موقف المتفرج حين يريان اعتداء على الفضيلة، بل يجب أن يرفعا أصواتهما ما استطاعا لذلك سبيلا ..
وكلما سود أهل الرذيلة صفحة .. فواجب أن تجابه بصفحتين من أهل الفضيلة .. ولا نمل حتى يملوا ..
ولنا عزاء أن القيامة ستقوم على شرار الخلق ..

دمتم بخير وعافية.

راضي الضميري
31-08-2009, 04:32 PM
أخى راضي

هى الشبكة العنكبوتية تضم السئ والأسوأ ولكنكَ تجد النقي والأفضل, مثلها مثل الحياة بها الطيب والشرير, ودائرة الأيام تدور وتستمر الحياة, ولكن الأجمل أن نتمسك بقيمنا وأخلاقنا لا أن نتركها تتبعثر على قارعة الطريق ونحن نسير في دوامة الحياة, أعجبنى المكوث هنا.

تقديري

صدقت ؛ الحياة فيها كل ما ذكرت بل وأكثر

ومحظوظ من وجد في عالمه أناس يتميزون بالصدق والوفاء وهذا الأمر بات نادر الحدوث وربما مفقود نسأل الله تعالى أن يلطف بنا جميعًا وأن يحسن ختامنا .

كل عام وأنت بخير أختي الفاضلة

تقديري واحترامي

محمد صلاح علي
20-09-2012, 02:27 PM
قال تعالى : مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد ...



وقال أيضـًا سبحانه وتعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ () يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ () يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ....

نادية بوغرارة
20-09-2012, 05:27 PM
وحري بكل كريم وكريمة أن لا يتخذا موقف المتفرج حين يريان اعتداء على الفضيلة، بل يجب أن يرفعا أصواتهما ما استطاعا لذلك سبيلا ..
وكلما سود أهل الرذيلة صفحة .. فواجب أن تجابه بصفحتين من أهل الفضيلة .. ولا نمل حتى يملوا ..
ولنا عزاء أن القيامة ستقوم على شرار الخلق ..

دمتم بخير وعافية.

===========


ما أجمل ما نطقت به حكمتك و روح الصدق فيك يا أخي سالم ،

لكن الشر بات أكثر وأقوى، له أعوان وخدم، له وجه التقى والعفاف والشرف الذي ينفي به عنه كل التهم ،

ولم نعد نملك أمام هذا العهر إلا الفرار بما بقي لدينا من صبر وثقة وأمل في أن الخير باق .

فالله نسأل أن يرحمنا ويلهمنا الصواب والسداد والثبات .

الله المستعان .

عصام ميره
20-09-2012, 09:25 PM
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام :
(وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا
فأعرض عنهم
حتى يخوضوا في حديث غيره
وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )

فهي المقاطعة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ..
وهذه ليست سلبية ..
إنما قد يكون التجاهل هو العلاج الأنجع للقضاء على مثل تلك الأمور وعدم انتشارها ..
فكلما تكلمنا عن موقع أو صحيفة أو ( فيلم ) قدمت عملا سيئا ..
إلا وزاد الإقبال عليها وانتشرت وحققت أرباحا بأيدينا ..
والله أعلم ..