مشاهدة النسخة كاملة : لاتطفئوا الأنوار
آمال المصري
28-05-2009, 12:33 AM
تَنْطَفِئُ الأنْوَارُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ حَتَّى ظَنَنْتُ أنَّ الْظلامَ رَفِيقِي , وأنَّ الْضَوْءَ يَسْرِي شُعَاعهُ فِي الاتِّجَاهِ الْمُعَاكِسِ حَيث لانلتقي أبداً .
أحداث تتوالى تدغدغ كلي حيث تحطم داخلي الإنسان , ولايتبقَ في كل مرة إلا بقايا هشة ماإن تترسب في مساحاتها فتات أمل حتى يصيبها الانكسار . وأظل في رمقٍ تستعبدني الهموم .
- أمي : أشعر ببعض التعب ينتابني وعدم المقدرة على استوزاء قامتي ...
- لابد من مراجعة الطبيب المختص كي نطمئن جميعا ولنرَى مايقرره .
- قرأت ملامح ذعر ترتلها النظرات بعدما قام بفحص الساقين , وفي صمتٍ التقط القلم بين إصبعين ونقش على وريقة رسالة باللاتيني , وأمسك الهاتف ليجري مكالمة لطبيب الأشعة حيث بعضا من الحروف هي مااستوعبتها (Save the lives of sick ) .
- هدئي من روعك بنيتي وكوني بخير ...
وماذا ؟؟ ... ما مررت به من قبل علمني الصمود .
هناك ... قرأت القلق مع كل إنذار بالخطر من تلك الجهاز الذي يظهر سريان الدم في الأوردة , وجدت الطبيب يلتقط القلم ليخط على مواقع الألم من الجلد بالزيت الأسود ...
إحدى عشر خطاً في مناطق متفرقة من الساقين ..
- بطريقة لاتثير الشكوك : أرجو أن لاتمحِِ العلامات حتى مراجعة الطبيب المختص .
- ماذا بي ؟؟
- بسيطة الحالة مجرد جلطات في الأوردة سيضطر الطبيب لعمل شق بسيط لاستئصالها من تحت الجلد , ومثلها تَرِد علينا كثيراً ... لاتخافي ياصغيرة ..!
وفي صباح اليوم التالي وكلي ثقة في الله تعالى , تلفني أفراد العائلة بنظرات خوف ممزوجة بالشفقة ... وكثيراً من تساؤلات لاأدري ماهي ؟
فقط توضأت وأقمت الصلاة حتى بزوغ أول خيط ضوء لتصم أذناي عن السمع , وتسوقني قدماي لاأدري كيف هبطت درجات السلم وكيف وصلت إلى هناك حيث كل شيء في الموعد المحدد ....
أب يبتسم ... أم تبكي ... فزع يرتسم على باقي الوجوه ..
يقرع الطبيب باب الحجرة ويبادر بالدخول ..
- انتظر من فضلك أود الوضوء , تتقطع الكلمات في فمي وترتجف كل أجزائي ويتقعقع لحياني ولم تعد تقوَ قدماي على السير لتحملني ملائكة الرحمة إلى المصعد الكهربائي ليغلق بابه دون أسرتي , وعلى أريكة في حجرة مليئة بالمعدات والأضواء أجلس لأراه وقد استدار ليذهب بباقي ضوء قد التقطته عيناي لأفقد بعدها الوعي قبل أن يقترب لظهري الذي أراد رشقه بمحقن المخدر الذي كان يعده .
أشلاء , قذائف , صواريخ .. تمر من جانبنا فننكمش ونحتمي به , يحملنا الشموخ ... وتراقصنا الخيلاء لفدائيته , عشنا معه الأحداث لحظة بلحظة .. استنشقت شذا بارود المعارك ... وتعطرت بمسك دخان الدبابات والمدافع , كحلت عيني صوره الفدائية وانبهر عقلي من هول الحكايا .
السرور يلف المكان .. والتبريكات تشعل الأضواء .. أبتسم ويبتسم الجميع .! إنها أختي في ثوب الزفاف , تعالت أصوات الغناء ..
عمي .. أكنت مع والدي يوم أن فقد يده حينما أمسك بالقذيفة ليلقي بها على جنود العدو ؟؟
تبسم .. أما زال يحكي تلك الحادثة ؟؟
نعم كلنا يحفظها , كنت معه ولكن هذا كان بعد المعارك ..
كيف ؟ وكانت الكلمة التي على إثرها انهارت وهوى معها كل شيء .. لقد فقد يده عندما حاول الانتحار من أجل ..... عاهرة ؟
ليصمت الجميع ... وتنطفئ أنوار العرس , وتنتهي المعركة .
إنها مازالت تنتبه ..! لابد من جرعة مخدر كليّ أخرى ... مازال أمامنا الكثير في مهمتنا ... كل اللحظات مبتورة , هذه الدنيا , ليتها تتوقف عند هذا الكم من الجراح , أتلهف للنور .. كفى الضوء الأسود .! بكت الدموع , وتألم النحيب , . كم مسح على رأسي قسوة الأيام ؟ يقاسمني الحزن .. بل يأخذه عني , أنبت فرحاً بين ذراعيه , يطبع قُبلة على جبيني , أجلس بجواره .. يحكي وأحكي .. لايمل ولا أمل .
مضى شهران كدت أنسى الصدمة الأولى , ولكن ...! رويدك أحلامي .. هوناً .. لِِمَ يسرقوك مني ؟ صوت الهاتف ليس ككل مرة .. وجه أمي عابث , ترد في ذعر : نعم سـأحضر ..
لن أتركك تذهبين وحدك , أود رؤيته .. نجري بهلع - لن تدخلي معي , إبقِ هنا ..
ابتعدي عني أود النظرة الأخيرة .. اقتحمت المكان ولهول مارأيت ..! حسرة تختلج فؤادي , تلفح وجهي , أهذا جدي الذي كنا بالأمس القريب ؟؟ تفتح ثلاجة الموتى لأجده بلا حراك ممدداً .. تنهار قواي , ولم أقدر على جمع شتاتي , رحل من كان يحبني .. رحلت روحٌ كنت منها وهي مني .. ترك حباً في قلبي وحيدة أنثر الحروف بلباس الألم , وحسرة لاتنطفئ .. ذكرى أعيش بها وأشقى .. أبقى أو لا أبقى .
تتوالى الساعات ومشرط الطبيب يتفنن في قص ولصق مايحلو له والأسرة جميعها تنتظر بالخارج ..
تلك نبتة أمل تنبض بالحياة , الكل ينتظر .... يترقب .. أن تنكشف ستائر الغمة وتـُشعل أنوار جديدة تقشع ظلمة الأيام الكئيبة , توالت مخاضات المساءات . .. لعل مخاض قريب يضع بذور ضوء من رحم الغيامات الداكنة .. انشغالات .. خيالات .. إستبشارات ..., تساؤلات وآمال تتراقص في عيون دامعة ... متى تشرق البسمة هنا ؟ متى يصل القادم الباكي ... يصرخ ... يوزع الفرحة علينا في همساته الرقيقة .. في نبضاته البكر..
أنا من فكر بوردة أستقبله بها,
لكن والدتي كانت تعد له رداءًا بزهور وطيور تتراقص عليه ألوان الشروق, والأخريات يجهزن وسادته .. لكن غفل الجميع أن يعد له طعاماً ,ربما علموا انه لن يطيب له طعامنا ... وعلى حين عهد .. علا صراخ وتأوهات ..وارتجفت قلوب ... وزرفت عيون ,
والجميع يترقب البشري ! قلبي يحدثني أي بشرى على أمواج الدموع ... أُخِذَت أختى الكبرى إلى الغرفة المضيئة ..
إذن ستشعل الأنوار من جديد, ملابس بيضاء شفافة ... بشرى خير إنه الطبيب..
كل إنتهى من مهمته ... لف المكان رعب الإنتظار ... رهبة الترقب ترسم تقاسيم الوجوه , وتحتار لقاءات العيون ... خيم الصمت كعادته على الموقف... فـُتحت الغرفة المضيئة.. تسلل بعض النور إلينا ,خَرَجت والكل يلتف حولها , إلى أن استقرت على المتكأ ,
أمي .. نريد رؤية الوليد ... نهرع إلى هناك نهرول خلف خيوط الضوء. , أنظر إليه ... أدقق النظر ,
ياله من جميل .. حملته .. ضممته إلى قلبي , وبعمق نظرت إلى وجهه الملائكي , فاضت دمعة بكى حلمها من عيون تتبعت سراب وَاهِم وُشِّحَ بالسواد تساقطت على جسده العفن, وفَرَدَ الحزن أجنحته يحبو ليحوي مساحة بلون الأسى ...! لقد فارق الحياة قبل أن يرى النور بأيام , وبصوت .. يغلبني البكاء , ويتصدع قلبي بين الضلوع .
ويضع الطبيب لمساته الأخيرة من الحياكة الدقيقة ... يرقع تلك ... ويداري ذاك ... حتى انتهى من جميع الترميمات , لأجدني بعد ساعات طوال في حجرتي طريحة الفراش أكاد يبلغ مني النسيس , لاأقوى على الحراك وقد ضمدت ساقاي بالخبائب والسبائخ التي نبه الطبيب ألا تغادرني وأثبتتني ستة أشهر كاملة ...
أفتح عيني لأرى كل الأنوار انطفأت ... ماعدا نور لاينطفئ ... فرحمته وسعت كل شيء ..
وبابه مفتوح أبداً .
آمال المصري
28-05-2009, 12:33 AM
نسخة بعد التعديل
تَنْطَفِئُ الأنْوَارُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ حَتَّى ظَنَنْتُ أنَّ الْظلامَ رَفِيقِي , وأنَّ الْضَوْءَ يَسْرِي شُعَاعهُ فِي الاتِّجَاهِ الْمُعَاكِسِ حَيثُ لانلْتقِي أبدًا .
أحْدَاثٌ تَتَوالى تُدَغْدِغُ كُلِّي حَيثُ تَحَطََّمَ داخِلي الإنسانُ , ولايتبقَّ في كلِّ مرَّةٍ إلَّا بقَايَا هشَّة ماإن تترسَّب في مساحاتِها فُتاتُ أملٍ حتَّى يُصِيبُها الانْكِسار . وأظَلُّ فِي رُمْقٍ تَسْتَعْبِدُنِي الهُمُوم .
- أمِّي : أشْعُرُ بِبَعْضِ التَّعَب يَنْتَابُني وعَدَمِ المَقْدِرَةِ عَلَى اسْتِوْزَاءِ قَامَتِي ...
- لابُدَّ مِنْ مُرَاجَعَةِ الطَّبِيبِ المُخْتَصِ كَيْ نَطْمَئِنّ جَمِيعا ولنَرَى مَايُقَرِّره .
- قَرَأتُ مَلامِحَ ذُعْرٍ تُرَتِّلُهَا النَّظَرَات بَعْدَمَا قَامَ بِفَحْصِ السَّاقَيْنِ , وفِي صَمْتٍ الْتَقَطَ القَلَمَ بَيْنَ إصْبَعَيْنِ ونَقَشَ عَلَى وُرَيْقَةٍ رِسَالَةً باللاتِينِي , وأمْسَكَ الهَاتِفَ ليُجْرِي مُكَالَمَةً لطَبِيبِ الأشَعَّةِ حَيْثُ بَعْضا مِنَ الحُرُوفِ هِيَ مَااسْتَوْعَبْتُها (Save the lives of sick ) .
- هَدِّئِي مِنْ رَوْعِكِ بُنَيَّتِي وكُونِي بِخَيْرٍ ...
ومَاذَا ؟؟ ... مَا مَرَرْتُ بِهِ مِنْ قَبْلٍ عَلَّمَنِي الصُّمُودَ .
هُنَاكَ ... قَرَأْتُ القَلَقَ مَعَ كُلِّ إنْذَارٍ بالخَطَرِ مِنْ هَذَا الجِهَازِ الَّذِي يُظْهِرُ سَرَيَانِ الدَّمِ فِي الأوْرِدَةِ , وجَدْتُ الطَّبِيبَ يَلْتَقِطُ القَلَمَ ليَخُطَ عَلَى مَوَاقِعِ الألَمِ مِنَ الجِلْدِ بالزَّيْتِ الأسْوَدِ ...
إحْدَى عَشْرَ خَطاً فِي مَنَاطِق مُتَفَرِّقَة مِنَ السَّاقَيْنِ ..
- بِطَرِيقَةٍ لاتُثِير الشُّكُوك : أرْجُو أنْ لاتَمْحِ العَلامَات حَتَّى مُرَاجَعَة الطَّبيبِ المُخْتَصِّ .
- مَاذَا بِي ؟؟
- حَالةٌ بَسِيطَةٌ .. مُجَرَّد جَلَطَاتٍ فِي الأوْرِدَةِ سَيَضْطَرُ الطَّبِيبُ لِعَمَلِ شِقٍّ بَسِيطٍ لاسْتِئْصَالِهَا مِنْ تَحْتِ الجِّلْدِ , ومِثْلُهَا تَرِدُ عَلَيْنَا كَثِيرًا ... لاتَخَافِي ياصَغِيرَة ..!
وفِي صَبَاحِ اليَوْمِ التَّالِي وكُلِّي ثِقَة فِي اللهِ تَعَالَى , تَلُفُّنِي أفْرَادُ العَائِلَةِ بِنَظَرَاتِ خَوْفٍ مَمْزُوجَةً بالشَّفَقَةِ ... وكَثِيرٍ مِنْ تَسَاؤُلاتٍ لاأدْرِي مَاهِيَ ؟
ِتَوَضَّأْتُ وأقَمْتُ الصَّلاةَ حَتَّى بُزُوغ أولُ خَيْطِ ضَوْءٍ لتَصُمّ أذُنَاي عَنْ السَّمْع , وتَسُوقُنِي قَدَمَايَ لاأدْرِي كَيْفَ هَبَطتُ دَرَجَاتِ السُّلَّمِ وكَيْفَ وَصَلْتُ إلَى هُنَاكَ حَيْثُ كُلّ شَيْءٍ فِي المَوْعِدِ المُحَدَّدِ ....
أبٌّ يَبْتَسِمُ ... أُمٌّ تَبْكِي ... فَزَعٌ يَرْتَسِمُ عَلَى بَاقِي الوُجُوهِ ..
يَقْرَعُ الطَّبِيبُ بَابَ الحُجْرَةِ ويُبَادِرُ بِالدُّخُولِ ..
- لِتَتَقَطَّعُ الكَلِمَاتُ فِي فَمِي, وتَرْتَجِفُ كُلُّ أجْزَائِي, ويَتَقَعْقَعُ لِحْيَانِي, ولَمْ تَعُدْ تَقْوَ قَدَمَايَ عَلَى السَّيْرِ لتَحْمِلنِي مَلائِكَةُ الرَّحْمَةَ إلَى المِصْعَدِ الكَهْرُبَائِي؛ ليُغْلَق بَابُهُ دُونَ أسْرَتِي , وعَلَى أرِيكَةٍ فِي حُجْرَةٍ مَلِيئَةٍ بالمُعِدَّاتِ والأضْوَاءِ أجْلِسُ؛ لأرَاهُ قَد اسْتَدَارَ ليُذْهِبَ بِبَاقِي ضَوْءٍ الْتَقَطَتْهُ عَيْنَايَ, فَأفْقِدُ الوَعْيَ قَبْلَ أنْ يَقْتَرِبَ لظَهْرِي الَّذِي أرَادَ رَشْقَهُ بِمِحْقَنِ المُخَدِّرِ الَّذِي كَانَ يُعِدُّهُ .
أَشْلاءٌ , قَذَائِفٌ , صَوَارِيخٌ .. تَمُرُّ مِنْ جَانِبِنَا فَنَنْكَمِشُ ونَحْتَمِي بِهِ , يَحْمِلُنَا الشُّمُوخُ ... وتُرَاقِصُنَا الخَيلاءُ لفِدَائِيَّتِهِ , عِشْنَا مَعَهُ الأحْدَاثَ لحْظَةً بِلَحْظَةٍ .. اسْتَنْشَقْتُ شَذَا بَارُودِ المَعَارِكِ ... وَتَعَطَّرْتُ بِمِسْكِ دُخَانِ الدَبَّابَاتِ والمَدَافِعِ , كَحَّلْتُ عَيْنَيَّ بِصِوَرِهِ الفِدَائِيَّةِ, وانْبَهَرَ عَقْلِي مِنْ هَوْلِ الحَكَايَا .
السَّرُورُ يَلُفُّ المَكَانَ .. والتَبْرِيكاَتُ تَشْعِلُ الأضْوَاءَ .. أَبْتَسِمُ, ويَبْتَسِمُ الجَّمِيعُ .! تَرْفُلُ أخْتِي فِي ثَوْبِ الزِّفَافِ, وتَتَعَالَى أصْوَاتُ الغِنَاءِ ..
عَمِّي .. أكُنْتُ مَعَ والِدِي يَوْمَ أنْ فَقَدَ يَدَهُ حِينَمَا أمْسَكَ بالقَذِيفَةِ ليلْقِي بِهَا عَلَى جُنُودِ العَدُوِّ ؟؟
تَبَسَّمَ .. أمَا زَالَ يَدَّعِي تِلْكَ الحَادثَة ؟؟
كَيْفَ ؟
وكَانَت الكَلِمَةُ الَّتِي عَلَى إثْرِهَا خَارَتْ قُوَّتِي, وهَوَى مَعَهَا كُلُّ شَيْءٍ : لَقَدْ فَقَدَهَا عِنْدَمَا حَاوَلَ الانْتِحَارَ مِنْ أَجْلِ ..... عَاهِرَةٍ ؟
ليَصْمُت الجَمِيعُ ... وتَنْطَفِئُ أنْوَارُ العُرْسِ , وتَنْتَهِي المَعْرَكَةُ .
إنَّهَا تَنْتَبِهُ ..! لابُدَّ مِنْ جُرْعَةِ مُخَدِّرٍ كُلِّيٍّ أخْرَى ... مَازَالَ أمَامَهَا الكَثِير مِنَ الوَقْتِ ... كُلُّ اللحَظَاتِ مَبْتُورَة, هَذِهِ الدُّنْيَا.. لَيْتَهَا تَتَوَقَّفُ عِنْدَ هَذا الكَمُّ مِنَ الجِّرَاحِ, أتَلَهَّفُ للنُّورِ .. كَفَى الضَّوءُ الأسْوَدُ .! بَكَتْ الدُّمُوعُ, وتَأَلَّمَ النَّحِيبُ, . كَمْ مَسَحَ عَلَى رَأْسِي قَسْوَةَ الأيَّامِ ؟ يُقَاسِمُنِي الحُزْنَ .. بَلْ يَأْخُذُهُ عَنِّي, أنْبُتُ فَرَحاً بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ, يَطْبَعُ قُبْلَةً عَلَى جَبِينِي , أجْلِسُ بِجِوَارِهِ .. يَحْكِي وأحْكِي .. لايَمَلُّ, ولا أَمَلُّ .
مَضَى شَهْرَانِ كِدْتُ أنْسَى الصَّدْمَةَ الأُولَى , ولَكْن ...! رُوَيْدُكِ أحْلامِي .. هَوناً .. لِمَ يَسْرِقُوكِ مِنِّي ؟ صَوْتُ الهَاتِفِ لَيْسَ كَكُلّ مَرَّةٍ .. وَجْهُ أمِّي عَابِسٌ .. تَرُدُّ فِي ذُعٍْر, ثُمَّ تَجْهَشُ بِالبُكَاءِ
لَنْ أتْرُكَكِ تَذْهَبِينَ وَحْدَكِ , أوَدُّ رُؤْيَتَهُ ..
نَجْرِي بِهَلَعٍ
- لَنْ تَدْخُلِي مَعِي , إبْقِ هُنَا ..
ابْتَعِدِي عَنِّي أوَدُّ النَّظْرَةَ الأخِيرَة -
اقْتَحَمْتُ المَكَانَ ولِهَوْلِ مارَأيْت ..! حَسْرَةٌ تَخْتَلِجُ فُؤَادِي, تَلْفَحُ وَجْهِي, أَهَذَا جَدِّي الَّذِي كُنَّا بالأمْسِ القَرِيبِ ؟؟ تُفْتَحُ ثَلَّاجَةُ المَوْتَى لأجِدَهُ بِلا حِرَاكٍ مُمَدَّدًا .. تَنْهَارُ قُوَّتِي, ولَمْ أقْدِر عَلَى جَمْعِ شِتَاتِي؛ فَقَدْ رَحَلَ مَنْ كَانَ يُحِبُّنِي .. رَحَلَتْ رُوحٌ كُنْتُ مِنْهَا وهِيَ مِنِّي .. تَرَكَ حُبًّا فِي قَلْبِي وَحِيدَةً أنْثُرُ الحُرُوفَ بِلُبَاسِ الألَمِ , وحَسْرَةً لاتَنْطَفِئ .. ذِكْرَى أعِيشُ بِهَا وأشْقَى .. أبْقَى أوْ لا أبْقَى .
تَتَوَالَى السَّاعَاتُ والأسْرَةُ جَمِيعُهَا تَنْتَظِرُ بالخَارِجِ ..
تِلْكَ نَبْتَةُ أمَلٍ تَنْبِضُ بالحَيَاةِ , الكُلُّ يَنْتَظِرُ .. يَتَرَقَّبُ أنْ تَنْكَشِفَ سَتَائِرُ الغُمَّةِ وتـُشْعِلُ أنْوَارٌ جَدِيدَةٌ تَقْشَعُ ظُلْمَةَ الأيَّامِ الكَئِيبَةِ, تَوَالَتْ مَخَاضَاتِ المَسَاءَاتِ . .. لَعَلَّ مَخَاضٌ قَرِيبٌ يَضَعُ بُذُورَ ضَوْءٍ مِنْ رَحِمِ الغَيَامَاتِ الدَّاكِنَةِ .. انْشِغَالاتٌ .. خَيَالاتٌ .. إسْتِبْشَارَاتٌ ..., تَسَاؤُلاتٌ وآمَالٌ تَتَرَاقَصُ فِي عُيُونٍ دَامِعَةٍ...
مَتَى تَشْرُقُ البَسْمَةُ هُنَا ؟ مَتَى يَصِلُ القَادِمُ البَاكِي ... يَصْرُخُ ... يٌوَزِّعُ الفَرْحَةَ عَلَيْنَا فِي هَمْهَمَاتِهِ الرَّقِيقَةِ .. فِي نَبَضَاتِهِ البِكْرِ..
أنَا مَنْ فَكَّرَ بِوَرْدَةٍ أسْتَقْبِلُهُ بِهَا,
لَكِنَّ والِدَتِي كَانَتْ تُعِدُّ لَهُ رِدَاءً بِزُهُورٍ وطُيُورٍ تَتَرَاقَصُ عَلَيْهِ ألْوَانُ الشُّرُوقِ, والأُخْرَيَاتِ يُجَهِّزْنَ وِسَادَتهُ .. لَكِنْ غَفَلَ الجَّمِيعُ أنْ يُعِدَّ لَهُ طَعَامَاً, رُبَّمَا عَلِمُوا أنَّهُ لنْ يَطِيبَ لَهُ طَعَامُنَا ... وعَلَى حِينِ عَهْدٍ .. عَلا صُرَاخٌ وتَأَوُّهَاتٌ ..وارْتَجَفَتْ قُلُوبٌ ... وزَرَفَتْ عُيُونٌ ,
الجَّمِيعُ يَتَرَقَّبُ البُشْرَي ! قَلْبِي يُحَدِّثُنِي أيّ بُشْرَى عَلَى أمْوَاجِ الدُّمُوعِ ... أُخِذَت أخْتِى إلَى الغُرْفَةِ المُضِيئَةِ ..
إذاً .. سَتُشْعَلُ الأنْوَارُ مِنْ جَدِيدٍ, مَلابِسٌ بَيْضَاءٌ شَفَّافَةٌ ... بُشْرَى خَيْر إنَّهُ الطَّبِيب..
كُلُّ انْتَهَى مِنْ مُهِمَّتِهِ ... لَفَّ المَكَانَ رُعْبُ الانْتِظَارِ ... رَهْبةَُ التَّرَقُّبِ تَرُْسمُ تَقَاسِيمَ الوُجُوهِ , وتَحْتَارُ لِقَاءَاتُ العُيُونِ ... خَيمََّ الصَّمْتُ كَعَادَتِهِ عَلَى المَوْقِفِ... فـُتِحَتْ الغُرْفَةُ المُضِيئَةُ.. تَسَلَّلَ بَعْضُ النُّور إليْنَا, خَرَجَتْ والكُّلُ يَلْتَفُ حَوْلَهَا , إلَى أنْ اسْتَقَرَّتْ عَلَى المُتَّكَأ ,
أمِّي .. نُرِيدُ رُؤْيَة الوَلِيدِ ... نَهْرَعُ إلَى هُنَاكَ, نُهَرْوِلُ خَلْفَ خُيُوطِ الضَوْءِ. , أنْظُرُ إلَيْهِ ... أُدَقَّقُ النَّظَرَ ,
يَالَهُ مِنْ جَمِيلٍ .. حَمَلْتُهُ .. ضَمَمْتُهُ إلى قَلْبِي , وبِعُمْقٍ نَظَرْتُ إلَى وَجْهِهِ المَلائِكِيّ , فَاضَتْ دَمْعَةٌ بَكَى حُلْمُهَا مِنْ عٌيٌونٍ تَتَبَّعَت سَرَابا وَاهِما وُشِّحَ بالسَّوَادِ تََسَاقَطَتْ عَلَى جَسَدِهِ العَفِن, وفَرَدَ الحُزْنُ أجْنِحَتَه يَحْبُو ليَحْوِي مِسَاحَةً بِلَوْنِ الأسَى ...! لَقَدْ فَارَقَ الحْيَاةَ قَبْلَ أنْ يَرَى النُّورَ بأيَّامٍ , وبِصَوْتٍ .. يَغْلِبُنِي البُكَاءُ , ويَتَصَدَّعُ قَلْبِي بَيْنَ الضُّلُوعِ .
ويُتْمِمُ الطَّبِيبُ اللمَسَات الأخِيرَة مِنْ حِيَاكَةٍ دَقِيقَةٍ ... يُرَتِّقُ تِلْكَ ... ويُدَارِي ذَاكَ ... لأجِدَنِي بَعْدَ سَاعَاتٍ طُوالٍ فِي حُجْرَتِي طَرِيحَةَ الفِرَاشِ, أكَادُ يَبْلُغُ مِنِّي النَّسِيسُ , لاأقْوَى عَلَى الحِرَاكِ وقَدْ ضُمِّدَتْ سَاقَاي بالخَبَائِبِ والسَّبَائِخِ الَّتِي نَبَه الطَّبيبُ ألَّا تُغَادِرُنِي وأثْبَتَتْنِي سِتَّةَ أشْهُر كَامِلَة ...
أفْتَحُ عَيْنِي لأرَى كُلَّ الأنْوَارِ انْطَفَأَتْ ... مَاعَدَا نُور لايَنْطَفِئ ... فَرَحْمَتُهُ وسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ..
وبَابهُ مَفْتُوحٌ أبَدًا .
هشام عزاس
28-05-2009, 01:34 AM
المورقــة / رنيـم
مهما انطفأت كل الأنوار الاصطناعية فنور رحمة الله يملأ القلب و ينير النفس و يوهج البصيرة
فهل هناك أفضل من هكذا نــور ؟؟؟
قصة مؤثرة جدا و فيها من الألم الجسدي و النفسي ما يثير الشجون .
و لكن لي عتاب بسيط فشكل النص لم يرقني أبدا , ربما يعود ذلك في تسرعكِ في نشر الموضوع .
كان من الأجمل أن تكتبي القصة على فقرات باستخدام علامات الترقيم المناسبة .
أتمنى لك كل الخير و لكتاباتكِ كل التألق
إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــام
آمال المصري
28-05-2009, 02:26 AM
المورقــة / رنيـم
مهما انطفأت كل الأنوار الاصطناعية فنور رحمة الله يملأ القلب و ينير النفس و يوهج البصيرة
فهل هناك أفضل من هكذا نــور ؟؟؟
قصة مؤثرة جدا و فيها من الألم الجسدي و النفسي ما يثير الشجون .
و لكن لي عتاب بسيط فشكل النص لم يرقني أبدا , ربما يعود ذلك في تسرعكِ في نشر الموضوع .
كان من الأجمل أن تكتبي القصة على فقرات باستخدام علامات الترقيم المناسبة .
أتمنى لك كل الخير و لكتاباتكِ كل التألق
إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــام
حقا أستاذ هشام .. ليس هناك أفضل من نوره سبحانه وتعالى ليكن لنا أملا في الحياة
معذرة على شكل النص حاولت بقدر استطاعتي تعديله إلى فقرات رغم الارهاق
ممتنة على مرورك هنا وترك إكليل الزهور
ودي والدعاء
مرحة عبد الوهاب
28-05-2009, 10:25 AM
الأخت رنيم
إنه اليقين بالله سبحانه وتعالى
فى قصتك إنتقلتى بنا الى صورً عدة ، وتمكنتى من الربط والفصل بينهما فى آن واحد
صور حزينة ، تبين قدرة وقضاء وقدر وأوامر رب العزة سبحانه وتعالى على الإنسان ، وبالرغم من أنها صور حزينة إلا أنه ينجلى فيها نوره سبحانه وتعالى ، بإبتلاءه للإنسان لإختبار مقدرته على الصبر والإحتمال.
وصور أخرى بها من الفرح بعض الشئ ، وهذا أيضا من رحمة رب العزة على الإنسان .
لن يستطيع أحداً على وجه الأرض ما دامت السموات والأرض ، أن يطفئ نوره سبحانه وتعالى
إنه نور السموات والأرض .
ومهما صادف الإنسان منا المؤمن الموقن بالله سبحانه وتعالى من إبتلاء ، فلن يضيعه الله سواء فى الدنيا أو الأخرة ، إنه العدل الرحيم .
إنها الحياه رنيم ، وإن بعد العُسر يُسرْ .
دام وقلمك وحرفك وإبداعــــــــك
ونُقَدرْ لك نشاطاتك ومجهوداتك
دمتى بخير ، مع تحياتى وتقديرى
رشدي مصطفى الصاري
28-05-2009, 01:06 PM
يتيه الزمان بنا --- في مداركِ الحياة
فتهب وتعصف من كل صوب --- ليتركنا أشلاء المِحن
ويعصرنا كسلافٍ خَمّرتُه المرارة --- فنرتشف منه حتى الثمالة
مشاعرٌ لا إرادية فاضت بوحي من الذات---تحت تأثير المخدر
قلوبنا في مهدها تتقلب ---في ضعفها تتنهد
في سعادتها تنتفض --- في حزنها تتألم
وتراكمات تترك وراءها مساحات واسعة للإبداع
وها أنا أرى كاتبة النص تجفف بوريقات كتابتها نزف الجروح التي خلّفها مبضع الجراح وحرقة الزمن
-مقدمة امتازت بالعبور الأدبي من خلال استخدام الظلام والنور
وأحداث امتزج فيها الزمان والمكان لتقحَم جميعها وحي الفكرة
وخاتمة فيها مناجاة روح فاض بها الإيمان فزادها رسوخاً وتألقا
رائعة أنت --- يارنيم
آمال المصري
28-05-2009, 02:20 PM
الأخت رنيم
إنه اليقين بالله سبحانه وتعالى
فى قصتك إنتقلتى بنا الى صورً عدة ، وتمكنتى من الربط والفصل بينهما فى آن واحد
صور حزينة ، تبين قدرة وقضاء وقدر وأوامر رب العزة سبحانه وتعالى على الإنسان ، وبالرغم من أنها صور حزينة إلا أنه ينجلى فيها نوره سبحانه وتعالى ، بإبتلاءه للإنسان لإختبار مقدرته على الصبر والإحتمال.
وصور أخرى بها من الفرح بعض الشئ ، وهذا أيضا من رحمة رب العزة على الإنسان .
لن يستطيع أحداً على وجه الأرض ما دامت السموات والأرض ، أن يطفئ نوره سبحانه وتعالى
إنه نور السموات والأرض .
ومهما صادف الإنسان منا المؤمن الموقن بالله سبحانه وتعالى من إبتلاء ، فلن يضيعه الله سواء فى الدنيا أو الأخرة ، إنه العدل الرحيم .
إنها الحياه رنيم ، وإن بعد العُسر يُسرْ .
دام وقلمك وحرفك وإبداعــــــــك
ونُقَدرْ لك نشاطاتك ومجهوداتك
دمتى بخير ، مع تحياتى وتقديرى
حقاً أستاذة مرحة ...
إنها الحياة بكل مافيها من ألم يلفح أرواحنا .. وشقاء تُفتح له الأفواه , وتحتضنه الصدور
وبالثقة في الله حتما سيأتي يوم تزهر فيه الحياة
جزيل امتناني لمرورك هنا سيدتي وترك بعض منك
ودي ومحبتي و زنابق الإيساتك
آمال المصري
29-05-2009, 02:50 PM
يتيه الزمان بنا --- في مداركِ الحياة
فتهب وتعصف من كل صوب --- ليتركنا أشلاء المِحن
ويعصرنا كسلافٍ خَمّرتُه المرارة --- فنرتشف منه حتى الثمالة
مشاعرٌ لا إرادية فاضت بوحي من الذات---تحت تأثير المخدر
قلوبنا في مهدها تتقلب ---في ضعفها تتنهد
في سعادتها تنتفض --- في حزنها تتألم
وتراكمات تترك وراءها مساحات واسعة للإبداع
وها أنا أرى كاتبة النص تجفف بوريقات كتابتها نزف الجروح التي خلّفها مبضع الجراح وحرقة الزمن
-مقدمة امتازت بالعبور الأدبي من خلال استخدام الظلام والنور
وأحداث امتزج فيها الزمان والمكان لتقحَم جميعها وحي الفكرة
وخاتمة فيها مناجاة روح فاض بها الإيمان فزادها رسوخاً وتألقا
رائعة أنت --- يارنيم
نرتشف منه المرارة في كؤوس اليأس حيث تمارس الجراح فينا طقوسها
ومهما ضمدناها باللفائف والسبائخ , وحتى لو برئنا منها ... هناك أحيانا جراح لايَكْفِها البكاء...ولا يَطْوِها احتراق الألم في الروح .
لكن نور الله هو الأمل لبقاء الروح
د . رشدي ...
مرورك هنا مبعث فخر لي
ودي وزهور الفريسيا
آمال المصري
19-05-2010, 06:56 AM
أحببت أن أنقل لكم تعليق الأديب الأستاذ / أحمد القلعاوي جزاه الله خيرا على القصة لما فيه من فائدة، فقد قال:
نص يضج بالرمزية والقصدية الباذخة الجمال المبنية على الدراية الأدبية الثمينة حقيقة . وبطبيعة الحال ، أجواء القصة تؤخذ دائما من الواقع . وقد تكون القصة المدونة مستقاة من حادثة واقعية .. جاءت القاصة هنا بقدرتها الأدبية وفنيتها القصصية ، لتضعها وترسم في داخلها وخلف كواليسها التي نسجتها هي . من خلال المزج بين الخيال والواقع بأسلوب مثير وتمامية خالية من الغبار الذي قد يؤثر على عمومية النص . وهذا أمر وارد ، إن لم يكن حتمي بالنسبة للأسلوب القصصي الحديث خصوصا . ومن هذا المنفذ
أدخل إلى فضاء القصة بشكل ورؤية قد تكون بعيدة عن ذهن من مرة بها . أو ربما بعيدة حتى عن مقصدية القاصة نفسها . لأني أتعامل مع النص بشكل تجريدي عن كاتبه .. ومنها وأقول ....
هناك انتظار للنور .. أو سعي للوصل أليه ، لأنه ( ينطفئ في كل مرة ) حتى حين يحل ـ النور ـ فأنه يسري بالاتجاه المعاكس كي لا نلتقي به . والدلالة هنا .. النور رمز لكل ما هو جميل أو قريب من التكامل وذات شمولية للذات الإنسانية التي ولدت لكي تكون ناضجة عاملة صالحة مرهونة بالقيم والثوابت الخلقية العامة التي أتفق عليها العقل .. والنور طريقه واحد .. ويبدو من رمز المعنى القصدي الذي تريده القاصة هنا أو الذي يريده القلم ـ حتى يكون الحديث عن المـُـنتــَـجِ لا المـُنتـِـج ـ أننا نسير في الاتجاه الغير صحيح . الذي يعاكس طريق النور ، وبالتالي يكون مسيرنا
في طريق الظلمة والعتمة . والتي تحوي على نتائج ليست ما كنا ننتظره أو نبتغيه من السعي . ومما يدعو إلى تلك الرؤية ، تحطم الإنسان في داخلنا ، كما هو وارد داخل النص . ثم يبدأ الخطاب أو الحوار مع الأم . وهنا أجد مفردة الأم تشغل مساحة أكبر من كونها الوالدة فقط . ربما تكون الأرض ، أو العقيدة أو الفكرة أو كل ذلك معا . وألاحظ اختيار الساقين للفحص ، دون أي عضو ثاني ـ رغم أن العميلة الجراحية المشار أليها داخل النص في النهاية بعيدة عن الساق ـ ألاحظ في هذا الاختيار أثارة الارتباط ، بين وظيفة الساق ـ المسير ـ واختيار الاتجاه المعاكس للنور . وكأن
القاصة تريد هنا أن تأكد بأن اختلافنا مع النور ، وعدم لقاءنا به هو بسبب اختيارنا للمسير المعاكس ، وسبب الاختيار لأننا مرضى . أو أننا نشكو من فايروسات تصيب أداة المسير ، لم نعي إلى اليوم كيفية التخلص منها . والدليل حين تعرضت سيقاننا للفحص ثبت ذلك المرض ، المتجذر بنا والذي لا نستطيع التخلص منه . إلى حد بأننا عرضنا على أهل الاختصاص ، والذين نمثلهم هنا بأصحاب الفكر النير وذو العقول الفاعلة والألسن ناطقة بالحق . الذين طالما جندوا أنفسهم وأقلامهم لأحلامنا ولما يجب أن نكون عليه . ولكنهم عجزوا من أن يضعوا أو يجدوا لنا العلاج الناجع ، مما
دعاهم لأن يبحثوا لنا عن أداة جديدة لتشخيص ما نعانيه . وهنا يحق لي أن أضع الرقم أحد عشر الذي اختارته القاصة المبدعة رنيم دون غيره من الأرقام . أن أضعه في خانة خاصة جدا قريبة من دلالة النص القرآني حين خاطب النبي يوسف أباه النبي يعقوب عليهما السلام ... يا أبتي أني أرى أحد عشر كوكبا ... وكانوا أخوته . فكأن أخوتنا الذين يشاركوننا المسير هم سبب خروجنا عن جادة الصواب وعدم لقاءنا بالنور . أو هو أشارة إلى الأخوة التي غدت حبرية غير حقيقية بتاتا ، في مجتمعنا العربي . بسبب سياسة البلاط الحاكم مثلا . وإلا ما الذي دعا القاصة رنيم ، إلى اختيار
هذا الرقم بالذات دون غيره . حتى لو كان دفع من الخيال ، والعقل الباطن . فأنا أقول دائما أن الأديب حين يمسك بقلمه ويكتب ، تمتلكه شخصية العقل الباطن ، بحيث يكون في مديات الوحي الشعري الذي يجعله أقرب إلى لغة قد لا يعيها هو نفسه . والتي كثيرا ما تحتاج إلى من يفك رموزها وشفراتها ، التي قد تحتوي على توقعات أو استنتاجات يعجز عنها المنجمون . لذلك جاء هذا الرقم بكل سره الثقيل والطويل هنا . لاسيما وأن التعريج بعد هذه الفقرة في القصة ، جاء بالصبح والوضوء والصلاة وذكر الرحمن جل جلاله . ثم نجد حوارية العقل التي يبثها القـلم داخل النص ، تتخذ لنفسها
أو تفتح لذاتها ، بوابة فرصة واسعة للطرح . وفضاء أكبر للإيضاح من خلال الهذيان ، بسبب المخدر . فنجد أستذكارات سريعة ومثيرة ومؤثرة وذات مقصدية عالية . نعم هي موجودة في الواقع ، وكثيرا ما تشغلنا ونتحدث بها وعنها . ونحاول أن نجد أسبابها ، ونبحث عن حلول لها . ولكنها ليست إلى حد أن تظهر من العقل الباطن ، على مسلك الهذيان تحت تأثير المخدر ، وتكن بينة للعقل الظاهر . وعلماء النفس يثبتون أن الذي يكون تحت تأثير المخدر يكون قريب من لغة ذاته لا لغة غيره . يهذي بما يخفي من شهية ودواعي وحتى بغضاء ، خاصة به . ليست لها علاقة بالخطاب الجمعي إلا ما ندر .
وهنا تريد المثمرة رنيم أن تقول ـ حسب رؤيتي طبعا ـ إن ما يشغل ذاتنا مأساتنا ، وإن ما يحيط فضاء الرغبة الخفية فينا ، الألم والشجون . فما لدينا ما يدفعه الباطن للظاهر سوى دلالات الجراح والضياع والانتحار . انكسارات وتشظيات سببتها السياسات ومعاركها ، والتضحيات التي نالتها منا . تحت لافتات طويلة بالزيف والكذب . فكانت الصور المرسومة هنا من أشلاء وصواريخ وقذائف ودبابات وانتشار لأسباب ومسببات الموت واليتم والترمل والفقدان للثمين ، تدفعنا لنرمي بأنفسنا خلف الفدائي . وتختلط مع هذه الصور الحمراء ، صور الجمال والفرح والسرور والزفاف .. وما
شابه . كل هذا سبقه جملة استوقـفـتـني إلا وهي : في حجرة مليئة بالمعدات والأضواء أجلس لأراه وقد استدار ليذهب بباقي ضوء قد التقطته عيناي لأفقد بعدها الوعي قبل أن يقترب من ظهري الذي أراد رشقه بمحقن المخدر .... أولا هنا الأضواء التي هي مصدر النور متوفرة في غرف عملياتهم أو غرف الغير .. ومن ثم أسأل لماذا الظهر ..؟ أو اختيار عضو الظهر بشكله العام من الجسد ليحقن بإبرة المخدر . ونحن نعلم إن المخدر لا يعطى من الظهر ، بل من الذراع ما دام التخدير بالحقن .. وحقن الظهر بالمخدر ، يكون حين يكون التخدير موضعي . ودلالة النص لا توحي بذلك .. وليس الفضاء فضاء
عملية جراحية فقط .. وأن أخذت بهذا الشكل ، نجد المعطيات المدرجة تشير إلى التخدير العام . وهنا مفردة الظهر قد تعطي نسيج أخر للقصة فالظهر هو الجزء الخلفي من جسم الإنسان ، وهو مكان الطعن . وقد استبدلت مفردة الطعن بالحقن . وحين يكون الطعن من الخلف ، في الظهر . فهذا الغدر . والمخدر كما ورد في النص كان يرشق . والرشق مفردة تفيد الرصاص . وهنا نكون قد رشقنا برصاص التخدير الغادر . لأننا كنا نتصور ، أو إن المعني بالنص كان يتصور أنه بين أيدي أمينة سوف تعالج أداة سيره وترفع عنه المرض الذي سببته له الأحد عشر . وتعيده إلى الطريق الذي يلتقي به مع النور .
وحقيقة ضغط الدلالة القصدية التي نوردها هنا بهذا التكثيف العالي والدقيق ، شيء يستحق التصفيق الطويل ، والانحناء للقلم وصاحبته الرائعة . وهذا ما أدليه ولا أفرضه . ثم يقفز استذكار لقطع يد واختلاف الرواية في سبب قطعها . بين أنها قطعت وهو يلقي القذيفة على العدو ، وبين أنها انقطعت وهو يحاول الانتحار من أجل عاهرة . وهنا القطع موجود وحاصل ، ولكن قد يكون من أجل لافتة ، حملت شاعر التضحية . فقدم ذراعه ، بل كان على استعداد للانتحار . ثم تبين إن اللافتة عاهرة ، لأنها تمثل الطريق المعاكس للنور . مما أدى إلى أن تنطفئ أنوار العرس ، الذي ربما هو
الانتصار . وتعود ـ رنيم ـ لتثبت إن الروح أو الماهية الباحثة عن اللقاء بالنور ، لا زالت قوية لا تتأثر بالمخدر . مما دعا ذلك الذي يسمى بالطبيب حين تنبه ، بأن يرشقها أو يطعنها من جديد بالمخدر ، الوعود والعهود . لتبقى على مسلك الطريق المعاكس . وتعود جملية الهذيان من جديد ، تؤكد فقدان الجد . ذلك الشخص الذي كان يعني الكثير . ولماذا الجد دون غيره ..؟ ربما لأنه الماضي التاريخ الذي طالما تفاخرنا به وحقـِنا بمخدره .. وتعكزت عليه خطب الساسة وتجار الدم والرصاص . لقد أصبح في ثلاجة الموتى . إذا هنالك موتى ، وليس لوحده . وتنهار القوى ،
وتبقى الذكرى التي نعيشها لنشقى . ومشرط الطبيب يمزق ، والمساءات والمخاضات تتوالى . والانتظار يعم الجميع ، تساؤلات وآمال متى تشرق البسمة . وفكرنا بكل شيء للقادم إلا الطعام . ورغم انقطاعنا عن النور وعدم لقاءنا به . إلا أنه هنالك غرفة مضيئة ندخلها حين يكون لنا وليد .. ولكنه يولد موءودا لأسباب ربما ندركها غدا ً . فبعد التضحية والهرولة والبحث ، والشعور بالجمال والملائكية التي يتخللها السراب والعفن بشكل مفاجئ . الانتظار يبقى مستمر ، وتبقى العملية الجراحية في الساق .
إلى هنا انتهى تحليلي الشخصي النقدي المختصر للقصة . التي قد يقرأها الغير بشكل معاكس ومغاير لهذه الدلالات التي دونتها .. وبالنتيجة نحن نتأثر ونخزن في العقل الباطن . وحين نريد الكتابة يتجند الباطن لنا بكل قواها ليملي علينا ما لم نكن نتوقعه أو ننتظره
سالم العلوي
19-05-2010, 08:49 AM
لك الله أيتها القاصة ..
ولله در قلم يصور المشاعر ويجسدها وكأنها شخوص تتحرك بيننا ..
إن كانت هذه من وحي الواقع .. فماذا قدر الله بعد الشهور الستة ؟
عطر الله أيامك بكل خير ومسرة ..
ودمت والألق ..
حسام محمد حسين
19-05-2010, 09:23 AM
تعودنا منك أخت أخت رنيم على الغوص معك دائماً في أعماق شخصيات أقصوصاتك الجميلة
وها نحن نعيش ونتألم معها في كل حركة وكل سكنة .
دمتِ مبدعة
آمال المصري
19-05-2010, 06:07 PM
لك الله أيتها القاصة ..
ولله در قلم يصور المشاعر ويجسدها وكأنها شخوص تتحرك بيننا ..
إن كانت هذه من وحي الواقع .. فماذا قدر الله بعد الشهور الستة ؟
عطر الله أيامك بكل خير ومسرة ..
ودمت والألق ..
لك الألق سيدي الفاضل فتوقيعك على كلماتي أمدها بالنور
وهي بالفعل من واقع الحياة وماالقلم إلا أداة اتكأت عليه حيث قام بترجمة الأحداث كما عاشتها
وقدر الله كل الخير .
فنهضت ولكزت اليأس لتجاهد الحياة بكل مافيها من متناقضات ..
حب وكراهية ... صدق وزيف ... أمل ويأس ... تبسم وبكاء ...
شاكرة الله مؤمنة بقضاءه سبحانه وتعالى وقدره
تقديري وجل احترامي سيدي الفاضل
سالم العلوي
19-05-2010, 06:47 PM
فنهضت ولكزت اليأس لتجاهد الحياة
الله
الله
طاقة إيجابية هائلة .. وفرحة غامرة .. ملأت قلبي اللحظة
النفس إن رزقها الله الإيجابية .. فكل صخور اليأس تتكسر أمام طوفانها الهادر.
دمت بألقك الجميل أخية.
محمد ذيب سليمان
20-05-2010, 12:39 AM
الأخت الفاضلة رنيم
من خلال الأحداث وجدت نفسي في حالات عدة مراقبا للحدث
إو منغمسا في حيثياته أو مستسلما لأقدار لا مهرب منها
كانت كلمتا النور والظلام تعملان في نفسي وتحركان وتوجهاني الى اتجاههما
أو توقفاني مراقبا
أما مشيئة الله فقد كانت مسك الختام
وقد بعثت في النفس راحة
شكرا لإبداعك
ربيحة الرفاعي
21-05-2010, 07:33 PM
بديعة يا رنيم
عزف فائق المهارة على أوتار الرمزية العميقة
وتنقل بين اللحظة والاسترجاع، لاقتناص مشاهد متوالية تحمل ذات الدلالات
ثنائية النور والظلام، الخير والشر، الحق والباطل ....
ووحدانية الله والايمان كمصدر مطلق للنور لا يبهت
جاء تكثيف الرمز مميزا، يحمل إشارة قوية على تمكن وإبداع الكاتبة، وإن كنت احبذ الحد من تعدد الرموز في حال استخدامها بذلك العمق، أو الحد من عمقها في حال الكثافة الكمية، لتمكين القاريء من استقرائها ورسم إسقاطاتها الأذكى والأجمل والأكثر تماشيا مع بناء النص وقصد الكاتب
ما زلت أبحث عن تعبير يحكي كبير إعجابي ببديع نصك غاليتي
دمت متالقة
آمال المصري
21-05-2010, 08:40 PM
تعودنا منك أخت أخت رنيم على الغوص معك دائماً في أعماق شخصيات أقصوصاتك الجميلة
وها نحن نعيش ونتألم معها في كل حركة وكل سكنة .
دمتِ مبدعة
سيدي الفاضل ...
تختال الحروف بشرف مرورك بها
وتزهو صفحتي بتوقيعك
كل الود لك والشكر لحضورك
أجمل زهوري
الطنطاوي الحسيني
21-05-2010, 08:46 PM
السرور يلف المكان .. والتبريكات تشعل الأضواء .. أبتسم ويبتسم الجميع .! إنها أختي في ثوب الزفاف , تعالت أصوات الغناء ..
