المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زير الذهب



مصلح أبو حسنين
18-06-2009, 04:14 PM
كبر الأولاد وتزوجوا ، وبعد وفاة والدتهم قل اهتمامهم بوالدهم ، وانشغل كلٌ بحاله
طعن الأب في السن وأصبح يحتاج من يقوم بشئونه ، وهي سنة الحياة يرعى فيها الكبير صغيره فتستوي حياتهما في خطين متوازيين لا يلتقيان مهما امتدا ، ولكن بشكل متعاكس
بعض أولاد الحلال على عجالة يقضون له بعض متطلباته
يشتكي لهم الأولاد وتقصيرهم
يأتيه أولاده في فترات متباعدة وعلى مضد يقدمون له بعض الخدمات المتواضعة ولا ينسى الواحد منهم أن يعتذر بطريقة فجة لوالده متذرعا ً بمشاغل حياته وبيته والأطفال
طلب منهم أن ينقلوه لوحدة رعاية المسنين ، فعقدوا قمة اتخذوا فيها قرارا ً بالإجماع استنكروا فيه رأيه ورفضوا تنفيذ طلبه لأن ذلك سيسيء سمعتهم أمام الناس
ضاق بهم ذرعا
أرسل لمختار الحي يشتكى له تقصير الأولاد ، فكان رأيه أن تحمل أعانك الله فأولادك لهم مشاغلهم وهم ككل أولاد الناس
سمعت بحاله إحدى جاراته وقررت أن تسدي له خدمة جليلة
زارته وقدمت له بعض الواجبات واتفقت معه بذكائها على حكاية غريبة لردع الأولاد بعدما يأس منهم ومن إصلاحهم
أشاعت تلك السيدة في الوسط النسائي أنها ستتزوج هذا الرجل لأنها اكتشفت أن لديه زيرا فخاريا مملوءا بالذهب يخفيه في مكان ما ولم تنس أن توصيهن بكتمان السر
طار الخبر بسرعة البرق لأولاده وابنته ، فتهافتوا عليه تهافت الذباب على الحلوى
وإمعانا في بر الوالدين قسموا العمل فيما بينهم بحيث لا يفارقه أحد في لحظة ما
انقلب الوضع رأسا ًعلى عقب ، فصار يحصل على الشيء بمجرد إيماءة من رأسه
داهمه الأجل المحتوم
توفي الرجل
فتباكوا على أبيهم تصنعا مظهرين الحزن والألم
ولما انتهت مراسيم العزاء أنفذ المحامي وصية المتوفى حيث جيء بالمختار وتحولق الأبناء في جلستهم حوله وكسر زير الذهب فوق رؤوسهم فتناثر عليها ما في الزير من فضلات آدمية . . . .

سعيدة الهاشمي
21-06-2009, 12:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الفاضل مصلح أبو الحسنين،

راقتني في بساطة طرحها وانسياب لغتها، كانت فكرة حكيمة من تلك الجارة،

لقد تطرقت لموضوع بات منتشرا في وقتنا الراهن، ألا وهو انشغال الأولاد عن آبائهم بأمور الحياة

مع أن الله سبحانه وتعالى أمر ببر الوالدين وحذر من معصيتهما، لكن ما إن يفقد الإنسان صحته حتى

يبقى وحيدا، لعن الله الطمع أخي لعنه الله.

احترامي وتقديري.

مصلح أبو حسنين
21-06-2009, 02:50 PM
كبر الأولاد وتزوجوا ، وبعد وفاة والدتهم قل اهتمامهم بوالدهم ، وانشغل كلٌ بحاله
طعن الأب في السن وأصبح يحتاج من يقوم بشئونه ، وهي سنة الحياة يرعى فيها الكبير صغيره فتستوي حياتهما في خطين متوازيين لا يلتقيان مهما امتدا ، ولكن بشكل متعاكس
بعض أولاد الحلال على عجالة يقضون له بعض متطلباته
يشتكي لهم الأولاد وتقصيرهم
يأتيه أولاده في فترات متباعدة وعلى مضض يقدمون له بعض الخدمات المتواضعة ولا ينسى الواحد منهم أن يعتذر بطريقة فجة لوالده متذرعا ً بمشاغل حياته وبيته والأطفال
طلب منهم أن ينقلوه لوحدة رعاية المسنين ، فعقدوا قمة اتخذوا فيها قرارا ً بالإجماع استنكروا فيه رأيه ورفضوا تنفيذ طلبه لأن ذلك سيسيء سمعتهم أمام الناس
ضاق بهم ذرعا
أرسل لمختار الحي يشتكى له تقصير الأولاد ، فكان رأيه أن تحمل أعانك الله فأولادك لهم مشاغلهم وهم ككل أولاد الناس
سمعت بحاله إحدى جاراته وقررت أن تسدي له خدمة جليلة
زارته وقدمت له بعض الواجبات واتفقت معه بذكائها على حكاية غريبة لردع الأولاد بعدما يأس منهم ومن إصلاحهم
أشاعت تلك السيدة في الوسط النسائي أنها ستتزوج هذا الرجل لأنها اكتشفت أن لديه زيرا فخاريا مملوءا بالذهب يخفيه في مكان ما ولم تنس أن توصيهن بكتمان السر
طار الخبر بسرعة البرق لأولاده وابنته ، فتهافتوا عليه تهافت الذباب على الحلوى
وإمعانا في بر الوالدين قسموا العمل فيما بينهم بحيث لا يفارقه أحد في لحظة ما
انقلب الوضع رأسا ًعلى عقب ، فصار يحصل على الشيء بمجرد إيماءة من رأسه
داهمه الأجل المحتوم
توفي الرجل
فتباكوا على أبيهم تصنعا مظهرين الحزن والألم
ولما انتهت مراسيم العزاء نفذ المحامي وصية المتوفى حيث جيء بالمختار وتحولق الأبناء في جلستهم حوله وكسر زير الذهب فوق رؤوسهم فتناثر عليها ما في الزير من فضلات آدمية . . . .

__________________________________________________ ___________


ملاحظة هامة : تم تعديل كلمتين باللون الأحمر في النص

وائل راشد
22-06-2009, 12:52 AM
الاستاذ مصلح أبو حسنين:
قصة طغى عليها السرد ولكن جاءت جميلة من حيث النسج والفكرة
اسجل اعجابي

مصلح أبو حسنين
22-06-2009, 01:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الفاضل مصلح أبو الحسنين،

راقتني في بساطة طرحها وانسياب لغتها، كانت فكرة حكيمة من تلك الجارة،

لقد تطرقت لموضوع بات منتشرا في وقتنا الراهن، ألا وهو انشغال الأولاد عن آبائهم بأمور الحياة

مع أن الله سبحانه وتعالى أمر ببر الوالدين وحذر من معصيتهما، لكن ما إن يفقد الإنسان صحته حتى

يبقى وحيدا، لعن الله الطمع أخي لعنه الله.

احترامي وتقديري.
______________________________________________


مرحبا بك أخت سعيدة الهاشمي

وأسعد الله أيامك

سررنا بعاطر الزيارة الكريمة

تحياتي وتقديري واحترامي

مصلح أبو حسنين
22-06-2009, 01:04 PM
الاستاذ مصلح أبو حسنين:
قصة طغى عليها السرد ولكن جاءت جميلة من حيث النسج والفكرة
اسجل اعجابي

_______________________________________


مرحبا بك أخي / وائل راشد

يطيب لنا عاطر زيارتكم

شكرا لكم

تحياتي وتقديري واحترامي

هيثم السليمان
22-06-2009, 02:22 PM
أخي مصلح
سرد مكثّف عبّر عن حالة أخذت بالتفاقم يوماً بعد يوم
وفّقك الله
وأعاننا الله على برّ أبائنا

مصلح أبو حسنين
24-06-2009, 05:45 PM
أخي مصلح
سرد مكثّف عبّر عن حالة أخذت بالتفاقم يوماً بعد يوم
وفّقك الله
وأعاننا الله على برّ أبائنا
___________________________________________


أخي المكرم / هيثم السليمان

سرنا مروركم بالجوار

وعبقنا أريج القلم

تحياتي وتقديري

مازن لبابيدي
25-06-2009, 09:54 AM
الأخ الحبيب الأديب مصلح ، تحيتي لك أولاً
قصة جميلة ممتعة . عالجت علة اجتماعية منشؤها ضعف الوازع الديني بشكل أساسي .
قصتتك اعتمدت على السرد ولم تخل من حبكة بسيطة أضفت عليها عنصر التشويق والطرفة .
الخاتمة كانت طريفة وموفقة .
تقديري لك أخي مصلح .

مصلح أبو حسنين
25-06-2009, 02:40 PM
الأخ الحبيب الأديب مصلح ، تحيتي لك أولاً
قصة جميلة ممتعة . عالجت علة اجتماعية منشؤها ضعف الوازع الديني بشكل أساسي .
قصتتك اعتمدت على السرد ولم تخل من حبكة بسيطة أضفت عليها عنصر التشويق والطرفة .
الخاتمة كانت طريفة وموفقة .
تقديري لك أخي مصلح .

______________________________________________


أخي الحبيب / الأستاذ مازن لبابيدي

سررت كثيرا بمروركم العطر على النص

نتلمس دائما نبض أقلامكم

دمت بخير ومودة

محبتي وتقديري

كاملة بدارنه
27-04-2014, 04:28 PM
يستحقّون ما نالوا!
بات العقوق ظاهرة شائعة بحجّة العمل وقلّة الوقت
أعاذنا الله من غضبه
قصّة هادفة
بوركت
تقديري وتحيّتي

ربيحة الرفاعي
15-05-2014, 12:24 AM
حكاية اجتماعية بعمق انساني رائع، غلبت عليها الحكائية وغابت عنها المعالجة الأدبية من حيث الحبكة وإظهار القوالب الزمكانية والغوص التوصيفي في دخيلة الشخوص لرسم ملامحها
غير أن هذا لم يفقد النص التوشيق والتأثير

دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
10-07-2014, 04:18 PM
قصة جميلة وقفت على مشكة العقوق التي صارت شاعة تقريبا
أظن أن النهاية حيث الزير والفضلات الآدمية لم تفد القصة وكانت النهاية حتى وفاة الأب جميلة وكافية

شكرا لك أخي

بوركت

آمال المصري
03-05-2015, 12:34 PM
بأسلوب ماتع وبيان سلس كانت تلك الاجتماعية التي انتهت بطرفة لكن تحمل رسالة البر بالآباء وإرضاء الله فيهم
وظفت أدواتك بذكاء شاعرنا الفاضل فبوركت واليراع الجميلة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
15-05-2015, 12:46 PM
قصة مباشرة بسرد ماتع ورسالة عميقة وطرح لقضية اجتماعية هامة بأسلوب مشوق ونهاية طريفة بذكاء
قصة واعظة ولاذعة
بوركت وكل التقدير

ناديه محمد الجابي
16-03-2016, 08:43 PM
من عمق الواقع كانت تلك الصورة الأجتماعية لإنشغال الأبناء
عن الوالدين في وقت هم أشد الحاجة إليهم.. وخطة رائعة
لتجعلهم يتهافتون على خدمته..
فكرة قوية .. بسرد سلس، وقفلة جميلة ضاحكة.
دمت بألف خير. :001: