تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطريق _ قصة قصيرة



فائز حسن العوض
30-05-2009, 12:41 PM
* حينما يبكي الرجال فإن شيئاً يحفر عميقاً في دواخلهم *
تذكرت تلك المقولة وأنا أنظر بعيداً متيحاً لمحدثي أن يخفي دمعة سالت غصاً عنه ، مسحها بكمه ونفخ ناراً بصدره كاد حموها يلفح صفحة وجهي.
عرفت الرجل منذ طفولتنا معرفة لصيقة ، ... صموت لا يتحدث إلاّ مضطر للحديث اضطراراً وبأقل عدد ممكن من الكلمات ، لا يدير رأسه مطلقاً فإذا ناداه أحد من خلفه توقف دون أن يلتفت ، فإذا نظر إليك نظر خلالك كأنك زجاج ملّمع !!
كنت ارقب ما يجري أمامي في لحظة استثنائية من الزمان ! وجه أقرب للاستطالة منه للإستداره ، شفته العليا مغطاة بشارب ناعم كثيف كحافة جدول تغطية حشائش السِعدة ، السفلى دقيقة وفيها تحد ورجولة ، أما العينان فتبدوان من خلف عمامة تغطي معظم وجهه وهو ينظر بهما للناس ، اسد ينظر قطيع ظباء من خلف الحشائش !
كان ذلك قبل أن تهبط عليه المعجزة التي حوّلت الحجر بقلبه لقطعة صلصال تموع بين الأصابع وأطفأت الجمر المشتعل بعينيه وجعلتني أسأله كيف حدث هذا ؟
يا صديقي كنّا خمسه رجال ، نفعل ما نشاء بالحياة ، نقطع الطريق في أوقات مختلفة إمعاناً في التضليل والتخفي ، مقاتلين شرسين وبلا قلوب في جوفهم – وكنت انا استثنائهم الوحيد بقلب من حجر – سلبنا كل من مرّ بنا ، بصات مركبات خاصة .. دواب ، ولم نستثني أحداً .. كل من صادفناه بطريقنا. رجال بدوا اضعف من النساء ! ونساء كن أشجع من الرجال ! ربما لأننا كنّا مسلحين ، ربما ، وربما لشراستنا وصرامتنا وربما للاثنين معاً.
إلى أن كان ذات يوم وقت الظهيرة وسراب الصيف يترقرق من حولنا وغير بعيد منا من شدة الحر. كانت مهمتي تفتيش الركاب وسلبهم ... الأربعة الآخرون بأسلحتهم مصوبة نحونا وبعين علينا والأخرى ترصد الطريق ، وبإشارة مني يتخلى أي إنسان عن ما أشير إليه وبدون كلمة ... موبايل، ساعة ، سلسلة ذهبية او قرط ، كانت أكثر الأشياء نقوداً ، وكنا نرسل الغنائم لرفاقنا في الخلف ونحتفظ بنصيب منها لأنفسنا - كنّا بشراً على أية حال - وجعلت ركاب البص صّفين ، صف للرجال وآخر للنساء وبدأت بسلب الرجال ولم أترك لهم شيئاً ، بعد سلبهم توجهت لصف النساء وكنّ بضع نساء ، كانت أولاهن شابة في العشرين ، تم صمت برهة قبل ان يضيف :- إحدى معجزات الرب على مر العصور ، منحوتة ربانية وتنطوي على أسرار ! نحيلة ... طويلة ... ، حين التقت عينانا أضمرت شراً وأشرت لساعتها ففكت مشبها وألقت بها في صندوق الغنائم ، ثم أشرت لحافظة نقودها فألقت بها في صندوق الغنائم كمن يلقي بكيس قمامه في برميل للأوساخ. فجأة لمعت بإصبعها دبلة او خاتم عرس ، قلت لها وانا أشير اليه :- الخاتم
رفعت الىّ عينان لهما بياض ناصع غريب ، كان بالعينان تحدٍ وجنون ، أدارت الدبلة حول أصبعها ثلاثة مرات وقالت :– لا تخرج – وبدت صادقة.
