المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كان يوماً تعيساً



د عثمان قدري مكانسي
02-06-2009, 11:23 AM
كان يوماً تعيساً



الدكتور عثمان قدري مكانسي

رجل جالس في إحدى المقاهي ينظر الى محتويات الكاس أمامه أكثر من نصف ساعة
فجأءة دخل سائق شحن محب للمشاكل ، وجلس قريباً منه ، ثم اختلس الكأس وشربه دفعة واحدة ، فبدأالرجل المسكين يبكي ،
عندها قال له السائق: ويلك يارجل إني أمازحك ، سوف اشتري لك غيره ، توقف عن البكاء ،،، أرجوك ،،، فأنا لا أحتمل بكاء رجل .
أجاب الرجل: أنا لاأبكي لأنك شربتَها ، لكن هذا اليوم أتعسُ يوم في حياتي .... ثم بدأ يقول :
نمت الليلة الماضية متأخراً ، فأدى ذلك إلى التخلف عن موعد عمل مهم ففاتت الشركةَ صفقة تجاريه رابحة ، فغضب صاحب العمل فطردني من الشغل .
عندما غادرت المكان إلى موقف السيارة لم أجد سيارتي لأنها سُرقتْ ، فاستأجرت سيارة أجرة ، ونسيت محفظتي فيها بعد أن دفعت الأجرة ، ولم أكتشف ذلك إلا بعد أن غادرت السيارة .
لما دخلت البيت وجدت زوجتي تخونني مع عامل الحديقه ، فضاقت بي الدنيا ، وجلست هنا أفكر في الانتحار ، فجئت أنت وشربت الكاس الذي وضعت فيه السم ..........
جحظت عينا السائق ، ثم ابتسم ابتسامة صفراء ، وضاق نفـَسُه ، وقال : كانت أمي تقول لي دائماً : في العجلة الندامة وفي التأني السلام ، وها أنذا أخسر كل شيء . وداعاً يا صاحبي ..
ثم قفز بسرعة ، ووضع يده في فمه وتقيّاً ، وشرب ماء كثيراً ثم وضع يده في فمه ثانية وتقيّأ .. وقال للرجل : أسرع بي الآن إلى المستشفى ، وهذه محفظتي .
غاب السائق عن الوجود ، ثم وجد نفسه ممدّداً على أحد الأسرّة ..
كان الرجل إلى جانبه يبتسم .
ملاحظة
لم أحتمل انتهاء القصة بشرب السائق السم ، - وهي من القصص القصيرة التي يتحفني بها بعض الأصدقاء ، وكنت وقتها أشرب كأساً من شراب التوت البريّ . نظرت إلى الكأس ، فأصابتني قشعريرة ، ورأيتني أتقمص شخصية السائق ، وأخفف من " تراجيديتها " .. ولا أدري أكنت موفقاً أم متسرّعاً ؟ وعزائي في هذا أنني أنقذت السائق المسكين ، وأفرحت الرجل التعيس .

د. نجلاء طمان
07-06-2009, 11:10 PM
كان يومًا تعيسًا بالفعل, لكن تعاسته أصابت في مقتل السائق المسكين. موقف كوميدي ساخر وتعس, انبثق من قلب الحياة, وانطلق في سرد عادي جدًا. القصة خلت من الحبكة الفعالة لكن بقت معقولة على مستوى سرد المواقف. ولم يكن هناكَ داعي للملاحظة الأخيرة, فقد أساءت للسرد.

تقديري

مروة عبدالله
08-06-2009, 07:02 AM
د. عثمان

الجميل في القصة أنها جعلتني أتابعها من أول كلمة إلى آخرها, وحقاً كما قالت والدة السائق له في العجلة الندامة وفي التأني السلامة, جميل ما قدمت.

تقديري

عماد أمين
08-06-2009, 11:43 AM
ما أتعسه من يوم فعلا.
نسأل الله السلامة.

ملاحظتك أساءت أكثر كما قالت د .نجلاء .
وكان يمكن أن تختم القصة عند قول الرجل:

أسرع بي الآن إلى المستشفى ، وهذه محفظتي .

وبالتالي تترك المجال للقاريء ليحلل .
هل أخذه إلى المستشفى ...أم لا ؟.
هل وصل إلى المستشفى أم مات في الطريق؟.
أو يمكن أن يحللها كما جاءت خاتمتك.

فكرة جميلة أخي د . عثمان.
في انتظار جديدك
لك مني كل التقدير

د عثمان قدري مكانسي
08-06-2009, 04:17 PM
أشكر الأحباب جميعاً ، لملاحظاتهم ، وأتقبلها راضياً
جزاكم الله خيرا

ربيحة الرفاعي
03-05-2014, 10:23 PM
ثمة طرافة في الفكرة، وسرد كدأبك سهل ممتنع

تقدم القول وأجدني أؤيده فليتك وقفت عند أسرع بي للمستشفى فقد أكتملت عندها الفكرة وما تبعها ضيق على القارئ فرصة التفكّر في النص

دمت بخير أيها الرائع

تحاياي

خلود محمد جمعة
06-05-2014, 11:29 AM
طرح فكرة ذات ابعاد بأسلوب فيه طرافة
دمت بخير
مودتي وتقديري

نداء غريب صبري
30-06-2014, 12:54 AM
أنا أيضا تمنيت لو لم تضف نقله للمستشفى وشفاءه
وليكن للقارئ أن يختارها

قصة جميلة جدا

شكرا لك اخي

وركت

د.حسين جاسم
22-08-2014, 11:37 PM
دفع السائق الأشعب ثمن جشعه سما تجرعه
ودفع صاحبك ثمن غلطته رعب احتمال تسببه بقتل الرجل

قصة خفيفة لطيفة وطريفة
أحييك

لانا عبد الستار
04-09-2014, 12:58 AM
في هذه القصة عبرة وحكمة وفيها تسلية وبسمة
ليموت ذلك الطفييلي المزعج فمن تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه

أشكرك

ناديه محمد الجابي
07-05-2018, 12:54 PM
السخرية والطرافة اجتمعا في هذه القصة ليقصا علينا
هذا اليوم التعيس في حياة صاحبنا ، والأتعس لذلك السائق المتطفل
ورغم ذلك فقد كانت قصة ظريفة.
تحياتي وتقديري.
:010:D: