فارس عودة
18-06-2009, 02:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم :
أحبابي الكرام :
ودعت أرض لبنان ومعها العالم الإسلامي علما من أعلام الأمة وداعية من دعاتها الأفذاذ ، الداعية العلامة فتحي يكن ، الذي أثرى الحركة الإسلامية ، والذي كان من أبرز قادتها ، بأفكاره وتوجيهاته ، كما أثرى المكتبة الإسلامية بكتبه القيمة .
لقد رحل فقيد الأمة إلى جوار ربه ، تاركا أرثا عظيما من الكتب والتوجيهات ، أسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناته ، وأن ينفع بها المسلمين .
لقد رحل الفقيد عن دنيانا لكنه باق في قلوب الملايين الذين يحبونه ، ويقرؤون ما تركه من علم ينتفع به ، فقد كان بحق قمرا يسطع في سماء الفكر والدعوة ، إلا أنه :
قمرٌ لا يغيبُ "
لبنانُ نجمُكَ ولَّى بَعْـدَ ذِي يَكــَنِ = والكونُ أصْبَحَ والإسْـلامُ فِي حَزَنِ
والأرضُ أضحتْ بُعَيْدَ الرُزْءِ باكيـةً = والطيرُ أَمْسَـى لفَقْدِ الحِبِّ ذَا شَجَنِ
والقلبُ أِظْلَمَ مِنْ زُرْءٍ ومِـنْ حـَزَنٍ = والدَّمْعُ أسْبَلَ مِثْلَ العَـارِضِ الهَتِنِ
فَقْدُ الرِّجَالِ كفَقْدِ المَاءِ فِي ظَمَــأٍ = أو فُرْقَـةِ الرُّوحِ عِنْدَ المَوْتِ للبَدَنِ
يَا هَامِرَ الغَيْثِ كَمْ أحْيَيْتَ مِنْ مُـهَجٍ = وكمْ سَـقَيْتَ لُبَابَ الفِكْـرِ ذَا فِطَـنِ
سُمِّيتَ فَتْحِي وآلُ العِـزِّ مِـنْ يَكَـنٍ = لو هَانَتِ الأرْضُ مَا هَانُوا ولمْ تَهُنِ
قدْ كنتَ شَيْخِي لأهلِ الفِكْرِ سـَـاقيةً = فَتْحٌ مِنَ اللـهِ لولا اللـهُ لمْ يَكـُنِ
يا منْ سَمَوْتَ عَنِ الدُّنيَا وَزُخُـرُفِهَا = والحُرُّ يَسْمُو عَنِ الأوْشَـابِ والعَفَنِ
كمْ عِشْتَ حرًّا عَزِيزَ النَّفْسِ ذَا أَدَبٍ = يَسْمُو فؤادُكَ يا شيخِي عَنِ الضًَّـغَنِ
شــعاعُ فِكْـرِكَ فِي الآفاقِ تعرفُـهُ = أرضُ العروبةِ مِنْ شَـامٍ وَمِنْ يَمَنِ
ما ازدانَ لبنـانُ إلاَّ بعدَ مـَوْلِـدِهِ = كأنَّهُ قَمَـرٌ فِـي صَـفْحَـةِ الوَطَنِ
واليومَ فارقتِ الأوْطَــانَ طلَّـتُـهُ = وَغَابَ عنْهَا شَدِيدُ البأْسِ فِي المِحَنِ
وودَّعَتْـهُ طرابلـسٌ وقـدْ لبسـتْ = عَبَاءَةَ الغَـمِّ تشـكُو غَيْبَةَ الحَسَنِ
وقدْ تردَّتْ مُسُــوحَ الحُزْنِ باكـيةً = لمَّا لَبِسْـتَ أبَـانَـا حُلَّـةَ الكَـفَنِ
مَضَـى الفَقِيدُ وفِي أكْفَـانِهِ دُرِجَتْ = مَعَـالـِمٌ في دُرُوبِ الخَـيْرِ لمْ تَبِنِ
معالمٌ فِي سـِـمَاءِ المَجْدِ سَـاطِعَةٌ = تهدِي القلوبَ بِفِكْـرٍ وَاثِقِ السُّـنَنِ
يا مَنْ سـكنْتَ بقلبِي غَيْرَ مُرْتَحِـلٍ = طولَ الحياةِ ولمْ تُعْرِضْ عَنِ السَّكَنِ
وجْدِي عليكَ إِمَـامِـي مَالَهُ سَـكَنٌ = قدْ كادَ حُـزْنِي عليكَ اليومَ يقتلنِـي
شبَّتْ بقلبِي شُـجُونٌ لا انْطِفَاءَ لَهَا = وَعَـادَ قَلْبِي بِحُزْنٍ غَيْرِ مُكْــتَمِنِ
هَوَتْ عَلَيَّ سِــهَامُ الرُّزْءِ نَافِـذَةً = وكلَّ حينٍ جِيُوشُ الغَـمِّ تَطْرُقـُنِي
آهٍ عَلَى زَمـَنِ الآلامِ كَـمْ عَصفَـتْ = بِالْقَلْبِ رِيحٌ مِنَ الأحْزَانِ تُؤْلِمُنِـي
قدْ كانَ صوتُكَ قَبْل المَوْتِ يُؤْنِسُـنِي = واليومَ ذِكْـرَاكَ للأشْـجَانِ تُسْلِمُنِي
فارقتَ أرضـًا وما فارقـتَ أفئـدةً = تحيَا بحبِّكَ فِي الإسْـرَارِ والعَلَـنِ
قدْ ذاع صِيتُكَ فِي الآفاقِ يملؤُهَــا = طِيـبــًا تَرَدَّدَ بَيـْنَ الأَنْفِ والأُذُنِ
أحْرَزْتَ شيخيَ بالإسْـلامِ مَكْرُمـَةً = مَا كانَ يعرفُهَا كِسْــرَى وذوُ يَزَنِ
طوَى الزَّمَانُ عليهمْ ثَـوْبَ تربتِـهِ = وحسنُ ذكرِكَ لا يطوَى مَدَى الزَّمَنِ
قدْ كانَ سيفُكَ للإســلامِ مُنْصَلِتـًا = يُعْلِي اللـواءَ وَيُبْرِي هَامَـةَ الوَثَنِ
وكـمْ بذلتَ لديـنِ اللهِ مــِنْ دُرَرٍ = وكمْ دفعتَ لعـزِّ الدينِ مِـنْ ثَمَـنِ
جُوزِيتَ خَيْرًا عَنِ الإسْـلامِ يَا أَبَتِي = جنَّاتِ ربِّي إلهِ العَـرْشِ ذِي المِنَنِ
يا ربِّ فاجعلْ لهُ الفردوسَ منزلـةً = نِعْمَ المُقَامُ وَمَا أَحْـلاهُ مِنْ سَـكَنِ
أحبابي الكرام :
ودعت أرض لبنان ومعها العالم الإسلامي علما من أعلام الأمة وداعية من دعاتها الأفذاذ ، الداعية العلامة فتحي يكن ، الذي أثرى الحركة الإسلامية ، والذي كان من أبرز قادتها ، بأفكاره وتوجيهاته ، كما أثرى المكتبة الإسلامية بكتبه القيمة .
لقد رحل فقيد الأمة إلى جوار ربه ، تاركا أرثا عظيما من الكتب والتوجيهات ، أسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناته ، وأن ينفع بها المسلمين .
لقد رحل الفقيد عن دنيانا لكنه باق في قلوب الملايين الذين يحبونه ، ويقرؤون ما تركه من علم ينتفع به ، فقد كان بحق قمرا يسطع في سماء الفكر والدعوة ، إلا أنه :
قمرٌ لا يغيبُ "
لبنانُ نجمُكَ ولَّى بَعْـدَ ذِي يَكــَنِ = والكونُ أصْبَحَ والإسْـلامُ فِي حَزَنِ
والأرضُ أضحتْ بُعَيْدَ الرُزْءِ باكيـةً = والطيرُ أَمْسَـى لفَقْدِ الحِبِّ ذَا شَجَنِ
والقلبُ أِظْلَمَ مِنْ زُرْءٍ ومِـنْ حـَزَنٍ = والدَّمْعُ أسْبَلَ مِثْلَ العَـارِضِ الهَتِنِ
فَقْدُ الرِّجَالِ كفَقْدِ المَاءِ فِي ظَمَــأٍ = أو فُرْقَـةِ الرُّوحِ عِنْدَ المَوْتِ للبَدَنِ
يَا هَامِرَ الغَيْثِ كَمْ أحْيَيْتَ مِنْ مُـهَجٍ = وكمْ سَـقَيْتَ لُبَابَ الفِكْـرِ ذَا فِطَـنِ
سُمِّيتَ فَتْحِي وآلُ العِـزِّ مِـنْ يَكَـنٍ = لو هَانَتِ الأرْضُ مَا هَانُوا ولمْ تَهُنِ
قدْ كنتَ شَيْخِي لأهلِ الفِكْرِ سـَـاقيةً = فَتْحٌ مِنَ اللـهِ لولا اللـهُ لمْ يَكـُنِ
يا منْ سَمَوْتَ عَنِ الدُّنيَا وَزُخُـرُفِهَا = والحُرُّ يَسْمُو عَنِ الأوْشَـابِ والعَفَنِ
كمْ عِشْتَ حرًّا عَزِيزَ النَّفْسِ ذَا أَدَبٍ = يَسْمُو فؤادُكَ يا شيخِي عَنِ الضًَّـغَنِ
شــعاعُ فِكْـرِكَ فِي الآفاقِ تعرفُـهُ = أرضُ العروبةِ مِنْ شَـامٍ وَمِنْ يَمَنِ
ما ازدانَ لبنـانُ إلاَّ بعدَ مـَوْلِـدِهِ = كأنَّهُ قَمَـرٌ فِـي صَـفْحَـةِ الوَطَنِ
واليومَ فارقتِ الأوْطَــانَ طلَّـتُـهُ = وَغَابَ عنْهَا شَدِيدُ البأْسِ فِي المِحَنِ
وودَّعَتْـهُ طرابلـسٌ وقـدْ لبسـتْ = عَبَاءَةَ الغَـمِّ تشـكُو غَيْبَةَ الحَسَنِ
وقدْ تردَّتْ مُسُــوحَ الحُزْنِ باكـيةً = لمَّا لَبِسْـتَ أبَـانَـا حُلَّـةَ الكَـفَنِ
مَضَـى الفَقِيدُ وفِي أكْفَـانِهِ دُرِجَتْ = مَعَـالـِمٌ في دُرُوبِ الخَـيْرِ لمْ تَبِنِ
معالمٌ فِي سـِـمَاءِ المَجْدِ سَـاطِعَةٌ = تهدِي القلوبَ بِفِكْـرٍ وَاثِقِ السُّـنَنِ
يا مَنْ سـكنْتَ بقلبِي غَيْرَ مُرْتَحِـلٍ = طولَ الحياةِ ولمْ تُعْرِضْ عَنِ السَّكَنِ
وجْدِي عليكَ إِمَـامِـي مَالَهُ سَـكَنٌ = قدْ كادَ حُـزْنِي عليكَ اليومَ يقتلنِـي
شبَّتْ بقلبِي شُـجُونٌ لا انْطِفَاءَ لَهَا = وَعَـادَ قَلْبِي بِحُزْنٍ غَيْرِ مُكْــتَمِنِ
هَوَتْ عَلَيَّ سِــهَامُ الرُّزْءِ نَافِـذَةً = وكلَّ حينٍ جِيُوشُ الغَـمِّ تَطْرُقـُنِي
آهٍ عَلَى زَمـَنِ الآلامِ كَـمْ عَصفَـتْ = بِالْقَلْبِ رِيحٌ مِنَ الأحْزَانِ تُؤْلِمُنِـي
قدْ كانَ صوتُكَ قَبْل المَوْتِ يُؤْنِسُـنِي = واليومَ ذِكْـرَاكَ للأشْـجَانِ تُسْلِمُنِي
فارقتَ أرضـًا وما فارقـتَ أفئـدةً = تحيَا بحبِّكَ فِي الإسْـرَارِ والعَلَـنِ
قدْ ذاع صِيتُكَ فِي الآفاقِ يملؤُهَــا = طِيـبــًا تَرَدَّدَ بَيـْنَ الأَنْفِ والأُذُنِ
أحْرَزْتَ شيخيَ بالإسْـلامِ مَكْرُمـَةً = مَا كانَ يعرفُهَا كِسْــرَى وذوُ يَزَنِ
طوَى الزَّمَانُ عليهمْ ثَـوْبَ تربتِـهِ = وحسنُ ذكرِكَ لا يطوَى مَدَى الزَّمَنِ
قدْ كانَ سيفُكَ للإســلامِ مُنْصَلِتـًا = يُعْلِي اللـواءَ وَيُبْرِي هَامَـةَ الوَثَنِ
وكـمْ بذلتَ لديـنِ اللهِ مــِنْ دُرَرٍ = وكمْ دفعتَ لعـزِّ الدينِ مِـنْ ثَمَـنِ
جُوزِيتَ خَيْرًا عَنِ الإسْـلامِ يَا أَبَتِي = جنَّاتِ ربِّي إلهِ العَـرْشِ ذِي المِنَنِ
يا ربِّ فاجعلْ لهُ الفردوسَ منزلـةً = نِعْمَ المُقَامُ وَمَا أَحْـلاهُ مِنْ سَـكَنِ