المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نجمةٌ بحجمِ الجُرحِ



د. نجلاء طمان
04-06-2009, 10:35 PM
http://forums.graaam.com/up/uploaded18/154753_01244147226.jpg (http://www.graaam.com/).


نجمةٌ بحجمِ الجُرحِ
[SIZE="5"]

ما لونُ الحزنِ؟
أحمرٌ بلونِ الدمِ أم أسودٌ بلونِ الليلِ؟

ما لونُك أيها الحزنُ؟؟
أهو لونُ أظافرِ الماءِ فوق الصخورِ؟؟
أم لونُ جسد الظلامِ المسجى في أعينِ الحمامِ؟؟
ربما أرسمُ دائرةً بحجمِ نجمةٍ تضئُ لي جسدكَ الجاثمَ على جرحِي؛ فأراكَ.

أعمى أنتَ, تتحسسُ قلبي بأناملِ الشبقِ؛ أناملٍ مبتورةٍ تتحرشُ بي... فأنكمشُ. وأنا لا يدينَ لي ولا ذاكرة, أنا حبةُ قمحٍ هجرتْ سنبلتَها, ونامتْ في فمِ يمامةِ, واليمامة تقفُ على شاطئِ النجومِ تشربُ الضوءَ.

لا أملَ لي في ولادةِ الصباحِ, فهو متقيحٌ في رحمك منذُ الأبدِ. حربٌ خاسرةٌ بيني وبينك؛ أدخلُ فيها عمياءَ كالماءِ؛ أتسندُ على ساقِ الضبابِ, وأتعثرُ في فقراتِي المتبعثرةِ تحت أقدامِ الدخانِ, أمتشقُ بصمات الغيومِ الملتصقة بوجهِي أُشهرها في وجهِ تجاعيدِك, فترتدُ في صدرِي. أتكدسُ قشاتٍ في وجهِ الريحِ... وأختفي.
.

حسنية تدركيت
04-06-2009, 10:43 PM
نجلاء الرقيقة ما أجمل ما كتبت هنا وإن كان مؤلما حزينا

لمسة الجمال في حرفك مرافقة له دائما وتزداد تألقا وجمالا في كل نص جديد ..

أسعدك ربي في الدارين وأبعد عنك الحزن والهم والكدر..

ثائر الحيالي
04-06-2009, 10:47 PM
http://forums.graaam.com/up/uploaded18/154753_01244147226.jpg (http://www.graaam.com/)
.


نجمةٌ بحجمِ الجُرحِ



[size=5]ما لونُ الحزنِ؟
أحمرٌ بلونِ الدمِ أم أسودٌ بلونِ الليلِ؟
ما لونُك أيها الحزنُ؟؟
أهو لونُ أظافرِ الماءِ فوق الصخورِ؟؟
أم لونُ جسد الظلامِ المسجى في أعينِ الحمامِ؟؟
ربما أرسمُ دائرةً بحجمِ نجمةٍ تضئُ لي جسدكَ الجاثمَ على جرحِي؛فأراكَ.


أعمى أنتَ, تتحسسُ جسدي بأناملِ الشبقِ؛ أناملٍ مبتورةٍ تتحرشُ بي... فأنكمشُ. وأنا لا يدينَ لي ولا ذاكرة, أنا حبةُ قمحٍ هجرتْ سنبلتَها, ونامتْ في فمِ يمامةِ, واليمامة تقفُ على شاطئِ النجومِ تشربُ الضوءَ.


لا أملَ لي في ولادةِ الصباحِ, فهو متقيحٌ في رحمك منذُ الأبدِ. حربٌ خاسرةٌ بيني وبينك؛ أدخلُ فيها عمياءَ... كالماءِ أتسندُ على ساقِ الضبابِ, وأتعثرُ في فقراتِي المتبعثرةِ تحت أقدامِ الدخانِ, أمتشقُ بصمات الغيومِ الملتصقة بوجهِي أُشهرها في وجهِ تجاعيدِك, فترتدُ في صدرِي. أتكدسُ قشاتٍ في وجهِ الريحِ... وأختفي.
.





الاستاذة د. نجلاء طمان

نبض مُبهــر ..لحرف ساحر..

وخيال ينشب مخلبه الطري ..في القلوب المتحجرة..!


سلمت...وسلم مدادك..

محبتي

معروف محمد آل جلول
04-06-2009, 10:47 PM
الأخت المحترمة نجلاء..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
تأملية تجريدية ..
تستحث على الإمعان والعمق..
سأعود..متى حضر الحضور..
دمت بود..

معروف محمد آل جلول
05-06-2009, 02:26 AM
الأخت المحترمة نجلاء..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
تأملية تجريدية ..
تستحث على الإمعان والعمق..
سأعود..متى حضر الحضور..
دمت بود..

تجريدية غامقة في عمق الذات ..
وهذا النوع من التعبير هو الإبداع المتملص الذي يصعب تفكيك رموزه ..وبلوغ غاياته ..
يقرأ القارئ ولايجد طريقة لتفسيره ..
وهو من أجمل النصوص غند فئة من متذوقي الفن الأدبي..
هذه التجريدية ..
تصف حالة جزن جاثم على الكاهل لايفارقه..
ولكنه نص جميل تعودنا على أمثاله من الكاتبة المحترمة ..
بحيث يتضح المجرد من خلال الأثر البلاغي المجسد له خاصة عبر التشابية المكثفة ..
لتعطي كل النص ما يسمى بالمجاز الكلي ..
وأقف هنا..
لأعلن فقط لنفسي أن النص كله عبارة عن استعارة مكنية اكتنفها غموض سحري آسر وأخّاذ..
ولئن كان الحزن معنى مجرد من الصورة فقد يتمظهر في ألوان مفزعة ‘ومرعبة‘تكتم الأنفاس ‘وتثير أحاسيس الكآبة والقلق..
أو ربما فيه أحيانا حتى لون الماء الذي يرمز للحياة..وإذا بالحزن الذي ينذر بالبؤس ‘يعطي الحياة طعمها وحيويتها ..
وفي الحالتين تتواصل رحلة البحث عن مفهوم الحزن ..ومحاولة تجسيمه وتجسيده.../ فأراك / ليصير صورة ظاهرة للعين..
لكنه يبقى أعمى يطرق أبواب القلب ‘دون سابق إنذار لتنكمش الذات المتألمة ‘وتتماهى في هيمنته ..ولا قدرة على ردعه ‘ولاذاكرة يستنطقها الغياب فتحضر بفضاء الماضي تتسلى عن الحظوظ المتعثرة ..
وتعلن الذات المهزومة عن صغر حجمها أنها مجرد غذاء مفيد وممتع لكائن مخلوق مثلها وُهِبَ التنعم بالضوء..وإذا باليمامة أحسن حالا من الذات المتألمة ..جُبِلت على غريزة تعيش بها سعيدة ‘لاتفكر ولاتعقل شيئا ..
ووتماهى الذات في إعلان يأسها من أي انفراج قادم ..
ربما التعبير هنا ينصرف في كلية النص إلى إعلان عجز العقل عن بعث السعادة والطمأنينة بسبب ما أحاط به من أحاسيس وحالات تعيق سيره ‘وتعطل عنفوانه..
فالانفراج ذاته سكن عمق الأحزان ..ولاجدوى من المقاومة ..حتى البوح لاينفك من العتمة ‘فالجو مكفهر ..ولا ملجأ إلا في الاختفاء..
لنقف في النهاية على فلسفة الحزن ..بمظاهره وتجلياته وهيمنته..
هذا الحزن الذي يجثم على الذات فيكسر قامتها ‘ويحط هامتها ‘ويحبط محاولتها التخلص من عوائق تعترض السير المسطر ..وتثبط العزيمة ..وتنخر القوى ..وتبقى النفس البشرية ترزح تحت نير عبودية الحزن..
هذا الحزن تحاول الكاتبة تفكيك شفرات ألغازه ..لكنه يظل عصيا ‘مُلغَّما ..ويأتي الفشل والاستسلام لهيمنته..
لكن رغم هذا وذاك يبقى الحزن حالة عارضة ..لعبة الأقدار يتبادل فيها النقيضان الأدوار ..حزن/ فرح..
الحزن حينما يطول في الإنسان ‘يتحوّل إلى كآبة وقلق..فـ يأس..
والحزن الدائم ترجمان أمل مفقود..
نص جميل يحمل مواصفات الإبداع والابتكار بلغة شاعرية وفنية ..
المحترمة نجلاء..
أدام الله عليك نعمة الإبداع ..
وجعل كل أحزانك أفراحا ..
خالص تحياتي..

محمد السوادي
05-06-2009, 03:38 PM
الله الله ، ما أجمل الصورة التي حملتها العبارة التالية :

( أنا حبةُ قمحٍ هجرتْ سنبلتَها, ونامتْ في فمِ يمامةِ, واليمامة تقفُ على شاطئِ النجومِ تشربُ الضوءَ ).

وبالمقابل ، ما أسوأ صورة أتتْ هنا :

( لا أملَ لي في ولادةِ الصباحِ, فهو متقيحٌ في رحمك منذُ الأبدِ ) ، لعمري لقد كانتْ كالبقعة السوداء وسط القماش الزاهي بالبياض ..!

د. نجلاء :
نصك كالحلة المنسوجة بـ ( حرفنة ) ومهارة ..!
حقـًا ، لقد استمتعت به بجزالةِ لغته ، ورشاقةِ أسلوبه ، وتحليق صوره ، فشكرًا لكِ ..

لمى ناصر
05-06-2009, 10:36 PM
وحرف بحجم الجرح صرخ بمولد الفجر

العاقر من فرح غيمة راحلة في عمق التصوير.


رائعة هي سطورك رغم ما تحمله من أنَّات.

عبدالله العبدلي
05-06-2009, 11:12 PM
:0014:مهما تكون الجراح ظلاما يغتال نورالهناء ، ستظل عيون الأمل ترمق العلياء، لتسبر أغوار البرء والشفاء ، تسطع في الآفاق كنجمة السماء
تحياتي لإبداعك يـانـجـــــلاء

سحر الشربينى
06-06-2009, 09:12 PM
رائع ما خطه قلمك هنا

دمتِ مبدعة

شيماء وفا
07-06-2009, 08:27 AM
حربٌ خاسرةٌ بيني وبينك؛ أدخلُ فيها عمياءَ... كالماءِ أتسندُ على ساقِ الضبابِ, وأتعثرُ في فقراتِي المتبعثرةِ تحت أقدامِ الدخانِ, أمتشقُ بصمات الغيومِ الملتصقة بوجهِي أُشهرها في وجهِ تجاعيدِك, فترتدُ في صدرِي. أتكدسُ قشاتٍ في وجهِ الريحِ... وأختفي.

إنها حقا حرب خاسرة كلما حاولنا خوضها نخسرها بجدارة وعن استحقاق . أيعشقنا الحزن حد الموت فيلتصق بجدران القلب سابحا بين طيات العقل متحكما بدروب الروح ؛ ألهذه الدرجة أصبحنا محاصرين لانستطيع التخلص منه ؟ نقتل الفرح لأجله , نبدأ بوأد كل بسمة تتجرأ محاولة الإعلان عن نفسها أعلى شفاهنا , نبذل لأجله الغالي والنفيس ,
د . نـجـلاء
حرب شرسة كلما حاولنا الإنتصار فيها نُصاب بهزيمة نَكراء فهل نكف عن المحاولة؟!!! لاأعتقد ذلك سيأتي يوم الخلاص وإن تأخر إلا أنه قادم لامحالة ,
غـالـيـتـي
لكِ أجمل باقات البنفسج ,
ولقلبكِ أجمل باقات القرنفل علهما يُذيبان بعض من الحزن ,

وخالص تحياتي

د. نجلاء طمان
09-06-2009, 07:50 PM
نجلاء الرقيقة ما أجمل ما كتبت هنا وإن كان مؤلما حزينا

لمسة الجمال في حرفك مرافقة له دائما وتزداد تألقا وجمالا في كل نص جديد ..