قلت لرئيسنا : - الدبلة لا تخرج ، قال بسرعة دون ان ينظر ناحيتنا :- اقطع الأصبع.
سحبت سكيني فلمعت كشريحة مرآة تحت الشمس أو كفكرة شيطانية ، سكتت الهمهمات ، وادار الجميع رؤوسهم الناحية الأخرى.
منذ طفولتنا ونحن نقيضان ، .. روحه مستفزة وباستمرار ، يحمل مطواة إلى خصره لا تفارقه أبداً ، وأنا هادئ كقطة أثاث باردة ، ظل جسده النحيل يتوق لروحي الهادئة ، وتتوق روحي لجسد الفهد بجنبيه ، كنت في قرارة نفسي أدرك أن القدر اختار له ولم يختر هو لنفسه ، ... اختار له ان يضعه امام الموت او أن يضع الموت أمامه ، منذ طفولته وهو مولع بالنهايات ، يستعجلها حتى وهو نائم. ولو كانت عقارب الساعة بيده لأدارها باتجاه المستقبل البعيد غير عابه بالعالمين. ورغم محاولة كل مِنّا إجتذاب الآخر لصفة وفشلنا إلاّ إننا ظللنا دون أن نفقد الأمل بنجاح احدنا إجتذاب الآخر ، غير إن إعجاب كل منا بالآخر جعلنا كأقطاب المغناطيس المتنافرة متجاذبة وباستمرار.
اما العقدة في حياته أوقل سره الذي لا يعرفه غيري أن أمه ولدته في نقطة اللاعودة ! نظر إلى على أمل أن أكون سرحت عنه وعن حديثه وخيّل إلىّ انه أُحبط لعكس ما أراد لي كي يريح نفسه عن بقية سرد القصة.
سحبت سكيني فنظرت هي لأصبعها والدبلة وقالت : دعك عن الأصبع واقطع هنا ان كنت رجلاً وأشارت لنحرها الصغير ووضعت أصبعها فوقه بشكل أفقي.
قضيتها مقابل قضيتي . روحها مقابل ما تؤمن به ... كنت اسرق لأجل قضيتي ، ... لمن اسرق ...؟ ، ومن أسرق...؟ هي تحب شخصاً وتضحي بروحها لأجله وأنا ادعي أشياء ولا أؤمن بها.
لحظتها كنت سأقتل العالم ، لقد انتصرت علينا جميعاً وكل الذين أمثالي . صادف كل ذلك وتبعه أشياءاً كثيرة ، أولها إنني تركتها وتركت البص والركاب وأصدرت أوامري لرفاقي بمغادرة البص فامتثلوا جميعاً حتى القائد امتثل وبدون تردد ، وبعد أن غادرنا البص وأصبح خارج نطاق ومدى رصاصنا أخذت بندقيتي وسحبت مشط الرصاص ثم أخرجت تلك الرصاصة ووضعتها في جيبي تذكاراً ، وبحركة لا إرادية تحسست يده جيبه والرصاصة ثم واصل حديثه.
ألقيت بندقيتي أمام القائد وقلت له: أنا طريقي أصبح غير ...
بعدها ركبت بعبرى ولا ادري أين أو كيف لكنها كانت أطول رحلة في حياتي حتى الآن ظللنا نفتش عن ظل الشمس فوق تلك التلال ، أطفأت الجمر بمحجري وصرت أبكي لاتفه الأسباب ، صرت أخاف مواء القطط أو أنباح الكلاب بالليل ، أخاف سماع نقيق الضفادع أو صرار الصراصير ، ... أخاف حتى من نفسي فأبكي منها وعليها أنا الذي لم ينبض قلبه يوماً وكنت استغرب كيف يتدفق الدم في عروقي!
رأيت دموعاً كثيرة لرجال ونساء سلبتهم ، ... كنت احتقر الرجال واعتبرهم أحط قدراً من النساء حين يبكون ! وهاأنذا ابكي كما النساء .
ليتني لم افعل ما فعلت ! ... ليتي ما فعلت
سامحني ... سامحوني... سامحوني جميعاً
لم .. أعد .. أنا ..

الطنطاوي الحسيني
30-05-2009, 05:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القاص المبدع فائز عوض
القصة جميلة وصدقني فيها الامتاع والابداع
ونهايتها بها العبرة والقفلة المطلوبين
دمت بابداعك
قد نقلتها للقصة القصيرة لآنك وضعتها في ق ق ج
تقديري وامتناني

آمال المصري
31-05-2009, 05:17 AM
* حينما يبكي الرجال فإن شيئاً يحفر عميقاً في دواخلهم *

* وهاأنذا ابكي كما النساء .
ليتني لم افعل ما فعلت ! ... ليتي ما فعلت
سامحني ... سامحوني... سامحوني جميعاً
لم .. أعد .. أنا ..

يختلف البكاء عن البكاء
وهنا بكاء الندم حين تلقى أصعب دروس الحياة على يد إمرأة لتبكيه كما النساء
القاص المبدع الأستاذ / فائز
استوقفتني واستمتعت كثيراً بالقراءة هنا
مرحبا بك في أفياء واحتنا الخير ومرحباً بقلمك الهادف
دمت بألق
ودي وزهور الفريسيا

مازن لبابيدي
31-05-2009, 06:44 AM
الأخ الأديب فائز العوض
مرحباً بك أولاً في هذه رحاب الواحة الخضراء الغناء ، ملتقى الأدباء والشعراء
جزاك الله خيراً لما أمتعتنا بقصتك البديعة بأسلوبك الجميل في السرد والحبكة والخاتمة .
أعذرني أخي فائز لملاحظة بسيطة ...
شعرت بشيء من التناقض في موقف الفتاة ، فقد بدت مستعدة للتخلي عن الخاتم في البداية ولكن لم تستطع نزعه ، وقد بينت على لسان البطل أنها _ بدت صادقة . ثم عندما أراد قطع الأصبع أظهرت الرفض وفضلت أن يقطع نحرها بدلا عنه ، واستنتجت من ذلك في الحوار الذاتي للبطل أن تلك كانت تضحية بالروح من أجل من تحب وأن تلك القضية التي جعلته يشعر بالهزيمة . ألا يبدو الموقفان متناقضان ؟

تحيتي لك أخي فائز وأكرر إعجابي بالقصة وأسلوبك الرفيع .

عبدالملك الخديدي
31-05-2009, 07:28 AM
الأخ الأديب والقاص / فائز حسن عوض
نرحب بك أجمل ترحيب في واحة الأدب والثقافة واحة الإبداع وملتقى المبدعين ..
ونبارك لك فوز القصة بالجائزة الأولى لمجلة الزهرة وهي تستحق ذلك .
قصة مثيرة للغاية ، استمتعنا بقراءتها .. وجمال اسلوبها الأدبي الشيق.
بورك فيك أخي الكريم وأهلاً بك

فائز حسن العوض
31-05-2009, 08:31 PM
الأخوة والأخوات بكل فئات ملتقي رابطة الواحة الثقافية
أولاً السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

قبل الردود عليكم سأقف هنا قليلاً لتوضيح خطأ فني حدث أثناء طباعة هذه القصة علي الموقع ، إذ أن القصة الحقيقية التي حازت علي الجائزة الأولي لمجلة زهرة الخليج في العام 1988م هي قصة المدينة السمراء ، والتي كانت تكون في هذا الحيز ، وأعدكم إنشاء الله بإدخالها في المرة القادمة .
وكما أعدكم بإدخال غيرها من القصص ، وتقبولوا إعتذاري لكم .
أتمني إثرائي بردودكم لأنها تفيدني وتدفعني الي الأمام حتي إذا كان ذلك نقداً ، حتي ألتقي من ردوا علي هذه القصة .

لكم الإنحناء

فائز حسن العوض
31-05-2009, 08:34 PM
الأخ الطنطاوي الحسيني


لك كل الود والتقدير ، أشكرك علي التقييم للقصة ، ولقد فهمت من ردك أنك مسؤول أو مشرف علي القسم لذلك أرجو فهمك لموضوع تعديل قصة الطريق وسأعدلها خلال هذا اليوم .
مودتي وإحترامي لك

فائز حسن العوض
02-06-2009, 10:43 AM
يختلف البكاء عن البكاء
وهنا بكاء الندم حين تلقى أصعب دروس الحياة على يد إمرأة لتبكيه كما النساء
القاص المبدع الأستاذ / فائز
استوقفتني واستمتعت كثيراً بالقراءة هنا
مرحبا بك في أفياء واحتنا الخير ومرحباً بقلمك الهادف
دمت بألق
ودي وزهور الفريسيا


الأخت رنيم مصطفي ( كنوز الشرق )
أولاً أشكرك علي التعليق الظريف الذي ينم عن ثقافة عالية بفن القصة وتقنياتها ، وأشكرك علي الإستمتاع بالنص وأشكر كل الأخوة والأخوات لترحيبهم الذي أثلج صدري بواحة الخير والعطاء ... لك باقة ورد من أزهار القرنفل والغاردينيا ... سأحاول أن أكون عند حسن ظنكم بي وأعدكم بإدخال بعض أعمالي في واحتكم الغناء وآمل أن أسمع آرائكم وملاحظاتكم حولها . فجمهور الرابطة جمهور مميز ومثقف وبالتأكيد سأستفيد من آرائهم وملاحظاتهم ومزيد من توجيهاتكم علي هذا المنبر مع أسفي الشديد والإعتذار عن إلصاق الرابط الذي ذكرتيه لعدم معرفتي بما يتنافي وقوانين الرابطة .
دمتي ذخراً للثقافة أينما حلت .

فائز حسن العوض
02-06-2009, 10:53 AM
الأخ الأديب والقاص / فائز حسن عوض
نرحب بك أجمل ترحيب في واحة الأدب والثقافة واحة الإبداع وملتقى المبدعين ..
ونبارك لك فوز القصة بالجائزة الأولى لمجلة الزهرة وهي تستحق ذلك .
قصة مثيرة للغاية ، استمتعنا بقراءتها .. وجمال اسلوبها الأدبي الشيق.
بورك فيك أخي الكريم وأهلاً بك


الأخ عبد الملك الحديدي عضو هيئة الإدارة العليا
أولاً أشكرك جداً علي الترحيب الحار نيابة عن كل عضوية الرابطة الذين أبادلهم وداً بمثله . وأنا جد ممتن لقبولهم لي عضواً بالرابطة ( غابة قرنفل وقت المطر ) سأظل أنتظر ملاحاظاتكم وآرائكم حول قصصي وأعمالي ، وأشكرك أخي عبد الملك علي إطرائك للقصة مع الإعتذار والتنويه الذي ذكرته حولها والخطأ الفني ، فالقصة الحائزة علي الجائزة الأولي لمجلة زهرة الخليج 1988م هي ( المدينة السمراء ) والآن هي موجودة بقسم القصة وليس الطريق كما أسلفت في توضيحها من قبل وشكراً .
لك مودتي وإحترامي بعرض البحر .

فائز حسن العوض
02-06-2009, 11:02 AM
الأخ الأديب فائز العوض
مرحباً بك أولاً في هذه رحاب الواحة الخضراء الغناء ، ملتقى الأدباء والشعراء
جزاك الله خيراً لما أمتعتنا بقصتك البديعة بأسلوبك الجميل في السرد والحبكة والخاتمة .
أعذرني أخي فائز لملاحظة بسيطة ...
شعرت بشيء من التناقض في موقف الفتاة ، فقد بدت مستعدة للتخلي عن الخاتم في البداية ولكن لم تستطع نزعه ، وقد بينت على لسان البطل أنها _ بدت صادقة . ثم عندما أراد قطع الأصبع أظهرت الرفض وفضلت أن يقطع نحرها بدلا عنه ، واستنتجت من ذلك في الحوار الذاتي للبطل أن تلك كانت تضحية بالروح من أجل من تحب وأن تلك القضية التي جعلته يشعر بالهزيمة . ألا يبدو الموقفان متناقضان ؟

تحيتي لك أخي فائز وأكرر إعجابي بالقصة وأسلوبك الرفيع .


الأخ الأديب والشاعر مازن لبابيدي
تحية من عند مقام الكبار ، أشكرك علي الثناء حول القصة والإسلوب والسرد والحبكة ، وأشكرك ثانياً علي ملاحظتك عن الفتاة فهي التي أدارت الخاتم حول أصبعها وأعتقد البعض أنها حاولت إخراجه ولكني قصدت أنها حاولت كسب الوقت وإقناع الرجل بعدم خروج الخاتم حتي يغير رأيه ويتركه ويتركها ، ولكن تحت إصراره علي قطع الأصبع أضطرت الفتاة بالمحاولة الأخيرة وهي الإشارة الي النحر .
أرجو أن أكون قد وفقت في توصيل الفكرة عن الفتاة .أخيراً لك مودتي وتحياتي عبر هذا الإسفير .
أنت رجل دقيق الملاحظة ، وشفيف وشاعر مرهف حسيته من المداخلة ، أرجو ديمومة التواصل بيننا .

الطنطاوي الحسيني
02-06-2009, 08:26 PM
الأخ الطنطاوي الحسيني
لك كل الود والتقدير ، أشكرك علي التقييم للقصة ، ولقد فهمت من ردك أنك مسؤول أو مشرف علي القسم لذلك أرجو فهمك لموضوع تعديل قصة الطريق وسأعدلها خلال هذا اليوم .
مودتي وإحترامي لك
اخي الحبيب فائز حسن العوض
نعم اخي فهمت ان القصة الحائزة على الجائزة ليست هذه الطريق وان شاء الله
ممكن ان نمسح لك ما يشير الي انها حازت على ذلك ونترك القصة ثم تدخل بالاخرى الحائزة مع الاشارة للجائزة بها
او نجذف هذه بالجملة ثم نلصق لك التالية حتى ولو وضعتها هنا في مداخلة عنوانها (المدينة السمراء)
لك ما طلبت ان شاء الله وان كنت غير مشرف في القصة القصيرة
تقديري وامتناني لآبداعك اخي وهنيئا لك الاقامة الابداعية بيننا ان شاء الله
احترامي لك سيدي

فائز حسن العوض
03-06-2009, 06:46 PM
اخي الحبيب فائز حسن العوض
نعم اخي فهمت ان القصة الحائزة على الجائزة ليست هذه الطريق وان شاء الله
ممكن ان نمسح لك ما يشير الي انها حازت على ذلك ونترك القصة ثم تدخل بالاخرى الحائزة مع الاشارة للجائزة بها
او نجذف هذه بالجملة ثم نلصق لك التالية حتى ولو وضعتها هنا في مداخلة عنوانها (المدينة السمراء)
لك ما طلبت ان شاء الله وان كنت غير مشرف في القصة القصيرة
تقديري وامتناني لآبداعك اخي وهنيئا لك الاقامة الابداعية بيننا ان شاء الله
احترامي لك سيدي


الأخ الطنطاوي الحسيني

أشكرك أخي الغالي الطنطاوي علي التواصل بخصوص إقتراحك حول القصة وتسميتها والجائزة أترك لك الخيار لعمل ما تراه مناسب ، فأنت موضع ثقتي وما تقوم به سأكون راضياً عنه وشاكراً لك .
أنا مقيم بينكم وسعيد جداً بهذه الإقامة الإبداعية وأشكرك نيابة عن الجميع .
دمت أخي وصديقي العزيز ودمتم أخوة كرام .

فائز حسن العوض
07-07-2009, 01:07 PM
اشكال أدبية شبيهة بالقصة القصيرة :-
المقال القصصي :-
وهو الشكل أشبه للقصة القصيرة ولن شكله وعظي وفي الغالب به خطاب ديني وإرشادي ، شبيه بخطبة الجمعة .

الصورة القصصية :-
وهي شبيهة بالقصة القصيرة ، لكنها تتطابق وإسمها ، فهي كالقصة ولكن ينقصها ( الحدث ) أو الأحداث ، وغالباً ما تكون وصفاً لمنظر طبيعي أو إحساس ، ولعدم وجود عنصر الحدث وهو
( أساسي ) في القصة القصيرة ، لذا فإنها ( الصورة القصصية ) تأتي في مرتبة أقل من القصة القصيرة وهي تشبه لوحة فنية لطبيعة صامتة أو كالصورة الفوتوغرافية حتي لو كانت ملونة .

