المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قيـّد اليـاسمين



عبير هاشم
10-06-2009, 09:37 PM
أن يكون لكِ قرارٌ متأخر خير من أن لاتقرري أبداً
قالت: والحقيقة تخنق العبارات فيها ,هذا ماكان قراري وهو على علم ٍ أنا لاأتكلف الصمت,
بل كنت أمهله حيناً من الدهر , تشنجت كفاها من الغضب والدم لم يعد في عروقها يتدفق ,أصبحت كتمثال في هيئة بشر.

تصاعدت الذكريات في أقصاها ,ثمة تساؤلات كانت تلتهمها وكأنها تقتل أجزاء ً من عمرها
وأشياء أخرى كان لها مكانة بين أوراقها ,هاج فيها شعاع الحنين حتى أصبحت تناجي في
.الصخر آخر أنفاسها وصدى الكلمات التي تحيطها إلتبست بالغموض.

سكبت إليها ماقرأت يوماً ,من كتاب لأحدهم وهو يقول:
كل شيئ ياسيدتي قد تساوى الخير والشر, البر والبحر, العيش والموت
وبعد عشرين عاماً آخرين لا نعلم ماذا سيتساوى أيضاً.

كانت ترقب كلماتي بشيء من القبول المطلق حتى توقفت فجأة لتستعيد وعيها مع كلماتي وأطردت
تقول:مشكلتي يا صديقتي ليس لها حل ...إن تكلمت تألمت, وإن لم أتكلم أتألم

إن فتحت الأبواب كلها أغلقت في وجهي وإن لم أفتحها عاتبتني الحياة مسترسلة بالغضب الذي لا ينتهي,,إذن مـاذا تبقى .......

ها أنتِ تخبريني أن الموت والعيش توحدا , إذن فالموت في حضرة الكلام أفضل

مرت الايام يا صديقتي والأرض من تحتي لم تعد تحتمل هذا النزيف الذي أغرقها,
مرت السنين وانا لم اعد قادرة على تحمل هذا الحب المزيف ,,
كم كان موعد عمري معه أحلى موعدا أعطيته في حياتي.......لم أكن أعلم انه اسوأ موعدٍ في حياتي, فأين المفر من ذنب لم أقترفه وأين الطريق لأعيد لنفسي عمري واسمي وأحلامي وورودي
كـل شيئ من حولي يخيم عليه الخوف ....وانا لا أعرف ماذا يخيم عليّ.

وفجأة خيم عليها الصمت لا أعلم ماهو الشيء الذي أخرس الكلمات في صوتها,فاسترسلت معها لأشاركها مساحة العناء ......عليّ أستطيع أن أتجاوز المحنة معها ........

أفاقت بعد ذلك كأنها غابت عن الوعي للحظات
عاودت أنفاس حديثها وقالت:هنا أساور شوق وبوح وظلم ...هنا الوراء وراء الواقع
كلمات كتبتها يوما ,حياة اعتنقتها كظلي فأنهكتني أحمالها حتى تكلس فيّ الشعور
وباع العابرون أسرارنا علناً ,,ففي كل بقعة على سطح الأرض أناسٌ يذبحون والآخرون متفرجون
ولم تكذب علينا القصص والروايات ولم تخدعنا قصائد نزار...ولا مساءات الزيزفون.
أرأيتِ أن كل شيئ توحد وتبقى الأسرار لدى الناس تختلف لذا فكل شيء يا صديقتي مع الإسراف يضر وانا هنا وصل الإسراف مني حد العجز حتى أوشك التعفن يأكل مذكراتي وينهش ما تبقى من
أوراقي,أصبح في مخيلتي كل شيئ دامس أصبحت أكره فتح النوافذ أصبحت لا اعرف النوم والحياة كنت اتمنى أن يزورني الموت في كل ليلة ,شرب اليأس من وجهي حد الثمالة حتى قُضي عليّ الرحيل وحيدة......
فلم يعد الموت قادرٌ على تحمل موتي المستمر,,,,,,,ولم تعد يدي تستطيع ان تنتشل من بين الركام عكاز الصبر الذي كان يتخطى معي ذاك الألم,
لذا فقد اتخذت قراري..........لأسبق الزمان والمكان وأخوض في صباح جديد
ملءطريقي ياسمين...أناشد الحياة التي غابت عني,,,
لتعلمني أمنيات تخفف هذا الرحيل ,,فقد أكون يوما جسدا آخر لي وأبتاع إسما آخر
لا يربطني فيه تاريخ سأبحث عن وردة في حدائق حلمي لتتفتح على قراري من جديد
فكم أريد تجديد ذاتي لأعيد للحياة معانيها,,فلا وقت لدي الآن لأخط سطور على الرمل,,,,,ولن أغدو شمعة تحترق كما تطلب منا الأساطير أن نكون.
.................
أضع بين أيديكم إحدى محاولاتي في كتابة القصة
كان ليّ الكثير ولكن هذه القصة نالت شيئاً من الضوء

