تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما وراء الجرح



مصلح أبو حسنين
30-06-2009, 10:30 PM
لم يجاوز عمر (مصطفى) السابعة عشرة
صلى العصر وخرج من المنزل على عجل فدعاه أخوه ليحتسي الشاي برفقته لكنه لم يجبه
في الخارج كان الأطفال والشباب يرشقون جنود الاحتلال بالحجارة وبكل ما وصل أيديهم من قطع حديدية وزجاجات فارغة ويهتفون ضدهم
يرد الجنود بقنابل الغاز تارة وبالرصاص المطاطي تارة أخرى وأحيانا بالرصاص الحي ويطاردونهم بالسيارات العسكرية من مكان لآخر
يتساقط الصبية مضرجين بدمائهم فتنقلهم سيارات الإسعاف للمشافي
انضم للجمع الغفير وأخذ يقذف الجنود بالحجارة تارة ويشعل النار في إطارات السيارات التي لا تلبث أن تلتهب وتتدحرج باتجاه الجنود وهي مشتعلة
شاهد بعض الجنود وقد أمسكوا بطفل لا يتجاوز الثامنة من عمرة وتبادلوا عليه بالضرب والركل ثم ألقوه وسط إطار مطاطي مشتعل
تعالت صيحات الحشود تهلل " الله أكبر
اشتدت الهجمات وبدأ جنود الاحتلال بالتراجع تحت وابل من الحجارة والزجاج الفارغ وبعض زجاجات ( المولوتوف ) والإطارات المشتعلة حتى وصل بعضها إلى داخل مركز الجيش ففكر في المنظر قليلا ً
اقتحم مع اثنين من رفاقه مدخل المركز وتسللوا للداخل وأشعلوا النار في أكوام الإطارات التي جمعها الجيش من الشوارع وكدسها هناك
علت ألسنة اللهب والدخان في المركز وانحسر الجنود في مؤخرته فهاجمتهم مجموعة أخرى وأمطرتهم بالحجارة والزجاجات الفارغة فاعتراهم الرعب وجن جنونهم وبدأوا في إطلاق الرصاص الحي على الجموع الغفيرة
أصابت إحدى رصاصاتهم عنق زميله فانحنى عليه ليحمله ويخليه من المكان
سقط فوق زميله مضرجا بدمائه إثر إصابته برصاصة في الرأس
نقلوه للمشفى مع زميله الذي فارق الحياة قبيل الوصول
تحولق حوله الأطباء وعملوا كل ما في وسعهم لكن جنود الجيش نقلوه لمشفى عسكري
بقي في العناية المركزة عدة أيام
هتك سكون الغرفة صوت أحد الأجهزة وامتد خط رسم القلب بشكل مستقيم وأسلم الروح
تحفظت عليه قوات الاحتلال ومنعت التجول في المخيم واستدعت والده لتسلم جثمانه
قبيل مواراة جسده الطاهر الثرى في جنازة يتيمة تحت حراسة عسكرية مشددة . . .
كشف والده القماش الأبيض الذي تم لف جثمانه الطاهر به فلاحظ جرحا ممتدا من أسفل الذقن حتى العانة وقد تمت خياطته كيفما اتفق ودمه لا يزال ينز دافئا ً

سحر الشربينى
30-06-2009, 11:37 PM
والله منور الواحه كلها

أحلى شئ انى كل ما أذهب لمكان أجدك فيد

تحيااااااااااتى

سعيدة الهاشمي
02-07-2009, 01:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المبدع مصلح أبو حسنين،

قصة من واقع مؤلم محزن، نتمنى من الله عز وجل أن ينصر إخواننا في فلسطين والعراق وكل دولة محتلة

إنه العدو الجبان يرهبه أبسط شيء، يخاف من حجارة، عدو لا يملك قلبا وكأنه استبدله بحجر بل الحجر

أشرف من أن ينسب إليه، يعلم الله وحده ماذا فعلوا به وما الأعضاء التي أخذوها. لكن فوق كل ذي قوة جبار قوي.

ومهما طال العذاب لابد للنصر أن يأتي.

احترامي وتقديري.

مصلح أبو حسنين
03-07-2009, 04:05 AM
والله منور الواحه كلها

أحلى شئ انى كل ما أذهب لمكان أجدك فيد

تحيااااااااااتى

__________________________________

الأديبة الفاضلة / سحر الشربيني

شكرا لعاطر الزيارة

تحياتي وتقديري

مصلح أبو حسنين
03-07-2009, 04:08 AM
لقد وضع بعض الأخوة الأدباء في مكان آخر بعض الملاحظات على هذه القصة القصيرة فقمت بإعادة ترتيبها هنا


ما وراء الجرح
________

لم يجاوز عمر (مصطفى) السابعة عشرة ولم يكن كغيره من الأقران بل كان طالبا ذكيا يرنو لدراسة علوم الطب ليصبح طبيبا يعالج المرضى والجرحى من أبناء وطنه الذي طحنه الاحتلال وحاول أن يلغي على الدوام وجوده
صلى العصر وخرج من المنزل على عجل فدعاه أخوه ليحتسي الشاي برفقته لكنه لم يجبه
فقلبه معلق بهؤلاء الصبية الذين يحلمون بطرد الاحتلال الذي لم تستطع أن تطرده جيوش جرارة وهاله ما يسمع ويرى على الساحة ففيها ما يندي جبين البشرية
في الخارج كان الأطفال والشباب يرشقون جنود الاحتلال بالحجارة وبكل ما وصلت إليه أيديهم من قطع حديدية وزجاجات فارغة ويهتفون ضدهم وما لديهم أكثر من ذلك وأجسامهم الغضة لم تتصلب بعد وهم يرون استعراضات الجيوش كل يوم في ميادين الاستعراضات ويسمعون كلام وخطب ووعود من لبسوا رداء القضية
يرد الجنود بقنابل الغاز تارة وبالرصاص المطاطي تارة أخرى وأحيانا بالرصاص الحي ويطاردونهم بالسيارات العسكرية من مكان إلى آخر
يتساقط الصبية مضرجين بدمائهم وكأنهم دمى غصت بصورهم شاشات التلفاز من المحيط للخليج فتنقلهم سيارات الإسعاف إلى المشافي التي لا تكاد تستطيع استيعاب أعدادهم وليس بها ما يصلح لعلاج جروح من آلات القتل والدمار التي يستخدمها الاحتلال
شاهد بعض الجنود يمسكون بطفل لا يتجاوز الثامنة من عمرة ويوسعونه ضربا وركلا ً
وهو يصرخ مستغيثا من هول الألم ثم يلقونه وسط إطار مطاطي مستعر
تعالت صيحات الحشود تهلل " الله أكبر " صيحات ارتجت لها الأنحاء واهتزت لها أبدان من لديهم بعض الإنسانية والنخوة
اقتحم مع اثنين من رفاقه مدخل المركز وأشعلوا النار في الإطارات التي جمعها الجيش من الشوارع وكدسها هناك فعلت ألسنة اللهب والدخان في المركز وانحسر الجنود في مؤخرته وأصبحوا في موقف لا يحسدون عليه واعتراهم اليأس والرعب وجن جنونهم وأخذوا بإطلاق الرصاص الحي على الجموع الغفيرة كالمطر المنهمر بلا تمييز وبلا رحمة وأنا لهم الرحمة وهم يقتلون صبية وينكلون بهم أيما تنكيل
أصابت إحدى رصاصاتهم عنق زميله فانحنى عليه ليحمله ويخليه من المكان إلا أنه سقط فوقه مضرجا بدمائه إثر إصابته برصاصة في الرأس ليمكث في العناية المركزة أياما ً معدودة جسدا ً مسجى لاحراك به غير أنفاسه المتقطعة
هتك سكون الغرفة صوت أحد الأجهزة وامتد خط رسم القلب بشكل مستقيم وأسلم الروح
منع الاحتلال التجول في المخيم واستدعى والده لتسلم جثمانه
قبيل مواراة جسده الطاهر الثرى في جنازة يتيمة تحت حراسة عسكرية مشددة . . .
كان هناك تحت القماش الأبيض الذي لف جثمانه الطاهر جرحا ممتدا من أسفل الذقن حتى العانة وقد تمت خياطته كيفما اتفق ودمه لا يزال ينز دافئا ً

مصلح أبو حسنين
03-07-2009, 04:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المبدع مصلح أبو حسنين،

قصة من واقع مؤلم محزن، نتمنى من الله عز وجل أن ينصر إخواننا في فلسطين والعراق وكل دولة محتلة

إنه العدو الجبان يرهبه أبسط شيء، يخاف من حجارة، عدو لا يملك قلبا وكأنه استبدله بحجر بل الحجر

أشرف من أن ينسب إليه، يعلم الله وحده ماذا فعلوا به وما الأعضاء التي أخذوها. لكن فوق كل ذي قوة جبار قوي.

ومهما طال العذاب لابد للنصر أن يأتي.

احترامي وتقديري.
______________________________________________


الأخت الفاضلة سعيدة الهاشمي

سرتنا زيارتكم الميمونة لمتصفحنا

وأسعدنا القلم بما ندف

تحياتي وتقديري واحترامي

مازن لبابيدي
05-07-2009, 01:44 PM
أخي مصلح أبو حسنين
قصة ترسم صورة مضرجة لواقع الاحتلال ، أبرزت فيها بقوة روح الجهاد والشهادة التي لازالت تنمو باستمرار في نفوس الجيل البطل الذي سيكون جيل التحرير بإذن الله .
تحيتي لك ولقلمك المناضل .

مصلح أبو حسنين
05-07-2009, 03:25 PM
أخي مصلح أبو حسنين
قصة ترسم صورة مضرجة لواقع الاحتلال ، أبرزت فيها بقوة روح الجهاد والشهادة التي لازالت تنمو باستمرار في نفوس الجيل البطل الذي سيكون جيل التحرير بإذن الله .
تحيتي لك ولقلمك المناضل .

_______________________________________________


أخي الفاضل / الأديب مازن لبابيدي

ألتقيك هنا بكل سرور وامتنان

أنهل من وحي قلمك وما تخط من حروف

فاسلم بود وتقدير واحترام

ربيحة الرفاعي
17-04-2014, 06:24 PM
صفحة من أدب المقاومة بتفاصيل مميزة، شابها شئ من المبالغة أخشى أنه مما يضعف أثر النص في المتلقي، سيما من غير أصحاب القضية
النصف الثاني من القصة اعتبارا من "اقتحم مع اثنين من رفاقه مدخل المركز وأشعلوا النار في الإطارات.." جاء متميزا مكين الخطو باتجاه الصورة الصاعقة التي حملت رسالة النص الموجعة
وتبقى جريمة سرقة أعضاء الجرحى وصمة عار في جبين الاستعمار والبشرية المتعامية عنه

دمت بخير أيها المبدع

تحاياي

خلود محمد جمعة
21-04-2014, 08:02 AM
موته شهيداً هو العزاء الذي يلقي الصبر في قلوب من يحبونه
موته شهيداً هو مهر الارض
لكن ما وراء الجرح هي الطعنة في الاعماق ، انتزاع اعضائه لمنح الحياة لكلابهم
قصة موجعة الى ابعد من القهر
دمت بخير
مودتي وتقديري

نداء غريب صبري
17-06-2014, 12:04 AM
قصة جهادية رائعة
صورت البطولة والنضال بأسلوب جميل ومشوق

شكرا لك أخي

بوركت

ناديه محمد الجابي
12-02-2019, 11:36 AM
أطفال الحجارة .. بهروا الدنيا وما في يدهم إلا الحجارة
قاوموا وانفجروا واستشهدوا .. تحرروا من الخوف وأمطروا الدنيا بطولة وشموخا
سمة من سمات المقاومة الفلسطينية .. أن هؤلاء الأطفال أبطال ، أكبر من الحياة نفسها
قرروا أن يقاتلوا على طريقتهم ـ ويعيشوا على طريقتهم ـ ويموتوا على طريقتهم..
ولكن ما وراء الجرح .. هو أقسى حتى من الموت
قصة قوية الفكرة ، جميلة المضمون ـ تحرشفت بذكاء بالوجع الفلسطيني.
دمت بكل خير.
:009::008::001: