المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علا السيل زبداً رابيا



رشدي مصطفى الصاري
09-06-2009, 11:41 AM
علا السيل زبداً رابيا
كان واصباً يمر بين الحين والآخر لينثر التحية ---يجلس دقائق
فيفضي إلي بأفكار مليئة من هنا وهناك ----
وتتنوع التعابير النابتة على شفاهه ,لكنه كان عازفاً عن الكتابة مع أنه خير من يحسنها .
كان دائما يائساً --- هارباً--- مسرعا
أستاذ إحسان أديب وشاعر, مثقف واع, يحمل الكثير, سنون خلت أمضاها بين السطور, حصيلة العمر دفينة أفكاره.
عندما يتكلم يختصر قدر احتماله, وعندما يبدي رأياً لأولي الرأي
تنطبق عليه مقولة أنت تغرف من البحر وهو ينحت في الصخر
حاول الكثيرون إقناعه بالكتابة لكن جوابه حاضر بشكل دائم
الأديب الحق لا يكتب ولا ينشر في هذا الزمن---!
انقطعت أخباره عني قرابة الشهرين----وسط أحداث هزت الجميع---؟
وفجأة..! وبدون سابق إنذار طرق باب العيادة وقال:
وكأنه يرمي الرصاص بعباراته
كتبت... نعم كتبت قصيدة؛ وأريد أن أكتب وأنشر ليقرأ العالم ويفهم
بدهشة واستعجال ---! أنت يا أستاذ, نعم كتبت قصيدة----
فنحن عرب نعتز بعروبتنا وماضينا ---صحيح أن غبار اليأس والخمول
قد غيّب عنواننا لكننا عرب
فآباؤنا عمر.. والمعتصم.. وصلاح الدين
كان يرددها بعصبية وعنفوان ...
واستطرد يقول: عندما تصل الأمور إلى هذا الهوان يجب أن نقول كلمتنا
أن نجاهد, أن نحرر مهما كلفنا من دماء الشهداء و من دموع الأمهات
وبكاء الأطفال.
كانت رفة رمشه السريعة تعبر عن غضبه وسخطه , نظر إلي متابعاً:
لم أعد أطيق النظر في عيون أطفالي لأنني أقرأ فيها الخوف من المستقبل من هذا القادم المرعب
أتعلم يا دكتور ماذا قال لي طفلي الصغير بالأمس( كان يتكلم ولا ينتظر مني
إجابة )---أبي لماذا يطلقون الألعاب النارية في غزة ---!!!
إن ألوانها وأشكالها جميلة يا أبي ---هل يقيمون عرساً في غزة ---
أجبني يا أبي... بالله عليك
وإن كان عرسا---؟ فلما الدماء تتناثر في كل مكان ...!
وكأني بصدى كلماته تقرع أذني مجلجلة .. أجساد أطفالنا أصبحت قرابين أعراسهم --- ياللعار---!!!
كان طفلي قد بدأ يلمح دموعي وهي تسحُّ بلا هوادة فراح يهزني متسائلاً
أجبني يا أبي--- أجبني
لم أجد نفسي إلا وأنا أردد أمام أطفالي الحق معكم يا أطفالنا .. عذراً يا أمهاتنا.. الحق معكم كل الحق.... فقد علا السيل زبداً رابيا
وطالت يد أستاذ إحسان مقعدي لتناولني ورقة كتب عليها قصيدة زيَّلها بالقلم الأحمر بخط واضحٍ وصريح
للنشر

مروة عبدالله
10-06-2009, 11:06 AM
أخي رشدي

هو الأمل يجب أن يكون بدواخلنا لنرفع رؤوس أولادنا ونعلمهم أن الأرض عرض ومهما حدث سنظل نحن كساءها, قصة معبرة كثيراً, شكراً لكَ ما قدم.

تقديري

مازن لبابيدي
10-06-2009, 01:13 PM
صدقت أخي رشدي فالأديب المخلص لا يستطيع مهما حاول أن يبتعد بوجدانه عن الأحداث الكبيرة التي تمر بأمته فلا يلبث أن يمتشق قلمه ليذود به عن الحمى ويعري الظلم وينصر المظلوم ، ورب قلم أشد على العدو من قصف المدافع - إن وجدت .
أحيي فيك همتك في إثارة مواضيع مهمة على هذا القدر في قالب قصصي ممتع .

سعيدة الهاشمي
10-06-2009, 01:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخي رشدي،

إنه لواقع مؤلم حد النزيف ذلك الذي عبرته عنه في قصتك هاته، قد تلجم كثرة الجراح الفم وتشل اليد

لكن لابد من انتفاضة ولو بالحروف وما أعظمها وأجلها حين تعري الواقع وتغرز الإبر في عيون الأعداء

الكتابة درب من دروب الجهاد.

متمنياتي لك بالتوفيق.

تحيتي.

رشدي مصطفى الصاري
14-06-2009, 12:12 PM
أخي رشدي

هو الأمل يجب أن يكون بدواخلنا لنرفع رؤوس أولادنا ونعلمهم أن الأرض عرض ومهما حدث سنظل نحن كساءها, قصة معبرة كثيراً, شكراً لكَ ما قدم.

تقديري
الأديبة الفاضلة مروة
تلك المداخلات الجميلة الدافئة المفعمة بحسن الخلق والرقي --- أقرأ بين حناياها أديبة شفافة رهيفة الإحساس ,عزيزة النفس ---
تسرني قراءاتك أيتها الفاضلة
مودتي واحترامي

رشدي مصطفى الصاري
19-06-2009, 04:11 PM
أخي العزيز د. مازن
أعتذر عن التأخير في الرد بسبب بعض الظروف الخاصة
نعم يا أخي فلطالما كان الأدب من اهم الأدوات المصاحبة لحياة الشعوب والتي تعبرعن كل مشاكله وظروفه
وأحلامه وطموحاته وآماله في الحرية
مودتي وشوقي

آمال المصري
20-01-2014, 04:08 PM
الجهاد بالكلمة له دور داعم ودافع لشحذ الهمم
نص ناطق أجدت التصوير والتعبير عما يجيش بصدور أصحاب الأقلام الحرة التي تأبى إلا أن تكون دائما في صفوف الداعمين بلغة جميلة وسرد موفق
بوركت أديبنا الفاضل واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
20-01-2014, 06:59 PM
الأديب أو الفنان الحقيقي هو الذي يتفاعل مع الأحداث التي تمر ببلاده
والشعر الصادق هو الذي يهتم بقضايا المجتمع ويسجل بصدق تاريخ
الوطن ومعاناته .
أحسنت السرد والحبكة ـ دمت مبدعا.

سامية الحربي
22-01-2014, 05:50 PM
ربما يأنف بعض الادباء من قول كلمة يذيلون بها الواقع لكن نظرة واحدة وسؤال واحدمن أطفالنا كفيل بتحريك كم هائل من بحيرة أدب راكدة. سلم اليراع .تحياتي وتقديري.

خلود محمد جمعة
24-01-2014, 10:21 PM
ان لم ينطق القلم في زمن الصمت فمتى سيتكلم
دام المداد حياً
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
11-02-2014, 09:43 PM
لم يكن القلم يوما مجرد أداة تحبير للصفحات، فهو رسول فكر وسيف حق وسلّم نحو منبر
والأديب الحرّ لا يملك أن يبتعد بحرفه عن هموم وقضايا أمته

دمت بخير

تحاياي

قوادري علي
11-02-2014, 10:42 PM
الأدب مالم يخدم الانسان والقضية هو مجرد زبد..
شكرا جزيلا الراقي رشدي.

نداء غريب صبري
22-02-2014, 02:22 PM
أسجل إعجابي بالقصة الجميلة

شكرا لك أخي

بوركت