المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصافي الحكيم الثلاثة



د عثمان قدري مكانسي
10-06-2009, 10:33 AM
مصافي الحكيم الثلاثة
الدكتور عثمان قدري مكانسي

كلمته - حين التقيته - في أمر جار لنا لا علاقة له به سوى أنه قد يسلم عليه إذا رآه وهو يطرق بابي ، فاستمع إليّ بأدب – وهذا دأبه – ولو كانت القصة لا تعنيه . فلما أنهيت حديثي نظر إليّ بعين المحب ثم قال :
أتعرف " مصافي سقراط "؟
نظرت إليه متعجباً من سؤاله ، فسأل مبتسماً مرة أخرى : أتعرف " فلاتر سفراط " ؟
قلت : لم أسمع بها قطّ .
فابتدأ حديثه قائلاً :

لقي صقراط صاحبه الذي ما إن رآه حتى سلم عليه وبلهفة وقال له : سقراط ُ يا صديقي؛ أتعلم ما سمعت عن أحد طلابك؟"

رد عليه سقراط : أود منك – قبل أن تخبرني - أن تجتاز امتحاناً صغيراً يدعى : " المصافي الثلاث "

قال الرجل متعجباً : " المصافي الثلاث؟ "

أجاب سقراط :هذا صحيح" ، ثم تابع قائلاً :
إليك المصفاة الأولى " الصدق " أ أنت متأكد أن ما تودّ قوله صحيح؟"

كان رد الرجل : لا ؛ في الواقع أنني سمعت الخبر ليس غير.

قال سقراط مقاطعاً : حسنا ، فأنت لم تتأكد من صحة الخبر أو خطئه ...
فلنجرب المصفاة الثانية " الطيبة " فهل الخبر طيب ووقعه على المسامع حسنٌ ؟ .

قال الرجل : لا، إنه على العكس تماماً ...

تابع سقراط : حسَناً ، إنك ستخبرني عن طالبي ما ليس بالصحيح ولا الطيّب .

بدأ الرجل بالشعور بالإحراج.

تابع سقراط : ما زال بإمكانك أن تنجح بالامتحان، فهناك مصفاة ثالثة
إنها " الفائدة " ، أتعتقد أن الخبر يفيدني ؟

ردّ الرجل : " أعتقد أنه لا يفيد .

تابع سقراط : إذا كنت ستخبرني شيئاً ليس بصحيح ولا طيب ولا يفيدني ، فلماذا تخبرني به إذاً ؟ !
فهمت قصد صاحبي ... فاحمرّ وجهي خجلاً .

مروة عبدالله
10-06-2009, 11:04 AM
د. عثمان

جاء لينقد طلابه ففاجأه بحكته ودهاءه, جميلة القصة ومعبرة كثيراً, فشكراً لكَ.

تقديري

ربيحة الرفاعي
04-03-2014, 06:48 PM
ربما لو أخضعنا كلما نريد قوله لمصافي سقراط هذه لعزفنا عن الكلام
وربما كان ثمة مصفاة رابعة لم يشر إليها سقراط لكونه المتلقي في ذلك الامتحان، وهي الفهم .. فهل سيفهم المتلقي المنقول بما يجعله مفيدا ؟

قص هادف كدائما أديبنا

لا حرمك البهاء

تحاياي

خلود محمد جمعة
06-03-2014, 06:26 AM
عندما تمتد يد الحكمة في رسم المعاني تزيد الحرف وقارا
دمت بخير
مودتي وتقديري

مصطفى حمزة
06-03-2014, 07:27 AM
مصافي الحكيم الثلاثة
الدكتور عثمان قدري مكانسي

كلمته - حين التقيته - في أمر جار لنا لا علاقة له به سوى أنه قد يسلم عليه إذا رآه وهو يطرق بابي ، فاستمع إليّ بأدب – وهذا دأبه – ولو كانت القصة لا تعنيه . فلما أنهيت حديثي نظر إليّ بعين المحب ثم قال :
أتعرف " مصافي سقراط "؟
نظرت إليه متعجباً من سؤاله ، فسأل مبتسماً مرة أخرى : أتعرف " فلاتر سفراط " ؟
قلت : لم أسمع بها قطّ .
فابتدأ حديثه قائلاً :

لقي صقراط صاحبه الذي ما إن رآه حتى سلم عليه وبلهفة وقال له : سقراط ُ يا صديقي؛ أتعلم ما سمعت عن أحد طلابك؟"

رد عليه سقراط : أود منك – قبل أن تخبرني - أن تجتاز امتحاناً صغيراً يدعى : " المصافي الثلاث "

قال الرجل متعجباً : " المصافي الثلاث؟ "

أجاب سقراط :هذا صحيح" ، ثم تابع قائلاً :
إليك المصفاة الأولى " الصدق " أ أنت متأكد أن ما تودّ قوله صحيح؟"

كان رد الرجل : لا ؛ في الواقع أنني سمعت الخبر ليس غير.

قال سقراط مقاطعاً : حسنا ، فأنت لم تتأكد من صحة الخبر أو خطئه ...
فلنجرب المصفاة الثانية " الطيبة " فهل الخبر طيب ووقعه على المسامع حسنٌ ؟ .

قال الرجل : لا، إنه على العكس تماماً ...

تابع سقراط : حسَناً ، إنك ستخبرني عن طالبي ما ليس بالصحيح ولا الطيّب .

بدأ الرجل بالشعور بالإحراج.

تابع سقراط : ما زال بإمكانك أن تنجح بالامتحان، فهناك مصفاة ثالثة
إنها " الفائدة " ، أتعتقد أن الخبر يفيدني ؟

ردّ الرجل : " أعتقد أنه لا يفيد .

تابع سقراط : إذا كنت ستخبرني شيئاً ليس بصحيح ولا طيب ولا يفيدني ، فلماذا تخبرني به إذاً ؟ !
فهمت قصد صاحبي ... فاحمرّ وجهي خجلاً .


أخي الأكرم الأستاذ عثمان
أسعد الله أوقاتك
الحكمة في النصّ قيّمة ، ومقصدها نبيل جليل .
الصدق والطيبة والفائدة يمكن أن تكون معاُ تحت دلالة ( الخير ) حيث قال الحبيب المصطفى :
( ..... ، فليقل خيراً أو فليصمتْ )
لعلّ في الأسطر الأولى شيء من الركاكة في التأليف ما بين الجمل ..
تحياتي

ناديه محمد الجابي
06-03-2014, 12:00 PM
قصة ذات حكمة رائعة..
ياليتنا كلنا نستخدم مصافي سقراط قبل نقل أي خبر
أعتقد أن الإشاعات ستقل أو تمحى ..
وأن القلوب ستكون أكثر صفاء.
شكرا على قص نبيل وهادف
تحياتي وودي.

كاملة بدارنه
07-03-2014, 08:19 AM
فلاتر رائعة لو استخدمها النّاس لما عمّ الفساد وانتشرت النّميمة
بوركت
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
03-07-2014, 04:15 PM
لو وصل الإسلام لسقراط فهل كان سيموت على غيره!

فكر يشبه الإسلام في روعته
وقصة حملت الحكمة والفائدة

شكرا لك أخي

بوركت