المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلْيَتْرُكُوا لي عُنْبَةَ الخدّينِ أرسُمُها



صقر أبوعيدة
30-06-2009, 08:45 AM
فلْيَتْرُكُوا لي عُنْبَةَ الخدّينِ أرسُمُها
صقر أبوعيدة
أحْزانُكِ
تَجْثو على صَدري وتؤْلمنُي
أرنُو لها والعينُ تمطُرُني
هطْلاً على جُرحي ويُوجعُني
أمضي معَ الأوجاعِ في الوقتِ
في البيت والصوتِ
في الحقل والبحرِ
في الرَّسْمِ والكبْتِ
أشْقَى بها والأرضُ تُلْحِفُني
في حُضنِها خوفاً من الريحِ وتُرضِعُني
تيناً وزيتوناً وعِطرَ بارودِ
وتقذفُني
رُمانةً في وجهِ إعصارٍ يزلزلُني
ياميمتي
شُدّي على خصْري
جذرَ صُنوبرةٍ
أو عرقَ داليةٍ
أروِي بها ضفائرَ الشمسِ
كحلاً لأهدابِ الغزالاتِ
رمحاً إلى بَرقوقةٍ في صدرِ أمّي
أَحْني لها رأسي وتستُرني
في ثوبها تدعو تُقبّلُني
أصْحو على نَفَسٍ ومن فمِها
دفءٌ ودمعٌ يعانقُني
لكنْ تُناغيني كهوفُ الحُلْمِ تجْعلُني
أمضي بعيداً عن قَمري
والليلُ يسرقُني
حُلمي وأكْبو راكعاً
عسى أحدٌ
يأتي ويُوقِظُني
والأمّ مُشفقةٌ على جَهدي وتُثْبتني
حادتْ بِيَ الأثقالُ تسحبُني
مثلَ المراسي تُغرقني
للعُمقِ تَجْذبُني
والحوتُ يرمقُني
والمدُّ والجزرُ يقلِّبُني
عرائسُ البحر تدفعُني
أعودُ إلى حُضنِ الأُمومةِ
تُدْفِـئُني
ياليتَ حُلْمي لا يراوِدُني
فالبعدُ كاد يفْتنُني
عُودِي إلَيْ
في يقْظَتي أو في سُهادي
في الصّمتِ والتَّنادي
إِنّي أُلاقي العارَ في ابْتِعادي
ها قد طَوَيْتُ الأشرعةْ
رُوحي على الأهدابِ مُعلّقةٌ وتمنعُني
تركَ المآقي دامعةْ
لا الكحلُ يُخفي دمعَها ولا المساومةْ
والليلُ مُقعٍ والنيوبُ لامعةْ
رُشِّي على جُرْحي
شيئاً من التّحْنانِ والمصابرةْ
من دالياتِ الكرْملِ
والعشبِ في أسوارها
والدمعِ في حبَّاتِ رملِ المَجْدلِ
والمسجدِ الغافي على أحزانِها
فالطَّرْفُ في عينيكِ مَوْئِلي
والصَّحبُ فيكِ
والهجرُ ليس لي
أرْنُو لها
في مِرطِها أغفو تدَثِّرُني
والرشْحُ من جَبينِها طِيبٌ وينْحدِرُ
عِطراً يضِمِّخُني
ياميمتي ضُمّي لهُاثي حين يشْتدُّ
إنْ يبقَ لي عُمرٌ فلا أرتدُّ
اللحدُ فيك يزِمّلُني
فليتْركوا لي عِنْبَةَ الخدَّين أرسُمها
شِعراً وفوقَ العين غُرّةَ القمرِ
أو بسمةً تطْفو
ولا أحارُ أين أنْحتُها
ما غيرُها يرْنو لها بَصَري
إِنِّي لها كالهودجِ
أَنَّـى تَرى يهْوِي لها
فالموتُ فيها كانتِفاضةِ الشجرِ
أو كَمْأةٍ للرعدِ تَبْسمُ حينَ تفْتقُ ثوبَها
عند احْتلابِ دِرّةِ المطرِ

أحمد عبد الرحمن جنيدو
30-06-2009, 11:03 AM
تفنية الشعر طاغية ونهج البوح رائج ومسموع حتى في النظر
براعة في التكوين الأساسي للشعر
ورقي في الطرح والبوح والنسج
قيمة فنية ولغوية وصور شعرية حديثة مستحدثة
أناقة في التنقل بين زوايا الرؤية

صقر أبوعيدة
30-06-2009, 01:48 PM
وإذا بنيت البيت فابن قواعـــداً === إنّ البناء على الهشـــــاشة يهـــــدم
وإذا قصدت الفعل فاقصد ربّنا === إن النوايـــــــا خيرها تتبســـــــــــم
أستاذي الشاعر الكريم المعطاء حفظه الله
هذان البيتان لكم من أجمل ما قرأت فقد جمعت الخير والنصيحة كلها
من حقلكم الوارف نقطف بعض الثمار
دمت معطاء مبدعا

عبدالملك الخديدي
30-06-2009, 10:49 PM
فلْيَتْرُكُوا لي عُنْبَةَ الخدّينِ أرسُمُها
صقر أبوعيدة
أحْزانُكِ
تَجْثو على صَدري وتؤْلمنُي
أرنُو لها والعينُ تمطُرُني
هطْلاً على جُرحي ويُوجعُني
أمضي معَ الأوجاعِ في الوقتِ
في البيت والصوتِ
في الحقل والبحرِ
في الرَّسْمِ والكبْتِ
أشْقَى بها والأرضُ تُلْحِفُني
في حُضنِها خوفاً من الريحِ وتُرضِعُني
تيناً وزيتوناً وعِطرَ بارودِ
وتقذفُني
رُمانةً في وجهِ إعصارٍ يزلزلُني
ياميمتي
شُدّي على خصْري
جذرَ صُنوبرةٍ
أو عرقَ داليةٍ
أروِي بها ضفائرَ الشمسِ
كحلاً لأهدابِ الغزالاتِ
رمحاً إلى بَرقوقةٍ في صدرِ أمّي
أَحْني لها رأسي وتستُرني
في ثوبها تدعو تُقبّلُني
أصْحو على نَفَسٍ ومن فمِها
دفءٌ ودمعٌ يعانقُني
لكنْ تُناغيني كهوفُ الحُلْمِ تجْعلُني
أمضي بعيداً عن قَمري
والليلُ يسرقُني
حُلمي وأكْبو راكعاً
عسى أحدٌ
يأتي ويُوقِظُني
والأمّ مُشفقةٌ على جَهدي وتُثْبتني
حادتْ بِيَ الأثقالُ تسحبُني
مثلَ المراسي تُغرقني
للعُمقِ تَجْذبُني
والحوتُ يرمقُني
والمدُّ والجزرُ يقلِّبُني
عرائسُ البحر تدفعُني
أعودُ إلى حُضنِ الأُمومةِ
تُدْفِـئُني
ياليتَ حُلْمي لا يراوِدُني
فالبعدُ كاد يفْتنُني
عُودِي إلَيْ
في يقْظَتي أو في سُهادي
في الصّمتِ والتَّنادي
إِنّي أُلاقي العارَ في ابْتِعادي
ها قد طَوَيْتُ الأشرعةْ
رُوحي على الأهدابِ مُعلّقةٌ وتمنعُني
تركَ المآقي دامعةْ
لا الكحلُ يُخفي دمعَها ولا المساومةْ
والليلُ مُقعٍ والنيوبُ لامعةْ
رُشِّي على جُرْحي
شيئاً من التّحْنانِ والمصابرةْ
من دالياتِ الكرْملِ
والعشبِ في أسوارها
والدمعِ في حبَّاتِ رملِ المَجْدلِ
والمسجدِ الغافي على أحزانِها
فالطَّرْفُ في عينيكِ مَوْئِلي
والصَّحبُ فيكِ
والهجرُ ليس لي
أرْنُو لها
في مِرطِها أغفو تدَثِّرُني
والرشْحُ من جَبينِها طِيبٌ وينْحدِرُ
عِطراً يضِمِّخُني
ياميمتي ضُمّي لهُاثي حين يشْتدُّ
إنْ يبقَ لي عُمرٌ فلا أرتدُّ
اللحدُ فيك يزِمّلُني
فليتْركوا لي عِنْبَةَ الخدَّين أرسُمها
شِعراً وفوقَ العين غُرّةَ القمرِ
أو بسمةً تطْفو
ولا أحارُ أين أنْحتُها
ما غيرُها يرْنو لها بَصَري
إِنِّي لها كالهودجِ
أَنَّـى تَرى يهْوِي لها
فالموتُ فيها كانتِفاضةِ الشجرِ
أو كَمْأةٍ للرعدِ تَبْسمُ حينَ تفْتقُ ثوبَها
عند احْتلابِ دِرّةِ المطرِ


الأخ الشاعر المبدع : صقر أبو عيدة
أخذتنا معك في هذه الرحلة الشعرية الفائقة دهشة ومتعة.
قصيدة تتحدث لغة الوفاء .. لغة المطر .. لغة التحنان والمصابرة .. لغة الأمومة في الشعر ..
معك في الألم ومعك في الجرح والوجع.
لعلي أعود لها مرات لأقرأها كثيراً .
تقبل أجمل التحايا.

صقر أبوعيدة
01-07-2009, 06:09 AM
الأخ الشاعر المبدع عبدالملك الخديدي حفظه الله
قبل كل ما يجول في خاطري أبارك لك بهاء الشعر ديوانك الأول ونرنو إلى الثني إن شاء الله
لقد سعدت وابتهجت عندما رأيت اسمك وتقريظك للنص
دمت مبدعا معطاء ونفع الله بك

لمى ناصر
01-07-2009, 08:04 AM
وما أجمل صباحاتي بهذا المطر المعطاء

انهمل علينا بتباريح الأمومة ...وصقلها بأيقونة القصيد

ومتعة التذوق. لله ما أجملها من كلمات.

رااااائعة بحق.

كن بخير.

صقر أبوعيدة
01-07-2009, 08:30 AM
الأخت لمى ناصر حفظها الله

لله درك ما أجمل تعبيرك في هذا
أسعدتني سعادتك للنص

وفقك الله ودمت معطاءة

أحمد موسي
01-07-2009, 12:10 PM
فلترسم عنبة الخدين كيفما تشاء

فأنت خير من يرسم وخير من يبدع

دام الإبداع والألق

مودتي

صقر أبوعيدة
04-07-2009, 09:55 AM
الأخ الأديب أحمد موسى

نورت صفحتي بصورتك وقلمك

بارك الله فيك

د. سمير العمري
18-07-2009, 11:52 PM
حرف أنيق ونص جميل وشعر فيه الكثير من ملامح الجمال غير أني وجدته لم يلتزم الوزن فاختل الجرس في غير موضع ، وكونه شعر سطر فإنه يفرض استعمال تفعيلة محددة وزحافات خاصة ولا يجوز اعتماد التفعيلات المختلطة فيه.

سررت بهذ المصافحة الأولى بما وجدت من حرف واعد بالكثير.

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.



تحياتي

صقر أبوعيدة
19-07-2009, 06:59 AM
شاعرنا د. سمير العمري
صدقت أخي
النص فيه ما نوهت عليه
شكرا على النصيحة
إن شاء الله أحاول أن أتجاوزها
حفظك الله

عمر زيادة
19-07-2009, 03:14 PM
جميلة ...

و شاعر جميل ..

بوركتَ أخي ..

تقديري الكبير ...//