تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عقرب على صخرة الانتظار



أحمد عبد الرحمن جنيدو
27-05-2009, 05:26 PM
عقربُ على صخرة الانتظار
(شعر :أحمد عبد الرحمن جنيدو)
أعانقها والرياح على جسدي،
فأغوص لأعماق سرٍّ،
وأسهو بدوّامة الأسئله ْ.
أأنت هناك؟!
وأنفاسنا كغناء ٍ،
وبوح الحميم شدو ٌ،
ستمطرني الأغنيات وتسلبني الأخيله ْ.
و نيسان يغرف من شوقنا عطره،
أدخل الصمت منتشياً،
فارداً عطش الروح،
أنت البداية طعم الحياة،
سألتك من أين أبدأ؟!
قلت التفاصيل من فاصله ْ.
ومازلت بين الثنايا أحاول شرح الفروق،
كأن التشابك يعرفني،
مفردات التواصل ضاعتْ،
فتاهتْ بنا المسأله ْ.
ختمت شروخي ، بلعت شروحي،
كأني انفصام تكالب في ثورة ٍ، وانتشى،
هزّه الحلم يا شارع الذكريات،
ومصباح ليل ٍ بعيني،
أرى صوتها،
أسمع النور،
لست أخاف التمرّد في رعشات انتهاكاتنا العاجله ْ.
سأكمل سردَ الحكاية،
أمي تعانق حلمي بدمعة صبر ٍ وجوع ٍ،
وجدّي يصارع عكـّازه في خفوت هوى،
يعلـّم جرحاً تناسي الحقيقة،
أخرى على طعنة ٍ سافله ْ.
وفي عينها صورة ٌ ستبارك موتاً،
وندخل معمعة ً مخجله ْ.
جنون ٌ وصبرٌ وخبز ٌ وقهر ٌ،
هنا القمر المتكلـّف بعض بقايا السقوط ،
وأنت اقتسام الجراح،
على القلب يا زهرة الأقحوان،
وأنت احتمال الزوال،
وأنت بسيرتنا المذهله ْ.
صفير الصغار وراء الغطاء،
سأعرف أين اختبأت؟!
وقلبي فضاء ٌ لأغنية ٍ قاحله ْ.
سأرمي الحجارة ،
مقلاعه طول شبرين،
أقذف عصفورة الصيف نحو( الطوافيح) (1)
بعيد ٌ ينادي،
وشمس المغارب تهوي،
سأذهب عمق النعاس،
بكاء مشاعرنا الجاهله ْ.
أطارد لون الصباح مع البقرات،
حماري هزيل ٌ،
وحرُّ الظهيرة أقوى من الصبر،
أركل عشباً ، وأغدق حزناً،
وكل شتاء بجوف الجرار حريق ٌ،
وكل حريق ببرد التصبّر ثلج ٌ،
وأني بهذا المدى قصص ٌ زائله ْ.
أنا لاستباح الأماني
أظلـّل وجهي ببرق عيون ٍ،
أسمّي وأسمو بها نمنمات لدهشتنا،
تسقط الوردة،
الشمس من ظهرها تشرق،
الحلم من وجهها يبرق،
العمر يحلو،
وروحي ستهفو على رقصة ٍ
ولدتْ نصلة المقصله ْ.
أأنت ارتعاش دمي،
خفقه المتزايد في الاعتراف،
سأذنب ألف انكسار ٍ،
وأشرع قلبي إلى آخر اللحظات،
يقيناً بأني انتصار ٌ على فوهة المهزله ْ.
وفيروز في الورق الأصفر ،
الليل يعوي بصدر السوالف،
أمطر شوقاً،
مذاق الشفاه كطعم القصيدة،
حبلى بإثمي،
سأفرج من قبلتي بُعدها ، ظلـّها، لونها،
لتراقص نور التعلـّم في لحظة ٍ قاتله ْ.
أعانقها والبداية ذاك التراب،
دم ٌ فوق خبز ٍ،
وجوع ٌ يغازل خوف( الصنين) أمام المواقد (2)
أنت الوجود وأنت الرغيف،
أنا السنبله ْ.
***********
أعاتبها في ازدحام المشاعر
في يقظة البوح،
أين المرايا لأيلول؟!
حين تمادى برسم البقاء،
شممت صريري،
وأنت حكاياتنا وفم الأمكنه ْ.
سأسأل عفريتهمْ أين غابوا؟!
شموخ ( الحطاطة) فوق المشيب، (3)
تجاعيد وجه ٍ تلـّون مرآة عيني،
وتختصر الأزمنه ْ.
و(عقرب) في السفح ، أوّل خيط ٍ من السهل، (4)
ترقص واليد مدّتْ،
أصابعها للسلام،
تحيّـتها للقدوم بألف ابتسام ٍ،
تحيّـتها للرحيل الصدى يكمنه ْ.
وجدّي يلوك ( السليق) على خبزة القهر (5)
نور (المقصّبة) اللون يزهو، (6)
و(ناطور) (شنبرها) لوحة ٌ للجمال، (7) (8)
بأنوار أفئدة ٍ يسجنه ْ.
وأمي على النول تنسج سجّادة َ الفجر ِ،
و(الطرطبيس) يغزو ( المقاتي) سيأتي غريباً، (9) (10)
وعقرب حضن الشروق،
وزاد الحصاد (الشنينة) والآه، (11)
مرُّ الشعير وماس الجبين وعلك العناء،
يغنّي أبي والسكون يحيط المسافة،
منجله يضرب الشمس،
إن السنابل تعشق منجله ،
وأبي للحكاية زيرٌ،
فهل بعد صوت الأذان تغنـّي لنا المئذنه ْ.
أصارع ( بحصاص) نرجسنا، (12)
و(الرشاد) يفوح،
و(زقــّيق ) سهل المقالع ، (13) (14)
يصبغ ذقني،
و يكشفني أنني كنت في النهر أسبحُ،
أركض خلف المشاوير،
فخـّي ضعيف ٌ، وطعمي من الدود،
يُنقر دون اصطياد ٍبيسر ٍ،
و(جكجاك) صيدي يطير ولا يسأل الفخَّ عني (15)
لينشد في غربة الآونه ْ.
أنا من هنا يا بنفسجنا،
لم أكنْ في الغياب سوى طعنة ً،
وصراخ السنه ْ.
سراج المساء وفورة حدسي،
وطبل ( المسحّر) يضرب فرط نعاسي، (16)
ـ أبي سأصوم غداً،
ـ لا بنيْ أنت ما زلت ............
ـ ماذا ؟؟؟؟؟!! وسالتْ دموعي،
ـ أتبكي بنيْ؟! صمْ
فأنت كبير ٌ بقدر احتضان اللطيف ،
ورحمة ربي لأنت سليل النقاء،
وكل الأحاديث حول المواقد صارتْ
تلوم تباريحنا الخائنه ْ.
************
أغنّي لأبكي،
وعودي بلا وتر ٍيستغيث،
وصوتي بلا وجع يستغيث،
وأمي تمشّط صوف الشتاء وشعر الصغير،
وراعي الخراف يدوّي،
فتعدو النجوم على نظرتي،
من وراء النشيد تصيح كفى (فاطمه ْ).
ألا تعرفين غناء السهارى يربّي حواسي،
أراقبها (رجـّة) العرس (حنـّى) العروس، (17) (18)
يغنـّون ( سيري سميريّتي وردتي)
وترافقها دبكة ٌ حالمه ْ.
و(أمّ الشنابر) (أوف) الليالي،
ورزٌّ يرشُّ يغطـّي الرؤوس،
و(دشداشة ٌ) من لباس الأصالة (19)
وفي الرأس (النكاب) و(شرواله) الأسود المترهّل (20)(21)
خرجته مبرمه ْ.
فينبلج الصبح خوفاً،
أليس انبلاج الصبية عن روحها لعنة ٌ،
و(نجود) على النول تقطع صبر الجبال،
وتلعن جوع الحياء،
وكل خصال الأنوثة في الجهل أفعالها آثمه ْ.
على صخرة الانتظار
سيجلس دهراً وشيباً وخوفاً
وصبر ارتقاب ٍ،
أيأتي بهذا المساء؟؟؟؟؟!!!
يطول انتظار العجوز،
وشاب الحكاية في الموت يصحو يعود،
ولا يعرف الموت من كان هذا المسمّى
على دفتر الحزن (عبد الكريم)
شهيدا ً يُسجّل فخراً على صور الغار،
أقنعة ٌ للسؤال ترامتْ،
وجدّي يذوب مراراً
على صخرة الانتظار شواهدها قائمه ْ.
أتدري؟!
كأنك لا تدرك العيش فوق لهيب احتمال،
ولسعته لا يكون،
ومن كان؟!
أين الذي في التخبّط قد رسم العمر ؟!
يقنع نفساً بأن الصلاة على الغيب رغبتها الدائمهْ.
فيعتصر الدم بالسرِّ،
يبكي يغنّي، يغنّي ليبكي،
ومعضلة الوقت لا تفهمه ْ.
***********
أعانقها عقرب المتسلـّقة القلب،
ترسم خيط الصباح بوجهي،
أنا الطفل في لحظة ٍ،
وتسابيحنا العفويّة تولدنا ثانيه ْ.
نطير وأفق التمنّي يضيق يضيق،
وأنت على دفتري تولدين لذاكرة ٍ داميه ْ.
على السطح وحدي أدخـّن سيجارتي،
وألعق حزني،
وأنبش صدري بأنشودتي الغانيه ْ.
ثوان ٍ سيهدرني الحلم ،
أمْر القضاء يدور ، ليلتهم الجرح،
أنت اكتناز الجمال بعمقي،
سأصطاد نجماً وأكذب عني وعنك،
وأبني شراعاً من الجدل البشريِّ،
تقاليد قومي بأنك لست نصيبي،
وأنت حبيبي،
وأني أعفـّر قهر الرجال،
وأخلـّد نزف الخيال،
بسطري المقوّس أنجب شعراً،
كأني لقيط التراب لقبلتنا الخاويه ْ.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
1ـ الطوافيح: اداة صيد باللهجة العامية
2ـ الصنين : أنين الجوع ووجع المعدة من الجوع عامية
3ـ الحطاطة: قماش سميك مزركش يغطي الشعر للنساء مثل الحجاب اليوم
4ـ عقرب : اسم قريتي
5ـ السليق :عشب يطبخ مع البرغل
6ـ المقصبة : زينة من خيوط ذهبية اللون توضع على الثياب والشال
7ـ الناطور : قطعة من الذهب مشغولة بعناية تزين رأس النساء
8ـ الشنبر: شال كبير يغطي الشعر النسائي ويلف أيضاً حول الخصر من الظهر ينزل
9ـ طرطبيس: اسم عامي لنوع من الطيور
10ـ المقاتي: ارض تزرع محصول الصيف بدون ري أي بعلاً
11ـ الشنينة : خلاصة اللبن بعد سحب الزبد منه
12ـ بحصاص : اسم منطقة في قرية عقرب
13ـ زقـّيق: نبات ينمو بين القمح والشعير
14ـ المقالع :مناطق صخرية
15ـ جكجاك :اسم طائر بالعامية
16ـ المسحّر: طارب طبل في ليل رمضان لإقاظ الناس لجل السحور
17ـ رجّة : رقصة شعبية
18ـ حنّى :الحناء التي تزين يد العروس وإصبع العريس بالعامية
19ـ دشداشة :زي للرجال يلبس مصنوع من أفخر الأقمشة
20ـالنكاب: الشماخ الذي يضعه الرجال على رأسهم
21ـ الشروال : لباس كالبنطال سرجه كبير جداً معروف في بلاد الشام
(سيري يا سميريتي ـ أوف ـ أم الشنابر):أغاني شعبية تغنى في قريتي وخاصة بها جداً
ملاحظة الأسماء التي وردت في النص:( فاطمة ـ نجود ـ عبد الكريم) أقربائي
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
آذار/نيسان/ أيار/2009

شعر أحمد عبد الرحمن جنيدو

خالد الهواري
27-05-2009, 05:29 PM
ايها الشاعر الكبير اراك ابدعت
ولو لم اجد تلك التوضيحات باسفل القصيدة لقلت لنفسي عاد بخفي حنين شكرا اخي الحبيب
خالد الهواري

مروة عبدالله
28-05-2009, 09:50 AM
أحمد عبد الرحمن جنيدو

كتبتَ بأسلوب شيق, كلمات تغنى عن الكلام قرأتها, وتوغلت فيها, هنا بحق الجمال متناثر في كافة الأرجاء, ممتنة لإمتاعنا يا راقي.

تقديري

أحمد عبد الرحمن جنيدو
28-05-2009, 04:29 PM
ايها الشاعر الكبير اراك ابدعت
ولو لم اجد تلك التوضيحات باسفل القصيدة لقلت لنفسي عاد بخفي حنين شكرا اخي الحبيب
خالد الهواري

الشكر لك أخي خالد معقول أكتب هكذا مفردات لا يعرفها غير قومي ولا أشرحهاألف شكر لك نورتني

أحمد عبد الرحمن جنيدو
29-05-2009, 03:21 PM
أحمد عبد الرحمن جنيدو

كتبتَ بأسلوب شيق, كلمات تغنى عن الكلام قرأتها, وتوغلت فيها, هنا بحق الجمال متناثر في كافة الأرجاء, ممتنة لإمتاعنا يا راقي.

تقديري

الأخت مروة الشكر لك والمحبة والتقديروالامتنان لك دمت بخير

محسن شاهين المناور
29-05-2009, 09:58 PM
أخي الحبيب أحمد جنيدو
بوركت وبورك الحرف
جلست إلى جانبك لأسمع تلك التراتيل
وأستمتع رغم مسحة الحزن التي تغلف الحرف
كانت لوحة شعرية جميلة
دمت مبدعا

ربيع جرارعة
29-05-2009, 11:01 PM
الله الله الله

جمييييييييييلٌ أنتَ كقصيدتك

هوَ الشعرُ لك

مودّتي الخالصة

أحمد عبد الرحمن جنيدو
30-05-2009, 02:14 PM
أخي الحبيب أحمد جنيدو
بوركت وبورك الحرف
جلست إلى جانبك لأسمع تلك التراتيل
وأستمتع رغم مسحة الحزن التي تغلف الحرف
كانت لوحة شعرية جميلة
دمت مبدعا

الأستاذ الكبير محسن الشكر لك والمودة والتقدير والحبدمت بخير وسلام ومحبة

الطنطاوي الحسيني
30-05-2009, 05:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابداع يلي ابداع
ومهارة قناص حرف
ومهارة نساج صور و محلية تدخل عبائة القومية
انت ماهر ومبدع اخي احمد جنيدو
شاعر يترقب للحرف و يعطيه كل الوقت لينضج على نار فكر وتصوير هادئة وفلسفة عميقة دقيقة ووصفية
دمت مبدعا متألقا

أحمد عبد الرحمن جنيدو
01-06-2009, 12:55 AM
الله الله الله

جمييييييييييلٌ أنتَ كقصيدتك

هوَ الشعرُ لك

مودّتي الخالصة
صديقي ربيع الشكر لك والمودة والتقدير والحب
دمت بخير وسلام وخير

أحمد عبد الرحمن جنيدو
02-06-2009, 03:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابداع يلي ابداع
ومهارة قناص حرف
ومهارة نساج صور و محلية تدخل عبائة القومية
انت ماهر ومبدع اخي احمد جنيدو
شاعر يترقب للحرف و يعطيه كل الوقت لينضج على نار فكر وتصوير هادئة وفلسفة عميقة دقيقة ووصفية
دمت مبدعا متألقا
الصديق الطنطاوي الشكر لك والحب والتقدير
دمت بخير مرورك أسعدني

أحمد عبد الرحمن جنيدو
04-06-2009, 12:53 AM
الشكر لكم ألف شكر

أحمد عبد الرحمن جنيدو
05-06-2009, 04:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابداع يلي ابداع
ومهارة قناص حرف
ومهارة نساج صور و محلية تدخل عبائة القومية
انت ماهر ومبدع اخي احمد جنيدو
شاعر يترقب للحرف و يعطيه كل الوقت لينضج على نار فكر وتصوير هادئة وفلسفة عميقة دقيقة ووصفية
دمت مبدعا متألقا
أخي الطنطاوي مودتي لك وألف شكر لطيب روحك
وعظيم خلقك
دمت بود وسلام وحب

مصلح أبو حسنين
05-06-2009, 04:16 PM
أخي الشاعر/ أحمد عبد الرحمن جنيدو

قدرة كبيرة في تطويع الحروف بالقلم

قد لا تدانيها قدرة
وتعجز عن تقليدها

تحياتي وتقديري

أحمد عبد الرحمن جنيدو
06-06-2009, 12:27 AM
أخي الشاعر/ أحمد عبد الرحمن جنيدو



قدرة كبيرة في تطويع الحروف بالقلم


قد لا تدانيها قدرة
وتعجز عن تقليدها



تحياتي وتقديري

أخي مصلح روحك طيبة وخلقك عظيم
دمت بألقك وجمال روحك وخير من الله

عماد أمين
06-06-2009, 04:30 PM
عشتُ لحظات معك أخي عبد الرحمن في قريتك هذه.
رغم أني تهت أحيانا
إلا أن( عبد الكريم) أرجعني إلى الطريق.

تراتيل جميلة .
كجمال صاحبها.

مودتي وتقديري

محمود فرحان حمادي
06-06-2009, 08:26 PM
عقربُ على صخرة الانتظار
(شعر :أحمد عبد الرحمن جنيدو)
أعانقها والرياح على جسدي،
فأغوص لأعماق سرٍّ،
وأسهو بدوّامة الأسئله ْ.
أأنت هناك؟!
وأنفاسنا كغناء ٍ،
وبوح الحميم شدو ٌ،
ستمطرني الأغنيات وتسلبني الأخيله ْ.
و نيسان يغرف من شوقنا عطره،
أدخل الصمت منتشياً،
فارداً عطش الروح،
أنت البداية طعم الحياة،
سألتك من أين أبدأ؟!
قلت التفاصيل من فاصله ْ.
ومازلت بين الثنايا أحاول شرح الفروق،
كأن التشابك يعرفني،
مفردات التواصل ضاعتْ،
فتاهتْ بنا المسأله ْ.
ختمت شروخي ، بلعت شروحي،
كأني انفصام تكالب في ثورة ٍ، وانتشى،
هزّه الحلم يا شارع الذكريات،
ومصباح ليل ٍ بعيني،
أرى صوتها،
أسمع النور،
لست أخاف التمرّد في رعشات انتهاكاتنا العاجله ْ.
سأكمل سردَ الحكاية،
أمي تعانق حلمي بدمعة صبر ٍ وجوع ٍ،
وجدّي يصارع عكـّازه في خفوت هوى،
يعلـّم جرحاً تناسي الحقيقة،
أخرى على طعنة ٍ سافله ْ.
وفي عينها صورة ٌ ستبارك موتاً،
وندخل معمعة ً مخجله ْ.
جنون ٌ وصبرٌ وخبز ٌ وقهر ٌ،
هنا القمر المتكلـّف بعض بقايا السقوط ،
وأنت اقتسام الجراح،
على القلب يا زهرة الأقحوان،
وأنت احتمال الزوال،
وأنت بسيرتنا المذهله ْ.
صفير الصغار وراء الغطاء،
سأعرف أين اختبأت؟!
وقلبي فضاء ٌ لأغنية ٍ قاحله ْ.
سأرمي الحجارة ،
مقلاعه طول شبرين،
أقذف عصفورة الصيف نحو( الطوافيح) (1)
بعيد ٌ ينادي،
وشمس المغارب تهوي،
سأذهب عمق النعاس،
بكاء مشاعرنا الجاهله ْ.
أطارد لون الصباح مع البقرات،
حماري هزيل ٌ،
وحرُّ الظهيرة أقوى من الصبر،
أركل عشباً ، وأغدق حزناً،
وكل شتاء بجوف الجرار حريق ٌ،
وكل حريق ببرد التصبّر ثلج ٌ،
وأني بهذا المدى قصص ٌ زائله ْ.
أنا لاستباح الأماني
أظلـّل وجهي ببرق عيون ٍ،
أسمّي وأسمو بها نمنمات لدهشتنا،
تسقط الوردة،
الشمس من ظهرها تشرق،
الحلم من وجهها يبرق،
العمر يحلو،
وروحي ستهفو على رقصة ٍ
ولدتْ نصلة المقصله ْ.
أأنت ارتعاش دمي،
خفقه المتزايد في الاعتراف،
سأذنب ألف انكسار ٍ،
وأشرع قلبي إلى آخر اللحظات،
يقيناً بأني انتصار ٌ على فوهة المهزله ْ.
وفيروز في الورق الأصفر ،
الليل يعوي بصدر السوالف،
أمطر شوقاً،
مذاق الشفاه كطعم القصيدة،
حبلى بإثمي،
سأفرج من قبلتي بُعدها ، ظلـّها، لونها،
لتراقص نور التعلـّم في لحظة ٍ قاتله ْ.
أعانقها والبداية ذاك التراب،
دم ٌ فوق خبز ٍ،
وجوع ٌ يغازل خوف( الصنين) أمام المواقد (2)
أنت الوجود وأنت الرغيف،
أنا السنبله ْ.
***********
أعاتبها في ازدحام المشاعر
في يقظة البوح،
أين المرايا لأيلول؟!
حين تمادى برسم البقاء،
شممت صريري،
وأنت حكاياتنا وفم الأمكنه ْ.
سأسأل عفريتهمْ أين غابوا؟!
شموخ ( الحطاطة) فوق المشيب، (3)
تجاعيد وجه ٍ تلـّون مرآة عيني،
وتختصر الأزمنه ْ.
و(عقرب) في السفح ، أوّل خيط ٍ من السهل، (4)
ترقص واليد مدّتْ،
أصابعها للسلام،
تحيّـتها للقدوم بألف ابتسام ٍ،
تحيّـتها للرحيل الصدى يكمنه ْ.
وجدّي يلوك ( السليق) على خبزة القهر (5)
نور (المقصّبة) اللون يزهو، (6)
و(ناطور) (شنبرها) لوحة ٌ للجمال، (7) (8)
بأنوار أفئدة ٍ يسجنه ْ.
وأمي على النول تنسج سجّادة َ الفجر ِ،
و(الطرطبيس) يغزو ( المقاتي) سيأتي غريباً، (9) (10)
وعقرب حضن الشروق،
وزاد الحصاد (الشنينة) والآه، (11)
مرُّ الشعير وماس الجبين وعلك العناء،
يغنّي أبي والسكون يحيط المسافة،
منجله يضرب الشمس،
إن السنابل تعشق منجله ،
وأبي للحكاية زيرٌ،
فهل بعد صوت الأذان تغنـّي لنا المئذنه ْ.
أصارع ( بحصاص) نرجسنا، (12)
و(الرشاد) يفوح،
و(زقــّيق ) سهل المقالع ، (13) (14)
يصبغ ذقني،
و يكشفني أنني كنت في النهر أسبحُ،
أركض خلف المشاوير،
فخـّي ضعيف ٌ، وطعمي من الدود،
يُنقر دون اصطياد ٍبيسر ٍ،
و(جكجاك) صيدي يطير ولا يسأل الفخَّ عني (15)
لينشد في غربة الآونه ْ.
أنا من هنا يا بنفسجنا،
لم أكنْ في الغياب سوى طعنة ً،
وصراخ السنه ْ.
سراج المساء وفورة حدسي،
وطبل ( المسحّر) يضرب فرط نعاسي، (16)
ـ أبي سأصوم غداً،
ـ لا بنيْ أنت ما زلت ............
ـ ماذا ؟؟؟؟؟!! وسالتْ دموعي،
ـ أتبكي بنيْ؟! صمْ
فأنت كبير ٌ بقدر احتضان اللطيف ،
ورحمة ربي لأنت سليل النقاء،
وكل الأحاديث حول المواقد صارتْ
تلوم تباريحنا الخائنه ْ.
************
أغنّي لأبكي،
وعودي بلا وتر ٍيستغيث،
وصوتي بلا وجع يستغيث،
وأمي تمشّط صوف الشتاء وشعر الصغير،
وراعي الخراف يدوّي،
فتعدو النجوم على نظرتي،
من وراء النشيد تصيح كفى (فاطمه ْ).
ألا تعرفين غناء السهارى يربّي حواسي،
أراقبها (رجـّة) العرس (حنـّى) العروس، (17) (18)
يغنـّون ( سيري سميريّتي وردتي)
وترافقها دبكة ٌ حالمه ْ.
و(أمّ الشنابر) (أوف) الليالي،
ورزٌّ يرشُّ يغطـّي الرؤوس،
و(دشداشة ٌ) من لباس الأصالة (19)
وفي الرأس (النكاب) و(شرواله) الأسود المترهّل (20)(21)
خرجته مبرمه ْ.
فينبلج الصبح خوفاً،
أليس انبلاج الصبية عن روحها لعنة ٌ،
و(نجود) على النول تقطع صبر الجبال،
وتلعن جوع الحياء،
وكل خصال الأنوثة في الجهل أفعالها آثمه ْ.
على صخرة الانتظار
سيجلس دهراً وشيباً وخوفاً
وصبر ارتقاب ٍ،
أيأتي بهذا المساء؟؟؟؟؟!!!
يطول انتظار العجوز،
وشاب الحكاية في الموت يصحو يعود،
ولا يعرف الموت من كان هذا المسمّى
على دفتر الحزن (عبد الكريم)
شهيدا ً يُسجّل فخراً على صور الغار،
أقنعة ٌ للسؤال ترامتْ،
وجدّي يذوب مراراً
على صخرة الانتظار شواهدها قائمه ْ.
أتدري؟!
كأنك لا تدرك العيش فوق لهيب احتمال،
ولسعته لا يكون،
ومن كان؟!
أين الذي في التخبّط قد رسم العمر ؟!
يقنع نفساً بأن الصلاة على الغيب رغبتها الدائمهْ.
فيعتصر الدم بالسرِّ،
يبكي يغنّي، يغنّي ليبكي،
ومعضلة الوقت لا تفهمه ْ.
***********
أعانقها عقرب المتسلـّقة القلب،
ترسم خيط الصباح بوجهي،
أنا الطفل في لحظة ٍ،
وتسابيحنا العفويّة تولدنا ثانيه ْ.
نطير وأفق التمنّي يضيق يضيق،
وأنت على دفتري تولدين لذاكرة ٍ داميه ْ.
على السطح وحدي أدخـّن سيجارتي،
وألعق حزني،
وأنبش صدري بأنشودتي الغانيه ْ.
ثوان ٍ سيهدرني الحلم ،
أمْر القضاء يدور ، ليلتهم الجرح،
أنت اكتناز الجمال بعمقي،
سأصطاد نجماً وأكذب عني وعنك،
وأبني شراعاً من الجدل البشريِّ،
تقاليد قومي بأنك لست نصيبي،
وأنت حبيبي،
وأني أعفـّر قهر الرجال،
وأخلـّد نزف الخيال،
بسطري المقوّس أنجب شعراً،
كأني لقيط التراب لقبلتنا الخاويه ْ.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
1ـ الطوافيح: اداة صيد باللهجة العامية
2ـ الصنين : أنين الجوع ووجع المعدة من الجوع عامية
3ـ الحطاطة: قماش سميك مزركش يغطي الشعر للنساء مثل الحجاب اليوم
4ـ عقرب : اسم قريتي
5ـ السليق :عشب يطبخ مع البرغل
6ـ المقصبة : زينة من خيوط ذهبية اللون توضع على الثياب والشال
7ـ الناطور : قطعة من الذهب مشغولة بعناية تزين رأس النساء
8ـ الشنبر: شال كبير يغطي الشعر النسائي ويلف أيضاً حول الخصر من الظهر ينزل
9ـ طرطبيس: اسم عامي لنوع من الطيور
10ـ المقاتي: ارض تزرع محصول الصيف بدون ري أي بعلاً
11ـ الشنينة : خلاصة اللبن بعد سحب الزبد منه
12ـ بحصاص : اسم منطقة في قرية عقرب
13ـ زقـّيق: نبات ينمو بين القمح والشعير
14ـ المقالع :مناطق صخرية
15ـ جكجاك :اسم طائر بالعامية
16ـ المسحّر: طارب طبل في ليل رمضان لإقاظ الناس لجل السحور
17ـ رجّة : رقصة شعبية
18ـ حنّى :الحناء التي تزين يد العروس وإصبع العريس بالعامية
19ـ دشداشة :زي للرجال يلبس مصنوع من أفخر الأقمشة
20ـالنكاب: الشماخ الذي يضعه الرجال على رأسهم
21ـ الشروال : لباس كالبنطال سرجه كبير جداً معروف في بلاد الشام
(سيري يا سميريتي ـ أوف ـ أم الشنابر):أغاني شعبية تغنى في قريتي وخاصة بها جداً
ملاحظة الأسماء التي وردت في النص:( فاطمة ـ نجود ـ عبد الكريم) أقربائي
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
آذار/نيسان/ أيار/2009

شعر أحمد عبد الرحمن جنيدو

أخي المبدع أحمد
بوح شجي
واقتدار واضح
وحرف هو السحر الحلال
إعجابي

أحمد عبد الرحمن جنيدو
07-06-2009, 01:49 PM
عشتُ لحظات معك أخي عبد الرحمن في قريتك هذه.

رغم أني تهت أحيانا
إلا أن( عبد الكريم) أرجعني إلى الطريق.


تراتيل جميلة .
كجمال صاحبها.



مودتي وتقديري

أستاذ عماد أمين الشكر والمحبة لك والتقدير والاحترام
دمت بخير وألف شكر لمرورك الكريم

أحمد عبد الرحمن جنيدو
08-06-2009, 11:40 AM
أخي المبدع أحمد


بوح شجي
واقتدار واضح
وحرف هو السحر الحلال

إعجابي

صديقي محمود الشكر لك والمودة والتقدير لحضورك المائز بين سطوري
محبتي وامتناني لك

عمر زيادة
08-06-2009, 12:12 PM
رائعة كروعتكَ و اللهِ ..
أيّها العقربيّ ههه


محبتي الكبيرة لكَ

أحمد عبد الرحمن جنيدو
09-06-2009, 01:50 PM
رائعة كروعتكَ و اللهِ ..
أيّها العقربيّ ههه


محبتي الكبيرة لكَ
صديقي عمر الشكر لك والمودة والتقدير
تحيتي ومحبتي لك
عقرباوي
ههههههههه حلوة منك ملعوبة

أحمد عبد الرحمن جنيدو
11-06-2009, 02:37 AM
الشكر لكل من مر هنا مودتي للجميع