اختي رنيم بجانب القصة المبهرة
اراك تحولت لشاعرة في تلابيب قاصة
رائعة الفكرة والمضمون
تحياتي ايتها القاصة المبدعة
آمال المصري
22-05-2010, 04:25 PM
فنهضت ولكزت اليأس لتجاهد الحياة
الله
الله
طاقة إيجابية هائلة .. وفرحة غامرة .. ملأت قلبي اللحظة
النفس إن رزقها الله الإيجابية .. فكل صخور اليأس تتكسر أمام طوفانها الهادر.
دمت بألقك الجميل أخية.
مرحباً بك مجددا في متصفحي سيدي الفاضل فقد أطاله النور بحضوركم
سعيدة ببصمتك الموشومة على نصي فازداد بها بهاءً
دمت والنور ..
ولكم جل التقدير والاحترام
آمال المصري
23-05-2010, 11:33 PM
الأخت الفاضلة رنيم
من خلال الأحداث وجدت نفسي في حالات عدة مراقبا للحدث
إو منغمسا في حيثياته أو مستسلما لأقدار لا مهرب منها
كانت كلمتا النور والظلام تعملان في نفسي وتحركان وتوجهاني الى اتجاههما
أو توقفاني مراقبا
أما مشيئة الله فقد كانت مسك الختام
وقد بعثت في النفس راحة
شكرا لإبداعك
أشكر لك مراقبتك سيدي الفاضل واستسلامك النور لمتصفحي
تملكني سرور مرتع بطيب حضور حروفك هنا
تحية تليق بك ... وباقة ياسمين
آمال المصري
25-05-2010, 10:29 AM
بديعة يا رنيم
عزف فائق المهارة على أوتار الرمزية العميقة
وتنقل بين اللحظة والاسترجاع، لاقتناص مشاهد متوالية تحمل ذات الدلالات
ثنائية النور والظلام، الخير والشر، الحق والباطل ....
ووحدانية الله والايمان كمصدر مطلق للنور لا يبهت
جاء تكثيف الرمز مميزا، يحمل إشارة قوية على تمكن وإبداع الكاتبة، وإن كنت احبذ الحد من تعدد الرموز في حال استخدامها بذلك العمق، أو الحد من عمقها في حال الكثافة الكمية، لتمكين القاريء من استقرائها ورسم إسقاطاتها الأذكى والأجمل والأكثر تماشيا مع بناء النص وقصد الكاتب
ما زلت أبحث عن تعبير يحكي كبير إعجابي ببديع نصك غاليتي
دمت متالقة
يكفي نصي فخرا وشرفا مرورك سيدتي وترك بصمتك القيمة هنا
ممتنة من القلب لنشر شذاك في متصفحي
وردي ومحبتي
آمال المصري
30-07-2010, 03:54 AM
السرور يلف المكان .. والتبريكات تشعل الأضواء .. أبتسم ويبتسم الجميع .! إنها أختي في ثوب الزفاف , تعالت أصوات الغناء ..
اختي رنيم بجانب القصة المبهرة
اراك تحولت لشاعرة في تلابيب قاصة
رائعة الفكرة والمضمون
تحياتي ايتها القاصة المبدعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عميق اعتذاري سيدي الفاضل والله مارأيتها إلا اليوم صدفة
هلت الأنوار وماانطفأت وازدان المتصفح بجميل تواجدكم
دمت طيبا
ولك جل الدعاء
شيماء عبد الله
14-08-2010, 12:44 PM
الغالية العزيزة الحبيبة على قلبي / رنيم
أسأل الله لك العفو والعافية ودوام الصحة والسلامة والعمر المديد .
أبكيتني ياغالية لاأتعبك الله ولا أشقاك ولا أحزنك
أعجز عن الرد وعن وصف ماقرأت
الدعاء الدعاء منا ومنك ..هو مفتاح الأمل ونافذة الرجاء
لك كل الحب والتقدير والأعتزاز
دمت بحفظ الله ورعايته
نزار ب. الزين
17-08-2010, 10:27 PM
تداعيات عقلية تتوالى تحت تأثير المخدر
سيرة ذاتية بحالها يعرضها عقلها الباطن
غوص عميق في نفس بشرية أثمر عن درر
صاغنتها رنيم مصطفى عقدا من عيون القص
سلم يراعك باسقا يا رنيم
***
رمضان كريم
و كل عام و أنتِ و أحبابك بخير
نزار
آمال المصري
19-08-2010, 11:11 PM
الغالية العزيزة الحبيبة على قلبي / رنيم
أسأل الله لك العفو والعافية ودوام الصحة والسلامة والعمر المديد .
أبكيتني ياغالية لاأتعبك الله ولا أشقاك ولا أحزنك
أعجز عن الرد وعن وصف ماقرأت
الدعاء الدعاء منا ومنك ..هو مفتاح الأمل ونافذة الرجاء
لك كل الحب والتقدير والأعتزاز
دمت بحفظ الله ورعايته
أحبك الذي أحببتني فيه وجزاك كل الخير
تعلمين مدى سعادتي بتوقيعك
الذي يعطر صفحاتي التي أدمنت قدومك الغالي
شكرا لك من الروح ياحبيبة على الدعاء
تقديري الكبير ... وقبلة امتنان
آمال المصري
21-08-2010, 11:10 PM
تداعيات عقلية تتوالى تحت تأثير المخدر
سيرة ذاتية بحالها يعرضها عقلها الباطن
غوص عميق في نفس بشرية أثمر عن درر
صاغنتها رنيم مصطفى عقدا من عيون القص
سلم يراعك باسقا يا رنيم
***
رمضان كريم
و كل عام و أنتِ و أحبابك بخير
نزار
سيدي ووالدي الفاضل / نزار
سعيدة بتواجدك ومتابعتك لحرفي
ولسبرك أغوار القصة والوصول لمكنوناتها
دمت بألق الحضور
وكل عام وأنت للرحمن أقرب
تقديري الكبير
آمال المصري
24-05-2012, 06:50 PM
مازلت أعود لقراءة الرائع السيد أحمد القلعاوي لعملي المتواضع " لاتطفئوا الأنوار " لأكتشف جوانب ربما لم تخاطرني أثناء كتابة النص
ومن هنا أتوجه له بآيات من الشكر لما بذله من وقت وجهد مع حرفي
نص يضج بالرمزية والقصدية الباذخة الجمال المبنية على الدراية الأدبية الثمينة حقيقة . وبطبيعة الحال ، أجواء القصة تؤخذ دائما من الواقع . وقد تكون القصة المدونة مستقاة من حادثة واقعية .. جاءت القاصة هنا بقدرتها الأدبية وفنيتها القصصية ، لتضعها وترسم في داخلها وخلف كواليسها التي نسجتها هي . من خلال المزج بين الخيال والواقع بأسلوب مثير وتمامية خالية من الغبار الذي قد يؤثر على عمومية النص . وهذا أمر وارد ، إن لم يكن حتمي بالنسبة للأسلوب القصصي الحديث خصوصا . ومن هذا المنفذ
أدخل إلى فضاء القصة بشكل ورؤية قد تكون بعيدة عن ذهن من مرة بها . أو ربما بعيدة حتى عن مقصدية القاصة نفسها . لأني أتعامل مع النص بشكل تجريدي عن كاتبه .. ومنها وأقول ....
هناك انتظار للنور .. أو سعي للوصل أليه ، لأنه ( ينطفئ في كل مرة ) حتى حين يحل ـ النور ـ فأنه يسري بالاتجاه المعاكس كي لا نلتقي به . والدلالة هنا .. النور رمز لكل ما هو جميل أو قريب من التكامل وذات شمولية للذات الإنسانية التي ولدت لكي تكون ناضجة عاملة صالحة مرهونة بالقيم والثوابت الخلقية العامة التي أتفق عليها العقل .. والنور طريقه واحد .. ويبدو من رمز المعنى القصدي الذي تريده القاصة هنا أو الذي يريده القلم ـ حتى يكون الحديث عن المـُـنتــَـجِ لا المـُنتـِـج ـ أننا نسير في الاتجاه الغير صحيح . الذي يعاكس طريق النور ، وبالتالي يكون مسيرنا
في طريق الظلمة والعتمة . والتي تحوي على نتائج ليست ما كنا ننتظره أو نبتغيه من السعي . ومما يدعو إلى تلك الرؤية ، تحطم الإنسان في داخلنا ، كما هو وارد داخل النص . ثم يبدأ الخطاب أو الحوار مع الأم . وهنا أجد مفردة الأم تشغل مساحة أكبر من كونها الوالدة فقط . ربما تكون الأرض ، أو العقيدة أو الفكرة أو كل ذلك معا . وألاحظ اختيار الساقين للفحص ، دون أي عضو ثاني ـ رغم أن العميلة الجراحية المشار أليها داخل النص في النهاية بعيدة عن الساق ـ ألاحظ في هذا الاختيار أثارة الارتباط ، بين وظيفة الساق ـ المسير ـ واختيار الاتجاه المعاكس للنور . وكأن
القاصة تريد هنا أن تأكد بأن اختلافنا مع النور ، وعدم لقاءنا به هو بسبب اختيارنا للمسير المعاكس ، وسبب الاختيار لأننا مرضى . أو أننا نشكو من فايروسات تصيب أداة المسير ، لم نعي إلى اليوم كيفية التخلص منها . والدليل حين تعرضت سيقاننا للفحص ثبت ذلك المرض ، المتجذر بنا والذي لا نستطيع التخلص منه . إلى حد بأننا عرضنا على أهل الاختصاص ، والذين نمثلهم هنا بأصحاب الفكر النير وذو العقول الفاعلة والألسن ناطقة بالحق . الذين طالما جندوا أنفسهم وأقلامهم لأحلامنا ولما يجب أن نكون عليه . ولكنهم عجزوا من أن يضعوا أو يجدوا لنا العلاج الناجع ، مما
دعاهم لأن يبحثوا لنا عن أداة جديدة لتشخيص ما نعانيه . وهنا يحق لي أن أضع الرقم أحد عشر الذي اختارته القاصة المبدعة رنيم دون غيره من الأرقام . أن أضعه في خانة خاصة جدا قريبة من دلالة النص القرآني حين خاطب النبي يوسف أباه النبي يعقوب عليهما السلام ... يا أبتي أني أرى أحد عشر كوكبا ... وكانوا أخوته . فكأن أخوتنا الذين يشاركوننا المسير هم سبب خروجنا عن جادة الصواب وعدم لقاءنا بالنور . أو هو أشارة إلى الأخوة التي غدت حبرية غير حقيقية بتاتا ، في مجتمعنا العربي . بسبب سياسة البلاط الحاكم مثلا . وإلا ما الذي دعا القاصة رنيم ، إلى اختيار
هذا الرقم بالذات دون غيره . حتى لو كان دفع من الخيال ، والعقل الباطن . فأنا أقول دائما أن الأديب حين يمسك بقلمه ويكتب ، تمتلكه شخصية العقل الباطن ، بحيث يكون في مديات الوحي الشعري الذي يجعله أقرب إلى لغة قد لا يعيها هو نفسه . والتي كثيرا ما تحتاج إلى من يفك رموزها وشفراتها ، التي قد تحتوي على توقعات أو استنتاجات يعجز عنها المنجمون . لذلك جاء هذا الرقم بكل سره الثقيل والطويل هنا . لاسيما وأن التعريج بعد هذه الفقرة في القصة ، جاء بالصبح والوضوء والصلاة وذكر الرحمن جل جلاله . ثم نجد حوارية العقل التي يبثها القـلم داخل النص ، تتخذ لنفسها
أو تفتح لذاتها ، بوابة فرصة واسعة للطرح . وفضاء أكبر للإيضاح من خلال الهذيان ، بسبب المخدر . فنجد أستذكارات سريعة ومثيرة ومؤثرة وذات مقصدية عالية . نعم هي موجودة في الواقع ، وكثيرا ما تشغلنا ونتحدث بها وعنها . ونحاول أن نجد أسبابها ، ونبحث عن حلول لها . ولكنها ليست إلى حد أن تظهر من العقل الباطن ، على مسلك الهذيان تحت تأثير المخدر ، وتكن بينة للعقل الظاهر . وعلماء النفس يثبتون أن الذي يكون تحت تأثير المخدر يكون قريب من لغة ذاته لا لغة غيره . يهذي بما يخفي من شهية ودواعي وحتى بغضاء ، خاصة به . ليست لها علاقة بالخطاب الجمعي إلا ما ندر .
وهنا تريد المثمرة رنيم أن تقول ـ حسب رؤيتي طبعا ـ إن ما يشغل ذاتنا مأساتنا ، وإن ما يحيط فضاء الرغبة الخفية فينا ، الألم والشجون . فما لدينا ما يدفعه الباطن للظاهر سوى دلالات الجراح والضياع والانتحار . انكسارات وتشظيات سببتها السياسات ومعاركها ، والتضحيات التي نالتها منا . تحت لافتات طويلة بالزيف والكذب . فكانت الصور المرسومة هنا من أشلاء وصواريخ وقذائف ودبابات وانتشار لأسباب ومسببات الموت واليتم والترمل والفقدان للثمين ، تدفعنا لنرمي بأنفسنا خلف الفدائي . وتختلط مع هذه الصور الحمراء ، صور الجمال والفرح والسرور والزفاف .. وما
شابه . كل هذا سبقه جملة استوقـفـتـني إلا وهي : في حجرة مليئة بالمعدات والأضواء أجلس لأراه وقد استدار ليذهب بباقي ضوء قد التقطته عيناي لأفقد بعدها الوعي قبل أن يقترب من ظهري الذي أراد رشقه بمحقن المخدر .... أولا هنا الأضواء التي هي مصدر النور متوفرة في غرف عملياتهم أو غرف الغير .. ومن ثم أسأل لماذا الظهر ..؟ أو اختيار عضو الظهر بشكله العام من الجسد ليحقن بإبرة المخدر . ونحن نعلم إن المخدر لا يعطى من الظهر ، بل من الذراع ما دام التخدير بالحقن .. وحقن الظهر بالمخدر ، يكون حين يكون التخدير موضعي . ودلالة النص لا توحي بذلك .. وليس الفضاء فضاء
عملية جراحية فقط .. وأن أخذت بهذا الشكل ، نجد المعطيات المدرجة تشير إلى التخدير العام . وهنا مفردة الظهر قد تعطي نسيج أخر للقصة فالظهر هو الجزء الخلفي من جسم الإنسان ، وهو مكان الطعن . وقد استبدلت مفردة الطعن بالحقن . وحين يكون الطعن من الخلف ، في الظهر . فهذا الغدر . والمخدر كما ورد في النص كان يرشق . والرشق مفردة تفيد الرصاص . وهنا نكون قد رشقنا برصاص التخدير الغادر . لأننا كنا نتصور ، أو إن المعني بالنص كان يتصور أنه بين أيدي أمينة سوف تعالج أداة سيره وترفع عنه المرض الذي سببته له الأحد عشر . وتعيده إلى الطريق الذي يلتقي به مع النور .
وحقيقة ضغط الدلالة القصدية التي نوردها هنا بهذا التكثيف العالي والدقيق ، شيء يستحق التصفيق الطويل ، والانحناء للقلم وصاحبته الرائعة . وهذا ما أدليه ولا أفرضه . ثم يقفز استذكار لقطع يد واختلاف الرواية في سبب قطعها . بين أنها قطعت وهو يلقي القذيفة على العدو ، وبين أنها انقطعت وهو يحاول الانتحار من أجل عاهرة . وهنا القطع موجود وحاصل ، ولكن قد يكون من أجل لافتة ، حملت شاعر التضحية . فقدم ذراعه ، بل كان على استعداد للانتحار . ثم تبين إن اللافتة عاهرة ، لأنها تمثل الطريق المعاكس للنور . مما أدى إلى أن تنطفئ أنوار العرس ، الذي ربما هو
الانتصار . وتعود ـ رنيم ـ لتثبت إن الروح أو الماهية الباحثة عن اللقاء بالنور ، لا زالت قوية لا تتأثر بالمخدر . مما دعا ذلك الذي يسمى بالطبيب حين تنبه ، بأن يرشقها أو يطعنها من جديد بالمخدر ، الوعود والعهود . لتبقى على مسلك الطريق المعاكس . وتعود جملية الهذيان من جديد ، تؤكد فقدان الجد . ذلك الشخص الذي كان يعني الكثير . ولماذا الجد دون غيره ..؟ ربما لأنه الماضي التاريخ الذي طالما تفاخرنا به وحقـِنا بمخدره .. وتعكزت عليه خطب الساسة وتجار الدم والرصاص . لقد أصبح في ثلاجة الموتى . إذا هنالك موتى ، وليس لوحده . وتنهار القوى ،
وتبقى الذكرى التي نعيشها لنشقى . ومشرط الطبيب يمزق ، والمساءات والمخاضات تتوالى . والانتظار يعم الجميع ، تساؤلات وآمال متى تشرق البسمة . وفكرنا بكل شيء للقادم إلا الطعام . ورغم انقطاعنا عن النور وعدم لقاءنا به . إلا أنه هنالك غرفة مضيئة ندخلها حين يكون لنا وليد .. ولكنه يولد موءودا لأسباب ربما ندركها غدا ً . فبعد التضحية والهرولة والبحث ، والشعور بالجمال والملائكية التي يتخللها السراب والعفن بشكل مفاجئ . الانتظار يبقى مستمر ، وتبقى العملية الجراحية في الساق .
إلى هنا انتهى تحليلي الشخصي النقدي المختصر للقصة . التي قد يقرأها الغير بشكل معاكس ومغاير لهذه الدلالات التي دونتها .. وبالنتيجة نحن نتأثر ونخزن في العقل الباطن . وحين نريد الكتابة يتجند الباطن لنا بكل قواها ليملي علينا ما لم نكن نتوقعه أو ننتظره
عبد الله راتب نفاخ
25-05-2012, 11:00 AM
الله
أي قدرة على القص هذه
ما أروع و أبدع ما قرأت هنا
أستاذتي الرائعة
لك تنحني الكلمات
دمت مبدعة لا يشق لها غبار
وليد عارف الرشيد
25-05-2012, 11:16 PM
وما يسعني أن أقول بعد كل ما قيل أيتها المبدعة المتألقة
قصة ثرية بكل ما يحلم به القارئ من حرفية وفنية ومشاعر ورمزية وسرد مدهش يستلب الأنفاس وفكر عالي ... وتمازج وتداخل خدم فكرة النص باقتدار ... ونور وأمل يبقى هو الخاتمة الأجمل
لله أنت ما أجملها من قصة بارعة ( مع تحفظي على كون الطبيب لم يقص ما يحلو له طبعا ولكن ما ترتئيه ضرورة المشرط التي قد تكون الحل الوحيد وآخر الطب )
مودتي وكثير تقديري
محمد محمود محمد شعبان
26-05-2012, 12:25 AM
حقا أستاذ هشام .. ليس هناك أفضل من نوره سبحانه وتعالى ليكن لنا أملا في الحياة
معذرة على شكل النص حاولت بقدر استطاعتي تعديله إلى فقرات رغم الارهاق
ممتنة على مرورك هنا وترك إكليل الزهور
ودي والدعاء
أعانك الله أستاذتي / رنيم مصطفى
نعلم ما تعانيه من مباشرة مرهقة لمتابعة أعمال الواحة
والنص جميل وغاية في التأثير دمت بإبداعك الراقي
تحيتي
حمادة
آمال المصري
26-05-2012, 05:33 PM
الله
أي قدرة على القص هذه
ما أروع و أبدع ما قرأت هنا
أستاذتي الرائعة
لك تنحني الكلمات
دمت مبدعة لا يشق لها غبار
رائع مرورك أخي عبد الله
دام تواجدك الطيب
وممتنة لأنك هنا
تحيتي الخالصة
آمال المصري
27-05-2012, 11:08 PM
وما يسعني أن أقول بعد كل ما قيل أيتها المبدعة المتألقة
قصة ثرية بكل ما يحلم به القارئ من حرفية وفنية ومشاعر ورمزية وسرد مدهش يستلب الأنفاس وفكر عالي ... وتمازج وتداخل خدم فكرة النص باقتدار ... ونور وأمل يبقى هو الخاتمة الأجمل
لله أنت ما أجملها من قصة بارعة ( مع تحفظي على كون الطبيب لم يقص ما يحلو له طبعا ولكن ما ترتئيه ضرورة المشرط التي قد تكون الحل الوحيد وآخر الطب )
مودتي وكثير تقديري
تحيتي الخالصة وتقديري لتواجدك الجميل أستاذي القدير
أما " مايحلو له " فهي برؤيتها المريضة لاعتب عليها فقد رأته كذلك
شرفت النص
خالص الود
آمال المصري
03-07-2012, 09:43 PM
أعانك الله أستاذتي / رنيم مصطفى
نعلم ما تعانيه من مباشرة مرهقة لمتابعة أعمال الواحة
والنص جميل وغاية في التأثير دمت بإبداعك الراقي
تحيتي
حمادة
كل الشكر أخي للمرور الطيب ومعذرة عن التأخير بالرد
دمت بود ولك تحيتي والتقدير
آمال المصري
26-05-2013, 04:15 PM
قمت بتنقيح النص ووضع نسخة معدلة هنا (https://www.rabitat-alwaha.net/showpost.php?p=830139&postcount=2)
وأتمنى أن أكون قد وقفت في هذا
تحاياي
عبدالرحمان بن محمد
26-05-2013, 05:09 PM
نص ثائر قارب الكمال الأدبي
من السنن الكونية أن يعقب الضوء انطفاؤه
لكن بحساب دقيق
اعجبني النص
وترك في أثرا بالحنين لقراءة باقي نصوصك
زادك الله رفعة
ناديه محمد الجابي
26-05-2013, 06:46 PM
عزيزتي آمال..
ماأروع هذه القصة, وماأجمل صياغتها
رغم أن الأنوار كانت تنطفئ في كل مرة, إلا أن نور الإيمان والثقة بالله كان يضىء
داخل نفس البطلة لم يخبو أبدا, رغم الإبتلاءات التي كانت تنزل على البطلة فتحيطها بالظلام والألم.
لعب التداخل بين الأحداث والإسترجاع والحوار الداخلي في نفس البطلة دورا رائعا لتتوالى في الظلمة والنور
وتأتي النهابة لتقول لنا إن النور الآتي من الإيمان لا ينطفىء, بل دائما ما يعطي الأمل واليقين وحسن التوكل
فرحمته سبحانه وسعت كل شىء.
دمت من مبدعة, ودام قلمك ينشر الروعة والإبداع ... تحياتي وودي.
آمال المصري
27-05-2013, 01:46 PM
نص ثائر قارب الكمال الأدبي
من السنن الكونية أن يعقب الضوء انطفاؤه
لكن بحساب دقيق
اعجبني النص
وترك في أثرا بالحنين لقراءة باقي نصوصك
زادك الله رفعة
شكرا لك حضورك الكريم أديبنا الفاضل وأن نال النص استحسانك
ولي شرف عودتك لمتواضع نصوصي
تحاياي
آمال المصري
31-05-2013, 11:01 PM
عزيزتي آمال..
ماأروع هذه القصة, وماأجمل صياغتها
رغم أن الأنوار كانت تنطفئ في كل مرة, إلا أن نور الإيمان والثقة بالله كان يضىء
داخل نفس البطلة لم يخبو أبدا, رغم الإبتلاءات التي كانت تنزل على البطلة فتحيطها بالظلام والألم.
لعب التداخل بين الأحداث والإسترجاع والحوار الداخلي في نفس البطلة دورا رائعا لتتوالى في الظلمة والنور
وتأتي النهابة لتقول لنا إن النور الآتي من الإيمان لا ينطفىء, بل دائما ما يعطي الأمل واليقين وحسن التوكل
فرحمته سبحانه وسعت كل شىء.
دمت من مبدعة, ودام قلمك ينشر الروعة والإبداع ... تحياتي وودي.
أكرمت النص بتواجدك الرائع أخت نادية وبمداخلتك الثرة والتي أضفت على النص نورا
بوركت والحضور
تحاياي
نداء غريب صبري
10-07-2013, 03:33 PM
عشنا معها لحظة بلحظة
تألمنا لألمها وأحسسنا بخوفها وقلقها
قصة جميلة جدا أختي
مكتوبة بمهارة
شكرا لك
بوركت
آمال المصري
18-07-2013, 08:35 AM
عشنا معها لحظة بلحظة
تألمنا لألمها وأحسسنا بخوفها وقلقها
قصة جميلة جدا أختي
مكتوبة بمهارة
شكرا لك
بوركت
أشكر لك تفاعلك مع النص شاعرتنا الرائعة
كان عبورك أنيقا فلا حرمني الله منك
وكل عام وأنت للرحمن أقرب
تحاياي
خلود محمد جمعة
01-10-2014, 08:53 AM
تَنْطَفِئُ الأنْوَارُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ حَتَّى ظَنَنْتُ أنَّ الْظلامَ رَفِيقِي , وأنَّ الْضَوْءَ يَسْرِي شُعَاعهُ فِي الاتِّجَاهِ الْمُعَاكِسِ حَيث لانلتقي أبداً .
تجترين كل أحزان عالمك الدفينة في لحظات يحدثك فيها الظلام حتى يكاد يلون عالمك الى أن يأتي قبس من نور روحك يسحبك الى عالم الأمل على جناح الإيمان
قوية ومعبرة بسرد مائز واحداث ملتهبة لتصل الى نهاية من نور
لحرف إشراقة تصل العمق
تقديري وكل المودة
آمال المصري
09-10-2014, 06:14 PM
تَنْطَفِئُ الأنْوَارُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ حَتَّى ظَنَنْتُ أنَّ الْظلامَ رَفِيقِي , وأنَّ الْضَوْءَ يَسْرِي شُعَاعهُ فِي الاتِّجَاهِ الْمُعَاكِسِ حَيث لانلتقي أبداً .
تجترين كل أحزان عالمك الدفينة في لحظات يحدثك فيها الظلام حتى يكاد يلون عالمك الى أن يأتي قبس من نور روحك يسحبك الى عالم الأمل على جناح الإيمان
قوية ومعبرة بسرد مائز واحداث ملتهبة لتصل الى نهاية من نور
لحرف إشراقة تصل العمق
تقديري وكل المودة
دائما ينتصر النور ويطغى بقبساته على العتمة
مرور أجله دائما وانتظره ليضفي على صفحاتي ألقا وينثر عطرا فلا حُرمت منك أيتها الرائعة
تحاياي
آمال المصري
27-12-2014, 12:16 AM
عزيزتي آمال..
ماأروع هذه القصة, وماأجمل صياغتها
رغم أن الأنوار كانت تنطفئ في كل مرة, إلا أن نور الإيمان والثقة بالله كان يضىء
داخل نفس البطلة لم يخبو أبدا, رغم الإبتلاءات التي كانت تنزل على البطلة فتحيطها بالظلام والألم.
لعب التداخل بين الأحداث والإسترجاع والحوار الداخلي في نفس البطلة دورا رائعا لتتوالى في الظلمة والنور
وتأتي النهابة لتقول لنا إن النور الآتي من الإيمان لا ينطفىء, بل دائما ما يعطي الأمل واليقين وحسن التوكل
فرحمته سبحانه وسعت كل شىء.
دمت من مبدعة, ودام قلمك ينشر الروعة والإبداع ... تحياتي وودي.
تشتاقك كل الأماكن ودعواتي لك بالخير والسلامة وبعودة قريبة تطمئننا عليك
بصمة مائزة تركها حرفك هنا ياغالية
محبتي التي تعلمين
فاطمه عبد القادر
27-12-2014, 02:47 AM
السرور يلف المكان .. والتبريكات تشعل الأضواء .. أبتسم ويبتسم الجميع .! إنها أختي في ثوب الزفاف , تعالت أصوات الغناء ..
عمي .. أكنت مع والدي يوم أن فقد يده حينما أمسك بالقذيفة ليلقي بها على جنود العدو ؟؟
تبسم .. أما زال يحكي تلك الحادثة ؟؟
نعم كلنا يحفظها , كنت معه ولكن هذا كان بعد المعارك ..
السلام عليكم
أكثر ما أعجبت به هو تسلل القصة من حدث لآخر برشاقة وخفة ,فبدت مثل ريشة ناعمة على متن النسيم ,
تخيلات لأحداث وقعت ربما بسبب المخدر عبر سريانه الأول بالدم وقبل الاستسلام لما يشبه الموت .
القصة جميلة وقيّمة
استمتعت بها
شكرا آمال
ماسة
آمال المصري
06-01-2015, 12:10 PM
السرور يلف المكان .. والتبريكات تشعل الأضواء .. أبتسم ويبتسم الجميع .! إنها أختي في ثوب الزفاف , تعالت أصوات الغناء ..
عمي .. أكنت مع والدي يوم أن فقد يده حينما أمسك بالقذيفة ليلقي بها على جنود العدو ؟؟
تبسم .. أما زال يحكي تلك الحادثة ؟؟
نعم كلنا يحفظها , كنت معه ولكن هذا كان بعد المعارك ..
السلام عليكم
أكثر ما أعجبت به هو تسلل القصة من حدث لآخر برشاقة وخفة ,فبدت مثل ريشة ناعمة على متن النسيم ,
تخيلات لأحداث وقعت ربما بسبب المخدر عبر سريانه الأول بالدم وقبل الاستسلام لما يشبه الموت .
القصة جميلة وقيّمة
استمتعت بها
شكرا آمال
ماسة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم هو استرجاع لما ولَّى من أحداث تخللت حياة البطلة وقت استسلامها لما يشبه الموت كشريط الذكريات
حضورك أثرى النص ماسة وعكس بريقه على كلماتي فشكرا لك من القلب
ودمت بالجوار
تحاياي
آمال المصري
24-03-2015, 02:08 PM
نص ثائر قارب الكمال الأدبي
من السنن الكونية أن يعقب الضوء انطفاؤه
لكن بحساب دقيق
اعجبني النص
وترك في أثرا بالحنين لقراءة باقي نصوصك
زادك الله رفعة
شكرا لك أديبنا الفاضل الحضور والثناء وأن راق النص لذائقتك
ومرحبا بك على صفحاتي وبين حروفي
تقديري الكبير
وفاء دوسر
25-03-2015, 11:30 AM
القصة جيدة وننتظر الأجمل
دمت بخير
آمال المصري
31-03-2015, 11:30 PM
القصة جيدة وننتظر الأجمل
دمت بخير
شكرا لك الحضور والتوقيع
تحاياي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir