تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رواية القلم



أحمد الرشيدي
05-06-2009, 11:00 PM
رواية القلم


تستقبلني من أوراق الورد – كلما نظرت فيها على غير شغف مني - رواية القلم ، وكلما قرأت سطرا جاش في الصدر سطر . لست وحدك أيها الأستاذ الفيلسوف ، فكل من صحب القلم يشعر أن بينه وبين قلمه سجالا ، يستنطق منه وسوسة النفس مغريا إياها بالجهر حتى إذا بلغت الحلقوم نكص ليذرها تتردد في الصدر تردد الحبر في جوفه ، كل ذلك وهو لما يبرح بعد مكانه ، وما كانت اليمين لتحتضنه لولا أنها ترى فيه نعم الذلول إلى مأمها على قفار الطروس ، فإذا من له جناح ويد وقدم حرون لا يتزحزح ، وإذا حديد البصر أعمى يتخبط ! وما هي إلا الحيرة والرهبة حبستا قطره ، وقيدتا خطوه ، أعاصير تتعاور القلب والعقل حتى لا يعلم القلم مشرقه من مغربه ، فلا يجد - والحال على ما أسلفت - إلا أن يحتال لنفسه خشية أن يولي الأدبار أمام ناظريكِ ليلحن تارة ويعمي تارة أخرى بكلم ود لو أنك تقرئينها كما نفجت من سويداء القلب كندى الورد ودخان الحمم .

أحسب قلمي يا حبيتي لا يتمنى إلا أن تعلمي ما يقوله قلبي لك دون أن ينقش نقطة ، أليست اللغة بيننا كالأخبار التي شهدنا معا تفاصيل أحداثها ، فماذا يزيد قولي كنتُ وكنتِ وأنا وأنت .

إن كنت أيها الفيلسوف تحبها ، فبالله كيف طاب لك أن تنبز قلمك بالخبث ، وهو الرسول بينكما ! بل كيف طاب لك – وأنت تهابها - أن تجعل بدء القول منها " سيدي الأستاذ الفيلسوف "!
تالله ليس الذي كان منك من الصبابة أو البلاغة في شيء ، أو هذا ما فررتَ منه ؟! أ تجعلها تجري القلم من بعد عنائك معه ونعتك إياه بالخبث بسيدي الأستاذ الفيلسوف ولتثني عليك وعلى بلاغة بيانك تصريحا وتلويحا .

ما كان أحراك – وأنت الرافعي – أن تقول على لسانها ما كان المنفلوطي سيمليه على قلمها :
" حبيبي
لم يخالجني الريب قط في أن تأخر رسائلك عني هو السبب نفسه الذي يؤخر رسائلي عنك ، وماذا أقول يا حبيبي ، وقد كانت النظرات منا في آخر لقاء جمعنا لغة فك رموزها قلبي وقلبك ، قد قرأت في عينك يا حبيبي ما أملاه قلبي عليك ، وآنست في كبدي حرقة حمرة عينك ، كالذي آنسته من حمرة عيني في كبدك ، يا حبيبي أنا وأنت وحدنا في غنى عن حشد الحروف وسفارة القلم ، بالله عليك ماذا سيقول لي وأنت في القلب المليك ، وماذا سأقول لك وأنا في قلبك أعلم منه ما لا تعلم أنت عنه .
هذه يا حبيبي رواية قلمي وقلمك ، فلا تشك لي كبوة قلمك أو تلعثم لسانك متى ما التيقنا ، وعساه أن يكون قريبا جدا .

ثائر الحيالي
05-06-2009, 11:44 PM
الاستاذ احمد الرشيدي

حسب القلم ..أن يكون طوع خيال..

وطوبى لخيال..أناخ القلم في مضاربه..!

متميز حرفُ خطه قلمك..

سلمت..وسلم مدادك

محبتي

شيماء وفا
06-06-2009, 03:47 AM
رواية القلم
أحسب قلمي يا حبيتي لا يتمنى إلا أن تعلمي ما يقوله قلبي لك دون أن ينقش نقطة ، أليست اللغة بيننا كالأخبار التي شهدنا معا تفاصيل أحداثها ، فماذا يزيد قولي كنتُ وكنتِ وأنا وأنت .

أهي فقط أمنية قلمك ؟؟ صحيح أن قلمك يتمنى أن تفهم هي مابقلبك دون أن يبذل هو بعض الجهد إلا أنني أظن أنه يحتاج لبذل الجهد , ورغم أن لغة العين هي لغة معترف بها في الحب إلا أنها لاتكفي وحدها . قولك " كنتِ وكنتُ وأنا وأنتِ " إنما هو ما تحتاج إليه الحبيبة بجانب مايصلها من أحاديث قلبك الصامتة فلا تبخل عليها .
أستاذ أحمد الرشيد
نص واقعي يصف حالة من الحيرة والخجل بين رغبة في البوح بالحب وخشية أن يتم وأده فور الإعتراف به .
خالص تحياتي

لمى ناصر
06-06-2009, 05:51 AM
على الرغم من سكنى القلب إلا أن لبوح

القلم عالم آخاذ بأسراره... فلا تبخل

عليها بالبوح ومواويله.

الرشيدي سعدت بمعانقة حرفك هنا.

لروحك.... دحنون الوادي.

وفاء شوكت خضر
06-06-2009, 01:29 PM
وأي رواية للقلم وهو منغرس في حاصرة الورق ينزف دماء قلوبنا ..
أي رواية لقلم حرن فأبى أن يخط الحرف إلا حزنا بجلدات صوت الأنين ..
يكون القلم خيرا إن كان بيد كريم وشرا إن كان بيد لئيم ..
بات القلم شحيحا يأبى أن يروي الطرس بمداده جفاء وصدا حتى أحزن الورق .

ألأديب السامق أحمد الرشيدي ..
رشيق هو حرفك ، وكريم هو قلمك الذي جاد علينا بهذه الدرة الأدبية ..

يتعسر الحرف أمام ألق نصك فاعذرني ..


سعدت بقراءة هذا النص الأدبي الزاخر باللغة والصور الجميلة ..


كل الود .

د. سمير العمري
25-06-2009, 04:45 PM
نص أدبي زاخر يتفاعل معحرف أديب كبير يستحق من أمثالك أيها لسامق أن ينتهج حرفه وأن يعانق إبداعه.

كلما قرأت لك شعرا أو نثرا أدركت أنك من الأفذاذ القلائل ممن يمتطي صهوة الحرف في كل أحواله.

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

معروف محمد آل جلول
27-06-2009, 01:56 PM
بين اللغة ..والإحساس ..
رسول شوق يمتطي الوسيط الفني ..
ليعيد للحرف روحه ..
وللإحساس حياته ..
صلة صرمدية لامتناهية ..
هكذا رأيت نصك الفاره ..
دمت ودام قلمك معطاء