تحياتي للجميع

عماد أمين
11-06-2009, 01:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قصة جميلة أختي عبير مررتِ من خلالها بالمراحل التالية:

1- مرحلة اليأس المطلق التي كانت تحس به صديقتك والتي أحسنت في اختيار التعابير الموحية لذلك مثل:



*هاج فيها شعاع الحنين حتى أصبحت تناجي في الصخر آخر أنفاسها وصدى الكلمات التي تحيطها إلتبست بالغموض.
*إن تكلمت تألمت, وإن لم أتكلم أتألم
إن فتحت الأبواب كلها أغلقت في وجهي وإن لم أفتحها عاتبتني الحياة مسترسلة بالغضب الذي لا ينتهي
*كـل شيئ من حولي يخيم عليه الخوف ....وانا لا أعرف ماذا يخيم عليّ.
*حياة اعتنقتها كظلي فأنهكتني أحمالها حتى تكلس فيّ الشعور
*وانا هنا وصل الإسراف مني حد العجز حتى أوشك التعفن يأكل مذكراتي وينهش ما تبقى من
أوراقي,أصبح في مخيلتي كل شيئ دامس أصبحت أكره فتح النوافذ أصبحت لا اعرف النوم والحياة كنت اتمنى أن يزورني الموت في كل ليلة ,شرب اليأس من وجهي حد الثمالة حتى قُضي عليّ الرحيل وحيدة......
فلم يعد الموت قادرٌ على تحمل موتي المستمر,,,,,,,ولم تعد يدي تستطيع ان تنتشل من بين الركام عكاز الصبر الذي كان يتخطى معي ذاك الألم,


2- نقطة التحول والتي بينتِها بقول صديقتك في جملة واحدة وهي:



لذا فقد اتخذت قراري..........لأسبق الزمان والمكان وأخوض في صباح جديد


3- بعدها مباشرة جاءت مرحلة الأمل في غد جديد مختلف تماما عن الماضي وهذا في الفقرة الأخيرة وهي:



ملءطريقي ياسمين...أناشد الحياة التي غابت عني,,,
لتعلمني أمنيات تخفف هذا الرحيل ,,فقد أكون يوما جسدا آخر لي وأبتاع إسما آخر
لا يربطني فيه تاريخ سأبحث عن وردة في حدائق حلمي لتتفتح على قراري من جديد
فكم أريد تجديد ذاتي لأعيد للحياة معانيها,,فلا وقت لدي الآن لأخط سطور على الرمل,,,,,ولن أغدو شمعة تحترق كما تطلب منا الأساطير أن نكون.


صور وتعابير راقية جعلتِنا نشعر بنفسية صديقتك وكأن الحادثة أمامنا.

بارك الله فيك أختي.
في انتظار المحاولات الأخرى.
لك منا كل الاحترام

مصلح أبو حسنين
21-06-2009, 02:45 PM
رحلة القص هنا أخذتنا في خضم الاستسلام للآلام واليأس

ولكن الإنسان حين يتخذ القرار في الوقت المناسب

تتغير الأحوال حتى ولو ببصيص أمل

قص جميل

تحياتي وتقديري

وائل راشد
22-06-2009, 12:55 AM
قصة جميلة جاءت النهاية موقعة باحتراف
اسجل اعجابي وتقديري

خليل ابراهيم عليوي
22-06-2009, 01:09 AM
جميلة
و احسنت حينما بدات بصباحك الجديد

د خليل

أحمد حاتم
22-06-2009, 06:49 AM
تقول:مشكلتي يا صديقتي ليس لها حل ...إن تكلمت تألمت, وإن لم أتكلم أتألم .
.................................................. .........................
هنا العقدة ، لتتكلم فقد أقرت بوجود الألم فى الحالتين . وقد أسبقتها بـ ( مشكلتى ياسيدتى ليس لها حل ) هى قضت بذاتها
وتعجلت حكما ، فضاعت هنا سببية الحوار .
ومع قليل من الدقة لوجدنا أن حوارها مع الراوية فى ضوء حكمها المسبق لا محل له .
تبقى وجهة أخرى أن الراوية هنا جاءت لمجرد نقل حوار تقريرى ، وانضوى النص بهذه المثابه على حدث نفسى بحت .
فى كل الأحوال أجادت القاصة فى نقل الحالة النفسية لبطله الحدث السلبى ( ربما تكون التسمية هذه غير دقيقة ) .
الأخت الكريمه \ عبير هاشم
أحسنت لغة ومضمونا
إلى المزيد .

عبير هاشم
27-06-2009, 06:16 PM
الأخ الكريم عماد أمين

أشكر مرورك الكريم على قصتي
سعيدة أنها لا قت نصيب من الجمال في طرحها هنا

تحياتي وتقديري

لمى ناصر
28-06-2009, 07:51 AM
قصة طرحت فكرة القلق التي يمر بها

الإنسان عندما يتأرجح رأيه باتخاذ القرار


المناسب...استطعت وصف الحالة

رائعة .

سعيدة الهاشمي
29-06-2009, 07:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفاضلة عبير هاشم،

هي لحظة من الحياة يعم فيها القلق، ونتوه فيها فلا نعرف ماذا نفعل، نحس وكأن رأسنا يكاد ينفجر

من هول التفكير وكأنه طاحونة لا تهدأ أبدا فينفرط القلق والعجز ليطال لغتنا ويؤثر في واقعنا اليومي

لكن لابد لضوء الأمل من بزوغ مهما طال ليل التيه.

تحيتي وودي.

هيثم السليمان
29-06-2009, 11:31 PM
نسج جميل رصد تفاصيل دقيقة لمعاناة حقيقية
وبوح الألم الذي طغى على النص زاده ألقاً وحيوية
شكراً لكِ

د. سمير العمري
20-02-2010, 11:58 PM
نص قصصي جميل ومعبر لغة وفكرة وأسلوبا.

دام هذا الألق!

أهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

ربيحة الرفاعي
11-05-2014, 08:50 PM
فكرةطيبة في نص قصّيّ جمح الحرف فيه قليلا للمباشرة في الوصف وتخطى البوح حيز الأدبية لمساحات البث المسترسل للشعور فكان في النص إسهابا أدى لترهله

بعض اشتغال عليها كان ليجعلها أجمل

دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
08-07-2014, 06:33 PM
قصة مشوقة بأسلوب جميل وخاتمة رائعة

شكرا لك أختي

بوركت

خلود محمد جمعة
04-06-2015, 08:52 AM
قصة جميلة بأسلوب ماتع وفكرة عميقة
بوركت وكل التقدير