مثال للصورة القصصية النماذج التالية :-

حين بدأت أكتب القصص القصيرة كتبت أشياء عرفت فيما بعد أنها صور قصصية وليست قصصاً قصيرة، لذا اردت أن افيد غيري ممن يكتبون القصص بإعطاء فكرة بسيطة عن هذا الفن وعموماً فالصورة القصصية قريبة الشبة بالقصة القصيرة ، وقد كانت الخطوة الثانية أو الثالثة في مراحل تطور القصة القصيرة حيث تبدأ بالمقال القصصي الذي ترفع عن المقال الديني ، والذي كان الهدف منه الوعظ والإرشاد ، فبعد أن كان الوعظ مباشراً في المقال الديني أصبح الشكل غير مباشر في المقال القصصي ، ثم اختفى الهدف الديني شيئاً فشيئا وصارت القصة القصيرة هداً لذاتها كفن ، هذا على مستوى الوطن العربي، اما في الغرب فقد فرضت شروط التطور السريع والتنكنولوجيا اللجوء للقصة القصيرة كضرورة زمانية وفنية .
أما أهم ما يميز الصورة القصصية عن القصة القصيرة ، انها تعتمد على التصور والوصف الخارجي دون استبطان وتعتمد على ظاهرية الحركة، والحدث فيها ضعيف نوعاً ما ، وقد لا يوجد بشكل واضح واقرب للصورة الإنطباعية، كما أن الإنفعال فيها ذاتي ، وهو حالة عاطفية أكثر منها ذهنية مركبة ، والإحساس بالصورة القصصية بسيط وفطير يميل أغلبه نحو الحب ، وقد يكون الكره أو الحزن نادراً .
وقد أوردت بعض النماذج لصور قصصية كتبتها في اوقات متفرقة ، ولعل البعض منها قدم عبر إذاعة كسلا والآخر يقرأه الناس لأول مرة
استهلال :
منذ وقت طويل وأنا أؤمن بحكمة كنت قد قرأتها ذات يوم مفادها ( ان التعساء حقاً هم من يبكون أصدقاءهم واحبتهم)
صورة رقم (1) يوسف الطيب
حين حدثوني عن رحيلك المبكر لم أصدقهم ، لكن عندما طالت غيبتك بدأ الشك يتسرب إلى قلبي بكيت، لشخصك الإنسان بكيت، لروحك كان أكثر البكاء ، لفقدك كل دموعي وأحزاني غلى يوم الدين .
صورة (2) ( الاسماك)
حين تفرح الأسماك فإنها تقفز في الهواء، وحين تموت فإنها تطفو على السطح . غريبة هي الاسماك حنينها للهواء حية وميتة .
صورة (3) ( قيثارة)
أوتاري خمسة ، أسمعها في صدري وعذبة الرنين ، وأنا فرحة بها أيما فرح ، لكنه سمى لي أوتاري : الحب ، الفرح ، المطر ، الشعب ، العشق .
الآن أسمعها ولا ادري لماذا يعتريني الحزن دائماً ؟
صورة (4) ( انتحار)
الانتحار ظاهرة ينفرد بها الإنسان بالدرجة الأولى ، ربما رفضاً لواقع أو هروباً من الحياة ولكن أن ينتحر حيوان فذلك سؤال كبير؟ فالحيتان تنتحر جماعياً وعلى الشواطئ المأهولة بالسكان ، ترى ماذا تود الحيان قوله .
صورة (5) الأطفال والحقيبة
الاشياء في حقيقتها بيضا ناصعة والأطفال وحدهم يعرفون حقيقة الاشياء فالسماء عندهم زرقاء صافية ، والارض عندهم غير مختلطة بالزرقة ، والمسافة بينهما تظل فراغاً أبيض في لوحاتهم .
صورة (6) غرق
ظل يرغب السفن المرتحلة للبعيد ويقول في نفسه: كل السفن مصيرها الغرق .. حين يستغرقه التفكير يقول مخاطباً نفسه .
متى أغرق أنا ؟
صورة (7) توبة
كم مرة احرقت دفاتري وتبت عن الكتابة، كم مرة هشمت أقلامي ومزقت دفاتري وأعلنت توبتي.. لكنني في كل مرة أعود أتمنى أن أموت بكفري بالكتابة .

ربيحة الرفاعي
04-03-2014, 08:59 PM
نص قصّي ملفت بحسن أدائه وتمكن كاتبه من أدواته
السرد كان شائقا موفقا، والفكرة عميقة والتصاعد الدرامي جميل

دمت بخير

تحاياي

خلود محمد جمعة
05-03-2014, 08:04 AM
غصت في اعماق النفس بتفاعلاتها وتناقضاتها
ضل طريقه وتاه عن نفسه عندما خلط بين الخير والشر، الحق والباطل، القوة والضعف
صفعته حقيقة كونه ضعيف وبلا مبدأ
هو يبكي روحه التي ضلت الطريق
راقتني القصة بفكرتها وحبكتها ونهايتها
دمت بخير
مودتي وتقديري

فائز حسن العوض
06-03-2014, 10:17 AM
الأديبة والأسناذة المبدعة /
خلود محمد /
تسلمي بهذا الفهم المتقدم والرائع للنص
أشكرك على كل حرف كتبته عن وحول
النص ، فلم تبارخي الحقيقة ولا المضموت
قيد أنملة . فقط أود أن ألفت النظر لبعض
الصور فللشخصية في القصة ثلاثة أبعاد
1/ بعد خارجي يتمثل في الوصف الخارجي
من طول أو قصر وسمنه أو نحافة إلخ
2/ بعد داخلي وهو مايجري داخلها من
قناعات وإنفعالات وصراع إلخ
3/ بعد إجتماعي وهو موقعها في المجتمع .
والشخصيات في هذه القصة تحمل تناغضاتها
داخلها،فالبطل قوي خارجياً جسمانيا ومسلح إلخ
لكنه ضعيف داخلياً لذا هزم في أول صراع مع
الضعيف جسمانياً وعلى العكس الفتاة ضعيفة
خارجياً كأنثى لكنها قوية بحبها لدرجة التضحية
بروحها لأجل من تحب ومن أجل الحب .
أي إن المبادئ والإيمان بها والخب ينتصر
على القوة الجسمانية والسلاح وضعف الإيمان.
سلمت من كل بلاء وألف مليار زهرة وعطر

ناديه محمد الجابي
06-03-2014, 11:50 AM
أنحني إجلالا وتقديرا لسمو الفكر والحرف
وسرد رائع ينساب إلى الوعي ويندمج فيه بألفة
قصة توفرت فيها عوامل البناء القصصي المتماسك
بمقدرة عالية وحبكة درامية متقنة وحروف عذبة
كتبت فأبدعت فأمتعت ... فشكراً لك.

فائز حسن العوض
07-03-2014, 09:27 AM
أستاذة الجميع /
الأستاذة / ناديه محمد الجابي
بل أنا الذي ينحني لهذا الدرس وهذه المحاضرة
في فن القصة ، أشكر حروفك لأنك تكتبين
بفرشاة الألوان ، ولأول مرة أقرأ محاضرة في
بضع سطور .
سلمت ولك كل الأزهار والورد الذي سينبت يوماً ما.

نداء غريب صبري
19-05-2014, 04:15 PM
هناك أشكال من الدموع وأشكال من البكاء
منها الحقيقي الصادق
ومنها دموع التماسيح
التي لم تكن للرجال من قبل لكن بعضهم اليوم تعلمها

خشيت عندما بدأت قراءتها أن تكون دموع البطل من هذا النوع، لكني وجدت أنها دموع القوي الصلب بمظهره الهش الضعيف في أعماقه

قصة جميلة وأسلوب متميز وسرد رائع

شكرا لك أخي

بوركت

فائز حسن العوض
21-05-2014, 11:10 AM
الأخت المبدعة والأستاذة /
نداء غريب
مرورك وتعليقك إثراء للنص كقلادة تتكسر
عليها أشعة الضوء وتتلألأ تحت الشمس
وتعليقك أجمل من كل تعليق يرد به عليه
سلمت من كل بلاء وغابة من زهر الغاردينيا
العطر . إختيارك لتوقيعك دعوة لكل الناس تصدر
عن مبدعة مرهفة . شكراً لك ألف شكر .

فائز حسن العوض
25-05-2014, 11:37 AM
أستاذتنا (الأغلبية وحدها )
المبدعة أستاذة / ربيحة الرفاعي
أولاً أكرر إعتذري وأسفي وليس عن
قصد أو تباطؤ في الرد ، لكنه فاتني أن أرد
على تعليقك الذي إكتشفت الآن أنني لم أرد
عليه والآن فقط ومصادفةً، فلك العتبى حتى
ترضين .
نص قصّي ملفت بحسن أدائه وتمكن كاتبه من أدواته
السرد كان شائقا موفقا، والفكرة عميقة والتصاعد الدرامي جميل

دمت بخير
تحاياي

فحروفك التي كتبت في حق النص ليست لها حروف تضاهيها أو حتى تقترب من
فضائها في الفهم والثقافة ، وكلامك حجة على من يعارضه وبالأغلبية المطلقة
فقط أرجو قبول إعتذاري وعلى ثقة من ذلك ، فالعظيم لا يلتفت لهنات الآخرين
أديم الأرض لك ورداً أستاذتي الفضلى .