المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معلومات حول الحجامة و فوائدها



هشام عزاس
20-05-2009, 03:41 PM
معلومات عن الحجامة و فوائدها





هي طريقة قديمة من طرق الاستشفاء من الأمراض. وقد تداوى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وعنه أنه قال"خير ما تداويتم به الحجامة " وقد أمر الصحابةالكرام بالتداوي بها. وقد استمرت وبقيت واعترف بها أهل العلم والطب قديما ً وحديثاً؛ وعُثر على أبحاثعربية وأجنبية عنها.و قد عرف المصريين القدماء والإغريق الحجامة قبل ظهور الإسلام.
الأدلة الشرعية للعلاج بالحجامة:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن أمثل ما تداويتم به الحجامة و القسط البحري )أخرجها البخاري. كما قال : ( إن كان في شئ من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار توافق داء و ما أحب أن أكتوي ). أخرجه البخاري ومسلم - وروى الترمذي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله : ( ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي عليك يا محمد مر أمتك بالحجامة). وقال هذا حديث حسن غريب.كما يقول إبن القيم في كتابه الطب النبوي: إن الحجامة في الأزمنة الحارة والأمكنة الحارة والأبدان الحارة التي دم أصحابها في غاية النضج تكون أنفع. وقد عالجت الحجامة العديد من الأمراض وتكون بأمر الله سبباً في الشفاء منها ومن خلال الكثير من الأبحاث الطبية العربية والعالمية ثبت أن الحجامة ذات أثر فعال في معالجة الشقيقة وارتفاع ضغط الدم وتمتد فوائدها حتى أنها دخلت في معالجات لبعض الأمراض السرطانية . والحجامة تقدم خدماتها العلاجية للجميع؛ رجالاً و نساء وأطفالاً.
مواضع الحجامة و زمانها:
توقف النمو في جسم الإنسان بعد سن العشرين ينعكس سلبًا على كريات الدم الهرمة في أهدأ منطقة في الظهر، فإذا ما ازدادت الكريات الهرمة سببت عرقلة لسريان الدم في الجسم وأدى ذلك إلى ما يشبه الشلل في عمل الكريات، مما يجعل الجسم فريسة للأمراض، فإذا احتجم المرء أعاد الدم إلى نصابه وأزال الفاسد منه وبقي الدم النقي بكرياته الفتية يغذي الخلايا والأعضاء بالجسم و يزيل عنها الرواسب الضارة فينشط الجسم ويزيل عنه الأمراض. ولتحقيق ذلك تم التوصل إلى تحديد 98 موضعًا للحجامة أهمها الكاهل [أعلى وسط الظهر] فهي منطقة خالية من المفاصل وهي أركد منطقة في الجسم، والشبكة الشعرية الدموية أشد ما تكون تشعبًا وغزارة فيها، مما يجعل سرعة تيار الدم تقل وبالتالي تحط رسوبات الدم رحالها فيها وتقل كريات الدم البيضاء فيها. وتجري الحجامة على كل ذكر يبلغ من العمر 22 عامًا وكل أنثى تخطت سن اليأس [باعتبارأن الحيض يغني المرأة عن الحجامة فهو يتولى إخراج الدم الفاسد بصفة دورية].
وروى أبو داود وابن ماجة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثَلاثـاً في الأَخْدَعَيْـنِ وَالْكَاهــِلِ ( الأخدع: عرق جانب الرقبة والكاهل بين الكتفين ، والأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِيّانِ في موضع الحِجامة من العُنق، وربما وقعت الشَّرْطة على أَحدهما فيَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِنَ الوَرِيد ). وعند أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الأَخْدَعَيْنِ وَبَيْنَ الْكَتِفَيْن. وعند ابن ماجة في سننه عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ عَلَى جِذْعٍ فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ قَالَ وَكِيعٌ يَعْنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ عَلَيْهَا مِنْ وَثْءٍ . وعند أبي داودِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ عَلَى وِرْكِهِ مِنْ وَثْءٍ كَانَ بزه. وفي سنن النسائي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ مِنْ وَثْءٍ.
وأفضل توقيت لها:
عندما يميل الجو للدفء؛ فارتفاع الحرارة في الصيف يجعل الدم أكثر سيولة وبالتالي سريع الحركة في الأوعية الدموية مما يعرقل تجمع الكريات الهرمة والشوائب في منطقة الكاهل.
وعن أفضل يوم لإجراء الحجامة:
في الربع الثالث من الشهر العربي بداية من يوم 15، 17، 19، 21 منه وقد اكتشف العلم الحديث السر في ذلك وأرجعوه إلى علاقة بين جسم الإنسان وظاهرة المد والجزر في البحر، حيث يوجد في جسم الإنسان 26 دائرة رئيسية لخطوط الطول والعرض بها 360 نقطة تستخدم للتوازن في جسم الإنسان. وأفضل الشهور تبدأ من نهاية الشتاء وبداية الصيف مروراً بشهر الربيع؛ وهي ما يوافق الشهور الإفرنجية مارس وإبريل ومايو وما يقابلها من أيام الشهر العربي.

وأفضل أوقات اليوم للحجامة:
لا يمنع أن تجرى الحجامة للمريض في أي وقت شعر فيه بالألم أو هاج عليه الدم، وإن كان بعض الحجامين يرون أن يوم الثلاثاء فيه بركة كبيرة لأن الله عافى فيه أيوب عليه السلام. ووقت الحجامة أما في الصباح الباكر على الريق إلى وقت الضحى. ثم من بعد زوال الشمس إلى قبل خروج وقت صلاة العصر المفضل وهو قبل اصفرار الشمس.
مدة الصيام قبل الحجامة:
1-بالنسبة للشخص لأول مرة:
يكون الصيام أكثر من ساعة ولا يكون صائم فترة طويلة لكي لا يصاب بالدوخة. و لابد أن يكون الأكل خفيف (سبع تمرات و ماء) ولا يكون الأكل ثقيل لكي لا يصاب بالغثيان. وإذا كانت الحجامة بعد أكل ثقيل لابد أن يكون الصيام لا يقل عن أربع ساعات.
2-بالنسبة للشخص المعتاد:
إذا كانت الحجامة في الصباح الباكر فالأفضل الحجامة على الريق ويكون الصيام أكثر من ثمان ساعات.
أما إذا كان لا يتحمل الصوم لأكثر من أربع ساعات أو كانت الحجامة في وقت غير الصباح الباكر , يكون الصيام أكثر من ساعتين ولا يكون صائم فترة طويلة لكي لا يصاب بالدوخة. و لابد أن يكون الأكل خفيف (سبع تمرات و ماء وشيء خفيف) ولا يكون الأكل ثقيل لكي لا يصاب بالغثيان. وإذا كانت الحجامة بعد أكل ثقيل لابد أن يكون الصيام لا يقل عن أربع ساعات.
3-بالنسبة لمريض السكر:
يكون الصيام لا يزيد عن ساعتين أو ثلاث. ويأكل الأكل الخفيف (سبع تمرات و ماء وشيء خفيف ودواء السكر).


إرشادات عامة عن الحجامة:
1- الحذر منالتعامل مع الحجامة مع أصحاب الضغط المنخفض.
2- التعامل بحذر مع الكهول إلا للضرورة القصوى.
3- الحجامة للنساء عند الحاجة فقط. و يراعى عدم عمل الحجامة للنساء الحوامل.
4- حجامة الأطفال تكن من نوعية الحجامة الجافة.
5- تجنب الحجامة لمرضى الأنيمياوالمصابين بأمراض فيروسية وأصحاب البنية الضعيفة.
6 - لا تكون الحجامة للفرد الجديد إلا بعد التهيئة النفسية و أفضلها أن يرى إنسان يحتجهم أمامه، ولا تزيد عن أربع مواضع.
7- لا يتم عمل حجامة للمتبرع بالدم إلا بعد يومين أو ثلاثة حسب صحته.
8- تتجنب الحجامة للإنسان المصاب بالبرد و درجة حرارته عالية أو مصاب برشح شديد (الأنفلونزا)، كذلك الإنسان الذي يجري غسيل الكلى أو يعالج من مرض عضال مثل داء الكلب أو عنده عملية جراحية
9- الحذر من عمل الحجامة على الشبع الشديد أوالجوع الشديد ( أنظر إلى مدة الصيام قبل الحجامة).
10- يجب تجنب إجراء الحجامة في الشتاء القارص. وأفضل وقت عندما يخرج فصل الشتاء.
11-الحجامة لأمراض الكبد تحتاج لاحتياط شديد.
12- بالنسبة لمرضى سيولة الدم و مرضى السكر لا يتم لهم التشريط بل وخز بسيط.
13- بالنسبة للمصاب بالماء على الركبة لا يوضع الكأس فوق المنطقة المصابة وإنما بجوارها.
14- الأمــــراض التي تعالجها الحجامة : أمراض الرجال مثل تضخم البروستاتا وبعض أنواع الشلل وارتفاع السكر وارتفاع ضغط الدم وضعف الحيوانات المنوية والضعف الجنسي و أمراض الكلى والمرارة وسيولة الدم والشقيقة والباطنية والخمول والنعاس والأرق.أمراض النساء مثل مشكلات ما بعد ربط المبايض واضطرابات الهرمونات ومشاكل الدورة الشهرية للفتيات وانقطاع الدورةالشهرية وتنشيط المبايض وآلام ما بعد جراحات الرحم ونزيف الرحم وأمراض وأعراض سن اليأس والشقيقة والنعاس والأرق.

إرشادات خاصة قبل وبعد عمل الحجامة:
1- يجب تجنب بذل مجهود بدني أو نفسي قبل الحجامة بيوم وبعدها بيومين.
2- بالنسبة للحلاقة تكون قبل الحجامة بيوم وتكون بالموس.
3- الاستعداد قبل بدء الحجامة بالطهارة و الدعاء ومنها الرقية ودعاء الاستخارة وممكن يكون بعد أداء صلاة الشروق (الضحى) وكذلك قراءة الأذكار وخصوصاً الفاتحة و أذكار الصباح والمساء.
4- الأكل بعد الحجامة يفضل أن يكون طعام دافئ و خفيف وبدون دهون (حيوانية): شوربة مع دجاج منزوع الجلد أو شوربة مع خضار مسلوقة أو أرز أبيض بيشاور أو مصري. وعصيرات طازجة مع تجنب صفار البيض، واللبن، والحليب.
5- لا بد من اليقين الكامل بأن الحجامة هي سنة دوائية مؤكدة بالقول و الفعل عن الرسول عليه الصلاة والسلام ولا مجال للتشدق أو إنكارها، فهي علاج ووقاية ولكنها ليست كما يتصور أو يروج لها البعض من أنها الدواء الساحر الشافي من كل شئ ونحن في هذا المقام نقول بأن الحجامة قد تكون بحد ذاتها شافية و لكنها في أغلب الأحيان مساعدة ومكملة لعمل الأدوية والعلاجات الأخرى. وجاء الإسلام فحدد لها المصطفى عليه السلام ميقاتا زمنيا حسب حركة القمر من نشوءه إلى أفوله و جاء العلم الحديث ليثبت عبر التحاليل صدق معجزته عليه السلام وليقول كلمة حق في سنة أماتها الناس بعد أن ضعف الوازع الديني عند الكثير منهم واعتقاد البعض منهم أنها من السحر والشعوذة. والواجب معرفته أنها سبب من أسباب الشفاء بأذن الله تعالى وأن الشافي هو الله وحده، وأنه من التوكل الأخذ بالأسباب والدعاء بأن ينفع الله بها.
6- معرفة أن مجرد عمل الحجامة فيه خير كثير لأنها من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن عمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه فهو على هدىً من الله.
7- معرفة أن كل شخص قد تنفع معه الحجامة وقد لا تنفع تبعاً للوقت والتاريخ الذي عملت فيه، والوضع النفسي والجسدي الذي عليه المحجوم و الحاجم، وموضع الحجامة.




وصلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
منقول

نادية بوغرارة
21-05-2009, 12:16 AM
شكرا لك على هذا الموضوع القيم .

الحجامة علاج نافع ، بشرط أن يتعاطاه أهل الخبرة و العلم

و التقوى و الورع.

تقديري .

مرحة عبد الوهاب
21-05-2009, 08:56 AM
أخى هشام غراس
موضوع جدٌ قَيمْ
لىّ تعليق بسيط
أود فقط توجيه النظر الى أنه أحيانا عندما يذهب مريض السكر (خاصة) لعمل الحجامة
يتم التشريط له ، وليس وخزٌ فقط .
فلابد الأخذ فى الإعتبار أنه عندما يذهب مريض السكر لعمل حجامة ، أن يذهب الى ذوى
العلم والخبرة كما قالت أختنا نادية بوغرارة ، ولابد على المريض أن يذكر أنه مريض بالسكر
مع إحترامى وتقديرى

صهيب توفيق
21-05-2009, 10:21 AM
مشكور اخي العزيز هشام عزاس على هذه المعلومات القيمة
بارك الله فيك وجزاك خيرا

هشام عزاس
24-05-2009, 12:40 AM
شكرا لك على هذا الموضوع القيم .

الحجامة علاج نافع ، بشرط أن يتعاطاه أهل الخبرة و العلم

و التقوى و الورع.

تقديري .

أشكرك جزيلا أختي نادية على مرورك و تفاعلك الجميل
أعتقد أن الوعي عند الناس أصبح كافيا كي يتجنبوا إجراء الحجامة في الأسواق مثلا كما كان شائعا من قبل , و خصوصا أن الحجامة أصبحت لديها عيادات خاصة يقوم عليها أهل التخصص بمراعاة مواعيدها و شروطها العلمية .
بارك الله فيك
محبتي

نادية بوغرارة
24-05-2009, 11:50 PM
أشكرك جزيلا أختي نادية على مرورك و تفاعلك الجميل
أعتقد أن الوعي عند الناس أصبح كافيا كي يتجنبوا إجراء الحجامة في الأسواق مثلا كما كان شائعا من قبل , و خصوصا أن الحجامة أصبحت لديها عيادات خاصة يقوم عليها أهل التخصص بمراعاة مواعيدها و شروطها العلمية .
بارك الله فيك
محبتي
***************
هذا هو المفروض أخي هشام ،

و لكن لازالت الحجامة تمارس في البيوت عن طريق أناس لم يتلقوا إلا تكوينا بسيطا ،

أحيانا لا يتعدى يومين ، فضلا عن فئة تكتفي بخبرتها القديمة المتوارثة عن الأجداد،

و هم من يعرفواعندنا باسم : الحجّامون .

شكرا لك .

هشام عزاس
25-05-2009, 04:50 PM
***************
هذا هو المفروض أخي هشام ،

و لكن لازالت الحجامة تمارس في البيوت عن طريق أناس لم يتلقوا إلا تكوينا بسيطا ،

أحيانا لا يتعدى يومين ، فضلا عن فئة تكتفي بخبرتها القديمة المتوارثة عن الأجداد،

و هم من يعرفواعندنا باسم : الحجّامون .

شكرا لك .

منذ سنوات قليلة كان ذلك شائعا و بالطبع أنا أتكلم من واقع مجتمعي و المحيط الذي أعيش فيه بحيث أن عملية الحجامة كانت تمارس بشكل فوضوي و في مختلف المواضع و من طرف أناس عاديين كنوع من كسب العيش رغم أن هناك كثير من العلماء يرون أن التكسب من الحجامة خبيث كما ثبت في قول الرسول صلى الله عليه و سلم http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif كسب الحجام خبيث http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif و معناه أنه مستقذر , لأنه يمص الدم و يباشره و الدم نجس , لذلك كره على الحر فعله و رخص فعله للمملوك .
غير أن الزمن تغير و لم يعد في وقتنا العبيد أو ما شابه , رغم أن دفع الأجرة للحجام ثابت لأن الرسول صلى الله عليه و سلم دفع للحجام أجرته . و بالطبع أهل الشرع أدرى بذلك .
ما أصبحت ألحظه الآن هو أن الناس يقصدون العيادات و قاعات العلاج المعتمدة من الدولة لإجراء الحجامة و هذه بالطبع ظاهرة جيدة تقي الناس مخاطر الاستعمال الشخصي .
أشكرك جزيلا و أتمنى أن يكون الوعي أكبر في مجتمعاتنا العربية .
تحيتي لك

هشام عزاس
25-05-2009, 04:59 PM
أخى هشام غراس
موضوع جدٌ قَيمْ
لىّ تعليق بسيط
أود فقط توجيه النظر الى أنه أحيانا عندما يذهب مريض السكر (خاصة) لعمل الحجامة
يتم التشريط له ، وليس وخزٌ فقط .
فلابد الأخذ فى الإعتبار أنه عندما يذهب مريض السكر لعمل حجامة ، أن يذهب الى ذوى
العلم والخبرة كما قالت أختنا نادية بوغرارة ، ولابد على المريض أن يذكر أنه مريض بالسكر

مع إحترامى وتقديرى


الأخت الكريمة مرحة عبد الوهاب أشكرك على اهتمامك و توجيهك المهم , فهناك أمراض لا بد التعامل معها بحذر و بالطبع هناك دراسات حول الحجامة و كيفيتها و كذلك كيفية التعامل مع بعض الأمراض كالسكري مثلا , و لذلك من المفروض زيارة أهل التخصص و الذين لهم وسائلهم الحديثة كقياس الضغط مثلا , أو معرفتهم و امكانية التعامل مع أي مضاعفات طارئة قد تحدث أثناء أو بعد الحجامة .
كما أن هناك نوعين للحجامة و منها الجافة التي تتم دون تشريط أو وخز .
سعدت بتفاعلك و وجودك بهذا الموضوع الذي أتمنى أن لا يحرمنا الله من أجره .
محبتي

د. محمد صنديد
26-05-2009, 02:30 PM
الأخ الكريم هشام:

لقد إخذ مني موضوع الحجامة بحثاً و تمحيصاً ما أخذ، و وفقاً لما تقتضيه الأمانة العلمية و الامانة المجتمعية و الأمانة الصحية، أقول:

لم يثبت حتى اللحظة أن الحجامة تفيد في أي من الأمراض المذكورة، و ذلك بناء على مقتضيات الطب المسند بالبينة evidence-based medicine ، و هو الطب الذي لا يعترف إلا بالعلاجات أو الإجراءات التي ثبتت فائدتها بدراسات إحصائية مضبوطة و محكمة و حيادية، من نمط التجارب السريرية العشوائية ثنائية التعمية مثلاً.

و سأفرد لهذا الطب المسند بحثاً خاصاً،€ أوضح فيه ما يقصد به. و سأكتفي هنا بمثال بسيط للتوضيح فقط:

لنفترض مثلاً أن قائلاً قال: أن طين البحر الميت يفيد في علاج المرض الجلدي "الصدفية" (أو الصداف psoriasis).
عندها يجب أن نجري تجربة سريرية على عدد كبير من المرضى نقسمهم قسمين بشكل عشوائي، الأول يتلقى طين البحر الميت، و الآخر يتلقى طيناً عادياً، بشرط أن لا يعرف لا المريض إلى أي الفئتين ينتمي، و لا الطبيب كذلك، بل شخص حيادي يملك تلك البيانات و لا يتدخل بالتجربة. و كذلك يجب أن يكون الطينين متماثلين شكلاً تماما.
و بعد فترة نراقب الفئتين ، و ما هي نسبة الشفاء عندهما، فإذا كانت نسبة الشفاء عند فئة طين الميت أعلى بشكل واضح و هام إحصائياً، نقول أن نتيجة التجربة أن طين الميت مفيد لعلاج الصداف، و يصبح الطبيب الذي يعالج بهذه الطريقة معالجا بعلاج مسند بالبينة. و إلا فالنتيجة أن طين البحر الميت لا يختلف عن أي طين آخر، و على من يعالج به أن يعالج على مسؤوليته الخاصة و يجب أن يخضع للمحاسبة إذا تسبب علاجه هذا بضرر للمريض، حتى و لو كان الضرر مادياً، بأن ينفق المريض مالاً على علاج غير مسند بالبينة.

و الحجامة اليوم لم يتوفر لها - حتى اللحظة_ من بينة علمية دامغة تدعمها.

فأما من قام بها لمجرد الاقتداء برسولنا الكريم فقد يكون له أجر الاقتداء، و الله أعلم.
أما من رضي بها علاجاً فقد رضي علاجاً غير مسند بالبينة العلمية و عليه أن يتحمل ما قد يعانيه من ورائها، و الأهم أنه يجب محاسبة من يجريها للغير كونه قد أضر بهم صحياً و تسبب لهم بأذى _و لو طفيفا_ غير مبرر، و أخذ منهم مالاً حراماً، إن كان يعلم.


و الحجامة في النهاية شأن دنيوي غير عقيدي، ليس من اللازم أن يقوم بها المسلم (و حتى لو ثبت عن الرسول الاحتجام) إذا تبين في علوم الطب الحديثة أن لا فائدة لها، شأنها في ذلك شأن العلاجات القديمة التي سقطت بحلول ما هو أحدث منها، أو طورت بوسائل تقنية تضمن دقتها (كالعلاج بالكي الذي حل محله العلاج بأشعة الليزر)

قد أعود قريباً بموضوع أكثر تفصيلاً

و الشكر للجميع، ودمتم سالمين

هشام عزاس
26-05-2009, 03:46 PM
مشكور اخي العزيز هشام عزاس على هذه المعلومات القيمة
بارك الله فيك وجزاك خيرا

الأخ الحبيب صهيب سعيد بمرورك الكريم أخي و أتمنى لك العافية دوما
تحيتي لك أيها الفاضل

هشام عزاس
26-05-2009, 04:51 PM
الأخ الكريم هشام:

لقد إخذ مني موضوع الحجامة بحثاً و تمحيصاً ما أخذ، و وفقاً لما تقتضيه الأمانة العلمية و الامانة المجتمعية و الأمانة الصحية، أقول:

لم يثبت حتى اللحظة أن الحجامة تفيد في أي من الأمراض المذكورة، و ذلك بناء على مقتضيات الطب المسند بالبينة evidence-based medicine ، و هو الطب الذي لا يعترف إلا بالعلاجات أو الإجراءات التي ثبتت فائدتها بدراسات إحصائية مضبوطة و محكمة و حيادية، من نمط التجارب السريرية العشوائية ثنائية التعمية مثلاً.

و سأفرد لهذا الطب المسند بحثاً خاصاً،€ أوضح فيه ما يقصد به. و سأكتفي هنا بمثال بسيط للتوضيح فقط:

لنفترض مثلاً أن قائلاً قال: أن طين البحر الميت يفيد في علاج المرض الجلدي "الصدفية" (أو الصداف psoriasis).
عندها يجب أن نجري تجربة سريرية على عدد كبير من المرضى نقسمهم قسمين بشكل عشوائي، الأول يتلقى طين البحر الميت، و الآخر يتلقى طيناً عادياً، بشرط أن لا يعرف لا المريض إلى أي الفئتين ينتمي، و لا الطبيب كذلك، بل شخص حيادي يملك تلك البيانات و لا يتدخل بالتجربة. و كذلك يجب أن يكون الطينين متماثلين شكلاً تماما.
و بعد فترة نراقب الفئتين ، و ما هي نسبة الشفاء عندهما، فإذا كانت نسبة الشفاء عند فئة طين الميت أعلى بشكل واضح و هام إحصائياً، نقول أن نتيجة التجربة أن طين الميت مفيد لعلاج الصداف، و يصبح الطبيب الذي يعالج بهذه الطريقة معالجا بعلاج مسند بالبينة. و إلا فالنتيجة أن طين البحر الميت لا يختلف عن أي طين آخر، و على من يعالج به أن يعالج على مسؤوليته الخاصة و يجب أن يخضع للمحاسبة إذا تسبب علاجه هذا بضرر للمريض، حتى و لو كان الضرر مادياً، بأن ينفق المريض مالاً على علاج غير مسند بالبينة.

و الحجامة اليوم لم يتوفر لها - حتى اللحظة_ من بينة علمية دامغة تدعمها.

فأما من قام بها لمجرد الاقتداء برسولنا الكريم فقد يكون له أجر الاقتداء، و الله أعلم.
أما من رضي بها علاجاً فقد رضي علاجاً غير مسند بالبينة العلمية و عليه أن يتحمل ما قد يعانيه من ورائها، و الأهم أنه يجب محاسبة من يجريها للغير كونه قد أضر بهم صحياً و تسبب لهم بأذى _و لو طفيفا_ غير مبرر، و أخذ منهم مالاً حراماً، إن كان يعلم.


و الحجامة في النهاية شأن دنيوي غير عقيدي، ليس من اللازم أن يقوم بها المسلم (و حتى لو ثبت عن الرسول الاحتجام) إذا تبين في علوم الطب الحديثة أن لا فائدة لها، شأنها في ذلك شأن العلاجات القديمة التي سقطت بحلول ما هو أحدث منها، أو طورت بوسائل تقنية تضمن دقتها (كالعلاج بالكي الذي حل محله العلاج بأشعة الليزر)

قد أعود قريباً بموضوع أكثر تفصيلاً

و الشكر للجميع، ودمتم سالمين

الدكتور الفاضل محمد صنديد أشكرك جزيلا على مداخلتك القيمة و التي تعتمد أساسا على العلم و التخصص و لعلكَ بالتاكيد أعلم مني في هذه الأمور التقنية و جدوى علاجات الطب البديل و الذي تقره حسب معلوماتي البسيطة منظمة الصحة العالمية حسب ما طالعته على الشابكة و كذلك الأبحاث و الدراسات و التجارب التي قام بها مجموعة من أطباء سوريا خلصوا إلى وضع آليات و ضوابط علمية للحجامة , ناهيك عن تدريس الحجامة في جامعات أوروبية و أمريكية و كذلك في مستشفيات حكومية كالسعودية و سوريا و مصر وغيرها .
و لكن في الحقيقة أن سبب نشري لهذا الموضوع و الذي لا أقصد منه غير الخير لجميع المسلمين أتى بعد تجربة شخصية أراني استفدتُ منها جعلتني أبحث في الحجامة و فوائدها , بل و قادني بحثي في الأدلة الشرعية على وجوبها و حكم علماء الشرع في الاكتساب منها , فوجدتُ أحاديثا صحيحة في البخاري و مسلم و منها ما جاء في البخاري: "خير ما تداويتم به الحجامة".
و بعد تدخلكَ الكريم حاولتُ البحث من جديد فوجدتُ أن هناك اختلاف بين الأطباء فمنهم من يراها نافعة إذا ما تمت بطريقة علمية بعيدا عن الدجالين و المرتزقة و منهم من يشكك في فعاليتها , البعض يعتمد على الطب الغربي و الدلائل العلمية البحتة و منهم من يعتمد على الطب البديل مشيرا أن الحجامة أنفع من الإبر الصينية التي ذاع صيتها في مختلف بلدان العالم بعشرة مرات , و يعتمدون على مقولة أن الوقاية خير من العلاج .
و بعض المراقبين يرون أن الأرباح الناتجة عن الإقبال الجماهيري المنقطع النظير على الحجامة يغير قناعات الأطباء , و يجعلهم يشجعون على التداوي بها .

و بين هذا و ذاك يجد الفرد نفسه حيرانا رغم أن لنا إسوة حسنة في اتباع كل ما صدر عن الرسول - صلى الله عليه و سلم _ إما قولا أو فعلا .

و لكن حسب رؤيتي البسيطة سيظل الخلاف قائما حول الحجامة لأسباب كثيرة منها الصحية و منها الربحية و التجارية , و رواجها قد يضر بمصالح شركات الأدوية الكبرى و احتمالات كثيرة أخرى دون شك .

أنا لستُ من أهل التخصص لا في الطب و لا في الحجامة , و لكن أتمنى أن يكون للعرب ريادة في هذا المجال و أن يعملوا على تجارب علمية تؤكد فوائد هذه العملية لأن ما أخبرنا به الرسول الكريم و هو الذي لا ينطق عن الهوى فيه من الفائدة أكثر من الضرر , كحديثه المعلق على باب أكبر المستشفيات البريطانية - إذا لم تخني الذاكرة - ( المعدة بيت الداء ) أو ( أصل كل داء البردة )

البردة : التخمة .

ننتظر تفصيل الأمر منك أستاذنا الكريم , و ما كان تدخلي هنا إلا من باب إثراء الموضوع و لأضع أسئلة بين يديك و أهل العلم و الذكر لكي نتعلم و نعلم .

احترامي و تقديري

أسيل أحمد
09-05-2023, 10:08 PM
موضوع هام وقيم وقد شملته من جميع جوانبه فشكرا لمجهوداتك
ولنا في رسول الله اسوة حسنة صل الله عليه وسلم
وبارك الله فيك.