أسعدك ربي في الدارين وأبعد عنك الحزن والهم والكدر..


هو السحر سحر مروركِ يا ندية !

لا حرمني الله منكِ أبدًا

تقديري

فدوى يومة
09-06-2009, 09:29 PM
الفاضلة د. نجلاء طمان
سؤالك موجع
وما يزيد الوجع هو ذلك الجواب الحاضر برغم الغياب
غير ان الغد ما زال يحمل معه أكثر من حزن ربما فرحا من يذري!!
تقديري ومعزتي لك

مينا عبد الله
10-06-2009, 01:30 AM
نجلاء .. كم أنتِ عميقة وحزينة ؟؟!

عذراَ فقد اسقطت دمعتي .. ولا احتمل المزيد

ودي واحترامي

مينا

هشام عزاس
10-06-2009, 05:17 PM
المورقـة الدكتورة / نجلاء

قطعة نثرية بديعة رغم انعكاسات ظلال الوردة السوداء
و لأن للحزن لغة خاصة سأعود للنص مساءً إن شاء الله , فهو يستحق أن أتأمله بهدوء لعلني أستشفُ سر هذا الصراع الذي لا يخمد في ذواتنا المنهكة .

النص للتثبيت

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــام

هشام عزاس
11-06-2009, 01:44 AM
يكاد يفتك بكل من يتجرأ على مقاومة لحنه بداخله و كأنه يتحكم في مصير الحس و يوجه تفاصيله كيفما شاء و حيثما أراد , و ليس لنا سوى التسليم لمقتضياته و تداعياته في الذات .
أو تسألين عن لونه ؟؟؟ قد تستغربين لو قلت لكِ أنه يحمل لون الورد رغم قسوته و جبروته , و أنّ له رائحة الزهر في الذكرى و طعم العلقم عند الاجترار .
سألت عنه جوتيار يوما فقال هو أنا و وصفه السعيدي فظن أنه هو نفسه في رسالته إلى الغالية وفاء , هذه الأخيرة التي لم تسلم حروفها من حمل أثقاله , و أثقل صدر الضميري فانطلق فجأة فاستغربنا لوهلة منه ذلك الهطول .
لكن رغم كل ذلك لا ننكرُ أبدا أنّ باستطاعتنا هزيمته , و أعتقدُ أن الاعتراف بضعفنا هو أول خيط في المواجهة رغم أنني أقرّ بأنه ممثل بارع و يتقن فن الخداع .
في الفقرة الأخيرة وجدتكِ اختصرت الطريق و أعلنتِ الهزيمة و ذلك ما جعل اللون يتأرجح عندكِ بين الحمرة و السواد .
أنا معكِ في أن نعترف بالضعف لكن لا نستسلم ...

دمت بجمال ...

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــام

وفاء شوكت خضر
11-06-2009, 11:17 AM
الأديبة د. نجلاء طمان ..

النص عبارة عن رسم على صفحة السماء في ليلة قاسية العتمة ..
أبدعت التصوير واختيار الكنايات ، وأقول أن أجمل حزن قرأته كان حزنك ..
لفت انتباهي رد أخي هشام العزاس الذي ثبت النص مشكورا ، فهو بحق نص يستحق التثبيت ،
لجماله لغة وتصويرا ، فقد كان رده فيه قراءة عميقة لتفاعل الحزن في النفوس والتي تظهر جلية
كشوم على الصفحات في حروف من يكتبه صادقا ..
الحزن أنا وأنت وكلنا ..
الحزن هو قوتنا الذي يمنحنا بعض قوة لنستمر ..
يفجر فينا شحنات العناد كي نتحداه على أمل انتصارنا عليه يوما .


رائعة بحق ..

سعيدة الهاشمي
14-06-2009, 01:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الراقية الرائعة نجلاء،

يسعدني معانقة حروفك المشعة جمالا لغويا وأدبيا، حروف حبلى بالإبداع رغم أنينها الذي يخترق

القلوب فيرتسم لوحة من ألم عميق عمق الذات، بحر من المشاعر المتأوهة تمتد مياهه وتعلو موجاته

لترتطم بجدران الواحة فينسكب حرفا حزينا لكن راقي المعاني جيد الحبكة جميل اللغة.

راقني ما قرأت فعلا، راقني لدرجة أفضل فيها الصمت.

احترامي وتقديري.

د. نجلاء طمان
23-06-2009, 08:45 PM
الاستاذة د. نجلاء طمان

نبض مُبهــر ..لحرف ساحر..

وخيال ينشب مخلبه الطري ..في القلوب المتحجرة..!


سلمت...وسلم مدادك..

محبتي


هو نبض العبق مروركَ أيها الكريم

علامة سعادة لنصي أن تمر أخي دومًا

غاية تقديري

عمر عادل
16-07-2009, 06:36 PM
الفاضلة/ نجلاء
حربٌ خاسرةٌ بيني وبينك؛ أدخلُ فيها عمياءَ...
كالماءِ أتسندُ على ساقِ الضبابِ, وأتعثرُ في فقراتِ
المتبعثرةِ تحت أقدامِ الدخانِ, أمتشقُ بصمات الغيومِ الملتصقة
بوجهِي أُشهرها في وجهِ تجاعيدِك, فترتدُ في صدرِي. أتكدسُ
قشاتٍ في وجهِ الريحِ... وأختفي.
حقا كلماتك مؤلمة وحزينة
ولاكن رائعة دائما ننظر للامل
كم نصك رائع وانيق
و
جميل ورقيق وعذب
استوقفت كثيرا عند كلماتك الرائعة
لم اجد ردا لكلماتك الصادقة
أحييكِ
و أسجّل إعجابي
وأقدّمُ إليك خالص تحياتي
وغاية تقديري
واحترامى
دمتِ بخير
باقة ورد الك
:0014:

منى الخالدي
01-10-2009, 07:33 PM
تتوق عيني لقراءة حروفكِ الحزينة والرائعة
ليتكِ بخير أخيتي الغالية
وليتكِ تعودين فتقرّ عيوننا برؤياك..

كلّ عامٍ وأنتِ بألف خير وطيب يا نجلاء..

د. نجلاء طمان
16-12-2009, 07:10 PM
الأخت المحترمة نجلاء..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
تأملية تجريدية ..
تستحث على الإمعان والعمق..
سأعود..متى حضر الحضور..
دمت بود..

سلام الله عليكم والرحمة والبركات

لكً أيها الكريم من الشكر منتهاه ومن الود أقصاه

تقديري

د. نجلاء طمان
10-01-2010, 01:20 AM
تجريدية غامقة في عمق الذات ..
وهذا النوع من التعبير هو الإبداع المتملص الذي يصعب تفكيك رموزه ..وبلوغ غاياته ..
يقرأ القارئ ولايجد طريقة لتفسيره ..
وهو من أجمل النصوص غند فئة من متذوقي الفن الأدبي..
هذه التجريدية ..
تصف حالة جزن جاثم على الكاهل لايفارقه..
ولكنه نص جميل تعودنا على أمثاله من الكاتبة المحترمة ..
بحيث يتضح المجرد من خلال الأثر البلاغي المجسد له خاصة عبر التشابية المكثفة ..
لتعطي كل النص ما يسمى بالمجاز الكلي ..
وأقف هنا..
لأعلن فقط لنفسي أن النص كله عبارة عن استعارة مكنية اكتنفها غموض سحري آسر وأخّاذ..
ولئن كان الحزن معنى مجرد من الصورة فقد يتمظهر في ألوان مفزعة ‘ومرعبة‘تكتم الأنفاس ‘وتثير أحاسيس الكآبة والقلق..
أو ربما فيه أحيانا حتى لون الماء الذي يرمز للحياة..وإذا بالحزن الذي ينذر بالبؤس ‘يعطي الحياة طعمها وحيويتها ..
وفي الحالتين تتواصل رحلة البحث عن مفهوم الحزن ..ومحاولة تجسيمه وتجسيده.../ فأراك / ليصير صورة ظاهرة للعين..
لكنه يبقى أعمى يطرق أبواب القلب ‘دون سابق إنذار لتنكمش الذات المتألمة ‘وتتماهى في هيمنته ..ولا قدرة على ردعه ‘ولاذاكرة يستنطقها الغياب فتحضر بفضاء الماضي تتسلى عن الحظوظ المتعثرة ..
وتعلن الذات المهزومة عن صغر حجمها أنها مجرد غذاء مفيد وممتع لكائن مخلوق مثلها وُهِبَ التنعم بالضوء..وإذا باليمامة أحسن حالا من الذات المتألمة ..جُبِلت على غريزة تعيش بها سعيدة ‘لاتفكر ولاتعقل شيئا ..
ووتماهى الذات في إعلان يأسها من أي انفراج قادم ..
ربما التعبير هنا ينصرف في كلية النص إلى إعلان عجز العقل عن بعث السعادة والطمأنينة بسبب ما أحاط به من أحاسيس وحالات تعيق سيره ‘وتعطل عنفوانه..
فالانفراج ذاته سكن عمق الأحزان ..ولاجدوى من المقاومة ..حتى البوح لاينفك من العتمة ‘فالجو مكفهر ..ولا ملجأ إلا في الاختفاء..
لنقف في النهاية على فلسفة الحزن ..بمظاهره وتجلياته وهيمنته..
هذا الحزن الذي يجثم على الذات فيكسر قامتها ‘ويحط هامتها ‘ويحبط محاولتها التخلص من عوائق تعترض السير المسطر ..وتثبط العزيمة ..وتنخر القوى ..وتبقى النفس البشرية ترزح تحت نير عبودية الحزن..
هذا الحزن تحاول الكاتبة تفكيك شفرات ألغازه ..لكنه يظل عصيا ‘مُلغَّما ..ويأتي الفشل والاستسلام لهيمنته..
لكن رغم هذا وذاك يبقى الحزن حالة عارضة ..لعبة الأقدار يتبادل فيها النقيضان الأدوار ..حزن/ فرح..
الحزن حينما يطول في الإنسان ‘يتحوّل إلى كآبة وقلق..فـ يأس..
والحزن الدائم ترجمان أمل مفقود..
نص جميل يحمل مواصفات الإبداع والابتكار بلغة شاعرية وفنية ..
المحترمة نجلاء..
أدام الله عليك نعمة الإبداع ..
وجعل كل أحزانك أفراحا ..
خالص تحياتي..

شكرًا لكَ أيها الكريم لرأيكَ في حق نبض قلمي الفقير

قد أكرمت النص حتى صار القلم ينوء بثقل ما يرد به كرمكَ

فلك التحية بحجم الأمل النائم على شعاع الفرح

تقديري

فاطمه عبد القادر
10-01-2010, 02:16 AM
http://forums.graaam.com/up/uploaded18/154753_01244147226.jpg (http://www.graaam.com/)
.



[size=6]نجمةٌ بحجمِ الجُرحِ




ما لونُ الحزنِ؟
أحمرٌ بلونِ الدمِ أم أسودٌ بلونِ الليلِ؟


ما لونُك أيها الحزنُ؟؟
أهو لونُ أظافرِ الماءِ فوق الصخورِ؟؟
أم لونُ جسد الظلامِ المسجى في أعينِ الحمامِ؟؟
ربما أرسمُ دائرةً بحجمِ نجمةٍ تضئُ لي جسدكَ الجاثمَ على جرحِي؛ فأراكَ.


أعمى أنتَ, تتحسسُ قلبي بأناملِ الشبقِ؛ أناملٍ مبتورةٍ تتحرشُ بي... فأنكمشُ. وأنا لا يدينَ لي ولا ذاكرة, أنا حبةُ قمحٍ هجرتْ سنبلتَها, ونامتْ في فمِ يمامةِ, واليمامة تقفُ على شاطئِ النجومِ تشربُ الضوءَ.


لا أملَ لي في ولادةِ الصباحِ, فهو متقيحٌ في رحمك منذُ الأبدِ. حربٌ خاسرةٌ بيني وبينك؛ أدخلُ فيها عمياءَ كالماءِ؛ أتسندُ على ساقِ الضبابِ, وأتعثرُ في فقراتِي المتبعثرةِ تحت أقدامِ الدخانِ, أمتشقُ بصمات الغيومِ الملتصقة بوجهِي أُشهرها في وجهِ تجاعيدِك, فترتدُ في صدرِي. أتكدسُ قشاتٍ في وجهِ الريحِ... وأختفي.
.






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د نجلاء
كان نصك مدهشا حقا
وصفك للحزن كان مبدعا ورائعا
أعجبني كثيرا بتعابيره الشاعرية الصافية ,,وعمقه الامتناهي
وكان تعليق الأخ معروف محمد آل جلول ونقده الجميل لنصك تعليقا مشبعا وعميقا ,,,أنا معه
شكرا نجلاء
دمت بكل هذا الرقي
ماسة

عبد الرحمن الكرد
12-01-2010, 11:26 AM
الراقيه نجلاء
حرف مغموس بوهج الحزن
والألم
لحظات تأمليه تسحب أرواحنا للعلو
تحياتي

أماني عواد
12-01-2010, 09:23 PM
نجلاء الطمان



ما لونُ الحزنِ؟
أحمرٌ بلونِ الدمِ أم أسودٌ بلونِ الليلِ؟

الحزن بلا لون يتسلل الينا دونما عناء تلك خطته الذكية في اقتحامنا

ليته يملك لونا فلربما قاومناه بيياض يسكننا يعكسه بعيدا عنا




سلم الله قلبك من كل حزن

د. نجلاء طمان
18-05-2010, 08:49 PM
الله الله ، ما أجمل الصورة التي حملتها العبارة التالية :

( أنا حبةُ قمحٍ هجرتْ سنبلتَها, ونامتْ في فمِ يمامةِ, واليمامة تقفُ على شاطئِ النجومِ تشربُ الضوءَ ).

وبالمقابل ، ما أسوأ صورة أتتْ هنا :

( لا أملَ لي في ولادةِ الصباحِ, فهو متقيحٌ في رحمك منذُ الأبدِ ) ، لعمري لقد كانتْ كالبقعة السوداء وسط القماش الزاهي بالبياض ..!

د. نجلاء :
نصك كالحلة المنسوجة بـ ( حرفنة ) ومهارة ..!
حقـًا ، لقد استمتعت به بجزالةِ لغته ، ورشاقةِ أسلوبه ، وتحليق صوره ، فشكرًا لكِ ..

شكرًا لمرورٍ أخجل القمر!

لكن الأبيض في حياتنا يزعق بالأسود !

وما زلنا.....

ننتظر رحمة الله ونوره

تقديري

أحمد عبد الرحمن جنيدو
24-05-2010, 02:56 AM
في كل مرة تلبسين ثوب الروعة وهو ما يناسبكأنت الأجدر بهوالأنيقة الرائعة تكتبين بسحر الكلمة وبهاء الصورةمكثت طويلاً بقراءتي التي التهمت غاصت بين السطوروجدت أنك تكتبين بروح غامرة الإحساسوبقلب نابض بالجمال والحقيقة