تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفيلسوف ..



عبدالمنعم حسن
22-05-2009, 05:17 AM
الفيلسوف




خلّياه يَبُحْ بأسرار ذاتِهْ
ويُوَقِّعْ على هوى أغنياتِهْ ..!

لم يزل بادي الوقار .. كَتُوماً
هدْأةُ الصمت بعثرت ذكرياتِهْ

المعاني في دربه موحشاتٌ
هدَّها الغيبُ في لظى غمراتِهْ !

كبقايا تنهُّدات شقيٍّ
قاب قوسين حتفه من لهاتِهْ

والهناءات دونه موصداتٌ
والرّزايا على شفير نجاتِهْ

والوجود البريء عين عليه
سُقتُماه يعيث في أمنياتِهْ

سلِّياه بالبعد عنه مليًّا
قد أغارت عيناكما عذباتِهْ !

وروى الدهر عنكما نبأ الجو ..
.. ر عليه ، أجل .. وأروى ثقاتِهْ

وسرى في خياله ـــ سريان الـ ..
.. ــنور ـــ أنْ قد سلبتما لذّاتِهْ

فامحُوَا ما رسمْتُما في رؤاه
من سطورٍ .. ما باركت خطواتِهْ

في تراتيله الشجيّة بعثٌ
لظلالٍ .. ذوت غداة مماتِهْ

ضارباتٍ غصونها كالأماني
في أعالي الهوى وفي فلسفاتِهْ

شاخصاتٍ أحلامها نحو صوتٍ
بابِلِيٍّ .. تتيه في نغماتِهْ !!

ذاب كالوجد لحنه في حشاها
وانتهى السحر ، فامتطى معجزاتِهْ


كلما أطفأ اللغوب فتيلاً
بعث الحبُّ شمعةً من رفاتِهْ

كان مِن قبلُ هكذا .. ثم ماذا ؟!
ثم أغرقتما شراع ثباتِهْ !

كان كالصبر ، أينما حلَّ قامت
جنةٌ .. عرضها مدار حياتِهْ

تَسَعُ النازحين ـــ طرًّا ـــ إليها
وبها الفجر يجتني ثمراتِهْ

إنْ تنادى : هل امتلأْتِ ؟ تُجِبْ : هل
من مزيدٍ ؟! وذاك من آياتِهْ

فإذا طائفٌ كسرب جرادٍ
طاف بالويل في رؤى نسماتٍهْ !

بدّد الحلم كالشتاء .. وأذوى
كخريف الردى .. سنا زهراتِهْ

وأغاض الجداول الزّرق فيها
وسقى الطين من لمى أُحجياتِهْ

انظرا .. كيف يُستباحُ نُضار الـ ..
.. ــعمر .. واللّيل غارقٌ في سباتِهْ ؟!

انظرا .. كيف يسخر الشجن الأر ..
.. عَنُ من لحنه .. ومن ملهماتِهْ ؟!

ألأنّ الشـــهـــاب طـــــوعُ يديِهْ
يمتطي صهوه إلى رغباته ؟!

كيفما شاء .. أين شاء من الكو..
ن .. متى شاء .. في سحيق جهاتِهْ

يترقّى به إلى مسكن الزُّهر ..
.. الدراري ، يتيه في حجراتِهْ !

في النُجَيمات صاغ أبهى قصيدٍ
أحْفَظَ الحسنَ بعضُ أدنى صفاتِهْ

وتدلّــى على جـــــــدار هـــواه
وَترُ الغيب .. مستمدّاً عظاتِهْ
ذاهبٌ في فنونه .. عائدٌ من
شَتْلة النور .. سابحٌ في فراتِهْ

الخرافات أطبقتْ شفتيها
وأصاخت إلى صدى كلماتِهْ !!

كان مِن قبلُ هكذا .. ثم ماذا ؟!
ثم ـــ ظلماً ــ أطفأتما زَنبقَاتِهْ !

كان في غيمةٍ يسافر .. غيثاً
ليس يخشى سوى على ليلَكاتِهْ

فالرياح التي تشيّع دنياه ..
.. أثـــارت في قلــــبه زفـــــراتٍهْ

ملكاً كان .. عرشه في رحيل الشـ ..
ــشوق .. والكون ذاب في لحظاتِهْ

ورسولاً إلى العقول .. كريماً
أيقظ الفكر من ردى سكراتِهْ


قيّدتْه صَلاته دون قيد
فلماذا سخرتما من صَلاتِهْ ؟!


خليّاه .. فلم يزل فيلسوفاً
حِكَمُ الحرف والهوى من بَناتِهْ !

وهب الله كلَّ أرض هباتٍ
كان منها .. بل كان أغلى هباتِهْ !

** **


عبد المنعم حسن ..

**************
الأربعاء : 14 / 1 / 1429هـ

حازم محمد البحيصي
22-05-2009, 07:33 AM
اخى الحبيب علد المنعم
اجدت بهذا الحس الشفيف والقلم الرشيق على رمل أكاد أجزم أنك من عاشقيه
تحية أدبية لحضورك البهي

أحمد موسي
22-05-2009, 05:35 PM
حس أنيق وقلم رشيق

تحياتي أيها المبدع

دمت كما أنت وإلى الأفضل دائماً

تحيتي وخالص مودتي

أحمد موسى

معين الكلدي
22-05-2009, 10:30 PM
الشاعر الفذ

عبدالمنعم حسن

قرأتها من سابق ولا أملّها طالما وهي بتلك الروعة

سيدي الشاعر

لك بصمتك المعهودة .. ولنا متابعتك والإحتفاء بك

فكن بالقرب

عبدالمنعم حسن
23-05-2009, 09:53 AM
الشاعر/ حازم محمد ..



تعليق لذيذ يبعث في الروح كل معاني النشوة
لا عدمنا الهطول ..

تنويهي ..

عبدالمنعم حسن
23-05-2009, 09:58 AM
الشاعر/ أحمد موسى ..


كشالعة الندى الرفاف على زهرات الصباح
تطل ههنا لتبعث الطرب في النفس
وتحيي الفرحة في المحيا ..

تنويهي ..

عبدالمنعم حسن
24-05-2009, 12:39 AM
الشاع/ معين الكلدي ..




لك علي دالة التشجيع .. وأنا مدين لك بدفعة معنوية
أحيت في نفسي روح المضي قدما في ميدان القريض ..

لا أفتأ أذكرك بخير عند كل حرف يمجه قلمي ..


تنويهي ..

عبد الصمد الحكمي
24-05-2009, 12:57 AM
شاعرٌ من سلالة الربيع أنت
وعلى وتر ( الخفيف ) بلغ العزف ذروة الإتقان
\
هنيئا للشعر

\
غزير مودتي

د. سمير العمري
25-05-2009, 11:53 AM
ما أجملها من فلسفة شعرية أيها المحلق في مدار الإبداع الفريد!

هي بصمة شعرية ذات خطوط فريدة وذات ملامح دالة.

وهي قصيدة تستحق التقدير والاهتمام والتقدير.

للتثبيت تقديرا

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

محمد خريص المرحبي
25-05-2009, 01:12 PM
ليهنئك الشعر أبا حسن
والله إنها لفريدة فريدة
تحياتي المتواترة

لمى ناصر
25-05-2009, 05:46 PM
فلسفة شعرية جميلة حلقت بها

في أروقة الفصيح.

رائع أيها الشاعر الفذ.

محمود فرحان حمادي
25-05-2009, 06:11 PM
الفيلسوف




خلّياه يَبُحْ بأسرار ذاتِهْ
ويُوَقِّعْ على هوى أغنياتِهْ ..!

لم يزل بادي الوقار .. كَتُوماً
هدْأةُ الصمت بعثرت ذكرياتِهْ

المعاني في دربه موحشاتٌ
هدَّها الغيبُ في لظى غمراتِهْ !

كبقايا تنهُّدات شقيٍّ
قاب قوسين حتفه من لهاتِهْ

والهناءات دونه موصداتٌ
والرّزايا على شفير نجاتِهْ

والوجود البريء عين عليه
سُقتُماه يعيث في أمنياتِهْ

سلِّياه بالبعد عنه مليًّا
قد أغارت عيناكما عذباتِهْ !

وروى الدهر عنكما نبأ الجو ..
.. ر عليه ، أجل .. وأروى ثقاتِهْ

وسرى في خياله ـــ سريان الـ ..
.. ــنور ـــ أنْ قد سلبتما لذّاتِهْ

فامحُوَا ما رسمْتُما في رؤاه
من سطورٍ .. ما باركت خطواتِهْ

في تراتيله الشجيّة بعثٌ
لظلالٍ .. ذوت غداة مماتِهْ

ضارباتٍ غصونها كالأماني
في أعالي الهوى وفي فلسفاتِهْ

شاخصاتٍ أحلامها نحو صوتٍ
بابِلِيٍّ .. تتيه في نغماتِهْ !!

ذاب كالوجد لحنه في حشاها
وانتهى السحر ، فامتطى معجزاتِهْ


كلما أطفأ اللغوب فتيلاً
بعث الحبُّ شمعةً من رفاتِهْ

كان مِن قبلُ هكذا .. ثم ماذا ؟!
ثم أغرقتما شراع ثباتِهْ !

كان كالصبر ، أينما حلَّ قامت
جنةٌ .. عرضها مدار حياتِهْ

تَسَعُ النازحين ـــ طرًّا ـــ إليها
وبها الفجر يجتني ثمراتِهْ

إنْ تنادى : هل امتلأْتِ ؟ تُجِبْ : هل
من مزيدٍ ؟! وذاك من آياتِهْ

فإذا طائفٌ كسرب جرادٍ
طاف بالويل في رؤى نسماتٍهْ !

بدّد الحلم كالشتاء .. وأذوى
كخريف الردى .. سنا زهراتِهْ

وأغاض الجداول الزّرق فيها
وسقى الطين من لمى أُحجياتِهْ

انظرا .. كيف يُستباحُ نُضار الـ ..
.. ــعمر .. واللّيل غارقٌ في سباتِهْ ؟!

انظرا .. كيف يسخر الشجن الأر ..
.. عَنُ من لحنه .. ومن ملهماتِهْ ؟!

ألأنّ الشـــهـــاب طـــــوعُ يديِهْ
يمتطي صهوه إلى رغباته ؟!

كيفما شاء .. أين شاء من الكو..
ن .. متى شاء .. في سحيق جهاتِهْ

يترقّى به إلى مسكن الزُّهر ..
.. الدراري ، يتيه في حجراتِهْ !

في النُجَيمات صاغ أبهى قصيدٍ
أحْفَظَ الحسنَ بعضُ أدنى صفاتِهْ

وتدلّــى على جـــــــدار هـــواه
وَترُ الغيب .. مستمدّاً عظاتِهْ
ذاهبٌ في فنونه .. عائدٌ من
شَتْلة النور .. سابحٌ في فراتِهْ

الخرافات أطبقتْ شفتيها
وأصاخت إلى صدى كلماتِهْ !!

كان مِن قبلُ هكذا .. ثم ماذا ؟!
ثم ـــ ظلماً ــ أطفأتما زَنبقَاتِهْ !

كان في غيمةٍ يسافر .. غيثاً
ليس يخشى سوى على ليلَكاتِهْ

فالرياح التي تشيّع دنياه ..
.. أثـــارت في قلــــبه زفـــــراتٍهْ

ملكاً كان .. عرشه في رحيل الشـ ..
ــشوق .. والكون ذاب في لحظاتِهْ

ورسولاً إلى العقول .. كريماً
أيقظ الفكر من ردى سكراتِهْ


قيّدتْه صَلاته دون قيد
فلماذا سخرتما من صَلاتِهْ ؟!


خليّاه .. فلم يزل فيلسوفاً
حِكَمُ الحرف والهوى من بَناتِهْ !

وهب الله كلَّ أرض هباتٍ
كان منها .. بل كان أغلى هباتِهْ !

** **


عبد المنعم حسن ..

**************
الأربعاء : 14 / 1 / 1429هـ

الشاعر الرائع عبد المنعم حسن
قصيد سامق باقتدار كبير
أبارك لك هذا العنفوان المتمكن
أسجل اعجابي أخي الكريم
تحياتي

عبدالمنعم حسن
27-05-2009, 12:57 AM
الشاعر الجميل/ عبد الصمد الحكمي ...



يشرفني جدا مجرد مرورك بصفحاتي
ويبهجني جدا سطر تخطه في الإشادة بتجاربي ..


لا عدمنا الهطول ..

تنويهي ..

عبدالمنعم حسن
27-05-2009, 01:07 AM
الشاعر/ د. سمير العمري ...


قد ثبتت مودتك في الروح ..
أنا مدين لهذه التظاهرة الأدبية السامقة بما ينوء بكاهلي ..
لا أدري كيف أبلغ مدى شكرك الذي لا يدرك ..

متعك الله بما تحب


تنويهي ..

ماجد الغامدي
27-05-2009, 08:31 AM
الشاعر المبدع القدير عبد المنعم حسن

تحية إعجاب وتقدير لشخصك الكريم ومقدرتك الأدبية العالية التي أناخت الذائقة وامتطت صهوة التفرّد

قصيدة منحوتة من جوهر الإبداع مليئة بالصور المبتكرة والخيال العذب والأسلوب الدمث



أذكر هنا ما قاله شاعر الحب والحياة أبو القاسم الشابي رحمه الله :



هَكَذا قَال شاعرٌ، فيلسوفٌ،


عاشَ في شعبه الغبيِّ بتَعْسِ


جَهِلَ الناسُ روحَه، وأغانيها


فساموُا شعورَه سومَ بخْسِ


فَهْوَ في مَذهبِ الحياة ِ نبيٌّ


وَهْوَ في شعبهِ مُصَابٌ بمسِّ


هكذا قال، ثمّ سَار إلى الغابِ

، ليَحْيا حياة شعرٍ وقُدْسِ


وبعيداً، هناك..، في معبد الغاب


الذي لا يُظِلُّه أيُّ بُؤْسِ


في ظلال الصَّنوبرِ الحلوِ، والزّيتونِ


يقْضي الحياة َ: حرْساً بحرْسِ


في الصَّباح الجميل، يشدو مع الطّير،


ويمْشي في نشوة ِ المنحسِّي


نافخاً نايَه، حوالْيه تهتزُّ ور

ودُ الرّبيع منْ كلِّ فنسِ


شَعْرُه مُرْسَلٌ- تداعُبه الرّيحُ


على منكبْيه مثلَ الدُّمُقْسِ


والطُّيورُ الطِّرابُ تشدو حواليه


وتلغو في الدَّوحِ، مِنْ كُلِّ جنسِ


وترا عند الأصيل، لدى الجدول

، يرنو للطَّائرِ المتحسِّي


أو يغنِّي بين الصَّنوبرِ، أو يرنو

إلى سُدْفَة الظَّلامِ الممسّي


فإذا أقْبَلَ الظلامُ، وأمستْ


ظلماتُ الوجودِ في الأرض تُغسي


كان في كوخه الجميل، مقيماً


يَسْألُ الكونَ في خشوعٍ وَهَمْسِ


عن مصبِّ الحياة ِ، أينَ مَدَاهُ؟


وصميمِ الوجودِ، أيَّان يُرسي؟


وأريجِ الوُرودِ في كلِّ وادٍ


ونَشيدِ الطُّيورِ، حين تمسِّي


وهزيمِ الرِّياح، في كلِّ فَجٍّ


وَرُسُومِ الحياة ِ من أمس أمسِ


وأغاني الرعاة ِ أين يُواريها


سُكونُ الفَضا، وأيَّان تُمْسي؟؟


هكذا يَصْرِفُ الحياة َ، ويُفْني


حَلَقات السنين: حَرسْاً بحرْسِ


يا لها من معيشة ٍ في صميم الغابِ


تُضْحي بين الطيور وُتْمْسي!


يا لها مِنْ معيشة ٍ، لم تُدَنّسْهَا


نفوسُ الورى بخُبْثٍ ورِجْسِ


يا لها من معيشة ٍ، هيَ في الكو

نِ حياة ٌ غريبة ٌ، ذاتُ قُدسِ







وقد أعادت فلسفتك الرائعة كل هذا إلى الذاكرة وأعجبتني القصيدة كاملةً ولا زلتُ أردد :




ذاهبٌ في فنونه .. عائدٌ من
شَتْلة النور .. سابحٌ في فراتِهْ







فشكراً لك ولنورك الذي أضاء أرجاء الذائقة وأسفر به المكان وتعطرت به الأرواح





كل التحية والتقدير والإعجاب

ربيع جرارعة
27-05-2009, 02:40 PM
الله الله

قصيدة هادئة اللحن

وقويّة المتن

لكَ الحيّ

الطنطاوي الحسيني
27-05-2009, 05:06 PM
فامحُوَا ما رسمْتُما في رؤاه
من سطورٍ .. ما باركت خطواتِهْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا هلا ومرحبا
اما انا فلن امحو ما رسمت
وجدت ابداع وجمال قريض
وبوح صور وتجديد احساس
ما شاء الله
دمت مبدعا متألقا بيننا

عاطف الجندى
28-05-2009, 03:56 AM
الرائع عبد المنعم
دمت جميلا كما هنا
كتبت فأبدعت أيها الراقي
أخوك

صابر ربحي ابو سنينة
29-05-2009, 08:08 PM
خفيفية البحر..
قوية السبك ...
سامية المعنى


حقاً تذوقنا بقراءتها نصاً ادبياً فريداً...
لاحُرمناك استاذنا الجليل...

محسن شاهين المناور
29-05-2009, 10:47 PM
الجميل عبد المنعم حسن
وماذا أستطيع أن أقول عن قصيدة
حصدت كل مقومات الجمال ممن سبقوني
بوركت مبدعا

أميرة عمارة
31-05-2009, 01:49 PM
فيلسوف بحق والله
وجدت فيها من الجمال الكثير
شكرا لك أيها المبدع
تحيتي
أميرة عمارة